لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (7) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-05-09, 05:56 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شعرت فنّي بأنظار معظم الموجودين في غرفة الياسمين وسمعتهم وهم يتهامسون وهي خارجة من غرفة إيداع الثياب ، خاصة عندما سطعت الأنوار على ثوبها الأزرق وعقد اللؤلؤ. يعرف نزلاء الفندق أنهما في شهر العسل ويعرفون ايضا ان هراكليون من كبار رجال الأعمال اليونانيين ، ولكن بدل ان يكون ذاك الثري بدينا فانه نحيل وقاسي النظرات ، لا يتعاطى المشروبات او يتخم نفسه بالأكل ، ومما زاد في بروزهيئته ولون بشرته البرونزي مثل جميع الاسبارطه لون شعر فنّي الأشقر ولون بشرتها الناصعة .




وفيما هما يتقدمان نحو مقصورتهما أسرع وامسك بيدها وأجلسها إلى المائدة وقال:

(( دعينا نرضي فضولهم ، لماذا لا تبتسمين في وجه عريسك لنظهر لهم إننا سعيدان؟. ))




(( ماهي ضرورة قسوتك؟. ))



(( افهمي يا عزيزتي انه يجب ان انتفع من هذا الزواج إلى أقصى حد ))




وبنظرة ساخرة وجهها إليها رفع يدها إلى فمه وطبع عليها قبلة ، وكان وهو يقوم بذلك يشد على يدها حتى آلمها . برق خاتمها الزمرّدي عندما اخذ يدها وتركها. وقال:

(( انت مزيفه من الرأس إلى القدم وأنا الرجل الفخوربامتلاكك .))



(( لم تجبر نفسك على الافتخار بي ؟ اتركني فاذهب عنك ))



(( لم يحنالوقت بعد . سيكون ذلك متى عوّضت عليّ . انا يوناني ولا يقبل منطقي صفقة ان لم تكن كاملة . وانت تعرفين كل شروط هذه الصفقه التي وضحتها لك بكل بساطه . ))



(( هل حقيقة تعتبر امرأة تكرهها جديرة بان تكون أمّا لاولادك؟ .))



نظرت إليه بكبرياء واعتزازثم أضافت:



(( انا عالمة بما تفكر فيّ . ))



(( إذن ستكون حياتنا خالية من الشكوك ياسيدتي، إذ إننا لم نتزوج عن حب أعمى كغيرنا من الناس ، ولذا فإننا لن نكون ضحايا للأوهام . ))



جعلها بنظراته تتوقع المزيد من العذاب . فعليها مثلا ان تطيع اوامرة وان تعي تماما انه كلما لسعها بكلامه اللاذع فانه يزداد رضـى . العدالة الاجتماعية في جانبه ، ولكنها عدالة صارمة . ونظرا لتوتر أعصابها كانت وهي تفكر بهذا تنظر إليه تحاول ان تمزق المحرمة التي كانت في يدها دون ان تعي ذلك . وحسبت ألف حساب لكرهه لها حتى وهو بجانبها في الفراش وتصورت نفسها ملقاة خارج بيته كقطعة أثاث حلما تنجب طفلا يحتفظ به هو .



(( ابتسمي وأزيلي عن وجهك نظرة الوجوم والحزن هذه عن وجهك ، فان الحاضرين ينظرون إلينا . ))



قالت وهي تبتلع ريقها من الغصة :

(( انا قلقة بشان عمي . يجب ان يعلم مكان وجودي . ))



(( انه يعرف . فليرتاح بالك من هذه الناحية . فقد اتصلت به منذ ساعة وأخبرته ان ابنته في نيويورك وان ابنة اخيه معي )).



(( أوه ؟ماذا قال ؟ هل قلت له ان........؟ . ))



(( نعم يا عزيزتي . وبدا من صوته انه فقد اعصابه . ))



كانت ضحكة ليون وهو يقول ذلك قصيرة وكلها سخرية .



(( انت.... انت اطلعته على كل شي ؟ . ))




لم تشعر فنّي ان أظافرها اخترقت المحرمه وتابعت تقول:



((من المؤكد انه تفاجأ بالخبر . ))



(( لا بل فقد صوابه إذا صح التعبير . ))



(( هل غضب؟ . ))

(( هل يهم ذلك ؟ لم تعودي الان المقيمة المتواضعة في بيت أقربائك . فامامك مجال لان تكوني سيدة على جزيرة زوجك . هذا ما أردته وهذا ما حصلت عليه . إذن يجب ان تبتهجي رغم إنني اعرف ان دفع هذه المنافع لن يروق لك ، ولكني مصمم على ان احصل منك على هذا الثمن كاملا بغض النظر عن مشاعرك . ))




توقف عن الكلام وكانت نظرته متحجرة ثم قال:



(( ولكن مشاعرك لاتهمني كثيرا ولا قليلا ))



(( شكرا على هذه الصراحة . ))




(( يجب على ان يكون احدنا صريحا لأنني لا اثق بصحة اعمالك . وينطبق عليك المثل القائل..



{ ان ماء الجدول الهادئ يجري أسرع من ماء الشلال }



وانظرإليك كمن ينظر إلى لوحة ويتساءل عما تمثل هذه اللوحه . ))



أتى الخادم واخذ يبحث مع هراكليون في تفاصيل بعض أنواع الطعام ، بينما أشغلت فنّي نفسها بمطالعة لائحة الطعام دون ان تفضّل نوعا على آخر من الطعام لعدم قابليتها للأكل ، وكلما ركزت نظرها على أسماء الأطباق الفاخرة كلما تقززت منها.



(( هل وقع اختيارك على طبق؟))



(( لا ارغب كثيرا في الاطعمه الدخيلة . سأتناول الان قليلا من البطيخ الأصفر كبداية ، ثم قطعة او قطعتين من ضلع العجل مع بطاطس وفاصوليا ))



والتفت إلى الخادم وقال له :

(( الشي ذاته لي انا ايضا ، غير إني أريد جبنه بدل البطيخ )) .



(( حسنا يا سيدي ))



جمع الخادم لوائح الطعام وذهب وهو يستغرب كيف أن عروسين في شهر العسل يطلبان عشاء بهذه البساطه ، وخاص وان العريس مشهور بماله الوفير.



ابتسم هراكليون ابتسامته الساخره المعروفه وقال:

(( ربما تسال الخادم ما إذا كنا نتغذى بالحب فقط . ومن سخرية الأقدار أن يتصور هولاء الناس اللذين يلاحقوننا بنظرهم أن هذا اليوم اسعد أيام حياتنا وان العالم سيحسدناعلية)).



(( ماذا سيكون ردة فعل أخويك؟)) .



أرادت فنّي أن تعرف ، وتذكرت زونار ودمتري بوجهيهما البرونزيين الجذابين . هذان الأخوان توأمان ويصغران هراكليون بأربع سنوات . دمتري متزوج وأمراته في اليونان ، أما زونار فقد ترّمل عندما فقد زوجته بعد سنة واحده من زواجهما كما أخبرتها ابنة عمها . وتعرف فنّي أن الاخوه الثلاثه متحابون ومتماسكون وتخشى آن يتوتر الجو بينهم عندما يقدم هراكليون زوجته لهم ، ويفاجئهما بفنّي وليس ببينلا عندما يصلان إلى جزيرة بتالدوس غدا؛ جزيرة الفراشات.... وأحست وهي جالسة مع زوجها هراكليون كأن بعضا من تلك الفراشات كانت تطير في معدتها.



(( ستهزهما المفاجأة بلا شك . كان كلاهما معجبين ببينلا ، ولذا يجب أن تعلمي من الآن إنهما لن يعاملاك بالالفه والصداقة كما يجب وعليك أن تجعليهما يعتقدان انك تحبينني حباً جنونياً فيريا لماذا لم اقذف بك من النافذة عندما أخذتِ محل بينلا . هكذا سيرتاحان بالاً لان معتقداتهما اليونانية راسخة بهما، وهو إن النساء يجب أن يضحين بأنفسهن . وأما انا من جهتي فلا أريد أن اعلمهما بأنك رميت بنفسك في عرين الأسد لأنك وجدت فيه عظمةً سمينه على شكل زوج ثري بإمكانه ان ينتشلك من حياة بسيطة وعاديه ، ومن غرفة نوم منعزلة عند عائلة أقربائك))



أجابته فنّي بحدة:

(( اعتقد بأنك تصاب في صميم كبريائك إذا استغلتك امرأة .))



(( ان ذلك يغضبني . ))

شد على شفتيه من الغيض وكانت نظراته سهاماً تطعنها في كل مكان .



(( ستقومين بكل ما سأقوله لك فيما يتعلق باخويّ لأنهما اقرب إلى قلبي من أي امرأة في العالم . فقد اعتنيت بهما وهما طفلان بعد مقتل والديّ في غارة . كنت ابحث عن الطعام لهما حتى في جذور اللفت النتنه كي لا يموتا جوعا، وعندما كبرا تمكنت من توفير العلم اللازم لهما وهو ما لم احصّله لذاتي . ستجيدينهما ألطف خلقاً مني ياسيدتي ، وستجيدين ان لهما طباعاً مصقوله ولكنهما سيهاجمانك كأشبال الأسود إذا اكتشفا حقيقتك . هل تحذيري هذا لك كافِِ؟. ))



كانت فنّي تنظر إليه في تلك اللحظة اتضحت لها حيويته وغطرسته والقوة الكامنة فيه ، تلك القوة التي أوجدت له ولاخويه منزلة مرموقه تحت الشمس . تصورت انه كان يعمل ليل نهار كالجبابرة قبل ان يتوصل إلى هذا المركز، وهذا ماجعلها تشعر بان عظامها تذوب كلما لمسها بيديه الخشنتين، وبأن قلبها يكاد يخرج من صدرها.



(( لا أريد ان ادعي أي شي لنفسي . أريد ان أقول فقط وبدون أي خوف او كبت إني حللت محل بينلا لأني أحببتك حد الجنون .))



وجدت نفسها تتساءل عن ماهية الحب وكيف او لماذا يغزو القلب فجأة . في احدى اللحظات كان هراكليون سبياً من نصيب بينلا وفي لحظة أخرى انفتح قلبها هي ودخلهُ هراكليون وكانت هذهِ اللحظة لحظة شعور بإحساس غريب غامض ورهيب...... ادخل في قلبها عذاباً بدل السلام وألماً بدل الهدوء الرومانسي الذي يتغنى به الشعراء . كانت تفترض ان الحب جنون ولكنه عذب إذا ماتبادله اثنان .



(( كلي هنيئاً واشربي مريئاً لأنك ستدفعين هذا المساء رسم عبورالجسر الذي أدخلك حياتي .))



ارتجفت يداها عندما تساءلت عن موقفه لو كانت بينلا معه الآن . هل تبتسم عيناه الذهبيتان ؟ أم انه يحتفظ بالموقف نفسه بحضرة النساء؟ أجابته بكلمتين يونانيتين لتبين له معرفتها ببضع كلمات تعلمتها أثناء رحلتها إلى جزيرة كريت في السنة الماضية ، قبل ان تعرّف بينلا هراكليون على أفراد عائلتها.



(( هل عنيتِ هذا الطعام بكلمتيك اليونانيتين أم جسمك وسحرك؟. ))



توردت وجنتاها وارتجفت فقلبت قدح الماء على الطاولة زاد ذلك من ارتباكها وقالت وهي تتلعثم :

(( أنت... انك تسد الطرق ولا تسهل علي القيام بدور الزوجه المحبه))



(( قناع الحب غير ضروري ونحن وحدنا . هل تعرفين ان التمثيل المقنّع اختراع يوناني أنهم يعتقدون ان الجنس البشري من الرمز جانوس ذي الوجهين ولا يعرفون أيهما هو الوجه الحقيقي. ))



(( هذه فلسفة غريبة تعني انه لا يوجد طاهرون وان العالم مكوّن من مخلوقات تمثل ادواراً فقط .))



(( كلما تقدمنا في الحضارة كلما قللنا من الكشف عن أنفسنا، لا عن الجسم بل عن النفس . خذي شخصك مثلا . لكي عينان يشبه لونهما لون الدخان وأي شيء قد يختفي خلفه . وأنا أشبه زوجاً في مسرحية وقد أواجه خطر التسمم على يد زوجتي مسالينا وهي والدة اوكتافيوس وزوجة الإمبراطوركلاودوس التي حُكم عليها بالموت بتهمة أخلاقية .))



وضع الشوكه والسكين على الطاوله وطلب منها ان تمد يدها اليسرى . امسك بالخاتم الزمردي الذي بإصبعها وأداره، فاصبح حجر الزمرد داخل اليد والجزء الذهبي على قفا اليد . وأشار إلى تجويفه صغيرة في الذهب لها غطاء.



وقال:



(( يوضع مسحوق السُم في هذه التجويفه ويصب في قهوة المحب العاشق او في شرابه للتخلص منه. طريقه بارعه . أليس كذلك؟ .))



حملقت فنّي بالخاتم الذي في جماله شيئا غامضا رهيباً.

(( هل كانت بينلا تعرف شيئاً عن هذا؟. ))

سألته وهي مندهشه كيف لم تخبرها ابنة عمها عن هذا التفصيل المثير ولماذا يقدم أي رجل خاتم كهذا لخطيبته؟



(( كلا . بينلا لا تعرف شيئاً . طلبت مني خاتم من الزمرد وأشتريته وأنا في فلورنسا حيث كنت في مهمة تجاريه منذ سنتين . الحجر من أروع ما يكون ولم أرى ضرورةًَ ان اطُلع بينلا أنها تلبس خاتماً تاريخياً كان يخص لوكريس برجوا)).



حبست فنّي أنفاسها......آه من آل برجوا، تلك العائلة العظيمة الشائكة التي كرست نفسها للغش والموت الغامض . وبحركة سريعه أطبق ليون غطاء التجويفه وأدارالخاتم إلى وضعه الطبيعي وكان يبتسم ابتسامته اللعينه



(( من الأصول ان تحملي الخاتم على إصبعك ، ولكن تدوخني جرأتك يا سارقتي الحلوه على لبس خاتم بينلا .))



لم تهتم فنّي بكلامه الساخر مثلما اهتمت بعينيه العنبريتين وهو يتفحصها بوقاحة. لم تسمع في حياتها احداً يهينها بهذه التسميات ، كأنها امرأة من النوع الذي يثيرالاشمئزاز والفضول لدى الرجل.



(( انا....انا .. البسه فقط لـــ... ))



(( لتجعلي تمثيلك أكثر إقناعا . أؤكد لكي يا عزيزتي انك امهر ممثلة عرفتها ان كان على خشبة المسرح او في الحياة اليوميه . وكان من المفروض ان تصبحي أنت ممثله لا بينلا ، لأني على يقين من انك تستطيعين القيام بدور المرأه التي لا تقاوم بنجاح منقطع النظير .))



(( تريدني ان العب هذا الدور بينما قلت لي مراراً إني أقوم به بدون تمثيل ، واني ذات تأثير لا يُقاوم .))



(( نعم ، أنت هكذا . وأجد متعة في رفقة ابنة ابليس .))



كانت تفضل وخز الإبر على نظراته القاسية.

(( طريقة كلامك تأكد لي انك تقصد الاهانة بي .))




كان يؤلمها كثيراً ان ترى الرجل الوحيد في حياتها يعاملها كالنفاية . كان تأثير الرجال اللذين تعرفت عليهم كتأثير كلمات مسطوره على سطح الماء. ولكن هراكليون يختلف عنهم بصراحته وإخلاصه لمبادئه كاختلاف الماس عن الزجاج .




موقفه منها يحز في قلبها ولكنها لا يجب ان تبقى عديمة الروح او الجراءة . انه يبحث عن شجار او معركه ويعرف كيف يلسع ويهين وكيف يولع الشراره كلما تتطلع فيها ..... وفي كل مناسبة يعيد على مسامعها بعبارات ازدراء واحتقار كيف تمكنت منه



(( الاهانه أكثر صدقاً من التملق والإطراء . أجد لحم العجل هذا لذيذاً. مارايك؟ ))



(( لذيذاً فعلاً ! .))



ولكنها تأكل اللحم والفصوليا دون ان تتذوقها. وتحولت بفكرها إلى بينلا متسائله عن موقفها عندما يعلمها أبوها عن زواج فنّي ، هذا إذا اعلمها . وأما بينلا ستبحث في الجرائد عن خبر تغيّب العروس عن حضور حفل زواجها، وستفاجأ عن زواج هراكليون ! فنّي تعرف ابنة عمها.... أنها ستغضب لأن عريسها تحوّل عنها في الساعه والتجأ إلى فتاة أخرى . من يصدق ان هراكليون في حفلة زواجه وقف إلى جانب عروس لم تكن بينلا؟



أيعني هذا ان هراكليون لم يعرف بينلا حق المعرفة؟ أم انه كما قال مراراً لم يهب قلبه إلى أية امرأه ، هذا القلب الذي أقام حوله سوراً من حديد لا ينفذ منه إلا أخواه التوأمان ؟



وأرادت فنّي ان ترى في وجهه انفعالاً ما ولكنه كان كالقناع الإغريقي . لا تشك في انه يشعر ان له احساسات ، ولكن ظاهره لا يكشف أي شيء عن باطنه . مرّ بمختلف المراحل في حياته منذ ان كان صبياً معدماً حتى ارتقائه إلى عرش الثروة والجاه وامتلاك جزيرة بكاملها .. فهل يلتفت شخص مثل هذا إلى فتاة عادية لها شعر برّاق وجسد كشجرة الصفصاف؟ لقد جرحته في كبريائه وسيجهد نفسه ليرغمها على دفع الثمن.

وعندما اقترب الخادم منهما بعربة الحلويات قال هراكليون بأعذب صوت:

(( الحلوى للحلوات ! انظري إلى هذه الفطيره الشهيه و شيء من هذا الكرزفي الشراب ، وما قولك في الكعكه بالكريما؟ على فكرة انك لم تتناولي شيئا من كعكة العرس يا عزيزتي، أم انا مخطئ ؟ .))



(( انا ...انا لم استطع أكل شئ آخر . في الحقيقة لا أريد أية حلوى.... ))



(( آه ، لكني اصرّ يا سيدتي . حالما ترين تلك الحلوى اللذيذة في صحنك ستبتلعينها مثل الذئب الجائع هذه فرصتك لتتذوقي اطايب الحياة . ))




وقال متوجهاً إلى الخادم :



((نعم . امرأتي ستأخذ شيئاً من الحلوى .))



قال الخادم :



(( ربما تحب سيدتي هذه الحلوى بالدرّاق؟ نضيف عليها شراباً خاصاً مع القشدة وهذا يعطيها طعم لذيذاً جداً))




لم يتح ليون لفنّي ان تتكلم فقال:

(( حسناً . أعطنا منها . هذا يوم خصوصي في حياتنا ويجب ان يكون كل شئ خصوصياً . أضف إلى الحلوى الاجاصتين الجميلتين .))



وفيما كانت عملية تحضيرصحون الحلوى تسير بانتظام وأناقة خادميّ المحلات الراقيه ، كانت فنّي شاحبة اللون وهي تفكر كيف يحاول هراكليون ليرغمها على أكل شئ لا تريده ، ليمرضها جسديا كما أمرضته هي نفسياً، وذلك بإبعاد بينلا عنه وبأحلال نفسها محلها ........ كان هراكليون قد اختار بينلا أحبها أم لم يحبها .




انه لم يختر فنّي ويذكّرها بذلك في كل عبارةٍ يتلفظ بها في كل تنويه عن بينل ، في كل نظرة وفي كل حركة من حاجبيه وعينيه المتحجرتين . انتهى الخادم من تقديم صحون الحلوى لكل منهما وذهب بعد ان انحنى لهما احتراما . تناولت فنّي الشوكة والملعقة بيدين مرتجفتين .



(( لها نكهة لذيذة حقاً. كلي الفاكهه بالكريما ولا تتظاهري بان لكي قابلية العصفور.))



(( كفاك قسوه ! .))



(( أليست لهجتك هذه لهجة الآمر؟ .))



برقت عيناه ورأت فيهما فطرته اليونانية وراء واجهة بدلة جميله وتمشيطة شعر عصرية . وفي هذه اللحظة القصيره عاد هذا اليوناني إلى عالم البؤس والفقر في أسفل دركات السلم الذي ارتقاه حتى وصل للقمه ، ولا يصل الإنسان القمه دون ان يعرف أسفل الدركات . وفي ذلك الوميض القصير رأت فنّي غريزة الأدغال التي تسري في عروقه القويه . وفي أضواء المطعم تجسمت فجأه وحشية النمر الذي سينقض على فريسته .



((هذا انا يا سيدتي . انا هكذا. انا قاسي القلب وعصامي بنيت نفسي بنفسي ويوناني لا اهام له عن أي من الناس ويجب ان تتعلمي من هذا ان كلامي في كل مايتعلق بزوجتي يكون قانون وشريعه .))



(( لذلك يجب ان أحشو معدتي بحلوى أردتها أم لم أردها !.))



(( ويجب ان أكون انا الآخر زوجاً لفتاة أردت أم لم أرد! ))




(( ألا توجد شفقة في قلبك؟ ))



(( ولا ذرة منهما طالما الموضوع يتعلق بك . كُلي الآن وإلا تأخرنا على المسرحيه)) .






بدأت فنّي تأكل وهو يراقبها كأنه مفتش الاشغال الشاقه . سرح فكرها إلى صوت الموسيقى البيزنطية الغريبة التي تصدر عن الأجراس...والي تنوع التطريز على فستان العرس . وسرح فكرها ايضاً إلى السيارة السوداء التي ذهبت فيها مع امرأة يونانية قريبة لزوجة دمتري وكان هذا أول لقاء بين الاثنين .

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 06-05-09, 05:58 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تأثرت فنّي بلطفها وهي تمسك بيدها البارده عندما توجهتا إلى الفندق بعد عقد القِران وكانت تؤكد لها أنها محظوظة برجل محبّ كهذا. اعتادت فنّي على الوحده، فلم يكن لها من يعتني بها او يحبها وصارا شعورها بالوحده جزءاً من حياتها، ولكنها لم تكن جاهزة لمواجهة حقد واحتقار هراكليون عندما شدها من يدها وقادها من المطعم إلى السيارة التي كانت في انتظارهما لتقلهما إلى مسرح أولدويتش .



كانا صامتين وهما في طريقهما إلى المسرح وعندما نزلت فنّي من السيارة ووجدت نفسها في الأضواء المشعّه لمع معطفها مثل قشر السمك وبدت كأنها اوفيليا حبيبة هاملت التي جنت وغرقت... فيما كان زوجها بطوله المديد وسحره القاتل يقودها إلى مقصورتهما.






سمع حفيف المعطف وهي تجلس...ولفت ذلك أنظار الناس الذين رأوا ف يوجهها وجه أية امرأة عادية لا وجه عروس... ومال زوجها نحوها فأحست بأنفاسه الحارة وهو يهمس في أذنها عبارة هاملت أمير الدنمارك:

(( انا رفيع النفس ومنتقم وطموح)) .






لم تنظر فنّي إليه خوفاً من انهيار أعصابها . أخذت أنوار القاعة تعتم تدريجياً وستائر المسرح تنفتح ، وهناك على خشبة المسرح رأت قصر الأمير.. والمشهد الذي سيرتفع فيه عالياً صوت وغضب شكسبير بفم ممثليه.






أتت فترة الاستراحة الثانية وفيها أصاب فنّي نوع من الجنون قد يكون بتأثير من اوفيليا التي عملت المستحيل لتكسب حب هاملت. أرادت أن تخرج لحاجة ضرورية فاعتذرت من هراكليون وخرجت ، وبدلا من ان تذهب إلى المكان الذي عنته لزوجها اختلطت بجموع الناس الذين كانوا خارج القاعة يدخنون ويناقشون المسرحية ، وشقت طريقها خارجاً.




فأصبحت الآن في الشارع لفت معطفها حول جسمها وهي مسرعة الخطى متجهة نحو شارع ستراند . كان وجهها في ضوء السيارات الساطع بلون الجليد . كانت تهرب من هراكليون ولكن دون أمل في التخلص منه ، ولكنها كانت حرةً في هذه اللحظة على الأقل وبعيدا عن إهانته .






عبرت فنّي الشارع إلى الجهة المقابلة حيث نزلت بضع درجات أدت بها إلى شاطئ النهر . ووصلت إلى أنفها رائحة النهر الذي اجتذبها مثلما اجتذب اوفيليا من قبلها. ووصلت إلى حافة الماء المعتم فاتكأت على إفريز الجسر .




ادخل هدوء الليل والأضواء الناعمة شعوراً بسلام مؤقت إلى قلبها ، وأحست ببهجة داخلية وهي في وسط جمال لندن القديمة الصامدة . وأرادت أن تستسلم لهذا الهدوء . ولكن عندما نظرت إلى الماء رأت فيه عينين تلمعان وسمعت صوتاً هادراً يختلط بصوت ضجيج حركة السير البعيدة . وأحست بيد تلمسها ابرد من حجر الجسرالبارد .






بكت فنّي على الفور....لان جزءاً من شقائها كان بسبب بينلا التي هربت بجلدها وتركت هراكليون يستعمل السوط على جلدها هي . عندما كانتا زميلتي دراسة كانت بينلا تنجو دائماً من العقاب وتتورط هي بسبب صدقها وأمانتها وكان عليها ان تدفع الثمن .






لا تفهم فنّي كيف ، ولكن حدساً داخلياً أنبأها باقترابه منها . الم تقل لنفسها عندما هربت من المسرح بأنها حُرّه ولو إلى حين ؟ والآن سمعته يقول :

(( كلّك مفاجآت . هل كنت تتبعين خطة حبيبة هاملت المأساوية؟ ))



ولكنها أجابت بجرأة :

((أنا لست جبانة . ولكن كنت أريد أن انفرد بنفسي لبضع دقائق ، وما كان يجب ان تتبعني . كنت أريد العودة )) .






علّق على قولها بسخرية هازئة :

(( طبعاً . لن تملكي أي حق في أملاكي إلا بعد أن تصبحي زوجتي فعلاً لا اسماً ))



(( لم اريد أبدا امتلاك شيء منك او أفكر في ذلك)).






(( لا تقولي انك فقط تريدين ان تشرفيني بحبك لي!)). وضحك مستهزئاً ثم تابع يقول :

((عندما المسك تتيبسين كقضيب من حديد ، وأحس في هذه اللحظة بالذات كيف تتخشبين لتتحملي لمسة يدي الخشنة على جلدك الناعم ، وأرجوأن تكون جزيرة بتالدوس مكافأة لك بمستوى تضحيتك بنفسك...وبالمقابل ستدفعين الثمن على شكل ابن بغض النظر عن قبولك او رفضك . كانت عرائس اسبارطه يؤخذون بالقوة في معظم الأحيان)).

لم تسمح فنّي لنفسها مطلقاً بأن تدخل في مغازلات او لقاءات مع الشبان ، وهو شيء عزيز على قلب الفتيات ذوات العقلية العصرية مثل بينلا ، ولذا فأن فنّي فتاة طاهرة بكل ما في الكلمة من معنى . إنها لا تخاف اندفاعات هراكليون العاطفية ، لكن أكثر ما تخشاه هو أن يعاملها كفتاة من فتيات الشوارع اللواتي ينتظرن على أرصفة شارع ستراند.



امسك بيدها وقادها إلى السيارة التي كانت تنتظر عن قرب . دخلت السيارة على صوت حفيف معطفها الحريري ، وعندما دخل هو الآخر لامس جسمه جسمها فأصابتها رعشة خفيفة ، ضحك ضحكة خفيفة وقال :

(( أيها الضعف اسمك حقاً امرأة . يقال ان ممثلا ذا موهبة كبيرة كان دائما يعيد هذا القول المأثور وهو مندهش . لم تكن دهشته في غير محلها! ))



(( لك أفكار سوداء فيما يتعلق بالنساء)).



قالت ذلك همساً تقريباً لان الزجاج الفاصل بينهما وبين السائق كان منخفضاً . بدأت تشعر بثقل في جسمها بعد يوم كامل من التوتر والبكاء والخوف ، ولكنها تساءلت عما يحصل إذا سمحت لنفسها ان تضع رأسها المثقل على كتفه القوية ، هل سيبعدها عنه أم سيلاطفها كما يلاطف السيد عبدته ؟ نزعت هذه الفكرة من رأسها لان أياً من الحالتين تكون إهانة لها. واحتفظت بمظهر هادئ، متوقع وبعيد.



قال هراكليون تعليقاً على انتقادها له :

(( الرجل يحكم على النساء من خلال اللواتي عرفهن يا سيدتي . عندما كنت أكثر شباباً لم يكن لدي الوقت لأكرسه لهن بسبب انشغالي طول الوقت . كنت أكتفي برفقة امرأة أثناء السهرة ولكني لم أفكر جدياً في الزواج إلا بعد أن التقيت بابنة عمك في أثينا. ولكن بينلا أثبتت أنها متقلبة وقدّرت لي الأقدار أن أتزوجك بخدعة منك . وإذا كانت لي الأفكار السوداء فمن يلومني ؟ ولكني كيوناني يجب ان ادفع الثمن لهذه الصفقة الخاسرة . ليس فيك ذرةً من جاذبية ابنة عمك ولكنك تعرفين تلبسين ثيابها ، ويبدوعليك مظهر البراءة والطهر حتى انه يخدع الرجل الذي يعرف انه مظهر كاذب . ومظهرك هذا يغطيك كما يغطي هذا المعطف جسمك الرشيق))



ثم قال لها:

( بنيتك ليست بالقوة التي تمكنك من إنجاب الوفير من الأولاد ، لكني اكتفي بولد واحد وآمل ان يكون ذكراً. لم ينجب أهلي إلا صبياناً وامرأة زونار أنجبت صبياً قبل ان تموت)).



(( لم يكن لدي أية فكرة بان زونار أب)) .




دهشت فنّي لجهلها التام بشؤون عائلته ، وأضافت :

(( يبدو.....لاأعرف)) .



(( طائشاً بعض الشيء ، يبدو مغازلاً ورجلاً يعتبر ان العالم سينتهي غداة الليل . هذا قناع فقط ! وبعكس دمتري وعكسي انا فأنه حظي بالحب.. حتى ذلك اليوم .. صدمت سيارته شاحنة وأصيبت مرسيدس امرأته بجروح خطره حتى أنها ولدت على الرصيف حيث جرى الاصطدام ، وأسلمت الروح داخل سيارة الإسعاف قبل وصولها إلى المستشفى)) .



(( هل عاش الطفل ؟ ))



كانت فنّي متأثرة حقاً عندما نظرت إليه ، ولكنه كان بلا تجاوب مع نظراتها وقال بقساوة :

(( وفــّري عليّ التلاعب بعينيك . هل يهمك كثيراً ان يتألم احد أفراد عائله مفراكيس ؟ أنت لست من أفراد العائلة . أنت تطفلت على حياتنا وأصبحت دخيلةً علينا ، ولذا أرجوك أن تحتفظي بشعورك الحلو لنفسك حتى اليوم الذي تعطينني طفلاً فأخذة منك وأرميك في الشارع لتخرجي من حياتي . تأكدي من أني سأفعل ذلك ومن انك ستتحملين عذاب الحرمان من سماع كلمة (ماما) ))

(( أسَتقسو إلى هذه الدرجة ؟)) ،




ولم تتحمل حقيقة هذا الواقع قبل حدوثه فوضعت يدها على فمها لتكبت الصرخة . كل شيء فيه يدل على البطش .... قساوة تقاطيع وجهه ، وعرض منكبيه ، وخشونة يديه .



(( اليوناني بفطرته لا يتوقع شفقة او حباً من الحياة بل ولداً يعمل والده من اجله ليؤمن له حياة أفضل . أما بخصوص ابن زونار فهو حي وتقوم على عنايته ممرضة في القصر . قد أجعل من ليكو طفل زونار وريثاً لي ، ولكني أفضل ان تعطيني أنت وريثاً لي من لحمي ودمي )).



وكان وهو يتكلم ملتصق بها تقريباً ويبتسم ابتسامته الرهيبة وأضاف :

(( أخذت اشعر بالحماس الشديد بصدد هذه القضية ، وكلمة حماس تعني في اليونانية ان الشخص المتحمس تسكنه قوة خارقة)) .



(( أم قوة الشيطان ؟)) .



قالت ذلك لان نظرة عينية وهو يحدق فيها كانت كأنها شعلة من ناراً تهدد بحرق كل من تسلطت عليه ، غير مبالية بأي توسلات للرحمة . كان أهل اسبارطه يخطفون عرائسهم في ظلام الليل دون ان يعرفوا ان كن شقراوات او لهن قلوب حنونة ، والمرأة تستطيع عمل أي شيء يعجزالرجل عن عمله... إنها تحمل وتلد.



(( كان يعمل الشيطان بكد واجتهاد طيلة اليوم ، فلم لا الليلة أيضا ؟ قد تكون هذه الليلة ليلة هنيئة او ليلة صاخبة ))



توقفت السيارة عند مدخل فندق باركوي تاورز . دخلا البهو وذهب هراكليون إلى مكتب الاستعلامات فاخذ مفتاح مقصورته من الموظف المناوب الذي ابتسم ابتسامة توحي بأنه يعرف أنهما في شهر العسل .

(( طابت ليلتك سيدي ! طابت ليلتك سيدتي !)).



فخّم الموظف كلماته وهو يتلفظ بها ، ولكن فنّي لم تجسر على التطلع إلى هراكليون وهما يدخلان المصعد الذي أقلهما إلى مقصورتهما ، كان كل شيء هادئ والأنوار معتمه ، إذ أن الوقت كان متأخراً كثيرا ً.

أثر صوت المفتاح وهو يدور في القفل في أعصاب فنّي ، وخاصة بعد ان دخلا غرفة الجلوس وأقفل ليون الباب خلفهما . أصبحت فنّي الآن منفصلة عن العالم الخارجي .



((هل تفكرين في لبس غطاء للرأس ؟ ))



(( لماذا تتكلم وتتحرك بعصبية ؟ ))



(( لست عصبياً البتة . أنت العصبية . وأتصور انك إحدى الزوجات اللواتي يختلقن لأنفسهن صداعاً كي يتجنبن... أزواجهن عندما لا يرغبن في ذلك . لتنزل اللعنة على كل ألم تشكين منه إن كان ألماً في القلب أو في الرأس)) .



خلعت فنّي معطفها ورمته على الديوان . ورأت زوجها يفتح زجاجة لا تعرف ما فيها . ولما أفهمته بأنها لا تتناول مشروباً قال بأنه جنسنغ وهو نبات صيني ، وصب لها قدحاً منه . أرادت أن تشربه ليس حباً فيه بل لأنها تريد ان يهدئ أعصابها أو يقويها .



(( ما يلفت نظري فيك هوانك لست متأنقة او متمسكة بدنيويات الحياة العصرية مثل بينلا )).



كان يراقب كل حركة فيها ؛ طريقة جرعها الجنسنغ وطريقة حمل القدح في يدها وغير ذلك . فزاد على ذلك :

(( أعتقد انك اختبرت الآن كل حيل لعبتك التي نفذتها فيّ ، ولذا أرى ان توفري على نفسك اكتساب شفقتي عليك ، وألا تتظاهري بالفضيلة والتقوى . احتفظي بقواك ياعزيزتي )).



توردت وجنتاها من طريقة كلامه ونظرته إليها وهو ينظر من فوق جسمها كأنه قطعة أثاث في الغرفة . قال بلهجة تقرب من الوقاحة :



((هذا وقت الذهاب إلى الفراش . أرى ان تذهبي إلى غرفتك . استعدي لاستقبالي... ...سأنضم إليك بعد دقائق ))



تطلعت فنّي إليه وجمدت في مكانها بسبب ما رأت
((ماذا.... الم تتزوجيني ؟ )).



(( نعم )).



(( إذن لماذا الانتظار؟ كنت متشوقة لتلبسي فستان عرس ابنة عمك ، فحان الوقت لتكوني جاهزة لليلة عرسنا )).



(( انك لا تعني انك..... ))



كانت تعرف فنّي ان كلماتها في غير محلها ولكنها يجب ان تقال ، لأنها تعرف جيدا ان هراكليون جاد في كل ما يقوله . رفع حاجبه علامة للاستهجان وقال :

(( اكره ضياع وقتي على ملاحظات تافهة وأظن انك تعرفين ذلك . وفستان نوم بينلا يلائمك تماماً وفي خلاف ذلك لن أبالي....)) .



((هراكليون أرجوك! ))



كانت هذه الصرخة الأخيرة لمحكوم عليه بإعدام ، وبها تخلت فنّي عن كبريائها التي أقسمت أن تحتفظ به حتى النهاية .



(( يا عزيزتي فنّي ، يجوز ان يؤثر كلامك فيّ ، ولكن كان عليك أخذ في عين الاعتبار نتائج فعلتك هذا الصباح... يأتي الليل في آخر النهار ويتلاشى الليل عند الفجر . لا مهرب من الحياة او الموت ، ومن الديون التي نتحملها ... أذهبي إلى غرفتك!)).



تناولت معطفها دون أن تلتفت وهي تجرّه وراءها . كانت الغرفة فخمة ولكن فنّي كانت غارقة في أفكارها وهي تخلع ثوبها وتمشي على البساط الناعم نحو غرفة الحمام لتغتسل وتنظف أسنانها . وخرجت من الحمام ولبست قميصاً حريرياً للنوم بلون المشمش تطرزه رسوم الورد .



وتولاها شعور لا تعرف طبيعته ، قبل ان تواجه ليون . كانت قوى وحشية مجهولة تكمن في زوجها ، ولا تتوقع ان يؤثر فيه لون جلدها الصدفي او شعرها الذهب المنسدل على كتفيها او جمال رموشها وهو كل ما يتمناه رجل قوي في امرأة .



عكست المرآة صورة الأنوثة الناضجة فيها... وما تملكه هذه الصورة من وجه وجسم هما ملك لهراكليون مفراكيس الذي سيأتي الآن ويطالب بملكه... لو ان الحب أساس التملك .. صعدت من صدرها زفرة متجسّدة ورأت في عينيها حزناً واسى . انه سيستعبدها ولن يحبها ، وبغير إرادة منها التفتت إلى السرير المغطى بجلد الغزال الذهبي ، وفيه ستكون الليلة الأولى من زفافها إمّا هنيئة او جهنمية.



كانت واقفة بجانب النافذة تنظر إلى النجوم عندما سمعت باب غرفتها يفتح .

أخذ قلبها يدق بسرعة وأحست بقوة نبضاته بينما كان هراكليون يقترب منها



اعتقدت فنّي أن قلبه لان أخيراً عند سماعها شيئا من النعومة في صوته ، ورفعت عينيها إليه بأمل ولكنها رأت وجهاً ذا تقاطيع قاسية لا رحمة فيها دلت تشنجاته على الفطرة الوحشية التي زاد بروزها في لون عينيه العنبريتين ولون شعره الأسود .



كانت عيناه تجولان فوق جسمها بأجفان مثقلة وقال وهو يتأملها :

(( لون جلدك شاحب كلون زنبقة الماء . وإذا رأى أي رجل مظهرالطهر الذي يبدو عليك لأعتقد انك مضيت كل حياتك بين أربعة جدران في دير)) .



وشدها إلى صدره فأصابها انتفاضة قوية من وخزات الحب و الخوف معاً.



(( كيف تفعل ذلك وأنت لا تحبني ؟ ))



كان صوتها صادرا عن قلب متألم لأنها تعرف ان إحساسه قائم على حس الملامسة فقط دون الحس بالحب . او حتى العطف الذي تنم عنه عينا الرجل او صوته فيمثل موقفه هذا.






(( ما علاقة الحب..... بهذا ؟ ))

ضحك بسخرية وهو يمرر أصابعه فوق جلدها الناعم.


(( ستكونين عبدتي لألف ليلة ثم بعدها...... أودعك!)).



أبعدها قليلا وما رأته في عينيه زاد من تسارع دقات قلبها . لم ترى فيهما شيء كهذا من قبل . كانت عيناه كقطعتي من ذهب تتألقان في وجه برونزي..




رفعت فنّي يديها كأنها تريد ان تبعده منها وقالت :

(( أرجوك....)).



((على من يريدالمسامحة أن يقرع الباب أولا وينتظر جواب الشيطان ثانياً )).




قال ذلك وهو يجذبها إليه فأجاب معلقاً :



(( أي كمن يقرع على حجر)).




اخذ يدها ووضعها على صدره قائلاً :



(( بكل تأكيد . على باب من حجر )).






ولكنها أحست بحجر له شعر وفيه دفء وله لون .




(( انك تتصرفين كالبنت البكر التي تجد نفسها لأول مرة مع رجل ))






(( أنت...أنت تعرف أني....))




(( لست متأكداً بعد)) حملها بين يديه ومشى بها كالنمر.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 06-05-09, 06:01 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

- الأخوة الثلاثة









كانت أشعة شمس الصباح تنعكس على شعر فنّي الذهبي الذي كان يغطي جفنيها وجزءا من الوسادة بدأت تتحرك وفتحت عينيها على غرفة غريبة يملؤها أثاث فاخر . ولم تع بعد حقيقة واقعها من تأثير السبات ، ومضت لحظة فطنت بعدها إلى ماهي عليه فانتصبت جالسة كالمذعورة وسحبت غطاء السرير لتستر جسمها.




تذكرت كل شيء الآن... لم تعد تلك الفتاة الساذجة التي كانت بالأمس.

وفيما كانت على هذا الحال غارقة في التفكير فتح هراكليون الباب فجأة وحياها بلغته قائلا:

(( كالميرا، صباح الخير )).




اختلط عليها الأمر وارتبكت وأخذت تتأكد من غطاء السرير يلف جسمها كليا . وشعرت بان شعلة من نار كانت تخرج من عينيه بدلا من نظرة إنسانية . كان هراكليون واقفا أمامها ويبتسم ابتسامة من رأى شيئا يسليه ، عندما رأى كيف كانت تحاول أن تتستر أمامه فحول نظره عنها إلى الوسادة . ثم اخرج شيئا من جيبه وبحركة عادية رماه على الوسادة . كان هذا الشيء يلمع لمعانا قويا في ضوء الشمس .




قال هراكليون :


(( يجب دائما مكافأة العذارى . أشكرك ))




نظرت فنّي إلى الشيء وغلا الدم في عروقها وكأنه يشتريها . وذكرها هراكليون الداكن الوحشي بالبرابرة المتعطشين إلى النساء .




(( القي نظرة عليه. قد تجدين متعة فيه ))




(( كما وجدت متعة عندما تأكدت انه لم يمسني رجل من قبل ؟)).




رأى عاصفة في عينيها ورأت فيه قوة وحيوية بالرغم من ليلة طويلة دامت حتى الفجر .




(( أصارحك باني ذهلت جدا عندما وجدتك طاهرة برغم وصمة عقلك المخادع )).




احمر وجهها وقالت :



(( هل يهمك هذا ؟ )).





مد يديه ووضعها على كتفها.




(( لا تفعل ذلك . لا تلمسني هذا الصباح )).





ضغط بأصابعه على كتفها ثم سحب يده :


(( انظري إلى هديتك . أنا أكيد من أنها ستعوض بعض الشيء )).




مدت يدها بطء وأخذت السوار الذهبي المشغول برسوم الكرز والأزهار وبرؤوس أنثوية صغيرة . كان السوار إغريقي الشكل وربما تحفة تاريخية قديمة ونادرة .




((هذا رسم ، للرمز الإغريقي للحب . شغل التطريز المعدني بالخيوط الذهبية ممتاز، وجذاب أيضا. ألا ترين ذلك ؟)).




(( جميل جدا وملائم لفتاتك العبدة )) .




((طالما أنت تعرفين نفسك . هل تحبين تناول الفطور على شرفة المقصورة هنا أم في المطعم ؟ )) .




(( الفطور هنا سيكون جميلا ))




تناول يدها والبسها السوارولكنها لا تدري لماذا شعرت بشيء من توتر الأعصاب . نظر إليها وهي تبكل السوار بيدها الأخرى .


(( سيأتي أخواي حالا بعد الفطور )).




ضغط بإصبعه على معصمها وقال :


(( أتتذكرين ما قلت لك ؟)).




(( نعم يا سيدي . يجب أن أقوم بدور العروسةالبلهاء لأقنعهما أن فقدانهما لبينلا ليس مصيبة كبرى . وإذا أمكن يجب أن اظهر بمظهرالزوجة المتحفظة والمتفانية )).




(( يجب أيضا أن تتعلمي استعمال اسمي...كما استعملته الليلة الماضية )).




((هل أنا استعملته ؟ )).





أصابها ارتباك كبير. فليكن الله بعونها. من يدري إذا كانت قد تهورت وتلفظت بعبارات أثناء تلك الساعات وهي وحدها معه . لم تهتم بشيء في العالم في تلك الساعات...والآن ها هي تتحرق ندامة وخجلا مما قد تكون تفوهت به
(( لن تعرفي أبد ا. بالمناسبة ، هل تريدين خادما ليساعدك في الحمام ؟)).




((ماذا تقول ؟)).




(( أنت حقا لغز غامض ))




رفع وجهها بيديه وعرضه إلى الشمس ونظر إليها نظرته القاسية وقال:



(( أنت تعرفين عن الرجال نصف ما تعرفه بينلا ، ومع ذلك خدعت حتى عمك لأنك كنت مستعدة لتحمل جميع المشاق لتصلي إلى الثروة ، وأرجو أن تتمكني من تحمل الثمن الذي سأجعلك تدفعينه لي . وقاومت مقاومة شيطانية الليلة الماضية .))




((هل يجب أن تذكرني...بالليلة الماضية ؟ ))




عليها أن تحافظ على عزة نفسها بكل الطرق . قالت:



(( أنت اقوي مني بكثير...ولا حيلة لي إلا الاستسلام)).

(( قد يكون صحيحا . وفي كل الأحوال كانت ليلة غير متوقعة ، وما دمت لي فستكونين ملكا لي بكل ما في هذه الكلمة من معنى... أي انك ستكونين امرأة ليوناني لا تنظر مطلقا لرجل غير زوجها إلا إذا رغبت أن تضرب. ومثلنا اليوناني المشهور يقول:[ اضرب زوجتك كما تضرب سجادتك)).




((ما أجمل طرقكم...!)).




(( الرجال اليونانيون ليست لهم تلك العواطف الخداعة الموجودة في غيرهم من الرجال . نحن نعني ما نقول ، ولا ننقص شيئا مما نقوم به )).




((أنا مقتنعة بذلك )).




كانت ضحكته خشنه وفيها حشرجة.



(( أنا ذاهب إلى غرفة الجلوس لأطلب الفطور . لاتتركيني انتظر )) .




((كلا ياباشا )) .





((ماذا ؟ ماذا قلت ؟ ))




مال عليها وجه إليها سهامه الغاضبة . ولكنها قالت وهي تبتعد عنه قليلا :



(( أنت سمعت ما قلت )) .




(( يا الله . لماذا تنظرين إلي هكذا . تستطيعين أن تسميني بأسماء من عندك ولكن ليس أمام الناس وخاصة أمام اخويّ )).




تركها وخرج وأغلق الباب على بضاعة ثمينة مؤتمن عليها تتمثل في فتاة نحيفة تزوجته ، كما يعتقد هو ، لثروته التي كدّ طوال حياته من اجلها ولجزيرته الخاصة أيضا .




انسلت فنّي من فراشها ودخلت الحمام حيث وقفت تحت الرشاش مدة من الزمن لتستعيد قواها ونشاطها. وأخذت تفرك جسمها بالصابون الذي أعطاها حيوية هي في حاجة إليها . ولاحظت انه بالرغم من عراكها مع ليون فانه لم يستعمل قوة يديه وإلحاق الضرر بها.

كم امرأة دخلت حياته ؟ كان في أواخر ثلاثينياته وحيويته لاتدل على انه عاش عيشة المتنسكين .






هل دخل في غراميات مع بينلا ؟ هذا الشيء الوحيد الذي لا تستطيع فنّي أن تواجه حقيقته أو أن تواجه احتمال بينلا بين ذراعيه مثلما احتواها هي . الم يقل لها إنها لا تعرف عن الرجال نصف ما تعرفه بينلا ؟ هذه الملاحظة بالذات تدل على أن هراكليون يعرف بينلا معرفة عميقة.




وهنا بدأت الغيرة تنخر في عظام فنّي . هل قارن بين الاثنتين ووجد أن قلة خبرة فنّي فضيلة وتسلية معا ؟ لن تعرف هذه الحقيقة مطلقا لأنها ليست إلا قطعة يستمتع بها متى عنّ له ويلقيها جانبا متى ملّ منها .




خرجت من تحت الماء وأخذت تفرك جسمها بالمنشفة محاولة أن تبعد عنها هذه الأفكار . وعادت إلى غرفته ولبست الثياب الحريرية الداخلية التي اشترتها بينلا بدراهم هراكليون والتي اختارتها لرحلتها إلى اليونان مع تنوره جلدية زهرية اللون وقميص له ياقة واسعة . كل ذلك يلائم مقاسها إلا الحذاء الذي كان مقاسها كبر من مقاس رجلها فحشته بالورق كي يبقى في مكانه.







بدأت تمشط شعرها وكان يتألق فأخذت تحملق في المرآة كأنها تراه لأول مرة . كانت عيناها خاليتين من ذعر البارحة وداخلها مازال يشعر بالخوف والانجذاب معا لمجرد التفكير بأنها جزء من حياة هراكليون مفراكيس . فقد أصبحت الآن قطعة منه ولا شيء في العالم يستطيع أن يغير ذلك . هراكليون الرجل الأول والأوحد الذي عرفها ، ودخل حياتها . وهما مرتبطان الان وسيبقى هذا الارتباط ما دامت بلا طفل .




فنّي الآن تحب هراكليون أكثر من البارحة ، ولكنها تخشى أن تحمل الآن ، وإذا ولدت له طفلا ذكرا فانه سيرذلها كما أكد لها مرارا وتكرار او تأكيده يوناني لا رجوع عنه . هذه هي الفكرة التي تعذبها في قلبها وفي عينيها.




كانت جاهزة لتلحق بزوجها على الشرفة ولكنها انتظرت بضع ثوان ريثما تهدئ من أعصابها . كانت مقصورتهما تطل على شارع كثير الحركة في لندن وعلى زنار اخضر من الأشجار وحديقة عامة واسعة .
كان جالسا إلى طاولة من حديد يطالع جزيرة الصباح وألقى نظرة عليها وهي تتجه نحو الشرفة وتنظر إلى لندن التي ستبارحها في وقت قصير راحلة إلى جزيرة في بحر ايجة... البحر المدهش الذي ولدت من زبده (افروديت) رمز الحب .




نظرت فنّي إلى السوار الذهبي وفضلت ميزته على ميزة عقد اللؤلؤ.



(( ليس لدينا الكثيرمن الوقت يا فنيلا )).




لأول مرة يذكر اسمها بدون تصغير وبدون أية رنة خاصة في صوته ولكن برزانة . دهشت قليلا ولكنها لم تستغرب.




(( تحسنين صنعا إذا أكلت لان المسافة بالطائرة إلى اليونان تدوم بضع ساعات ولا يقدمون إلا ساندويتش وقهوة على الطائرة . وأنا لا أريد أن أتاخر عن موعد عمل في بتالدوس ))




(( ألا تتوقف عن العمل؟)).



سألته وهي تصب لنفسها فنجانا من القهوة.




(( أتوقف اذا استطعت . كلي شيئا من الكلى ، إنها تقويك)).



قال ذلك وهو يقطع بعضا منها بالسكين وأضافها إلى طبق البيض الذي كان أمامها.




(( شكرا ))




أكلت جيدا لأنها وجدت إنها كانت تحسب الجوع . انتهى هراكليون من الأكل ورأته يقرا في الصفحة المالية من الجريدة . وكان حول معصمه ساعة لها فشاط من الجلد الأسود وكان شعره الأسود ملتويا عليه. وحينذا كأحست بقشعريرة تسري في عروقها . هاتان اليدان طوقتاها وأخضعتاها وبالرغم من هذا الشعور كانت هذه الذكرى طعنة في عواطفها.




لا يوجد أساس لطيف للحب.. والحب أكثرالخبرات الإنسانية فطرة . حاولت فنّي أن لا تطيل النظر إلى هذا الرجل الذي جعلها تشعر بهذه الطريقة... وهي أن حبها الجنوني له لا ينكر . والذي ترك عليها بصمات لاتنسى لشخصيته الفذّة. رفعت نظرها فراته ينظر في عينيها فبلبلت أفكارها وتسارعت نبضاتها وهي على وشك تناول الخبز المحمص مع المربى .






(( يسرني أن أراك تأكلين يا سيدتي . ربما نسيم الصباح...)).




قال ذلك وهو ينظر إلى جلدها وشعرها الحريري بعينين ذابلتين فتأثرت بذلك .




(( كان جهلا غريبا أن أظنك تافهة . عندما كنت أراك في بيت عمك نادرا ما كنت ألاحظك...هل شعرك كان السبب ؟ ربما لان تسريحته كانت تختلف ، خاصة في مؤخرة عنقك ؟ ))




أومأت برأسها وقالت :



(( لاتستطيع فتاة في مكتب أن تترك شعرها متهدلا لأنه يزعجها كلما انحنت على الآلة الطابعة . ولذا اعتدت على تمشيطه ململما على راسي ))




((وكما اعتدت عليه كيلا تنافسي ابنة عمك أيضا . مادمت معي فاني أفضل هذه التسريحة . أريد أن يعجب بك الناس ويعجبوا بالجمال الفذ الغريب الذي في عينيك . ولكني أحذرك : يمكن للرجال أن ينظروا لا أن يلمسوا ))




(( تتكلم وكأني أريدهم أن يلمسوني !؟)).




كان في صوتها غيظ ولكنها سرت داخليا لإطرائه جمالها . إلا إنها تعلم علم اليقين انه كيوناني يجب أن يعتز بما يشتري بماله ، ولكنها لا تبالي بهذا الاستنتاج . إطراؤه هذا بمثابة باقة وردلها!.




(( آه ، نسيت يا عزيزتي انك لا تميلين إلى الملامسة وتفضلين لو أن فيك شيئا يسبب النفور لمن يرغب في أن يمسك . ولكن لسوء حظك أجد أن قوامك رشيق خلاب ...لا ، لا... لا حاجة لك بأن تخجلي . وربما تأكدت من أمالي فيك لم تخب . وجدت متعة معك ، ولذا تستطيعين أن تأكلي هذا الطعام اللذيذ بضمير مرتاح وان تلبسي تلك الثياب الجميلة مطمئنة انك اكتسبتها حلالا ))




(( ليون... أرجوك )).




((هكذا تلفظت باسمي الليلة الماضية . استمري في مناداتي هكذا وتأكدي من أن شقيقيّ سيتقبلانك)) .




اختنقت من الغيظ ولكنها إجابته باقتضاب :



(( أنت تؤذي بقدر ما يؤذي الأسد ))




(( صحيح ، ومن المستحسن إلا تنسي ذلك أبدا . آه ، فنيلا في عرين الأسد . هلتأملين مني أن آكل من يدك ؟)).




(( " هيّا عد عطيتك وجه "!!! آسفين للتفاعل الزايد.... لا أمل لي في أن أعيش هذه المدة الطويلة ))




(( ستعيشين المدة الكافية لتقدمي لي ما أريد)).


تناول درّاقة بيضاء واخرج منها نواتها وقدم نصف الدرّاقة لفنّي ، وسال عصير الفاكهة من بين أصابعه على يدها وهي تتناول قطعة منه وكالعادة كان لكل حركة رمزا ومغزى غريبان . كل شيء فيه[ إغريقي عتيق] متصل بالأساطير القديمة .

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 06-05-09, 06:03 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عندما سمعا جرس المدخل يدق ، أحست فنّي بتوتر، ولما نهض هراكليون عرفت انه سيدخل أخويه إلى غرفة الجلوس فلملمت شجاعتها وتبعته . لا مهرب من مقابلتهما ولكن بدون الاعتماد على حب من ليون ليساندها أمامهما .





فتح هراكليون الباب الرئيسي وفي الحال طوّق احدهما الآخر بأذرع قوية وكان العناق حارا كما لو أنهم مفترقين عن بعضهم منذ شهر لا منذ يوم .




هتف زونار وهو يضحك مبتهجا :

((هذا هوعريسنا ، رأس بيتنا والزوج الجديد! كيف سارت الأمور يا شقيقي ؟ ))

دلت إجابته المقتضبة المكونة من كلمتين فقط على ناحيتين فيه ، ناحية رجل ذي سلطة يأمر وينهى وهوالوجه الذي تعيشه فنّي وناحية رجل عطوف لم تسعد به بعد .




دخل التوأمان إلى الغرفة وبدت فنّي قزمة أمام طولهما وشاحبة بالمقارنة مع لونهما . التشابه بينهما كبير ولكن ليس إلى الحد الذي لا يميز بينهما . أما عيونهما البنية فهي أكثر وداعة من عيني أخيهما هراكليون . طلعتهما بهية والنظر إليهما اخف وطأة من النظر إلى أخيهم ا.





اخذ الاثنان ينظران إليها ، وقال ديمتري:


((أنت تختلفين عنها. درجة اقل ؟ او درجةأكثر...؟ )).




أما زونار فقال بعد أن تفحص شعرها ووجده بلون الحنطة الذهبي :


((هذه فتاة مختلفة من النوع الجميل الهادئ )).




كانت فنّي واقفة لا تبدي حراكا لتدافع عن نفسها في وجه التوأمين ورأيهما فيها ، وتحت سطوة أربعة عيون تقيمها من الرأس إلى أخمص القدم. بينما بدا هراكليون وكأنه غير معني بما يجري حوله وهو يشعل سيكارا كما لو كانت فنّي ماثلة أمام محكمة .




وفجأة قال ديمتري وهو في حالة ذهول وغضب :


(( لابد أن خطأ ما قد وقع ، ماهو ؟ ))




أجابه زونار وهو يحدق في فنّي التي لاحظت أن نظرته إليها تختلف عن نظرة أخيه ديمتري وان في تلك النظرة شيئا من الكآبة :


((على العكس . أرى أن شيئا حسنا قد حصل)) .




تقدم نحوها ومد يده وقال مبتسما :


((هل تسمحين لي بتقبيل يدك وبالترحيب بك في عائلتنا ؟)) .




لم تتمكن فنّي من قول شيء او الإتيان بأي حركة لان زونار لم يمهلها فأسرع ورفع يدها إلى شفتيه وقال :


(( أنت جميلة جدا شعر ذهبي وجلد بلا عيب! شيء نادر في عصرنا هذا عندما تدخل المرأة عند المزين بشكل وتخرج بشكل احلي وأجمل))




ولكن ما أن لمست شفتا زونار يدها حتى سحبتها من يده لأنها أحست بتحول خطر فيه : تأكد لها أن زونارمفراكيس انجذب إليها.





نظر زونار إلى أخيه هراكليون الذي كان دخان سيكاره يغطي وجهه وقال:


(( انك رجل محظوظ يا هراكليون ))




(( أنا محظوظ ؟)).




(( طبعا يا شقيقي . من من الرجال يفقدون قطعة من الفضة ويقعون على سحر الذهب ؟ ))




(( أنا مسرور لأنك أعجبت بعروسي . همها هو أن تحظى بموافقة اخويّ)).




أذهلت عبارة" موافقة" ديمتري الذي قال :


(( موافقة ؟ هل هذا يعني أن علينا أن نقبل عوضا عن التي كنت مخطوبا لها رسميا ؟ هذه محتالة...)).




(( كلا ، ليست محتالة لأننا تزوجنا البارحة في الكنيسة واصبحنا زوجين حقيقيين في الليلة الماضية . فلا أريد المزيد من الكلام!)).




(( بل هناك الكثير من الكلام . الأشياء لا تحدث بهذا الشكل ))




لكن هراكليون قال متهكما :


(( يبدو أنها تحدث حتى لليونانيين . والمرأة هي المرأة مهما قلنا ، وهذه المرأة تكفي كل احتياجاتي التي تنحصر في وجه جميل أمامي في الصباح وعند آخر النهار ))




في تلك اللحظة نهضت فنّي لتخرج من الغرفة وتترك الحرية للأخوة مفراكيس ليناقشوا هذا الأمر فيما بينهم . اقتربت من ليون وطبعت قبلة على وجنته وقالت :


((من المستحسن أن اجمع أمتعتنا للسفر ))

تحسنين صنعا يا فنيلا. ارايت كيف هي مطيعة يا ديمتري ؟))





أما زونار فقد علق على ذلك قائلا :


(( أرى انك روضتها ))




ثم تبع فنّي وفتح لها الباب وألقى نظرة داخل غرفة النوم وكانت تشعر أن عينيه متجهتان نحو سرير النوم .




أغلقت الباب وراءها ووقفت وهي لا تعرف ماذا تفعل . وجدت نفسها في وضع حرج . فمن الجهة الأولى يعترض ديمتري على وجودها بينهم ومن الجهة الثانية زونار مال إليها . آه من هؤلاء اليونانيين! إنهم لا يقفون عند أنصاف الطرق كالانكليز الذين يجعلون الأمور تسير في مجراها الطبيعي ويتركون للمتزوج أن يهتم بأموره . لكن هراكليون أخ فذ وعلاقته بأخويه تختلف بصورة فذة أيضا .




كانت في حالة عصبية ولم تدر ما تعمل سوى أن تشابك أصابعها وتلوي بعضها ببعض . تعلم تماما أن هراكليون حرم نفسه من كل شيء حتى يؤمن لهما لقمة العيش وقاسى الجوع والبرد في أواخر الحرب واستنفد قواه لهما حياة أفضل . ولا تشك فنّي أن أخويه يقدرانه ويتمنيان له كل سعادة مع زوجة تصلح له .




في رأس ديمتري يصعب التعويض عن بينلا لأن هراكليون هو الذي اختارها بنفسه . ولكن زونار يرى في فنّي المرأة الهادئة الجميلة . هل هيجميلة ؟ وقفت أمام المرأة وتفحصت نفسها بايجابية . مظهرها جميل وأشقر وانكليزي وربماهذا ما جذب زونار الذي طالما يحوم حول النساء منذ وفاة زوجته في الحادث لكي يرفه عن نفسه ، ولكن يجب أن يميز بين علاقتها به كزوجة أخيه وعلاقته مع امرأة لعوب . ففنّي زوجة هراكليون وسيقيم الدنيا ويقعدها إذا هي تساهلت مع زونار وأفسحت له المجال أن يتمادى معها.



اشتهاء امرأة الأخ لعنة في العقيدة اليونانية ولا يستطيع هراكليون أن يتصور أن يشاركه رجل امرأته .



تناولت مشطا وبدأت تسرح شعرها إلى أن أعطته شكل الجرس الذهبي الذي اشتهرت به . ووضعت بعد ذلك ثياب النوم في اصغر الحقائب الثلاث. وفيما هي تقوم بذلك وقع نظرها لأول مرة على رسم أسد يزأر وتحته حرفان : ب . م .




لاتملك شيئا ! لا الرجل ولا الثياب ، ولا الجزيرة ، ولا حتى الحقيبة. ولقّبها ديمتري بالمحتالة ، وهذا صحيح! لا تملك ذرة من الحق لتبقى هنا ولكن لا تجد مكانا تلجأ إليه. فالعم دوميـنك لن يقبلها في بيته بعد عمليتها الجريئة التي فيها حلت محل ابنته بحيلة أجرأ .




فتح الباب ودخل هراكليون ليقول لها أن البواب آت لينزل الحقائب ، وسألها إذا كانت جاهزة . تناولت سترتها التي تتماشى وتنورتها وحقيبة يدها وأحست بميل هستيري إلى الضحك ولكنها فزعت لأن الضحك المفرط يؤدي في النهاية للبكاء. وقالت:



(( نعم أنا جاهزة وكل شيء جاهز)).




خرجت من الغرفة التي فقدت فيها اعز ما لديها مع هراكليون محطم القلوب




وتوجه الأربعة في سيارة سوداء فخمة إلى مطار الهليكوبترات في جوار لندن حيث الهليكوبتر القرمزية الخاصة بهراكليون تنتظرهم ليستقلوها في رحلتهم إلى اليونان . وهي الهليكوبتر التي يستعملها في روحاته وغدواته بين جزيرته وأماكن أعماله.






وضعوا أمتعتهم في أماكنها المخصصة لها وكانت فنّي أول الصاعدين إلى الغرفة ذات الأربعة مقاعد . اجلس زونار فنّي في مقعد بجانب النافذة لتتمكن من رؤية كل شيء وجلس هو بجانب أخيه ديمتري . فابتسمت له شاكرة وانتظرت زوجها ليأتي ويجلس بجوارها.






سألها زونار إذا كانت مرتاحة ، والتوت شفته قليلا ربما بسبب جوابها اللطيف له . أما ديمتري فكان ينظر إليها غير مصدق أنها آتية معهم ، ربما لأنه أكثر استبطانا من زونار ولذا أكثر تأثرا بالصدمة . يرى أنها مستهترة وقد لا يختلف موقف زوجته نحوها عن موقفه . ولا تدري فنّي كيف ستتصرف معهم ، وتعتريها من حين لآخر رعشة خوف من مصيرها المجهول ، اهو الجنة او الجحيم ؟

أتى هراكليون واخذ الكرسي الملتصق بكرسيها وسألها :

((هل أعصابك متوترة ؟ هل طرت في هليكوبتر قبل هذه المرة ؟))




هذه هي المرة الأولى في حياتها وتمنت أن يمسك زوجها بيدها فيما بدأت مروحة الهليكوبتر تدور وتهز جسم الطائرة التي أخذت في الارتفاع وطارت فوق نهرالتايمز ومرت من فوق أبراج وستمنستر القوطية .




شعرت بدوار في بضع الدقائق الأولى ولكنها عندما رآت هراكليون يفتح حقيبة صغيرة ويخرج منها وثائق ينشغل بمراجعتها بهدوء وكأنه في مكتبه ، صممت أن تستمع بالرحلة إلى أقصى حد . وصل إلى أذنها صوت ديمتري وزونار ولكنهما كانا يتكلمان باليونانية ربما عنها بدون ذكر اسمها ، وسمعت صوت زوجها يسألها :



((هل استرخت أعصابك الآن ، أرى التنقل بالهليكوبتر انسب بكثير من الطائرة . هل تعرفين أننا نستطيع أن نهبط على سطح القصر؟)).




قالت مبتسمة:



(( كلا. لا اعرف إلا القليل عن عالمكم بالرغم من مما تفكر فيّ ))




(( لكني متأكد من انكلا تجهلين ما كتبته الصحافة عن المملكة القائمة بذاتها والتي أسستها عائلة مفراكيس على جزيرة بتالودس . نحن معروفون بأننا عشيرة عصامية تكره أن يدخلها الغرباء))




(( وأنا غريبة داست أعتاب بابكم بدون دعوة))




(( لا تنسي يا سيدتي أن تأتي إلي مستنجدة إذا رفضك احد من عائلتي ))




(( تعني ديمتري ، أليس كذلك ؟ حدسي يقول بأنه صدم برؤيتي ولا يبدو بأنه سيتسامح معي ))




((لا تلوميه الظروف حمته أكثر من زونار الذي يرى السعادة شيئا اسود والذي يقطف الثمار من أشجار الغير بشراهة. ولا تنسي بأنه أصبح الآن أخا لك!)).




(( لن أنسى ذلك . لكني احتاج إلى صديق واحد على الأقل ))




(( صديق ؟ لا تتظاهري بأنك بحاجة إلى الود . كنت تعرفين المخاطرة ونتائجها عندما نذرت نفسك زوجة ليوناني . نحن شعب لا يعرف اللطف ، ولذا ابعدي عنك أفكار الأسى )).




كانت نظرته بقساوة كلامه. قرب فمه من أذنها وقال بصوت خافت:



(( لا اعتقد أن حماقتك دفعت بك إلى توقعات رومانسية كبيرة...او انك أملت في أن يكون زواجنا زواج مصلحة )).




(( كلاهما توقعات زائفة . لم أفكر حينه إلا بالظرف الذي كنت فيه عندما أصبح التراجع مستحيلا ، وفعلتي تشبه من يحاول لمس النار بيده معتقدا أنها لا تحرقه)).




(( لست طفلة يا عزيزتي . فمحاولة اللعب بالنار ومجابهة الأسود أعمال صبيانية حمقاء . أنها أعذار لا تحجبي نواياك عن الناس . فكفي عن أي محاولة لإقناعي بأنك لم تدري بما كنت تفعلينه. ما عليك إلا أن تقطفي ثمار نجاحك . أظهرت نفسك بمظهر ملاك . وبرهنت في الليلة الماضية على قوة إقناع من نوع آخر)).




(( أنت راض إذا ؟ يسرني أني لم احرمك حتى من هذا)).




نظرت إلى سوار ساعتها وتساءلت عما قد يهمس في أذن بينلا لو أنها معه في الهليكوبتر الآن .




(( المرأة امرأة في كل الظروف . والصفقة التي قمنا بها نحن الاثنين ترضيني تماما)).




عاد لينهمك بالأوراق التي أمامه ، وأخذت فنّي تفكر وهي تنظر من النافذة في هذه الصفقة الكريهة التي تخوله حق التمسك بها وتطبيق بنودها واحدها إنجاب طفله. ومن العوامل التي تعينها على تحمل قسوته عليها هو أنه بنى قلعته بيده ويكره أن يحشر أي إنسان نفسه في عالمه الخاص . خاصة إذا كان هذا الإنسان امرأة لم يخترها هو لتشاركه فيه.

ومهما بلغت درجة حبها له فلن يعتبرها زوجة حقيقية له . وهي له بمثابة وسيلة إلى غاية ومن سخريات الصدف أنها تملك الصفات الكافية لترضي مطالبه . وجلّ اهتمامه منصب على جسمها، أما الناحية العاطفية فشأن يخصّها هي وحدها. الم يقل[ المرأة تبقى مرأة]؟.



((هل تدخنين يا فنيلا ؟)).



لم يتح هراكليون الوقت لفنّي لتجيب على سؤال زونار فقال دون أن يرفع نظره عن أوراقه :

(( كلا. إنها لا تدخن . ورئتاها وجلدها لا تتحمل التدخين )).






ألقى زونار نظره على فنّيوتململ في مكانه وأشعل سيكارة لنفسه وتصورت فنّي أن زونار وجد تسلية في قصة هذه الفتاة الهادئة الجميلة التي غامرت بجرأة مدهشة لتامين زوج لنفسها ذي ثروة طائلة . وكلما فكر زونار فيها كلما عجز عن فهمها كما يعجز عن فهم وضعه الطائش في علاقاته بالنساء منذ فقدان زوجته التي أحبها حبا خالصا والتي لا ينساها إلا بإغراق نفسه في أمور تروح عنه وتنسيه ذكرياته ولو إلى حين .



تراوده الآن مجازفة التقرب إلى زوجة لا يحبها زوجها ولكن يمتلكها ، وهذه مشكلة تحب فنّي أن تتفاداها لأنها لا تريد مطلقا أن تتسبب في انشقاق بين الأخوة قد ينتج عنه تفسّخ في العائلة . هل تريد بناء صداقة لا مغازلة ، وتتلهف أن تلقى فردا واحدا على الأقل يرحب بها ترحيبا غير الذي يظهره زونار .



لم تع أنها تغرز أظافرها في جلد جزدانها إلا عندما ربّت هراكليون بقلمه على ظهر يدها وقال :

(( ستخدشين جلد الجزدان . هل عملت في المحاسبة حيث كنت موظفة ؟))



لماذا هذا السؤال ؟ إلا أنها أجابت :

(( بعض الأحيان ))



((وهل تحسنين المحاسبة ؟ )).



(( كنت أتدبر فيها ولم اخلط بين شيء وآخر . إني أحب عمل الأرقام )).



ناولها ملفا فيه أوراق وقلما من ذهبا وقال :

(( ممتاز ألقي نظرة عليها واعملي اللازم . هذه أرقام عن مطاعمي في أثينا مكتوبة بالانكليزية حيث أن المحاسب بريطاني ))



تعرف بان هراكليون ليس بحاجة إلى مساعدة ولكنه يريد أن تشغل ذهنها في العمل بدل أن تشغل نفسها بالتفكير . شعرت بامتنان حقيقي وعبرت عن ذلك بابتسامة حلوة فيها كل حرارة الشباب . تطلع فيها مليا ثم قال :

(( اشتغلي بها تربحي فنجان قهوة )).



اختفت ابتسامتها واغتاظت منه بسبب نظرته القاسية ولهجته الجافة . يئست من التمتع بكلمة لطيفة او مجرد ابتسامة منه . لا ينظر لها إلا بازدراء وباندفاع عاطفي لدى الحاجة فقط .






بدأت عملية جمع الحساب جاهدة لئلا تقع في الخطأ أملا منه في الحصول على رضاه ولو نسبيا . ومضى وقت وهي تسمع دندنة محرك الهليكوبتروأصوات الرجال يتحادثون كأنها آتية من بعيد . أفادها العمل الذهني إفادة الدواء الناجح وهذا ما كانت تتمناه . قاربت الانتهاء من آخر صفحة عندما سمعت هراكليون يعلن أنهم سيحطون في نيس في فرنسا للتزود بالوقود ، وما إن رفعت رأسها حتى وصلت إلى انفها عبير القهوة .




قال لها زوجها وهو يناولها الفنجان :

(( انظري . تحتنا مياه البحرالزرقاء فقط ))



جنوب فرنسا . ما اجمل هذا البحر بشواطئه البيضاء ! انكمشت فنّي قليلا على نفسها . فانكلترا أصبحت الآن وراءها وبعد قليل ستكون وجهتهم اليونان . أعادت إليه الأوراق وراجع الحساب فوجدها دقيقة بعد مقارنتها بم لديه .

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 06-05-09, 06:05 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قال ممتدحا:



(( عمل جيد. والآن أعرف إلى من التجئ عند تراكم العمل . كما انك تعرفين يا سيدتي ماهو دخلي من محلات قهوة الاكسبريس)).



لا تعرف هذا فقط بل تعرف كيف ينغص عليها لحظة شعرت فيها بقليل من النشوة عندما يتعمد النيل منها . فقالت دون أن تنظرإليه :

(( نعم ، اعرف . لابد انك راض عن مدخولك الكبير من محلات القهوة)).



ضحك بخشونة وناولها ساندويتش من الخبز الأسمر بالجبن والزبدة وقال :

((هل مازالت مخالبك قوية لتخدش ؟)).



(( أملي أن تكون كذلك . شكرا ))



وجدت الساندويتش لذيذ الطعم ونكهة القهوة منعشة ، ويبدو أن مشاكسات هراكليون واهاناته لها تشحذ قابليتها للأكل . فأكلت بشهية كبيرة ، ورأته من طرف عينيها ينظر إلى جلدها من فتحة القميص الزهري وتفهم فنّي أن معنى كل نظرة من هذه النظرات لمسة يد تذكرها بما جرى في أول ليلة لهما. وبما سيجري من الاندفاع الجنوني الذي يغرقها في كل شيء ماعدا الغاية التي يتوخاها : أن يسمع منها عبارة "أنا حامل".



قطع زونار عليها خيط تفكيرها عندما قدم لها طبق الحلوى لتتناول منه قطعة . تذكرت حلوى مثل هذه في بيت عمها عشية الزفاف . كان قرص الحلوى ابيض كالثلج تغطيه أزهار مصنوعة من السكر المجمد والمزين بجرسين من الفضة الأصلية .



(( تناولي منه يا فنيلا . يجب ن تتذوقي قرص زفافك)).



تعلم فنّي آن زونار يحب المزاح ولا يقصد توجيه كلام لاذع او ذي معنى ، ولكنها أحست بقشعريرة برد تسري في عروقها ويهرب الدم من وجهها وتصابرت على نفسها وقالت :

((هذا ليس قرصي أنا . كلنا نعرف ذلك . أليس هذا صحيحا ؟ ))



((في كل الأحوال يجب أن تأكلي منه . هذه هي التقاليد ))



(( لماذا ؟ هل هذا يؤمن ولادة صبي لطيف لزوجي اليوناني ؟)).



خيم عليهم صمت رهيب ولم ينبس احدهم بكلمة واحدة لان ما قالته مسّ كل واحد منهم . لم تقصد أن تكشف عن عمق آلامها ، ولكن زوجها هو الذي يدخل اليأس الى قلبها بقساوة قلبه الحجري . كانت تأمل مثلا أن يلين قلبه ولو قليلا في ليلته الأولى ولكن خاب أملها .






رمت برأسها إلى الوراء فانفرش شعرها كبساط من ذهبي توهج كالنار حول وجهها ، ولما تطلعت في وجه هراكليون بقي نظره متحجرا وأما أعصابها فلا يبعد أن تنهار.






(( لنأمل فقط أن يكون ألطف طبيعة من طبيعة والدته. افتحي فمك!))



(( إني ارفض...لست فقمة افتح فمي حتى تلقمني سمكة!)).



(( أنت عنيدة يا عزيزتي . تتصرفين كالأطفال . كلي قطعتك...وأحبيها )).



نفذ صبرها ولم تعد تدري ما تقول فصرخت فيه متعمدة إهانته :

(( اذهب إلى الجحيم يا هراكليون)).



لم تبالي بوجود أخويه شاهدين على الحقد القائم بينها وبين زوجها . إلى متى يستطيعان الاسترسال في التظاهر الكاذب بان في زواجهما بهجة وسرورا وأخواه يعلمان أن أخوهما الأكبر تزوج من فتاة احتالت عليه ؟ لن تتحمل التستر وراء المظاهر الخداعة طالما لن يغفر هراكليون لها فعلتها ولن يتوقف عن إذلالها مادامت تحت سقفه. فليقذف بها من الهليكوبتر ولكنها لن تنحني أمامه وتقبل رجليه كالعبدة وكمن يتوقع مفاجأة من هذا النوع خطفت نظرة إليه ورأت في عينيه تلك النظرة التي تعبر عما يلاحقه من بؤس طفولته. ورد إليها النظرة بنظرة كلها تهديد.



(( هل تحبين أن تجدي نفسك هناك ، أسفل ؟ )).



((لا اشك في انك تستطيع تدبير ذلك . أنت تتنفس كبرياء نتنة ، ألا تعتقد ذلك يا هراكليون ؟ وكبريائك تحرمك نعمة القوة في العفو كباقي الرجال)).

تدخل زونار ليلطف الجو دون أن ينحازلأحدهما وقال :


(( ربما تفضل زوجتك أن تحتفظ بحصتها من الحلوى ملفوفة بورقة في الوقت الحاضر . فالنساء يعتقدن بالخرافة القائلة بان المرء لايستطيع ان يحصل على قرص العسل ويأكله ))




تحول هراكليون عنها وصب لنفسه مزيدا من القهوة وقال بدون اكتراث:


(( إذا كانت تخشى أن تخنق الحلوى أنفاسها فلتحتفظ بها ملفوفة )).




ولم ترد فنّي أن تبدو مقصرة في شكر زونار فتمتمت كلمة امتنان له عندما ناوله قطعة الحلوى .




ظل ديمتري طيلة هذا الحوار اصم أبكم وود لو انه يفتح الباب ويدفع بها ويتخلص منها هو والعائلة ، بينما كانت ركبتا فنّي تصطكان لأنها تعيش في دوامة عنف تشتد وتخف حسب ميول ردود الفعل في كل من الإخوة الثلاثة




فأولهم يعتبرها زوجة غيرمرغوب فيها... وثانيهم يعتبرها دخيلة عليهم... وثالثهم تحركت عواطفه نحوها . وضعت قطعة الكعك في جزدانها وتنفست الصعداء عندما هبطت الهليكوبتر في نيس ، وما إن ترجلت من الطائرة حتى ركضت إلى غرفة الانتظار وجلست لتريح أعصابها المتوترة .




اخرجت من جزدانها محفظة نقود صغيرة ، كان لها في المصرف مبلغ من المال وفرته لتقوم بالرحلة في عطلتها السنوية ، وهذا المبلغ سيساعدها ، لو كان في حوزتها الآن ، على التخلص من مأزق لم تعد تتحمله . وأخذت تفكر في عملها الجنوني وندمت على إقحام نقسها في حياة هراكليون .




أي شيطان وسوس لها أن تتقمص شخصية بينلا عندما رأت فستان عرسها ملقى على السرير؟ هل أرادت التخلص من حياة الوحدة في بيت عمها؟


اقتربت منها إحدى الخادمات غرفة الجلوس وسألتها بالفرنسية سؤالا فهمت منه أن الخادمة ارادت أن تطمئن عليها. فأجابتها فنّي بكلمة شكر بالفرنسية أيضا ، ثم نهضت من مكانها . ورتبت شعرها . سارت نحو الهليكوبتر وكلها عزم على مواجهة الأمور على علاتها وعلى أن تمد رجليها بقدر فراشها. وان تقبل مصيرها بشجاعة ورقّة.




وصلت إلى الطائرة فاتجهت توا إلى هراكليون الذي كان واقفا يدخن سيكارا وقالت له :


(( اعتذر عما بدر مني في لحظة حدة مزاج ، وسأحاول ان اتجنب ذلك إذ وعدت نفسي أن أتصرف كزوجة مطيعة ))




(( برهنّا أننالا نستطيع أن نعيش خدعة ملفقة. والحب عاطفة لا يمكن لبسه او خلعه كسترة . وها قد حصل ما كنت أخشاه . فان ديمتري يتهمك بأنك تزوجتني للكسب المادي فقط ))




(( وأنت تصدق ذلك يا هراكليون)).




(( نعم الديك شيء آخر أصدقه ؟ كلانا غريبان حقيقيان الواحد عن الآخر ولم يتلفظ الواحد منا بأكثر من عشر كلمات عندما التقينا لأول مرة في بيت عمك . هل في إمكانك أن تهتمين بغريب عنك؟)).




لا يمكنها أن تدعي ذلك ، ولا تستطيع أن تطلعه على أنها أحبته من أول وهلة بالرغم من انه غريب عنها ، وأحبته لأنها وجدته يختلف كليا عن غيره من الرجال ذوي الوجوه السمجة والذين لا يتحدثون إلا عن السيارات والرهانات والنساء المبتذلات. كان يصيبها الملل في حضرتهم ولم تفكر في أن تلفت أنظارهم إليها. حتى أن تسريحة شعرها لم تستحق أي التفاته منهم وبرهنت لهم على أنها لم تعن أبدا بحديثهم عن الحب. وكانت النتيجة أن أحدا منهم لم يلاحقها او يزعجها، فكانت تستمتع بذهابها وحدها إلى السينما او إلى المطعم .




هذا هو منوال حياتها في بيت عمها إلى أن غزت حقيقة الرجال ودخل الحب قلبها عندما أتت ابنة عمها بيوناني طويل القامة ، برونزي اللون ، كان يضحك لمزحة بينلا من أن فنّي بنت خجولة.


هذا هو هراكليون الذي اندمج بشخصية بينلا التي كانت تضحكه ، وأما مشاركته مع فنّي فتنحصر في شكليات عقد القران وفي أول ليلة بعد العقد حيث لم تلعب العاطفة فيها أي دور.




يكتفي هراكليون إرهابها وتعذيبها ولكنه لا يكتفي بان تقف أمامه مذلولة يريدها مرفوعة الرأس شامخة . لم تهتم بنظرته العديمة الحنان ولكنها قالت بصوت فيه ليونة :


((هل تحب أن تعلق راسي على رمح ؟))




((كلا . الأفضل أن يبقى حيث هو على رقبتك الجميلة . يجد الإنسان تعزية حتى في زواج مثل زواجنا ، بالنسبة إلي على الأقل . أما أنت فلم تفوزي بجائزة تعزية من الخدعة التي مارستها))




(( كلا ، طبعا . لم أفز بجائزة من هذاالزواج . أظن أن هذا يبهجك ))




(( اعترف انه يبهجني . ولن تقدري قيمة هذه البهجة التي تزيل المرارة من فمي كلما نظرت إليك وكلما رن في أذني صوتك المخادع عندما وعدت بان تكوني زوجة محبة ، مضحية ومطيعة ))




(( ترك الله السلطة بين يديك لتعاقبني بلهب نظراتك . أنت هو العقاب المحرق الذي أحس به في كل عبارة من عباراتك اللاذعة)).




(( وهل تحسين بحرارة اللهب ؟ ))




(( كما لو كنت مقيدة على محرقة)).




(( كساحرة ، لا كشهيدة)).




(( فسر ذلك كما تشاء )) .




((ك ساحرة طبعا يا فنيلا ، واكرر هذا كل مرة نكون فيها وحدنا. ساحرة صغيرة ذات جلد ابيض سحرت جماعة بكاملها بقوتها المشتعلة ))
((قوتي المشتعلة ؟))





(( امزحي ما حلا لك لكن لن أتلاطف معك طالما أجد متعة في القسوة . قلت أني متكبر، وأفضل هذه الصفقة على متغطرس لأني لا أضايقك بدون سبب. والأسباب عديدة يا حلوتي )).

((هل يحق لي أن آمل بنهاية للعقاب ؟ )).

(( النهاية ستأتي ، عندما تنجبين لي ابنا)).

رافق كلامه هذا بضغط قوي على أضلاعها.

((هل ستبتسم إذا صرخت من الألم يا هراكليون؟ هل تكرهني إلى هذه الدرجة ؟)).

(( قلت أني متكبر)).

((الكبرياء اسم ثان لك)).

(( إذا لماذا تعاتبيني ؟ الإنسان يحصد ما زرع )).

(( وسيكون حصادك هذا ابنا مني ، هذا إذا حملت)).

(( ليكن المولود ابنا، وعندها يتوقف عذابك)).

(( نحتوك من حجر يوناني)).

أضحكته هذه العبارة ولكنه علق قائلا:
(( لا تحاولي أن تتملقيني ياعزيزتي . عندي مناعة ضد الإطراء . أنا منحوت من رخام يوناني ولكني لست بشكل (ادونيس) ، ذلك الصياد الجميل الذي قتله حيوان بري بقرنيه لأنه رفض محاولات افروديت لإيقاعة في حبها . حتى وأنا شاب لم أكن بجماله . إن مظهر آل مفراكيس متجسم في اخويّ التوأمين)).

(( لكن طبيعتك أكسبتك مزايا أخرى))

(( نعم . منها العناد والذكاء الحاد ))

وأكسبته طبيعته غير هذه المزايا : منكبين قويين ومشية الفهد والرشاقة والثقة في النفس وعينين مشعتين وصوتا قويا ورهبة ونفوذا . وعدا ذلك قوة إقناع جعلته أكثر خطرا على المرأة من غيره من الرجال.

هذا ما تراه فيه من صفات وأرادت أن تضيف عليها :
(( وولدت للاستمتاع بالصراعات . هذه إحدى مزايا أهل أسبارطه وأنت تعرف ذلك . أنت تكرهني...ومع ذلك تريد طفلي . فهل سترميه من على صخرة مرتفعة إذا شب شبيها لي ؟)).

(( يكفيني أن يكون في جمالك ، وما تبقى فيه سيأتيه مني . الحب والكراهية شيئان ملتصقان كالتصاق الجلد بالهيكل العظمي)).

(( حق ؟ إذا ستفرض على ابنين صيحة أسبارطه الأسطورية:[ حاملا درعك او محمولا عليه]، أليس كذلك؟)).

(( هذه النصيحة من أسمى ما يكون فيجب أن يكون الرجال أشداء والنساء جميلات)).

أشعل سيكارا واخذ يرسم بدخانه صورا في الهواء وهو ينظر إليها بتمعن وقال :
(( النساء تغلب عليهن الصفة العاطفية والنساء اليونانيات على الأقل يحبذن السيادة عليهن والاهتمام بهن . اسألي أي فتاة يونانية عن هدفها فتقول لك أنها تعيش لتلد ابنا فترعاه ليترعرع وينمو رجلا ذا باس وعزة نفس .
هل تعتبرين هذه فلسفة رديئة ؟ سيخف تذمر النساء في وطنك يا سيدتي لو عرف الرجال دورهم الحقيقي في الحياة وتخلصوا من ميوعتهم وعدم مبالاتهم . هل أحببت أحدا منهم ؟))

كانت تكن ازدراء لهؤلاء الرجال وحبا لهذا اليوناني الذي يمثل قوة الإرادة وقوة الجسم التي لم تصادفها طيلة سنينها الاثنين والعشرين . قاست بنظرها عرض منكبيه الملفت للأنظار والذي تتمثل فيه مقاومة شديدة وتصميم ثابت ، ولهذا أحبته.

أحبته ولكنها ستثابر على مقاومته ومعاركته وهذا ما يريده منها...ما يريده من عروسه المزيفة والمحتالة.

(( أنت تعتقد انه كان لي....)).

(( اقر باني أخطأت في اعتقادي هذا، إلا إذا كنت مخادعة ماهرة))

تنطبق هذه الصفة على بينلا . ولا تزال ضحكات ابنة عمها ترن في أذنيها وهي تقص عليها أخبار انتصاراتها على الرجال وتقول :(( الرجال أغبياء ، وينصاعون لك إذا عرفت كيف تصطادينهم بالصنارة )) . وهذا قليل من كثير.

((هل تصدقني إذا قلت لك أني لست من هذا النوع من الفتيات ؟)).

(( أتطلع في عينيك ولكني لست أحمق كي اسبرغور غموضهما ، وهما كالضباب المنساب فوق سطح الماء او كغمامة المساء))

تقدم زونار منهما وقال تعليقا على ما سمعه عفوا:
(( المتشائم وحده ينجح في سبرغورهما . فتاة بلا غموض تشبه جوهرة بلا أعماق ، أو طعاما بلا نكهة . في هذه اللحظة بالذات تذكرني فنيلا بشمام بارد يسيل له اللعاب))

رماه هراكليون بنظرة تعنيف وامسك فنّي بذراعها وقال :
(( آن الأوان كي نذهب . أحس أني تغيبت طويلا عن بتالدوس)).

(( جزيرة الفراشات)).

(( نعم يا فنّي ، جزيرة الفراشات ، الجمال الحقيقي الثمين والأوحد في حياتي)).


كان صوته جافا وأصابعه تؤلم ذراعها وهو يساعدها في الصعود إلى داخل الهليكوبتر . وأضاف يقول :


(( تذكري ذلك!)).


أجابت بصوت خافت جدا :


(( سأتذكر كل شيء)).


ارتفعت الهليكوبتر في الهواء وكانت شفرات المروحة الهائلة تبرق في ضوء الشمس وتقطع الهواء وهي تدور.

نهاية الفصل الثالث

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دمية وراء القضبان, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the child of judas, عبير القديمة, violet winspear, فيوليت وينسيبر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t110362.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
طµظˆطھ ظ‚ط·ط© ظ…طھظˆط­ط´ط© This thread Refback 02-03-16 05:23 PM
112 - ط¯ظ…ظٹط© ظˆط±ط§ط، ط§ظ„ظ‚ط¶ط¨ط§ظ† - ظپظٹظˆظ„ظٹطھ ظˆظٹظ†ط³ظٹط¨ط± - … - ظپظˆظ„ط§ط° ط­ظ‚ظٹظ‚ظٹ This thread Refback 02-03-16 09:09 AM
ظ…ظˆط³ط§ظƒط§ ظٹظˆظ†ط§ظ†ظٹط© This thread Refback 07-08-14 06:12 AM
ط¯ظ…ظٹط© ظˆط±ط§ ط§ظ„ظ‚ط¶ط¨ط§ظ† ظپظٹظˆظ„ظٹطھ ظˆظٹظ†ط³ظٹط¨ظٹط± ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© ط§ظ„ظ…ظ†طھط¯ظ‰ This thread Refback 06-08-14 11:48 PM
ظ…ظˆط³ط§ظƒط§ ظٹظˆظ†ط§ظ†ظٹط© This thread Refback 06-08-14 09:54 PM
ظ…ظˆط³ط§ظƒط§ ظٹظˆظ†ط§ظ†ظٹط© This thread Refback 02-08-14 05:29 PM
sosoroman's Bookmarks on Delicious This thread Refback 27-12-09 12:55 AM


الساعة الآن 11:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية