لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-09, 12:22 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28161
المشاركات: 4,762
الجنس أنثى
معدل التقييم: golya عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
golya غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

13ـ هل الحب منطقي؟

http://www.liilas.com/vb3
منذ التقت جين كول في ذلك اليوم المصيري الذي مضى عليه شهر تقريبا، جافاها النوم وأصبحت أحلامها مشحونة بالصور المثيرة عنهما. ومنذ زواجهما، باتت هذه الأحلام أكثر اتقادا وأصبح من الصعب السيطرة عليها.
وجوده قربها في العمل كان مؤلما جدا، وحملها لاسمه محفوف بالمخاطر، سواء بالنسبة لمصداقيتها في الشركة، أو بالنسبة لقلبها. إذا لماذا تتردد بفسخ الزواج؟
مساء الجمعة، أي بعد أسبوعين ويوم واحد من زواجهما، استجمعت جين شجاعتها وذهبت إلى شقة كول. لقد أنقذها من الوقوع في فخ زواج مجرد من الحب وعليها أن تشكره لذلك على الأقل.
عندما بلغت المكان، فتح لها الباب كبير الخدم وأرشدها إلى غرفة فسيحة مفروشة بشكل جميل تفوح منها رائحة الأرز والجلد.
حال التوتر دون جلوس جين. فوقفت بجانب النافذة تنظر إلى ناطحات السحاب التي يتداخل فيها الحديد والحجر والزجاج وكانت شمس المغيب تغمر الطوابق العليا من المباني الشاهقة بنورها الباهر المتألق... مثل عيني كول وشحبت جين لهذه المقارنة التي أفلتت منها من دون أن تتمكن من لجمها.
أغمضت عينيها وأسندت جبينها إلى الزجاج البارد، مجاهدة لحماية المكان الذي سكنه كول في قلبها. لم على كل مشهد وكل صوت وكل مكان تقصده وكل أغنية تسمعها أن تذكرها بالرجل الذي تزوجها فقط ليلقنها درسا؟
ـ عجبا! أليست هذه زوجتي... إذا جاز التعبير
استدارت جين نحو كول عندما سمعت صوته ورغم أن كلامه كان عاديا إلا أن نبرته ملأت الغرفة ازدراءً
رباه! كان يرتدي بذلة رسمية رائعة. ورغم أنها تأنت في ارتداء ملابسها والاهتمام بمظهرها، إلا أنها شعرت فجأة أنها دون مستوى الأناقة بسروالها البيج وقميصها الحريري. يبدو أنه خارج لحضور سهرة مهمة...
انزلقت عيناها من تلقاء نفسها إلى يده اليسرى فلمع محبسه الذهبي. ربما نسي أنه يرتديه أو على الأرجح دسه في إصبعه الآن لكي يربكها ويهول عليها
تشبكت نظراتها بعينيه العدائيتين، فملأها هذا النفور بحزن جديد.
تقدم نحوها بخطوات واسعة وتعابير جامدة ومد لها يده:
ـ مساء الخير! لم أتوقع رؤيتك، كيف لي أن أخدمك... الآن؟
يا إلهي! تمكنت جين من المحافظة على هدوئها وهو يشير ضمنيا إلى كل ما فعله من أجلها ولكنها صرخت في سرها: أتريدني أن أعيد إليك خنجرك أم تفضل أن أبقيه مغروزا في صدري؟
كانت تعابيره وتصرفاته مهذبة ورزينة، كما لو أنها امرأة غريبة تماما تجمع التبرعات.
وجدت صعوبة في الكلام، فقد كان وسيما للغاية. وعندما اقترب منها، امتلأت رئتاها بالعطر الذي يميزه. ارتجف قلبها بغباء وهي تنظر إليه، مادّاً ذراعه بشكل جدي، متوقعا منها أن تصافحه. لكن يديها كانتا ترتجفان كثيرا بحيث لم تشأ المخاطرة بذلك، فشدت أصابعها في قبضة قاسية وأمرت نفسها بأن تهدأ. عليها أن تبدو متماسكة بقدره.
ـ كول...
بدأت تتكلم لكنها ما لبثت أن توقفت لتجلي حنجرتها وتسيطر على صوتها قبل أن تتابع:" أنا... أنا أميل في طبعي إلى العزم والإصرار عندما يتعلق الأمر بالسير نحو هدف ما"
