كاتب الموضوع :
Disckoooooo
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
الفصل الاول
كاتبه الفصل الاول عذووووووب
1- الحياة لعبة
اسرعت باميلا سامرز كالبرق الى مكتبها وراحت تفرغ ادراج طاولتها ثم تغلقها بضربات عنيفه . وبعدما جمعت حاجياتها الشخصية وضعتها في ظرف كبير
ثم خرجت من المكتب مغلقه الباب وراءها بقوة واتجهت نحو المصعد وبدأت تضغط الزر بشكل متواصل وكأنها تريد ان يصل بأسرع وقت ,
وما كاد المصعد يصل حتى فتحت الباب ودخلت بصورة اثارت استغراب عامل المصعد .
منتديات ليلاس
توقف المصعد في الطابق السفلي وهناك اسرعت بالخروج بسرعه تلوح للعامل الذي ظل ينظر اليها مشدوها .
انطلقت تحت سماء لندن التي كانت تطل الشمس فيها بأستحياء .
تكون ضاحية لندن في مثل هذا الوقت من النهار فارغة فما من احد يجرؤ على الخروج من العمل قبل اقفال سوق القطع في الـ4
تساءلت باميلا عن الصعوبات التي ستعترضها حتى تجد وظيفة جديدة . فهي لا تتوقع من مخدومها السيد غودميو الذي تركته منذ قليل ان يعطيها شهادة تظهر حسن سلوكها فهو لم يعاملها معاملة مهذبة عندما وضع يديه على خصرها
او عندما صفعته على وجهه .. لماذا يعتقد جميع المديرين البالغين من العمر الـ50 انهم فاتنو النساء ؟ حسنا .. فلن تقع في براثن هؤولاء العجزة المنحرفين حتى لو كلفها هذا تغيير وظيفتها يوميا .
ادارت رأسها فجأة فانتبهت الى صورتها المنعكسة على زجاج احد المحلات . كان شعرها الاشقر الطويل مسترسلا على كتفيها وكانه خوذه مخملية ناعمه
وكانت عيناها الزرقاوان تلمعان لمعانا شيطانيا فوق انف مستقيم صغير,عليه بعض النمش الخفيف الذي اثار بشرة ناعمه صافية كالعاسل .
انها فتاة طويلة القامة , تركز على ابراز طولها بارتداء خف عالي الكعبين . وكانت على الرغم من طول قامتها تبدو نحيله ورقيقة وكان تكوينها العظمي الرقيق يعطيها مظهرا ملوكيا .
او كانه صورة لتمثال آلهة من آلهة الاغريق .
اشاحت بنظرها عن الواجهة ثم حلت خطاها . هذا ليس اصافا فأنا لا افعل ما يشجع ايا منهم على مغازلتي , لماذا يعتبرونني لعبة سائغة ؟
فما انا الا فتاة قروية بعيدة كل البعد عن النساء الخطيرات . فلماذا لا يتركونني اقوم بعملي بشكل طبيعي ؟
كان الغضب قد تملكها حتى راحت تكلم نفسها . كانت تمشي على غير هدي لا تعرف أي اتجاه تسلك فجأة اصطدمت برجل عريض المنكبين يسير في الاتجاه الماكس فأحتواها بسرعه بين ذراعيه لحيميها من الوقوع
والداهشة بادية على وجهه الذي لوحته الشمس .
عندما رفع بصرها اليه طالعتها نظرة تسلية تنطلق من عينين رماديتين فحاولت الابتعاد ولكن ذراعيه اشتدتا حولها تعيدانها اليه مازحا :
- ليس بهذه السرعة , فلم نكد نتبادل النظرات
جذبت باميلا نفسها منه بقوة وراحت تحملق الى الرجل الهادئ البارد الذي ظل يسد عليها طريقها . كان شعره البني مصففا بعناية بحيث يلامس ياقة قميصه الابيض الحريري المتناسق مع بذلته الرمادية الدكناء .
