كاتب الموضوع :
اديم الليل
المنتدى :
الارشيف
الفصـل الثــامن عشـــر
( الجزء الاول )
_________________
ظلت ندى تناظر من حولها على امل تتعرف على شي من المناظر اللي حولها
اوحتى تشوف اي شي يحسسها بالامان ...
الا ان كل اللي حولها كان غريب عليها وبنفس الوقت يأكد لها انها بمكان بعيد
ومافيه امل انه يخطر على بال ابوها اللي اكيد بيلاحظ غيابها ..
جلست على جانب الطريق بيأس وافكارها تتلاحق بذهنها وتجول في بالها تصورات
مرعبه عن اللي ممكن يصير لها لو ظلت لحالها بهذا المكان ..
جا في بالها انو اكيد في احد بيمر بالشارع وممكن يساعدها الا ان هذي الفكره
سرعان مااختفت من عقلها لما فكرت انها ماتقدر تثق بشخص غريب
ماتضمن نوايه ...
امتلت عيونها بالدموع اللي سرعان ما بللت وجنتينها ...
ظلت دموعها تتسابق على وجنتينها بدون توقف كأنها كانت محبوسه من فتره طويله
واطلق سراحها فجأه ...
مضت الساعه الاولى بدون ماتمر ولاسياره من المكان اللي كانت ندى جالسه فيه
في حين كانت ندى غارقه بـ دموعها ...
بعد مرور الساعه الثانيه بدت تحس ان الامل اللي كانت متمسكه فيه يتلاشى
فكرت في ابوها وتذكرت اخر حوار دار بينهم في الليله اللي فاتت ..
كانوا وقتها جالسين بغرفة الجلوس بجناحهم ...
ابو مشاري : ندى حبيبتي ..
ندى التفتت له وهي تبتسم : هلا بابا
ابو مشاري ناظر فيها للحظات بدون مايقول شي بعدها قال بنبره هاديه :
بدر كلمني يبي ملكتكم اول مانرجع للسعوديه ..
ندى بـ ارتباك : بس بابا مايمدي ماجهزت ولاشي و ااا ...
احتارت وهي تفكر بعذر ثاني تقوله ومالقت ..
ابو مشاري : تقدرين تخلين الحفله بيوم ثاني وتجهزين لها مثل ماتحبين ..
ندى هزت راسها بموافقه ..
ابو مشاري بنبره حانيه وهو يحط يده على المكان الخالي القريب منه على الصوفا :
ندى حبيبتي تعالي اجلسي بجمبي ..
وقفت ندى وتقدمت للصوفا اللي كان ابوها جالس عليها وجلست بجمبه بصمت ..
احاط ابوها كتفينها بذراعه وضمها له بحنان ..
وبعد مرور لحظات من الصمت قالها بنبره متردده استغربتها على ابوها الحازم اللي دايم
تتضح الثقه بنبراته ..
ابو مشاري : ندى لما انفصلنا انا وامك كنت عارف ان اكثر شخص بيتأثر من الانفصال
هو انتي ..
ناظرت فيه ندى بذهول ... خصوصا انه ابد ماتكلم
اوحتى لمح للموضوع من يوم انفصلوا هو وامها بالعكس
اعتبر انو الموضوع اتقفل من يوم ماطلعت امها من بيتهم وماذكرها ابد
طول السنين اللي فاتت ..
كمل ابوها وهو يناظر بتمعن بملامحها : ماانكر ان مشاري هو بعد تأثر بس مشاري
كان وقتها اكبر وقادر يتحمل الانفصال اكثر منك ...
لانك كنتي صغيره وقتها..
بس اللي كان مريحيني هو تعلقه الكبير فيك وتعلقك انتي فيه ... كنت عارف ان مشاري
ماراح يتركك تعانين ..
كمل بنبره يتخللها الشعور بالذنب : وبيكون معك في كل مره انشغل فيها ومااكون قريب
منكم ..
ندى وهي تقاطعه : بابا ..
ابو مشاري وهو يناظر فيها بتركيز : كل اللي ابي اقوله لك ياندى .. لا تخلين انفصالنا
انا وامك يأثر على حياتك وقرارتك ...
ندى بـ ارتباك : بابا ليه تقول كذا !!
ابو مشاري وهو يناظرها بنفس التركيز : لاني لين وقت قريب كنت اظن انك
متقبله انفصالنا انا وامك وماتركتيه يأثر على حياتك
لين اكتشفت اني كنت غلطان ...
ناظرت فيه بصمت وماقدرت ترد بـ اي كلمه ..
ابو مشاري : فكري مره ثانيه بقرارتك يابنتي اختاري اللي يناسبك انتي
بدون ماتحملين نفسك غلطات غيرك ...
نزلت ندى عيونها بصمت وهي تحاول تسيطر على دموعها
اللي تملا عيونها ...
ضمها ابوها وباس جبينها بحنان ...
صحت ندى من ذكرياتها وهي تفكر بحزن اذا كانت بتنعم بحضن ابوها الدافي مره ثانيه
ولا امس كانت المره الاخيره اللي تحس فيها بدفاه ..
تذكرت بحزن ابتسامة مشاري اخوها اللي ودعها فيها قبل ماتروح ...
مشاري كان دايم يعني لها شي كبير ...
اكبر من كل معاني الاخوه ..
نزلت دموعها من جديد وهي تفكر ان في احتمال انها ماتشوفه مره ثانيه ...
ماتدري كيف تحولت ذكرياتها لشخص ثاني خافت انها
ماتشوفه مره ثانيه ..
وسيطر الحزن على قلبها وهي تفكر انو عيونها ماراح تشوف ملامحه اللي
تأسرها مره ثانيه ...
ولاراح تلتقي بعيونه اللي تتوه فيها في كل مره تلتقي نظراتهم ...
بكت اكثر وهي تفكر
انها بتفارقه وهي حتى مااعترفت لنفسها وش كثر تحبه
شهقت بحزن ودموعها تتزايد ...
اخيرا قدرت تعترف لنفسها انها تحبه ..
الا انها سرعان ماارتسمت على شفاها ابتسامة ساخره ..
لانها كانت عارفه من زمان انها تحبه وكانت تنكر بشده
تذكرت لما فتحت عيونها وشافته اول مره ..
تساءلت بدهشه كيف مااكتشفت انها حبته من المره الاولى اللي شافته فيها ..
ابتسمت وهي تقول لنفسها انها حبته حتى من قبل لاتشوفه حبته من كلام حلا اخته
عنه لقت نفسها تنجذب له بدون شعور وتعجب اكثر بشخصيته الفريده
اللي استنتجتها من كلام اخته عنه ...
تنهدت بعمق وهي تحس بـ ارتياح غريب وكأن الضياع اللي كانت تحسه بداخلها
واللي حسته يفوق الضياع اللي تعانيه .. انتهى ..
وقفت وقررت تمشي بنفس الطريق اللي شافت التكسي يرجع منه
وهي تدعي الله بتوسل ينجيها من اللي هي فيه ...
________________________
في مكان ثاني
وتحديدا عند طلال
اللي ظل يتمشى بالشوارع بشرود بعد ماطلع من الفندق
كانت كل افكاره تدور حول ندى ..
رفع راسه يناظر حوله وتفاجأ انه واقف قبال الفندق ..
تنهد بعمق وهو يتذكر النظره اللي ناظرته فيها لما تكلم معها ... كان عارف
انه قسى عليها باللي قاله ...
بس ماكان بيده خيار ثاني يخليها تعترف بمشاعرها اللي تنكرها ...
ناظر بوابة الفندق الواسعه والاشخاص اللي يطلعون منها والسؤال
الوحيد اللي يدور بعقله لو طلعت ندى منها الحين وشافها كيف راح يكون تصرفها ..!!
الا ان اللي لفت نظره هو ابو ندى وهو يطلع من البوابه والقلق مرتسم على
ملامحه وهو يتكلم مع حارس الامن بتوتر ...
ظل واقف للحظات يناظر بالموقف وهو مستغرب علامات التوتر اللي تتزايد
على وجه ابو ندى ..
قرب وسلم على ابو ندى اللي سلم عليه وملامح الشرود والقلق مسيطره على وجهه...
سأله طلال بلباقه عن سبب توتره ..
الا انه انصدم برد ابو مشاري اللي صعقه وماتوقعه ابد ..
ابو مشاري بقلق : ندى بنتي ياطلال مدري وينها فيه مختفيه صار لها ثلاث ساعات ..
طلال وهو يحاول يتحكم بنبرة صوته : يمكن تكون طالعه وبترجع قريب
ابو مشاري والقلق للحين يسيطر على نبرة صوته : ماهيب عادة ندى تطلع بدون ماتعطيني
خبر وغير كذا اليوم الصباح كانت قايله لي انها راح تنزل تفطر وترجع
تنتظرني بالجناح لانها حابه تطلع معي وماتبي تطلع لحالها ..
طلال والقلق بدا يسيطر عليه تذكر ان اخر مره شافها فيها كانت قبل ثلاث
ساعات مثل ماقال ابوها ...
ابو مشاري : سألت عنها بالمطعم وقالوا انهم ماشافوها ابد والحين لما سألت الحارس اذا كان
شافها وهي تطلع قال انه ماشافها ابد ...
رجع طلال يسأل الحارس اللي اكد انه ماشافها ابد وبعدها قال انه يمكن تكون
طلعت قبل لايبدا هو دوامه وشافها الحارس اللي كان موجود قبله ...
طلال حس انه بينجن وهو يفكر انه ممكن يصير لها
شي وهم للحين مو عارفين وينها فيه ...
________________________
|