كاتب الموضوع :
البرفسورة
المنتدى :
القصص المكتمله
عطـر الورد
وعـد
وبعد يومين
موعد خروج وعد من المستشفى ..
مرام كانت تجهز اغراض وعد عشـان بيطلـعون دخـلت عليهم وحده كانت تحسبها مرام من الممرضات بس يوم تكلمت وخبرتهم انها مشرفة مرسلها المستشفى
عشان محاولة الأنتحار .. اللي خبرهم أحمد انها بسبب ظروف حزنها على أبوهـــــــا ..
المشرفه :هاه كيفك عد اليوم .. ان شاءالله أحسـن ..
وعد بصوت تعبان :الحمدالله بخيـر ..
المشرفه :وعد انتي تعرفي وش اللي اقدمتـي عليه بمحاولة انتحارك ارتكبتي كبيره من الكبائر اللي منهي عنها .. انتي حاولتي تحطي حد لحياتك وهذا مو من حقك
ربي اللي وهبك هالروح وهو بس اللي يقبضها .. لاتحاولي تعذري بظروف اللي مريتي فيها وانك حزينه .. لأن هذا بعد مايشفع لك ..
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ،
ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً )
الحديث واضح لا شبهه فيــــه .. وانتي انسانه مسلمه تربيتي على تعاليم الدين الأسـلامي وعارفه ان الأنتحار محـــــرم .. ليش اقدمتي على شـي مثل هذا كان ممكن ان تكون خاتمتك سيئه بأنتحارك .. بس ربي ماأراد سبحـانه .. عندك فرصه انك ترجعي لربك بعد الكبيره اللي ارتكبتيه وتوبين إليـه ..لاتحسبي ان محاولتك الأنتحار فيها ايذاء لنفسك بـس .. محاولتك الأنتحـار فيها أعتراض على اقدار الله ...اتمنى لك الهدايه والصلاح وتفضلي هالكتيب راح يفيدك ان شاءالله وبيوعيك للعظم المحاوله والكبيره اللي كنتي مقدمـه عليهــااا ...
وفي البيت
مرام : وعد خوذي حبتك
وعد : توك قلتيلي قبل ساعه ما يصير أخذ الدوا بعد ساعة
مرام : أخاف تنسين وأنا ودي اذكرك
وعد : يا بعد عمري .....أنا بخير
دمعت عيين وعد وتقول بقلبها هذا وأنا مريضة لو مت وش راح يصير بحال اختي .. مسكينه مرام حامله همي موكفايه عليها صدمت موت أبوي ..وأمي اللي فالعده وتعبانه ..يعني اجي انا وازيد همها بمحاولتي السخيفه
للأنتحار يعني لو صدق مت كيف بقابل ربــي وأنا ذابحه نفســـي ...
يارب اغفرلي الشيطان اعمى عيني ...
والحزن كسر قلبي
اللهم اعف عني و تسامح
يارب اغفرلي زلاتي و قوي قلبي وصبرني على ما بليتني يا حي يا قيوم
( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين )
ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم انت ربي لا اله الا انت ..
خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت ..
اعوذ بك من شر ما صنعت..
اعوذ بك من شر ما صنعت..
اعوذ بك من شر ما صنعت..
اعوذ بك من شر ما صنعت..
وابوء لك بنعمتك على وابوء لك بذنبي فاغفر لى..
فانه لا يغفر الذنوب الا انت..
ومسكت الكتاب اللي أعطتها المشرفه وجلست تقرأ فيه
يمكن تلقى فيه شيء ينسيها همها وحزنها و يقوي قلبها ...
oOo
تمـرد شقائق النعمـان
أحمـــد
كان الجوال ما يفارقه ..وعيونه ما تشبع من قراءة الرسالة ..فتح الرسائل وحط الرسالة ..وجرت عيونه عليها مرة بعد مرة ..
((أعلم أنه قاسي ذالك الذي تمـربه..
وأعلم أنك تعيش فجعة الفـراق..
ولكن الصـبـر ياحـبـيـبـي..
ذالك قدره..
وذالك عمــره..
لاأملك كلمات مواساة لأني أعـرف أن مابـك أكبـر من كلماتي..
ولكن..أقول لك..
إقرع أبـواب السماء..
وأستعن بـالله..
سأكون هنا حولك..
وسـتـبـقـى روحي تحيط بـك ..
أحـبــــــــــــك,,))
كلما يقراها يحس برعشة داخل صدره ..يحس بحنين داخل قلبه ..لهالدرجة هي تحس فيه ؟ولا قلبها هو قلبه ؟ولا قلبه وقلبها واحد؟
وستبقى روحي تحيط بك ..
