كاتب الموضوع :
Disckoooooo
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
الفصل السابع
كاتبه الفصل عذووووووووب
7- على العشب الاخضر غفوة
كان العداء على وجه السيدة تاوتسند بارزا وكانت كلماتها تنفث سما في وجه باميلا :
- يجب ان تكوني فخورة بنفسك , الكلام عن طريقة خداعك يسيطر على جو المكتب حسنا ... اذا كان هناك ما لم ولن يسامح عليه السيد هو الكذب لذا انا استغرب عدم طرده لك من العمل .
كانت باميلا تتوقع ثورة الغضب هذه لدى عودة السيدة تاوتسند لذا كانت جزئيا متحفزة لهجومها :
- لم اصرف من العمل لن السيد غراينجر ادرك انني سكرتيرة ماهرة . اليس عملي هو المهم ؟ وهل لمظهري تأثير كبير ؟
نظرت السيدة الى باميلا نظرة ازدراء :
- بالطبع كله تأثير . فربما ظننت ان باستخدامك الماكياج المغري وبارتداء السياب الفاضحة قد تشقين طريقا الى عطف السيد غراينجر . لكنك لن تنجحي .. فلن تخدع الاعيبك بول غراينجر .
- الا يقدر احد ان يفهم انني ما اردت يوما سوى فرصة تخولني القيام بعمل جيد ؟ فلست مهتمه بسرقة بول غراينجر من سوزي هاليداي رجاء لدي عمل على غاية من الاهمية يتوجب عليّ انهاؤه.
ارتدت السيدة تاوتسند على عقبيها تاركة المكتب فتنهدت باميلا وعادت الى عملها , ولكنها علمت ان الامر لم ينته مع السيده .
كانت باميلا تجيل التفكير في الامر الطارئ عندما رن جرس الهاتف . فردت عليه لتفاجأ بصوت سوزي هاليداي :
- آسفة أنسة هاليداي .. فالسيد غير موجود .
- لا بأس أنسة سامرز . انما اريد محادثتك على انفراد قبل وصوله الى المكتب . لقد لا حظت التغيير غير العادي الذي طرأ على مظهرك في الاسبوع الماضي . ولقد سمعت المزيد عن هذا الامر من السيدة تاوتسند فأردتك ان تعلمي انني وبول خطيبان تقريبا لذا لا تفكري في استخدام انوثتك لإثارة اهتمامه .
شدت باميلا على سماعة الهاتف سعيا للسيطرة على غضبها .
- انا آسفة اذا كان مظهري يزعج الجميع لكنني غير مهتمة في بحث الامر مع احد ما دام ليس عندي اقل اهتمام بالسيد غراينجر وما تعاملي معه الا عملي بحت .
فكرت بينها وبين نفسها وكم اتمنى الا يكون كذلك .
- يسعدني ما اسمع فأنا اكره ان اراك متألمه .. حسنا اسعدني هذا الحديث الذي جرى بيننا .. ارجوك آنسة سامرز لا تذكريه امام بول . فلنبقه فيما بيننا .
وقفت باميلا تحدق بالسماعه الصامته في يدها ثم صفقتها في مكانها لم تتوقع ان تكلمها سوزي كذا ! ... اما كافاها اضطرارها الى السكوت امام السيدة تاوتسند ؟ والى تقبل مضايقات بول ؟ ليس من سبب يدعوها للسكوت عن اهانات سوزي كذلك !
تنهدت بعمق لأنها وجدت صعوبة متزايده في التركيز على عملها والمشاكل العاطفية تحدق بها على هذا النحو .
وصل بول الى المكتب حوالي الساعه العاشرة , فأطلع على الاوراق المكومة فوق مكتب باميلا قبل ان يتحدث اليها :
- هل من رسائل ؟
تعقبته باميلا الى مكتبه تحمل رزمة من الاوراق الزهرية اللون المخصصة للرسائل , فاستند الى ظهر كرسيه
متفحصا كل رسالة على حده ثم طلب منها اجراء اتصال ببورصة نيونيورك ومن ثم حمل القهوة اليه .