قطب كول حاجبيه. في الواقع لم ينتظر منها أن ترفض لمسته أو حتى أن تبدأ الكلام بهذه الطريقة. شبك ذراعيه وحدق إليها:" فهمت"
بدا في تعابيره شيء من الهزء:" هل هذا كل خطابك؟"
هزت رأسها نفيا:" لا. أنا.. ما أحاول قوله هو أن العزم والإصرار كانا في الماضي من الاستراتيجيات الناجحة في عملي. ولكن هذه المرة، أقر بأنني تماديت كثيرا وأردت أن أعتذر منك"
جالت نظراته على وجهها للحظة طويلة مثقلة بالتوتر قبل أن يتكلم
ـ العثور على زوج ليس من الاستراتيجيات المهنية، آنسة سنكروفت عفوا، سيدة بارينجر
تشديده على اسم عائلته أظهر لها قصده بشكل واضح، وهو أنها لم تبدأ بعد بإجراءات فسخ الزواج
كان هذا موضوعا آخر تماما، موضوعا أرادت التطرق إليه ولكنها لم تجرؤ. فهي تعرف تماما إجابته: ضحكة ساخرة. شعرت بموجة حزن تجتاحها، ما اضطرها إلى إغماض عينيها لتحبس دموعها
ـ اعتذارك مقبول
قال هذا ثم ألقى نظرة خاطفة إلى سعة يده، مؤكدا شكوكها بأنه يريد التخلص منها
ـ استمتعي بالرئاسة. لقد استحققتها عن جدارة
شعرت بوخزه ذلك الإطراء الزائف، ولم تستطع فعل شيء سوى التحديق إلى عينيه اللتين كانتا تلمعان شجبا
قال لها أخيرا:" علي أن أرحل. هل من شيء آخر تريدين قوله؟"
كادت تقول له: نعم، نعم أحبك. ألا يمكننا إصلاح الوضع؟ أما من شيء يعجبك في؟
ولكن صوتا في عقلها الباطني حذرها هامسا: ألم تتعلمي شيئا من هذا جنيفر؟ الحب غير منطقي. لا يمكنك أن ترغمي أحدا على حبك كما لا يمكنك أن تمنعي نفسك من حب رجل يكره دوافعك للزواج بقدر ما يكره رؤية وجهك
ارتجفت لهذه الحقيقة لمريعة وهزت رأسها قائلة:" لا، لا شيء"
واجتاز وجهه طيف حساس غريب، ولم تعرف ما إذا كان ذلك انزعاجا أو ندما
ندم؟ أزالت من ذهنها هذه السخافة بسرعة، إ نه الانزعاج بالطبع
ـ حسنا، سأذهب إذا. ريتشارد سيرافقك إلى الخارج
قال هذا ثم استدار مبتعدا لكنه ما لبث أن توقف وكأن فكرة خطرت له، ونظر إليها بابتسامة ساخرة: " بما أنك زوجتي، فأنا بالتالي زوجك، وأتمتع بكافة الحقوق والامتيازات. ابقي زوجتي لمدة أطول حبيبتي وستحضين بشهر عسل"
على الرغم من الرقة التي رافقت كلامه.شعرت جين بأن الازدراء لم يفارق عينيه.
آه، كم ودت لو تذهب في شهر عسل طويل مع هذا الرجل! لكن الحقد الذي رأته في نظراته أبكمها، لا يمكنها أبدا أن تتجاوز تلك الابتسامة الساخرة.
كادت تجن لهزيمتها، وسمعت نفسها تقول من غير وعي منها:" أحببتك أكثر كعامل صيانة"
ازداد تقطيبه وبقيت نظراته شاخصة إليها للحظة قبل أن يستدير من دون أي تعليق. وكل ما سمعته كان صفقة الباب. ذهب كول!
وقفت هناك مخدرة الإحساس وكان تعليقها يدوي في أذنيها ويتردد صداه مرارا و مرارا. تمنت لو أنها لم تصرخ في وجهه، أوَ لم تأتي لتصلح الوضع بينهما؟ ومع ذلك قالت الحقيقة لم لا يعود ج.س بارينجر، كول الذي عرفته؟ هي مستعدة لأي شيء مقابل أن تعود إلى تلك اللحظات الماضية، عندما فاجأها كول بالشاي المثلج أو عندما أصر على أن تشاركه الطعام. كم تتوق للاستماع إلى أغنية فرنسية معه. أو إلى الجلوس بقربه في ضوء القمر، يستمعان إلى صوت الأمواج المتكسرة على أقدامهما.
مسحت جين دمعة أفلتت منها وتبعت الخادم إلى الباب الخارجي، بقدر ما سمحت لها أعصابها من برودة.
كانت تلك الليلة من شهر تموز دافئة، لكن جين شعرت بالبرد ينخر كل عظمة من عظامها، فحب رجل يزدريها ترك فراغا مثلجا في نفسها

