كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فقطبت جبينها قائلة:" من الواضح أن ليس عنده فكرة عن ذلك".
فأوما برأسه قائلاً:" ولهذا أنا متأكد من أنه مهتم جداً بأن يعلم مكانك".
فقالت له:" إياك أن تفكر في ..".
فقاطعها قائلاً:" علي أن أذهب الآن يا ريا..أعني ياجين".
وعبس قائلاً:"يجب أن لا أخطئ في اسمك مرة اخرى أليس كذلك و سأتكلم معك فيما بعد".
فقالت:" ولكن...".
قال ليلاس وهو يربت على ذراعها:" ان أمي تنتظرني لكي اصحبها إلى المائدة".
وانتقلت انظاره الى ناحية امه التي كانت تنظر اليه و قد بدا عليها الغضب لقضائه كل هذا الوقت مع جين ، لقد كانت جين متأكدة من أنيتا بارنز من القوة ليحسب لغضبها ، هذا إذا كانت تشابه طباعها طباع ابن اخيها .
وعندما أصبحت جين وحيدة في الغرفة فان العرف يوجب على السيد بارنز بأن يصحبها إلى المائدة ولكن يبدو أنه كان يأخذ الأشارة من زوجته ، وكان واضحاً انه يعرف جيداً كيف يتجنب اغضابها، وهكذا دخل غرفة الطعام إلى الجانب الآخر منها.
عند ذلك لم يبق في الغرفة سوى جين و راف ولم يبق امامهما خيار سوى ان يسيرا معاً الى غرفة الطعام, ولم يبدو على راف السرور لذلك!
ربما ما كان لها ان تنزل لتناول العشاء معهم هذا المساء إذ أنها ليست سوى مستخدمة ولم يبدو أن أنيتا بارنز قد اعتادت تتناول الطعام مع المستخدمين، ولكن لو كان الأمر هكذا لكان راف أخبرها مسبقاً به أما الآن فليس بامكانها أن تتراجع عن حضور العشاء معهم.
لم يمد راف ذراعه لها بل قال بخشونة:" ماذا تظننين نفسك فاعلة؟".
نظرت إليه بحيرة و إستغراب قائلة:" ماذا فعلت؟".
فقاطعها مهدداً:" ابقي بعيدة عن ابن عمتي الصغير".
فتنفست بغضب وهي تقول:" انه هو الذي جاء مبتدئاً الحديث معي فماذا افعل؟ أن أكون فظة معه؟".
ورفعت أنظارها اليه وهي تتابع:" لأتلقى بعد ذلك التعنيف لهذا" ثم توقفت عن الكلام ثم عادت لتقول "يبدو انني لن أنجح معك".
استدارت على عقبيها و دخلت غرفة الطعام وحيدة دون اهتمام لما يبدو عليه تصرفها من قلة احترام ، ثم رفع روبرت حاجبيه متسائلاً وهو يرى غضب جين ، فجلست مقابل راف بعد أن سحب روبرت لها الكرسي فسألته بعد أن هدأت قليلاً:" لقد أخبرني راف انك تعمل في مهنة التمثيل".
وابتسمت له مشجعة وقد قررت ان لاتدع تصرف راف معها يؤثر فيها وفي اعصابها.
أوما روبرت برأسه وقد شعر بالسرور اذ يضيف وقوداً ليزيد توتر الذي بين راف و جين وقال :" انني اتدرب على تمثيل مسرحية".
فقالت قمــر الليل :" ان هذا رائع".
وكانت تتعمد تجاهل راف رغم علمها بأن نظراته كانت منصبة عليها، ألقى روبرت عليها نظرة فهمت منها انه يدرك تماماً ما يدور هناك و أنه على أتم استعداد لمساعدتها في إغاظة راف وفي الواقع ان اي شخص استمع اليه اثناء الساعتين التاليتين سيعرف بأنه يريد إغاظة و استفزاز راف.
استطاعت جين ان تدرك السبب في ذلك فقد كان الرجلان على طرفي نقيض حيث يأخذ راف الحياة بكل جد أما روبرت يعتبر كل شيء لهو و لعباً.
مع تقدم المساء ازدادت تصرفات راف بروداً اكثر فأكثر وكذلك نظراته، وكذلك أنيتا فهي لم تشعر بالسرور لاهتمام ابنها بسكرتيرة ابن اخيها، وعند تناول القهوة كانت جين على وشك الهروب من هذا الوضع الذي ساعدت في توتره و ذلك لغيظها من راف ، وكانت أنيتا تراقبها بعينين ضيقتين بينما بدا على راف انه على وشك ارتكاب جريمة و الضحية هي .
قالت انيتا ببطء مفكرة وهي تنظر الى جين:" هل تعلم ياراف انني اخيراً تذكرت بمن تذكرني سكرتيرتك ، كنت متأكدة من انني سأتذكر".
أجاب راف وهو متصلب في كرسيه:" بمن تذكرك؟".
فاستدارت عمته اليه لتقول وقد ضاقت عينيها:"انها تلك المرأة التي تورط ابوك معها".
فتوتر فم راف وهو يقول:"انني آسف فأنا لا أعرف ما الذي تتحدثين عنه".
وكذلك جين لم تعلم عن ماذا تتحدث فعلى حد علمها كان والده معاً عندما قتلا في حادث الطائرة فكيف بامكان راف ان يعرف المرأة التي كان والده متورطاً معها قبل زواجه بينما راف لم يكن قد ولد بعد؟
ونظرت إلى العمة و ابن أخيها بفضول وبدا على راف انه غير راضً عن هذا الحديث.
فقالت انيتا:" انك تعرف طبعاً فقد كانت هي مربيتك في ذلك الوقت".
واستدارت الى زوجها قائلة:" انك لاشك تتذكرها يا جاك , ماذا كان اسمها؟ انني مستغربة ياراف كيف لا تتذكرها فقد كنت مولعاً بها ، انني اتذكر كيف انكسر قلبك عندما تركتك فجأة".
ونطقت بجملتها ساخرة ، فقال راف ببرود:" كان اسمها ديانا وأنا لا يعجبني الحديث عن الشؤون العائلية الآن".
..Continue
|