كاتب الموضوع :
H!LARY
المنتدى :
الارشيف
[ الفصل العاشر ]
رجعت الشقة بعد ما خلصت محاضراتي في الجامعة لليوم ..
و حالة سديم من الأمس مخوفتني ، من أمس و هي حابسة نفسها في الغرفة ..
طقيت باب غرفتها أبي أشوف حالتها ، إلا أسمعها تقول / ميـــن ..؟؟
قلت لها / أنا أحمد ، إلا لو كنتِ تتوقعين أحد ثاني ..
سديم بهدوء / أدخل ..
دخلت و أنا أناظرها .. كانت جالسة ع السرير و متلحفة بالبطانية و لابسة بيجاما و الشعر تاركته من دون شي ..
كان واضح عليها الحزن ..
أنا ما تعودت إن سديم تكون كذا ، هي اليوم حتى ما فطرت معي ، مع إنها مو ملزومة و أنا ما احتاجها ، لكن مو من عادتها ..
جلست جنبها ع السرير ، و هي ما قالت و لا كلمة و قلت / سديم كيفك اليوم ..؟؟
سديم بحزن / الحمد لله ..
أحمد ببطء / إذا ما تبين تقولين لي عن اللي صار أمس ع راحتك ، لكن ..
قاطعتني سديم و هي تتعلق فيني و ترتجف ، لكن ما كانت تبكي كانت ترتجف من الخوف و قالت / أحمد أنا شفته هناك ..
أحمد بتعجب / مين ..؟؟
سديم / ميــــن ..!! تسأل ميـــن ..!! أكيد سعود ..!!
أحمد باستغراب / سعـــــود ..
سديم / أيه سعود ما تصدقني ..!! أنا شفت سعود طليقي ..!! أمس في السوبر ماركت ..
أحمد / و هو شافك ..؟؟
سديم / شافني ، بس ما أدري عرفني لو لا ، بس أنا خايفة .. خايفة ..
أحمد / خايفة منه سديم ..!! لا تخافي مدام أنا معك ، سعود ما يستاهل تخافين منه ، و تسوين كل هذا عشانه ..
سديم / بس لو حاول يضرني ..
أحمد / ما يقدر و أنا معك ، خليك شامخة و قوية ، منو هذا سعود عشان يهزك ..!! غير شخص تافه و حقير ضيع جوهرة من يده ..
سديم بابتسامة / أنا جوهرة ..
أحمد / أيه سديم ، إنتِ جوهرة ، و لازم لو شفتيه مرة ثانية ما تخافين منه ، و تبينين أنه و لا شي في حياتك و إنه ما أثر فيك ، مجرد صفحة و طويتيها ..
سديم بخوف / توعدني أحمد أنك ما راح تخليه يضرني ..
أحمد / أوعدك ..
ضميتها لصدري و أنا أفكر بكمية الخوف اللي تحمله سديم ، لشخص حقير مثل سعود ، ضيع جوهرة نادرة مثل سديم ..
أنا ما أقول كذا لانها أختي و بس ، لاا لأن فعلًا أختي ما في مثلها ..
أتمنى لو سعود طلقها بهدوء و انتهى الموضوع ، كاان زيـــن ..
بس هو ظلمها و بهدلها و في النهاية طلقها ..
أتمنى إنه يندم و يحسر ع اللي سواه في أختي ..
دعيت بسري إن الله ينتقم لنا منه ..
و يجازيه ع اللي سواه ..
.
.
امشي بهدوء في المنتزه الجديد ، اللي حبيت أشوفه ، و لأول مرة أروح منتزه مع " مـــــأرك " ..
مــارك واحد من الزملاء السابقين في الدراسة ، و اللي ما قدرت أقطع علاقتي معه ..
سبحان الله بعض الناس ما تحب تفارقهم ، و هو يعني بصراحة أقرب واحد لي من زملائي ..
قال سامي بهدوء لمايك و هم يتمشوا في المنتزه ، و يمارسوا رياضة المشي ، و كان تنفسه عميق من التعب / لقد تعبت يا مارك ، ألم تتعب أنت ..؟؟
مارك ببهجة / لا أبدًا أشعر بنشاطٍ ينتابني هذا اليوم ، لما لا تذهب أنت لتستريح ..!! تبدو متعبًا ..
سامي / ااه .. لا بأس ، لست متعبًا لتلك الدرجة ..
