كاتب الموضوع :
البرفسورة
المنتدى :
القصص المكتمله
مشى خالد مع الدكتور لمكتبه .. رفع سامر كتوفه بعدم اهتمام ومسك طرف ثوبه بيده ورفعه لعند بطنه .. ناظره كيف وسخ و مقرف .. : الحين أنا من جدي جاي المستشفى بوساختي .. (تنهد) خل أروح أقوول له إني بترووش و أتنظف ثم برجع
مشى سامر بين الممرات .. يطل في الغرف .. وقف ممرضه سألها : لو سمحتِ غرفة الدكتور اللي يعاين المريض اللي بغرفه (6) وين مكتبه ..؟
وصلته الممرضة على الممر اللي فيه مكتب الدكتور .. كان الباب مردود .. يعني ما هو محكم الإغلاق.. سامر يكلم نفسه (خذلك بس .. ويقولون عندهم خصوصية بـ...( قطع كلامه صوت الدكتور الجاد :
هو فيروس يصيب الكبد وينتقل عادة عن طريق الدم، ومن الأم الحامل لجنينها أو عن طريق الاتصال الجنسي.. ومعنى كذا .. احتمال كبير إن أمك .. تكون مصابه بذا المرض .. أما بالنسبة لإخوانك .. فإذا كان أبوك تبرع لهم بدم .. تأكد صابهم
خالد بتوتر : أنت ما عندك ذوق .. أنا بحياتي ما شفت دكتور كذا..
طلع خالد و أنصدم بسامر اللي واقف قدام الباب منزل راسه ودمعته على خده
همس خالد : سـآمر ...!
رفع راسه وعيونه مغرقه بالدموع : إيه سامر .. سامر اللي ضحكت عليه .. قال ايش .. قال انفلونزا وتروح .. شد ياقة ثوبه الوسخ على تحت .. انفلونزا .. انفلونزا بتاخذ ابووي.. (وبااستهزاء) وخطيييرره .. أثاريها الكبد الوبائي .. تضحك ع الدكتور لان ما عنده دم .. وأنت اللي مقطعك الأدب و صااير تكذب علينا ..
يقاطعه خالد : أنا خايف عليكم .. و ما حبيت ا..
قاطعه سامر : ما حبيت وشو .. إيه صح صح .. هو بس أبوك أنت واحمد .. أنا براا براا
خالد يمسكه : سااامر .. ساامر .. اجلس شووي واهدا
بعد محاولات اقنااع .. جلس ساامر منزل راسه ومخليه بين يدينه : وامي يا خالد امي .. وش نصيبها من ذا المرض..! هي بعد بترووح والا(وبدت شهقاته تعلى(
خالد : استهدي بالله .. واذكر ربك ..ورح تغسّل وصل لك ركعتين
وقف سامر .. بيمشي .. مشى خطوتين ورجع ..: خالد ..
خالد بدون مايرفع راسه : هممممم
سامر : أبي فلوس حق تاكسي
تنهد خالد و أعطااه مفتااح سيارته : خذه بس لا تتأخر علي
سامر : ما أبيه .. أبي فلوس حق تاكسي.. واليوم بعد الفطور تسوي حق أمي تحاليل .. لان المرض ذا إذا كان فبدايته يقدرون يقضون عليه .. أما إذا توصل مرحله (تنهد) عطني فلوس..!
طلع خالد بوكه و أعطى سامر الفلوس اللي يبي .. طلع سامر من المستشفى وهم الدنيا راكبه
وقف تاكسي وركب : حي ال....
مشى التاكسي .. ومشت أفكار سامر معاه .. كان مسند كوعه على الدريشه .. وعاض إصبعه السبابة
)يعني ايش .. خلااص .. استغفر الله .. لا لا إن شاء الله يعالجوونه .. ويرجع لنا مثل قبل .. هو قايل لي عندي مفاجأه لكم .. (
نزلت دمعتـه .. (ليته فيني ولا فيك .. ليته بااحمد ولا فيك .. ليته فينا كلنا ولا فيك(
مسح دمعته بخشوونه .. (ليش الدمووع .. خلك قوي ياسامر .. واترك دموع الحريم .. ابوك مافيه الا العافيه انشاءالله .. اي عافيه ياسامر .. تقص على نفسك انت(
حوار عنيف بين سامر اليائس والمتفائل .. قطعه صووت السايق : 10 ريال
حاسبه ودخل للبيت .. تهرب من نظراتهم له .. ودخل غرفته .. رمى نفسه على السرير .. ودخل بموجة بكااء عنيفه
وقف بسرعه .. اخذله ثووب نظيف .. وتروش ع السريع وطلع يركض ..
