لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


قلـوب ضائعـة تجـري فـي سـاحـة الـغـدر الطـويـل

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. مرحبًا بكم أيها الأعضاء ، و القراء الأعزاء .. هذه روايتي الأولى التي دخلت بها عالم القصص .. أتمنى أن

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-05-09, 02:32 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 145570
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: H!LARY عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
H!LARY غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
Thumbs up قلـوب ضائعـة تجـري فـي سـاحـة الـغـدر الطـويـل

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

مرحبًا بكم أيها الأعضاء ، و القراء الأعزاء ..

هذه روايتي الأولى التي دخلت بها عالم القصص ..
أتمنى أن تعجبكم و تحوز ع رضاكم..

للمعلومية فقط يتم نشرها حاليًا في أكثر من منتدى ..

و أنا أعرف باسمين ..
الأول " Ginny "
و الثاني " H!LARY "

و حتى الأن كتبت منها عشرة فصول ..


قصتي فيها شيء من الواقعية و الخيال ، مليئة بالمشاعر ..
حقيقة المشاعر القوية هي أساس القصة ..
جمعت فيها كل ما أحب في القصة ..

فأرجوا أن تستمتعوا في قرائتها ..

عادةً أنزل فصل كل أسبوع و في يوم الجمعة صباحًا بالتحديد ..
لكن في الظروف الطارئة أنزل فصل كل ثلاثة أسابع ..

سأنزل الأن الفصول العشرة الأولى ..
أنا متأملة منكم خيرًا في النقد و الرد البناء ، أو حتى مجرد تعليق عن الشخصيات ..

و أود أن أخبركم أن القصة بالعامية ..
في البداية كانت لهجتها مختلطة قليلًا لكنها تطورت للأفضل لاحقًا ..
فصبروا عليها قليلًا في الأجزاء الأولى ..

نبدأ بسم الله ..

 
 

 

عرض البوم صور H!LARY  

قديم 29-05-09, 02:34 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 145570
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: H!LARY عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
H!LARY غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : H!LARY المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

[ الفصل الأول ]


في أحد أرجاء المستشفى .. واقفة أناظر الباب ، يا رب لا ترجع اللي صار مرة ثانية ، كنت أنتحب و أنا أدعي .. فجأة طلع الدكتور و كانت ملامحه تكسوها البرود غير مبالي بحالتنا و خوفنا ، كأن الموقف عادي بالنسبة له ، دعيت ربي يا رب ارحمنا برحمتك ، اللهم لا أسألك رد القضاء لكن أسألك اللطف فيه ..

سمعت كلمات الدكتور المألوفة بالنسبة من كثر ما تكررت على مسامعي في أيام سابقة ..
الدكتور : عظم الله أجركم ..
طالعت أبوي و أخوي أتأكد من اللي سمعته ، كانت وجوههم جامدة ، مستحيل أكيد غلطت يمكن الموقف اختلط بذكرياتي القديمة ، قلت بصوت متردد مترجي أن الكلمات اللي سمعتها تكون وهم ..
: شو قلت ؟
عاد علي الكلمات و طعناتي تزيد مع صداها ..
الدكتور : عظم الله أجركم ..
شهقت بقوة ، ز كنت راح أطلق صرخة مكتومة ما انكتب لها تطلع ..و طحت على الأرض أهرب من مأساتي ..



أحس بثقل براسي ، ضباب .. كل ما أشوفه ضباب ، شوي شوي بدت الصورة تتوضح ، أنا في اكثر مكان اكرهه ، قعدت أتأمل الغرفة يا كثر ما قعدت و شفت في هالمستشفى ، ما يحتاج أوصف لكم الغرفة زي كل غرف المستشفيات تلوع الجبد ، بس ليش أنا في غرفة خاصة ، شو صار ؟

التفت شفت أخوي جالس يمي .. تنحنحت و قلت بصوت مبحوح : بـ ـدر ..

التفت لي بدر مستغرب ، و بانت علامات الفرح على ويهه بس بمثل سرعة ظهورها اختفت ، ناظرني شوي و ما طول هالنظرة ، بس حسسني إن في شي صار ، بس ما قلت شي استنيت ليمن تكلم ..

بدر : شلونج ريهـــــام ؟
يعني مستحيل أعرف من البداية لازم هالمقدمات ، بس رديت عليه بهدوء ..
ريهام : الحمد لله ..
سكت أفكر شوي ، بعدين قلت بسرعة ..
ريهام : حلفتك بالله يا خوي تقولي شو صار ..

أدري تقولون ما عندها تفاهم ، على طول حلفت عليه إجباري .. بس لا تلومني ، كان بدر يناظرني بعد هالحلف يفكر شلون يخبرني ، أما أنا كنت أناظره بدوري أحاول أطرد الفكرة اللي تدور في بالي ..

قال بدر بدون مقدمات لي : البندري يا ريهام ، البندري راحت وما عاد ترجع ..
تنهد بدر ، أما أنا قلت بسرعة و بهدوء عكس البراكين اللي بداخلي .. ريهام : الله يرحمها ..

قمت بسرعة من مكاني و عدلت حجابي و مسكت إيد بندر و هو ما مانع بالعكس رحب بي ..
و أنا أسير كنت أفكر و دموعي تسيل على خدودي بدون توقف ، اللي ما أتمناه صار اللي كنت أدعي في كل ليلة و في كل صلاة إن ما يصير صار ، البندري راحت و ما في شي راح يرجعها ..

اللي فهمته من بدر إني لما نقلولي الخبر طحت مفجوعة ، الظاهر إني نمت ساعتين و أبوي بعد ما أنهى كل الإجراءات رجع البيت ، أكيد يفكر في اللي صار ، الله يعينه و يعيني و يعين بدر و يصبرنا ..


ريهام ياسر [ ... ] 19 سنة
بدر ياسر [ ... ] 27 سنة
البندري ياسر [ ... ] 25 سنة
أبو بدر ( ياسر ) [ ... ] 52 سنة

وصلني بندر البيت طول الطريق كنت ساكتة ، أصلا في أحد يحب يتكلم في هالمواقف ، أول ما وصلنا ركضت على غرفة البندري يقولون الميت لين مات أهله ما يحبون يدخلون غرفته ، يكبر حزنهم فيها لكن أنا مو مثل الناس الميت مو أي أحد هاي حبيبتي البندري و أنا مشتاقة لها ..

فتحت الباب وبدت دموعي تنزل و أنا أناظر أغراضها ، غرفة البندري غرفة ناعمة مثل البندري ، كان أغلب لون الأثاث أصفر ، كان لونها المفضل كانت دايما تقول اللي إسمهم البندري يصلح لهم الأصفر ، آآآآه يالبندري أنا حبيت الأصفر لأنك حبيتيه ..

انسدحت على سريرها ، و أنا أشمه فيه ريحة عطر البندري ، من كان يصدق كانت تنام على هالسرير كل ليلة و إني خلاص ما عاد أقدر أشوفها ، من كان يتصور البندري حياة البيت تتركه ، ما عاشت كثير 25 سنة يا خسارة شبابش يالبندري ..

انتبهت على نفسي هذا يومها مكتوب عليها ، ما في أحد يقدر يغير هالشي .. الله يرحمك برحمته راحت للي أرحم منا عليها .. بس أنا حياتي كانت تدور حوالين البندري أول ما أصحى أركض لحجرتها أنادي : البندري قومي ..
قمت بسرعة من مكاني و أخذت قرآن البندري اللي كانت تقرأ فيه ، قعدت أقرأ و أرتل بصوت عذب طالع من قلب ، صج لين قالوا ما ينفع عند المصايب غير القرآن يعطي راحة للنفس ..

بعد ما خلصت رحت لغرفة بدر ، فتحت الباب و طليت براسي لقيته على السرير يناظر في الفراغ و في جفونه دمعة ، أول ما بدر إنتبه لي مسح بدر دمعته و قال : هلا ريهام دخلي ..

دوم يقولون دمعة الرجال مو سهل تنزل و إذا نزلت ما تنزل قدام الناس ..
دخلت و قفلت الباب و سألت السؤال اللي يدور في بالي : متى راح يدفنوها ؟
بدر : بكرة الفجر و العزا راح يكون في العصر ..
ريهام : خلاص معناها هي راحت صج ..

ما بكيت هالمرة بس كنت عاوزة أتعود على هالواقع ، تقربت من بدر و جلست يمه و هو تقرب مني و ضمني لصدره ..


في اليوم اللي بعده كان الخبر منتشر عند الجميع ، ففي الظهر زاروني عمتي و بنتها يساعدوني و ويواسوني في نفس الوقت ، سلمت على عمتي نورة و بنت عمتي سديم ، كان واضح الحزن بوجوههم ..
: عظم الله أجرتس ..
ريهام : أجرنا و أجركم ..
سديم : أول ما قدرنا نجي جيناش ..
ريهام : مشكورين ، ما قصرتوا ..

