كاتب الموضوع :
طير الشوق
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
( الجـــــزء الثالث والعشرين )
قام من مكانه وجاء ووقف أمامي : وأنـا مثل المغفل ، ما أدري عن شي
ناظرته بإستغراب ، أنا ماني فاهمه شي : إيش صاير ، ومن عاملك على أنك مغفل
وهو يناظرني بحدة ويركز نظرتة بعيني : إيش تسمين روحتك للبنك وتأخذين كل ذهبك من غير علمي
مثلت العصبية على شان لا يكتشف : ذهبي وأنـا حرة فيه
جاسم : ما قلنا شي .. لكن أنك تروحي البنك من غير علمي ، وأنا اليوم أنصدم أشوف الصندوق فاضي وبقيت أتهم الموظف ، لأن المفتاح بس موجود عندي والنسخة الثانية بالبنك .. وانصدم يوم خبرني أنك جيتي وأخذتي كل شي .. تداركت الموضوع ما ابي أبين دور الزوج المغفل إلا ما يدري شي عن زوجته
: نسيت أخبرك
جاسم : نسيتي تخبريني ، طيب وينه ذهبك .. غلبت الغرفة فوق تحت ما لقيته
بعتيــه !! صح
تلعثمت بالكلام : هـــاه
جاسم : ماله داعي تكذبين يا مريم عيونك فاضحتك .. أنتي بايعة الذهب ..
ليـــه بعتيه .. يعني أنـا مقصر معك بشي .. مقصر بحق بيتي بشي .. صحيح أن عمرك ما طلبتي مني شي .. لكن ما أظن قصرت بحقك ولا حق عيالك .. ليـه تبين تصغريني بعينك وأني مش قادر أصرف عليك وعلى عيالك
يا ربي هو فاهم الموضوع غلط ، قربت منه المس يده لكنه ردني بقسوة : جــاسم أنت فاهم الموضوع غلط
رد علي بعصبية : فهميني .. إيش إلا فاهمه غلط وكل شي واضح
: جاسم أنا بعت الذهب على شـان أقدر ...
ما قدرت أكمل خفت .. ما حسبت حساب لها اللحظة .. انه يعرف ويعصب بهذي الطريقة .. هذا لو عرف أني خبرت أخته وأنا إلا ساعدته يمكن يطلقني لأن ممكن يعتبر هذا الشي إهانه له
خفت من سكوته ونظراته لي ,, طــال سكوته ونطق ويا ليته ما نطق : لا يكون أنتي إلا مكلمة أختي على شان تساعدني ، أو أنتي إلا بعتي ذهبك على شان هي تساعدني
سكت ما قدرت أنطق بحرف ، مشكلتي أني مفضوحة مقدر أكذب
مسكني من ذراعي : انطقي كلامي صح والله لا
خفت من نظرة عينه إلا يتطاير منها الشرار ، أول مرة بحياتي أشوفه بهذي الطريقة ، اكتفيت أني هزي راسي بإيوة
فض يده عني : ليـــه يا مريم ..
ليه ما قلتي لي
ليه تدخلين أختي ما بينا
طلعتيني مغفل .. غبي
وأنا محذرك أني مراح أخذ ريال واحد منك
لكن للأسف ما احترمتي رغبتي .. وصرت وكأني مير مو برجال عندك
ما اعطاني فرصة أكلمة سحب شماغة وطلع .. مـا قدرت ألحقه
حسيت من كلامه بطعنه بصدري .. أنـا ما هان علي أشوف زوجي متضايق .. الفلوس عمرها ما همتني ولا كانت مصدر سعادة بالنسبة لي
ليه إذا ....حبيتك أكثر زدت قسوه ؟؟
وإن دريـت بحاجتـي لـك زدت جفـوه
وإن عطيتـك مـن حياتـي مــا تـريـده
ماكفاك .... وتحسب إن الحـب نـزوه
والله إنــي يــا أحــب الـنـاس أحـبـك
والله ان الـروح لــو ترضـيـك... فــدوه
مسكت الجوال بيد مرتجفه دقيت عليه لكنه سكر بوجهي .. يـا ربي أرحمني شنو اسوي
ما بيدي حيله .. طحت على الأرض وسندت رأسي على السرير واطبقت جفني .. وبكيت .. بكيت قهر .. بيكت زوج ما قدرني وفــا لين ضنيت أن الشعاع إلا بقلبه طفـا .. بكيت عمري إلا ضاع وأنا لأجله نذرت العمر وأغلى سنينه
خايفه يروح مـــا يرجع .. خايفه يعاقبني .. والله أني ما اتحمل بعادة ثواني .. كيف لو يتركني .. أنـا ما أخطيت بحقة على شان يعاقبني .. يــا ربي ساعدني .. رجعه لي سالم .. والله أني خايفه عليه .. خايفه يصير فيه شي
مشكلة جاسم كبريائه ، صحيح أني أموووووووت بغروره .. لكن ما في فرق بينا .. أنا زوجته أم عياله .. أنــا عشت معه عمر لا هو يوم ولا شهر ولا سنه ولا سنتين
مسكت جوالي مره ثانية .. بيد مرتجفه ودموعي غسلت وجهي .. دقيت عليه هم ما رد علي .. فكرت أرسل له رسالة ..
" يا حبيبي ألتمس لك العذر .. لو كان ما أنت معذور .. وأن جحدت المودة بان لك ما خفا "
:
:
:
:
الليل أسدلـ عن أستـــاره .. والريـاح تداعب أغصان أشجـاره
ولحـن المطر على الأسقف وكأنه تعاتب خلان
تبسمت لأجل الليالي القديمة ..
لكن في حروفه آهه
أدري أن السجن مـا تصرخ أسواره
كل فرحة في ثرى الحزن مقبورة
هي واقفه عند الشباك تنتظره بكل شوق .. تترقب موعد حضوره ..
صحيح أنه عنيد القلب وقاسي .. لكنه أسر قلبي وخلاني أعــاني
حتى لو نسى مواقفي وأنا دمعي سباني ..
حتى لو جفا القلب .. قلبي فيــه ذايب
هو نبض نبضي وضوى قلبي وعيني !!
:
:
جالس عند البحر وقطرات المطر تلامس وجهه .. مــا اهتم لقطرات المطر إلا تغازله من غير خجل ..
يحس بالخجل من نفسـه .. كيف زوجته من بعـد هــ الوفا يقابلها بهــا الجفــا
ليـــه هو هرب من دفاها ، ليـــه يهرب من حبهـــا
ليه يهرب من بين ضلوعها بكل كبريـــاء
خاطب نفسه .. ليه يا جاسم تبي تطفي شمعه الحب إلا بينكم بغرورك ..
عيونها تنطق الحب لك .. ليـه أنت متغافل عن ها الحب .. إيش تنتظر .. تنتظر لين تخسرهــا !!
هي ما تستحق مني إلا الاعتذار، كيف اعتذر منك يــا روعه أعذاره .. يا نور ها الكون
غمضت عينني وسمحت للهواء يدخل رئتي بكل حرية وقطرات المطر تضرب وجهي وكأنها تبي تعاقبني على معاملتي القاسية لها ..
