اليوم هو الرابع عشر من شهر رمضان..
دعتني أم فادي البارحة لتناول الإفطار عندها مساء اليوم، فوافقت..
كنت مشغولة بري النباتات عندما اتصلت بي ريما تدعوني هي أيضاً لتناول الإفطار عندها اليوم…
تدعوني لتناول الطعام في بيت أهلها، وليس في بيتها!
(لماذا لا تدعوني لبيتها؟.. هل أنت مدعو للإفطار في بيت أختك، ومن الممكن أن أراك هناك؟!)
سأحضر إذن طمعاً برؤيتك فقط، وليس رغبة برؤية ريما، أو تذوّق طعام أمها التي لا تجيد الطبخ.
اعتذرت من أم فادي بعذر مقنع مع أني لا أجيد الكذب، وعدوت مسرعة إلى موقف السيارات فقد تأخر الوقت وأوشكت الشمس أن تغيب.
كانت ريما وزوجها يونس وأمها وأخيها ياسر متحلقين حول مائدتين واطئتين غير متساويتين في الحجم أو الطول موضوعتين في غرفة الجلوس قرب التلفاز.
(كم أكره هذه العادة.. التلفاز الذي يرافقنا حتى أثناء تناول الطعام).
أما غرفة الطعام حيث يمكن أن يجلس الإنسان مرتاحاً، فأظن أنها تبقى مجرد
ديكور لا يستعملونها أبداً لتناول الطعام.
سألت أم ياسر:
-أين أبا ياسر؟
-لقد ذهب مع أخي إلى بانياس.. إنهم مدعوين لتناول الإفطار هناك!
(يا لحظي العاثر مرة أخرى.. ليتني لم أعتذر لأم فادي وتناولت الإفطار عندها)
كان منظر الملوخية غريباً جداً، فلم أتعرف إليها إلا عندما أومأت أم ياسر أن أضع في صحني بعضاً منها.. كانت في غاية اللزوجة!!
أما الكبَّة اللبنية، فلم يكن منظرها أفضل حالاً، ولا طعمها أيضاً!!
****
مشيت اليوم ساعتين أذرع الطرقات مللاً..
أتخيل أني سألاقيك في منعطف ما، وأقطع المسافات وأنا أنسج في خيالي كل مرة قصة جديدة للقائنا آه.. كم كنت سعيدة وأنا أتوه في شوارع المدن المغربية في آخر رحلة رغبت فيها..
سعيدة بالسير في مدن لا أعرفها من قبل، ولا يعرفني أحد من سكانها.. كما يعرفني الناس في اللاذقية.
في دمشق عدت لمغامرة التسكع في الشوارع، فقد أصبحت دمشق لا تعرفني.
شوارع دمشق مكتظة بالناس الذين أتخموا بطونهم بطعام الإفطار، ثم خرجوا يتدافعون داخلين أو خارجين من المحلات التي تعاود فتح أبوابها حتى منتصف الليل من أجل العيد..
تناهى إلى سمعي في "الطلياني" صوت جرس بيد شاب يهزه لجذب انتباه المارة، فالتفتّ إلى الخلف لأرى صاحب الجرس المتنكر بثياب "بابا نويل" يقف أمام يافطة كتب عليها "سوق خيرية من أجل الأطفال المصابين بالشلل الدماغي بمناسبة شهر رمضان".
"بابا نويل" وشهر رمضان.. هذه هي بلادنا.. مزيج من كل شيء.
دلفت من المدخل أهبط الدرج إلى السوق الخيري، وأجلت نظري في المعروضات.. لم أكن راغبة بشراء الملابس أو الشوكولا، أو مساحيق التجميل.
سحبت من جزداني نقوداً وضعتها في صندوق جمع التبرعات، وتدحرجت من عينيّ دمعات، وأنا أفكر بليلى وأدعو لها بالشفاء.
في الليل حلمت أني أزورك في العيادة، وما إن دخلت مكتبك حتى وجدت طبيباً آخر قد حل محلك!