فعلت ما امره وهي مندهشة من قدرته على رمي احداث نهاية الاسبوع وراء ظهره بسهولة .
حينما دخل تود حاملا بريد الصباح توقف ليثرثر قليلا .. كانا يتحدثان بهدوء عندما دخلت السيدة تاوتسند تنظر ببرود وكانها تنظر الى عمل فاسق .
- اليس لديكما ما هو افضل من الثرثرة ؟ سأبلغ السيد غراينجر بالامر .باميلا , تعلمين خير علم ما احس به تجاه خدعتك ..فإن كنت لا تهتمين كذلك بالقيام بعملك ...
مرت بطاولة باميلا وقرعت باب السيد غراينجر .. فوقفت باميلا بحده :
- لايمكنك فعل هذا. فالسيد غراينجر يتحدث هاتفيا ولن اسمح لك بالتطفل عليه .
وضعت السيدة تاوتسند يدها على اكرة الباب ونظرت بازدراء الى باميلا :
- سأتحمل كامل السؤولية آنسة سامرز .
وفتحت باب المكتب .
رفع بول نظره اليها بانزعاج لم يحاول اخفاءه . واشار بيده لها بالدخول , ثم اشار الى باميلا بالابتعاد .فابتسمت السيدة تاوتسند بلؤم لباميلا المنسحبه الى مكتبها .
بعد فترة قصيرة انطفأ نور خط الهاتف مشيرا الى انتهاء مكالمة بول . ثم رن الهاتف الداخلي ليطلب منها ايقاف المخابرات حتى ينهي عمله مع السيده .
مرت على الاقل ساعه قبل ان تغادر السيدة المكتب كانت النظرة الباردة كالثلج التي وجهتها لباميلا خير دليل على مزاجها الاسود . فراحت باميلا تفكر في ما حدث حتى قاطعها رنين الهاتف الداخلي :
- ارجوك احملي الي فنجان قهوة اخر .
احضرت باميلا القهوة ووضعتها بصمت على طاولته استدارت لتخرج ولكن صوت بول المتجهم ارجعها :
- اجلسي ... هناك ما اود بحثه معك .
جلست باميلا على حافة الكرسي الى جانب مكتبه متسائلة عما اذا كانت السيدة تاوتسند قد اقنعته بطردها وبانهاء لعبة الانتقام . ومع انها تكره بشده الموقف الذي هي فيه . الا انها تعجز في الوقت نفسه عن مواجهة فكرة عدم رؤيته ثانية .
قد تبعده عن فكرها وتتجاهله ولكن قلبها سيبقى ملهوفا الى لمسته . تقلصت معدتها تقلصات صغيرة فشبكت اصابعها بقوة حتى احست بأظافرها تنغرس في راحتي يديها .
ارتد بكرسيه شابكا اصابع يديه محركا اياها كمن يصفق ناظرا الى السقف مفكرا. ثم انزل بحركة واحدة الكرسي ووضع يديه على الطاولة :
- السيدة تاوتسند غير مسرورة من عملك ... فهي تظن انك تضيعين وقت الشركة باقامة علاقة خاصة مع تود .
نسيت باميلا توترها امام الغضب الذي اعتراها :
- هذا حديث سخيف حقا .. فما انا وتود الا اصدقاء .
- ومع ذلك يجب ان تعرفي بانك تقفين وقتا معه .. تقول السيدة انها قاطعتكما وانتما تتبادلان حديثا حميما .
لمعت عينها بالغضب :
- كنا نتبادل حديثا .. وماذا في الامر ؟ لماذا لا تسألها عما يزعجها حقا ؟ انها تكاد تجن لأنني ماعدت قبيحة كعانس عجوز ولا علاقة لغضبها وسخطها بتود .. انها تريد طردي من العمل .