ام خالد : ساامر ساامر
طنشها وركض .. وقف تاكسي ومشـى للمستشفى
فتح عيونه فجأة على نور الشمس المتسلل من وراء الستاير البيضة الكئيبة ..ناظر حوالينه مو مستوعب هو وين ..جدران بيضا ..فجأة قفز لمخه كل شي دفعة وحدة ..هو بالمستشفى !!
ناظر حوالينه بتوتر وبنفس اللحظة لقى جواله على الطاولة جنبه ..شكله عصام جابه أمس..مسك جواله و أنصدم لما شاف 30 مكالمة مارد عليها ..خفق قلبه بهلع لما شاف رقم خالد ..وش فيه وش صاير ؟استر يا رب ..
دق على خالد بسرعة وبنفس اللحظة رد خالد بصراخ:
-أحمــــــــــد!!
-هلا خالد !
خالد بعصبية :
-وينك فيه من أمس وأنا أدق عليك وما ترد يا ربي خفت صار فيك شي !وين كنت ويــــــــــــن؟!
أحمد بتوتر:
-كنت بالمستشفى ..
صرخ خالد :
-أنت بالمستشفــــــــــــــى !! يعني تدري عن أبوي!!
أحمد بعصبية :
-خالد وش فيك تصرخ الله يهداك من صباح الله خير أنا كنت تعبان ورحت المستشفى ونمت ليلة ..قولي وش فيه الوالد خرعتني !!
خالد بحزن :
-ما أدري شقول لك يا أحمد ..
طاح قلب أحمد وصرخ بهلع :
-قول تكلم وش فيه أبـــــــــوي!!!
-أنت وين الحين بالمستشفى ؟
أحمد وهو يقفز من السرير:
-أي !
-طيب أنا بـ الإستقبال تعال أنطرك هناك !
قفل أحمد وطلع برا حجرته بنفس اللحظة طلعت بوجهه الممرضة وقالت بهلع لما شافته طالع بثياب المستشفى :
-أنت وين روه ؟أنت لازم اقعد سرير دكتور يبغى شوف أنتا!!
وخرها أحمد بخشونة :
-وخري إنـــزيـــــــــن !!
قامت الممرضة تنادي بقية الممرضات لكن أحمد سفطها وركض بسرعة بين الممرات ووقف لما حس أنه ضيع وهمس من بين أسنانه :
-عمى وش هالمستشفى حشى متاهة ..
مرت جنبه ممرضة متنقبة فقال بسرعة :
-لو سمحتي ؟
ناظرته بتعجب:
-أنت مريض وش تسوي برا في هالوقت ؟
أحمد بنفاذ صبر:
-ممكن تقولين لي وين الاستقبال ؟
تأملت الممرضة الممر بنظرة مبهمة بعدين قالت :
-شوف روح سيدا على طول الممر بتلقى باب على يسارك مكتوب عليه exit اطلع منه بتلقى ممر ثاني كمل برضو على يسارك لين توصل الاستقبال ..
أحمد بعجلة :
-مشكورة ..
وركض بسرعة بالممر وقلبه يخفق زي الطبول بإذنه ..أبوه بالمستشفى وهو خبر خير ما يدري بالدنيا ؟يا ربي ما يكون شي كايد يا رب..
دف باب الخروج ولقى الممر الثاني فركض فيه بسرعة وهو يصدم بالناس ويعتذر واعتذر لما صدم بشايب :
-أسف !
-عمى ما تشوف؟
كان أحمد يلهث لما وصل الاستقبال.. وتجمدت رجلينه لما شاف المنظر ..وطاح قلبه بقوة هالمرة ..خالد كان جالس بحالة مزرية ..ودموعه مغرقة وجهه ..ورفع راسه وناظر أحمد بعيون حمرا حزينة متألمة ..وهمس:
-أحمـــد !
ركض أحمد ومسك خالد وهو يصرخ برعب :
-خالد شصاير ؟أبوي شفيــــــــــــــــه ؟
نزل خالد راسه وما عرف شيقول ..
صرخ أحمد وهو يقبض على خالد بقوة :
-ولي يرحم والديك تكلم ! أبوي مــــــات؟أبوي مـــــــات؟؟!!
ناظره خالد بتعاسة والدموع مغرقة عيونه:
-الموت ارحم من اللي هو فيه..أبوي يا أحمد ..أبوي فيه الكبد الوبائي !
