الجـــــــزء الحادي عشر والأخيـــــــــــــــــــر
[لسه] القلب باقي على ذكراك ..
و[لسه] العين تتمنى شوفة محياك..
لا تبخل علي\\ حبيبي ..
واروي عطشي\\ ولهيبي ..
ثار قلبه من الحنين والشوق , وتذكر حب تناساه ولاقدر ينساه , تذكر تفاصيل الحبيبه بشعرها الغجري وبرقة وطيبه تربعت في عيونها , وحاول يكتم القهر والوجع الي يصاحب هالكلمات وهو يقول :" تزوجت ؟"
أشواق وهي عارفه اثر اللي قالته على رامي : " ايوه اليوم زواجها وشوق راحتله "
تنهد رامي بقوه وكأنه يحاول يخفف الألم , يخفف الوجع , لكن بدون فايده , غمض عيونه ورجع يفتحها وهو يتمنى ان كل هذا مجرد حلم , مجرد مزحه من أشواق , لكن خاب ظنه , سأل اشواق بصوت مليان قهر : " في أي قاعه ؟"
أشواق استغربت من سؤاله : " ليش ؟"
رامي وهو ماله خلق يتناقش , وبصوت نفذ من الصبر : " قوليلي انتي ومالك دخل "
أشواق بدون تفكير بالعواقب : " قي قاعة أمسيتي "
واول ماقالت اسم القاعه , والا ورامي مختفي من بين أنظارها , وكعادتها أشواق بتفكيرها الطفولي ماهتمت وراحت تتفرج على فيلم على الديفي دي ...
كانت واقفه ومو مستوعبه شي من اللي يصير , هي وافقت على واحد اسمه راكان مو بندر , وصارت حايره ضايعه , وحيرتها تزيد كل مايقرب منها , قرب ومسك يدها وباسها بكل حنيه , وسحبها برقه عشان ينزلون من الدرج , كانت تمشي معاه وهي ماهي حاسه بشي , يمكن الصدمه بلدتها , ماتدري ولاتدري كيف تتصرف , كانت تطالع في امها وفي امه , وتطالع بنظرات تنادي وتترجى احد يفهمها , احد يقوللها انه كل هذا من أوهامها , يمكن تكون تجننت وهي ماتدري , وخلصت الزفه وراح , وهي ساكته وتطالع فيه , ماحست بالناس اللي يباركولها , ولا كانت حاسه بالناس اللي يرقصون قدامها , كانت توقف وتسلم مثل الرجل الآلي , بدون احساس بالواقع , وورجعت للغرفه وجلست على الكرسي , وتطالع بنظرات حايره في امها وهي تلملم أغراضها , وتسلم عليها وتنصحها ..
أم روناء بصوت يرتجف من البكاء : " يابنتي لا تحكمين عليه من بدري , والله راكان شكله طيب وحبوب , خلي صبرك طويل , وراعي زوجك , وخليه في عيونك , أمانه يابنتي " وضمتها على صدرها وهي تبكي ..
كل هذا وروناء مو بوعيها , والحيره الى الآن ساكنه بعيونها , كان نفسها تقول لامها بس ايش تقول ؟..
ولبسوها عبايتها وودعت امها وابوها واخوانها , وكان هو واقف قدام السياره , وهي واقفه تطالع فيه وهو يسلم على ابوها ..
أبو روناء والفرحه مو سايعته : " هيا عاد لا اوصيك على روناء "
راكان بابتسامه : " تطمن ياعمي روناء في الحفظ والصون " وركب في السياره , وروناء ظلت واقفه وكل مالها تتأكد أكثر ان اللي قدامها بندر ايوه بندر , بس ليش الكل ينادوه راكان , والاهم من هذا ليه تزوجها ؟!
أم روناء : " يلا يابنتي اركبي في السياره ولا تنسين كلامي "
وركبت روناء جنبه , وأبوها يسكر الباب , واول ماسكر الباب كأنها وعيت على اللي صاير , وجلست تطالع فيهم من قزاز السياره المظلل , وهي تنادي لكن بصمت , تناديهم وتترجاهم انهم مايتركونها معاه , تناديهم بعيونها وهي متأكده انهم مستحيل يسمعونها , وبغمرة أحزانها وحيرتها شافته , كان واقف جنب الشجر , ايوه هو بشحمه ولحمه [ رامي ]! , كان واقف ويطالع في السياره وكأنه عارف ومتأكد انه تشوفه , الين مااختفى من الانظار واختفوا الكل عن الانظار , وصاروا يبعدون الكل يبعد , بس ماتوقعت رامي يجي , سئلت نفسها ليه صاير قاسي كذه , ليه جا ؟ يعني ناوي يعذبها, ناوي يزيدها شقى ؟1 , وبوسط هالافكار فاقت على صوته وهي يناديها
راكان بصوت هادي : " روناء "
غريبه هالدنيا ,,
:
تغربنا ,,, تعذبنا ,,تصدمنا ..
كان مستغرب من صمتها الغريب , تنحنح يمكن تسمعه او تفوق من سرحانها لكن ابدا مافي فايده .
هيثم :" شوووق الوووووووووووووو"
شوق انتفضت : " بسم الله الرحمن الرحيم , ايش فيك ؟"
هيثم : " انتي الي ايش فيكي , من يوم مارجعتي من الزواج وانتي منتي طبيعيه "
شوق وهي مرتبكه ومو عارفه ايش تقوله : "ها , لامافيني شي بس افكر في روناء خصوصا اني سمعت انها بتسافر "
هيثم وهو يطالعها بنص عين : " اها طيب وانا ؟"
شوق وهي مستغربه ومو فاهمه : " وانت ايش ؟"
هيثم وهو يمثل انه زعلان : " ليه ماتفكرين فيني ؟"
شوق ببسمه وهي تحس ان حب هيثم كل يوم يكبر بقلبها وبخجل : " ياقلبي مايحتاج افكر فيك , لانك مالك كل حواسي "
هيثم وهو مو مصدق ان هالكلام يطلع من شوق والفرحه مو سايعته : " ايش ؟ عيدي اللي قلتيه "
شوق وهي تضحك وتشرد للمطبخ :" هههههههه والله مو ذنبي اذا ماسمعت , بعدين خليني اروح اسوي الفشار , اعادة يوميات ستار اكاديمي راح تيجي "
جلس هيثم يسب ويلعن بستار اكاديمي , واما شوق كانت بالمطبخ وتفكيرها كل بعد شويه يروح للي حصل اليوم , الى الآن مو مصدقه اللي شافته , معقوله تكون شافت غلط او يتهيألها , بس هي متأكده انه بندر , ايوه بندر ماغيره ...
مايدري ليه سوى كذه او ايش استفاد , بس هو متأكد انها شافته , كيف يرضى او يقبل يعيش وهي مع غيره , في البدايه كان مرتاح لانها ماكانت مع احد , بس ذحين صارت زوجة احد مو زوجته , ومجرد تفكيره بهذا الشي يجننه , تنفس بغيظ وأخذ جواله ودق على رقم , وهو عارف انه ماراح يرتاح الا اذا كلمها
ريم بصوت نايم : " الو "
رامي ومايدري ليه دايما يحس بدقات قلبه تزيد اول مايكلمها : " ياكيس النوم اصحي "
ريم : " حرام عليك يارامي والله نعسانه "
رامي بصوت مليان تعب : " ريم الله يخليكي اصحي , محتاج اتكلم محتاج اطلع اللي بقلبي "
ريم وهي قلقانه على رامي : " ليه ايش فيك ؟"
رامي وهو يحس بالقهر يملى قلبه : " تخيلي تزوجت , قدرت تنساني وتزوجت غيري "
ريم على طول فهمت الموضوع , وبنفس الوقت حست بالغيره : " يارامي هدي اعصابك , انتم خلاص افترقتوا ولازم البنت تشوف حياتها , لاتوقف بطريقها "
رامي : " بس ماني قادر استوعب ان روناء صارت لغيري "
ريم انصدمت اول ماسمعت اسم روناء : " روناء ؟ ليه هي اسمها روناء ؟"
رامي ومن عصبيته ماانتبه لارتباك ريم : " ايوه روناء "
ريم وهي حاسه ان دقات قلبها تزيد وهي تتمنى انه يكون مجرد تشابه اسماء : " اها وأختك راحت للزواج ؟"
رامي : " ايوه شوق راحت "
في هذي اللحظه عرفت ريم هي مين كانت تكلم طول ذيك الفتره , رامي زوج روناء واخو شوق , اعتذرت من رامي وقالتله انها مضطره تقفل ذحين , وقفلت وهي تسب وتلعن بنفسها
ريم وهي تكلم نفسها : " يالله ياروناء قد ايش آذيتك , قد ايش كنت السبب في عذابك , لكن الوضع مستحيل راح يستمر , مستحيــــــــــــــــــــــــــــــل "
التفتت له اول ماناداها , والخوف مالي قلبها ..
راكان وهو مو عارف كيف يبدى بالكلام : " امم , كيفك ان شاء الله تمام ؟"
روناء بصوت واضح عليه الخوف : " الحمدالله "
وسكت مو عارف بالضبط ايش يقول , وفضل انه يأجلها لبعدين اذا وصلوا للفندق ..
وكملوا الطريق وهم ساكتين , الين ماوصلوا للفندق , وركبوا الأصنصير ووصلوا للغرفه , وروناء دقات قلبها كلمالها تزيد , بس هذا مايمنع انها تفاجات بجمال الغرفه وفخامتها ..
راكان وهو مايدري ليه مرتبك : " تقدرين تغيرين ملابسك في الغرفه هناك "
وبدون ماترد عليه دخلت لغرفه وأخذت بيجامه ورديه ناعمه , ودخلت للحمام , جلست فتره طويله تطالع بنفسها بالمرايه , وعلى وجهها الف سؤال , ليه كل هذا يحصل لها ؟ , ليه مصيرها تعيش بحيره وعذاب ؟ , حطت يدها على قلبها , وهي تحس بالدقات تزيد وتزيد , وكل جسمها يرتجف , تبغى توقف هالرجفه بس مو بيدها , لكن حاولت على قد ماتقدر انها تتمالك نفسها , وغيرت فستانها ولبست البيجامه , وأول مافتحت الباب , شافته جالس على الكنبه , وكان حاط يده على راسه , وماانتبه لها , ظلت واقفه في مكانها ومو عارفه ايش تسوي , وبدون مايلتفت لها قال بصوت هادي : " اجلسي ياروناء ليه واقفه ؟"
ماتنكر انها ارتبكت بس حاولت تخفي ارتباكها , وجلست على الكنبه المقابله له , رفع راسه وجلس يطالع فيها ويتأمل , وهي تحاول تتحاشى نظراته وتتصنع القوه والامبالاه ..
راكان وطيف بسمه معذبه على شفاته : " تصدقين انك احلويتي عن آخر مره شفتك فيها "
روناء ونظرات الحقد واضحه بعيونها وبسخريه : " هه , ليه كاميراتك خربت ؟"
راكان بعد ما أخذ نفس عميق : " روناء الله يخليكي افهميني واسمعيني قبل ماتحكمين عليا "
روناء وهي تحاول تهدي نفسها وبنظرات مليانه سخريه : " تفضل تكلم "
راكان وهو متوتر ومناه انها تفهمه وتسامحه : " انا في البدايه ماكنت ناوي كل هذا يحصل , لكني حبيتك ياروناء من أول مره شفتك فيها , كنتي واقفه قدام بيتك , وبدون شعور لحقتك بالسياره , وصرت كل يوم أوقف جنب البيت وانا أتمنى اني المحك , والله حبيتك وماصرت عارف كيف اتصرف أو كيف أوصللك حبي , وبنفس الوقت حقدت عليكي لما شفتك في الكوفي مع واحد , وقتها حسيت كل أحلامي تدمرت , الصوره اللي رسمتها ليكي تحطمت , بس ماكنت قادر أبعد عنك , وغيرتي عمتني وسويت كل اللي سويته , وكذبت باسمي , ياروناء انتي ملكتيني , ملكتي كل شي فيني "
وقف راكان وقرب من عندها وركع على رجوله , وحط راسه على ركبتها , وكمل كلامه بصوت معذب : " انا عارف اني غلطان , وانا مستعد أصلح كل شي , وأوعدك اني أعيشك بهنا وسعاده , بس انتي سامحيني وافهميني "
وسكت وهو يستنى رد من روناء اللي ظلت ساكته , رفع راسه وتفاجأ بنظراتها , كانت نظرات مليانه كره وحقد , وقفت روناء وبكل حقد : " تحلم اني اسامحك هه يابندر , ولا لا سوري غلطت ياراكان , انا ماملك قلبي ولاراح يملكه الا رامي وبس , فاهم , أكرهك أكرهك من كل قلبي "
وتركته ودخلت للغرفه وقفلت الباب , وبعد ماقفلت الباب قناع القوه طاح , وبان الخوف والرعب على وجهها , كانت قاصده انها تقول كلمتها الاخيره , يمكن يكرهها ويطلقها , ماتنكر انها كلامه أثر عليها , وانها حنت عليه , لكن في اللحظه الأخيره قوت نفسها , وقالت اللي قالته , نامت فوق السرير , وتدفت بالبطانيه وهي تتمنى ان رجفة جسمها توقف , الرجفه اللي ماكانت من برد ابدا ولكن من خوف ...
أما راكان فظل جالس في مكانه , وهو مصدوم من روناء , معقوله تكرهه لهذي الدرجه , معقوله تحب رامي الى الآن , طيب مادامها تحبه ليه تطلقت منه ؟ , الظاهر انه راح يتهب كثير الين ماتحن عليه , لكن كل هذا ابدا ماخلى يفقد الأمل ان روناء في يوم تحبه , مهما كان بعد ذاك اليوم بس راح يصبر .
وبدل ملابسه ونام في الصاله ..
في اليوم التالي ...
كانت واقفه في نص الغرفه تتأمل أركانها , وكل ركن كان يحمل ذكرى معينه , اليوم بتودع كل هذه الذكريات وراح تبدا حياة جديده , خلاص تعبت من المشاكل والدموع , تعبت من انها تكون سبب في آلام الغير , راح تبعد عن الكل , أخذت شنطتها المليانه بملابسها , وتركت رساله صغيره لامها في الصاله , وخرجت من البيت وكانت السياره تحت منتظرتها ..
ريم : " السلام عليكم "
أبو ريم : " اهلين ببنتي , مانسيتي شي ؟ "
ريم بنبرة حزن : " لا مانسيت شي "
أبو ريم : " أجل يلا مشينا "
ومشيت السياره وألقت ريم نظره أخيره للبيت , للشارع , يالله قد ايش راح تشتاق لهذا البيت ولهذا الشارع ولجده ولرامي !
صحيت على صوت دق الباب , فتحت عيونها ورجعت غمضتها , وهي تحاول تتذكر وين هي , سمعت صوته وهو يناديها , وتذكرت كل شي , تنهدت وتوكلت على الله وفتحتله الباب ..
راكان بابتسامه حنونه : " يلا ياروناء الطياره راح تفوتنا "
روناء بطفش وضيقة خلق : " طيب ذحين "
واستحمت وجهزت نفسها ,وانطلقوا للمطار ..
في الطياره ..
راكان وهو يحاول يفتح موضوع عشان تشاركه روناء في الكلام : " قط رحتي اليونان من قبل ؟"
روناء وهي مالها خلق تتكلم وباختصار شديد : " لا "
وكان هذا هو الوضع , كل ماحاول يفتح موضوع معاها , تجاوبه باختصار شديد وماتعطيه وجه , لكنه مايأس أبدا وبالعكس جفاء روناء زاده تصميم أكثر ...
ماتدري ليه من أول ماصحيت من النوم وهي حاسه بدوخه شديده , وغثيان وصداع أليم في راسها , بس مابينت هذا الشي لهيثم , وجلسوا يفطرون مع بعض عادي , لكن ماقدرت تستحمل أكثر , وراحت جري على الحمام , ولحقها هو بنظرات مليانه قلق وخوف عليها ...
هيثم وهو قلقان وخايف على شوق : " ايش فيكي ؟"
شوق وهي تغسل : " لا لا تخاف مافيني شي , بس دايخه شويه "
هيثم وهو يحس دقات قلبه تزيد من خوفه عليها : " قومي أوديكي المستشفى "
شوق : " يالله هيثم مولازم مايحتاج الموضوع "
هيثم وهو معصب من اهمالها لصحتها : " كيف مو لازم ؟! اقول قومي يلا ماابغى نقاش "
قامت شوق ولبست عبايتها وهي طفشانه حدها , وتحس ان هيثم مكبر السالفه ...
وصلوا لليونان , وأول ماخرجوا من المطار تفاجأت روناء بالمناظر وهي راكبه في السياره , ووصلوا لفندق جدا جميل , غصبا عنها ماقدرت تخفي نظرة الانبهار بعيونها , وهو انبسط وارتاح لان المكان عجبها , خلاص صار كله همه انه يرضيها مهما كان الثمن , ويشوف الضحكه على شفاتها ..
جلس يطالع فيها ويتأمل وهو مبتسم ..
روناء وهي مرتبكه من نظراته طالعت فيه : " خير ؟ ايش فيك تطالع كذه ؟"
بندر وهو مبتسم : " اطالع في زوجتي ملكي حرام ؟"
هنا روناء بكل سخريه : " لا يابابا غلطان انا ماني ملكك , ولا عمري راح أكون ملكك , وقلبي بيظل ملك لرامي بس , اما بالنسبه للزواج فخذ بالك ترى هذا الزواج راح يكون على الورق بس "
نجحت في استفزازه , وصار يرتجف من الغضب , حتى عيونه حمرت , قرب منها وهو في قمة عصبيته , وكل مايقرب ترجع لورا الين مالصقت قي الجدار , شافته وهو يرفع يده ومن خوفها غمض عيونها , وهي تتمنى يعطي الكف بسرعه ويروح , لكن تفاجأت انه خبط الجدار بيده قريب مره من وجهها , وسمعت صوت تنفسه الغضبان , وراح , لوين ماتدري ؟ , بس راح وخرج من الفندق ...
كان واقف ويطالع في الدكتوره ومو مصدق اللي يسمعه : " صدق الكلام اللي تقوليه ؟"
الدكتوره ببسمه : " ههههه ايوه صدق , مبروك زوجتك حامل "
هيثم والفرحه مو سايعته , أخيرا بيصير أب , ماهو مصدق ولامستوعب , راح لعند شوق , وباس على يدها بحنان : " مبروك حبيبتي "
شوق بخجل : " الله يبارك فيك "
هيثم وهو متحمس : " خلاص من اليوم مافي حركه ولاشي , وراح أجيب ان شاء الله بكره شغاله تخدمك وانتي بس آمري "
شوق : " يالله ياهيثم بدينا "
هيثم والفرحه مو سايعته : " ههههههههه راعيني وخذيني على قد عقلي "
شوق وهي تتريق عليه : " طيب مو هذا اللي انا جالسه اسويه من البدايه "
هيثم وهو يتوعد فيها : " طييييييييب ياشوق حسابك معايا بعدين "
شوق : "ههههههههههههههههههه "
طفش وتعب من كثر مايدق , حرق جوالها لكن أبدا ماترد , مايدري ايش فيها وايش اللي حاصل , مايدري اذا هي مطنشته ولا صاير فيها شي ...
رامي والحيره معذبته : " وينك ياريم , وين اختفيتي ؟"
سمع صوت دق على باب غرفته , وعلى طول دخلت أشواق وهي تستهبل وتفحط داخل الغرفه : " أقول رامي يلا قوم وديني السوق , والله ملانه "
رامي وهو طفشان : " اوف يااشواق مو فاضيلك , وماني فايقلك "
أشواق وهي ترسم بوجهها ملامح مضحكه يعني انها حزنانه : " أمانه ياأخوي طلبتك "
رامي وهو يدفها برة الغرفه : " روحي قولي لريان خليه يوديك , واياني اشوف رقعة وجههك في غرفتي "
أشواق : " أفااااااااا , تفشل أختك ماتوقعتها منك , أروح لباباتي أحسن , تشاااااااااااااااااااااو رورو "
رامي وماقدر الا يبتسم من هبال اخته : " رورو في عينك "
ورجع دخل للغرفه يدق على جوال ريم , عل وعسى ترد عليه ........
صحيت من النوم مفجوعه , وجلست تدور على بنتها في كل مكان , بس مالقيتها , واللي خوفها أكثر ان حتى ملابسها شالتها , وشافت رساله في الصاله من ريم , جلست ام ساره تقراها ومن صدمتها باللي مكتوب ماقدرت توقف على رجولها , حتى دموعها بللت الرساله , وطوتها وهي عارفه انها خسرت كل شي بسبب اهمالها , خسرت بناتها وحده ورا الثانيه , ومن اليوم ورايح تكون الوحده هي رفيقتها الوحيده , راح تظل وحيده بدون بناتها ..........