غرقت الدموع عيونه وعض شفايفه وطفا المسج وسرح في الفراغ قدامه ..
أصلا مافي داعي يقرا الرسالة ..لأنه حفظها صم ..
اااااااااه يا حنين ..اااااااااه يا حب السنين ..
ما توقع يتأثر بلفتتها الرقيقة ..ما توقع أنه رومنسي لهادرجة..
حاول يبلع الغصة القاسية في حلقه ..ورجعت ذاكرته غصبا عنه لورا ..
كانت متعلقة فيه بشكل كبير ..هو من بين كل أولاد عمه ..وتذكر المرات اللي كانت دايما تجي عنده ..وهي طفلة بأربع سنين ..
تجلس بحضنه وهي تنزل راسها بخجل ..
وبيدها حبتين شوكولاته ملفوفتين بورق ملون ..
وحدة له ووحدة لها ..
كان لما يقوم يلقاها وراه ..مافهم سر تعلقها فيه ..
وكانوا أولاد عمه يضحكون عليه ..وكان ينقهر ..ويتضايق منها أحيانا ..
بس مرت السنين ..وكبرت حنين ..
وصارت أحلى وأحلى ..
ولما كبر هو زاد اعجابه فيها..
وكان يشوف نظرة وحدة بعيونها ..
نظرة حب وشغف ..
أحلى من عيونها العسلية عمره ما شاف ..
وابتسامتها الحنونة ..ملامحها أقرب للبراءة والطفولة ..
شعرها ..زي خيوط الحرير حولين وجهها الأبيض..
لا ما كان الشكل هو اللي خلاه يحبها ..
كان الحب هو اللي خلاه يعشقها ..وما يفكر بغيرها زوجة له ..
لا ما طلع وياها ..ما جرب يشوفها بدون حجاب..
ولا حتى احتفظ بصورة لها ..
لا ..حنين غير ..
صح عنده عدة تجارب ..قذرة ..
لكنه بيوقف ان شاء الله ..وبيمسك رغباته ..عشانها ..
وبينظر الوقت المناسب عشان يخطبها ..
بس ..ياربي ..موت أبوه خلاه ينسى كل تفكيره بأن تخطبها أمه ..
بس لا ..حنين ما بتطير من يده ..
لازم ينتظر شوي لين تهدا الأمور بعد موت أبوه ..وبعدين يفتح الموضوع مع أمه ..
تنهد أحمد وبنفس الوقت دخلت مرام المجلس ورقت ملامحها لما شافت أحمد جالس لحالة ..على الأرض ومسند ظهره على الكنب ..يناظر الأرض بحزن وحواجبه منعقدة بتفكير عميق ..ألف فكرة تدور براسه ..
مرام بهدوء:
-أحمد ليه جالس لحالك ؟
رفع راسه وناظر أخته ..ابتسم لها بضعف :
-هلا مرام انتي هنا؟
قربت مرام وجلست جنبه على الأرض ..وقالت بصوت خافت والدموع تملا عيونها:
-أنا جالسة هنا عشان أمي تحتاجني ..ووعد حالتها ما تسر أبدا ..
-شلونها وعد ؟قصدي جتها نوبة أو شي؟
مرام بحزن :
-انهيارها يخوفني كثير ..ومو بعيد تصيدها نوبة في أي لحظة ..
زفر أحمد وناظر وجه مرام الشاحب وعيونها الدامعة ..وشعرها المرفوع بإهمال ..مسك أحمد يدها وقال بهدوء:
-مرام خليك قوية ..عشان أمي ..ووعد ..
سالت الدموع من عيون مرام وقالت بصوت مهتز يرتجف بالبكا:
-أنا ..أحاول أكون قوية ..بس ..بس ..ماني قادرة أجلس لحظة من دون أبوي بهالدنيا ..تصدق يا أحمد؟ ما بنشوف ابوي مرة ثانية ..أبوي خلاص ماااااات !!
وأجهشت بالبكا فضمها أحمد وسند راسها على كتفه ومسح على شعرها :
- مرام حبيبتي ..الموت حق ..هم السابقون ونحن اللاحقون ..لا تصيحين يا مرام ..أنتي تعذبينه لما تصيحين ..لو كان أبوي هنا كان مارضى يشوفك كذا ..تبكين ..
رفعت راسها وناظرت وجهه وقالت بهمس مرتجف:
-أمي ..أحمد لازم تتأكد ..أكيد نتيجة التحاليل طلعت ..
