كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
توقفت قمر الليل عند أول استراحة باتجاه الغرب، وأخرجت دليل " وودالز" لمناطق التخييم..باتباعها للتعليمات بدقة ، توقفت عند منطقة تخييم عائلية واستأجرت فسحة، وتمتمت متحدية وهي تفتح الخيمة الموصولة بالفان، لتزيد مساحة عشها الصغير: فليجدني الآن لو استطاع..ليحاول أن يجدني، وأتساءل إذا كان حقا سيفتش!
صنعت لنفسها الغداء من المعلبات، مستخدمة طباخ غاز صغير مجهز به الفان، ثم سارت في مشوار طويل عبر المخيم، تستكشف كل شيء، وعادت إلى الفان عند المغيب و تناولت سندويشاً، ثم سارت إلى دوش المخيم حيث استحمت بسرعة.. وعادت إلى مخبئها عند الثامنة.. كان الليل مظلماً، وشاملاً، لمعت بضع نجوم مستوحشة قليلاً ثم اختفت، ابتلعتها ظلمة الليل.. من الأفضل الخلود إلى الفراش، وهذا ما فعلت.
لكن النوم باكراً كان غلطة مريعة، أصوات الغابة في الليل، همهمة محركات السيارات البعيدة ، لم يكن تهدهدها لتنام.. بل كانت ترسلها إلى نوم خفيف متقطع، وإلى مناظر تريد أن تنساها.. العرس.. لكنها ضحكت..يا له من أمر رائع.. زهورو..لماذا؟ أعجب لماذا أزعج نفسه ليأتي؟ كان يمكنه أن يستأجر وكيلاً كما كان يحدث أيام زمان؟ على الأقل بتلك الطريقة ماكنت لأفكر في أمور سخيفة.. مثل أنه يحبني..يالها من فكرة مضحكة، تعبت من التقلب والتلوي في الفراش فنامت، وكان الليل قد تجاوز منتصفه.
مرت الأيام ببطء..كان قد انتهى الموسم منذ وقت طويل.. لكن بعض المخيمين القساة أصروا على البقاء..
لم تكن إقامتها كلها مرضية، وهذا ما قالته بالضبط لمدير المخيم الشاب ظهر يوم الرابع عشر.. كانت قد استيقظت ووضبت مخيمها، رتبت الفان، تناولت سندويشاً، ثم اتجهت نحو بلدة" سندويش" وإلى الفندق..
كل ميل كانت تقطعه كان يقربها إلى توري، ويشنج أعصابها.. بعد نصف ساعة، كانت تدخل موقف السيارات إلى جانب الفندق، توقف المحرك، ثم تدخل عبر الباب الجانبي..لم يعرفها موظف الاستقبال، لكن حين أعطته اسمها رفع رأسه مجفلاً:
- سيد ناي؟
الاسم أدهشها..مضت لحظة قبل أن تستوعبه.
- أجل ..سيد توري ناي.
ركض الموظف إلى الهاتف يقول وهو يدير القرص.
- زوجك يبحث عنك.. يكاد يفقد عقله.
ردت ببرود:
- إنه هكذا منذ سنوات..ألا زالت لدي الغرفة رقم عشرين؟
تابع الموظف:
- وشرطة الولاية.. لقد أطلق كل موظف قانوني الولاية ليبحث عنك!
كانت قمر الليل متعبة أكثر من أن تثار..فتنهدت:
- إذن، لم يعد عليهم الآن أن يبحثوا، ألازالت لدي غرفة رقم عشرين؟
- حتى أنهم اتصلوا بفرق إنقاذ الجو و البحر..أتتصورين هذا؟ كل مراكز حرس السواحل.. ظنوا أنك قد ضعت في المستنقعات.
سخرت:
- أمر سخيف، أعرف المستنقعات كظهر يدي..ألا زالت لدي الغرفة رقم عشرين؟
- وجعلوا كل محطة راديو في الكاب تذيع نداءات، لابد أن أنك سمعتها؟
تثاءبت:
- أجل.. وأراهن إن هذا كان مثيراً جداً ..أنا متعبة.
- لازالت لديك الغرفة رقم عشرين سيد ناي..قال زوجك ان علينا أن نحتفظ بها إلى..مهما طال الوقت.
- فعلاً؟ في هذه الحالة، هل لي أن آخذ مفتاحي؟ إنها في الفان القديم قرب الشرفة الجانبية.
وجاء بها أحدهم..لم تتغير الغرفة أبداً منذ تركتها..أحست بحكاك في بشرتها..التخييم أمر رائع، لكن هناك جراثيم في الحمامات لا تلائمها.
ملأت المغطس بالماء الساخن.. وتنعمت من جديد بصابون حمام شخص آخر.. ثم غاصت في دفئه، لابد أنها غفت، لأنها حين سمعت صوت صفق باب غرفتها بصوت هائل، أجفلت ، ولاحظت أن المياه بردت.
- سيلي..أين أنت بحق الله يافتاة؟
love ** story
|