نظرت إلى الجدار، فلم أجد صورتك التي من المفترض (في الحلم) أنها هناك.. بل صورة الطبيب الجديد!!
أصابني القلق والحزن من أجلك، وسألت الطبيب الآخر عنك، فأجابني إجابة مبهمة.
****
جاري حسام، مدير مكتب الطيران، في الرابعة والخمسين.. وباب شقتي التي استأجرت في دمشق لا يبعد إلا أمتاراً عن مكتبه..
كان بيتر يتردد عليه قبل سفره من أجل التنسيق لعمل سياحي مشترك، وكان هو يتفقد أحوالي بحكم الجيرة وعلاقته بزوجي..
فأنا امرأة وحيدة، والرجل الشرقي يشفق على المرأة الوحيدة.. يراها ضعيفة، ويرى نفسه ولياً لأمرها، فلا يتوانى عن مساعدتها خاصة عندما تكون جارته..
كان يناديني لأرد على الهاتف عندما يتصل بيتر.. إذ ليس في الشقة التي استأجرتها هاتف.
وكنت أتحدث إليه، عندما يلمحني، وأنا أمر يومياً من أمام واجهة المكتب الزجاجية لأدخل شقتي.. حديثاً لا يتعدى حدود تلك العلاقة.
قال لي مرة أن زوجي طيب القلب لدرجة أنه لا يتوقع لـه أن ينجح في العمل هنا، لأن الناس الذين سيتعامل معهم سيستغلون طيبته بالتأكيد.
ودعاني مرة لأزوره في البيت وأتعرّف على زوجته، فأذعنت أخيراً لالحاحه خاصة وأنه سبق لبيتر أن زاره في البيت.. لكن زوجته لم تكن حقاً من النوع الذي أرغب بصداقته، رغم حرصها أن تكون لطيفة معي، فلم تتكرر الزيارة!
لم أرغب أبداً في ذلك الحديث.. لكن حسام بدأ فجأة يحدثني عن زوجته.. عن اهتماماتها التي تنحصر منذ 25 سنة في شؤون المنزل فقط من طبخ وغسيل وتنظيف، وعن شجاعته التي خانته أكثر من مرة، فلم يتركها!!
أدركت عندئذ أنه يجب علي أن ألتزم جانب الحذر، فأصبحت أتجنب الحديث إليه وأكتفي بالتحية. (عجبت كيف يجرؤ أن يبدأ معي حديثاً كهذا، وعلاقتنا لا تتعدى حدود المعرفة السطحية..
أنا فتحت لك قلبي وأخبرتك عن أموري الشخصية، لكن الوضع مختلف، فأنت.. أنت تعلم!)
"الحب أعمى، لكن الزواج يعيد إليه النظر"***
****
قالت لي سوسن على الهاتف:
-لقد مللت.. كل يوم هذا الروتين القاتل.. قولي بالله عليك ما الغاية من وجودنا؟!
قلت لها مازحة في محاولة فاشلة لإزالة الملل:
- أن نأكل ونشرب و..!
- يا لها من حياة!
- المشكلة يا عزيزتي أن ما قد يجده أحدنا غاية لوجوده قد لا يجده الآخر كذلك.. الناس كلها تتذمر، وإن اختلفت الأسباب.
أنت مثلاً لم تتزوجي، ولكنك تتمتعين بكامل حريتك في كنف أسرة منسجمة، وحالك أفضل بكثير ممن هن مثلك، ولكنك غير راضية، لأن ثمة شيء تتوقين إليه وتفتقدينه.. شيئاً لم يتحقق في ذاتك..
وأنا.. عشت في أوروبا، وسافرت في أنحاء الدنيا وتزوجت وأنجبت، ومارست نشاطات كثيرة، ولكنني رغم ذلك لم أكن يوماً راضية تماماً عن نفسي يا سوسن.
-وماذا إذن؟
-ننتظر حتى نرضى عن ذاتنا.. أو نموت دون ذلك.. فهل من اقتراح آخر؟!
-لا!
الوحدة التي هربت بسببها من اللاذقية تبعتني إلى دمشق، وأنا كئيبة حتى البكاء.