صباح الاثنين سافرت جين في رحلة عمل إلى كاليفورنيا، سعيدة بالابتعاد عن نظرات كول الحارقة. وكان آخر ما فعلته قبل سفرها هو استخدام محام ليباشر بإجراءات فسخ الزواج. إنها لا تريد ثروة كول ولا احتقاره لها. ورغم أن ذلك يحطم قلبها، إلا أنها رأت أن الطريقة الوحيدة لتثبت أنها ليست جشعة، هي بمنح الرجل الذي تحب، حريته.
وقبيل عودتها يوم الجمعة، اتصلت بها سكرتيرتها الجديدة لتبلغها " باجتماع تنفيذي" سيعقد خلال عطلة نهاية الأسبوع في المنزل الصيفي على الخليج. خلال عطلة نهاية الأسبوع في المنزل الصيفي على الخليج.
خلال رحلتها إلى كاليفورنيا، لم تستطع جين النوم ليلة واحدة وخلُصت إلى أنها يجب أن تبحث عن عمل آخر، بعيدا عن كول بارينجر.
هي مولعة بشركة دالاس للمحاسبة ومولعة بكول أكثر مما تستطيع الكلمات أن تعبر لكنها لا تستطيع أن تحتمل وجودها قربه ورؤية العداء والحقد في عينيه، حتى ولو كلفها ذلك منصب حلمت سنوات بالوصول إليه.
بعد يوم شاق، أوقفت جين سيارتها المستأجرة أمام منزل الشاطئ. وما لبثت أن عاودتها كل الذكريات عن كول بأدنى تفاصيلها. رأت الأضواء تنبعث من المنزل وعندما قرعت الباب لم يفتح لها أحد. في البداية شعرت بالارتباك. هل هناك أي سيارة أخرى أمام المنزل؟
" لا لقد خرجوا لتناول العشاء، أيتها الغبية!"
تمتمت بذلك وهي تبحث في حقيبتها عن المفتاح. كانت مسألة قلقها بشأن كول مفيدة لها في أمر واحد على الأقل وهو أنها أنستها أن تعيد المفتاح إلى الشركة.
فتحت الباب، شاكرة لحصولها على بعض الوقت لوحدها لكي تستطيع السيطرة على انفعالاتها قبل أن يصل الآخرون.
لسوء الحظ، سيكون كول حاضرا، فهو الوحيد الذي بوسعه أن يدعو إلى اجتماع يتطلب حضورها. عليها أن تجد وقتا تكلمه فيه على انفراد وتطمئنه بشأن فسخ زواجهما، وتُعلمه فيه بأنها قررت مغادرة الشركة. وكلا القرارين حطما قلبها ولكن ليس أمامها خيار آخر.
أغلقت الباب خلفها ووضعت حقيبة ثيابها أرضا، بقلب مثقل ومشاعر مضطربة. أخذت نفسا عميق تقوي به نفسها، فأجفلت لاستنشاق رائحة عطره.
هذا ظلم! أَو ليس قلبها محطما بما يكفي من دون أن يذكرها كل نفس تأخذه بأنها تائهة؟
لاحظت حركة في غرفة الجلوس. وعندما استدارت لى مصدر الصوت، رأت رجلا ينهض عن كرسيه القائم أمام النافذة، ولم تصدق عينيها. إنه كول
ـ ألن تدخلي؟
سألها ذلك بتعابيره الرزينة المنحوتة بشكل رائع. فجف حلقها ولم تستطع سوى أن تفغر فاها. رؤيته واقفا هناك بوسامته وجديته حطمت قلبها.
كول؟
خشيت أن يكون شوقها إليه قد أوصلها إلى الهلوسة وتصور هذا المشهد
ـ نعم!
وأشار إلى الأريكة القريبة من كرسيه قائلا بهدوء." تفضلي، اجلسي!"
كانت من الارتباك الشديد بحيث لم تستطع أن تجيب على الفور:" أنا ظننت أن الجميع يتناول العشاء في الخارج"
ـ تعالي. اجلسي
دعاها مجددا للجلوس أما هو فبقي واقفا مكانه وهي تتقدم نحو غرفة الجلوس.
جلست بثقل على الكنبة وشعرت بساقيها واهنتين وكأنهما ورق مبلل قد يذوب أو يمزق في أي لحظة.
ـ هل أبكرت في المجيء؟
سألت ذلك، محاولة أن تجعل لقاءهما يبدو مهنيا، رغم صعوبة ذلك. فأمام عينيه اللامعتين المثيرتين والمتحديتين، ذابت دفاعاتها كلوح ثلج تحت أشعة الشمس. حاولت أن تتمالك أعصابها، فشبكت يديها على ركبتيها. http://www.liilas.com/vb3
أخذت نفسا عميقا وغمرها شعور متناقض لرؤيته.
ـ أتيت في الموعد المحدد
أجابها بذلك وهو يضع مرفقه على ذراع الكرسي ويميل إلى الأمام
ـ قولي لي سيدتي الرئيسة، ما هي برأيك النقطة الأهم في الشريك؟
سؤاله غير المتوقع أربكها، فهذا هو السؤال نفسه الذي طرحته هي في المقابلات التي كانت تجريها بحثا عن زوج.
ـ أعني، هل تظنين أن على زوجك أن يحب الأطفال؟ أتفضلين أن يقوم هو بالطهو؟ ما رأيك بالحيوانات الأليفة؟ هل لديك أي هوايات؟
رفع حاجبه تشديدا على أهمية أسئلته، فغاص قلب جين. ها هو يتهكم مجددا! ألن ينتهي من هذا أبدا؟
ـ لِمَ تفعل هذا؟
سألته ذلك بصوت مرتجف لشدة شعورها بالإهانة
تحول تعبيره المتسائل إلى الجدية:" ظننت أن هذه هي الطريقة التي تبحثين فيها عن زوج"
كان أمرا مهينا أن تشعر بغبائها، لا سيما أن كول هو من يظهر لها ذلك.
فقالت لو بصوت ملؤه القلق:" أعرف أن ما فعلته كان سخيفا. ولكن ألم تقل لي ذلك ألف مرة من دون أن تهينني بهذه الطريقة؟"
ـ لو عرفت بأنني ج.س بارينجر، ماذا كنت لتفعلي؟

