كاتب الموضوع :
Disckoooooo
المنتدى :
الارشيف
الفصل الاول
1- سعيده من دون رجل
- هذا يذكرنا بالأيام الماضيه ، أليس كذلك ؟
قالت راشيل هذا لإيزابيل وهى تصعد إلى سريرها وتجذب فوقها اللحاف ، المكون مكن رقاع مختلفه الألوان .
- هذا صحيح .
أجابتها إيزابيل بذلك وهى تصعد إلى سريرها أيضا ، وراح ذهنها يستعيد صور الماضى . كانت الفتاتان قد دخلتا معاً إلى المدرسه الداخليه ، وأصبحتا صديقتين حميميتين منذ اليوم الأول . وبعد ان قُتل والد راشيل فى حادث اصطدام قطار وهى بعد فى الرابعه عشر ، أصبحت صداقه الفتاتين أكثر حميميه . تولّت رعايه راشيل إحدا صديقات أمها ، وهى امرأه طيبه للغايه تدعى "ليتى" وابتهجت إيزابيل عندما اكتشفت أن ايتى تعيش فة إحدى ضواحى سيدنى حيث يعيش والدها أيضاً . وأثناء الإجازات المدرسيه غالباً ما كانت راشيل تنام لأيام فى بيت إيزابيل ، ولم تكن ليتى لتمانع ، لم يعد التفريق بين الفتاتين ممكناً ، فقد كانتا تمضيان الساعات فى سريريهما تتحدثان من دون انقطاع ، ولم يكن ثمه شئ آخر أحب إليهما من هذه الأوقات وابتسمت راشيل لصديقتها : " أشعر وكأننى عدت إلى سن الخامسه عشر " .
لكن إيزابيل فكّرت وهى تتنهّد بأن صديقتها لا تبدو فى الخامسه عشر ، بل تبدو أكبر من عمرها الحقيقى وهذا أمر يُرثى له . فقد كانت رائعه ذات يوم ، بشعرها البنى اللامع ، المائل إلى الحمره ، وعينيها المتألقتين وقوامها الذى طالما حسدتها عليه الفتيات ، حتى إيزابيل نفسها .
لكن ملازمتها لأمها بالتبنى التى أصيبت بمرض مزمن طوال أربع سنوات ترك آثارها عليها ، وأصبحت راشيل مجرد ظل لما كانت عليه . كانت لبتى تعانى من مرض ألزهايمر وأملت إيزابيل أن تستعيد صديقتها حيويتها وجاذبيتها السابقتين بعد وفاه ليتى ، لكن هذا لم يحدث بعد .
ومع ذلك ، فقد اذداد وزنها قرابه كيلو غرام ولم يكن قد مضى على الوفاه أكثر من أسابيع قليله . وهذه بدايه لا بأس بها . فعندما تبتسم ، كما فعلت منذ لحظه ، يمكن للناظر أن يلحظ قبساً من جمالها الغابر .
أملت إيزابيل أن تبتسم صديقتها كثيراً فى عرسها غداً ، وإلا فإنها ستصعق عندما ترى صورتها فيما بعد . أما هى نفسها ، فلاشك أنها تبدو فى أجمل مظهر ، فالحب يناسبها ، كما يناسبها الحمل .
كانت تشع تألقاً . شعرت إيزابيل بالسرور الآن بعد أن اخذت بعض الإجراءات التى ستجعلها تطمئن إلى أن وصيفتها راشيل لن تتألم كثيراً أثناء المقارنه .
- عدينى بأن تدعى مزيّن الشعر يصفّف شعرك بطريقه أنيقه غداً . الشعر الأحمر يناسب ثوبك الفيروزى أكثر من الشعر البنى ، كما أن بضع خصلات مسترسله على كتفيك ستبدو مناسبه مع فتحه عنق الثوب الواسعه . لا أريدك أن تمشطى شعرك إلى الخلف كما نفعلين أثناء العمل ، أو ترفعيه فوق رأسك ، ريف يكره رفع المرأه لشعرها على كل حال . كما أننى اتفقت مع خبيره تجميل ستحضر االهتمام بمكياجنا ، أنا وأنت ، ولا أريد أن أسمع أى اعتراض منك .
- أنا لن اعترض ، فغداً يومك وسأفعل ما تريدين . لكن اودّ أن يكون الصباغ باللون الأحمر لشعرى مؤقتاً ، من فضلك ، فانا لا أريد أن أذهب يوم الإثنين إلى العمل بشعر أحمر .
- ولم لا ؟
- أنت تعلمين السبب . . . أحد الأسباب التى جعلت جاستين يمنحنى الوظيفه هو أننى لا أشابه سكرتيرته السابقه . تلك المبهرجه العابثه ، هل نسيت ؟ لقد أخبرتنا أليس بكل شئ عنها .
أدارت إيزابيل عينيها : " لا أظن أن فى لون الشعر الأحمر أى نوع من البهرجه أو العبث " .
- ربما لا ، لكننى لا أريد المجازفه ، أنا أحب وظيفتى يا إيزابيل ، ولا أريد أن أقوم بأى شئ يمكن أن يجعلنى أفقدها .
|