كاتب الموضوع :
البرفسورة
المنتدى :
القصص المكتمله
لون أحمر قاني
أحمـــد
استلقى أحمد على السرير بعيون مفتوحة يناظر السقف فوقه ..الغرفة مظلمة تماما ..كان جسمه يرتجف وكان في ألم غريب يتدرج في معدته
..ألم يطحنه طحن ..قد يكون عقاب عللي سواه ..لا لا مو عقاب ..هالألم جاه أكثر من مرة بس ما اهتم له ..ألم يبدا بوخز في الجزء الأيسر الأسفل من البطن ..يرتفع زي النار ويزيد حتى يتحول مثل السكاكين ..المسامير ..
شد على فكه وغمض عيونه المتعبة ومخه غصبا عنه يسترجع ذكرى قريبة ..ذكرى ما صار لها إلا ساعتين ..
((وخر أحمد عن السرير وعيونه مليانة هلع وذعر وهو يناظر البنت المرتجفة اللي قدامه ..صرخ :
-أنت ..؟لا لا..ليـــــــــــــه؟!! ليه ما قلتي لي إنها أول مرة لك؟
تفجرت الدموع من عيونها أنهار وبكت وهي تغطي وجهها :
-ما قدرت ..ما قدرت ..
انحني عليها يناظرها بعيون زايغة ومسك معصمها بقوة :
-ليه ما تكلمتي ..ليه بعد ما طاح الفاس بالراس ..ياربي من وين جابك عصام ؟
البنت تصيح وهي تغطي وجهها :
-..ماقدرت .. ايش اقول ..انا محتاجه فلووووس وعصام وعدني يعطيني الفين ..
غمض أحمد عيونه وغمغم بغضب مكبوت:
-عصام ..عصام الحقير..هو وعدني ..وعدني ..
همست البنت وهي تبكي :
-احنا برمضان ..شلون قدرنا نسوي هالشي؟أنا خايفة ..
ابتسم أحمد ابتسامة غريبة :
-ليه ؟وش الفرق يعني؟ لا تنسين ان اللي صار صار بعد الفطور ..ونهار رمضان انتهى..وهذا اللي يهم ..
استدار يعطيها ظهره وهمس بصوت خافت :
-ألبسي وطلعي بسرعة ..
ثواني لبست عباتها وجسمها كله يرتجف ..وطلعت ..
فرك أحمد وجهه بقوة ..يارب ..ماقدر أعيش حياتي كذا ..أنا لازم أتزوج ..إلا متى بشبع رغبتي بهالطريقة ..إلا متى؟وحنين ؟حنين تنتظرني من سنين ..
طلع برا الحجرة بخطوات متعثرة وشاف شاب يقرا جريدة فهجم عليه ومسكه بعنف :
-عصام يالـوا....قصيت علي وجبت لي بنت مالها خبرة ..البنت ..البنت ..
وتهدج صوته :
-أنا ..سلبت منها أغلى شي تملكه ..
عصام بسخرية :
-وش رايك فيها ؟أحلى صح؟
ضربه أحمد بقبضته بقوة فتعثر عصام وطاح وطيح وياه الكنب .صرخ أحمد :
-أنا قلت لك ألف مرة..أبي بنات بايعات نفسهن ..خبيرات ..ما بيخسرن شي ..هذي محتاجة وانت لعبت على حاجتها..الله ياخذك ..
دفه عصام وصرخ فيه :
-أنا حاولت أسوي فيك خير أجب لك وحدة fresh ..المفروض تشكرني مو تعصب علي!!
حس أحمد بوهن في جسمه وهمس :
-أنا ..لأازم أوقف عن هالشي..هذا غلط ..
عصام بسخرية :
-توك تحس انه غلط ؟
ناظره أحمد بوجهه شاحب :
-بلى بلى ..الحل هو الزواج ..
عصام بقلق:
-أحمد شفيك وجهك أبيض كأنك شبح ..أنت تعبان؟
عطاه أحمد ظهره ورجع الغرفة ورمى نفسه على السرير ))
فتح عيونه على صوت نغمة جواله ..فمد يده بتعب وسحب الجوال ..كانت أمه تتصل..اووووووه شتبي بعد افففففففف..ضغط زر الصامت فصار يرن بدون صوت ورماه بالدرج ..أمه ؟ليه تتصل بهالوقت ؟يرد ولا لا؟
كان تعبان ما يقدر يتكلم ..ِشلون يجادلها ..عاد أمه هالأيام متوترة ..وأبوه صار له كم يوم مو على بعضه..
تقلب أحمد بالسرير وغطى وجهه بالمخدة ..لازم يفاتح أمه بموضوع الزواج ..هذي مو حاله ..همس بصوت مكتوم :
-أنا رجال ..مايصير أضعف وأخلي رغبتي تجرفني كذا ..هذا حرام يا أحمد ..احنا برمضان لازم توقف ..بس ماقدر ..ماقدر أعيش كذا بدون حرمة ..بلى بلى تقدر ..شلون ما تقدر؟ما عندك إرادة؟
غمض عيونه وعض المخدة لما زاد الألم اللي يشبه الطعنات ..رن جواله مرة ثانية فكشر ..وش فيه العالم ؟إلا يزعجونه بهالوقت وينكدون عليه ..يكفي احساسه بالذنب على البنت يقطعه ..ليه ياأحمد الحين تحس بالذنب وما حسيت فيه من قبل؟كان لك 3 تجارب قبل هذي ولا حسيت بذرة من تأنيب الضمير..شمعنى جت على هذي؟لأنها بريئة ؟بريئة زي حنين ؟
سحب جواله وناظر بعيون ضبابية الرقم وما قدر يميزه ..حسم أمره ورد :
-ألو؟
جه صوت أبح ما يفارق ذهنه :
-أحمد ؟
-حنين ؟وش عندك ؟
-أحمد أنا ...