أربكها سؤاله، فنظرت إليه ضائعة، كان من الصعب عليها أن تتمالك نفسها وهي قريبة منه إلى هذا الحد
ـ أظنني... كنت رحلت
دام صمته طويلا فلم تستطع سوى أن تنظر إليه وتنجذب رغما عنها إلى الطريقة التي يعكس فيها الضوء أهدابه الطويلة على خديه
ـ أما كنت لتحاولي الإيقاع بي؟
ظنه أنها منحطة إلى هذا الحد أثر سخطها. لقد تصرفت بغباء وظنت أن بإمكانها إيجاد زوج عن طريق الإعلان، إلا أن هذا لا يعني إطلاقا أنها فاسدة ومخادعة.
ـ لقد سلمك محامي أوراق الطلاق، أليس كذلك؟ بالإضافة إلى الوثيقة التي تعفيك من أي موجب مادي؟
كانت إيماءته بطيئة وقاتمة:" ومحبس الزواج أيضا"
عندما ذكّرها بذلك، غطت إصبعها العاري بيدها الأخرى وكاد الأسى يقضي على قدرتها على تمالك نفسها
ـ حسنا.. لديك الإجابة الآن
ابتلعت ريقها بصعوبة ومسحت عن وجهها دمعة كادت تنهمر. لم تشأ أن يلمح أو يلاحظ شيئا من اضطرابها
ـ حقا؟
كانت تحدق إلى يديها المشبوكتين على حجرها ولكن سؤاله أعاد انتباهها إليه.
سحب مغلفا من تحت كرسيه، وبينما كانت تنظر إليه مشوشة، سحب من المغلف أوراق عدة وضعها على ركبتيه قبل أن ينظر إليها.
ـ لماذا بالضبط تريدين الطلاق؟
كان هذا السؤال أشبه بصفعة على وجهها. فآخر ما تريده هو هذا الطلاق بالذات. حدقت إليه بينما كانت عيناه شاخصتين إليها، تستفزانها وتثيرانها وتنتزعان منها أمورا لم تشأ الاعتراف بها.
ـ لماذا بالضبط تريدين الطلاق جنيفر؟
كرر السؤال بنبرة ألطف. وفي مكان ما من دماغها، راحت الإجابة تتكون رغما عنها، فبدأت تخشى أن تفقد السيطرة على نفسها وتجهر بالحقيقة الرهيبة، وأن تقوم تينك العينين المغريتين المقنعتين بتحطيم عزيمتها ودفاعاتها.
كانت جامدة في مقعدها، بالكاد تستطيع أن تتنفس. وراحت تجاهد لئلا تفصح له عن المشاعر المعتملة فيها.
وفجأة، انهارت كل مقاومتها وتناثرت كحبيبات الزجاج المتكسر. فلم تقو أكثر على حبس الحقيقة المريعة، فخرجت من فمها بهمس وصوت متقطع: " أنا لا أريد الطلاق. أنا أحبك كول، أعرف الآن أن الزواج لكي ينجح إنما هو بحاجة لشخصين متحابين. وأنت لا تحبني، حتى أنني لا أعجبك"
وضغطت أصابعها على صدغيها وقد أصابها صداع أليم بسبب الصوت الذي يصرخ في رأسها: اصمتي، اصمتي، أيتها العاشقة الحمقاء!
شعرت بالعياء والعار لكنها لم تستطع كبت نفسها ولجم لسانها.
ـ أنت لا تثق بي بسبب ما جرى لك ولا يمكنني أن ألومك! لهذا أجري معاملات الطلاق... لأن هذا ما تريده أنت.
ووثبت من مكانها وقد بلغ منها الأسى والخزي مبلغا.
ـ أنا أنذرك، سأستقيل من العمل. لا يمكنني احتمال البقاء قربك ورؤيتك كل يوم. هذا... هذا يحطم فؤادي
استدارت لتهرب لكنه أمسك بمعصمها" لن تذهبي، ليس بعد"
عندما أرغمها على مواجهته، حاولت جاهدة أن تمسح دموعها بقفا يدها ولكنها لم تستطع أن توقف سيل الدمع المنهمر على خديها.
ـ لماذا؟ ماذا تريد مني بعد؟ ألم تكتفي من إهانتي؟
ـ أرجوك! اجلسي
قال ذلك من دون أن يفلت يدها، مشيرا إلى الأريكة وكان كلامه واضحا لا يقبل الجدل.
ـ أريد أمرا واحدا بعد.
شعرت بالفراغ والإحباط بعد ما كشفت له عما تحس به. ماذا يريد منها بعد؟ أطلقت تنهيدة يائسة من بين شفتيها، ثم جلست محطمة منهارة.
انزلقت يده القوية وأمسكت بيدها:" هذه هي الإجابة التي أردت سماعها"
جلست هناك غارقة في دوامة من الحزن واليأس. لم تفهم ما قاله فحدقت إلى يده التي احتضنت يدها برقة
اعتصر أصابعها بلطف قائلا" جنيفر انظري إلي"
كانت مسلوبة الرادة عندما سألها ذلك، ففعلت ما طلبه منها وما رأته صعقها. كان يبتسم! لم تكن ابتسامة ساخرة أو متهكمة إنما ابتسامة خطفت أنفاسه
ـ أتذكرين أني قلت لك إن أمي استغلت أبي للتقدم في مهنتها؟
أومأت جين، هي تشعر بالتشوش والاضطراب.
ـ أمي هي الممثلة أدريان بورن. لقد تخلت عني واستغلت نفوذ أبي ومعارفه لتحصل على مبتغاها، الشهرة في هوليود.
هذا الخبر أذهل جين وصدمها لقد سمعت بأدريان بورن، حتى أنها شهدت بعضا من أفلامها. إنها والدة كول التي جرحته بجشعها وأنانيتها.
أفلت يدها وأمسك بالأوراق التي وضعها على ركبتيه.
ـ عندما وصلتني أوراق الزواج، اعترفت لنفسي أخيرا بأنني مغرم بك. ورفضك المساس بثروتي يثبت أنك لست من النساء اللواتي ظننتك منهن.
ثم مزق الأوراق فسقطت إربا على الأرض. ومال إلى الأمام وأمسك يدها مجددا، ثم رفعها إلى شفتيه وقبلها برقة.
آخر ما قد أسمح به هو أن أدعك ترحلين سيدة بارينجر.
وفاجأها بنهوضه عن الكرسي والركوع أمامها
ـ كنت مجنونا بحبك عندما تزوجتك جنيفر. لم أشأ ذلك ولم أرد أن أمضي قدما بذلك الزواج ولكنني لم أستطع. أظن أنني أغرمت بك من اللحظة الأولى التي رأيتك فيها.
دس يده في جيبه وسحب منه محبسا، كان محبسها!
ـ أرجوك أن تستعيديه
شعلة الإحساس التي رأتها في عينيه استحوذت على اهتمامها
ـ لو لم أشأ أن يبقى هذا المحبس في إصبعك، لما أعطيتك إياه أبدا.
هل يمكنها أن تصدق روعة ما قاله؟ جالت نظرته على وجهها، باحثة عن عينيها.
ـ جميعنا يرتكب الحماقات حبيبتي ولكن يوم زفافنا لم يكن حماقة على الإطلاق.
أغمضت عينيها ووثب قلبها فرحا.
ـ ما زلت أضع المحبس
أجفلت جين لكلامه وانخفض نظرها فورا إلى يده اليسرى . بالفعل! كان يضعه
ـ لا تتركيني!
جمال ما رأته جعل قلبها يقفز بين أضلعها. ابتسمت له ولامست خده:" أنا أعشقك ولن أتركك أبدا، أبدا!"