خفق قلبه بهلع ..ياربي شلون نسى أمه ؟أنها أحتمال كبير جدا تكون مصابة بالتهاب الكبد الوبائي زي أبوه ؟
ناظرها بشحوب:
-وانت الصادقة شلون سها عن بالي هالشي؟
-ياربي لو طلعت أمي مريضة بهالمرض كان فقدتها !
وبكت مرام فناظرها أحمد بأسف..شلون انقلبت حياتهم لمأسي فجأة ..كانوا يعيشون براحة ..قد يكون هذا ابتلاء من الله ..إن الله إذا أحب عبدا إبتلاه ..
رن جواله فجأة فناظر الرقم "عصام يتصل" ..
رد :
-هلا عصام؟
-أحمد ؟شلونك اليوم ؟
-أنا زين ..متى بتجون ؟
عصام بخجل :
-احنا عند الباب بس يسور يستحي ندق الجرس..
ضحك أحمد :
-شعنده الخجول؟ داخل على خطيبته يعني؟
ضحك عصام:
-شدراني عنه ! بس قال نتصل عليك أحسن ..يمكن الوقت مو مناسب ..يعني تدري ..ظروفكم الحالية ..
-طيب أنا جايكم الحين ..
سكر التلفون وقال حق مرام وهو يوقف:
-مرام دخلي داخل ربعي جايين عن الباب ..وبدخلهم ..
قامت مرام ومسحت دموعها فكمل أحمد قبل لا يطلع :
-نبهي وعد لا تطلع ويشوفونها ربعي وأتفشل ..و قولي حق الخدامة تجيب قهوة وشاي ..
ابتسمت مرام :
-أحنا في رمضان نسيت ؟!
ضحك أحمد مستدرك :
-يووو شفيني نسيت ..خلاص خلاص انتي طلعي وانا بروح لهم ..
وطلعت بسرعة ..
تنهد أحمد وطلع برا الحوش وبطل الباب واتبسم غصبا عنه لما لقى واحد طويل أبيضاني عيونه لماعة بذكاء وخبث وجنبه واحد رزين بنظارات ..وكان طبعا صديقنا المحامي..
-هلا فيكم ..حياكم الله تفضلوا ..لا تستحي يابو أربع عيون ..البيت بيتكم !
حمر أبو نظارات وضحك :
-شفيك يكفي عصام قعد يعايرني ..(وقال يتفلسف )أنا شفت أن من باب اللباقة والتهذيب أن ندق عليك أول ونتأكد من أن موعد زيارتنا مو غلط و...
قاطعه أحمد وهو يدخلهم :
-لا غلط ولا شي شدعوة هذي مو أول مرة تجون عندي ..
ناظر عصام أحمد ..كان يبتسم بس حس في ملامحه شي من الإنقباض والحزن ولمعة قلق..مسكين أحمد ..
دخلوا المجلس وقعد ياسر بوقار على أحد الكراسي ..وجلس أحمد قريب منه ..أما عصام فجلس على الأرض وهو يقول:
-أنا عاد بقعد على الأرض جسمي متعود ياخوك ..
-لا تفشلنا يالبدوي ..قوم يالله وتسنع وأقعد عالكنب ويانا ..
تأفأف عصام وجلس على الكرسي..
ياسر باهتمام :
-شلون الأهل ؟شلون متقبلين اللي صار؟
تنهد أحمد :
-والله حالتهم صعبة ..موته كان صدمة يا ياسر ..
ياسر بخبث:
-ها ما قلت لي ..أبوك وقع الأوراق؟
ابتسم أحمد بحزن لما تذكر أبوه الميت ..
-الله يرحمه ..خليته يوقع الأوراق ..وقع من دون ما يشوف مثل ما توقعت ..
لمعت عيون عصام :
-يعني صرت غني ؟
ضحك أحمد بسخرية :
-أي غني الله يهداك اللي يسمع يقول ورث عملاق وشركات وأراضي وملايين ..كلها عقار ومزرعة صغيرة ومبلغ بالبنك..وعمارتين حالتهم حالة ..
ياسر :
-طب ما قلت لي..وقع على ذيك الورقة ؟
ضحك أحمد :
-قلت لك وقع على كل الأوراق ..كلها!
ياسر مو مصدق:
-معقول ما شاف!!
عصام بحيرة :
-أي ورقة ؟
أحمد :
-الله يسلمك حطيت هالورقة بين أوراق التوكيل .وأبوي ما حس ..
عصام بعدم صبر:
-أي ورقة ؟
أحمد بخبث:
-هههههههههه ورقة يكتب فيها فلوسه اللي بالبنك لي !!