كان واضح بالنسبة لهم إني ما أريد أتكلم فاحترموا سكوتي و استأذنوا للمطبخ ، تقول عمتي راح تسوي لنا لقمة ناكلها مهما يكون لازم ناكل ، بس من له نفس ياكل ..
رحت المطبخ يمكن أتسلى شوي ، بس سمعتهم يتكلمون و من دون ما أحس قعدت أتسمع ..

سديم : الله يرحمها يمه ، أصلا كان معروف عند الكل من البداية إنها راح تموت من شخصها الدكتور بالسرطان كان موتها مأكد ..
العمة نورة : كل له يومه ، و هذا يومها مكتوب لها الله يساعدهم ، الأولى المرحومة أمهم و بعدين أختهم اتحملوا العذاب في المستشفى و في النهاية الثنتين ماتوا .

مع إني أدري عن هالكلام من زمان أدري إن الكل بنفسه يقوله ، بس ما تحملت أسمعه ..

راح أوضح لكم الأمور .. احنا فقدنا أمنا بعد تشخيصها بالسرطان بأيام معدودة كان السرطان تمكن من جسمها كله و ما ينفع معها العلاج بس أبوي ما سمع لهم و حاول يعالجها ، بس ما شي نفع و ماتت و كان عمري حينها ست سنين ..

بعد وفاة أمي تعلقت بالبندري كثير رغم أنها ما هي أكبر مني بكثير ، أحاول أعبي فراغ الأم فصارت أكثر من أخت لي أم و أخت و صديقة و كل شي ، بس السرطان تمكن منها مثل ما تمكن من أمي ، حينها كان عمرها أربع و عشرين سنة ، عاشت سنة من حياتها في المستشفى بس مثل ما شفتوا هي الثانية ماتت في النهاية..
كنت أتعذب لما كنت أشوفها تروح للمستشفى ، يوم عن يوم كانت تذبل بس ما كان بيدي شي غير إني أدعيلها بالشفاء ، مثل الحين ما بيدي شي غير إني ادعيلها بالرحمة ..

حبست نفسي في حجرتي و أنا أذكر يوم إكتشفنا إنها مريضة بالسرطان ، كنت دايما أدعي بسري إن الله يشافيها و أكون أنا مكانها ..

//

انفتح الباب و ركضت بسرعة لأبوي ، درت بعيوني أدور على البندري ، خفت كثير لما طاحت علينا كنت ألاحظ عليها هالأيام كثير تعبانة فكانت تقول : ما فيني شي ..
فما كنت اخذ بالي ..
ريهام : يبه فين البندري ؟
ياسر : البندري بعدها في المستشفى راح تبات هناك جيبي أغراض لك و لها ، راح تباتين معها ..

في ذاك الوقت كنت خايفة على البندري فما دققت بملامح أبوي و طرت فوق أجيب الأغراض ، بس لما وصلنا المستشفى دققت بملامحه و كانت ما تبشر بالخير ، يا ترى شو فيها البندري ؟ و ليش رقدوها في المستشفى ؟
و صلني أبوي الغرفة و تركني بس ما قال لي إيش راح يعمل ، دخلت و أنا متوترة بس لما شفت البندري جالسة على السرير و تناظرني ارتحت شوي ، تقربت منها و قلت لها بسرعة : البندري ، إنت كويسة ؟ شو قالوا لج ؟
البندري : الناس يسلموا أول ما يدخلوا ..
ريهام : ما تتركين قواعدش حتى و انتي في المستشفى ، السلام عليكم ..
البندري : و عليكم السلام ، الحين أحسن و راح أجاوبج على أسئلتش، أولا: أنا الحمد لله كويسة شكرا ، ثانيا : ما قالوا لي شي ..
ريهام : عيل بروح أسأل ..
ما أدري ليه كنت خايفة أن يكون في البندري شي ، أول دكتور شفته سألته ..
ريهام : السلام عليكم ، لو سمحت أنت دكتور المريضة البندري ياسر [ ... ] هي مرقدة هني اليوم جبناها..
الدكتور : و عليكم السلام ، ايه أنا قبل شوي استلمت نتائج التحاليل ..
ريهام : و شو فيها ..
الدكتور : هي معاها السرطان ..
مشى عني الدكتور و تركني أواجه صدمتي ، فقدت توازني و تسندت على الجدار ، و أنا أذكر البندر شلون كانت كويسة ما يبين عليها شي ، قمة في النعومة و الجمال و معاها السرطان ..
و فارس شو راح يسوي و هل البندري راح تموت و تتركنا مثل أمي ، عند هالفكرة ما قدرت أتحمل و كنت بطيح على الأرض لولا إيدين امسكوني ، رفعت راسي أشوف الشخص اللي مسكني ، حفظت ملامح وجهه الجميلة القمة بالوسامة بعدين رحت لعالم ثاني ، و الظاهر بعدها نقلوني لغرفة من الغرف .

//

عمتي نورة [ ... ] 42 سنة
سديم بنت نورة [ ... ] 23 سنة
فارس ؟؟؟

نهاية الفصل الأول

 
 

 

عرض البوم صور H!LARY  
قديم 29-05-09, 02:39 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 145570
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: H!LARY عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
H!LARY غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : H!LARY المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

[ الفصل الثاني ]


طلعت من العمل و أنا هلكان من التعب ، كنت مرتاح في الإجازة بس يوم واحد يقدر يرجع هالتعب حتى لو ما تحركت من المكتب ، و رئيسي سمح أستأذن الظاهر كانت محاولة منه إنه يعتذر لأنه قطع إجازتي ، أنا أحمد ربي أن رئيسي مو من النوع غير المتسامح الي يكرف كراف..
وصلت البيت وقفت سيارتي في موقفها الخاص ، و دخلت البيت و صعدت لغرفتي مباشرة ، كنت مستغرب إني ما صادفت أحد في طريقي ، بس راح كل استغرابي لما فتحت الباب ..
: الوليد وصل ..
كانت أختي الصغيرة غلا ، و كان معاها التوأم بيان و ليان ، أنا كنت أريد أنام لكن الظاهر أني ما راح أقدر ، بصراحة أنا ما كنت معصب أو مستغرب من وجودهم ، أنا كنت فرحان إني راح أقعد معاهم شوي ..

بيان : شلونك الوليد ؟
الوليد : الحمد لله ، كيفكم انتم ؟
ليان : كل صحة وعافية ، الوليد إحنا ملينا من جو هالبيت ، و أعتقد إنك أكثر واحد متأزم منه ..
بيان : إيه الوليد خلينا نطلع مع بعض من دون ما أحد يحس فينا ، نتمشى ونستانس شوي و إنت راح ترتاح هناك أكثر ..

الوليد : بس إنتوا بالطريقة هذي ما راح ترتاحون ، و راح تتعاقبون ..
بيان : إنت أخونا ، و هذا من حقنا و حقك ..
الوليد : أوكيه ، أنا ما عندي مانع ، و بصراحة أنا كنت موافق من البداية بس أخاف تتحسفون بعدين إنكم طلعتوا معي ..
غلا : أكيد ، لا ..

ناظرت غلا ، و أنا أبتسم هالكلام ما توقعته منها بالذات ، لأنها صغيرة و توقعت إنها راح تخاف من العقاب ، بس الظاهر أنا ما قدرت أفهم خواتي ..
ليان : شفت حتى غلا موافقة ، و ما مانعت أبد ..
الوليد : اوكيه ، يلا روحوا تجهزوا ..

أكيد راح تستغربون كلامنا ، لكن هذه الحقيقة و من الصعب إن نتقبلها ، أنا مو مستعد أشرح و أفسر ، يمكن ما أحب أفكر في هالموضوع ألحين و أكدر نفسي ، مثل ما يقولون كل شي بوقته حلو ، و في الوقت المناسب راح تفهمون ..


سألت بعد ما شغلت السيارة و مشينا ..
الوليد : وين تبون تروحون ، ما قلتولي ؟
غلا : أبي أروح الملاهي ..
الوليد : و هذي ما تركت هالسالفة ، كل مرة تبي تروح الملاهي ..
بيان : اللي يسمع يقول أنك تطاوعها و توديها كل مرة ..
الوليد : و أنا قلت شي عاد ، تبون تروحون قولوا ، آمري آنسة بيان ..
بيان : لا شكرًا ، المرة القادمة أفضل ، بصراحة مالي خلق ..
الوليد : عجل وين تبون ؟
ليان : شرايكم ، أنروح المول ، أحلى ..
بيان : ايه كذا أنا موافقة ..
الوليد : و أنا موافق ، بس لا تفرفرون راسي بالدوارة ، كم مكان و خلاص ..
ليان : أوكيه ..