فرفع رأسه بعجرفة :
- آنسة سامرز أنسيت انه لا انت ولا هي من يتخذ القرارات المتعلقه بموظفي ؟ على كل حال انا لا احب هذا التنافر بين افراد شركتي ... لذا حاولي مهادنة السيدة تاوتسند , وتجنبي أي نقاش شخصي مع تود في المستقبل .
احست باميلا بانها مظلومة فعلاقتها مع تود بريئة لذا لاتفهم ما الذي يدفع بول الى هذا التصرف . الا اذا كان يريد التأكد ان لا صديق لها في كل الشركة .
بدا لها انه انما يسعى لتضييق السجن الذي بناه حولها فتساءلت عما اذا كان هناك شخص ما مهما علا شأنه يستحق هذه المشاكل كلها . لكنها تذكرت ان على المرء اذا صبا الى امر وقرر الحصول عليه ان يقاتل في سبيل الوصول اليه
وهي تريد مستقبلا مهنيا في عالم المال كمل لم ترد شيئا قط الا حب بول .
وما من شك لديها انه على الرغم من كل شيء سيعلمها الكثير عن الاستثمارات المالية .
- سأحاول ان اتودد الى السيدة تاوتسند ... ولكنني اشك في ان ينفع توددي . انها ترغب في تصديق كل سوء عني .. اما بالنسبة لتود فسأوجل حديثي معه الى ما بعد ساعات العمل .
فهز رأسه موافقا :
- يسرني تفهمك... عودي الى عملك .
جعلت احداث هذا الصباح من المستحيل عليها التركيز على عملها وكانت تكمل اعمالا مهملة في بعض الملفات عندما دخل تالبوت, فرفع رأسه يتأملها وهي تستدير لتحييه , ثم غمزها وقال :
- حسنا .. يجب ان اعترف بان المظاهر هنا تحسنت ... هل لدى بول وقت للغداء ؟
وجلس على حافة مكتبها ينتظر اتصالها ببول , الذي فتح باب غرفته بنفسه على الفور تقريبا .
- كيف حالك تالبوت ؟ الا يجب ان تكون حاليا في المسرح تتمرن ؟عرفت ان الافتتاح في الاسبوع القادم .
- هذا صحيح , وما زال هناك بعض العقد علي تذليلها . ارجو ان اتغلب عليها لئلا اواحه غضب النقاد وألسنتهم الطويلة .في الواقع يبدا التمرين في الـ2 بعد الظهر واريد ترتيب اموري قبل ان اغرق في العمل .. فيتعسر الاتصال بي متى بدات المسرحية . وانا لا اريد ترك أي عمل ما معلق ورائي.
فأشار اليه بول بالدخلو , ثم اعطى تعليمات لباميلا لمنع أي اتصال به حتى يتهيا اجتماعهما .
عادت باميلا الى ملفاتها . كانت قد ملأت اخر ما لديها من اوراق عندما دخلت بيرل الى المكتب .
منتديات ليلاس
- بيرل .. ماذا تفعلين هنا ؟
كان في صوت باميلا دهشة ولكن بيرل ابتسمت .
طلب مني تالبوت ان القاه هنا . دعاني الى الغداء قبل التمرين .
- انت واثقة ؟ اظنه سيتناول الغداء برفقة بول . على كل اجلسي .. يجب ان يخرج بعد قليل .
كانت على وشك ان تسألها عن المسرحية عندما خرج تالبوت من مكتب بول .. فتهللت اساريره ما ان راى بيرل ..
تقدم اليها ليطبع قبلة على وجنتيها .
- كيف تتمكنين من الظهور اجمل كلما وقع بصري عليك ؟ قد يعتقد المرء انني بعد هذه السنوات كلها قد اعتدت على الجميلات غير انني لااحسبني التقيت بمن يشبهك من قبل .
فابتسمت بيرل له :
- لا يمكنني ان اعبر عن مدى سعادتي بهذا القول هذا الى انني اشعر بالشعور ذاته تجاهك . ولكنني اخشى ان بام غير موافقه لنها حذرتني منك بسبب سمعتك الرهيبة .
فهز تالبوت رأسه وقال لباميلا :
- لم اكن اعلم ان علي اذا رغبت في غزو قلب بيرل ان اغزو قلبك اولا . وما دام الامر كذلك سأبدأ اليوم فأدعوك للغداء .
فردت باميلا :
- آسفه تالبوت احب مرافقتكما . انما امامي عمل كثير علي انهاؤه .
وانتبهت الى ان عينيه توقفتا وراءها . التفتت فاذا بها تجد بول واقفا في الباب . وضع تالبوت ذراعه على كتف بيرل , وحدق باسترخاء في وجه بول :
- منذ متى وانت تدير مركبا للعبيد هنا ؟ الا تعطي عبيدك فرصة للغداء؟
فنظر بول الى باميلا بازدراء:
- ولماذا تسأل ؟ هل تذمرت باميلا ؟ لقد اوضحت لها ان عليها في بعض الاحيان تناول الغداء في المكتب . فهذا العمل لعين وهذا ما تعرفه جيدا , فإن كان لديها اعتراض فيستحسن ان تتذمر امامي لا امام الزبائن .
كان كلامه موجها الى تالبوت ولن عينيه لم تبرحا وجه باميلا . لم يؤثر كلامه في تالبوت .
- بالعكس .. لم تتفوه باميلا بكلمة تذمر . اماالأي الذي ابديته لك فهو رأيي الخاص. كنت ادفعك الى الخجل من نفسك لتسمح لها بتناول الغداء برفقتنا اليوم.
- لا اعترض على ذلك . لقد كان يوم الامس مرهقا .. ولكن العمل الاكبر منه انتهى ولم يبق الا عمل على الكمبيوتر اتمامه .
- اتفقنا اذا . ادعو الجميع الى الغداء . يستحسن ان تتحرك حالا لئلا اتأخر انا وبيرل على التمارين .
انضمت باميلا اليهم منزعجه . نادى تالبوت تاكسيا واعطى السائق اسم مطعم ايطالي شهير , كان فيما مضى احد القصور القديمة في ضواحي لندن
وقد تأسس في اواخر القرن الماضي لذا كان ديكوره يعكس تلك الحقبة . فالجدران مكسوة بخشب السنديان الاسود , والسجاد الاحمر يغطي ارض الغرفة المضاءة بنور خافت ..
كان الجو كله يعطي المرء انطباعا انه يتناول طعامه في مكتبة من مكاتب القرن الـ 19
كان بول وتالوبت معروفين هناك فاستقبلا والفتاتين في غرفة خاصة راح يفها احد السقاة يهتم بطلباتهم . بدأت الوجبة بكبد الاوز اللذيذ .. ثم طلب تالبوت الوجبة التالية
فطالما اعتقدت باميلا ان الطعام الايطالي مشبع بالبهارات , ولكن تلك الوجبة كانت خفيفة لذيذة ومعدة بمهارة .. واكتمل رضاها عندما ختمت الوجبة بالقهوة الثقيلة الغنية ...
حين غادروا المطعم قال تالبوت ان عليه وبيرل ان يتوجها حالا الى المسرح وهكذا تركا باميلا وبول يعودان الى المكتب وحدهما .
بعدما انطلق التاكسي الذي يقل تالبوت وبيرل التفت بول الى باميلا :
- انه يوم جميل كان الغداء فيه لذيذا . ما رأيك لو نعود الى المكتب سيرا ؟
- فابتسمت :
- انا معتادة على السير لأنني فتاة ريفية . اتذكر ؟ لكن ألست مستعجلا على العودة ؟ الساعة توشك ان تبلغ الـ2 والسير سيؤخرنا على الاقل نصف ساعه .
- الم اقل لك انه ليس لدينا ساعات عمل محدده , وليس هناك من يحاسبك مادمت معي .
ارتفعت يده فطوقت خصرها وكأن تصرفه هذا طبيعي جدا :
- جيد انك ارتديت حذاء يناسب السير ففيه لن تجدي صعوبة في مجاراة خطواتي .
اشتدت ذراعه حول خصرها والصقها به متابعا سيرة بسرعه . فأحست بأطراف اعصابها تتوتر من لمسته . كان يسير عفويا
ومع ذلك يبدو انه يقصد في بعض تصرفاته ان يظهر مدى اهتمامه بها ولكن أي اهتمام هذا وهي حائرة في نظرته اليها .
فتارة يبو انها لا تمثل له الا موظفة اقل من عادية, واخرى تحس انه ينتقم من خداعها له .
وما من مرة نظر اليها كامراة جذابة ولكن ألم يسبق ان قال لها ان لا مجال للمقارنة بينها وبين سوزي التي هي بالنسبة له نموذج المرأة المرغوبة . ولكن على الرغم من ذلك ولسبب لا تعلمه كان يتعمد ازعاجها بالمزاح تارة وباثارتها اخرى .
عندما مر بالهايد بارك ؟ سارا على العشب الاخضر حيث كانت انغام الموسيقى المتنوعه المرحه تنبعث من كل مكان , فتوقفا ليصغيا الى شاعر يلقي اششعاره على انغام غيتاره.
جلس بول على العشب وجذبها لتجلس قربه ثم وضع رأسها على كتفه .
بدأ قلبها يخفق بجنون لكن انغام المغني وصوته الناعم تناغما مع الجو الرومانسي فأسكتا اجراس الانذار التي دقت في دماغها
وعندما استلقى جاذبا رأسها الى صدره لم تقاول بل تنهدت هانئة قانعه بتوسد صدره الذي راحت تنبعث منه خفقات متسارعه ولكنه لم يكتف بالاستلقاء فحسب بل راحت يده تداعب اعلى ذراعها . جاذبا ايها اليه اكثر فأكثر بحنان شديد .
تلاشت دفاعات باميلا وما عادت تعبأ باهتمامه او بحبه لسوزي .. فلا يهمها الآن الا الشعلة الدافئة التي كانت تنتشر في جسدها وهي متمدده بأمان بين ذراعيه القويتين .
علمت انها ستقنع بهذا الوضع ولو دام الى الابد . انه احد ايام الخريف الدافئة الممتعه .وقد اشعرها دفء هذا اليوم بالنعاس الذي سرعان ما غلبها .
جعلتها حركة مفاجئة تنفض مذعورة , لكنها تماسكت ودفنت رأسها اعمق في الدفء الذي تنعم به غير راغبة في خسارة الراحة الكسولة التي كانت تجري في عروقها فتأوهت منزعجه وهي تحس انفاسها ترتفع وبوضعها يتغير .
اختفت الوسادة الناعمه التي كان خدها يستريح عليها وهاهي مستلقية على ظهرها لا تسندها الا يد قوية كانت تمشط شعرها ساحبة الدبابيس ببطء منه لتفلته بضربات ناعمه .
لامست شفتان رقيقتان عينيها الاولى ثم الاخرى ... ففتحتهما لتحدق باهداب متعبة من النوم الى وجه بول الخالي من التعبير ...
احست بنفسها تتساءل بكسل ماذا يفعل بول هنا ... ولكنها كانت هادئة مرتخية بحيث لا تستطيع القيام بأقل حركة فتابعت الاستلقاء دون حراك تحت ذراعه , ثم لم تلبث ان احست بوجهه يقترب منها .
راحت يده الطليقة تتحرك بشكل دائري في شعرها المنسدل فوضعت يديها على صدره تبعده عنها وتنسل من تحته لتتخلص منه .
فتركها بسرعه وجلس يمرر اصابعه في شعره , فيما راحت عيناه تتفرسان فيها وهي تسوي بلوزتها بأصابع مرتجفه ثم وقفت لتسد تنورتها ولتمسح تنورتها عنها ما علق بها من عشب .
كانت حمرة المغيب تخيم على الحديقة العامة , فنظرت الى ساعتها وهتفت غير مصدقة :
- الـ5,30 لقد غفونا انا آسفة ... بول النوم ينقل الناس الى دنيا غريبة يا آلهي كيف نمت . اخشى الا تعاقبني على نومي هنا ايضا . اقسم انني غفوت دون ان انتبه اعلم انك لن تصدقني لكنني فعلا لا ارغب في فعل ما يعرض عملي للخطر.
استعاد صوت بول نبرة رجل الاعمال القاسي :
- لا باميلا , لن افعل ما قد يؤثر في مستقبلك المهني . اهذا ما تريدينه من حياتك ؟ لا حاجه بك للعودة الى العمل اليوم .سأرافقك الى منزلك ثم استقل سيارة اعود بها الى المكتب لأخذ سيارتي .
هزت باميلا رأسها :
- لن اعود الى المنزل فلدي معهد اليوم , وبما انني قريبة منه فسأتوجه اليه فورا , لا تخش شيئا فسأكون بخير وحدي .
فهز بول رأسه:
- حسنا .. اذا كان هذا ما تريدينه ... ولكن متى ينتهي درسك ؟
فكرت لحظات :
- حوالي الـ9,30 , لماذا ؟
- مجرد سؤال ؟ ارك فيما بعد .
ثم ارتد على عقبيه دون ان يتفوه بكلمة اخرى .
كانت الدروس المسائية تعطي باميلا دفعا جديدا في هذه الليلة وفيما هي غارقة في نقاش مع افراد صفها سمعت صوتا مألوفا يناديها فأستدارت مذهولة لتواجه بول غراينجر :
- بول ...ماذا تفعل هنا ؟
لوح لها رفاقها مودعين عندما توجهت نحو بول الذي تقدم بدوره واضعا ذراعه بشكل عفوي على كتفيها .
- كان لدي اعمال ابقتني اطول مما توقعت .. لذا فكرت ان اقلك مادمت في الجوار .
فتح لها باب سيارته وانتظر حتى جلست ثم دار حول السيارة ليتخذ مقعد القيادة .
- اضفى الى ذلك رغبتي في الاعتذار عما بدر مني ظهر اليوم ..ز فلا اريد لما حدث ان يؤثر في العمل .
فتنهدت :
- لا تكن سخيفا . لم يعن لي الامر شيئا .
فأبتسم :
- يسرني شعورك هذا . ما اروع ان اسمع رأيا مطمئنا من امرأة خشيت ان اكون قد افزعتك او اثرت فيك رغبة عاطفية ؟ لكنني لم افعل على ما يبدو .
نظر اليها وكانه يرتقب ردا ما . فأشاحت بوجهها عنه لئلا يرى ارتجاف شفتها :
- لا ... بالطبع لا . لقد اخبرتك بشعوري .
فتنهد ساخطا وهز رأسه .
اطبق الصمت على رحلة العودة الى المنزل الذي ما ان اصبحا امامه حتى قال لها :
- اراك غدا صباحا .
استندت الى بابها تصغي الى وقع اقدامه , تفكر في انه يحبها مثله بلا قلب . احمرت خجلا عندما تذكرت ما كان سيحدث لولا استعادتها وعيها في الحديثة .. لو حدث ما تخشاه لتحقق انتقامه المجنون .
ولرماها بعد ذلك وعاد الى دفء ذراعي سوزي يضحك طوال الوقت على ما انجزه من انتصارات .
نهايه الفصل السابع ادعولى بالخير
|