اتسعت عيون عصام بصدمة :
-شلــــــــــــون ؟!!فلوسه بالبنك ؟يعني أخوانك مالهم شي؟
أحمد باسترخاء:
-خليهم يتذابحون على إيرادات المزرعة والعمارتين ..والأربعمية ألف اللي بالبنك لي!! لأنها ما دخلت بالورث !!
ضحك أحمد ووياسر بينما قال عصام بتعجب:
-أما إنك داهية ..شلون فكرت بهالشي وأبوك كان يحتضر؟
أحمد بحزم :
-كل انسان يركض ورا مصلحته بهالدنيا ..وأبوي مرده بيموت ..الله يرحمه ..
-طيب أنت بتاخذ فلوس البنك وأخوانك ياخذون البقية ؟
أحمد بسخرية :
-أما أنك ساذج ! أنا عندي توكيل بالأملاك ..وانا اللي المفروض أعطيهم أنصبتهم ..
عصام بإصرار:
-طب بتعطيهم حقوقهم ولا لا؟ولا بتبلعها ؟
عصب أحمد :
-شقصدك أبلعها ؟
-قصدي .. سامر وخواتك صاروا يتامى يا أحمد..وهذا فيه أكل مال اليتيم بغير حق ..
تأفأت أحمد :
-عن الفلسفة ..أنا مو حرامي أبوق فلوسهم ..بس بستثمرها وباخذ أرباحها لي وأجارات العمارتين باخذها بعد ..وبعطيهم كم ألف أسكتهم !!
انصدم عصام من كلامه ..صدق اللي يسمعه ؟ما هقى أن صديقه ظالم كذا!!
حاول عصام يقنعه :
-أحمد اسمعني ..هذا ظلم لهم ..هذا تركتهم من أبوك الله يرحمه ..وأنت تعرف عقاب الظالم يوم القيامة؟ قبره يصير ظلام ويضيق عليه حتى تختلط ضلوعه ببعضها ويوم القيامة يغشيه ظلام وما يقدر يعبر الصراط و..
قاطعه أحمد ببرود :
-وفر محاضراتك الدينية لنفسك يا عمرو خالد ..أنا عارف اللي أسويه وما بغير رايي..وقلت لك توني أنا بصرف عليهم ومتى ما بغوا بعطيهم اللي يكفيهم ..والباقي لي..
ياسر لما توتر الجو :
-شباب هدوا شوي ..عصام أحمد حر باللي يسويه ..
تنهد عصام وناظر أحمد بقهر ..
وش هالتناقض!!
انسان حزين على أبوه ..انسان دمعت عيونه من رسالة حبيبته ..أنسان توه حضن أخته مرام وقالها تكون قوية ..والحين يفكر ياكل حلالهم من أبوهم من دون ذرة تأنيب ضمير !!
مسلمين أخر زمن !! ناس عبيد الفلوس ..
قام ياسر فجأة :
-احنا بنمشي الحين ..من رخصتك !
أحمد بصدمة :
-أفا ! تو الناس !!
ياسر مبتسم :
-معليه أنا عندي مشاغل شوي لازم أخلصها ..
ناظر أحمد عصام اللي كان محمر ومقهور من أحمد :
-وأنت بعد بتروح ؟
عصام من بين أسنانه :
-بروح عندي موعد عند دكتور الأسنان ..
كان بيحن عليهم عشان يقعدون بس تذكر فجأة تحاليل أمه فوقف وقال بابتسامة عذبة :
-يلا أشوفكم على خير يا شباب ..ونلتقي بالشقة مرة ثانية ..
وودعهم بعبارات التوديع المعتادة لين طلعوا ..
وركب على طول سيارته وطار للمستشفى ..
الله يستر ..الله يستر بس ..
أول ما نزل أحمد ناظر المستشفى بنفور..بقرف ..
هالمستشفى اللي مات فيه أبوه ..اللي صار له كل يوم من يوم ما مرض أبوه رايح جاي هالمكان ..
واللي بيعرف فيه نتيجة التحليل..أمه ..هل مصيرها تموت بمرض بشع زي التهاب الكبد الوبائي؟؟
حس بقشعريرة بجسمه بمجرد التفكير بهالموضوع ..
دخل المستشفى وطلب مقابلة الدكتور المسئول ..
موظفة الإستقبال المتنقبة :
-تفضل أخوي ..دقايق وأتأكد من مواعيد الدكتور ..
جلس أحمد على كرسي معدني ..دقايق وقالت الموظفة :
-تفضل داخل ..
قام أحمد يجر رجل ويؤخر رجل ..خايف ..خايف يعرف أن أمه .....يااااااااربي ..يارب ما يكون المرض في أمي ..أرحم حالها يا ربي ..