تمشينا في المول بصراحة البنات ما تعبوني و التزموا كلامي و ما وجعوا راسي مثل ما قلت لهم ، بس هذا ما منعهم يتسوقوا ..
ليان : الوليد بلييز ، خلنا نروح ناكل في واحد من المقاهي ، في واحد جديد فاتحينه و أنا نفسي من زمان أجربه ..
بيان : ايه الوليد خلنا نروح ، أنا جعت و كمان غلا ..
غمزت بعونها لغلا فقالت : ايه ايه ، كثير جوعانه أبي أكل ..
خلوني ابتسم غصب عني و قلت : أوكيه يلا ..

ما لحقت أكمل إلا دق جوالي ، رفعته و إبتسمت لما شفت الشاشة تنور باسم (( توأم روحي)) ..
رفعت السماعة و قلت : هلا و الله ..
.. : هلا فيك ..
الوليد : شخبارك ؟ من زمان عنك ..
.. : الحمد لله ، مشاغل الدنيا
كان صوته حزين كان فيه رنة غريبة ، ما طمنتني ، أكيد إنه إتصل علي عشان يهدي نفسه كعادته ، على قولته يرتاح إذا سمح صوتي حتى لو ما فضفض..
قلت بخوف : فارس صج شفيك ؟
فارس : الحمد لله ، بخير ..
الوليد : فارس تخبي علي ..
فارس : لا ، يالوليد مستحيل أخبي عليك ، بس قلبي ما يطاوعني أقول ..
الوليد : إنت بس فضفض لي ، و راح ترتاح صدقني ..
فارس : تهقى ..
الوليد : أكيد ..
سمعته ياخذ نفس عميق بعدين قال ..
: البندري راحت ..
الوليد : راحت وين ؟
فارس : راحت ، يعني راحت ..
الوليد : تقصد ..
فارس : ايه ..
الوليد : متى صار هالكلام ؟
فارس : ليلة البارحة ..
الوليد : الله يرحمها ، متى العزا ؟
فارس : بعد نص ساعة راح يبدي ، بس ليش ؟
الوليد : ليه ليش ؟ أكيد راح أحضر أعزي و خواتي راح يكونون معاي ..
فارس : مشكور يالوليد ، ما تقصر ..
الوليد : ما بيننا هالكلام يا فارس ..

سكرت عن فارس بعد مادلاني المكان ، و قلت للبنات ..
: يلا راح نطلع ألحين ..


الوليد فيصل [ ... ] 24سنة
فارس خالد [ ... ] 26سنة
بيان فيصل [ ... ] 19 سنة
ليان فيصل [ ... ] 19 سنة
غلا فيصل [ ... ] 9 سنين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ


صعدنا السيارة ، وحرك الوليد ، كنت أبي أعرف شو قال فارس للوليد عشان يغير رايه و يخلينا نطلع من المول و يغير مزاجه فقلت له بطريقة غير مباشرة: الوليد ، شفيك ؟ ليش غيرت رايك ، توك كنت موافق؟
الوليد : ما فيني شي بيان ، ، بس فارس إتصل علي من شوي ..
وصلت للي أبغاه ..
ليان : و هو شو يبي ؟
الوليد : هو ما يبي شي ، إحنا راح نروح نعزيهم ..
بيان : نعزيهم ! على منو ؟ منو مات ؟
الوليد : خطيبته لفارس ..
بيان : البندري !
سكت أنا أبلع صدمتي ، أما ليان قالت و هي تنغزني : هي ما هي خطيبته فسخوا الخطبة ، يعني ما ظل شي رسمي بينهم ..
قال الوليد بنفس طريقة النغز لكن بدون ما يحس عكس ليان : مهما يكون تظل بنت عمه ، و الكل يدري أنه فسخ الخطبة غصبًا عنه و أنه كان ينتظرها تشفى و راح يخطبها من جديد ..
حاولت ليان تخفف علي من دون ما يحس الوليد فقالت : الله يرحمها ، الظاهر ما كان له نصيب معها ..
الوليد : الظاهر هذا الصج ..

سكت من دون ما أقول شي أو أتعب نفسي بالتفكير ، ظليت أسمع لسوالف خواني لين ما و صلنا ..
نزلنا من السيارة على صوت الوليد : لما يخلص العزا اطلعوا ، و انتبهوا لغلا شكلها تعبت ..
ناظرنا غلا اللي كان مبين عليها التعب ..
ليان : أوكيه ..
دخلنا داخل البيت المخصص للحريم ، أما الوليد راح لعزا الرجال ، كان المكان زحمة و ممتليء تقريبًا ، سلمت على أهل البندري وحده وحده ، كانوا أهلها يبكون الظاهر لسه الصدمة مأثرة فيهم ، ظليت أسلم لين شفت وحدة مألوفة بالنسبة لي كانت جالسة في منتصف أهل البندري ، مما يدل على أنها من أهلها القريبن ، اللي شدني لها وجهها المألوف ، اللي كان فيه بعض أثار الدموع ، لمن وصلت لها و جنبي خواتي قلنا لها : عظم الله أجرش ..
.. : أجرنا و أجركم ..

بعد ما سمعت صوتها عرفتها فقلت على طول : ريهام !
ريهام : ايوه ريهام ، من معي ؟ إسمحيلي ما عرفتش ..
بيان : مسموحة حبيبتي ، أنا بيان ، و أختي ليان ، و الصغيرة غلا ..
ليان : بنات خالة فارس ..
يعني لازم تذكريني ، يا ليان ..
ريهام : إيه تذكرتكم ، كيفكم ؟ شو أخباركم ؟ ليش قطعتونا ؟
قلت لها بحزن صادق : كلن إنشغل بهمه ..
ميلت ريهام رأسها بحزن و قالت : صادقه ..
بعدها التفتت بسرعة تقرص خدود غلا ..
ريهام : كيفج يا حلوة ؟
قالت غلا بخجل غريب علينا : كويسة ..
ريهام : ما شاء الله كبرت كثير ..

استأذنا من ريهام و رحنا جلسنا ، و غرقت في أفكاري ..

أنا في عزا البندري ، البندري اللي تعلق فيها فارس و نقدر نقول إنه يحبها ، رغم إنه فضلها علي ، عمري ما تمنيت إنها تموت أو يصير لها شي ، و لما صابها السرطان ما فرحت بهالشي ، حزنت لها و لحال فارس اللي فسخ خطبته معها غصبًا عنه و وعدها إنه راح ياخذها بعد ما تشفى ، لكن الله ما كتب ..

يمكن في البداية كرهتها لكن لما عرفتها غصبًا عني حبيتها ..

أنا مو مخطوبة أو مكتوبة له مثل ما تتوقعون ، و لا كان كلام حريم ، لا ..
و مستحيل أتعلق في شخص لمجرد وسامته أو شكله أنا مو بهاذي التفاهة ، فارس ولد خالتي و رابي معانا نعرفه معرفة شخصية ..
لما كنا صغار كان فارس يحب يستقوي علي و يتحكم فيني ، كان يتعامل مع كل أخواني بشكل طبيعي أما أنا يحب يتحكم بكل صغيرة و كبيرة تخصني ، أما ليان كان يعاملها معاملة طبيعية ، و كل ما اشتكيت لهم منه قالوا : هذا فارس ما نقدر نقول شي ..
كنت دائمًا أسأل نفسي عن سبب تصرفاته معاي ، و كلام أهلي ، لكن ما جتني الجرأة أصرح بتساؤلاتي ، كنت في البداية أكرهه ، لكن اكتشفت مشاعري تجاهه و بأسوء طريقة لما بلغوني إن خطب بنت عمه إلي هي البندري ، و لما إكتشفت مشاعري إتجاهه حاولت أنساه لكن ما قدرت هو إمتلك مشاعري مثل ما امتلكني و تحكم فيني و أنا صغيرة ، و حطم مشاعري من دون ما يحس ..

يمكن تتسائلون شو كانت البندري بالنسبة إله هي كانت صديقة طفولته إلي حبها لما كبر بعكسي ...

لا تتوقعون إن فضل علي البندري بسبب إنها أجمل مني لا هو يعرفنا من كنا صغار ، و يعرف كيف كنا في صغرنا ، البندري معروفة بإنها كثير ناعمة ، كان جمالها ناعم أما أنا جمالي صارخ ، كل شي فيني يصرخ بالجمال عكس البندري إلي كانت تصرخ بالنعومة ..

لما قابلت البندري و حبيتها ، منعت نفسي إني أفكر بفارس أو بمشاعري إلي اكتشفتها تجاهه ، وعدت نفسي أن أول من يخطبني و يكون مناسب لي راح أوافق ، و أنهي مشاعري تجاه فارس ، حتى لما مرضت البندري و شخصوها بالسرطان و فصخوا الخطبة ما سمحت لنفسي أتعلق فيه و أخلف بوعدي ، لأن البندري لسه عايشة و ما راح أسمح لنفسي إني أخونها و لأني كنت أدري ان فارس لسه متعلق فيها و أنه فسخ الخطبة غصبًا عنه ، و أن أول ما تشفى كان راح يرجع يخطبها ..

لكن بعد ما ماتت البندري هل لي حق إني أفكر بفارس مرة ثانية و أخلف بوعدي ،حتى لو كان فيه إحتمال إن يظل على ذكرى البندري الله يرحمها ، أم أظل على الوعد ..


نهاية الفصل الثاني

 
 

 

عرض البوم صور H!LARY  
قديم 29-05-09, 02:42 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 145570
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: H!LARY عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
H!LARY غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : H!LARY المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

[ الفصل الثالث ]

سكرت اللاب توب و أنا أحس بالملل من هالروايات ، صار لي ساعة أبحث عن رواية حلوة و ما لقيت ، أصلًا هالموقع غير مشهور و رواياته قليله ..
طلعت من غرفتي و نزلت تحت ، دورت أمي ما لقيتها الظاهر طلعت ، أكيد تزور أحد من الجيران أو وحدة من صديقاتها اللي تعرفهم كالعادة ..
فبما إن البيت فاضي شغلت التلفزيون أتسلى شوي ، و يمكن ألاقي شي يعجبني فلقيت مسلسل جديد شكله حلو ، ما تابعته من قبل ..
مرت دقايق ما أحس نفسي إلا أعطس عطسة قوية تتبعها عطسة ثانية ، و بنفس الوقت فاجأني وجود فارس اللي قال : مو انت قلت أنك صرت أحسن ..
لفيت وجهي لناحيته و شفته يبتسم حمدت ربي في داخلي ، حالة فارس كثير تحسنت عن قبل ..
أنا : أيه أنا طبت بس ظل معي زكام خفيف ..
فارس : أول مرة أشوف واحد عنده زكام بس يعاطس ، الناس يصير عندها سيلان في الأنف ، انسداد أي شي غير العطس ..
أنا : هذا شي عادي بس أنت ما تعرف شي ، و تريد اطلع نفسك خبير غصب ..
فجأة ..
دق التلفون و كان قريب من فارس ، فرفع السماعة و قال : ألووو ..
: ...
: و عليكم السلام ..
بعدها بعد السماعة عن أذنه و قال : وحدة تبيك ..
قمت من مكاني و أخذت السماعة و قلت : ألووو
ما أسمع إلا صوت ..
: هلا ريماسوه ، لا تدقين و لا تسألين و لا نشوفك ما كأن عندك بنت خالة ، بس أنا قلت خلني أصير أحسن منك و أدق عليك ..
ريماس : بل بل بل ، كل هذا مرة وحدة ما تعرفين الناس أتسلم أول ..
: السلام عليكم ..
ريماس : و عليكم السلام ، هلا بيان ..
انتبهت على صوت فارس و هو يقولي : هذي بيان سلمي عليها ..
أووه نسيت إنه موجود الظاهر و كان يسمع اللي نقوله ، شفته يبتسم ما أدري لأن بيان اللي اتصلت و إلا على هبالها ..
قلت لها و أنا أتمنى أشوف ردة فعلها لما كلمها و لما راح أقولها إن يسلم عليها ..
ريماس : بيونه فارس يسلم عليك ..
بيان : قبل شوي سلم علي ، كم مرة يبي يسلم ؟

هذي وجه حب ، حبها كله غلط في غلط ، حبت بطريقة غلط و تتعامل مع الوضع بطريقة غلط ، لو هي ما قالت لي كان مستحيل أصدق ..
قلت له : تقول قبل شوي سلمت عليها ، كم مرة تبي تسلم ؟
ابتسم فارس ابتسامة أوسع من اللي قبلها ، و صعد فوق ..
رجعت السماعة و أنا أسمع بيان تقول : شو قال ؟
ريماش : يبتسم على هبالش ، شو تتوقعين يعني ؟
بيان : شو تبيني أسوي يعني ؟
قلت لها و كأني أنغزها : ليش متصلة على البيت ؟
تجاهلت مقصدي و قالت : إتصلت على موبايلش بس محد رد علي ..
ريماس : تذكرت ليش متصلة ..
بيان : أنا بس أبي أتمتع بسماع صوتك الحلو ..
ريماس : بيانووه ..
بيان : الصراحة الصراحة أبيك تجين معاي و مع ليان المول..
ريماس : بس ليه هالمرة بالذات ؟
بيان : لأن باقي على الجامعة أسبوع و أنا وليان ما نعرف نشتري أغراضها مثل ما تعرفين أول سنة لنا فقلنا إنت تساعدينا بما أنك متعودة ..
ريماس : أوكيه أنا موافقة ، متى المفروض نروح ؟
بيان : ما أحد سألك عن رأيك هذا مو طلب هذا أمر ، و للمعلومية بس ر اح نروح اليوم ..

ريماس : مع إني ما أسمح لأحد يأمرني راح أروح معك ، مو التزامًا لأوامرك بس لأن الفكرة عاجبتني ، و لأن من الذوق إني ما أرفض ..

بيان : اوكيه يا أم الذوق ، كنت بسألج كلمت ريهام ..
ريماس : ريهام بنت عمي .! ..لا ما كلمتها من بعد العزا ..
بيان : زين مو هي اتخرجت من الثانوية هالسنة مثلنا ..
ريماس : إيه ، هي بمثل سنكم ..
بيان : عشان كذا أنا أقول خلها تجي معنا ، أكيد انشغلت و ما اشترت أغراض الجامعة و هي بعد ما عندها أحد عنده خبرة فهالأشياء ..
ريماس : أوه صحيح .. ما أدري شلون غابت عن بالي ، بس إنتي كيف عرفتي ؟
بيان : أكيد بعرف لأن أنا بيان ..
ريماس : زين ذكرتيني إنك بيان ، هذي بعد راحت عن بالي ..
بيان : أقول المهم كلمي ريهام ، و علميها إنت عندك رقمها ..
ريماس : أوكيه ، بس أمركم لو تمروني ..
بيان : لا مري إنت علينا أخر مرة طلعنا مع الوليد أخذنا علقة محترمة ، و أنا مو في خاطري أكررهها اليوم يمكن مرة ثانية ..
ريماس : أوكيه ، أنا بمرك ، باي ..

مسكين الوليد أكيد حالته متأزمة في البيت ، لو أنا مكانه ما أدري شلون بعيش الله يكون في عونه ، و الحمد لله إن خواته يحبونه و إن خالتي ما زرعت في قلوبهم الكره تجاهه ، و خصوصًا بيان هي أكثر وحدة تهتم فيه مو بس هوي الجميع ، بس بيان كثير طيبة و تراعي الكل لدرجة أنها تفكر في ريهام اللي ما تقرب لها و أنا بنت عمها نسيتها ، و فكرت في البندري قبل ما تفكر في نفسها لما خطبها فارس ..
صحيح أنا بمر عليهم أوصلهم معناها راح نروح مع فارس ، لازم أستأذن منه بس ما أظن يرفض خلني أسأله و بعدين أكلم ريهام ..
صعدت الدرج و توجهت مباشرة لحجرته ، دقيت الباب دقتين بس و استانيت رد فارس اللي قال : تفضلي ..
فتحت الباب و دخلت الغرفة و قلت له : شلون عرفتني ..
فارس : يا ذكية ما في غيرنا في البيت ..
ريماس : اوه نسيت ، أقول فارس تدري ليه دقت بيان ..
فارس : ليه ؟
ريماس : تقول ودها تروح المول تشتري أغراض الجامعة هي و ليان أول سنة لهم و ما يعرفوا لهالأشياء فيبغوني أروح معهم ..
فارس : و المطلوب مني ..
ريماس : خالتي أخر مرة طلعوا مع الوليد عطتهم علقة محترمة فأظن تعرف الباقي ..
أخذ فارس تنهيدة طويلة بعدين قال : الله يهديها خالتي ما يصير اللي تسويه ..
ريماس : الله يهديها ، بس فارس ممكن توصلني و نمر عليهم و على ريهام ..
فارس و هو مستغرب : و ريهام شدخلها ؟
ريماس : هي بعد أول سنة لها في الجامعة و نفس المشكلة معها ، و أكيد بعد اللي صار ما فكرت بهالشي ..