كان اطول منها على الاقل بمقدار رأسه ومعا ناه يرتدي ملابس تدل على انه احد المديرين او المسؤولين فقد اعتقدت باميلا ان ذراعيه المتولتين وصدره العريض جسما لبطل رياضي .
قالت له محرجه , وهي تحاول الابتعاد :
- انا اسفه .. انها غلطتي انا . لم اكن انظر امامي .
امتدت يده لتمنعها من الابتعاد :
- رويدك ! لا تتركيني بسرعه هكذا ! اسمحي لي على الاقل ان اقدم لك فنجان قهوة .
نظرت باميلا اليه وهزت رأسها :
- لا .. شكرا , يجب ان اذهب .
وتركته يحدق فيها بارتباك وحيرة .. فأخر ما تريده في الوقت الحالي صحبة رجل .
كانت عندما وصلت الى كينغستون حيث تشاطر صديقتها شقة واحده ما تزال غاضبه . فتحت الباب ودخلت , رامية الظرف على الاريكة ثم ارتمت بقربه .
- بام . اهذه انت ؟
دخلت فتاة سوداء الشعر , ممشوقة القوام الغرفة . تسأل بلهفة :
- لماذا عدت الى المنزل باكرا ؟
نظرت الى الظرف المرمي على الاريكة :
- اوه ..لا .لا تقولي انك تركت العمل مرة اخرى ام تراك طردت هذه المرة ؟
- حسنا بيرل ... قولي انني رفضت القايم بواجبات معينه فكان ان استغنيت عن عمل اخر .
خلعت باميلا حذائها واضطجعت على الاريكة فرفعت بيرل حاجياتها وهي لاتصدق عينيها :
- اتقصدين ان العجوز غازلك ؟ انه في عمر والدك. لا.. بل انه في عمر جدك . ان ما يجري على المسرح هو مجرد لهو بالمقارنة مع ما يجري في دهاليز عالم المال .
- انه عالم العبث والفجور .
اغمضت باميلا عينها بعدما القت رأسها على ذراع الاريكة :
- انا لا ارغب الا في القيام بعملي لأتلقى اجرا محترما . لقد استأجرنا هذه الشقة معا , وان لم ادفع الايجار قلن استطيع البقاء فيها . ولكن كيف لي ان ادفع الايجار مادمت اترك الوظيفة تلو الوظيفة , لماذا لا يستطيع امثال هؤلاء الرجال ان يفهموا انني لست ممن يقمن اية علاقة مع أي واحد منهم . انت تعرفين انني لست من هذا الصنف بيرل .
مدت بيرل يدها الى مؤخرة عنقها ورفعت شعرها عن كتفيها :
- لا ادري ! الغريب ان اصدقائك يدعونك سيدة الثلج الصغيرة . لكن يجب ان تعترفي انك لا تملكين المواصفات الملائمة لهذا اللقب ... ولكن من تملك جسدا كجسدك ووجها كوجهك يجب ان تتقدم للعمل في عرض الازياء . ان كنت مضطره للخضوع لرغبات رب العمل فليكن اجرك على الاقل مغريا .
- اوه ... هيا بيرل .. لست جذابة بما فيه الكفاية لأنافسك في مجال عرض الازياء او العرض الجسماني . اضيفي الى ذلك انني قدمت الى لندن لأخطط لنفسي مستقبلا عمليا لم ادرك انني مضطره الى القيام بسلسلة من النشاطات التي لاعلاقة لها بالعمل للمحافظة على هذا العمل . اود حقا خوض ميدان اسواق القطع وليست هناك طريقة ما اجعل من خلالها الرجال ينظرون الى عملي عوضا عن النظر الى شكلي .
اشعلت بيرل سيكارة ونظرت الى باميلا بامعان :
- ربما هناك طريقة ...ولكن قد تخسرين امورا كثيرة .
جلست بميلا على الاريكة وادلت برجليها الى الارض وحملقت الى بيرل :
- اهناك طريقة ما تخولني الاحتفاظ بوظيفتي دون ان اتعرض الى تهجمات عجوز مستهتر ؟
- حسنا ... لست ادري . انها طريقة غريبة بل ربما سخيفة ولكنها قد تؤدي الغرض .
- ماهي ؟ ارجوك ؟ انا على استعداد لفعل أي شيء الا الجريمة . هيا اسمعيني الفكرة .
- اتذكرين الدور الذي لعبته في اول مسرحية شاركت فيها ؟
فكرت باميلا لحظة :
- اجل اذكره . مثلت دور سيده عجوز تحمل الفاكهة لتبيعها اليس كذلك ؟ لكن ما علاقلة هذا الدور بفكرتك ؟
- بام ! فكري مليا ارجوك ؟ اتذكرين كيف بدوت يومذاك . بقيت على حالي ولكن المكاياج فعل بي العجائب . ان مشكلتك تنبع من مظهرك الخارجي المغري . انت لا تشجعين الرجال ولكنك خلقت فاتنه . فلماذا لا تحاولين اخفاء انوثتك والظهور بمظهر امرأة غير فاتنه . الفكرة غريبة ومجنونة . لكن اذا كان هذا ما تريدينه فلم لا ؟.
اعتدلت باميلا في جلستها :
- اتعتقدين حقا انه يمكنك ان تغيري منظري ؟ اعني هل يمكنني امواظبة على التنكر امدا بعيدا ؟
اطفات بيرل سيكارتها وابتسمت :
- اجل ... انا واثقه من نجاحنا . انما هل تريدين حقا الاقدام على امر كهذا ؟ تذكري ... لن تجدي بعد هذا شابا يطلب منك موعدا .
- هذا شيء عظيم , فأفكار الشباب لاتختلف عن افكار العجائز لكنهم اشح يدا واكثر حيوية , اتعرفين ؟ اود ان اعلن ان جميع الرجال خارج حدودي . متى نبدأ ؟
هبت بيرل عن كرسيها :
- ما رأيك ان نبدأ الآن ؟
تبعت باميلا صديقتها الى غرفة النوم وهناك راحت تراقبها وهي تخرج حقيبة الماكياج من خزانتها . جلست باميلا حيث اشارت بيرل التي بدأت باخراج بعض ادوات الماكياج وقالت :
- اولا . هذا الانف جميل ومتكامل بالنسبة لعانس . لماذا لا نضيف اليه بعض الانتفاخ الاصطناعي هاك .. لقد افسدت لك منظر انفك جيدا . والان سأضيف بعضا من الخطوط على جبهتك وخديك وتحت عينيك لإظهار التجاعيد على وجهك , وعليك بعد ذلك تغطية كل شيء بكريم الاساس الرمادي ... ها انت .. ماعدت امراة جميلة ؟
بدا واضحا ان بيرل تتمتع بعملها فقد عقدت شعر باميلا على شكل ذيل حصان فبدا الشعر البراق الجمسل على هذا النحو كئيبا .. ثم لم تلبث ان البستها نظارة باهته المنظر قديمة الطراز .
- حسنا ... ما رأيك ؟
لم تصدق باميلا عينيها :
- لقد نجحت اكاد لا اعرف نفسي .. لا اعتقد بعد هذا ان احدا سيوظفني .. ولكن ان وظفت فأنا موقنه من ان رب العمل لن يحاول التحرش بي .
- رويدك لحظة ... ليس بهذه السرعه , فأمامنا مشكلة جمال جسدك .. علينا ان نخفيه بملابس مع المكياج .. تعالي الآن انزعي المكياج , فلدينا مشتريات لنشتريها , واعرف بالضبط المكان الملائم .
عندما دخلت باميلا الى محل لا يبيع سوى ملابس للعجائز من النساء البدينت والمتوسطات الحجم شهقت دهشة ولكن بيرل اسرعت تختار بعضا منها .. سترات لا شكل لها ذات الوانرمادية وبنية وزيتيه وازواج من الجوارب السميكة القطنية القاتمه الالوان واحذية منخفضة الاكعاب .
لم تستطع باميلا تصديق ما رات عندما نظرت الى نفسها في المرآة مرتدية زيها الجديد .
- بيرل .. لن يفكر فيّ رجل مطلقا ... ابدو امرأة غير مرغوب فيها ابدا . كيف سأتمكن من شكرك ؟
امضت باميلا يوم الاحد في قراءة للاعلانات المبوبة في الجرائد واضعة الاشعارات على الوظائف التي تثير اهتمامها صباح الاثنين تزيت بزي التنظر وانطلقت تقوم بجولة على الوظائف التي تحمل عناوينها .
الوظيفة التي اثارت اهتمامها كانت في مؤسسة بول غراينجر, احدى اكبر شركات السمسرة والاستثمار في سوق البورصة , وهي مؤسسة مفيده لتعليم الكثير عن عالم المال
في الواقع لو اتيحت لها الفرصة المناسبة لتقدمت في هذه الشركة نفسها .
تحتل شركة غراينجر طابقا كاملا في ناطحة سحاب عظيمة اخذت باميلا نفسا عميقا وحاولت ان تتمالك نفسها ثم شقت طريقها بتحد عبر الابواب الزجاجية المحاطة باطار ذهبي نظريت اليها موظفة الاستقبال بدهشة :
- هل لي ان اساعدك ؟
- نعم .. اريد تقديم طلب عمل بناء على الاعلان المنشور في صحيفة الامس .
مدت الفتاة يدها الى احد ادراج طاولتها ثم قدمت لها استمارة :
- ارجو ان تملئي هذه الاستمارة قبل ان ترديها لي .. استخدمي ان شئت تلك الطاولة .
طفقت باميلا تملأ الاستمارة التي كانت معظم اسئلتها تقليدية وتسهل الاجابة عليها . احست بالسعاده لن القوانين تمنع طرح سؤال يتعلق بالعمر في الستمارة التوظيف وذلك لإفساح مجالات العمل اما الجميع .
بعدما اتمت ملء الاستمارة اعادتها الى موظفة الاستعلامات التي وضعتها امامها على الطاولة .
كانت باميلا على علم بان مستواها في الطباعه والاختزال هو فوق الطلوب , لذا احست بالراحه لاجتيازها
مرحلة الاختبار بمهارة .
ابدت موظفة الاستعلامات سرورها بالنتيجة فقادت باميلا الى غرفة خاصة كبير فيها كانت تجلس امرأة رمادية الشعر , اشارت اليها بالجلوس على كرسي قرب مكتبها .
كانت المرأة مرتدية بذلة زرقاء انيقة الطراز غالية الثمن .. نعم البذلة تشير الى الاحتشام ولكنها حديثة الطراز فشعرت باميلا امامها بالقلق ن ماكياجها الثقيل ويثيابها القاتمه .
- ارى ان لك مهارة متفوقه في حقل السكرتارية آنسة سامرز ولكنك لم تذكري اسم احد قد يوصي بك ولا شك ان لأمرأة في مثل سنك خبرة فريده في مجال السكرتارية .