صدقيني يا مريم أحبك ، والله أني ما أتخيل البيت من غير وجودك من غير لمساتك ورائحة عطرك .. أنتي تتركي لمسـه بحبك وحنانك بكل مكان تكونين فيه
يمكن طبيعتي الجافة وتحمل المسؤلية من وأنا صغير .. خلت مشاعري جافه ،ميتة ، مـا حبيت عيالي يعانون ويقاسون إلا أنـا قاسيته بصغري أبي لما يكبرون يكون كل شي متوفر لهم .. نذرت مشاعر الحب بس لعيالي .. بسبب انغماسي في شغلي وأعمالي قتلت عواطفي وصارت مـا عاد لها وجود بحياتي ، وصارت من الهوامش
لكن مريم أم عيالي .. ما تستحق مني إلا الحنـــان والحب
*
*
*
*
جالسين بجنب المدفأة .. يلتمسون الدفء من لهيب الحطب .. بها الليلة البــاردة .. الشتاء جاهم من غير مقدمات
البندري حاطه راسها على كتف ريوم
يحاولون يدفن أطرافهم الباردة .. وقلبوهم إلا ساكنها العشق .. ومـا خذتنهم السوالف بها الليل
من غير شعور منهـا بدت تغني بالأغنية إلا جمعتهم دايم .. غنت بصوت دافي بعكس قلبها البـارد .. من بعد فراقه صار قلبها خالي وبارد مثل الصقيع
صغيره كنت وإنت صغيرون
حبنــا بدا بنظره العيون
قالو ترى ذولا يحبون
من الصغر لمــا يكبرون
مثل نجمه والقمر .. كـــبر حبنا وازدهر
في عيونك حبيبي جدد دروب السفر
أخذت نفس عميق .. على شان تقدر تكمل .. لأن الدموع بدت تتجمع بعينها
على الجرب قعدنا ليالي
ذاك النهر والنخل عالي
تغيرنـــا وكبرنـــا يا غالي
ظل النهر والنخل عالي
مثل النهر ما تغيرنا
حبنا كبر وأحنــا كبرنا
محلا الحب إلا جمعنـــا
مثل الطيور إحنا صرنـا
مثل نجمه والقمر .. كبر حبنا وازدهر
في عيونك حبيبي جدد دروب السفر
دمعها نزل فوق الخدين ، على ذكراه .. طول عمرها كانت تحلم باليوم إلا تكبر فيه وتجتمع معه تحت ضوء القمر ، وتكتب اسمه على الرمل .. لكنه تركها وسافر لبعيد من غير رجعه ..
:
:
كنـا أحلا طيور جمع بينا الحب .. ها الأغنية أحبها لأن بندر هو إلا علمني عليها .. أحسها تحكي حكايتنا باختصار.. ومن وأنـا صغيرة أحبه وكبر هذا الحب معي
ريوم ما حست بدموع البندري .. لأنها سرحانه مع لهب النار المتطاير داخل المدفأة .. تفكر بالرجال إلا دخل حياتها من غير استأذن .. من قبل كانت تسهر على أشعاره .. لكن اللحين اجتمعت الصورة في مخيلتها .. من بعد ما شافته وصورته في بالها ما تغيب .. ومحتارة .. صعب توافق على شخص هي ما تعرفه .. هي عرفته من أشعاره وبس .. وما تدري هل ها الحبيبة واقعية والله خيالية ,, يقولون أن الشاعر لازم يواجهه انهزامات عاطفية على شان تطلع منه إبداعات شعرية ,, وممكن هو يختلق له حبيبة خيالية ليس لها وجود ,, لكن كيف تعرف .. تسأل من .. ومنو راح يجاوبها بكل صدق
تخاف تسأل سلمى تقول لها من فين عرفتي ,, وتنفضح
فاقت من سرحانها تبي تبعد عنها الأفكار .. والتفت لأختها إلا سرحانة هي بدورها بعالمها الخاص .. تضايقت .. من معالم الحزن المحفورة بوجهه أختها .. تتمنى يجي شخص ينتشلها من أحزانها .. لأنها عجزت معهـــا
:
:
حرام يا ريوم تتركي أختك وهي بها الحال .. كيف أتزوج وأختي الكبيرة جالسة بالبيت .. لا لا أنـا مستحيل أوافق على ها الشخص
وكأن البندري قرأت أفكار ريوم بها اللحظة : ريوم فكرتي بموضوع خطبتك
ناظرت بأختي ، معقولة أترك أختي : مدري والله محتارة
مسكت يدي الدافيه بعكس يدها الباردة رغم وجود النار أمامنا : وليه محتارة ريوم .. إذا عشاني لا تحتاري .. أنا الله كاتب لي أبقى كذا طول العمر
حطيت يدي فوق يدها : لا البندري لا تقولي كذا ، أنتي لساتك صغيرة وألف من يتمناك
ارتسمت ابتسامة سخرية على وجهها : وأنا ها الألف على قولك ما ابيهم ، كنت ابي واحد منهم لكن القدر ما جمعنـا .. أنا ما افكر لا برجل ولا بزواج .. أفكر أني أكمل دراستي
خفت من كلامها ، أول مرة أسمعها تقول ها الكلام : يعني تبين تسافرين
هزت رأسها : أنا راسلت كذا جامعه بلندن وايرلندة على شان أولـ ما أخلص الانتير أسافر وأكمل دراستي
مسكت يدها برجاء : لا يا البندري ، تكفين لا تسافرين
البندري: ليه ما تبيني أسافر .. أنتي أن شاء الله الله بوفقك مع يوسف .. وعبد الله مع سلمى
تجمعت بعيوني الدموع : لكن أنا محتاجة لك ، أمي محتاجة لك .. حرام عليك يا البندري أمي ما تستاهل منك كل هذا .. كفاية تحملت غربه عبد الله بأمريكا وبعدها أنتي .. فجأة كذا يخلا البيت عليها .. حرام عليك يا البندري والله حرام
أشاحت بوجهها عني وكأنها ما تبي تضعف قدام دموعي ، حسيت للحظة أن إلا قدامي مو البندري شخص ثاني .. شخص قاسي قلبة حجر
البندري: أنتي مو حاسة فيني يــا ريوم ، أنا كل يوم أموت ومحد حاس فيني ، يمكن إذا ابتعدت وسافرت ارتاح .. وارجع لكم وحدة ثانية
: لكن حنـــا نبي البندري القديمة
قالتها بقسوة : عمر إلا يروح مــا يرجع
*
*
*
*
شفته داخل علي وأنـا ما زالت واقفة عند الشباك انتظره ... كان قلبي حاس انه راح يرجع البيت
شفته واقف عند الباب وملابسة كلها غرقانه بالماي .. ركضت له بكل لهفوة ، بكل خوف بكل حب .. ومسكت يده
: جــاسم إيش إلا صار لك ، ليه ملابسك غرقانه بالماي .. تعال معي غير ملابسك على شان لا تمرض
هي خايفة عليه وهو بيوم ما قدر إحساسها ، ما اهتم ساعتها انه يمرض أو لا ، بعد الخصل النازلة على عينها .. وبانت عينها المحمرة من كثر البكي .. قبلها ما بين عيونهــــا
سامحـينـي.. لو قسا قـلبـي عليــك
لـو جـرحـــتك مـا مــــلا عيـني سـواك
عشـــت كل الحـــب والأمـــال فـيــك
لـو هـجــــرتك مـتعـــة الـدنيـــا لـقـاك
ابـتـديـتك يـا حيــــــاتـي وانـتهيـــــك
الله الـلي يا بـعــد عـمــــري عـطـــاك
سامحيني يـــا أغلى حب
ناظرته بكل شوق وحب ... انتظرتك يا بعد امسي .. انتظرتك وقلبي ينتظرني معاك .. : دايم للعاشقين ذنوب كثير .. وإللي يحب يغفر
ضمها جاسم لصدره لو لف العالم كله ما يلقى بطيبه قلبها ورقتها : ادري أني غلط بحقك .. ساعديني أكفر عن غلطة أيامي
*
*
*
*
لابسة لهـا كنزه صوفية بنية طويلة لين الركبة وبيدها كتاب .. نايمة على السرير بالعرض على بطنها وهي تقرأ ومدفية أقدامها بجوارب صوفية متينة
دخل عليها كحيلان وهي بها الوضعية .. انسحر بشكلها الطفولي .. كل يوم وكل دقيقة تسحرة بحركاتها لكن يا ليتها تحس بمكنون قلبه
:
:
رفعت رأسي شفته واقف ومتسند عند الباب حسيت انه من فترة واقف وهو بها الوضعية .. ما اهتميت أعدل من جلستي .. رديت عليه : خيـــر
كحيلان : أسيل قومي غيري ملابسك خلينا ننزل ، ملينا من جلسة الفندق
: وين تبينـا نروح والدنيــا برا كلها مطر
كحيلان : نجلس باللوبي ، نأخذ لنـا فنجان قهوة .. نطلع برا نتمشى تحت المطر
رفعت حاجبي .. هذا إلا كان ناقصني امشي معك تحت المطار ، ضحكت بسخرية : give me a break الليل والمطر انخلق للعشاق بس .. لا لي ولا لك
رجعت أكمل الكتاب الشيق إلا عن علم الطاقة .. ما اهتميت انه طلع وصفع بالباب .. أنـا اليوم مزاجي رايق ومالي خلق أعكر مزاجي بسوالفه المملة
بعد مــا تعبت من قرأه الكتب ، وظهري تكسر من جلستي الغلط .. تحركت بالغرفة بملل .. أمممممممم اللحين شنو اسوي وهذا العله نزل .. لو هو موجود كان تحرشت فيه .. ونسوي اكشن بحياتنا الباردة .. طلعت لصاله .. السرير مرجع مكانه .. لكن بعض من ملابسة مرمية بأهمال على الكنب .. وشنطته الكبيرة على الجنب وطالع منها قطع من ملابسة ... يـــــا الله طول عمرهم الأولاد قذرين .. يعني ما يعرف يعلق ملابسة بالدولاب .. house keeping كيف ترتب ملابسة وهو ما طلب منها .. كيف تعرف للملابس إلا يبيلها غسيل وهو ما حطها بكيس اللوندري ..