تعمدت ما أذكر و فاة البندري بس فارس فهم علي فسكت شوي إحتراما لذكراها ..
لكن فارس قطع الهدوء : و هي تدري إنكم بتمرون عليها ؟
ريماس : لا قلت أتأكد إنك موافق و بعدين أقولها ..
فارس : تصرف حلو منك إنك نفكرين فيها بهالظروف ..
ريماس : مشكور ، بس للأسف هذي ما هي فكرتي هذي فكرة بيان ..
طالعت فارس شفته سكت و شكله سرح و بعدين قال : أوكيه ، كلمي ريهام و بعدين اتجهزي ..
ريماس : أوكيه ..
طلعت من الغرفة بسرعة بكلم ريهام ، و أنا أتذكر الأسبوعين اللي مروا على وفاة البندري ، اللي كان وقع الخبر علينا مثل الصاعقة ، مع إنه كان إحتمال وفاتها كان كبير أو بشكل أكثر تحديد مؤكد ، لكنا كنا نتجاهل هالإحتمال ..
الأسبوعين مروا طويلين و كأيبين ، بس في نهاية الأمر تقبلنا الخبر و تأقلمنا على فقدان البندري رغم إنه ما نسيناها ، بس بصراحة علاقتي مع البندري و ريهام ما كانت قوية مثل علاقتي مع بيان و ليان ، لأنهم كانوا كانوا منشغلين بالبندري و من قبلها أمها و في علاجهم و مرضهم خلاهم منعزلين شوي عنا و ريهام كانت دايم مع البندري ..
و أنا بصراحة ما حضرت عزا البندري لأني كنت مريضة ..
بس إتصلت أعزيها ..

ريماس خالد [ ... ] 21 سنة ( داخلة قسم محاسبة )


حابسة نفسي في الغرفة ما أطلع منها إلا نادرًا ، أغرق في أفكاري و ذكرياتي مع البندري ، أنا مو معترضة على وفاة البندري و تأقلمت على رحيلها ، بس أنا مشتاقة لها كثير و ذكرياتي تسليني و تسلي وحدتي ..

اللي قبل كانت تسليها البندري و الحين ذكريات البندري ..
البيت صار مظلم و كئيب و أغلب الوقت ما يتواجد فيه أحد غيري كلن إختار طريقة ليهدي نفسه فيها ، أنا بذكرياتي و أبوي و أخوي يغرقوا نفسهم بالشغل أو أي شيء المهم يهونوا على نفسهم ..

قطع أفكاري نغمة الموبايل كانت ريماس ، غريبة مو من عوايدها تدق الله يستر ما يكون صار شي ، صرت متشائمة أدري : هلا ريماس
ريماس : أهلين ريهام كيفك ؟
ريهام : الحمد لله ، و إنت شخبارك ؟
ريماس : بخير ، أقول ريهام شرايج تروحين معانا المول أنا و بيان و ليان راح نشتري أغراض الجامعة ، و نبيج تجين معانا ؟
تفاجأت الصراحة مو من عوايدها ريماس ما أستحي أقول علاقتنا بفارس الولد أكثر منها ، بس أنا محتاجة هالروحة أنا نسيت أمر أغراض الجامعة كليًا و لو ما ذكرتني ما كنت راح أذكر ، و أنا ما أعرف شنو أشتري فقلت لها : أوكيه ، راح أروح ..
ريماس : أدري مستغربة و متفاجأة بعد أعذريني بعد إن علاقتنا مو قوية ببعض و وعد مني إني أقوي علاقتي معاج من اليوم و نكون صديقات ..
ما عرفت شو أقولها فاجأتني و بقوة ما توقعتها منها و فرحني موقفها كثير : مشكورة ريماس ، أنا فعلًا محتاجة حد يوقف معي في مثل هالوقت أنا أحس إني لحالي و إن مالي أحد من بعد البندري ..

و بديت أبكي و أشاهق شهقة تجر شهقة و ظليت أبكي لين حسيت روحي إرتحت مسحت دموعي و قلت : أنا أسفة ، ما قدرت أمسك نفسي ..
ريماس : ما يحتاج تتأسفين ، أكيد هذا من الكبت لا تحبسي دموعش الدموع أحيانًا تريح أكثر مما تتعب ، و لا تخافين إنتي مو لحالك أنا معك و كمان بيان و أكيد ليان و الكل معك بس إنتي لو تدورين راح تلاقين ناس كثير يحبونك ، و بصراحة أنا عندي إعتراف ..
قلتها من بعد ما إرتاحت نفسيتي : و شو ؟

ريماس : بيان هي اللي قالت تروحي معنا أنا نسيت إنك أول سنة جامعة و تحتاجين أحد يروح معك ..

ريهام : يا حبي لها بيان ..

ريماس : يعني بصراحة ما حبيت أنسب هالشي لنفسي ..

ريهام : كويس أنك قلتي ، بغيت أسأل متى بنروح ؟

ريماس : بعد شوي بنمر عليك ، تجهزي ..

ريهام : أوكيه ، باي ..

كيف نسيت إن الجامعة بعد أسبوع ..!
حياتي صارت كئيبة و صرت ما أحس بالأيام ، كويس في أحد يفكر فيني ، بيان كثير طيبة و تنحب بسهولة ، حتى إني حبيتها هي وليان حتى قبل ما أعرفهم كويس ؛ لأنهم يقربوا لفارس و معزتهم من معزة فارس ..
خلني أتجهز قبل لا يجوني ، دقيت على أبوي و استأذنت منه و وافق فورًا أصلًا هو ما صدق إني أبغى أطلع حسيت إني صج منعزلة عنهم و مو حاسة بحزنه هو و بدر بس ما أقدر أهون عليهم أنا أحتاج أحد يهون علي ..
اتجهزت بسرعة و نزلت أنتظرهم ..
قعدت خمس دقايق لين دق موبايلي أكيد ريماس ما تعبت نفسي أرد طلعت على طول ، لم فتحت الباب تيبست مكاني ..!
ما أدري ليه يمكن لأني شفت سيارة فارس أو لأني شفت فارس نفسه ، أكيد هذا اللي بيصير شو كنت أتوقع ..
مشيت و ركبت السيارة بسرعة لأن الموبايل رد يرن الظاهر ما إنتبهولي ، فتحت الباب و دخلت و قلت بهمس : السلام عليكم ..
ردوا علي ريماس و فارس بنفس الهمس : و عليكم السلام ..
كانت ريماس جالسة قدام ، عكسي أنا اللي جالسة في السيت الوراني ، كان كل واحد منا ساكت ..
أنا سرحت بأفكاري اللي تدور حول فارس ، أنا جالسة مع فارس ما غيره .. فارس خطيب البندري الله يرحمها .. ما قدرت أمنع نفسي ما أتساءل .. يا ترى هو زعلان عليها لو كان شي عادي عنده و ما همه ، يمكن ما كان متعلق فيها مثل ما أوهمنا ، يمكن يكون ما تركها عشان كلام الناس و إلي بيقولوه عليه ..
يمكن ما صدق يفتك منها ..!
شو يبي بوحدة مريضة ..!
راح يظل يعاني معها لو تزوجها ، يمكن كان يبغى ياخذها يسكت كلام الناس و يتركها للخدم يخدموها ..
ناظرت في وجهه من المراية الأمامية كان وجهه جامد ما يبين فيه أي شي ، ناظرت في عيونه مثل ما يقولون لغة العيون ما تكذب ، لكن عيون فارس غامضة حسيت إني غرقت في بحر عيونه من غير ما أفهم شي منه ..
انتبهت إنه انتبه لي فعلى طول نزلت راسي ..
شو بيقول عني ، قاعدة أناظر فيه ..!
أصلًا شلون وصلت أفكاري لهنقطة .. الظاهر إني نسيت أنا أتكلم عن مين ..
نسيت نفسي و صرت أنظر للناس نظرة سوء ، من متى يا ريهام تظنين في الناس ..!
و مو أظن في أي أحد لما ظنيت ظنيت في فارس ، فارس اللي أعرف كل شي عنه ، فارس اللي ياما سمعت سوالف عنه و عن البندري و عن إنه ما تخلى عنها رغم كل شي ..
فارس اللي صار له معزة خاصة عندي ، و صار مثال للشاب الصالح في نظري ..
كنت أحسد البندري لما كنا صغار إن في أحد يحبها و انا لا ..
هذا إنتي يالبندري رحتي و تركتيه و لا تهنيتي معه و لا هو تهنى معك ، انتم اللي كنتوا محجوزين لبعض و ما أحد يتجرأ يغير هالشي ، و الكل عارف بحبكم لبعض ، ما انكتب لكم تتلاقوا في يوم تحت سقف واحد ..
أنا كنت أكثر وحدة أعرف لحبهم لبعض و ظنيت في فارس لهدرجة صرت سيئة الظن ..
ما حسيت إلا لما وقف فارس السيارة لفيت أشوف اللي البيت اللي وقفنا عنده ما كان يعتبر بيت كانت فله كبيرة مبين إن أصحابها أغنية كثير و أنهم ناس راقية ، مستوانا مو أقل منهم لا .. أحنا أهل عز و فلوس و مبين علينا هالشي و لكن أغلب الفلوس اللي كنا نحفظهم صرفناها في العلاج مو علاج شخص واحد علاج شخصين و في أرقى المستشفيات اللي في الخارج ، لكن نظل نعتبر أغنية لأن فلوسنا ما هي قليلة بالمرة..
شفت ريماس تدق لهم بالموبايل ، شوي وطلعوا ثنتينهم وحدة ورى الثانية ، ركبوا السيارة و قالوا بهدوء : السلام عليكم ..
ردينا عليهم : و عليكم السلام ..
و مشينا ، و إحنا هاديين ما نتكلم لين و صلنا ، نزلنا كلنا من السيارة و دخلنا المول ..
قالت ريماس لفارس : فارس إنت مو ملزوم تجي معنا ، راح نمشي كثير و نفرفر راسك تقدر تروح لحالك ..
أومأ برأسه و راح و أنا مستغربة ، عجل ليش جا معنا ، شلون نمشي لحالنا قلت والخوف واضح من صوتي : ريماس كيف نمشي لوحدنا ما يصير ، لو أحد تعرض لنا ..
ريماس : إحنا مو قليلين و مو متزينات ، و مبين علينا بنات محترمات و محتشمات ، و إحنا ما راح نفترق راح نمشي مع بعض و ما أتوقع أحد يتجرأ علينا و إحنا مع بعض ..
بصراحة اقنعتني بكلامها مشيت معهم و أنا أسأل التوأم : بنات منهو بيان و منهو ليان ؟
قالت كل وحدة إسمها ودخلنا أول محل و تسوقنا تحت إشراف ريماس بما إنها أكبر وحدة فينا و كانت تعرف لأغراض الجامعة ..
تعودت على البنات كثير هاليوم هم كثير طيبين و أحس بالراحة معهم ، و أقدر أتعامل معهم بسهولة و بدون حساسية و مجاملة ..