فردت باميلا كاذبة على مضض :
- امضيت معظم ايام شبابي في رعاية امي المريضة التي ماتت الآن ؟
المرأة التي عرفت عن نفسها تحت اسم تاوشند سكتت قليلا ثم قالت :
- لست من كنا نتوقعه غير انني اراك الشخص المطلوب تماما .كما تعلمين ان مؤسسة غراينجر هي مؤسسة معروفة لها مكاتب في معظم مدن العالم الرئيسية . صحيح انها شركة الا انها ذات مدير واحد ..بول غرانجر . انا سكرتيرته الخاصه منذ 10 سنوات ولكن اعمال الشركة مؤخرا تضاعفت فكان ان توليت ادارة المكتب عوضا عن وظيفة السكرتيرة فلم يعد لدي الوقت الكافي لتمام اعمال السكرتارية , ان السيد غراينجر بحاجه الى شخص يتولى امر بريده الشخصي وشؤون اعماله .. وبكل بساطه وللآسف ما عاد
بمقدوري تأمين الوقت اللازم له لقد حاولنا الاستعانه بفتيات من قسم السكرتارية في محاولة لسد المركز الشاغر , لكنهن كن جميعا صغيرات في السن لا يرغبن في العمل بل في اقامة علاقة مع السيد الذي يرفض ان يدمج بين حياته الخاصة وحياته العملية . انت تبدين رصينه ذات تفكير سليم وانا واثقه انك ستكونين المرأة المناسبة لهذا المركز .. الا ان السيد غراينجر ان يقرر ذلك بنفسه.. سأرى ان كان لديه الوقت لرؤيتك حالا .. ارجو المعذرة آنسة سامرز .
لم تكن باميلا تصدق ما تسمع فهي لا تتصور ان هناك رجلا يريد سكرتيرة لأعمال مكتبه فقط خصوصا اذا كان له سمعة بول غراينجر ..
اكبر ساحر في سوق القطع في لندن , انها متيقنه الآن من انها ستتعلم منه عن عالم المال اكثر مما ستتعلمه في المعهد النسائي .
بعد دقائق عديده تبعت باميلا السيدة تاوتسند الى غرفة كبيرة جدرانها مغطاة بالخشب باستثناء الجدار الخلفي الذي هو عبارة عن زجاج يطل على نهر التايمز
الذي يمر تحت جسر لندن الشهير فيضفي على المكان روعة وجمالا .
كان المفروشات كلها من خشب الساج اللماع , وعلى الرغم من ضخامة الاثاث الا ان خطوطه الكلاسيكية كانت تضفي عليه ببساطه واناقه ومع ذلك لم تكن تقارن ابدا بالطاقة الديناميكية المنبعثة من الرجل الواقف وراء الطاولة مادا يده الى باميلا .
كان وجه الرجل الذي لوحته الشمس متناقضا مع بياض قميصه وبذلته الرمادية الدكناء تختفي تحتها جسدا مفتول العضلات ..
ولكن عينيه الثاقبتين هما ما اثارتا اهتمام باميلا فقد كانت تنظر الى وجه الرجل الذي ارتطمت به قبل يومين في الشارع اثناء سيرها على غير هدى ذا اليوم الذي تركت فيه عملها .
ابتلعت ريقها بقلق فإن كان هناك من يقدر على كشف تنكرها فهو هذا الرجل . ومع ان عينيه امعنتا النظر في وجهها الا انه لم تبدر منه ما يشير الى تعرفه اليها بل كان ينظر اليها وكأنه يشاهدها للمرة الاولى في حياته .
رد صوته العميق باميلا الى ارض الواقع :
- تفضلي انسة سامرز . لقد تكلمت السيدة تاوتسند بشيء من الايجابية عنك . وهي دون ريب اعلمتك بحاجتي الماسه الى سكرتيرة شخصية للوظيفة مكافأتها ولكنها شاقة لأن لا وقت محدد لها فعندما يحين اوان صفقة تجارية نعمل جاهدين بدوام مضاعف فأرجو ان تكوني قادرة على الزام نفسك بمثل هذا البرنامج عندما تدعو الحاجه .
هزت رأسها :
- ليس لدي ارتباطات ستجدني جاهزة وقت الحاجه .
فأبتسم :
- سيده تاوتسند اعتقد اننا وجدنا ضالتنا .
وعاد يتحدث الى باميلا :
- اعتقد انك اطلعت على امر الرواتب والشروط الاخرى . حسن جدا .. اتفقنا اذن , متى تستطيعين البدء ؟
- فورا ان شئت , فلست مرتبطه بمواعيد هذا اليوم.
- عظيم ستقودك السيدة الى مكتبك .. وقد اطلب خدطاتك في وقت قريب .
تبعت باميلا السيده الى مكتب السكرتاريا الواقع خارج مكتب غراينجر وهناك راحت تصغي لما تقوله السيده باهتمام, وماهي الا فترة قصيرة حتى دق جرس الهاتف الداخلي يطلب من باميلا القدوم الى مكب السيد غراينجر لإملاء بعض الرسائل .
كان بول مستندا الى الخلف على كرسيه الاسود الجلدي كان منظر وجهه الجانبي الشبيه بمنظر النسر يبدو وسيما تحت اشعة شمس الظهيرة . لدى سماعه اقفال الباب استدار يواجه باميلا قائلا :
- لدي بعض الرسائل او ان امليها عليك . تفضلي بالجلوس .
وراح يملي عليها حالما استوت جالسه مسرعا في الكلام لا يتوقف الا ليستجمع افكاره فكان ان املى عليها في ساعة سبع رسائل وسألها :
- هل يمكنك طباعة كل هذه الرسائل بعد ظهر اليوم ؟
فأجابت على الفور :
- لن اترك المكتب قبل ان انهيها . سأحملها بنفسي الى غرفة البريد قبل ان اغادر .. هل هناك شيء اخر ؟
اسند غراينجر ظهره الى الكرسي :
- لا هذا كل شيء شكرا لك آنسه سامرز .
وابتسم لها فأحست بالدم يجري حارا في وجنتيها وبأصابع غريبه تلمس فقرات ظهرها مما جعلها تستعجل الخروج من الغرفة هناك خطأ ما فيها ...
ولكن مهما يكن الامر عليها ان تسترد رباطة جأشها بسرعه فليس بأمكانها ان تتصور ما ستكون ردة فعله لو علم ان قلب الآنسة سامرز الوقور يضطرب كلما ابتسم لها ..
انسي الامر يافتاه فهذه الوظيفة اهم من ان تخاطري بها في سبيل عواطفك تجاه رئيسك .
كانت باميلا تطبع اخر رسالة عندما فتحت شقراء انيقة صغيرة الجسم باب المكتب .. رفعت رأسها امام باميلا :
- انت دون شك سكرتيرة بول الجديده . ما اروعك يظهر انك ممن يعتمد عليهن . انا سوزي هاليدي خطيبة بول سأدخل اليه ان ينتظرني .
هبت باميلا عن مقعدها بسرعه وسدت عليها الطريق :
- ارجوك انسه هاليدي .. لدي تعليمات صارمه تفيد ان اعلن عن وصول الزائر قبل دخوله لماذا لا تصبرين قليلا حتى اتصل به ! لن تقتضي المسأله الا لحظات .
برقت عينا سوزي غضبا عندما كانت باميلا تتصل ببول وما هي الا لحظات حتى خرج بول من باب مكتبه وابتسامة ارتياح ترتسم على شفتيه .
وقف في الباب يراقب سوزي وهي تنقر بأصابعها على طاولة باميلا بنفاذ صبر . قال بهدوء :
- آنسة سامرز .. انا سعيد جدا ما كان لسكرتيرة من قبل القدرة على اعلامي بوجود الآنسة هاليدي انها عادة تقتحم المكان وتقاطعني مهما كان بيدي من عمل .
التفتت سوزي اليه تنظر الى عينيه الرماديتين ثم سارت اليه بدلال وقالت :
- آه .. ولكن مقاطعتي لك تبهجك كثيرا فلم يحدث ان سمعتك تتبرم , تعال فلندخل المكتب لأحييك بالطريقة المناسبة.
بعد لحظة اقفل الباب وراءهما .
احست باميلا ولسبب غير مفهوم بالانزعاج فقد شعرت بالاشمئزاز من منظرها ومن هذه الثياب القديمة الطراز لكن هذا ما ادرته .
كيف تفسر رغبتها المفاجئة الى ارتداء ثياب اكثر اناقة ؟ هذا مغاير للمنطق . فكان ان عزت السبب الى عدم اعتيادها على صورتها الجديده وهي ستحتاج الى وقت طويل حتى تتكيف مع هذه الصورة ؟
ومع ذلك فما زالت تشعر برغبة الى ارتداء ثوب انيق ساحر لتدخل الى مكتب بول فتجعله ينظر اليها بالطريقه التي نظر اليها فيها الى سوزي هاليداي .
هزت رأسها حتى تبعد عنها هذه الافكار انها في هذا المكان للعمل لا للتفكير في هذه السخافات التي قد تؤدي الى فقدان افضل عمل قامت به .
بعد فترة قصيرة خرج بول وسوزي من المكتب ويده حول خصرها كانت المرأة متعلقه به مثل هرة أليفة .
توقف بول قرب باميلا :
- انا مغادر . يمكنك مغادرة المكتب بعد الانتهاء من عملك ... راجعي السيدة تاوتسند اذا كان لديك اسئلة ما .
لم يمض وقت طويل حتى غادرت مبنى الشركة توجهت نحو الباص كانت على الرغم من جمال الامسية تحس بالتعب والشوق للوصول الى المنزل طلبا للراحة .
لكن بيرل كانت تنتظرها على احر من الجمر عندما دخلت الى الشقة نظرت اليها بفضول وتبعتها الى غرفة النوم .
- حسنا .. اخبريني ما حدث .. هل حصلت على وظيفة ؟ كيف سارت الامور ؟ هل ستخبرينني بما حدث ام تتركينني اتحرق شوقا ؟
اسرعت باميلا تخلع ملابسها :
- حصلت على وظيفة رائعه في مؤسسة غراينجر وقد اصبحت سكرتيرة بول غراينجر الشخصية بسبب منظري . فالفتيات اللاتي حاولت المؤسسة ترقيتهن لم يكن اهلا للوظيفة بسبب شغفهن برئيسهن . اتصدقين هذا الحظ ؟ اشكرك بيرل جزيل الشكر فهذا افضل ماحدث معي .
فضحكت بيرل :
- بام انت مجنونه انما هذه حياتك هيا عليك ازالة هذه الاصباغ القبيحه عن وجهك ولكن تذكري ان الماكياج ضار ببشرتك .
- حسنا بيرل .. في الحق انني لا استطيع الانتظار حتى يأتي اليوم الذي اتخلص فيه من هذا الزي فهو على الرغم من اتاحته لي فرصة ذهبية .
اغتسلت باميلا وارتدت ثوبا قصيرا ملونا زاهيا تلتقي ياقته المثلثة بخط الخصر المرتفع نثرت على نفسها بعض العطر ودخلت الى المطبخ .
نظرت اليها بيرل وقد ارتفع حاجباها ذهولا :
- يا للعجب .. ما اروعك ! ماذا اصاب سيدة الاعمال الرزينه التي ولجت هذا الباب منذ نصف ساعه؟ هل هجرتنا بهذه السرعه ؟ لاتقولي ان الاستعراض ألغي بعد العرض الاول ؟
- توقفي عن هذا بيرل يتملكني احساس غريب يدفعني الى ارتداء شيء مغر انيق وما ذلك الا للتعويض عن يوم القباحة هذا .
- افهمك لا حاجه للشرح والمؤسف انك تضيعين هذا الجمال المتألق في عرضه علي. ان كنت ستعمدين الى هذا النوع من للباس كل ليلة فيستحسن البدء بدعوة ضيوف من الجنس الآخر على العشاء فليس من المنطق هدر هذا الجمال على لا شيء .. كما اننا الأن خارج دوام العمل .
- لا شكرا .. بيرل فما زلت امقت صحبة الرجال . اردت فقط ان اشعر بأناقتي ثانية , والآن فلنستطيع بالعشاء وبعده احدثك عن المزيد ثم آوي الى فراشي لأنني ارغب في النوم باكرا لأستيقظ غدا نشيطه فحدسي ينبئني ان رئيسي متطلب .
نهايه الفصل الاول اتمنى تعجبكم .
|