قاطعها بقسوة :
-أنت ايش قولي لي؟ أنا مو قايل لك لا تتصلين فيني ؟
حنين بهمس :
-ماقدر ..أنا أحبك يا أحمد ..
بلع ريقه ..وقال يتعمد بصوت قاس مثل الحجر :
-أعرف ..واذا فعلا تحبيني لا تتصلين ..فاهمة ؟
البنت بصوت أقرب للبكا:
-ماقدر أعيش بدون ما أسمع صوتك ..أحمد اشتقت لك ..ليه مو راضي أكلمك احمد انا محتاجه احد يسمعني؟
..ساد صمت ..صمت عميــق ..مشحون ..مليء بالعواطف ..هو ما يحبها ولا عمره بيحبها زي ما تحبه ..بس يبغى حبها ..يحتاجه ..يبغاها بعيد عنه ..يبغاها طاهرة ..مثل ما كانت دايما بحياته ..مجرد طيف ..
-أحمد أنت معي؟
تنهد أحمد :
-أيوا معك ..
-أحمد أنا مني بقادرة أتحمل أكثر من كذا ..مرت عمي اليوم قامت تقط تلميحات ونغزات على ولدها .. وبنتها جست نبضي ..يبون يخطبون فهد لي ..انا ما بغى فهد ..بس لو تقدم رسميا ماقدر أرفضه ..ولد عم ما ينرفض ..وأهلي بيوافقون وهم مغمضين ..أحمد تكفين لاتعذبني أكثر من كذا ..بتتزوجني ولا لا؟ بتتزوجني ولا أوافق على فهد؟
أحمد بشراسة :
-أنت ملكي وواحد زي فهد ما بياخذك مني ..أنت لي فهمتي؟
بكت حنين وقالت بيأس :
-يريت لو تثبت فعلا إنك تملكني ..تعال ..اخطبني ..
انقهر أحمد ..حنين له ..وهو اللي بياخذها ..مو فهد ولا غيره ..
زفر بتعب من المجهود االي بذله وهمس:
-يلا روحي ..انا تعبان بنام ..
-سلامتك من التعب ..أحمد ..أنا أحبــ...أحبك من كل قلبي ..وبنتظرك ..
سكر أحمد الجوال ورماه بعنف في زاوية الحجرة ..ووهن جسمه يزيد ..هذا تعب مو عادي ..يروح المستشفى ؟لالا مين له خلق مستشفى بهالوقت ..
شاف نور من طرف عينه فالتفت بسرعة يناظر ..بس الظلام كان دامس ..تسارعت خفقات قلبه بهلع ..أعوذ بالله ..ليه يحس إن فيه أحد معاه بالحجرة ؟ ليه يحس أن الشعور أقوى ؟يحس كأن أحد يقرب منه ..
سكت يرهف السمع ..هل هذا صوت أنفاس فعلا ولا مجرد هوى المكيف؟
بلع ريقه وتلفت مرة ثانية ..هذا الشي اللي يخاف منه طول عمره ..الجن ..أعوذ بالله ..من يوم ما هو صغير كان رعبه الوحيد اللي ما يخليه ينام بالظلام ..
وخوفه الأبدي كان تحت السرير..دايم يحس إنه إذا طل بيشوف شي ..إذا نزل رجله حد بيسحبها..إذا غطى وجهه باللحاف أحد بيسحب الغطى فجآأة ..دايما ما يخلي أي جزء من جسمه مو مغطى قبل لا ينام ..بالذات رجلينه ..
خوف طفولي ..لكن استمر معاه لين صار رجال ..الظلام ..الشيطان يسري بالظلام كانت أمه دايم تقول هالعبارة ..هههه أي شيطان الحين رمضان والشياطين مكبلة بأغلال..هذا الخوف بداخله ..زي الوسواس ..زي الوهم..زاد الألم عنده ..خلاص لازم ما يكابر ..
قام من السرير بثقل وتعب وناظر تحت السرير قبل لا ينزل رجلينه ..
نزل بسرعة وقام بخطوات متعثرة وطلع للصالة ..كان صديقه نايم عالكنب ويشاخر ..قام أحمد يهزه ويقول بصوت ضعيف واهن ما قدر يسيطر عليه :
-عصام ..عصام ولي يسلمك قوم ..
حاول يرفع صوته بس ما قدر :
-عصــــــام !!
فز عصام وناظر بعيون مذهولة :
- ها ايش فيه ؟
بلع أحمد ريقه الجاف وهمس:
-أنا ..تعبان ..
عصام بقلق:
-سلامات وش فيك؟
تنهد أحمد وهو يسند جسمه المتعب على الكنبة :
-مادري ..بس بطني يعورني ..مادري شفيه ..أحسه يتقطع ..
-أوديك المستشفى طيب؟
-تسوي فيني خير..
قام عصام وساعد أحمد بالوقوف وسنده عليه :
-تحب أكلم أهلك ؟
هز أحمد راسه المنهك :
-لالا..مو لازم ..مابي أخرعهم ..
.........................................
|