كاتب الموضوع :
Disckoooooo
المنتدى :
الارشيف
2 - لن أجازف بخسارتها
فى صباح يوم الإثنين ، كانت راشيل تسرع في سيرها كى لا تتأخر عن العمل . استقلت القطار الذى وصل متأخرا قليلا عن موعده المعتاد ، وهى الآن تحاول ان تعوّض الوقت المفقود ، يساعدها على ذلك حذاؤها المريح .
استدارت حول منعطف الشارع الذى يواجه الشرق ، فبهرت عينيها فجأه أشعه الشمس المشرقه ، لكنها لم تبطئ فى خطواتها .
إنه نهار آخر دافئ كما أدركت بسرعه . لا شك أنها ستشعر بدفئه أكثر من اللزوم فهى ترتدى ستره سوداء طويله الكمين . لقد تأخر الربيع فى القدوم إلى سيدنى هذه السنه ، لكنه وصل أخيرا وراح يسجل درجات حراره مرتفعه ايضا . فقد سجل تشرين الأول حتى الآن الرقم القياسى فى حراره الجو ، ولا يبدو أن هذا النهار سيكون مختلفا ، ما من سحابه تشوه صفحه السماء الزرقاء ، ما يجعل أى تغيّر فى مجرى الرياح الجنوبيه أمرا غير محتمل .
ما من شك فى ذلك ! وعليها أن تبتاع فى أسرع وقت بعض الملابس العمل المناسبه . فالثياب التى تمتلكها الآن لن تكفيها حتى فصل الصيف . ما كان لها ، منذ البدايه ، أن تكون من الغباء بحيث تشترى بذلات سوداء طويله الأكمام ، ستشترى فى المره القادمه ، ملابس ذات ألوان مختلفه ، غير متألقه أو مكشوفه ، وإينما تتلاءم مع " إكسسوار " أسود ، مثل الرمادى الفاتح والبنى .
لكن لسوء الحظ ، عليها أن تؤجل التسوق حتى تعود إيزابيل من شهر العسل أى بعد ثلاث أسابيع ، ذلك أنها لا تعرف المتاجر التى أخذتها إليها إيبريل آخر مره ، والمختصه بكلابس المرأه العامله الرزينه . وإلى ذلك الحين ، عليها أن ترتدى الثياب السوداء ذات الأكمام الطويله ، لحسن الحظ هناك مكيفات هواء فى المكتب كما أخذت تفكر وهى تثنى أكمامها إلى أعلى مرفقيها .
نظره جانبيه منها إلى أنعكاس صورتها فى واجهه أحد النتاجر جعلتها تتأوه ... كان شعرها ما يزال أحمر ، مع أنها غسلته عده مرات مساء أمس ومرتين هذا الصباح .
|