شرينا أغراض كثير لين اكتفينا فقالت ليان : خلونا ناكل لنا شي أنا جوعانة ..
ريهام : حتى أنا ..
إستغربت من نفسي أنا جوعانة بس الفرارة في المول فتحت شهيتي ..
ريماس : خلاص خل أدق على فارس يستنانا في المقهى ..
إتفقت ريماس مع فارس على المقهى اللي نلتقي فيه ، رحنا له و جلسنا في الطاولة و فارس في الطاولة الثانية كان ياكل بهدوء لكن مبين عليه متململ ، أما إحنا ناكل و إحنا نسولف لين قالت بيان : ريهام راح تدخلين أي جامعة ؟
ريهام : جامعة [ .. ]..
ليان : حلو .. نفس جامعتنا و كمان ريماس ..
ريماس : ينفع نتقابل في الجامعة كذا ..
بيان : بس شو القسم اللي دخلتيه ؟
ريهام : دخلت قسم فنون ، نصحوني أهلي فيه دايمًا يقولون رسمي حلو ..
بيان : و أنا بعد هالقسم خلاص نقعد في الجامعة مع بعض ..
ريهام : إيه أكيد ..
اصلَا أنا ماني مصدقة بيان راح تكون معي في الجامعة ، أنا شخصيتي مو إجتماعية عكس بيان اللي مبين إنها إجتماعية كثير ..
ليان : أنا دخلت لغة إنجلزية ..
ريماس : حلو هالقسم أعرف بنات دخلوه أحيانًا يجيني فضول أشوف شو يدرسون ، مع إني ما أفهم لأغلب الكلمات لكن يعجبني ..
ليان : عشان كذا إخترته ، لأن احسه حلو و أنا أحب الإنجليزي و نفسي أبدع فيه و أتكلم بطلاقة..
ريماس : حلو هدفك أغلب اللي يدخلوا هاللقسم يدخلوه عشان يتفاخروا إنهم يعرفوا هاللغة..
ريهام : ريماس انتي في أي قسم ؟
ريماس : قسم المحاسبة ..
شفت بيان إتمد لي ورقة كانت تكتب فيها قبل شوي عطتني إياها و هي تقول : هذا رقمي عشان أكلمك و نتفق نلتقي في الجامعة ..
ريهام : و أنا بعطيش رقمي بعد ..
كتبت رقمي وعطيتها إياه ..
و شوي و جا لينا فارس و هو يقول : يلا خلونا نروح ..
مشينا كلنا من دون مناقشة و ركبنا السيارة و وصل كل وحدة فينا بيتها ..
رجعت البيت و أنا أحمل أكياسي ، و صعدت على طول لحجرتي حطيت الأغراض في جانب أخليهم اهناك أرتبهم بعدين أخذت الشنطة وفتحتها و أخذت الورقة اللي عطتني إياها بيان و أنا أتأملها و أتأمل رقمها ، شكثر يكون صعب أنك ما تعرف أهلك كويس ، يكون هناك ناس طيبين حوالينك لكن إنت ما تلتفت إلهم إلا بعد وقت طويل ، إبتسمت و أنا اتذكر شلون سألت ريماس عن قسمها بنت عمي و صايرة مثل الغريبة ، بس أنا لازم أستغل الفرصة و أعزز علاقتي معهم ، و نكون مثل الخوات ، راح أحاول أعيش بعد البندري و اعبي فراغها من دون ما أنساها ، راح أفتح صفحة جديدة مع الحياة ، و لازم تكون هالحياة سعيدة ..
رسمت إبتسامة صادقة على وجهي وخزنت رقم بيان في موبايلي تأملته شوي و بعدين تركته وبديت أرتب أغراضي و أنا أتأملهم و أتذكر كل موقف صار اليوم ، و أبني فيها صفحة جديدة مع نفسي ..

نهاية الفصل ..

 
 

 

عرض البوم صور H!LARY  
قديم 29-05-09, 02:47 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 145570
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: H!LARY عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
H!LARY غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : H!LARY المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


[ الفصل الرابع ]

.
.

أحس بالتعب .. تعب داخلي أكثر منه جسدي ، لمتى راح أظل أعيش هالحياة بهذي الطريقة ..!
أحس حياتي ما لها معنى أبدًا ، أنا ما أريد أغير أي شي في حياتي كل لأبيه إني أعيش ..
الكل يدري إني مو مثل ما الكل يتصور ، الكل يدري إني أتصنع اللامبالاة ، و إنها ما هي طبيعتي بس ما يدرون شو هي طبيعتي ..!
يمكن ما تعرفون منو أنا ..!
و شو هي قصتي ..!
أنتم تعرفوني بس ما تتذكروني مثل الكل ، أنا سديم بنت العمة نورة ..
أنا أتصنع اللامبالاة في كل شي لأن أحس حياتي إنتهت بطريقة غير عادلة لي ..
كيف ..؟ و من مين ..؟
اللي ظلمني هو زوجي .. إيه زوجي اللي المفروض أعيش بقية حياتي معاه ..
أنا تزوجت بعد ما خلصت المرحلة الثانوية ، كنت جميلة و جذابة فكثير من الخطاب خطبوني ، و بما إني مو مال دراسة تزوجت بأول واحد جاني من مستوانا يعني ولد عز و فلوس ..
فوافقت و كان يوم تعاستي يوم وافقت ، ما كنت أظن إن هالقرار راح أظل أندم عليه طول حياتي ..
طول ما عشت معه عشت ذل و هوان لكني حبيته رغم كل شي و رغم كل اللي سواه فيني ، لكن زيادة على ذله لي خاني بالسر و العلن و أكثر من مرة ، لكني صبرت عليه و صبرت على الكل اللي يجي منه ..
لكن لما مل مني طلقني و بكل سهولة و لا أتأسف و كأن العشرة اللي بيننا هانت عليه ، مع إنها كانت سنة وحدة لكن هالسنة شفت فيها الكثير ..

سمعت طق الباب ..!
استغربت محد يجيلي إلى غرفتي عادةً ؛ لأنهم يدرون إني ما بي أحد و أبي أنفرد بنفسي لكني قلت : من عند الباب ؟
..: أنا أحمد ..

استانست بصراحة إنه راح يقعد معي شوي حتى لو كنت أتظاهر بالعكس لكني أشتاق لهم ..
و ما أظن أحد يعرف أحمد و ما يشتاق له ..!

دخل الغرفة بهدوءه المعتاد الغير مناسب لسنه ، كان مبتسم إبتسامة من قلبه ما قدرت إلا إني أبادله الإبتسامة ، مع إني ما أبتسم إلا نادرًا ..
كنت جالسة فجا و جلس جنبي و قال : شلونج سديم ..؟
سديم : الحمد لله ، عايشة ..
أحمد : تدرين من زمان ما تكلمنا مع بعض كذا ..
سديم : ايه ، كنا منشغلين ..
ما علق على كلامي و قال : تدرين باقي ثلاث أيام ع الجامعة ..
سديم : ما يفرق عندي عرفت لو ما عرفت ..
تجاهل وقاحتي معاه و قال : بس أكيد هالمرة راح يفرق ..
سديم : مو مهم بس مجاملة بسأل ليه ؟
أحمد : يا سديم شو صار لج ؟ كل شي صار عندج مو مهم ..! إحنا أهلش يا سديم ، حسي على نفسج ، أهلش صاروا مو مهمين ، نسيتي نفسج و نسيتينا ما تدرين هالسنة شو بالنسبة لي ، مدام هالسنة مو مهمة معناها أنا مو مهم عندج ..

كلامه كان صحيح بنسبة 100 % ..
بس ما قدر أغير هالشي هاي الطريقة الوحيدة اللي أفرغ فيها اللي بداخلي ، و أبين لهم أني لسه حزينة ..
لكني خفت أن أحمد زعل مني ، و أنا ما أتحمل إنه يزعل مني ، فتعلقت فيه و قلت : احمد أعذرني .. مو قصدي كذا إنت فاهمني غلط .. أنا أسفة أنت و أمي و أبوي أهم شي في حياتي من لي غيركم ..!
أحمد : ألحين سألتي نفسش هالسؤال يا سديم لكن بعد أيش .. بعد ما صار مالج وجود تقريبًا في البيت ، ما نعرف شو فيش بعد ما نعزلتي عنا بعد ما صرتي مو مهمة في حياة الناس سألتي نفسش من لي غيركم ..!
ليش ما تخلين نفسش جزء من حياتنا مدام مالش غيرنا ..

كلامه كان له وقع كبير في نفسي .. تركني و طلع من الغرفة ، مع إنه مبين من كلامه العصبية لكنه ما غضب أو عصب كان يكلمني بهدوء كأنه ينصحني ..
طبيعة أحمد أبدًا ما تناسب سنه ، و لو أحد ما يعرفه راح يستغرب منه ..
فكرت في كلامه و مرة ثانية كان صحيح ..
إذا راحوا عني و تركوني من بيظل لي ..!
أنا لازم أعمل المستحيل عشان أرجع مكانتي و وجودي في البيت ، عشان لا يتركوني ..

طلعت من غرفتي و مشيت لغرفة أحمد و دخلتها ، كان الباب مفتوح .. شفته قاعد على سريره و شكله سرحان ..
جلست جنبه مثل ما عمل معي و قلت : شو راح يصير بعد ثلاثة أيام ؟ و ليش كنت تتكلم عن الجامعة ؟
دار وجهه لي و قال : أنا أتخرجت من الثانوية يا سديم .. كنت أتمنى أشوف فرحتش بنجاحي .. توقعت إنش راح ترجعين لنا بس لما ما شفت هالشي قلت يمكن إنت فرحانة لي بس ما تبينين .. و تعرفين أخباري بس طلعت شي مو مهم ..
سديم : لا تقول هيك أحمد .. مثل ما قلت من لي غيركم ممكن ما أسأل و أعرف لكني أهتم فيك ، بس إنت ما خبرتني شو راح يصير ..؟
أحمد : راح أدخل الجامعة ..
سديم : أكيد مدام إنك تخرجت راح تدخل الجامعة ، هذا شي طبيعي ..
أحمد : بس ما سألتي و ين الجامعة .. !
سديم : و ين يعني .. ! أكيد في السعودية هنا ..

طالعني بنظرات غريبة كأنه يشرح لي الموضوع ، لما فهمت قلت بهمس : لا .. لا تقول ..
تمسكت فيه و بدت دموعي تسيل : لا تروح .. لا تروح أحمد ..
و هو بدوره تمسك فيني ، لكن بدل ما يطمني و يهديني و يخفف علي قال : راح أروح سديم .. راح أروح ..

ما قدرت أتحمل هالصاعقة اللي نزلت علي مرة وحدة ..
قعدت أقلب الفكرة قي راسي ، أحسب الأمور ..
أحمد راح يسافر يتغرب ..!
راح يسافر و يتركنا و يعيش سنين برة ..!
ما راح أشوفه ما راح أشوفه ، أي شي إلا إني ما أشوف أحمد ..
رغم كل شي أحمد بث الحياة و السعادة على هالبيت ، رغم حزني الدائم كان أحمد يفرحني ، لما كنت أستمع لأحاديثه كنت أستانس و و أحس بفرحة كبيرة ما أحسها إلا لما أكون مع أحمد ..
أحين يروح و يتركني مع حياتي الكئيبة و اللي بتزيد كآبة من غيره ، هذا شي ما أقدر أستحمله ..
بس لما وصلت لنقطة ما قدرت أمنع نفسي ما أقول : كيف قبلوك ..؟
تباعد عني أحمد شوي و هو يقول : شلون كيف قبلوني ..؟ مثل ما قبلوا أي واحد ثاني ..
سديم : بس حالتك ما تسمح لك ..
ابتسم أحمد بستهزاء و قال : شلون ما يقبلوني و أنا الأول على دفعتي ، عملت كل جهدي عشان ما يكون لهم سبب واحد يرفضوني عشانه ..
صرخت بوجهه : بس ما تقدر تسافر لحالك ..
قال بهدوء و برود : راح أسافر سدم تقبلي هالشي ، تبين تهربين من الواقع مثل المرة الأولى لما طلقش سعود أهربي .. لكن شي واحد ما راح يتغير و أنا كنت ناوي أودعش و أعطيش خبر بس و طيارتي بكرة الظهر ..

طلع من الغرفة و سكر الباب و تركني و أنا أشهق و أبكي بقوة رماني بالجرح ..
شلون .. شلون يقبلونه ..! أنا لازم أمنعه من إنه يسافر ، مستحيل أخليه يسافر ..

أحمد حكايته طويلة و أطول من حكايتي أمي لما جابتني ولدتني بعملية قيصرية و هالعملية أثرت عليها و صار الحمل عندها صعب و احتماله شبه معدوم من بعدي ..
فكنت أنا أساليهم و أخفف عنهم بوجودي و كان أمي و أبوي دائمًا يحمدوا ربهم إن رزقهم بي ، لكن طيف الطفل الجديد أبدًا ما غاب عن بالهم و حاولوا يعالجوا أمي لكنهم فقدوا الأمل ، لكن بعد أربع سنين أمي حملت و تمسكت بهالحمل ، حتي بعد تحذيرات الدكاترة إنه خطر على حياتها و زعل أبوي منها بسبب كلام الدكاترة عن إنها إذا حاولت تحتفظ بهالحمل كأنها قاعدة تنتحر ..
لكنها تمسكت بالحمل رغم التعب اللي كانت تحس به ، و ما بغت تسقطه بعد ما كانت فرصة الحمل مرة ثانية معدومة من بعدي ..
لين ولدته و ذاك اليوم الفرحة مو سايعتها و احنا كنا مثلها ..
لين كبر أحمد و أكتشفوا إنه مصاب بالصـــــــــرع ..!
كانت نوبات الصرع من النوع الجــــــــــزئي المعقـــــــــــــــــد ..!
و في البداية كان أحمد دايم يزور المستشفى ، لكن بعدين إكتفى بالأدوية اللي كانت تحد من النوبات لكنها ما كانت تقدر تمنعها في بعض الأحيان أو إنه ينسى يتناول الدوا فكانت تجيه ..
عرفتوا ليش ما أبي أحمد يسافر ..!
هذا السبب الأول و سبب الثاني رغبة في داخلي إني أبي أحمد يظل معي ، أنا أحب احمد كثير و كان هو الوحيد اللي يقدر يسعدني لما أكون حزينة ، فما أريد أفارقه .. أي أحد يعرف أحمد ما راح يريد يفارقه فما بالكم بي ..
أحمد رغم سنه عقله كبير أحس أحيانًا إنه أعقل مني و أعقل من شباب كثير يكبروه بأعوام ..
الحياة علمته الكثير ..
أيام كثيرة قضاها يعاني من نوبة من نوبات الصرع لكنه بعد هالشي صارت شخصيته هادية عاقلة ذكية كثير ما يستخدم عقله و خصوصًا في الدراسة صارت شي يقدر يثبت فيه نفسه و أن الطلاب السليمين ما هم أفضل منه ..
لكن بالنسبة لنا أحمد ما كان يحتاج يثبت نفسه لأن شخصيته كانت تفرض نفسها بنفسها ، رغم إنه مو إجتماعي لذيك الدرجة لكنه كان عنده أوصاف تخلي الناس تحترمه أو تحبه ..
أحمد كان من النوع اللي إذا كلمته مرة وحدة أو صار لك موقف معاه مستحيل تنساه ..
و لأحمد ملامح حلوة تشدك غصب تتأمل في وجهه ، و صوته عذب و كلامه عذب يدخل على قلبك من دون ما يستأذن ..
قاعدة أوصف أحمد و جروحي تزيد أحاول أهون فراقه لكن هذا شي فوق استطاعتي ..
أنا لازم أمنعه من إنه يسافر لازم أمنعه ..

ركضت لحجرتي و أخذت الموبايل و اتصلت في أبوي أكيد إنه في العمل ..
ما أن رد حتى قلت بصياح : يبه ..
أبوي ماجد : سديم ..! شفيك ..؟ شو صار ..؟

كان واضح إنه مستغرب إني أكلمه و مستغرب صوتي اللي واضح فيه إني أصيح ..
سديم : يبه أحمد يبي يسافر .. يبه لا تخليه يسافر ، لا تسمح له ..
ماجد : حبيبتي .. ليه ما تبينه يسافر ..؟ هو مو رايح يلعب رايح حق مستقبله ..
سديم قلت بصياح أكثر : بس أنا ما بيه يروح يبه .. ما بيه يروح ..
ماجد : طيب ليه ما تبينه يروح ..؟
سديم و هي تشهق : ما بيه يروح و بس ..
ماجد : حبيبتي ما في شي من غير سبب ..
سكت شوي و بعدين قال : سديم إنت لحالك ، ما في أحد يمك ..

عرفت إنه أبوي ما راح يفيدني ، فسكرت الموبايل من دون ما أرد ..
نزلت تحت و لقيت أمي في المطبخ ، بس لما فكرت فيها شفت إنه ما راح ينفع مدام ابوي موافق أمي ما بيدها شي ..
لمنو أروح ألحين ..!
مدام أبوي و أمي موافقين ، شلون أتصرف عشان أحمد ما يسافر .. !
خطرت لي فكرة خطيرة لو يدرون عني راح يزعلون مني ، لكن أنا لازم أتصرف ، مستحيل أترك أحمد يسافر ..
مثل ما قلت يا أحمد من لي غيركم ..!
و مثل ما نصحتني راح أتمسك فيكم مثل ما تريد و هالمرة ما راح أهرب من الواقع راح أتصرف و أخليك ما تسافر ..

أحمد ماجد (( ولد العمة نورة )) [ ... ] 19 سنة
أبو أحمد (( ماجد )) [ ... ] 46 سنة
.
.

اليوم أنا ماخذ إجازة مثل معظم الموظفين في هذا الوقت من السنة ، بس في ناس لسه يشتغلون مثلًا اليوم أبوي مداوم عكسي أنا اللي أفضل أداوم لما تبدا الجامعة أي بعد ثلاثة أيام ..
بس ما أظن أظل مع خواتي طول الوقت أكيد راح تنزعج مرة أبوي مني ..

ما كان محتاج أصلي الفجر لأني صليتها في وقتها فعلى الفور تسبحت و لبست ملابسي و طلعت من الغرفة و دخلت غرفة ما في أحد يدخلها غيري و و غير الخدامة ( الخدامة من الخدم ، إحنا نسميها كذا ) ..
طقيت الباب مع إني أدري إنها ما راح ترد كالعادة لكني أفضل إني أعلمها بدخولي ..
فتحت الباب و دخلت ، شفتها جالسة على الأرض و ضامة يدينها و رجلينها إلى صدرها و شكلها سراحانة و هي دائمًا تكون سرحانة ..
رحت لها و بست راسها و قلت : صباح الخير يمه ..
ما انتظرت منها رد ، و جلست جنبها على الأرضية الباردة ، قعدت اتأملها .. مسكينة أمي .. صدقوني أقولكم أمي مسكينة ، من يتوقع لأحد هالحياة ..!
عايشة بس محد يسأل عنها لو أنا ما امر عليها كل يوم كان ظلت وحدها و ما في أحد يهتم فيها هالحياة ما أتمناها لا لعدو و لا لصديق ، فما بالكم بأمي جنتي و ناري ..!

قعدت أتأملها أحاول أسوي أي شي لها أحسسها بإهتمامي لكنها حتى ما التفتت لي ظلت تناظر للأمام كأنها سرحانة .. شلون راح تعيشي هيك يمه بس أنا ما أقدر أعملها شي ، كل الدكاترة أكدوا إن ما في علاج راح يشفيها و لو أظل أسافر فيها لأخر الأرض ..
أمي الله يسلمكم لما كان عمري أربع سنين أصابتها صدمة لما جدي و جدتي أصابهم حادث سيارة و ماتوا، و هي ما لها أحد غيرهم لا أخوان و لا أخوات ، فصارت هاذي حالتها من ذاك الوقت و أبوي ما قدر يستحمل فبعد سنة تزوج أم بيان و ليان و غلا ..
فجابت له ذيك عيال أما هاذي ظلت لحالها في حجرتها محد يهتم فيها ..
جلست شوي مع أمي بعدين طلعت من الغرفة ..
رحت على طول لغرفة بيان لأني أدري إنها ما بتمانع أقعدها في مثل هالوقت ..
طقيت الباب بس محد رد أكيد نايمة ، فتحته بشويش و شفتها نايمة فدخلت و سكرت الباب و تقربت من بيان و ربت عليها أقعدها سمعت منها همهمة غير مفهومة و لما ما شفتها قعدت هزيتها بقوة أكبر نطت من مكانها و هي تصرخ : نعم ، شو صار ..؟
قلت لها بهدوء : هذا أنا الوليد ..
بيان و هي تتنهد : إيه الوليد خوفتني ..
الوليد : أسف ما كان قصدي ..
بيان : اووه ما عليه تغيير جو الوليد يقعدني من النوم أحسن من دفاشة غلا ..
الوليد : أحين غلا دفشة ، و أنا شو اللي سويته ..؟
بيان : إنت تعتبر أبو الرقة و النعومة جنب غلا ، هاي تقعد تنطط على السرير و تصرخ ، و ما خفي كان أعظم ..
الوليد : ألحين أنا صرت أبو الرقة و النعومة ، المرة الجاية راح أجيب لج غلا الدفشة تقعدش عشان لا تقولين عني هالكلام مرة ثانية ..
بيان : لا لا الوليد أنا قصدي بالنسبة لتصرفات غلا مو شي ثاني ، و بعد أنا ما ني مصدقة إنك جيت قعدت معي في حجرتي تقول تجيب لي غلا ..

اسعدني كلامها الصراحة مع إنه كان بسيط فقلت : إنت بس قولي و أنا أجي لش على طول ..
تنهدت بيان و قالت : شان زين ..
سكت ما قلت شي أما هي قالت بعد فترة : الوليد ممكن أسألك سؤال بس ما تنزعج مني ..
الوليد : إيه أكيد ..
بيان : إنت ما تنزعج من أمي أعني إنها ما تحبك أو أقول في الأساس هي مو متقبلتك ، صحيح إنها ما تعمل شي لك بس هذا في نفس الوقت شيء يضايق ..
الوليد : لا ، لأن ..
قاطعتني : بس الوليد هذا ما كان يوم واحد بس أنت كبرت لحالك و أمي ما ربتك أو عطتك الحنان اللي تحتاجه ، و أمك ..
سكتت شوي بعدين قالت : إنت أدرى بحالها .. أما أبوي منشغل بشغله و ما يدري كيف عايشين ..
قلت لها و أنا متجاهل تعليقها عن أمي : مثل ما قلتِ هذا مو يوم أنا عشت عمري كله بهالطريقة و تعودت ع هالحال و ما تفرق معي ، و بصراحة أنا أمك ما أكرهها أحسها إنسانة طيبة بس خايفة مني و خايفة إني أخليكم تكرهوها ..
بيان : اسفة الوليد مو قصدي أزعجك بس هذا الموضوع دائمًا يتردد في بالي مع إنك أخوي و عايش معنا إلا إني عمري ما تجرأت أسألك هالسؤال ..
الوليد : ليش يعني ..؟
بيان : الوليد إذا إنت ما تحكي معنا في مثل هالأمور شلون تبغانا نسألك .. ؟ شلون ..؟
الوليد : أدري يا بيان أدري بس إن بعدك صغيرة تحتاجين أحد تشكين له أما أنا أكبر منك و ..
قاطعتني و هي تصرخ : بس انا عندي امي أما إنت أمك ..

سكتت بيان فجأة ، أما أنا خطرت في عقلي آلاف الكلمات اللي كان ممكن تقولها لولا ما مسكت نفسها ..
قلت لها بهدوء مخيف و الشرار يتطاير من عيني : مهما يكون يا بيان هذي أمي و ما أسمحلك تهينينها ، حتى لو تكون مجنونة أو مختلة فهي تظل أمي يا بيان و أنا سمحت لكم تتجاهلونها عشان تاخذ راحتها و لأن هي تبغى كذا لكن إنها تنهان أنا ما أسمح لكم ..

طلعت من الغرفة ، و صفقت الباب وراي و طلعت من البيت بأسرع ما يمكن ..
دون ما أهتم لبيان المصدومة المتأكد أنها تبكي نادمة و حزينة ..

أم الوليد (( هناء )) [ ... ] 44 سنة
.
.

 
 

 

عرض البوم صور H!LARY  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسلوب مميز، مليئة بالمشاعر ، قوية ، مثيرة، أفكار مميزة ، من أجمل الروايات ،, منتديات ليلاس, قلوب ضائعة تجري في ساحة الغدر الطويل, قصص من وحي قلم الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:53 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية