كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قطبت حاجبيها لإصراره على تكرار ذلك وكأنها ستذهب الى وسط الشارع وتذيع بملء صوتها عن محتوياته لناس، ولكن سبب اصرار راف على سرية هذا التقرير سرعان ما ظهر لها حالما ابتدأت العمل عليه.
كان راف يقدم عرضاً بتغيير المنزل إلى فندق و الأراضي إلى مجمع ترفيهي بينما جزء منه يخصص للعبة الغولف، تابعت جين قراءة بقية التقرير بنهم وهي تدرك من خلال محتوياته ،أن راف يعرض على البنك صفقة متعددة العناصر لكي يموله بالمبلغ اللازم لتنفيذه.
هذا طموحاً كبيراً ولم تشك جين مطلقاً في إمكانية راف لتحقيق ذلك ، وهي متأكد ة من نجاح راف بأي مشروع يقوم به ولكن التمويل هو المشكلة الوحيدة.
فقالت بصوت مرتفع :" ماهو رأي أفراد الأسرة إذا هم عرفوا بهذا المشروع؟ وتحويل الأملاك إلى مجمع لترفيه"
وجاءها صوت راف قائلاً:" إنهم لم يعرفوا به بعد".
ورفعت جين نظرها بحدة إلى مصدر الصوت ، وقد كان شعرها قبل قدومها الى غرفة الطعام مرفوعاً والآن جعلته مسترسلاً على ظهرها ، وارتدت ثوباً أسوداً أكثر راحة من سابق على رغم من أن شعرها يبدو كاللهب باللون القاتم.
كان راف يقف عند باب غرفة الطعام وعندما نظرت إليه دخل إلى الغرفة مغلقاً الباب خلفه ثم قال وهو يتخلل شعره الكثيف بأصابعه:" لقد عرفت أنك ما أن تقرئي القرير حتى تفكري برأي بقية الأسرة".
قالت جين بإرتباك:"يبدو أنه مشروع رائع".
فابتسم بتهكم وهو يقول:" لا أعتقد أن عمتي سأيعجبها أبداً".
وتملك جين أيضاً الشك فتلك المرأة لن يعجبها الوضع سأتعتقد بأنه ابتذال تحويل مزرعة الى مجمع ترفيهي.
هز راف رأسه وهو يقول:" ليس عندي فكرة عن حل لمسألة تمويل هذا المشروع".
ونظر حوله وكأنه سجين لظروفه.
سألته جين:" ألا تملك عمتك و زوجها مالاً كافياً؟".
لوى شفتيه قائلاً:"ليس عندهما ما يكفي ، ويجب أن تتحول المزرعة إلى مشروع يمول ذاته، إن زراعة الأرض لا تفيد ونحن لا نملك أموالأً أو أملاكاً لتيسيير الأمور".
وتابعة بصبر نافد:" حتى أنني لست متأكداً من صلاحية المشروع ، وأنا تركته للبنك ليقرر ذلك".
هذا المشروع بدا لها غاية الصلاحية ، فهو من ذلك النوع المرغوب من الأماكن التي ألفتها هي و اصدقاؤها البريطانيون في السنوات الأخيرة.
فهو يحوي كل أنواع الرفاهية للأغنياء العاطلين أو متقاعدين عن العمل ،ولكن إذا سار راف في هذا المشروع الذي يحيل المزرعة إلى مجمع للترفيه فهي لن تبقى ملكاً كوينلان وحدهم .
سألت تختبره برقة:" هل هذا ما تريده أنت حقا؟".
فأجاب بضيق:" ليس هذا هو الموضوع إن مجال الاختيار أمامي محدود".
شردت أفكار جين إلى ذلك الحديث الذي دار مرة بينها وبين روبرت بشأن المزرعة ثم سألته:" ماذا تظن بقية أفراد الأسرة:" ماذا تظن شعور بقية أفراد الأسرة حول هذا المشروع؟".
فقطب جبينه قائلاً:" أتعنين أنيتا و زوجها وإبنها؟".
فقالت بابتسامة مكبوحة:" نعم هذا ما أعني".
تنهد قائلاً:" إنني لست أعمى عن تطلعات أنيتا بشأن المزرعة ، ولكنني لا أريدها أن تتدخل في أعمالي مادمت على قيد الحياة، وأريد للمزرعة أن تنتعش وتعود إلى ماكانت عليه بأي شكل كان وبطريقتي أنا".
فأومت جين برأسها قائلة:" إن المجمع الترفيهي كفيل بذلك".
فتأملها بعينين ضيقتين ثم قال:" ومارأيك أنت بهذا؟".
فقالت:" أنا" ما الذي تعرفه هي عن مثل هذه الأشياء .
هز كتفيه قائلاً:" إنني فقط ظننت أنك ربما تعلمين عن هذه الأشياء اكثر مما أعلم".
لوت شفتيها قائلة بجفاء:" أتعني بالنسبة إلى ملابسي الغالية و أصدقائي الأثرياء؟"
فقال بضيق وبسرعة:" ربما كنت متسرعاً قليلاً في هذا الافتراض".
ابتسمت عيناها لدى سماعها شبه اعتذاره و قالت:" أحقاً؟".
فاقترب منها قائلاً:" أتريدين الحقيقة؟ لقد وصلت إلى مرحلة لم أعد أهتم فيها بأي شيء".
نظرت قمــر الليل إليه بعينين متسعتين ،لقد قد وقعت في حب هذا الرجل وأن لقاؤهما الأول كان مقدر، تألقت عيناه وهو ينظر في عينيها قائلاً:"هل تتناولين العشاء معي غداً؟".
لم يكن ثمة سبب يمنعها من الرجوع من المدينة غداً في هذا الوقت لتتعشى معه ولكن هذه الدعوة الغير متوقعة جعلتها تتردد ثم سألته :" لماذا؟".
فأجاب بعنف:" هل ينبغي أن يكون ثمة سبب حتى أدعوك؟".
فنظرت إليه متأملة ، لقد كانت تعلم أنه يكره أن يسأله أحد عن تصرفاته فقالت له:" نعم".
فعبس في وجهها وهو يقول:"لمذا لا تقبلين قبل أن يعود إليّ عقلي؟".
..Continue
|