كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فغمغم قائلاً:" كما سبق وقلت لك ، ليس لدي وقت فراغ للقيام بهذا العمل أثناء النهار و لهذا طلبت منك البقاء لانجازه".
فقالت:" ولكن حسب قولك من المفروض أن أقوم أنا بهذا العمل".
هز رأسه قائلاً:" هذا الملف سري للغاية ولا يمكن أن أسلمه لأي شخص آخر".
لم يقل انها ليست موضع ثقة مادام لا يعرف حتى اسمها الحقيقي.
قالت له ساخرة:" هل تعرف من أكون؟".
هز ليلاس كتفيه وهو يراقبها من خلال عينين ضيقتين ثم قال:" أخبريني أنت".
فتنهدت قمــر الليل وهي تقف قائلة:"لا بأس إذا كان هذ ما تريده ولكن إبحث عنه بنفسك".
فقال ساخراً:" إنك حساسة هذه الليلة تناولي بعض الخبز".
ودفع نحوها بالطبق وهو يتابع:" إنه أفضل خبز مع الزبدة تذوقته في حياتي فالزبدة فيه معتدلة تماماُ دون زيادة أو نقصان وهي ذائبة تماماً في الخبز المحمص".
إن الخبز المحمص الذي تصنعه قد جاء نتيجة تجارب كثيرة مع جوردان ، كان بمثل صرامة راف نفسه وكان يحب الخبز المحمص مع الزبدة ،على مايبدو إن جوردان كان يدفع لها أجراً على ذلك.
لقد كان رجلان متشابهان ليس في شكل فقط بل في تصرفاتهما أيضاً إلا ان راف يمتاز عنه بشيء من روح الفكاهة ،كما أن جوردان ماكان ليقبل قط بوجود جين سميث في منزله إذا كان لديه أقل شك في اسمها الحقيقي، فهو لا ينظر إلى ذلك بمثابة تحدٍ له عليه اكتشافه كما يفعل راف.
أكلت جين معه وردت عليه بالنسبة إلى الخبز و الزبدة:" إنه كما اعتادت الأمهات أن تصنعه".
فلوى راف فمه وهو يقول:" لا أظن أن أمي صنعت لي خبزاً و زبدة مرة واحدة".
قالت تفيظه:" ألم يحدث أنها قدمت لك خبزاً محمصاً مع بيضة مسلوقة عندما تكون مريضاً؟".
وأجابها:"كلا".
فقالت بمكر:" وكذلك أمي لم تفعل هذا ، لقد ماتت أثناء ولادتها لي".
فقطب جبينه قائلاً:" هذا مؤسف".
وكان يبدو عليه التأثر حقاً وليس مجرد مجاملة منه.
ابتدأت جين تتحدث وقد شردت بأفكارها مع الذكريات:"كان معروفاً أن زواج والديّ كان مهتزاً جداً، وبقي كذلك عدة سنوات و يبدو أن الحمل بي كان آخر محاولة لهما ليتم صلح بينهما ، ولاأظن أن أبي غفر لي يوماً تسببي في موت والدتي ".
لم تدرك جين أنها كشفت الكثير عن طفولتها المؤلمة لقد كانت تحاول كسب حب أبيها وذلك بتحسين سلوكها لكي تجعله يفخر بها وعندما فشلت في ذلك غيرت تصرفاتها و سلوكياتها حتى تلفت إنتباه والدها إليها.
إن شعرها مثل شعر إمها وهي قد رأت جميع صور إمها فهو بنفس لون وطول شعرها.
فجأة وقف راف ثم اقترب منها قائلاً:" لقد تأخربنا الوقت فأنت تعبة و أنا كذلك لنذهب الى نوم".
وفجأة مد يده ليلامس وجنتها وهذه الحركة أثرت فيها وجعلته ترتعش ثم تمتم راف قائلاً:"منذ أيام كنت مصابة برضوض سيئة و عليك أنا تنامي جيداً"
وعندما صعدا السلالم قال:" كان علي أن أهتم بيك أكثر...".
توقف راف عند منتصف السلم ليحملها بين ذراعيه ليوصلها الى غرفتها وعندما وصلا إلى أعلى السلم أنزلها ليهبط رأسه إليها ليقبلها قبلة ألتهبت مشاعرها إليها فجأة تركها قائلاً:" أنا آسف، إن الوقت المتأخر هو المسؤول عن كل هذه المشاعر أرجو أن تعذريني" واستدار خارجاً من الغرفة.
جلست جين فوق سريرها و عيناها دامعتان وهي لا تعرف ماهي حقيقة مشاعرها إتجاه هذا الرجل ، وماهي حقيقة مشاعره إتجاهها هل يحبها؟ وبدأت تسأل نفسها عدة أسئلة حتى غفت في نوماً سريعاً.
في الصباح دخلت السيدة هوارد الى غرفة المكتب قائلة:" مخابرة هاتفية لك".
أحست جين باهتمام تلك المرأة إزاء هذا الهاتف الذي كان الأول الذي تتلقاه منذ وصولها إلى هذا المنزل منذ أسبوع تقريباً.
وقالت تسألها بدهشة:"هل أنت متأكدة من أنه لأجلي أنا؟".
فقالت سيدة هوراد:" طبعاً أنا متأكدة".
ووقفت جين ببطء وهي تشكرها لتتوجه الى الردهة حيث الهاتف وقالت في نفسها لابد أنه روبرت فهو الوحيد الذي يعرف أنها هنا والوحيد الذي يعرف بأسمها الحالي و السابق ويعرف بوجودها في هذا البيت، كل ماتتمناه أن لايبدأ بمضايقتها فهي لا تريده أن يتدخل في حياتها فلديها من المشاكل ما يكفيها ورفعت السماعة لتقول بلهجة متوترة:" نعم".
وأجابها صوتاً خشناً:" إنني جوردان وأنا بالمناسبة بخير ولكنني أريد أن أعرف كل شيء عن وظيفتك هذه و سأنتظرك في مطعمنا المفضل غداً الساعة الواحدة فكوني هناك".
ثم سمعت جين صوت سماعة توضع على الطرف الثاني للخط بينما بقيت ذاهلة عدة دقائق، لقد كانت متأكدة من أن روبرت لن يتركها و شأنها فقد أخبر جوردان بمكانها، واذا هي لم تقابل جوردان غداً لتناول الغداء فهو سيقصدها إلى هنا حتماً وهذا سيسبب لها الكثير من المتاعب.
..Continue
|