شحب وجه أحمد وناظر خالد بصدمة مو مستوعب اللي سمعه ..هذا ايش يقول ..أبوه ..يتكلم عن أبـــــــوه؟
تسارعت نبضات قلبه وصرخ وهو يمسك خالد :
-أنت شقاعد تقول شقاعد تخرف؟!!أبوي ..أبوي مافيه شي !!أبوي مافيه إلا الصحة والعافية توني أمس شفته وصحته أحسن مني..أنت ..أنت كذاااااب!!
نزل خالد راسه وهمس بألم :
-لا ما أكذب يا أحمد ..يا ريت لو كنت أكذب ..
ارتجفت يدينه ..حس بوهن بركبته وغثيان يكتنف راسه ..نظرة وحدة لعيون خالد ..خلته يدرك الحقيقة اللي ما هو قادر يستوعبها ..يا رب رحمتك ..مستحيل يكون اللي يسمعه صح!
أبوه فيه الكبد الوبائي ..يعني ما بيعيش ..يعني موته مسأله وقت ..و بيفتح عيونه يوم وما يلقاه ! لاااااااا!!!
أنهار أحمد وتفجرت الدموع من عيونه وهو يضم خالد بقوة ويبكي بصمت ,ضم خالد أخوه وهو ماسك دموعه ..لا ما ببكي ..أنا أكبرهم ..لازم أكون قوي عشان أبوي..عشان أمي اللي احتمال يكون فيها ..ياااااااارب يارب ما أقدر أفقدهم ما أقدر ..واحد فيهم يكفي ..وأفقد الثاني؟!
همهم أحمد بصوت باكي:
-أمي تدري؟
سكت خالد وهو يحس أن الألم يقطع قلبه ..أمي ؟اااااااااه يا أم خالد ..لو تدري يا أحمد لو تدري ..
سكت أحمد فجأة وهو يستوعب شي ورفع راسه يناظر خالد بعيون زايغة وهمس وهو يشد على خالد بقوة ألمته :
-أمي ..أمي يا خالد ..المرض ..المرض معدي!!
خالد بألم :
-أعرف يا أحمد ..
صرخ أحمد بانهيار :
-يعني ايش؟! يعني نفقدهم اثنينهم؟؟
ماقدر خالد يتكلم وانهار أحمد على الكرسي وغطى يدينه بوجهه ..لا ..لا ..لا يمكن ..أمي ..أبوي يروحون بلحظة ؟
قفز أحمد فجاة وقال بلهفة :
-بس احتمال ما يكون فيها ..قصدي ..فحصتوها ولا للحين ؟
زفر خالد بحرارة وقال بتعب:
-مدري والله ..الحين أنا مني عارف شلون أنقل لها الخبر ..تبيني أقولها امشي خل نفحصك ونتأكد فيك الكبد الوبائي ولا لا؟ااااه يا أحمد قلبي يعورني ..وشلون بننقل لأبوي الخبر ؟وشلون بنقول لأمي ؟
مسح أحمد دموعه وقال :
-لا حول ولا قوة إلا بالله ..مسكين أبوي ..يااااارب اشفيه يارب..خفف عنه ألامه يا رب ..يا رب ما يكون المرض في أمي ..ياااارب ..
جلس خالد جنبه فقال أحمد بحزن :
-أقدر أشوفه ؟ أبي أشوف أبوي..أبي أدخل عليه ..أبي أضمه وأبوس راسه قبل لا افقده ..الله يخليك يا خالد خلني أدخل عليه ..
-اه يا أحمد يا ليــــت.. بس أبوي تعبان وأخاف يتأثر بانهيارنا أنا بروحي ماني قادر أدخل عليه من دون ما أمسك نفسي ..لا تنسى أن الدكتور قاعد يمهد له بشويش ..اصبر يا أحمد ..
غطى أحمد وجهه بيده بتعب فناظره خالد وهو ما يعرف شلون يواسيه ..غمغم خالد :
-ماعرف شبنسوي لما نفقده !
زفر أحمد وقال :
-استغفر الله العظيم لا تجيب سيرة الموت ..اللي فينا كافينا ..مسكين أبوي بيتعذب لين يموت ..الموت أرحم له من هالمرض ..
وساد صمت مليان حزن ..تخترقه تنهدات خالد وزفرات أحمد ..والحزن والألم والتعب مخيم عليهم ..وعبارة وحدة تتردد في رؤوسهم ..
الموت أرحم ..
|