أبكي وأتوسل إلى الله.. أرجو منه حلا.. حلا لا يتراءى لي أبداً.
صمت.. وقد قارب الشهر من نهايته.
صلّيت.. ولكني أشرد في صلاتي.
قرأت القرآن، فلم أشعر بالراحة النفسية التي أنشدها.
لم أقرأ في القرآن سوى
قصص من سبقونا وتذكير بالإيمان، وأنا مؤمنة..
مؤمنة.. فلم تبخل عليَّ يا رب ببعضٍ من الراحة النفسية فقط؟
أريد فقط أن أكون راضية عن نفسي، ولكنني لست كذلك.
أنا لا أطلب منك مالا ولا جاها ولا مظاهر براقة..
لا أريد تلك الزائفة.. الآتية من المادة..
أريد سعادة تنبع من الروح.. من القلب، فأين أجدها؟!
****
حلمت أنك تزورنا في بيتنا.. بيت أبي، وأبي لا يزال حيا..
كنت مدعواً لتناول الطعام عندنا، وقد تناهى إلى مسمعي صوتك، وأنا في المطبخ أعد الطعام..
كنت أسمع تحادث أبي وأختي، ثم خرجت أنظر إليك وأبادلك بتردد البسمات، وأتأمل وجهك الذي كان يشبه وجه أبي!
ثم أدنو منك وأقبّلك في عنقك، وأسألك: ألم تشتاق لقبلاتي؟!
فتقول: بلى.. وتقبلني على شفتيّ!
استيقظت في ساعة متأخرة على غير عادتي.. ربما لأن الحلم كان جميلاً جداً.
اليوم الجمعة..
أمضيت النهار وأنا أجمع أشيائي في الحقائب والعلب لأنقلها إلى الشقة التي اشتريناها بالتقسيط.
كنت قد دفعت القسط الأول من مال حصلت عليه من لوحاتي التي تركتها هناك وطلبت من بيتر بيعها، ومن المال الذي جنيته من عملي في مجال التصميم الإعلاني، ومما تجود به المجلة عندما يتذكر رئيس التحرير فجأة أن يرسل لي شيكاً!!
أما القسط الثاني، فقد أرسله بيتر متأخراً جداً، ولم أستلمه بعد.. فقد حلّت أيام العطل: عيد الميلاد ورأس السنة. (كنت قد تركت لك عند نديم بطاقة تهنئة بمناسبة العام الجديد.. بطاقة بلا كلمات، فقد أقسمت مرة أخرى ألا أعاود الكتابة إليك).
****
جاء عيد الفطر مع البرق والرعد والمطر..
عدت ليل البارحة من اللاذقية بعد أسبوع إجازة أمضيته في منزلي.
أمضيت العيد للمرة الثالثة.. وحيدة.
أنتهز فرصة العطلة لأكتب..
تحلو لي الكتابة هنا، فأعيد كتابة الخواطر التي تراكمت في دمشق.
أستمع إلى الموسيقى وأكتب.
كانت سوسن تتصل بي لتسألني ماذا أفعل، فأقول لها أنني أكتب، فتتساءل بعجب: ألم تتعبي.. ألم تملّي؟!
****
كان البرد قارساً هذا المساء وأنا قادمة إليك.. مشتاقة إليك
أحمل إليك قرنفلة على الورقة.. دون كلمات.
كانت غرفة الانتظار فارغة
مددت يدي بالورقة إلى حمزة، وجلست أنتظر خروجه، فخرجت أنت بدلاً منه تمد لي يدك مصافحاً..
وجهك حيادي.. لا يعبس ولا يبتسم:
-أهلاً يا كارمن.. تفضّلي بالدخول.
-شكراً.
دخلت وأنا أظن أنك لوحدك.. ولكنك لم تكن لوحدك.
كانت هناك امرأة.
امرأة أنيقة وجميلة تجلس في الركن القصي.
(ارتحت أنها تجلس بعيدة!)
ألقيت عليها السلام، وجلست في المكان المعتاد.. على الكرسي اليساري قرب طاولة المكتب.
كانت فايزة أحمد تغني عبر المذياع: "قالوا لي هان الود عليه.."
(أغنية مناسبة تماماً.. كأنها تغنيها نيابة عني.. خسارة أننا لم نكن لوحدنا!)
بدأت تسألني عن أحوالي وأحوال ليلى، وأنا أسألك عن أحوالك.. والمرأة صامتة.
قلت لي أنك كنت في القرية.. "عندنا".. تزور المختار المريض..
(تزوره، لأنه مريضك، ولا تزورني وأنا مريضتك.. فمرة واحدة تكفي!)
وقفت تبحث بين رفوف الكتب، وتقلّب بين أصابعك كتيبات طبية تضع بعضها على المكتب أمامك. لمحت على المكتب خيوطاً فضية، فأمسكتها.. كانت خصلة صغيرة من شعرك:
-هل تقص شعرك، وتتركه على المكتب؟!
مددت يدك تتلمس شعرك وتتساءل:
-لقد استطال.. أليس كذلك؟!
انصرفت المرأة، ودخل رجلان يستشيرانك على عجل..
لمحت على مكتبك يقطينة صغيرة متطاولة.. ثمة كلمات مكتوبة عليها:
"ستبقى قريباً من الجميع، ولا تقترب من أحد"!
أنت فعلاً كذلك..
كان التوقيع يحمل اسم سوسن، لكنها ليست بالتأكيد سوسن التي أعرفها.
(ما قصة سوسن معك؟.. إن كلماتها لم تأت بالتأكيد من الهواء).
أمسكت باليقطينة أخط عليها:
"أصبحت الكتابة ممنوعة، لكن اللبيب من الإشارة يفهم"!
أعطيتها لك، وقد خرج الرجلان للتو، فوضعت نظارتك أمام عينيك لتقرأها ثم تسألني:
-لماذا ممنوعة؟!
(ما أشد مكرك!.. تشتكي من رسائلي وتجعل منها سبباً لابتعادك عني، ثم تتساءل!
سأعاود بالطبع الكتابة إليك.. سأعاود الإدمان بعد فترة نقاهة قصيرة!).
نهضت أريد الانصراف.. فوجئت بك تجذبني إليك وتقبّلني.. على الشفتين، ثم تعتذر مني لانشغالك!
اتصلت بي ليلى:
-ماما.. كيف حالك؟.. اشتقت إليك.
وبدأت تحدثني وتحدثني.. عن صديقتها ايفي، وإجازة التزلج، والمشرفات وايرين، وكل ما يخطر ببالها التحدث عنه.
كانت نبرات صوتها غير واضحة تماماً، لكنها كانت تحدثني بهدوء وتركيز لنصف ساعة، وعندما سمعت إشارة التنبيه أن الوقت على وشك الانتهاء.. قالت لي:
-ماما.. سأرسل لك في الهواء قبلات حتى ينتهي الوقت!
****
عاود بيتر الاتصال ليستفسر عن وصول النقود التي أرسلها:
-أتعلمين؟.. لقد استدنتها من البنك، لأن والديّ جمدا الحسابات بحجة أنهما قلقين على مستقبلي ومستقبل ليلى!!
-أنت وليلى؟! طبعاً أنا على الهامش بالنسبة إليهم. هل يخشون عليكما مني، ولأن البيت لا يسجّل إلا باسمي؟!.. هذا هو القانون في بلادي، فماذا بإمكاني أن أفعل إن لم يكن يحق لزوجي أو حتى لابنتي التملك فيها.؟! هل نسي والداك أن ليلى ابنتي، وأنني زوجتك التي عاشت معك عشرين سنة بحلوها ومرها، ولم أكن يوماً أنانية؟.. كان مالي الذي أجنيه هو بالطبع مالك، ولم أقتن أبداً ثياباً فاخرة ومجوهرات وأبذّر نقودك وأخرب بيتك.. إن حدث وافترقنا يوماً، فسأبيع فوراً، وأرد لك المال اللعين.. أرميه في وجوههم الصفراء، وأرحل.
-أرجوك يا كارمن.. أعرف ذلك، ويعرفان، ولكنهما هكذا بطبعهما.. أرجوك، لا تنفعلي..
****
عيون المسافرين في الحافلة التي تقلّنا إلى اللاذقية تتابع أحداث فيلم لعادل إمام.. أما عينّي فتتأمل عبر النافذة الغيوم الوردية في سماء زرقاء بعد ليلة عاصفة.
اجتزنا القطيفة، وقد لاحت قمم الجبال المدبّبة على يساري مغطاة بوشاح رقيق من ثلج هطل البارحة.. أفكاري مشتتة..
أتذكر حلم تلك الليلة.. حلمت أني في مستشفى، وقد تهت في الردهات. أرى ليلى وهي ما زالت طفلة تترك عربتها وتمشي، فأركض إليها.
وأتذكرك..
أنت تزورني دائماً في الأحلام لتؤكد لي أن عبثاً أن أهرب منك!
وقد استيقظت صباح اليوم، وفي بالي أطياف حلم أحاول أن أستذكره الآن، وأنا أنظر عبر النافذة:
كنت أزورك، وبعد انصرافي تذكرت أني نسيت شيئاً عندك.. مفاتيح؟
نعم.. مفاتيح..
عدت أدراجي لأستعيدها..
لم تكن أنت موجودا، بل حارساً يعمل عندك وزوجة له!
وفجأة.. رأيت بيتر يجلس مع الحارس يبادله الحديث والمزاح، وقد ارتدى كل منهما زي الآخر!!
سخرت من أحلامي السخيفة، وارتديت ثيابي على عجل، وأسرعت إلى مكتبي، فقد تأخرت في الخروج من البيت اليوم.
هذه أول ليلة أقضيها في هذه الشقة التي اشتريناها في دمشق من أجل أن يباشر بيتر عملا هنا، ومن أجل معالجة ليلى مستقبلاً، ومدرسة لها –ربما- ومن أجلي أيضاً.
ما زال البيت خالياً من المفروشات، سوى فراشاً اسفنجياً موضوعاً على فراشين آخرين كي لا يلامس الأرض الباردة مباشرة.
فراش وطاولة وكراسي بلاستيكية وبضع أدوات وأواني في المطبخ والحمّام.
جلست في غرفة الاستراحة مع زميليّ غسان و عماد نحتسي الشاي وندخن..
كان عماد يحدثنا عن دراسته الجامعية وعن أستاذته الصارمة نضال معلا..
نضال معلا.. زوجتك السابقة!!
كانت دهشتي كبيرة فخرجت تساؤلاً عفوياً من بين شفتيّ:
-نضال معلا؟! كانت أستاذتك؟
-أجل.. الزوجة السابقة للدكتور ".." من عندكم.. من اللاذقية!!
(من "عندنا".. هل أنا دمشقية، أم أنني أصبحت لاذقانية دون أن أدري؟!… أنا أشعر أنني فعلاً في بيتي هناك، وليس هنا).
وتابع عماد:
-إنها متشددة جداً مع الطلاب عندما يتغيبون عن محاضراتها.. لا ترتدي إلا البنطال، ولا تبتسم أبداً هذه المرأة.. إنها مسترجلة!!
ثم سألني فجأة:
-لماذا تطلّقا؟
-وما أدراني أنا ؟!!
أرأيت؟.. عبثاً أحاول الهروب منك، فأنت تقتحم أسواري دون قصد منك، ورغماً عني.. تزورني في الحلم، أو يذكّرني دائماً أحد بك.
(ما علاقة حلم الليلة الفائتة بحديث عماد وسؤاله الفجائي هذا الصباح؟.. عجباً).
كنت متعبة، واهتزازات الحافلة تهدهدني، فأغلقت عينيّ وغفوت للحظات، وعندما فتحتهما فوجئت بالرجل الجالس بجواري يقرأ بعضاً مما كتبته في الدفتر الذي نسيته مفتوحاً في حضني!
لا بأس.. إنه لا يعرفني ولا يعرفك، ولا يهمني أمره على أي حال.
****