و تابعت مشيي و حاولت أتنفس بهدوء و بانتظام ، من دون ما أسرع في المشي ..
أكيد التعب اللي أحس فيه لأني ما كلت شي اليوم ، رغم إني ما أحس بالجوع ..
ظليت أمشي و أكابر ع تعبي ، رغم إني مرة تعبان من الشغل و غيره ، و المشي زاد علي فوق تعبي أكثر ..
و إلا توه مارك يحس في و يقول / أنا أسف سامي .. أعذرني ، واضح أنك متعب هل تريد أن نستريح قليلًا ثم نتابع ..
قلت له بزهق و أنا أمشي عنه و ابتعد / لاا .. لا كمل مشيك ، أنا عائد لمنزلي لن أعطلك ..
مارك / ألن تحزن مني ..؟؟
سامي و هو يبتعد / لا أبدًا ..
اففف .. مستحيل أطاوع مارك مرة ثانية ، هذا الناقص ، صار لينا ساعات نمشي و ما تعب ، و المشكلة إنه مسجل في صالة رياضية ، ولله إنه فاضي ، يعاني إن الواحد يمارس رياضة ، و وحدة بعد ، مو يهلك نفسه و أكثر من رياضة ..
ركبت سيارتي و بسرعة للفلة ..
و صلت الفلة و دخلتها ، و كالعادة شفت جورج يستقبلني ، لكني حسيت إنه في شي غير طبيعي من ملامح وجهه ، فقلت / ماذا هنالك يا جورج ..؟؟
طرى ع بالي كم مرة سألت هالسؤال لجورج ، و كل مرة أسمع نفس الإجابة ..!!
جورج / لقد وصلا اليوم ..
قلت و أنا اعرف الإجابة من قبل / من هما ..؟؟
جورج / السيد و السيدة ..
سامي و أنا اسخر في داخلي / إذًا.. أين هما ..؟؟
جورج / لقد اختارا لهما جناحًا يبيتان فيه ..
مشيت عنه و صعدت لجناحي أنا بعد ، و تسبحت و بدلت ملابسي ، و رجعت أسأل جورج في أي جناح هم ، علمني الجناح و رحت له ..
و فكرت بكل شي قبل ما أخطو هالخطوة ، و بعدين طقيت الباب ..
سمعت صوت أمي الناعم ، و اللي ما يدل ع كبر سنها، و هي تقول بالعربي / تفضل ..
أتوقع الشي الوحيد الزين اللي عملوه أمي و أبوي ، إنهم علموني اللغة العربية بكل لهجاتها ..
فتحت الباب و دخلت ، و أنا أطالع أمي و أبوي اللي ما يبين عليهم الكبر أبدًا ..
سلمت عليهم بالأيادي مثل الأغراب ، لكن هذا شي مو غريب علي لأني متعود عليه من كنت صغير و هم اللي علموني عليه ..
جلست بهدوء من دون ما أحد ينطق بكلمة ، لكن أنا قطعت هالصمت و قلت بسخرية / ما عجبكم الفندق و شفتوه مو قد المقام فقلتم تجون هني ، حتى لو من دون ما يستقبلكم ولدكم ، يستقبلونكم الخدم و بس ..
أبوي و هو متجاهل سخريتي / لا قلنا شكلنا ما بنلقاك فاضي أبدًا ، فقررنا تجيك في أي وقت و خلاص ..
قلت باستهزاء لكن بهمس مسموع / اممم .. ما بتلقوني أبدًا فاضي ، كأنكم أنتم كنتم فاضين ، ما غير تحاولون تقابلوني ، و أنا أتعذر لكم ..
قمت من مكاني ، و قلت و أنا أناظر ساعتي / أوكيه ، أظن هالوقت يكفي ، ضيعت خمس دقايق من وقتي المزدحم بس عشان أقابلكم ، مع السلامة ، وراي شغل لازم أنهيه ..
وطلعت من عندهم و ع وجهي ابتسامة ، ما تطلع إلا لما أقابل أمي و أبوي ..
.
.
جالس في المكتب أشتغل بهدوء في وظيفتي اللي الكل يحسدني عليها ، و اللي توفر لي أحسن راتب ، و خصوصًا إني دارس في الخارج ..
فجـــــأة .. اقتحم أحد المكتب و دخله بدون إذن ، فعرفت ع طول إنه ناصر ، من دون ما أرفع راسي و أناظره ..
انتبهت له يجلس فقلت بهدوء / شو اللي خلى الإستاذ ناصر يتنازل و يجي لمكتبي ..
ناصر / تعجبني لما تكون ذوق " أستاذ ناصر " .. حلو ، بس مو وقت مسخرتك اللحين ..
عامر / زين إنك تدري إني أتمسخر ، و إلا إنت وين و الإستاذ وين ، بس خلصني شتبي ..؟؟
ناصر / ما ني راد عليك ، لأني أبي أقولك شي ..
عامر / أكيد عن حبيبتك اللي تكلمها ، و أنا أقول شكلك مو طبيعي هالأيام ..
ناصر / ايه الموضوع عنها ..
قالي السالفة كاملة ، بلا زيادة و لا نقصان ..
قلت / و هي ما تكلمك و ترد ع اتصالاتك من ذاك الوقت ..
ناصر / أيه ، أنا خايف فعلًا إنها تركتني ..
عامر / محد قالك اتصل عليها و عطلها بمثل هالوقت ..
ناصر / ما قدرت أمنع نفسي ، و بعد شو دراني إنها بتقطعني إن ما سمعت كلامها ..
عامر / حاول وياها يمكن ترضى ، أصلًا أنا مستغرب شلون إنت تحبها ..!!
ناصر / شو قصدك ..؟؟
عامر / قصدي أنها تكلمك ، أكيد كلمت ألف واحد غيرك ..
ناصر بعصبية / لا الريم غييـــر ، إنت ما تعرفها ، لو عرفتها كان ما قلت هذا الكلام عنها ..
عامر / المشكلة إن هالمعرفة ما راح تسرني و لا تسرك ..
ناصر / شو فيك عامر ..!! لا تتبلا ع البنت ، إنت ما تعرف شلون كانت معي في البداية ، ما كنت مثل اللحين ، و أنا متأكد إنها ما كلمت غيري ..
عامر / عااادي ، تقدر تمثل عليك ..
ناصر / ما اتوقع انك راح تقتنع أبدًا ، لو أقعد أحاول من اليوم لبكرة ، مع أني متأكد أنها ما كلمت أي أحد ، لكن حتى لو كلمت رغم كل شي باخذها ، ما بتخلى عنها ، و بعدين راح أسنعها بطريقتي ..
سكت عنه ، و حسيت إن هالبنت مو سهلة ..
ناصر يعرف آلاف قبلها ، و عمره ما تعلق في وحدة غيرها ..
أكيد في شي يميزها لدرجة من حبه القوي لها ما يبي يتركها ..
ما أقول إلا الله يستر منها ..
مع إنه ناصر كان له ماضي مظلم ، و ياما ظلم ناااس ، لكني ما أتمنى له غير الخير ..
.
.
جالس في الشقة اللي استأجرتها و حجزتها من أسبوع ..
ما كانت الشقة كبيرة ، كانت حلوة و تكفيني أنا و أمي اللي كنت جالس معها في الصالة ..
لو ما طلعتها أنا من الغرفة كان ظلت محبوسة فيها ، و ما تطلع منها ، الظاهر تعودت ع الحبسة ..
ما أدري شلون طاوعت نفسي ، و طلعت من البيت لوحدي ..!!
كان المفروض أخذ معي خدامة لأني راح أحتاجها ، و أمي راج تحتاجها أكثر مني ..
دقيت بالموبايل ع خالتي ابتسام اللي قالت / الووو ميــــن ..؟؟
أكيد راح تستغرب إني كلمتها ، و ما تدري أنه عندي رقم موبايلها ..
قلت / هلا ..
قالت باستغراب / الوليد ..!! هذا إنت ..!!
الوليد / إيه أنا ..
ابتسام / صار ليكم شي ..
الوليد / لا أبدًا بس محتاجين منك شي ..
ابتسام / قول .. بنفذه إذا أقدر ..
الوليد / أبي وحدة من الخدامات اللي عندك ..
ابتسام / أي وحدة ..؟؟
الوليد / ذيك اللي تهتم في أمي ..
ابتسام / قصدك سيتي ، إيه ما عليه ، بس ليه تبيها ..؟؟
الوليد / و هذا يبغى له سؤال ..!! أكيد أبيها تخدمني و تخدم أمي ..
ابتسام / بس كيف راح تاخذها ..
الوليد / إنت أرسليها لي بره البيت ، من دون ما أحد ينتبه ، و أنا باخذها ..
ابتسام / و شو أقول للبنات بعد ما تاخذها ..؟؟
الوليد / قولي إنها هربت ، و خلاص ..
ابتسام / طيب إنت فين اللحين ..؟؟
الوليد / ليه تسألي ..؟؟
ابتسام / عشان لا صار ت حالة ضرورية ، و أبوك مو موجود ..
الوليد / تقدري تحفظي هذا الرقم عندك ، و تتصلي عليه عند الضرورة ..
ابتسام / بس ما تحس إنه قعدتنا في البيت من دون رجال مو زينة ..
الوليد / و ليه تفكرتي بهالشي اللحين ، و ما فكرتي فيه من قبل ..!!
ابتسام / ما جا ع بالي ..
الوليد / أقعدوا في البيت ، و قفلوا الباب و خلاص ..
ابتسام / يعني نظل في البيت ..
الوليد / ايه و أنا بمر عليكم إذا احتجتوا شي من دون ما أحد يدري ، ما بيضركم تنتظرون أبوي كم يوم ..
و كملت كلامي و قلت / مع السلامة ..
و سكرت في وجهها و زفرت بضيق ، و أرسلت لها مسج ذكرت فيه الموعد اللي بروح أخذ فيه الخدامة ..
و رجعت أشوف أمي كعادتها تطالع في الفراغ ، أما أنا قعدت أطالع التلفزيون ..
اليوم ماخذ إجازة فأقدر أجلس مع أمي طول الوقت ، لكن باقي الأيام ما أقدر أظل ع هالحال ..
.
.
كنت جالسة مع أمي و ملاحظة ع وجهها الضيق من بعد ما خلصت مكالمتها مع خالتي ابتسام ..
قلت لها أبي أعرف سبب ضيقها / يمه وش فيك ..؟؟ شو قالت لك خالتي ..؟؟
أمي / يمه ريماس خالتك اتقول إن أخو البنات طالع من البيت مع أمه ..
قلت متفاجأة / طلع و هم لحالهم ، اللي أعرفه أنا إن أبوهم مسافر من كم يوم ..
أمي / إيه هو مسافر ، و هم ما يدروا كيف يتصرفون ..
ريماس / ما عرفوا وين أخوهم راح ..؟؟
أمي / لا ما يدرون ..
ريماس قالت بعد صمت قصير / يمه أبي أزورهم أشوف البنات ..
أمي / ما عندي مانع ، أنتي قولي لأخوك ، و أنا بتصل في أختي أقولها ..
ريماس / يمه أقدر أروح مع السواق ..
أمي / لاا السواق للجامعة و بس ، روحي قولي لأخوك يوصلك ..
ريماس / إن شاء الله يمه ..
صعدت لغرفة فارس و أنا ادري إنه نايم من جا من الدوام ، فتحت الباب من دون ما أستأذن ، و كان مثل ما توقعت نايـــم ..
تقربت منه و هزيته ع الخفيف ، و قلت له بهدوء / فارس .. فارس ..
فارس / اممم ..
ريماس و بدت تعلي صوتها لكن ظل هادئ / فارس قوم .. فااارس ..
قام فارس و جلس ع السرير بهدوء ، و طالعني و عواينه تقريبًا مسكرين ، و قال بصوت نعسان مبحوح / نعم ريماس ..
ريماس / فارس عاااد وصلني بيت خالتي ..
فارس بنفس الصوت المبحوح / ببدل و أشوفك جاهزة ..
ريماس / إن شاء الله ..
و طلعت من الغرفة بنفس الهدوء ، إذا تعاملت مع فارس بهدوء راح يعمل اللي أبيه ، و من دون اعتراض ..
بدلت و نزلت تحت ، وشفت أمي واقفة تنتظرني أنزل و تقول / اتصلت ع خالتك ما عندها مانع ، وافق أخوك ..؟؟
ريماس / أيه شوي و يجي ..
و فعلَا شوي و جا فارس و سلمنا ع أمي و طلعنا لبيت خالتي ..
و لما وصلنا البيت لمحت سيارة مألوفة ، و متأكدة من صاحبها ..
قلت بسرعة لفارس و أنا أشر ع السيارة اللي كانت تبتعد عنا / مو هذي سيارة الوليد ..
فارس بعد ما ناظرها / إيه هي ..
ريماس / غريبة ..!!
فارس / و شو الغريب ..؟؟
ريماس / سوري فارس ، ما عندي وقت أقولك السالفة ، تقدر تسال أمي لما ترجع ..
فارس / و هي فيها سالفة بعد ..!!
ريماس / إيه ، و بسبب هالسالفة جيت بيت خالتي ..
فارس / طيب راح أسأل أمي ، تقدري تنزلي ..
ريماس / فمان الله ..
فارس / فمان الكريم ..
و نزلت داخل و أنا أحس بخوف ..
و في نفس الوقت أحس بخيبة أمل إنه ما لحقنا ع الوليد قبل ما يروح ..
لكن هل البنات يدرون بمجيئه ..؟؟ و ليه هو جا أساسًا ..؟؟
دخلت و أنا مقررة إني ما أقولهم ، لأني بهالخبر راح أحرق أعصابهم ع الفاضي ..
.
.
من أمس ما طلعت من غرفتي ، ما لي خلق أحد ..
لا لبيان ، و لا لأمي ، حتى ما لي خلق غلا و تساألاتها عن الوليد ..
يا ليت الوليد أخذني معاه قبل ما يروح ، و ع هالفكرة دق موبايلي و اللي كانت روعة ..
استانست إنها اتصلت تبي تسأل عني بعد ما غبت عن الجامعة اليوم ..
رديت / الوو ..
سمعت صوت روعة ، و معها أحلام اللي فاجأني سماع صوتها هي بعد ، و قالوا في نفس الوقت / الووو ليونه ..
عرفت أنهم حاطين سبيكر فضحكت و قلت / هلا .. وين أنتم قاعدين ..؟؟
أحلام / في بيتي ..
ليان / ليش ما عزمتوني أجي معكم ..؟؟
روعة / كان ودنا بس إنتي ما جيتي الجامعة اليوم ، قلنا نكلمك ..
ليان / غير خلتيني أتحسر إني مو معكم ..
أحلام / مرة ثانية إن شاء ..
روعة / صحيح ليه غايبة ..؟؟
ليان / مشكلة صارت في البيت فمالنا خلق انا و أختي نداوم ..
احلام / طيب بتجي بكرة ..
ليان / ما أدري يمكن .. أقول روعة في موضوع ضروري أبي أقوله لك لما أجي الجامعة ، ما يصير اقوله في التليفون ..
أحلام / زين إنك نبهتيني عشان إذا بتقوليه أروح بكرامتي بدل ما تطردوني ، عشان لا أتفشل ..
ليان / ههههههههه .. بس هو عادي الموضوع تعرفينه ، بس يخص روعة ..
أحلام / يعيني عادي أسمعه..
ليان / إيه عادي ..
في هاللحظة دخلت بيان الغرفة و هي تقول بهدوء ، بعد ما شافتني اكلم في التليفون / ريماس بنت خالتي تحت ، انزلي نقعد معاها ..
ليان و أنا أبعد السماعة / أوكيه دقايق بس ..
و رجعت السماعة و قلت / بنات سوري لازم أسكر ، بنت خالتي زارتنا ، بروح بجلس معاها..
روعة و أحلام / مع السلامة ..
ليان / في حفظ الله ..
و نزلت تحت الحق بيان اللي نزلت قبلي ..
كانوا الكل متجمعين في الصالة ، حتى غلا اللي للحين نعاني من سكوتها و هدوئها من طلع الوليد ..
قلت / السلام عليكم ..
ردوا السلام ، و تقربت من ريماس و قلت / كيفك ريماس ..؟؟ أخبارك ..؟؟
ريماس / الحمد لله بخير..
أمي لريماس / ليه نجلا ما جت ..؟؟
ريماس / ما قدرت تجي ، مرة ثانية إن شاء الله ..
سولفنا شوي و بعدين قالت بيان لريماس بهمس وصل لمسامعي/ خلينا نطلع فوق أحسن ..
عطتها ريماس نظرة و هي تأشر ع أمي ..
كان أمي تقول و هي عارفة وش يبون / تقدروا تروحوا فوق ، أنا ما عندي مانع ..
بيان و هي تطالع ريماس / شفتي ..
و ع طول سحبتها لفوق ع غرفتها ، و أنا تبعتهم بهدوء ..
دخلنا غرفة بيان و جلسنا ..
قالت بيان بحزن / عرفتي الوليد طلع من البيت ..؟؟
ريماس بألم حاولت تخفيه / أيه أنا أسفة ع اللي صار ..
ليان / ليه تتأسفين بعد ..؟؟
بيان / يا خبلة قصدها إنها متعاطفة معانا ..
ليان و هي تبتعد عنهم و تقول بضيق / افففف منكم .. تبون تقلبونها مناحة غصب ..
بيان بغضب / انتين أبدًا ما في شي ينفع معك ، ما عندك إحساس أبد ، باردة مرة مثل الثلج ..
ليان / عجل تبني أتأثر مرة بكل شي مثلك ..
والتفت ع ريماس و قلت / أسفة ريماس ، بس انتون تنرفزون ، مسوين من الحبة قبة ، كأنه صارت مصيبة ، المفروض تفرحون للوليد لأنه نال حريته و راحته أخيرًا ، و لاا انتم تبون ترتاحون و هو يظل يعاني ..
سكتت ريماس و ما قالت شي ..
أما بيان قالت / الكلام معاك ضايع ..
ليان / قولي انت ما تبين تتقبلين الحقيقة الواضحة مثل الشمس ، و كون حياة الوليد بعيد عنا أحسن له ، و إلا شرايك ريماس ..
ريماس بارتباك / أنــ ـــ ـا ..
ليان / أيه ، مو كلامي صحيح ..
ريماس بارتباك / أنا ما لي خص في الموضوع ، خلوه بينكم إنتم ..
بيان / خلونا نسكر الموضوع أحسن ..
ليان / مصيرك تعرفين إنه معاي حق ..
بيان بنرفزه / قلت سكري الموضوع ، لا تقهريني أكثر من ما أنا مقهورة ..
ريماس / بنات خلاص , وش فيكم حولتوا الموضوع خناق ..؟؟
بيان / أساليها هي ..
ليان / خلاص أنا بسكر فمي ، و بخلي الأيام تقنعك ..
ريماس / غيروا الموضوع خلاص ، عمري ما توقعت الاقيكم تتخانقون بهالشكل ..
ليان ببرود / لا تستغربي شي ، كل شي في هالحياة يصير ، حتى اللي ما نتوقعه ..
بيان / و الدليل طلعة الوليد اللي محد توقعها ..
ريماس / ردينا ع نفس الموضوع ..
بيان بقهر / غصب عني مقهــــورة .. ليش طلع من دون ما يخبرني ..؟؟ طول الوقت أمس و أنا أفكر ليش سوى كذا ..
سكت أنا بقهر مكبوت أحاول أكتمه ..
اما ريماس قالت / اعذريه ، هو كان محتاج يخطو هالخطوة ، يحتاج يتحرر منكم و من القيود اللي مقيدينه بها ، يضمن لنفسه يعيش بسعادة مع أمه و يحافظ ع كرامته و كرامتها ، اللي بنظره ما احترمتوها ، ما تشوفين إن هالشي من حقه ..
بيان و غضبها هدأ لدقايق / أدري إنه من حقه .. أدري ، بس مو قادرة أتقبل ..
ريماس بتمني / ما عليه ، بيرجع إن شاء الله بيرجع ..
بيان و الغضب رجع لها / يرجع .. إيه يرجع ، بس ليه ما خبرني من البداية ، مو أنا بيان أخته و صديقته ..!! لو خبرني كل شي يهون ، يخبرني أنا بس أو ياخذني معه ، ليه ما أخذني معه ..؟؟ مو مهم الثانين ، المهم أنا ..
وصل الغضب عندي لدرجة لا تحتمل .. ، كم سكت و سكت ع أنانيتها ، و كتمت غضبي ع أنانيتها لكن غضبي وصل لدرجة ما له حدود ..
من دون ما أحس انفجرت فيها و قلت بصراخ قوي ، خلاهم يرجفون و يجفلون ، حسيت كل المكان اهتز من صرختي / بـــــــــــس ..
وصلت حدي سكت ع أنانيتها كثير ..
شو كان متوقع من وحدة مثلها تظن كل شي حولها ..
يمكن بيان طيبة لكنها أنانية ، إيه أنانية شوي ..
و شو أساسًا أتوقع من وحدة عايشة في هالبيت ، أكيــد بتطلع أنانية ..
أمي و عدم إهتمامها بأم الوليد و الوليد نفسه ، بس بسبب كونها الزوجة الثانية و أم الوليد الزوجة الأولى و الوليد ولدها ، و غيرتها منهم ، و كونها ما أنجبت ولد مثلها ، فرضيت بالظلم اللي يصير لها ..
مو هذي تعتبر انانية ..!!
أبوي اللي همه كل شغله و حياته و احنا أخر اهتماماته ، و لا حتى زوجته و ولده ، كل اللي يهمه يعيش مرتاح ..
مو هذي تعتبر أنانية ..!!
الوليد و خروجه من البيت ، من دون ما يهمتم لمشاعرنا ، و كوننا لحالنا في البيت ، ما اهتم إلا بسعادته هو و أمه ، و طلع من البيت من دون ما يتهم فينا و بشعورنا ..
رغم أنه تصرفه متوقع بسبب عدم أهتمامنا فيه .. لكن ..
مو هذي تعتبر أنانية ..
أخيرًا بيان و حبها إن كل شي يدور حولها ، و تظهر نفسها بمظهر المظلومة و الطيبة و الناس ظالمين ، و هي تعتبر الصح و هم الغلط ..
رغم إنه بيان فعلًا طيبة و تفكيرها رائع ، و هذا ما لا يختلف عليه أثنين ، لكن فيها نوع من أنانية و خصوصًا ع الوليد ، ما احس فيه إلا انا ، و دائمًا يكون سبب غضبي و قهري منها ، و تعاملي المختلف معاها ، لكونها تتمنى يظل الوليد معاها حتى لو كان تعيس ..
مو هذي تعتبر أنانية ..!!
و أنا الوحيدة اللي احس فيها لأني توأمها ، مهما كان أعرف شو تشعر ، و إن كانت زعلانة أو فرحانة ، و حتى إن صار لها موقف و أنا مو معها أحس فيها .. شي بديهي أنا توأمها ، لكنها ما تعرفني مثل ما أنا أعرفها ، هي كتاب مفتوح قدامي ، أما انا لاا .. تعتبرني سر غامض حتى مع كوني أختها دائمًا ألاحظ إستغرابها مني أحيانًا ..
المشكلة في بيان أنها ما يهمها تجرح أحد لو لا بكلامها ، جرحتني من قبل و جرحت الكثيرين ، بدون لا تنتبه لتأثير كلامها ع غيرها ، كل اللي يهمها تنفس عن غضبها ..
و بالنسبة لي هذا نوع من الأنانية ..
و بهالطريقة دائمًا أكتشف ببيان إنها ما تعرفني رغم إني توأمها ، لأنها لما تجرحني بكلامها تطلق علي " باردة " أو " عديمة مشاعر " ، ما كأني توأمها و المفروض تفهم شخصيتي ..
الله يستر ما تطلع غلا أنانية مثل هالعائلة ..
لكن الحمد لله إنها عازلة نفسها عنهم ..
.
.
دخلت البيت بهدوء ، و أنا لحد اللحين أفكر بكلام أختي و اللي يدور حول الوليد ..
ماني قادر أفهم او أوصل للموضع اللي تعنيه ..
ما لي خيار إلا أسأل أمي و هذا اللي بيصير ..
شفتها جالسة في الصالة كالعادة ..
سألتها / ما جا أبوي ..؟؟
أمي / لا لسه بعده ..؟؟
فارس / يمه أبي أسألك ..؟؟
أمي / عن اللي يصير في بيت خالتك ، أكيد ريماس لمحت إنه فيه شي ..
فارس / هي ما كانت تبي تقول لكنها قالت لي ، بعد ما شافت سيارة الوليد توها رايحة من بيت خالتي ..
أمي باستغراب / عند بيت ابتسام ..!!
فارس و هو مستغرب من تصرفاتهم حول الموضوع الطبيعي / أيه يمه ..
أمي / ليش هو متى رجع ..؟؟
فارس / يمه ما راح تفهميني السالفة ..!!
أمي / ااه .. أيه ، خالتك خبرتني إنه الوليد طلع من البيت ، من دون ما يحسوا ، و أخذ أمه معاه أثناء سفر أبوه ..
فارس بصدمة / طلع من البيت ..
أمي / إيه يمه ، و هم ما عندهم خبر عنه لين اللحين ..
فارس / طيب ليش طلع ..؟؟
أمي / ما أدري يمه ، علمي علمك ..
الوليد طلع من البيت ..!!
طيب ليش ما خبرني ..!!
ليش ما عاااد يكلمني مثل قبل و يسأل عن أخباري ..!!
.
.
كنت قاعدة مع ريماس أتكلم عن الوليد و ليان معانا ..
و قلت بغضب و بلا تفكير بعد جملة ريماس ، اللي ذكرتني إنه راح و ما أدري إذا بيرجع لو لا ..
و خلتني ارجع لعصبيتي / يرجع .. إيه يرجع ، بس ليه ما خبرني من البداية ، مو أنا بيان أخته و صديقته ..!! لو خبرني كل شي يهون ، يخبرني أنا بس أو ياخذني معه ، ليه ما أخذني معه ..؟؟ مو مهم الثانين ، المهم أنا ..
لكن انصدمت لمن سمعت صرخة ليان اللي أبدًا ما توقعتها / بـــــــــس ..
صرخة هزتني و ما توقعتها و خصوصًا من ليان ، كانت طول الوقت ساكتة و مقابلتنا بظهرها و متكتفة ..
فقلت بغضب متجمع / ليش تصارخين هااا ..؟؟ هذي الحقيقة لو الوليد كان بياخذ أحد ثاني كان أخذني أنا ، أصلًا إنت شي عااادي في حياته ، المشكلة إنك مو قادرة تتقبلين الحقيقة ، إلا لما تشوفينها بعيونك ..
كانت ليان بترد علي إلا ريماس تقول / بنات خلاص سكتوا هذا و انتوا خوات تتخانقوا بهالطريقة ، و الموضوع أساسًا ما يستاهل كل اللي تسوونه ..
سكت عنها ، و أنا لسه منقهرة من ليان و تصرفاتها ، و من الضغط النفسي .. خطبة ريهام لي لأخوها ، و اللي لسه ما حددت قراري فيها ، حاولت ما أفكر في الموضوع قدر الإمكان خصوصًا في هالوقت ، و مشكلة الوليد اللي طلعت لي ،و إن كان بيرجع البيت ..
أما ليان قالت بعد صمت قصير و ببرود / خلاص أنا أعترف .. الوليد يحبك أكثر مني ، استانستي ، لكن هو تركك من دون ما يهتم فيك ..
و كملت بهمس وصل لمسامعي / من زود المحبة ..
جيت برد إلا ريماس تقول بغضب / بنات رجعتوا ..
بيان بقهر / سمعتيها وش تقول ..
ريماس / خلي عقلك أكبر منها و سكتي ..
سكت بعد هالجملة ، و أنا ما أدري شفيني أنا و ليان ع بعض ، من عرفنا بطلعة الوليد من البيت و كل وحدة تغلط ع الثانية ، تبي تقهرها و تحزنها ..
الناس وقت الشدة يتعاونوا و يتماسكوا ، و يصيروا يد وحدة ، و احنا توائم و نتخانق كأنا اعداء ..
المشكلة ما ني قادر افهم ليان و اللي رجعت لبرودها ، أما أنا ظليت منقهرة ، و ريماس جلست تفكر متنهدة ..
ما في غيري أنا منقهرة و حارقة أعصابي ..
بس محد فيهم يحس بالنار اللي تسعر بجوفي ، يمكن لهالسبب أغلط ع ليان ، عشان أطلع شوي من اللي فيني ، و أساسًا ليان طول عمرها كذا ، اللي يهينها تتعامل معاه ببرود ، أنا بس اللي متغيرة ..
قطع صمتنا المشحون صراخ شخص انتشر صوت صراخه في أرجاء البيت ..
شخص تمنينا مجيئه بس ما توقعناها هاليوم ..
لكن صراخه ما كان عادي كانت فيه عصبية الدنيا ..
قامت كل وحدة فينا تتلفت ع الثانية بصدمة ..
لين كل وحدة فينا ركضت تنزل تعرف سبب هالصراخ المفاجئ ..
وقفت أنا مع ليان مدهوشين ، أما ريماس لحقتنا بعد ما جابت شيلتها و تغطت ..
و قعدنا نناظرهم من فوق الدرج و هو لسه يصرخ ..
و من شدة صراخة حطينا أيادينا ع أذانا ..
ارتجفت بخوف في مكاني ، عكس ليان اللي نزلت تحدت بهدؤها ، و لا كأن شي صاير ..
و تقدمت و تقربت منهم و قالت له ببرود / الحمد لله ع السلامة ..
.
.
نهاية الفصل العاشر ..
|