البريق المشرق الذي اشتعل في عينيه أثر فيها في العمق وغمرها ببهجة فياضة وعرفت أن هذا المشهد لن يفارقها أبدا.
دس المحبس في إصبعها المرتجف، ثم قبل راحة يدها برقة وحرارة. فلم تستطع أن تسمع سوى دقات قلبها المتسارعة.
كول بارينجر يحبها فعلا. إنها أعجوبة الأعاجيب!
رمت جين نفسها بين ذراعيه، مطلقة ضحكة أقرب إلى البكاء: "آه، حبيبي، أنا لا أصدق!"
ـ بل صدقي حبيبتي
وأغفلت جين عن الدنيا بأسرها ولم تلحظ شيئا مما حولها سوى قوة ودفء ذلك الحب الذي يلمع في عينيه
ـ جين حبيبتي لستِ بحاجة للاستقالة. لن أستلم إدارة الشركة بعد اليوم فأنت تتدبرين أمورك جيدا من دوني
ـ أنا .. لا يمكنني البقاء في هذا المنصب. إذا قمنا بإعلان زواجنا، لن يصدق أحد أنني حصلت عليه عن جدارة
ابتسم وجذبها إليه يحتضنها:" بل سيصدقون. عندما عادت روثي من هيوستن وعرفت من أكون فعلا، ضحكت طويلا وعاليا لدرجة أن القصة لم تستطع البقاء مكتومة. الجميع يعرف أنك كنت تجهلين هويتي عندما تزوجتني"
قبل جبينها ثم التقى بنظراتها بتعابير جدية:" حتى لو كان عدم انحيازي مشكوكا به، فلا أحد يمكن أن ينكر ما فعلته منذ استلمت رئاسة الشركة. سمعت الكثير من المديح من موظفيك، فهم يرون فيك الخيار الصائب، سواء أكنت زوجتي أم لا"
عانقها مجددا بكل العاطفة والشغف اللذين حلمت بهما، فاجتاحتها قشعريرة وشعور بالبهجة
ـ كول حبيبي، أنا سعيدة لأنك تظن أن بإمكاني تدبر أمور الشركة بنفسي ولكن أؤكد لك بأنني لا أستطيع فعل شيء خارج الشركة من دونك.
الحب الذي كان يشع من عينيه أفصح عن الكثير. وفهمت مما قاله لها عن أبيه ومن مشاعره الخاصة حيال الزواج أنه لم يرتبط بأي امرأة بشكل عرضي وأنه بقي ينتظر الحب الحقيقي. هذا الأمر جعل الدموع تترقرق في عينيها، فعانقته برقة وهدوء هامسة في أذنه:" أحبك.. وسأحبك إلى الأبد"
كان وعدها هذا عير مشروط وخاليا من أي تردد. وشغفها هذا دفعهما إلى عناق محموم كان بداية رائعة لشهر العسل الذي كادت جين تفقد الأمل في حصوله.
راودتها فكرة أخافتها فقالت وهي بين ذراعيه:" لكن.. لكن كول، ماذا لو وصل الآخرون ونحن..ونحن..."
ـ نعيش حبنا؟
دفن وجهه في شعرها المنسدل, باعثا الدفء في كل ذرة من جسمها
ـ لن يأتي أحد حبيبتي، فالأزواج الجدد لا يحتاجون إلى أي رفقة
ورفع إليها عينين مليئتين بالحب الذي لطالما تاقت لرؤيته
ـ ضمني إليك كول!
وضمها إليه، دافنا وجهه في شعرها الحريري، فتنشقت عطره الرجولي المثير، وأصدرت آهة مختنقة وشعرت بنار تسري في عروقها كما النار في الهشيم.
أمضى كول وزوجته السعيدة عطلة أسبوعية رائعة، احتفلا فيها بحبهما وشعرا بأنهما يعيشان في قطعة من الجنة. http://www.liilas.com/vb3