قررت أسوي خدمه إنسانية فيه .. علقت الملابس النظيفة .. وفتحت شنطته .. مقرره أفضيها بدل ما هي معفوسه .. حطيت أغلب ملابسة بالدولاب الصغير إلا بالصالة .. لكن لفت نظري بزاوية من الشنطة الكبيرة ورقة مدري صورة مقلوبة .. رفعتهــا .. وانصدمت .. ايش يجيب ها الصورة عند كحيلان بالذات .. كيف وصلت له ..
صورة لي بزواج بنت عمتي ، كنت لابسة فستان باللون الخوخي .. الفستان كان مخصر على جسمي ومطلع مفاتني .. تذكرت .. أن أخته عهود هي إلا مصورتنا بكاميرتها .. لكن من إلا سمح لها تعطي صورتي لأخوها .. أو يمكن هو سرقها منها .. يمكن .. لكن أنـا مراح اسمح له يحتفظ بشي لي .. ها الصورة صورتي ، يعني من ممتلكاتي
وأول ما قمت واقفة بروح للغرفة .. انفتح البـاب ودخل .. أنا بسرعة خبيت الصورة وراي .. خفت يشوفها عندي ..
شكله انتبه أن شنطته مرتبة ، والصالة نظيفة ، ناظرني بريب : من إلا لمس أغراضي
ما سمحت له يهجم علي بكلامة : حبيت ارتب أغراضك بدل ما هم مبهدلين الدنيا .. هذا جزاتي .. مشيت عنه وتركته
مدري خايف أشوف شي غلط بشنطتة ، الصورة وأخذتها .. مراح أسمح لك تملك شي من ممتلكاتي إلا بإذني .. دخلت الغرفة وقبل لا أسمح له يدخل المنطقة المحظورة .. جريت الباب وقفلته قبل لا أسمع اعتراضه ..
:
:
ها المرة شغلت التدفأه .. لأني مليت وأنا كل ليله متكورة على نفسي من البرد .. لبست لي قميص نوم حريري طويل .. هذا أقل شي ممكن ألبسة الله يهدي أمي يعني ما لقت تحط لي غير هذي الملابس .. يعني ما تمزح بالمرة ..
تمددت على السرير بملل .. أحس وكأني عجوز وطالعه رحلة استجمام وكأنها تنتظر الموت .. الحياة صارت عندي مملة لأبعد الحدود .. والله أن الدوام بالمستشفى أبرك مليون مرة من مقابل فيس زوجي المحترم .. على الأقل هناك راح أقابل وجيه ناس سمحه .. تحترمني وتقدرني .. تلاقين ناس تسولفي معهم .. حتى لو تسولفي مع المرضى .. وبالذات إذا ألاقي لي رجال كبير في السن .. والله انهم يونسو .. وهو عنده استعداد يقص لي قصة حياته .. تروح عنه ضيقه الخلق والحياة الممله بالمستشفى .. واستمتع لما يقص لي عن عيالة والفرق بين عيال ها الزمن وأيام قبل .. وكيف كان عايش آيام شبابه
سمعت نغمة المسج .. تونست .. طول ها الأيام ما رن جوالي غير أمي تتصل علي وتتطمن علي ..
شفت المسج من سلوم حبيبه قلبي .. والله أني مشتاقة لها موووووووووووووووت
" هلا بأسولة العسولة .. كيفك والله اني مشتاقة لك مووووووت .. كيف شهر العسل معاك .. أكيد أنتي حولتيه لشهر بصل .. ههههههههههه .. سوري إذا ازعجتك أكيد أنتي اللحين بأحضان زوجك "
من غير شعور مني ضحكت على كلامها .. والله أني أشتقت لها العسل ولسوالفها إلا تجنن .. لكن فجاة تحولت البسمة المرسومة على شفاتي لدمعات على خدي ..
حطيت رأسي على المخدة بأسى .. والله أني أشتقت لأهلي للبنات .. لحياتي .. أحس أني بختنق لو ظليت هنـا أكثر
خفت وأنـا أسمع صوت بالحمام .. هذا إيش جالس يسوي ليه مـا نام .. أتوقعه من يحط رأسه على المخده يروح في سبات عميق
المشكلة باب الحمام خشبي وماله غفل بس يندفع وبإمكانه يدخل الغرفة .. لا لا مش وأنا بها اللبس .. شديت على البطانية بقوة ..
غمضت عيوني .. وأنـا أحاول أتحكم بأنفاسي المتسارعه لمـا حسيبته راح يدخل الغرفة .. خله بس يفكر يجي ناحيتي والله يلمسني راح يشوف شي عمرة مـا شافه .. راح أخليه يعرف أسيل على حقيقتهــــا
كنت نايمة بالطرف الثاني لسرير .. قريبه من ناحية الستارة .. ومعطية باب الحمام ظهري .. وشعري الكستنائي المدرج متناثر على المخدة ..
حسيت بأنفاسه الملتهبه تقرب مني .. ويده تتخلل شعري .. أنــا جمدت مكاني .. وين قوتك يا أسيل وين تهديدك !!!
:
:
:
آآآآآآآآآآآآآآه
أحلى ما ربنا خلق .. معوذه برب الفلق ..
العشق بلوه ابتلاني .. ورغم كل ما أعاني .. أنـا بحبها أناني .. وواصل لحد الجنون
آآآآآآآه يا ربي شنو أسوي بقلبي إلا عشقها نصحته يقسى عليها ..بس عيـا .. آآآه منه لين عيـا وليه عزم يترك الكون ويجيهـا ..
مــا عرفت ألقى لهذا القلب حل .. الجواب أغفى بظلة وارتحل
آآآآآآآآآآه .. من فين أجيب أحساس .. على شان تحس فيني .. وهي داخل قلبي نايمه ..
أجلس قدامها وما تحس فيني .. أحسها أحيان مو بشر .. متى راح يتحرك قلبك الحجر .. أصلا لو بشر غيري في يومين أنتحر .. نفسي مرررررررة من حنانك ألتمس .. لكن من فين أجيب أحساس للي ما يحس .. مو حرام أقضي عمري بالقهر .. لا هي يوم ولا هي شهر
قبلتهـا على جبينهــا وطلعت من الغرفة بهدوء مثل ما دخلت بهدوء
*
*
*
*
طالعه من قســـم الطوارئ .. طالعه لفوق بالقسم راح أغطي الجنـــاح ..