دخل غرفة الدكتور اللي قال بدون ما يناظره :
-الأستاذ خالد محمد الـ.......؟
-لا أنا أحمد أخوه ..
-تفضل ..
جلس أحمد بكرسي جلدي بارد ..كل شي بارد بهالغرفة ..حتى الدكتور قاعد ببرودة أعصاب يراجع تقارير قدامه ..قال الدكتور بصوته الجامد :
-أنت اللي مات أبوك قبل كم يوم بالتهاب الكبد الوبائي؟
انقهر أحمد ببساطة يقولها بدون ذرة احساس أو تعاطف ولا حتى كلمة تعزيه ؟
قال أحمد بتوتر:
-أي ..وقبل فترة جاب أخوي أمي هنا تسوي تحاليل ..عشان نتأكد إذا عاداها أبوي ولا لاء..
الدكتور بنفس الجمود واللامبالاة :
-التحاليل تقول هنا إن أمك مصابة بهالمرض فعلا !!
تجمد أحمد وانحبست أنفااسه بحلقه ..وحس بعصرة تعصر قلبه وبخوف رهيب يتملكه ..وارتجفت يده وهو يستوعب كلام الدكتور البارد..اللي كان خايف منه صار..أمه ..حبيبته ..أمه الحنونة..مصابة..بهالـ.......هالمرض.!؟!!؟
ارتجف ذقنه وسالت الدموع من عيونه :
-أمي ..أمي فيها التهاب الكبد الوبائي ..متـ...متأكد يا دكتور؟
الدكتور بنرفزة :
-اف قلت لك إن فيها المرض ومافي مجال للخطأ يلا امش وراي مرضى غيرك !!
هنا انفلتت أعصاب أحمد وقفز يسحب ثياب الدكتور اللي ناظر أحمد بخوف وهو يصرخ بثورة :
-أنت ما تستحي على وجهك ؟!تقولها بعدم احساس يالحجر ؟!هذي أمي ياللي ما تحس ..أمي ..لو كانت امك في يوم من الأيام هل بتكون هذي ردة فعلك ؟؟!!
الدكتور صرخ بهلع :
-وخر عني !! وين الأمــــــــــــن؟!!
أحمد وهو يبكي :
-أنا خسرت أبوي قدام عيوني ..راقبته وهو يذبل ويموت ..والحين جا دور أمي أراقبها تذبل وتموت ..وتتركنا ..تترك أخواني وخواتي ..تروح وتخلينا !!أنت ليش ما تحس ليــــــــش؟!!
كان صراخ أحمد واصل برا فأقتحموا الممرضات الغرفة ومعاهم دخل ضابطين أمن فصرخ الدكتور:
-وخروا عني هالمجنون !!
مسكوا رجال الأمن أحمد وسحبوه بقوة فصرخ أحمد وهو يبكي :
-وخروا عني !!خلوني أأدب هالحجر !هذا ما يحس ..بكل برود يقول لي أمك فيها التهاب الكبد !!ياااااارب يجيك هالمرض وتعاني منه وتموت أو يجي أمك وتموت قدامك ياللي ماتحس !!
قال واحد من رجال الامن بشفقة :
-صل عالنبي وأنا أخوك ..وخل أيمانك بربنا قوي ..تعال ..تعال اجلس برا عشان تهدا ..
وطلعوه وسط نظرات الصدمة من الممرضات ونظرات الإحتقار من الدكتور اللي عدل ملابسه وقال ببرود للممرضة ولا كأن صار شي:
-يلا دخلي المريض اللي بعده ..
أما أحمد فجلسه ضابط الأمن على كرسي وربت على كتفه :
-استهدي بالله ولا تتوتر الدنيا ما تسوى..تحب أجيب لك موية أو قهوة من الكفتيريا ؟
أحمد غطى وجهه بيده :
-مشكور مايحتاج ..خلني لحالي شوي ..
ربت ضابط الأمن على كتف أحمد بتفهم وراح ..
تنفس أحمد بسرعة وضربات قلبه تتسارع ..أمه مصيرها الموت ..لكن المرض في مراحله الأولى ويمكن علاجه صح؟اااخ لو ما فقدت أعصابي كان سألت هالزفت على الأقل هل نقدر نعالج المرض؟ بس كان يستاهل الضرب...
ياااااربي وش هالمصايب اللي تتحذف علينا من كل صوب ..أول ما مات أبوي طلعت أمي مريضة ..الله يستر من المصايب الجاية !!!
نعم يا أحمد ..الله يستر الأيام وش مخبية لكم من مفاجأت!!
|