كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
انظري إليه، مظهره فخم، طويل القامة، شعره أبيض متجعد، ولديه نظرة مميزة و مهذبة.. مع كل هذا.. وسيم كابنه كاري وابنه جون.. حتى مثل صهره دايف.. فما الذي حدث لتوري؟ نظرت عبر الطاولة إلى توري، تحاول جمع ما يكفي من غضب لتهاجمه.. كان وجهه خال من التعابير لكنها كانت تعرف أنه يسخر منها.
فجأة عاد الساقي، وأغوتها رائحة الطعام.. مدت يدها إلى شوكة، وتناولت لقمة.. فلامست السيدة ذراعها:
- يجب أن تخبريني شيئاً عن عائلتك.
ابتلعت سيلي لقمتها بصعوبة، وحاولت البحث عن رد جيد.. لكنها لم تجده.. كل من كان على المائدة كان ينظر إليها منتظراً جوابها، تمتمت:
- في الواقع.. ليس لي عائلة.. هناك..عمي ليونيل، إنه ليس عمي بالطبع.. لكنني أناديه هكذا، وهو كل ماعندي.
- ياللطفلة المسكينة، الأم، الأب!
تنهدت:
- كلاهما ميت، لم أعرف أبداً أياً منهما.. رباني جدي إلى أن أصبحت في الرابعة عشر، ثم جاء عمي ليونيل.
- لطف منه أن يأتي ليهتم بفتاة مراهقة!
- أتظنين هذا.. حقاً؟
- لابد أنه أحبك، ليقدم على هذه التضحية.
- لست أدري، ولو أحبني، فهو لم يقل لي هذا.. هناك مال كثير.. أترين..
مجرد الكلام عن الموضوع جعل سيلي ترتجف.. وكانت السيدة ناي تدرس وجهها، ولاحظت الارتباك.. وأكملت سيلي بتنهيدة:
- لا أظن العم ليونيل أحب شيئاً ماعدا المال..لكن، ربما أنا مخطئة.. كنت مجرد طفلة.
- ياللفتاة المسكينة! هل يزعجك أن يتدخل توري في شؤونك؟
- لا.. في الواقع.. لقد كان لطيفاً جداً معي، و لأقدر له كل حاول أن يفعله.. لكنه رجل من الصعب فهمه.
- عمك ليونيل؟
- لا.. توري.. حتى أنه لا يشبه أخواه، أليس كذلك؟
- آه، بطتي البشعة، إنه توري.. لكن...لكن، قبل الآن، كان أكثر وسامة من الجميع..آخر أولادي، تعرفين ، وأذكى منهم جميعاً، حتى والده يضطر للوقوف جانباً حين يتحرك للعمل، لكن الوسامة؟ لم يعد وسيماً ..مع ذلك، لقد سبق و قلت له إنه في يوم ما ستقبل به فتاة جميلة كما هو عليه، تناولي فطورك طفلتي.
استغلت سيلي الفرصة، فهي لم تتوقع أن تفلت من الورطة بسهولة، كان الرجال يتابعون حديثاً منفصلاً.. تفرست في وجه توري لتدرس تعابيره، بينما كان يبتسم لها.
مالت الأم سيلي قائلة بصوت منخفض:
- انظري.. حين يبتسم يتغير، أليس كذلك؟ ويبدو أنه يبتسم لك كثيراً!.
- إنه يظنني بلهاء، أنا و جاين متفقتان تماماً، لكن توري..إنه إما يصبح في وجهي، أو يخيفني، أو..
ضحكت الأم، وأضاء المرح وجهها: أو ماذا؟
تنهدت سيلي: لا شيء.
- كلي فطورك طفلتي.
قمر الليل شوكتها و حاولت أن تأكل.. لكن جاين علقت بصوت مرتفع سمعه الجميع:
- أليست سيلي جميلة و لطيفة؟.. هذا هو نوع الأم الذي أحب أن يكون لي!
قالت لها جدتها:
- هس.. حبيبتي..أنت تحرجين الناس حين تقولين أشياء كهذه.
ردت الطفلة وفي عينيها تحد:
- علمتني أن أقول الحقيقة دائماً..أنت قلت لي هذا!
- بإمكانك أن تكوني صادقة، وهادئة، في نفس الوقت.. وسيلي فعلاً امرأة جميلة.
تسمرت سيلي في مكانها و لم تستطع متابعة الأكل.. لكن والد توري قال لها:
- أيتها الشابة، أعطني دولاراً.
** love ~ story **
|