***













The End

 
 

 

عرض البوم صور golya   رد مع اقتباس
قديم 04-08-09, 12:19 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,265
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

روووعة النهاية

يعطيك العافية ..جوجو

والحمد الله على سلامتك

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 04-08-09, 06:13 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28161
المشاركات: 4,762
الجنس أنثى
معدل التقييم: golya عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
golya غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الله يسلمك ياقمورتي الاروع تواجدك ومتابعتك عزيزتي .

 
 

 

عرض البوم صور golya   رد مع اقتباس
قديم 05-08-09, 01:46 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 89549
المشاركات: 27
الجنس أنثى
معدل التقييم: ema82 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ema82 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تسلم ايديك ياجوجو قصة تجنن تحفة بجد

 
 

 

عرض البوم صور ema82   رد مع اقتباس
قديم 05-08-09, 07:26 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148186
المشاركات: 64
الجنس أنثى
معدل التقييم: Midnight عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدLaos
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Midnight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

روايه عجيبه

ثانكيوو يا الغلا على الروايه شوقيتي اكتب روايه

هههههه

 
 

 

عرض البوم صور Midnight   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, دار الفراشة, رينيه روزيل, روايات مكتوبة, روايات رومنسية, روايه, شمس الحب لاتحرق .
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:15 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية