كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فقال لها:" أنا أيضاً جائع ، مارأيك بهدنة؟".
لم تفكر كثيراً بالهدنة فهو الذي بدأ بالحديث وكأنها الحرب، هزت كتفيها وهي تنظر إليه محذرة:" فلتكن مادمت سأتسمح لي بأن أتناول عشائي بسلام".
فقال باسماً:" حسناً".
في الواقع قد تغير الحال بينهما بشكل لم تتوقعه فقد توقعت بعد الغضب الذي صدر عن راف منذ دقائق أن يبقى ملاحقاً لها باالموضوع نفسه، ولكنه لم يتحدث عنه وكان ذلك افضل ، فهي لا تريد عن يعلم راف عن جوردان شيء.
أصبحت السهرة رائعة ، فالطعام لذيذ و حديث راف أصبح مشوقاً ليس فيه ما يثير الأعصاب على رغم من محدودية المواضيع التي تحدثا عنها إلا إنها لم تثر أي جدل آخر.
سألته وهما عائدان في السيارة:" ماالذي سأاقوله إلى السيدة هوارد اذا سألتني عن خروجنا هذه الليلة؟".
كانت ريا-جين قد تركت الأمر لراف ليخبر مدبرة منزله بعدم تناولهما العشاء الليلة في المنزل ، لقد كانت تعلم بأنها لن تستطيع التخلص من فضول تلك المرأة صباح الغد عندما تتناولان القهوة معاً في المطبخ كالعادة.
نظر راف إليها وهو يقول:" ربما من الأفضل أن أخبرها الحقيقة بأنني لن أستطع البقاء بعيداً عنك ".
فقالت قمــر الليل بحدة وقد ساءتها سخريته:" وهل هذا صحيح".
رفع حاجبيه قائلاً:" مازلنا في بداية المساء حتى تكتشفي بنفسك صدق كلامي".
عند ذلك توقف بسيارة وبدأ ينظر إليها بصمت عدة ثوان ليقترب منها أكثر تاركاً مقود السيارة فأصبحت أنفاسه على وجهها ، ثم أبعد شعرها الأحمر عن رقبتها ليقبلها ثم توجه إلى شفتيها وبعد مدة قصيرة أبتعد عنها ،لقد شعرت جين بدقات قلبه تختلط مع دقات قلبها ،لم تشعر من قبل بذلك مع أي شخص إنها تحبه .
عندما وصلا إلى المنزل كان غارقاً بالظلام إلا من ضوء واحد فوق الباب الخارجي و آخر في الممر يقود إلى الردهة ، ومن الواضح ان السيدة هوارد قد انسحبت إلى غرفتها.
لقد سألت جين راف اذا كان يرغب بالقهوة فرفض وعندما أرادت أن تخبره عن رغبتها في الصعود إلى غرفتها فقال راف لها:" فلنذهب إلى غرفة الجلوس لعدة دقائق".
تقدمها داخلاً إلى غرفة حيث أنار المصباح القائم في الزواية ثم رمقها بعينيه قائلاً لها:" لقد استمتعت حقاً بهذه الليلة ".
جلست جين ثم اقترب ليجلس بالقرب منها:" لا أعرف متى آخر مرة استمتعت بصحبة امرأة".
ربما يعود ذلك الى عدم ثقته بالنساء.
فعاد يقول بصوت أجش:"أنا طبعاً أقصد من جميع نواحي".
ازدردت جين ريقها بصعوبة ، فهي لم تكن تريد أن تسمع هذا ، فهي لاتتصوره مع امرأة أخرى فهذا يشعرها بالمرض و الكراهية لكل امرأة كان لها دور في حياة راف،عند ذلك علمت جين أنها تغار عليه .
مد راف يده إلى شعرها ليتخلاله بأصابعه وهو ينظر إليه نظرة المفتون قائلاً:"لماذا أراك جذابة إلى هذا الحد، أتمنى لو أنني أعرف عنك كل شيء".
فقالت له:" ولكنك لا تحب هذا القليل الذي تعرفه عني ،أليس كذلك؟".
لقد نجحت في السابق في تجنب عدم الإفصاح عن حقيقتها هذه الليلة و هاهو يعيد الأمر من جديد.
فقال وقد اشتدت أصابعه على شعرها:" إنني لم أقل ذلك أبداً".
فقالت له ساخرة:" أمتاكد أنت مما تقول".
فقال ليلاس:" إن الرغبة هي التي تقوديني الى قول ذلك".
فقالت وهي تنظر إليه بتمعن :" ماذا تعني؟".
عند ذلك أمسك راف بيديها قائلاً:" أنا أريدك ياجين".
فنظرت إليه بدهشة ، هل حقا راف يحبها ، وهي هل تحبه ؟ ، عند ذلك همس لها :" جين".
نظرت في عينيه قائلة في نفسها ، إنها تحب هذا رجل " راف كوينلان"
تابع راف قائلاً:" جين إنني ..".
قطع حدثيه دقات على الباب الغرفة فوقف من مكانه واذا بسيدة هوارد تدخل فقال لها راف بحدة:" نعم".
كانت جين سأتخبره عن حبه في تلك اللحظة .
لقد بدا الاضطراب على السيدة هوارد وهي تقول:" سمعتك تدخل فظننت أنك ربما تريد القهوة".
استدارت ريا-جين ووهي تبتسم لها وتقول مشجعة :" إنها فكرة حسنة".
واستدارت المرأة لتخرج و لكنها ترددت عند الباب ثم التفتت إلى راف قائلة:" إن هناك مخابرتين هاتفيتين لك جاءتا في غيابك وقد تركت الأرقام لك على المكتب لكي يمكنك الرد عليهما وثمة رجل قد أصر على الكلام معك نوعاً ما ولكنه لم يقبل بأن يترك اسمه".
عند ذلك رأت جين جانب وجه راف وكأنه يكره هذه المقاطعة المتعمدة من المدبرة ، فاستجمعت أفكارها وقالت الى المدبرة :" سآتي و أساعدك في عمل القهوة أثناء رد راف على مخابراته".
ثم توجهتا إلى خارج الغرفة فقالت المدبر لها:" لاحاجة بك إلى ذلك".
..Continue
|