ماجالها النوم وهي جالسه تستناه , وغصبا عنها حست بالخوف عليه , يمكن قست عليه بس هذا الشي مو بيدها , اللي سواه فيها موشويه , وسمعت صوت الباب وهو ينفتح , تفاجأت لما دخل والابتسامه على شفاته , وكان معاه أكياس كثيره , ظلت تطالع فيه وهي ماهي عارفه ايش اللي يفكر فيه ..
راكان بابتسامه : " يلا تعالي جبتلنا عشا , داري انك جعانه , يلا تعالي قربي "
قربت روناء وعلامات تعجب واستفهامات مرسومه على وجهها ..
راكان ماقدر يمسك ضحكته وهو يطالعها , وجلس يضحك ..
روناء وهي معصبه : " خير ايش فيك تضحك ؟"
راكان وهو يسوي نفسه برئ : " ها ؟ , لا سلامتك بس تذكرت شي يضحك "
روناء : " اها طيب "
وتعشوا وبعدين خرجوا بره يتمشون ...........
وصار هذا هو الحال مع روناء وراكان , هو يحاول يرضيها ومايزعلها , وهي ابدا مو معطيته وجه ودايما تجرحه بالكلام , وصارت الاخت بس تتأمر وتتكبر , بس ماتنكر انها تعودت عليه وكثير من الاحيان تحن عليه وماتنكر انها تحس بالامان لما يكون جنبها , وصارت كثير تحب تجلس معاه , لكن لازم في البدايه تحاسبه على اغلاطه عشان يفهم ان الناس مايمشون بأمره , حتى بعد مارجعوا من اليونان ظلوا على هذا الحال , بس راكان حبه لروناء مستحيل يخليه يستسلم أبدا ..
ماأقدر على بعدك ياروحي ..
ومهما كنت السبب في جروحي ..
صرت اليوم بلسم جروحي ..
بعد مرور سبعة أشهر ...
كانت جالسه تستناه وعلى اعصابها ,مو من عادته يتأخر لهذه الدرجه , والمشكله انها تدق على جواله ومايرد , وهذا اللي حرق أعصابها أكثر , وظلت تمشي في الصاله وهي تتوعد فيه اول مايرجع بتسويله سالفه كبيره , دق جوالها وشافت المتصل واحد من الحرس اللي دايما مع راكان ..
روناء : " الو "
الحارس : " ايوه عمتي , عمي راكان سوى حادث وهو في المستشفى ذحين "
روناء والصدمه جمدت كل شي فيها , كل احساس وكل نبض , وماحست الا بالدموع على خدودها ..
روناء بصوت مرتجف وخايف : " في مستشفى ايش ؟"
الحارس : " في مستشفى .........."
وقفلت الخط وراحت أخذت عبايتها , وهي تحس بغشاوه على عيونها من الدموع , ونزلت وكلمت السواق يوديها للمستشفى ..
ومشت السياره وهي تحس ان الطريق طويل , حتى الثواني صارت طويله ثقيله , ماهي مستوعبه الى الآن ان راكان صارله حادث , يعني ايش بيموت ويتركها , كيف راح تعيش اذا ماكان جنبها ؟, كيف راح تعيش بدون ماتشوف بسمته الحنونه؟ , كيف راح يخليها وهو مو عارف انها تحبه !
كانت تنظف البيت , وهي مبسوطه وتغني , من زمان ماشتغلت ولا سوت شي , السيد هيثم كان مانعها عن أي حركه , وظلت تغني لكن فجأه حست بألم فظيع في بطنها , حاولت تتجاهل هالألم لكن ماقدرت , الألم كان أقوى منها , وعلى دخلة هيثم للبيت سمع أنين شوق , دخل بسرعه ولقاها جالسه على الارض وحاطه يدها على بطنها , وتئن من الألم ..
هيثم وهو يمسكها ويحاول يرفعها : " شوق ايش فيه ؟"
شوق وهي تبكي من الألم : "آآآآآآآآآآه ياهيثم ماني قادره , وديني المستشفى , شكلي باولد "
هيثم وهو مرتبك وحايس من يوم ماقالت انها بتولد , ولبسها عبايتها ووداها للمستشفى ....
دخلت للمستشفى والدموع بعيونها , وسألت عن راكان وقالولها وين غرفته , راحت جري تدور الغرفه , واول مالقيتها دخلت وقلبها يحرقها من الخوف على راكان , دخلت وشافته جالس على السرير ورجله مجبوره , أول ماشافها ابتسملها ..
راكان بابتسامته الحنونه : " اهلين ياحلوه "
روناء ظلت واقفه مكانها تطالع فيه , وهي ماهي مصدقه انه بخير , وتجمعت الدموع بعيونها وجريت ليه وضمته بأقوى ماعندها ..
روناء وصوتها مبحوح من البكى : " اياك تفكر تسيبني , اياك تتركني "
راكان وهو مومصدق ان اللي جالس يشوفه , روناء تضمه ! , وماقدر الا انه يضمها لحضنه , وهو يطمنها : " مستحيل راح أسيبك ياروناء , انتي روحي , عمرك شفتي أحد يستغنى عن روحه ؟"
روناء وهي تبكي مثل الطفله : " لا ماشفت "
مسك راكان وجهها بين يديه , ومسح دموعها وهو يبتسم , وحبه لها يكبر عن أول ..
روناء وهي تشهق من البكى : " راكان انا ...., أنا ..."
راكان وهو على أعصابه ويتمنى تقول روناء الكلمه اللي له وقت طويل يستناها ...
روناء : " أحبك "
وقتها حس راكان انه ملك الدنيا ومافيها , وضمها بكل قوته , وهو يقول باعلى صوته : " وانا أحبك احبك أحبك "
ومرت السنين ,,
تروي هالحنين ,,
وتنهي دمعة الحزين ,,,
بعد خمس سنوات ...
جالسه من أول تدورله وماهي لاقيته دايا يلعب اللعبه هذي معاها ..
شوق : " غسان وينك يلا يابابا اطلع , مالي خلق ادورك "
غسان بصوته الطفولي وهو متخبي في الدولاب : " لا مافي انتي دولي "
شوق وهي تضحك وتسوي نفسها مو عارفه وينه : " يالله غسان مو في الدولاب , طيب وينه ؟"
غسان وهو يطلع من الدولاب : " هااااااااااي انا هنا "
شوق وهي تمثل انها متفاجأه وانها انفجعت : " يامامي من وين طلعت يادب "
غسان وهو يرمي نفسه بحضن أمه : " هههههههههههههههه"
شوق : " شويه شويه ياحبيبي حرام عليك بطني "
وجلست تتلمس بطنها اللي كبر عن أول , ذحين هي حامل في الشهر السادس , وتتمنى ربي يرزقها ببنت , جلست تبوس غسان على خده , وشالته وودته الصاله وشغلتله توم وجيري , على بال ماتحضر الغدا لان باقي شويه وهيثم يجي ولسه باقيلها تروح الكوافيره عشان اليوم ملكة أشواق ...
في الليل ..
دخل لغرفة النوم , وتفاجأ باللي شافه , كانت روناء واقفه قدام المرايا وبقمة جمالها , بفستان كحلي غامق ناعم , ورافعه شعرها رفعه خفيفه , وحاطه مكياج وردي ناعم , ظل يتأملها وانحرجت هي من نظراته ..
روناء وهي مرتبكه من نظراته : " راكان يالله عليك وققف "
راكان وهو مبتسم : " أموت انا على اللي يخجلون "
روناء : " اه منك "
قرب من عندها وباسها على خدها , وبكل حنان وحب : " ربي يحفظك ليا "
روناء وهي تحس راكان استولى عى قلبها وملك كل أحاسيسها : " ويحفظك ليا "
راكان وهو يدور : " وين الأموووره ؟"
روناء : " نايمه , تعبتني الين مانامت "
راكان : " تصدقين ياروناء , ساعات مااستوعب اني صرت أب"
روناء وهي تتريق عليه : " لا ياحبيبي استوعب , انت صرت لاب لبنت ذحين عمرها سنتين , ولا نسيت أميره ؟"
راكان : " هههههه لا مانسيت يا أم أميره "
روناء وهي تلبس عبايتها : " يلا اجل انا بأمشي لاني تأخرت على الملكه "
راكان : " اوكي حبيبتي انتبهي على نفسك "
كانت واقفه مع زوجها عبدالله عند الاستقبال في المصح النفسي..
ريم لموظفة الاستقبال : " لو سمحتي وين هدى ال ......."
قالتلها الموظفه وين غرفتها , وراحت الين ماحصلت غرفتها ..
ريم وهي تكلم عبدالله : " بتدخل معايا "
عبدالله : " ايوه "
ودخلوا وشافوها جالسه على الكرسي , وحالتها ماتسر الخاطر ..
ريم بدموع وهي تضم امها : " وحشتيني ياماما "
أم ريم وهي مو في وعيها : " مين انتي ؟"
ريم : " انا ريم ياماما وهذا زوجي عبدالله "
أم ريم : " ريم ؟ , أاااه ريم وتزوجتي ؟"
ريم وهي تبكي على حال أمها : " ايوه تزوجت "
أم ريم بابتسامه فاهيه : " اها وجبتي عيال ؟"
ريم : " لا لسه "
أم ريم : " وليه ماجبتي ؟"
ريم بحزن : " الله ماكتب لنا عيال "
وظلت هي وعبدالله معاها الين ماانتهى وقت الزياره ....
في القاعه ..
كانت القاعه مليانه معازيم , وشوق كانت جالسه مع روناء على الطاوله ..
شوق : " ايش رايك نروح للمهبوله أشواق "
روناء بابتسامه : " اوكيشن "
وراحوا عند أشواق اللي تفاجأوا انها جالسه تاكل شيبس ..
شوق : " أشواق يالمهبوله هذا وقته تاكلين شيبس ؟"
أشواق : " ايش اسوي مشتهيته حرام ؟, روناء يادوبا تعالي وحشتيني "
وسلمت على روناء ..
أشواق : " يلا يابنات سامعين الاغنيه هذي , يلا رقصوني عليها "
وقامت ترقص ولا كأنه اليوم ملكتها ,,
روناء وهي تضحك : " أقول شوق انتي متأكده انه هذي اليوم ملكتها "
شوق : " والله هذا اللي انقالي "
أشواق وهي ترقص : " حرام عليكم خلوني أرقص بعدين مافي احد في الغرفه , يعني مافي احد راح يشوفني "
شوق :" أقول انتي كملي رقصك واحنا بنروح للمعازيم " وراحوا وتركوها لحالها ترقص في الغرفه ..
وجا وقت الزفه ..
وانزفت أشواق مع سامي , على انغام موسيقى رومنسيه ..
روناء وهي تضحك : " أقول شوق شوفي أختك مو كأنها تقرص يد سامي كل ماجا بيمسك يدها "
شوق : " لا ؟!"
روناء : "هههههههههههههه والله شوفي "
شوق : " ياويلي البنت هذي مهبوله "
روناء وهي متردده تفتح الموضوع مع شوق ولا لا : "شوق "
شوق : " هلا ؟"
روناء : " ايش اللي تحسين فيه وانتي تشوفين سامي يتزوج أختك ؟ , لسه تحبيه ؟"
شوق وهي تتأمل أشواق وسامي : "أكذب عليكي اذا قلت لسه أحبه أو لسه يعنيلي شي , هيثم خلاص ملك كل كياني كل أحاسيسي , اما سامي ماتوقع في يوم اني حبيته يمكن تعلقت فيه بس حب ماأظن , اتوقع انها كانت نزوه , اما هيثم هو حبي الحقيقي , طيب انتي الى الآن تحبين رامي ؟"
روناء : " بصراحه لا , رامي صار بس مجرد ذكرى حلوه في حياتي , ههه لسه مو ناوي يتزوج ؟"
شوق : " هههههههه لا الأخ يبغى يعنس وشايل فكرة الزواج من راسه نهائيا "
روناء : "يالله ياشوق قد ايش تغيرنا ؟ , قد ايش عقلنا ؟ , وقد مرينا بالكثير , لكن الحمدالله في النهايه لقينا الراحه والسعاده "
شوق بابتسامه : " صادقه والله "
وبكذا انتهت ليله من أحلى الليالي , ليله حملت ذكريات كثيره , وطوت على صفحات كثيره من حياة بطلاتنا , وبكذه تنطوي الصفحه الأخيره لهذي الروايه , على امل انه يكون لقاء معكم آخر بروايه جديده ان شاء الله ..
تذكروني .
حورية جدة ..
الــــنـــهـــايـــة