كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لقد عاملها ليلاس هذا الرجل بغلظة ووجه إليها من الإهانات ما لم يوجهها إليها رجل آخر ومع هذا كان يثير اهتمامها أكثر مما أثاره أي
رجل فهي تشعر بنبضها يتسارع الآن و نفاسها منحبسة ومع هذا تشعر بأنه لا يكاد يشعربها و أن أفكاره بعيدة عنها أميالاً، ربما مع
امرأة أخرى و شعرت جين برغبة طاغية في أن تعرف كل شيء عن زوجته التي تخلت عنه في الوقت الذي كان هو في أمس
الحاجة إليها.
فجأة إقترب من وجهها ليمسك به و يطبع قبلة ناعمة على شعرها ومن ثم ينزل الى شفتيها بقبلة أكثر عمقاً من سابقة.
وبهذا شعرت جين بوهن لم تشعربه من قبل ثم وضع راف يديه خلف ظهرها عند ذلك قالت :" راف أرجوك توقف عن ذلك
إنني...".
فجأة سمعا صوتاً خلفهما يقول:" لا أدري إذا .."
وسكتت السيدة هوراد محرجة و هي تقف عند الباب و قد احمر وجهها و قالت:" إنني آسفة كنت أريد أن أرى ما إذا ..
حسناً سأعود فيما بعد".
وهتف راف بخشونة:" ياسيدة هوراد لقد كنت على وشك الذهاب إليك على كل حال".
قال ذلك رغم أنه كان و اضحاً أنه لم يكن يهم بذلك.
عند ذلك سألت نفسها ماهذا الذي تشعربه إتجاه هذا رجل، هي مازالت تعيش في بيته لأنها بحاجة ماسة إلى وظيقة وليس لأي
سبب آخر ومجرد تصورها أنه يمكن أن يحدث شيء بينها و بين راف كوينلان ما هو إلا بحث عن المتاعب ، سرعان مانفت من
ذهنها هذا الخاطر لأن راف كوينلان ليس بالرجل الذي يناسبها.
قال راف لمدبرة المنزل:" إن عمتي و زوجها قادمان آخر الأسبوع لقضاء العطلة هنا، فهل لك أن تجهزي غرفة لهما؟".
ثم خرج مسرعاً من الغرفة قبل سماع جوابها وقد بدا على السيدة هوارد الذهول التام وهي تردد:" السيدة أنيتا وزوجها؟".
وقطبت جبينها وهي تتابع قائلة:" لماذا لا أستطيع تذكر تاريخ آخر مرة قدما بها الى هنا؟".
وسكتت قمــر الليل فجأة وهي تهز رأسها ناظرة الى جين قائلة:" إنني آسفة لما حدث الآن إنني لم أدرك إنني ..كنت أريد فقط أن أعلم
ما إذا كان راف سيتعشى معك".
لقد أحبت جين هذه المرأة كثيراً أثناء الأيام الماضية و قد احترمتها كثيراً لوفائها هذا لراف و أسرته هذه المرأة التي شعرت بأن
أسرة كوينلان قد أصبحت تقريباً أسرتها هي بعد وفاة زوجها بمرض القلب بعد سنوات قليلة من زواجهما ، ولم تستطع أن تغالب
الأسف لدورها جزئياً في شعور هذه المرأة بالحرج.
قالت تجيبها:" لا يبدو عليه أنه سيتناول العشاء معي ولكن باستطاعتي أن أساعدك في تجهيز الغرفة للضيوف إذا شئت وذلك
بعد أن أنهي عشائي".
فهزت المرأة رأسها وهي تقول:" آه كلا لن أجعلك تقومين بذلك".
فقالت جين بسرعة:" ولم لا؟ إنني كذلك أشتغل هنا كما تعلمين وأنا أدرك جيداً مقدار الجهد الذي تبذلينه في أعمالك
المنزلية".
كانت السيدة هوارد تقوم بأعمال المنزل دون أي عون من أحد ورغم أنها تستثير بذلك الإعجاب إلا انها لم تعد صغيرة السن وأقل
ما يمكن جين عملها لأجلها هو أن تجهز هي هنا في منزل راف لما جاءت أنيتا و زوجها إلى هنا.
عندما و صلت أنيتا بارنز بعد ظهر اليوم التالي برفقة زوجها المحامي ذي المظهر المهيب بدت في عيني جين نسخة أنثوية لراف
بمشيتها المغرورة و شعرها الأسود الذي كانت تعقده إلى الخلف كما كان قوامها الطويل النحيل يبدو بالغ الأناقة في طقمها الرمادي
الحسن التفصيل.
وعندما قدم راف مرأتين إلى بعضهما بعض ، أخذت تنظرإليها من اعلى إلى أسفل بعين ناقدة ، وعندما نظرت إلى وجهها ضاقت
عيناها وهي تقول دون أن تمد يدها لمصافحتها:" أهلاً و سهلاً إنك تذكرينني بشخص ما".
واتسعت عينا جين كمن فوجئت و أجابتها بلهجة مهذبة تختلف عن اللهجة التي خوطبت بها:" أحقاً؟".
يبدو أن أنيتا بارنز مثل ابن أخيها لا تطيق السكوت عما لا يعجبها و يالها من أسرة ، أما زوجها جاك بارنز فكان مهذباً بمافيه
الكفاية وربما كان عليه أن يكون مع زوجة كهذه.
وتابعت المرأة التحديق في وجهها بعينين ضيقتين وهي تقول:" هممم إنني لست متأكدة".
فقال راف بضجر:" أنيتا دعي الفتاة المسكينة وحدها إن اسمها جين سميث وعملها سكرتيرة وهذا يكفي من فضلك".
ولم يكن ما أعلنه عن اسمها و عملها حقيقياً ولكن جين لم تناقشه في ذلك.
ولكن أنيتا بقيت على عنادها قائلة:" سأتذكر ذلك بسرعة إنني متأكدة".
ثم التفتت إلى ابن اخيها قائلة:" أرجو أن لايكون عندك مانع ياعزيزي في ان يأتي بوبي إلى هنا قبل العشاء".
وتغير وجهها تماماً لدى ابتسامة الحنان التي ارتسمت عليه ليبدو رائع الجمال تقريباً وهي تتابع قائلة:" إن العزيز المسكين
بحاجة الى فترة قصيرة يرتاح فيها من لندن و العمل الشاق الذي يزواله".
وعندما صعدت عمته و زوجها إلى غرفتها في الطابف الأعلى ليأخذا قسطاً من الراحة قبل أن يحين موعد العشاء تمتم راف
قائلاً:" إن فكرة بوبي عن العمل الشاق هو أن يستيقظ قبل الساعة العاشرة صباحاً".
فسألته جين:" ومن هو بوبي هذا؟".
فأجاب ساخراً:"انه ابن أنيتا الأكبر وقرة عينها إنه باعتبار أمه ، لايمكن أن يخطئ أبداً".
بوبي بارنز.. بدا لها وكأنه اسم للاعب قدم أو ربما ملاكم ،ولكن راف سرعان ما أكمل فكرتها هذه بقوله:" إنه ممثل".
..Continue
|