وأنا داخله اللفت رن جوالي بنغمة المخصصة لحبيبي عبودي .. لكني مـــا قدرت أرد لأنه أكيد راح ينقطع باللفت .. وأولـ ما طلعت من اللفت .. رحت بعيد شوي قريب من الزجاج الموجود بالمستشفى والمطل على مواقف السيارات وقسم الطوارئ .. ودقيت على عبد الله
: الوووووووو
عبد الله : هلا بها الصوت ، كيفك يا روحي
ابتسمت وكأنه قدامي وهو يقولي يـا روحي : بخير يا قلبي
عبد الله مسك قلبه : آآآآآآآه يا قلبي
آآآآه منك ، خلاص تعودت على حركاته : سلامتك من الــ آآآآآآه
عبد الله : حبيبتي بجيلك الحين بمرك
شهقت : لا شنو تجييي .. أنـــا عندي دوام
بلهجة زعلانه : يعني ما يصير تستأذني
: لا شنو أستأذن ، نلعب حنــــا
سمعته يسلم على أحد : هلا بحيب قلبي
: عبد الله أنت وينك اللحين ؟؟
عبد الله : أنـــا مع حبايب قلبي
يبي يثير غيرتي لكن مو علي : أحلف يــا شيخ محد حبيب قلبك غيري
عبد الله : آآآآآآآه وهذا إلا ذابحني
: صدق عبد الله أنت وينك !! بالقهوة صح
عبد الله : كيف عرفتي !!
ضحكت عليه ، يفكرني ساحرة : أنـــا فاهمتك .. شسوي بها الوقت بالقهوة تشيش صح
شهق لما قلت له كذا : ومنو قال أني أشيش
: هههههههههههههههههه ، شوف أنا صحيح حاسة السمع لك عليها شوي .. لكن بحاسه الشم محد يغلطني .. أنـــا أعرف أنك تشيش .. أشمه في رائحة نفسك لمــا تجيني
: الله عليك ، صايرة لي أرنب .. مع أني أحاول أغبي على الريحة
: هههههههههههه مهما حاولت ، تظل بنفسك
لكن اسمع .. تمتع بالحرية ها اليومين والعزوبية إلا أنت عايشهــا .. لكن بعدين لمـا نتزوج أحلم معي تشيش .. إذا شميت ريحتك من باب البيت أحلم تدخل الغرفة
ضحك عبد الله على تحذيري القاسي بالنسبة له : أيش ها العقاب ، تبين تذبحيني
: ههههههههههههه ، تراني أقولك من اللحين اتركها أحسن ما تتعذب معي
عبد الله : لعيون سلمى أترك أبوهـــــــــا بعد
ضحكت بخجل : طيب حبيبي ، أخليك اللحين و راي شغل
عبد الله : ووووووووين ، خلك معي شوي ، والله أني طفشان من غيرك
: حبيبي وراي مرضى
عبد الله : أعتبريني مريضك
عصبت عليه من قلب : عبد الله لا تقول ها الكلام .. الله لا يجب اليوم إلا اشوفك فيه مريض وبالمستشفى
عبد الله بحنيه : تخافين علييييييييي
مو أنـا إلا جاوبته ، قلبي إلا جاوبه : أكيييييييييييييد أخاف عليك
عبد الله بخبث : يعني تحبيييييييني
رديت علية وأنا أحط أصبعي بفمي : أيوه
عبد الله : شنو أيوه
: عبد اللــــــــه وبعدين معك وراي مرضى
عبد الله : طيب طيب ، ولا تعصب حبيبتي
كنت ناوية أسكر بوجهه .. لانه من جد أحرجني .. حمدت ربي أن السيب فاضي ومحد مر .. لأن وجهي أكيد صار طماطم اللحين
قبل لا يسكر أرسـلي بوسه ..
أنا وجهي ولع زيادة .. حسيته وكأنه قريب مني وأنه ارسلها لخدي
كنت من قبل أضحك على هذي الحركات ، وأعتبرها حركات ناس مجانين أو مراهقين
لكن لما جربتها مع عبد الله ، حسيت أيش معنى هذي الحركات إلا كانت بنظري تافهة ..
ورجعت لعملي بنشاط غريب ، بعد ما كنت مرهقه .. صوته يبعثرني ، يقلب كياني ..
يعطيني طـاقة غريبه وهاله من النشاط
:
:
:
يراقب النــاس الداخله والطالعة .. شخص يجي يسلم عليه بحرارة وشخص آخر يرسل له التحية من بعيد ..
لكن حبيبة قلبه محتله كل تفكيرة ، ما كان يحس بالزحمة إلا حواليه .. يفكر كيف راح تكون سعادتهـا لما تعرف أنه لقى لهم بيت للبيع قريب من بيت أهلهـا ..
حتى لو ما شكت له .. لكن هو يفهمهـا من نظرة عيونها وحاس بالخوف إلا بقلبهـا على أمها المريضة .. وعارف كيف مكانه أمها عندهـا و كيف أنها ما ودهـا تفارقهــا ..
هي راح تبكي ولا تضمه ولا تبوسة ..
وعلى هــا الأفكـار إلا ابتسم لهـا .. طلع مفتاح سيارته الموجود بجيبه .. وطلع من القهوة رايح للبيت ..
:
:
ركن سيارته بالمواقف المظلله بالبيت .. ونزل من سيارته وهو يدندن ويلعب بمفتاح سيارته
I used to think that I could not go on
And life was nothing but an awful song
But now I know the meaning of true love
I'm leaning on the everlasting arms
If I can see it, then I can do it
If I just believe it, there's nothing to it
I believe I can fly
I believe I can touch the sky
I think about it every night and day
Spread my wings and fly away
أولـ ما طلع لصالة إلا بالدور الثاني .. شاف حور جالسة وتتابع توم وجيري في MBC 3
عبد الله : حووووووووري ، وش مجلسك لها الوقت ، بكرة ما عندك مدرسة ؟
حور : إلا عندي مدرسة
عبد الله وهو يقرب جنبها : وليه صاحية لها الوقت ، مو معقولة أمي تخليك
ضحكت بخبث : أنا انتظرتها تنام ، وجيت أطالع توم جيري
وهو يلعب ويعفس بشعرها الناعم : آآآآه منك يا المفعوصة
جلس جنبها وصار يشاهد معها الكرتون وكأنه رجع طفل بإحساسه
: حور أنتي تحبين منو أكثر توم والله جيري
حور : أصلاااااااااااا جيري قليل أدب كله يتحرش في توم .. وهو مسكين طيب
: ههههههههههههههههههههههههههههه .. يعني أنتي ما تتحرشي بنرجس مثل جيري
شهقت : أنــــا
: ايوة أنتي ، كم مرة خربتي مكياج ريوم وعفستي دفاتر نرجس
حور: لأنهم مــا يحبوني ولا يلعبون معاي
ناظرها بحنيه ، وكأنه صار لها أب : يا عمري من قال ما يحبونك ، بس هم عندهم دراسة .. إذا صارو فاضين راح يلعبون معك
لاحظ عبد الله أنهـا ما علقت على كلامة ، هو حاس فيها وبالوحدة إلا تعانيها من فارق السن بينها وبين خواتها ، وأن ما في أحد بالبيت بعمرها يلعب معها .. وفقد قطتها ساندي ترك فراق كبير بحياتها
ضمها أكثر لعندة : حور إيش رايك أجيب لك قطة ثانية بدل ساندي
حور بوزت : مـــــــا ابي
: ليه
حور: أربيها وأكلها وألعب معها وبعدين تتركني وتخليني .. نطت بفرح وكأن خطرت على بالها .. أنــا ما ابي قطة أبي لبوة
عبد الله قطب حواجبه .. هذي أكيد جنت .. : لبوووووووووووه مرة وحدة
حور : ايووووووة
اللبوة جميلة .. أنا شفت صورتها بالتلفزيون
عبد الله : هههههههههههههههه تبين البلدية تشيلك أنتي وياها
حور كشرت : أبوي قالي انه بيشتريها لي وإذا كبرت بوديها حديقة الحيوانات
عبد الله : طيب يا أم اللبوة روحي نامي ومن أصبح أفلح
مشى وراها وهي تروح لسريرها بغرفتهــا ، لكنه لاحظ أنها تبي تنام والنور مشغل
حور: لا تطفي النور
عبد الله : ليه !!
حور: أخاف يطلع لي وحش
عبد الله ما حب يضحك ويحرجها ويستخف بيها ، يمكن صدق تخاف
راح لعندها وحملهـــا ، صارت مثل الريشة بين ذراعيه
: طيب إيش رايك تنامي عندي يا النونو
ابتسمت له ابتساماتها الطفوليه ، وكأنهـا أخيرا لقت من يفهمهـــا
أخذهـــا لعند سريره .. ونومهـــا جنبه
*
*
*
*
*
فتحت عيني بكسل وأنـا أحس بأشعه الشمس تضايقني .. وجهت نظري ناحية الشباك المغطى بالستارة ونسيت اسدل الستارة البلاك على شان تحجب أشعه الشمس .. حسيت أن الجو اليوم راح يكون حلو وخصوص بعد يوم ممطر ..
تذكرت صوت المطر البــارح .. أنــا قبل لا أنام كنت خايفة من صوت الرعد .. وخفت أكثر لمـا حسيت بكحيلان يدخل الغرفة .. لكن مدري أيش صار فيني .. من لمسات أصابعه لشعري .. حسيت بخدر بكل جسمي وغفيت على لمساته من غير شعور ..
من وأنـا صغيرة كانت أمي تلعب بشعري على شان تخليني أدوخ وأتخدر وأنـام .. حسيت وكأني رجعت طفله وهو يداعب خصل شعري ..
طردت هذي الأفكار .. وأخذت نفس عميق .. أنتي شنو تفكرين فيه يا مجنونه ..
رحت ناحية الحمام عزكم الله .. لكن ها المرة أنا صاحية وأنا رايقة ما أبي أخذ لي دش على السريع .. مليت لي البانيو وعبيته رغوة .. وكأني رجعت طفله تسعدها فقعات الصابون .. وألوان الطيف تنرسم عليهـــا
:
:
:
أولـ مــا طلعت من الحمام المنعش إلا سويته لي .. شفت كحيلان منسدح على السرير ومغمض عينـه ..
هذا شنو جايبه هنــا !!
قربت منه وأنـا حذرة .. كـان باين على ملامح وجهه التعب وظهرت هالات سودا تحت عينه .. وكأنه يغضي الليل بطولة بعد النجوم ..
شكله أبـد ما يرتاح بنومه السرير .. حني عليه يــا أسيل .. حتى لو كان ما تحبيه ..
مهما يكون هو إنسان حاله حالك .. خلاص مو مشكلة إذا يبي ينام هنـا بالسرير وأنـا أنام برا عادي عندي .. أنـا متعودة لما أنام وأنا متكور على نفسي حتى لو ما كنت أشعر بالبرد ، يعني طول السرير ما يهمني .. هو رجال طول بعرض ما يقدر ..
لمحت فجأة ابتسامة تنرسم على محياه .. عرفت أنه مش نايم وحاس بوجودي ..
أخاف بس يظن أنتي أتغزل بملامحه الذباحة بس !!
هجمت عليه : أيش عندك جاي و نايم بالسرير
وهو ما زال مغمض عينه : أنتي مراح تنامي اللحين .. خلاص إيش يهمك منو راح ينام بالسرير
انقهرت منه : طيب ممكن تطلع أبي أغير ملابسي
كحيلان: عندك الحمام ، إيش كبره ، تسرح فيه الخيل .. روحي بدلي فيه
أخذت نفس عميق ، ما ودي أخرب مزاجي إلا بديت فيه يومي الحلو على شان سبب تافهة وأتخانق معه .. اللهم طولك يـا روح .. طلعت ملابسي من الدولاب ورحت للحمام ..
:
:
جلست مقابل التسريحة .. ودخلت يدي بين شعري المبلل ونفشته .. مالي خلق أجففه بالمجفف .. خله يجف طبيعي وأبيه ينفش ويصير متموج .. بعدها أخذت كريم sun block
ومسحته بنعومة على بشرة وجهي .. في أوربا حتى لو كان الجو بارد .. لكن شمس الشتاء تلسع ..
انتبهت من المرايا أنه جلس وتسند على السرير ..
حسيت بنظراته متوجهه لي .. مع أني أحاول ألهي نفسي .. مدري شنو يناظر ..
لبسي عادي تنورة جينز طويلة مع بلوزة تركواز أكمامها طويلة وساترة من قدام .. لكنها مفتوحة عند الظهر لآخر فقرة من فقرات الظهر
كحيلان ، وهو يناظر فيها : أنتي ما تعرفين أن الجو بارد برا .. كيف تلبسي كذا
ما لفيت عليه ، ناظرته من المرايا : ليــه خايف علي أمرض
لا تخاف يا عمري ، مراح أبلشك فيني إذا مرضت ، أنا ما أخذه أحطياطي وجايبه معي أدويتي
انتبهت انه يكلم روحة : لا حول الله ، براحتك
تحرك من السرير وراح للحمام عزكم الله .. ما اهتميت له ، اصلا من متى يهمني ، بعد ما انتهيت من جلسة الكريمات بعد السباحة ، أخذت جكيت الجنز والشال حقي وجلست أنتظره بالصالة وأنا ألبس القفازات الجلد وارتب الشال الصوفي حول رقبتي ..
:
:
:
بعد ما انتهينا من وجبة الفطور .. كان المنظر والمطعم خيال ، يمكن أي زوجين على الأقل راح يستمتعون بالمكان إلا هم فيه .. لكن حنا كل واحد منــا عايش بعالمه الخاص .. الكلمات إلا كانت بينا بسيطة جدا ..
بعدهـــا تمشينـــا بدهاليز هذه المدينه الساحرة .. ها المرة أنـا إلا كنت ما سكة الكاميرا وأصور .. أعشق التاريخ .. يمكن لو ما درست طب درست علم التاريخ والآثار .. أشعر أن الغرب تقدر الحضارة والتاريخ والله إيش يخلي هذه المباني القديمة صامدة منذ قرون .. بعكسنا حنا نحاول نمحي الماضي من حياتنا .. حتى نعيش من غير ماضي
دخلنـــا أحد المباني الشهيرة والعريقة بفنيسيـــا .. أصلا ما كنت مهتمة لوجودة جنبي .. كنت ماسكة الدليل السياحي وأتمشى بحرية داخل المتحف .. مستمتعه بمشاهدة الرسومات .. تحاكي عن العشـاق عن الحب .. عن الحضارات عن معاناة القرون الوسطى
تلفت من حولي ما شفته حولي أبد .. ما يهمني وجودة جنبي .. كملت طريقي ..
لكن مدري ليه فجأة شعرت بالضيق ، غيرة الأنثى يمكن !!
شفت رجل إيطالي وبجانبة حبيبته يحضنها بكل حب مستمتعين بمشاهدة لوحة فنية لرسام مشهور .. نظراتهم تنتقل من أبداع اللوحة لإبداع الحب المرسوم في أعينهم ..كنت واقفه جنبهم تماما ..
طلعت من المتحف مضايقة .. مدري وين أروح .. ظليت أتمشى بالطرقات على غير هدى .. مهما يكون أنـا أمراءه، من حقي أعيش مثل غيري أنعم بالحب وبزوج يحبني .. أجيب منه عيال تكون حصيلة وثمرة حبنـــا ..
وصلت عند قناة النهر .. جلست على حافة قريب من مواقف الجندولا
أحس بالاختناق ، حتى وأنـا موجودة في هذه المدينه الســاحرة .. أشعر وكأني في دوامة تتأرجح بين الارتياح والشد
حياتي معه مملة ، عادي ممكن يمر اليوم وما نتكلم مع بعض .. عادي نمشي جنب بعض ما نلاقي كلام نقوله .. يمكن العيب فيني .. لكن ليش هو ما يحاول يتقرب مني .. ليه أنتي يــا أسيل عاطيته فرصة ..
بعض الحكماء تقول كل إنسان يستطيع أن يخلق السعادة لنفسة ، لكن برأيي كيف أن يستطيع الإنسان أن يخلق السعادة لنفسه والناس إلا حوله تجلب له التعاسة
لكن حتى اليوم لما مشيت بروحي وكنت بعيدة عنه .. ما حسيت بسعادة ، شعرت بالضيق ، بالوحدة .. الوحدة شي قاتل .. ذكرتني بمعاناتي بأول أيام دراستي بالإمارات ، أول ما دخلت الجامعة .. كنت أحس الليل طووووووويل ما ينتهي .. لكن أنا كنت أعيش غربة وطن .. أما الآن أعيش غربة وطن وغربة روح
خطاي تتبعني خطوة خطوة
أحاول أهرب من ذاتي .. أدور على نواصي كل الطرقات ..أحاول أن أهرب منك
بعد اغتيالك
اغتيالك لأي اختيار اصطفيه
صارت كل الألوان لدي سواء .. وعدت أسير على الطرقات وحدي أسير بلا رفيق أو صديق أو حبيب
*
*
*
*
*
لابسة white coat والسماعة محاطة عنقها فوق الشيلة ..
بدأنا الراوند الصباحي مثل العادة ، مع الدكتور عبد العزيز .. مع أني مو من النوع إلا أناظر بالرجال .. لكن الدكتور عبد العزيز غير أناقته تلفتني .. بدلاته الأنيقة تجذبني .. اليوم كان لابس بدله سودا أنيقة مع قميص أبيض من غير ربطة عنق .. جذبني اللون الأسود يمكن لأني من عشاق هذا اللون الملكي .. حسيته وكأنه رايح لحفله مقامة بقصر ملكي ببريطانيا ..
بعدهـا نزلت عيوني للأرض .. خفت ينتبه أني أناظر بشكله وهو يحرك يده ويكلم الدكتور إلا جنبه و الساعة تلمع بيده ..
دخلنـا بعدهـا لأول مريضه ، الدكتور عبد العزيز كان يتناقش مع الدكتور الثاني بشأن هذي المريضة أنها مفروض تنتقل لقسم الباطنة .. لأنها أساسا دخلت قسم الجراحة على شان عملية المرارة .. لكن قبل العملية دخلت المريضة بــ stroke
لأنها أساسا مريضة بــ sickle cell
ونتيجة هذا المرض .. أصيبت بحصاه في المرارة gall stone
لكن فجأة صار عندها جلطة في الدماغ .. الأكيد سببه السكلر
الدكتور عبد العزيز سأل زوج المريضة عن حالها : كيفهــا الحين ، شفتها تحرك عيونها ، تحرك يدها
زوج المريضة بفظاظة : على حطت يدك يا دكتور ، لا تتحرك ولا تتكلم
أنت لازم تشوف لي حل يا دكتور .. مو معقولة زوجتي تظل كذا
أنـا ما أقدر أصبر على هذا الحال
لاحظت إن الدكتور عبد العزيز قطب حاجبة ،
أنا انصدمت من طريقة كلامه يمكن متضايق من حال زوجته
الدكتور عبد العزيز : الله يهداك ، أنا ما بيدي شي ، هذا أمر الله .. وحنـا راح ننقلها لقسم الباطنية وهم أنشاء الله راح يتابعوا حالتها
زوج المريضة بعصبية ما لها مبرر: أنتوا بس تلعبوا فيها .. هي قبل لا تجي عندكم كانت صاحية .. أكيد أنتوا السبب .. أنتوا لازم تشوفوا لكم صرفة .. زوجتي لازم تصحى .. أنـــا ما أقدر أعيش من غير مرة بالبيت .. أنا شنو أبي فيها كذا
من غير شعور مني ناظرت فيه باحتقار ، هذا إلا هامة أنه راح يعيش من غير مرة ، ما يقدر يعيش كم يوم من غير زوجة .. صحيح إذا قالوا بعض الرجال حيــــــ و .....
استغفر الله ، لكن ما قدرت أمنع نفسي من أني أرد عليه : هذا إلا همك بس .. أنك تعيش من غير زوجة .. هذا أمر الله .. يعني بدل ما توقف معها بها الوقت .. أنت تظن أن الدكتور ساحر .. بلمسة منه تطيب .. الشفاء بيد رب العالمين .. والطبيب عليه يعالج المريض وبذل الأسباب .. و أصلا الجلطة صارت لها من مضاعفات المرض إلا عندها .. يعني أبد مو أحنا السبب
من بعد كلامي أنخرس ، وما لقى له كلام يقوله .. صج ناس ترفع الضغط على أول الصبح .. ابتعدنا شوي عن سرير المريضة وعن الجو المتوتر إلا ولده زوجها .. أعطى الدكتور عبد العزيز التعليمات للممرضة .. وبعدها طلعنـا من الغرفة ..
لكن قبل لا نكمل الراوند ، جاء تلفون لدكتور عبد العزيز وحسيت أن ملامح وجهه تغيرت .. وأول ما رد أبتعد عنـا
أما أنا طلعت ورقة بيضا من جيبي مسجلة عليها بعض الملاحظات عن المرضى .. بهذه اللحظة جاء ووجهه مكفهر وملامح وجهه متغيرة ، مع أن عيونه ما كانت باينه بسبب النظارة الشمسية إلا كان لابسها
الدكتور عبد العزيز : أعذروني أنا مطّر أمشي ، أنتوا كملوا الراوند .. وإذا في أي حاله طارئة تقدر تكلمني دكتور .. وأنتي دكتورة كملي مع الدكتور
هزيت له رأسي .. لكن صارت عندي رغبه أعرف شنو سبب المفاجأ إلا أجبره يتركنا وسبب تغيره المفاجأ .. عمرة ما سواها .. عمري ما شفته مستهتر أو مقصر بشغله .. معقولة بنته إلا شفتها هذاك اليوم بالألعاب مريضة أو زوجته !!
*
*
*
*
جالس أنتظرهـــا باللوبي ، صار لها أكثر من ساعة مختفية ، دقيت عليها أكثر من مرة ما ترد علي .. بدت الأفكار تأخذني وتجيبني ..
معقولة صار لهــا شي .. أنـــا الغبي ضيعتها مني .. ضاعت مني وسط زحمة النــاس .. صرت أراقب الناس مثل الطفل الضايع إلا يدور أمه
وبوقت ما كانت عيوني تراقب الداخل والطالع من بوابة الفندق .. انتبهت لوحدة متحجبة ولابسة أزرق .. عرفتهــا على طول .. ركضت لها مثل الملهوف ..
كانت تمشي وهي مطأطئة رأسها ..
: أسيل وينك أنتي
رفعت عينها لي بكل انهزام ، لفتني شكل كحلها المختلط بدموعها .. توجس قلبي خوف عليها : أسيــل أيش فيك
وكأني أكلم جدار ، حتى الجدار لو بتكلم تكلم وأشتكى .. مشت وتركتني واقف بوسط حيرتي .. معقولة أحد حاول يتعدى عليهـا أو يتحرش فيها .. هذي الفكرة إلا طرت في بالي
لحقتهــا لكن ما أمداني أوصل للمصعد إلا هو تسكر بوجهي .. ضغط على الزر أنتظر المصعد الثاني يوصل
وصلت لعند باب الغرفة ، لقيته مفتوح أول ما فتحته دورتها بعيني بالصالة ما لقيتها موجودة .. تحركت بخطوات متوترة وخائفة
لقيتها جالسة على الصوفا إلا بالغرفة وفاكة حجابها عن شعرها ومطلقة لكل خصال شعرها الحرية أنها تلامس وجهها .. لكن ما فاتتني نظرة الحزن بعينهـا
قربت منها وجلست مقابلها على السرير ، وكررت نفس السؤال علها تجاوبني : أسيل فيك شي !! أحد ضايقك !!
أشاحت عني ببصرها وهي تحاول تغطي عينها بيدها : لا ما فيني شي .. ممكن تخليني بروحي
رق قلبي لمنظرها .. حسيتها للحظة كسيرة .. لكن شنو السبب مدري .. نزلت لمستوى رجولها ومسكت يدها اليمين : حبيبتي ، أحد ضايقك ، أحد تعرض لك
صرخت بوجهي : مــــا فيني شي أنت ما تفهم .. أنا بخير بعيدة عنك
استغربت ثورتها كا المجنونة .. أظن الوضع بينا ما يسمح لي أني أضمها أو أحاول أقتحم قلبها إلا هو سكن قلبي
تركتهـا ، يمكن تهدأ ..
بصراحة عجزت أفهمهــا ..
عجزت أقتحم أسوار قلبهــا ..
بعد خروجي سكرت الباب من ورائي .. لكن قلبي ظل متعلق فيهــا .. سمعت صوت أنينها
أيش ممكن إلا يضايقهــا ، كنت أظن أول مراح نسافر راح تتحسن الأمور بينا وخصوصا أن حنا مع بعض ومحد معنا .. لكن الأمور زادت تعقيد في ما بينــا ..
ما قدرت أتحمل صوت أنينها إلا قطع قلبي .. طقيت عليها الباب .. لكن ما سمعت صوتها أبد .. دخلت عليها الغرفة من باب الحمام إلا مرتبط بالصالة ..
شفتها رامية بروحها على السرير وتبكي وهي حاضنة الوسادة .. حبيبتي .. إيش إلا مضايقها .. لية الدموع تجري على خدودها
رفعتها من على السرير بقوة وناظرت بعيونها مباشرة ..
دموعها على خدها
كحلها السايل تحت عيونها
في كل شي ممكن أصبر إلا دموع حبيبتي .. شمسي ونور حياتي .. ضميتها لصدري بقوة .. ما ردتني ها المرة .. حسيتها محتاجه لحنان .. لشخص يضمها .. حتى لو كان ها الشخص تكرهه
شعرت لحظتها أن أنفاسي أخط لطت بأنفاسها المرتبكة .. و صوت شهقاتها بين فترة لفترة زادت من لوعتي ..
لكن بعد فترة هدأت .. ونامت عيونها بحضني ..
سهرت بهذيك الليلة وأنــا أراقب القمر النايم بحضني .. مسحت آثار دموعها ..
وآآآآآآه على خدودهـا والشامة إلا تحت عينها .. حسنها من رب الجلالة ..
*
*
*
*
اليــوم توفى عمي ، و أنا وأخوي أبو سارة وقفنا بالعزاء ، لأن عياله الكبار يدرسون برا .. وهذي الفترة فترة امتحانات عندهم وكان من الصعب يتركوا دراستهم ويرجعوا السعودية ..
والمشكلة الليلة عندي كول ، وما لقيت أحد يحل محلي .. مع أني كلش تعبااااان ومنهد حيلي .. من الدفن لصلاة للعزاء والحين جاي المستشفى ، ما صار عندي وقت ارتاح .. من الصباح ما شربت كوفي ولا دخنت .. فأحس بصداع راح يفرتت دماغي
الله كريم ، نزلت من السيارة وغفلتها .. وأنا أعدل من القميص الأخضر إلا علي للعمليات مع أن الجو بارد ، لكن غرفة العمليات دافئة وما كان لي خلق أغير ملابسي كل ساعة ..
أول ما دخلت المستشفى طلعت فوق لقسم العمليات ، لأن اليوم كلمت القسم وقالوا لي في مرضى دخلوا تحت أسمي ..
شفت البندري واقفه عند الرسبشن ببدلتها الخضراء تنتظرني .. قابلتني ببتسامة .. والله أن ابتسامتها ترد الروح .. والله أني حاولت أغتصب الإبتسامه على شفايفي على شانها .. مع أني كلش مالي خلق
وقفت جنبها أشوف المرضى إلا المفروض الليلية ندخلهم غرفة العمليات ، وبعض المرضى إذا تتحمل حالتهم ينتظرون لصباح .. لأني ما أتوقع عندي القدرة أقدر أعمل أكثر من عملية وحدة وأصير تحت تنشن
جلسنـا بغرفة الأطباء .. على ما يجهزوا غرفة العمليات والمريض يكون جاهز
كنت جالس على الكرسي ومنكس رأسي وضاغط على جبهتي بيدي .. والبندري كانت جالسة بعيد شوي عني ، ما تبادلنا أي نوع من الحديث خلال ما حنـا جالسين ..
كان نفسي بشي واحد ..
نفسي بكوب قهوة يمخمخ الراس ..
كذا يعطي إلكتريكل ويرسل ضربات عصبيه للمخ ويصحيه
لكن مشكلتي القهوة إلا أعملها فاشلة .. مدري ليه ما تضبط معي
رفعت رأسي وشفتها تلعب بأصابعها : دكتورة الله يعافيك ممكن تجيبين لي كوب قهوة
مدري صراحة كيف طلبت منها ها الطلب ، وتندمت عليه بالحال .. لأن نظراتها لي تقول أنا ما أشتغل عندك خدامة
فسحبت كلامي بالحال : سوري دكتورة ما كان قصدي
لكنها قاطعتني وهي واقفة تكلمت وبانت صف أسنانها البيضا : you like it with milk or black
سكت لثواني مو مستعوب ، لكن ما طولت : black
:
:
:
صحيح أن ما أحب أحد يتأمر علي .. لكن ما حسيت بأي إحراج من طلبه .. خصوصا وأنه مبين عليه التعب
أخذت له كوب من المطبخ الصغير الموجود .. تلفت حولي توقعت في كوفي مشين صغيرة لكن بس موجود غلاية .. فأنتظرت الماي لين يغلي وبعد ما صببته بالكوب وظفت له ملعقة كوفي أنا بطبعي أحبه خفيف .. بصراحة ريحة القهوة تدغدغ الراس .. لكن ما كنت مشتهية قهوة بها الوقت ..
احترت كم قطعه سكر أحط له .. حطيت قطعه وحدة أتوقعه ما يحب الحلا الكثير .. وأخذت بعض قطع السكر وحطيتها بالصحن الصغير
:
:
أخذت من عندها فنجان القهوة : مشكوووووره
ابتسمت : العفو
حركت الملعقة أذوب السكر
البندري: حطيت لك قطعه سكر ، مدري أنت كيف تحبه
ناظرت قطع السكر أمامي
ارتشفت من فنجان القهوة ..
آآآآآآآآآه ، أخاف ذوبت أصابعها فيه .. عمري ما ذقت قهوة بحلاها
: أنتي شكلك تحبي الحلا
البندري : تعودت أحط لي قطعتين
: مع أن البنات كلهم حلا .. المفروض ما يأكلون حلا
آآآآآآه ذوبتني بخجلها وابتسامتها الخجولة .. بعثرتني يوم اعتلت الحمرة خدها وارتوى بالدم وزاد من حلاه
أخذت فنجان القهوة .. وطلعت من الغرفة .. صعب استرسل مع افكاري .. ولا أدري وين راح توصلني
وأثناء إجراء العملية .. رفعت عيني .. ناظرت بعينه المبين عليها الإرهاق
أولـ مره أشوفه بها الحال ، بالعادة يشغل له أغاني على شان لا يمل بوقت العملية .. لكن اليوم ابد صمت مطبق .. حتى الممرضات محترمين الصمت إلا بينا
فجأة هو رفع عينه وألتقت عيني بعينه
:
:
:
بســـافر بعينك وأعانق موانيك
هذا بيت الشعر إلا طرا على بالي
من متى وأنت يا عبد العزيز تهتم بالشعر .. صرت أنظم من الحروف قلايد ..
وجود ها البنت بقربي ملخبطني .. ما عدت قادر على ضبط أعصابي ونفسي
:
:
بعد العملية ، كنــا نفصخ gowns
ونرميها بإهمال بالسلة المخصصة لها ..
: يعطيك العافية دكتور
ابتسم لي بتعب : الله يعافيك
دوم لما أخلص شغلي أحب أشكر الدكتور أو أي شخص أشتغل معه ، أحس هذا الشي من الأدب وهذا الشي تربيت عليه .. ما يهمني إذا الشخص إلا قدامي ظن ظن سوء
دكتور عبد العزيز : طيب دكتورة ننزل emergency
: دكتور ليه ما تروح ترتاح شكلك تعبان ، وإذا احتجت لك في حاله طارئة راح أدق عليك
شعرت أنه ابتسم لي بامتنان وشكر : لكن .....
ناظرته بعتب : دكتور يعني ما تثق فيني
دكتور عبد العزيز : أكيد أثق فيك ، منتي معي دايم وأنا اشهد على شغلك وحماسك الرائع بالشغل
: تسلم دكتور
دكتور عبد العزيز : لا جد ما أجاملك ، أنتي دكتورة رائعة .. وأنا أتوقع لك مستقبل باهر .. إلا أنتي شنو ناوية تتخصصين
نزلت راسي ، تذكرت أمنيه بندر وهو يتمنى يشوفي إستشارية قلب ، دكتورة معروفة ولها صيتها .. دوم كان يناديني بدكتورتي
: احلم أني أصير cardiologist
وحنــا نطلع من غرفة العمليات : وليــــه تحلمين .. أنشاء الله بإرادتك راح تحققين إلا تريدينه
:
:
:
دخلت غرفتي الخاصة بالمستشفى للمناوبة ..
شعرت برغبه كبيرة بالتدخين .. فتحت الدرج الصغير إلا جنب السرير ، دايم بعض الدكاترة يترك الباكيت إلا له بالدرج ..
طلعت الباكت وأخرجت سيجارة ..
رميتها بفمي .. وأشعلتها وسافرت بدخـــــانها
وأنا مسحور بنظرة الحنان إلا انطلقت من عينها .. رغم جديتها بالعمل لكني لمست حنانها .. حسيت بعفويتها ، ما كانت تقصد به خبث أو أي شي ثاني .. قالتها بكل عفوية وحنـان .. دكتور شكلك تعبان ليه ما تروح ترتاح ..
يعني هي حـاسة فيني ..
لا تسافر بأفكارك بعيد يا عبد العزيز .. البنت تعاملك كا زميل عمل لا غير
صرت أدخن بشراسة أبعد هذي الأفكار وصورتها من بالي ..
بدأ تدريجيا جسمي يرتخي والصداع إلا فيني يختفي .. يمكن هذا إيحاء نفسي لما دخنت اختفى الصداع
:
:
:
بعد مــا طليت على قسم الطوارئ .. الحمد الله الليلة الناس هادئة والمستشفى أهدئ .. محد مرض ولا تعرض لحوادث مرورية ..
فـ ستغليت الفرصة بما أن المستشفى هادئ بها الوقت من الليل .. وأنا أحس نفسي شبعانه نوم .. طلعت baby surgical book من جيب الوايت كوت ، وفتحت لي على موضوع كنت بادية قرأته وجلست عند الرسبشن
بعد ساعة تقريبا .. رن البليب حقي .. أخذت التلفون القريب مني ودقيت على التحويلة .. قال لي أن بقسم medicine ( الباطنية ) أن في حاله طارئة
دخلت كتابي بجيبي بعجل وطلعت لدور السادس بسرعة .. شفت المريضة مرة كبيرة بالسن وصار عندها نزيف upper GI bleeding
فجأة ، ونبض قلبها بدأ يقل .. ارتبكت وأنا اسوي بليب لدكتور عبد العزيز ولا يرد علي .. أخاف أنتظر أكثر تسوء حاله المريضة ..
لا لازم أدور على رقم جواله .. سألت السستر لأنهم يحتفظوا بأرقام جوالات الدكاترة المناوبة ..
ضغط على الأرقام بيد مرتجفة من جوالي .. انتظرت يرد .. لكنه تأخر
وقبل لا اسكر جاني صوته ، ثقيل ومتعب : ألووووووووو
: الو دكتور سوري على الإزعاج ، but there is patients in the medicine department has upper GI bleeding , it’s serious case
غفلت من عنده بعد ما استوعب الحاله ، مسكين تلاقينه تو غافي .. لكن هذا طبيعة عمل الدكتور يكرس حياته لمرضاه
:
:
:
عبد العزيز ، مرت عليه ثواني على ما استوعب أن ها الصوت الرقيق إلا كلمه هو نفسه صوت البندري ، تخيل أنه حلم
غسل وجهه بالماي البارد على السريع على شان يصحى .. وطلع لدور السادس وين ما البندري موجودة .. الدكاترة الموجودين بالقسم حاولوا يوقفوا النزيف لكن ما قدوا .. وصحة المريضة متدهورة .. ومحد مرافق معها .. واتصلوا على أرقام عيالها محد يرد بها الليل .. أكيد الكل نايم ..
قرر الدكتور عبد العزيز يعمل العملية على مسؤليتة ، المريضة بين الحياة والموت لازم يعملوا شي يوقفوا النزيف ..
بالرغم ان العملية صعبه .. لكن ما في مجال أنه يتصل بدكتور ثاني يساعده على ما يوصل المستشفى ويجهزوا غرفة العمليات ، قد المريضة ماتت
كانت خطوة جريئة ، ومغامرة ، دخل العملية هو مع البندري ومعهم الممرضات المساعدات ودكتور anesthesia ( التخدير )
حاولوا ينقذوا المريضة بكل جهد ، لكن الموت كان أقوى منهم ، والله أخذ بأمانتها
:
:
على بداية شروق الشمس ..
كــل أهل المريضة كانوا موجودين بالقسم ، والصريخ والصياح يتعالى بالمكان غير مراعين لوجود مرضى ثانية
ولد المريضة الكبير ، كانت صدمة وفاة أمه قوية عليه ومش قادر يستوعبها : أنتوووووووو السبب بوفاه أمي ، أمس هي كانت طيبة ، أنتوا إيش سويتوا فيهــا ، والله مراح اسكت لكم ، أنشاء الله ارفع القضية للوزير .. دم أمي مراح يروح هدر
والله انتوا دكاتره .. قبل لا تعالجوا الناس وتموتوهم
تفووووووووووووو على هيك دكاترة
والله طردتكم من المستشفى راح تكون على ايدي
صراخة سبب تجمع كثير من الدكاترة ، حاولوا يهدونه لكن ما فيه فايدة حاولوا يخرجونه بالقوة
:
:
:
عمري كله ما انحطيت بكذا موقف ، كلامه هزني هزني من الأعماق
حسيت اني ولا شي ..
صوت صراخه خلاني ارتجف وانكمش
طول عمري أخاف من الصراخ ، وخصوصا من الرجال
دخلت أقرب مكتب وأنا منهارة ، نفسيتي بالحضيض .. رميت بكل ثقلي على الكرسي
حتى بوفاة بندر ما صرخت ولا جزعت ، حتى لما بكيت بكيت بصمت
نحبت بصمت
لكن إحساس أن وفاة المريضة تكون بذمتي وبرقبتي ، شي قوي .. ما تخيلت للحظة إني ممكن أقتل حيوان صغير ، على شان أقتل إنسان
حاولت أمسح دموعي إلا نزلت غصب عني
مسحت آثار الدموع أول ما شفت الدكتور عبد العزيز داخل المكتب ، لكنه الأكيد لاحظ
: دكتورة معقولة تبكين
وأنا احاول أغطي عيوني بيدي : مدري الموقف كان اكبر مني
بينما هو جلس على كرسي قريب من الباب بثقل وكأنه كبر بالعمر : أبن المريضة في حاله صدمة من وفاه أمه ، يعني لا تستغربي هذي الحالات وخصوصا بمجتمعنــا
ممكن يجي أهل المريض ويهينونك ، أهم شي يكون ضميرك مرتاح وأنتي عارفة أنك ما قصرتي قدام ربك وقدام واجبك
: لكن كلامة كان قاسي
عبد العزيز وهو يدخل يده بشعره : في نفوس قلوبها ضعيفة ، تنهار عند موت شخص عزيز عليها ما تتحمل ، و صعب أن الروح تفارق أرواح تحبها
كلامه جاء على الوتر الحساس ، تجمعت الدموع بعيني
صحيح بوفاته ما صرخت ولا جزعت ، لكني ضعيفة .. للحين ما قدرت أتخطى وفاته .. للحين موقف يوم وفاته ينعاد بذاكرتي ..
:
:
:
طلعت مـــن المكـــان .. وأنا متعجب من حالها ..
وكأن روحها مسلوبه منها
أحس بآآآهتك نبره
وحزن وشي ما اعرفه
وأشوف بنظرته عبره ضوت بالحيل مختلفه
|