ادى كمان فصل علشان التأخير مش اكتر
كاتبه الفصل عذووووووووب
5- ضيف بالقوة
في الصباح التالي اختارت باميلا ثيابها بعناية فائقة . كانت كلمات بول ما تزال تطن في اذنيها ففيما هي تنتقي الثياب فكرت في ان بول سيعتبر ارتداء زيا عمليا غير ملائم تنكرا
فكان ان اختارت اخيرا بلوزة بيضاء عالية الياقة مزررة من الامام وتنورة متعددة الالوان طويلة وحذاء منخفض الكعبين يقلل من طولها .
وقفت تتأمل نفسها في مرآة الخزانة كانت ثيابها بسيطة كتلك التي ارتدتها سابقا انما حلة تختلف عن تلك بلونها وحجمها اللذين ابرزا جاذبية جسمها .
مشطت شعرها الحريري الاشقر ثم عقدته كما كانت تفعل دائما حين تذهب الى المكتب .
وضعت نظارتها البلاستيكية الاطار على انفها آمله ان تعطيها بعض الوقاية من العوين المتسائلة التي ستطولها دون ريب .
كانت تعلم ان التحدي الحقيقي سيأتيها من السيده تاوتسند فتساءلت عما اذا كانت المرأة ستحاول الضغط عليها لتترك وظيفتها , وان حدث ذلك تصبح عالقة بين عداء السيده تاوتسند وانذار السيد غراينجر .
تعلم ان بول يتوق للخلاص منها , لكن غروره الرجولي يدفعه الى استبقائها حتى ينزل بها انتقامه النهائي .
من الواضح ان بول كان في المتب يوم امس ومادل على ذلك وجود شريط مسجل قرب آلة الطباعه وهذا يشير الى ان لديها عملا تقوم به .
وضعت السماعات حول اذنيها فتناهى اليها صوت بول واضحا . بدأت تطبع الرسائل التي كانت تتلقاها من جهاز التسجيل .
في الـ10 انفتح الباب عرفت من القادم دون رفع نظرها . وماهي الا ثوان حتى كان امام الطاولة يطفئ آلة التسجيل , فأبعدت السماعات ونظرت اليه .
تفرس في وجهها لحظات ثم قال :
- هلاّ اتيت الى مكتبي آنسة سامرز , على ان تقفلي الباب وراءك .
لحقت به الى مكتبه واقفلت الباب تنتظر ان يقعد سعيا الى تلقي رسائله. لكنه تقدم منها وعيناه تجولان في جسدها بشكل واضح .
فأحست بالحرارة تشتعل فيها , فغضت طرفها لأنها لم تكن مهيئة نفسيا لنظرته هذه , حارت كيف تتصرف ازاء نظرته اخيرا احست ببعض الشجاعة فقالت ببرود :
- هل انهيت تفرسك في ؟ وهل نلت اعجابك يا سيدي ؟ ان لم احظ باعجابك اكن سعيده في مغادرة هذا المكتب !
رفع بول رأسه والتوت شفتاه بابتسامة متعجرفة :
- ولماذا ارغب في ان تغادري ؟ اشعر وكأنني لا اعرفك مع ان فيك شيئا مألوفا لكنه غامض لمَ اشعر اننا التقينا من قبل . انما اين ؟ لا اذكر .
ارتد قليلا وكانه يريد امعان النظر اكثر :
- انت امرأة غامضة ظهرت في البداية غير جذابة عانسا عجوزا ذابلة ... ثم بالامس في شقتك بدوت انثى خلابة اما الآن فيبدو وكان كل ذرة فيك لسيدة اعمال انيقة قديرة , اراني حائرا في معرفة من انت حقيقة ؟
- ولماذا الحيرة ؟ ألم تطلب مني ارتداء ثياب تليق بالمكتب فكان ان حاولت تطبيق تعليماتك . ارجو صادقة ان تكون راضيا عن مظهري .
لمعت عينا بول ثم عاد للتحديق في جسدها يمعن ويقوّم كل خط فيه بشكل دقيق ثم قال :
- لكنك آنسة سامرز مخطئة كل الخطأ. فليلة امس اعجبتني الا انني اشرت فقط الى ان ثيابك لن تليق بالمكتب .. وعليك الاعتراف ان ماكنت ترتدينه لا يليق بسيدة اعمال , بل يليق بحريم السلطان وزيك اليوم يخفي ما كان ظاهرا بالامس غير ان عندي ذاكرة قوية وبأمكاني تخيل ما تحت هذه البلوزة البيضاء .
وتقدم نحوها مردفا :
- لديك خصائص مميزة آنسة سامرز , لذا ستكونين ذات فائدة لشركتنا لم اكن اتصورها .
رمت باميلا قلمها ودفترها على طاولت تتصاعد الى عينيها النار التي كانت تحرق وجنتيها :
- رويدك قليلا ّ انت تعرف كل شيء عن تنكري لذا لاتظن ان بأمكانك دفعي للاحساس بالذنب . اعترفت انها كانت غلطة وعرضت عليك ترك العمل . فكنت من اصر على العمل معا ودعيا ان اخلاقك فوق الشبهات ... حسنا ... لا تتصور انك قادر على اعتباري جارية عندك فلن تكون هذه الوظيفة الاولى التي ارتكها بسبب رب عمل فاسق !
فظهر الغضب على وجهه وفمه :
- لا تغتري بنفسك آنسة سامرز ! لا سبب يدفعني الى ان تسيئي الظن في نواياي . كنت احاول فقط تعويد نفسي على صورتك الجديده فالتغيير الذي طرأ على مظهرك كبير لذا اعود فأقول انني لن اسمح لك بالتصرف بطريقة غير لائقة مع أي موظف أخر في المكتب فأنا لا اتسامح ابدا بما يتعلق بالتصرفات اللااخلاقية سأعذرك هذه المرة , لأنني ادرك شعورك بالذنب . انما لن اتساهل في المستقبل هل كلامي واضح ؟
كانت باميلا من الداخل تغلي . فتحت فمها لتلطق اللهيب لكنها تذكرت قسمه بانه لن يدعها تجد ويفة اخرى في عالم السكرتاريا . وكانت نظرة واحده الى تعبير وجهه المصمم كافية فتقنع بأنه لا يهدد جزافا , فأبتلعت كبرياءها وتذوقت مرارة الهزيمة .
- نعم سيد غراينجر . لقد اوصلت كلامك فأعتذر عن تصرفي . واعد الا اكرر ما حدث .
لمعت شارارت الانتصار في عيني بول :
- هذا افضل آنسة سامرز . والآن فلنبدأ العمل الذي اعتقد ان يدير استثمارات زبائننا .. لدي رسائل امليها عليك . فهل تكرمت واستعدت قلمك ودفترك لنبدأ ؟
املى بول الرسائل بالسرعه التي كان يفكر فيها . وما هو الا وقت غير طويل حتى نسيت غضبها وانغمست في عملها . قلبت الصفحة وانتظرت .. فقال بول :
- اعتقد ان هذا يكفي حاليا آنسة سامرز . هلاّ احضرت لي فنجان قهوة ثم تنهين بعد ذلك هذه الرسائل ؟ اريد ان تخرج من المكتب اليوم .
دخل عليها تود المكتب حالما غادرت مكتب بول :
- صباح الخير باميلا . اسفت عندما سمعت عن مرضك بالامس .
التفتت اليه وكانت على وشك التفوه عندما لاحظت وجهه المشدوه وفمه المفتوح وعينيه المتسعتين :
- باميلا ؟ اهذا انت حقا ؟ ماذا حدث لك ؟ لم اتعرف عليك .
دخل بول الغرفة بغضب فتناول فنجان القهوة من يدها المرتعشة :
- الافضل ان آخذه منك قبل ان تحرقي نفسك به .
ثم التفت الى تود :
- حسنا .. تود اقفل فمك واطلق قدميك فقد لاحظت دون ريب التغيير الذي طرأ على مظهر الانسة سامرز . ولكن اعلم انني لن اسمح ان تتعرض الى استجواب بشأن حياتها الخاصة لذا اتوقع الا يجري نقاش في هذا الصدد . وبما اني اعرف انك على صلة وثيقة بمعظم الموظفين فأرجو ان تعتبر نفسك مكلفا بايصال رغبتي الى الجميع . لا اريد نقاشا بشأن مظهر الآنسة سامرز وساتولى بنفسي امر من يعصي هذه التعليمات أواضح كلامي ؟
انتفض تود مسويا كتفيه , ثم اتجه الى الباب :
حاضر سيد غراينجر سأفعل هذا حالا .
رمى بول باميلا بنظرة بارده ثم دخل الى مكتبه حاملا فنجان قهوته .
مرت ساعات الصابح بسرعة فقد كان بول خلالها يتحدث هاتفيا وكان ان انشغلت باميلا بطبع الرسائل .
عندما طلب منها مرة اخرى ارسال من يحضر لهما ساندويشات للغداء احست باميلا بالسعادة لغياب السيدة تاوتسند في اجازة تدوم 3 اسابيع .
فهي والحال هذه لن تضطر لمواجتها حاليا , كما ان تود قام بعمل رائع في نشر الخبر عن التغيير الطارئ. فلم تلاحظ ان موظفا حاول التحديق اليها بنظرات مختلسة .
اكملت الرسائل وادخلتها ليوقعها بول . كان مشغولا في بعض الارقام على الورق فلم يرفع رأسه اليها بل اشار بيده لتجلس :
- سأكون معك بعد لحظات . كنت اسعى وراء الاسهم البحرية من ذ اشهر ويبدو ان لدينا دلائل عن مشتر لها .
بعد قليل رمى القلم من يده .
- ها قد انتهيت ىنسة سامرز . اذا انخفض سعر هذا السهم في الغد قد نشتريها لحساب عدة زبائن لدينا كنت اتكلم هاتفيا طوال الصباح مسجلا طلبات الشراء امامنا غدا يوم عمل شاق .
نظرت باميلا الى ماكان يكتب فلم تجد الا حروفا وارقاما اين منها الاغريق .. لاحظ بول تقطيبتها واهتمامها .
- الم يعلموك هذه الارقام والحروف في المعهد الذي تدرسين فيه ؟ انها من اهم الامور في عالم الاستثمار الحديث . كيف يتوقعون منك تعلم أي شيء ان لم يعلموك القواعد الاساسية ؟ ستتعلمين في هذا المكتب خلال اسابيع اكثر مما ستتعلمينه هناك في سنة ! تقدمي لأشرح لك فلن تتمكني من القيام بأي عمل ان لم تفهميها !
وضعت باميلا الرسائل على حافة المكتب ودارت حوله الى حيث تجلس . ارجع كرسيه الى الخلف , ليفسح المكان لها , ثم رده الى الامام ثانية , تعلقت باميلا بينه وبين الطاولة , بدأ في انه يعي اضطرابها ولكنه انحنى فوق الورق يتابع بدقة خطا مرسوما بحرف محدد بأصبعه :
- هنا بدانا الملاحقة منذ عدة اشهر . وهذا سعر اليوم السابق للبورصة ... وبهذا السعر بيع اليوم . افهمت الآن لماذا اهتم بمستوى سعره ؟
حرك كرسيه ليفتح درجا اخرج منه ملفا . عندما عاد الى مكانه وضع ذراعه خلف باميلا بدلا من وضعها بينهما , فأضطرت للالتصاق به اكثر لئل تمسها ذراعه .
وتطايرت الى خايشيمها رائحة عطره آخاذه فأحست بالارتباك انما ما من وسيلة تستطيع بها تحرير نفسها نه دون اثارة ريبة بول , وهذا اخر ما تريده . عضت على شفتيها واجبرت نفسها على التركيز على ما يقول .
كان صوته عميقا وعمليا ... كان يتكلم وكأنه لا يحس بتوترها الذي يسببه قربه منها . كان منكبا على شرحه فأشتدت ذراعه فجأة حول خصرها ليجذبها اكثر اليه حتى تستطيع رؤية الاوراق المنثورة على طاولته بطريقة افضل . ثم التفت فجأة لينظر الى عينيها:
- هاك .. اتوضح الامر لك الآن ؟ افهمت ما كنت اقوله ؟ غدا ستتاح لنا فرصة تحولك رؤية كيفية هذا كله عمليا . يبدو ان يوم الغد طويل وممتع .
احس فجأة بوضع باميلا وقلقها , فرد الكرسي الى الوراء وتركها لتعود الى مقعدها . اسند ظهره الى ظهر كرسيه مقلبا قلمه بين اصابعه مفكرا ثم ضاقت عيناه :
- لم تسمعي كلمة مما قلت .. ألأيس كذل ؟ آنسة سامرز .. انت تصدمينني حقا ! بداية طالبت ان اعاملك معاملة رجل ..وعندما فعلت تحولت الى عذراء آتية من القرن الـ16 يجب عليك ان اردت المضي في عالم المال كبح جماح مخيلتك ارجوك , تذكري اننا في مكتب لا في غرفة نوم . وضعي افكارك في القنوات الملائمة . والآن ماذا كنت تريدين مني قبل ان ننشغل بهذا ؟
منتديات ليلاس
اعطته باميلا الرسائل :
- رغبت في ارسال هذه اليوم , ولكنني تاخرت فالبريد رحل دون ريب . انها الـ6 ومن عادة البريد ان يرسل في الـ5,30 .. فالدرس الذي كنت تشرحه لي استغرق وقتا طويلا و لأنها غلطتي سأحملها بنفسي الى مكتب البريد اثناء التوجه الى منزلي .
لم يرد عليها بول بل سارع الى توقيع الرسائل . فتركت المكتب مقفلة الباب وراءها , ثم اكملت ما تبقى من عمل لديها بانتظار انتهاء بول .
خرجت لتضع شيئا على مكتب السيده تاوتسند وحينما عادت وجدته يجلس على طرف مكتبها يمسك غلافات بيده :
- الرسائل مضبوطه كل الضبط وقد وضعتها في غلافاتها لكنني لم اجد الطوابع . فأنا لك اكن خبيرا قط في معرفة خبايا مكتب سكرتيرتي . ارجو ان تلصقي الطوابع على المغلفات لتخرج بعد ذلك .
وجدت الطوابع بسرعه ثم راحت تلصقها وقالت لبول :
- لا تنتظرني رجاءا سانهيها بعد قليل .
- لا بأس . استطيع الانتظار , فليس لدي مواعيد الليلة المكتب فارغ ولا اجد من المناسب تركك وحيده .
- لكنني فتاة ناضجه قادرة على العناية بنفسي .
عاد بول يحدق فيها بتصميم وقصد ثم قال :
- ارى ذلك بوضوح. اما بالنسبة اذا كنت قادرة على العناية بنفسك فهذا ما يجب ان نراه .
كست بسمة متكبرة وجهه فاضطربت بحنق من سخريته الواضحه . لكنها حملت حقيبتها والمغلفات واتجهت نحو الباب .
- عمت مساء سيد بول . وشكرا لبقائك وحمايتك لي من كل الاخطار التي لا تصدق .
فتحت الباب وخرجت بسرعه ... لكن بول منعها من اغلاق باب المصعد لأنه سده عليها . ثم بعد ذلك انزل يد باميلا عن زر الطابق السفلي بحزم وضغط على زر الكاراج ... فعبست :
اريد النزلو الى الطابق السفلي لا الى الكاراج فلا امسلك سيارة !
فابتسم بلطف :
- لكنني املك واحده .. وهذا يعني ان بامكاني ايصالك الى مكتب البريد انه على طريقي فبريدي هو ما تحملين .
حاولت مرة اخرى الضغط على الزر ..
- قد يكون بريدك ولكنني المسؤولة عن اصاله انه عملي ارجوك دعني وشاني فأنا افضل ان اسير .
امسك يدها من جديد :
- آه .. لكنني مصر . اياك ان تنسي انني رئيسك .
تمت الرحلة الى مكتب البريد بصمت وهناك اوقف السيارة في مكان مخصص , ثم قبض على حقيبتها وهي تحاول فتح الباب .
تصاعد اثناء الرحلة من المكتب الى البريد التوتر النفسي في نفس باميلا حتى اد يصل الى حد لا يطاق , فحاولت السيطرة على نفسها لئلا يظهر توترها في صوتها وهي تقول له :
- اتسمح بان تعطيني حقيبتي ؟
لكنه لم يتأثر :
- لماذا ؟ الا تثقين بي ؟
افلت لسانها من عقاله فصاحت بصوت حانق غاضب :
- بالطبع اثق بك ! وما شان هذا بذاك ؟ اريد حقيبتي ! انها لي وانا بحاجة اليها . ولا اجد فائدة من هذا النقاش السخيف .
- نقاش سخيف . اجل اتظنين انني احتاج لحقيبتك او لمحتواها ؟ ساحتفظ بها حتى تعودي من مكتب البريد ... فالرسائل جاهزة ولت تحتاج الى حقيبتك .
- لكنني لن اعود لسيارتك .. سأذهب مباشرة الى المنزل .
- عظيم .. ضعي الرسائل ثم اقلك بعد ذلك الى منزلك انه ليس ببعيد عن طريقي. اما حقيبتك فستكون في الحفظ والصون معي . والآن لماذا لا تتحركين ؟ الوقت يضيع بهذا النقاش السخيف كما تفضلت وقلت . فهيا بسرعه .
صفقت باب السيارة وراءها بغضب ثم توجهت الى البريد وما هي الا دقائق حتى عادت ولكن هذه الفترة القصيرة لم تقلل من سخطها ارتمت على مقعد السيارة ثم صفقت الباب من جديد .
شغل بول المحرك ثم نظر اليها :
- اين تحبين ان نتناول العشاء ؟
قالت باصرار :
- اود الذهاب الى منزلي .
- حسنا .. الى المنزل .. رغباتك اوامر .
راح يصفر وهو يقود السيارة . حسنا لقد قام بمهمته بنجاح , وعليه ستمضي هي ما تبقى من الامسية مصطلية بغضبها اما هو فسيحتفل بنجاحه.
أسواء مافي الامر انها غير قادره على فعل شيء وما من شك في انه كان جادا حينما قال انه سيدمر مستقبلها اذا حاولت الاستقاله من العمل . سيجعلها تدفع الثمن حقا , ثمن خدعتها .
توقفت السيارة وهي ما تزال غارقة في افكارها . فمدت يدها بسرعه لتفتح الباب . ما ان طلت برأسها الى الخارج حتى جمدت . انها ليست امام مبنى شقتها .. بل في منطقة شعبية من لندن مزدحمه بمحلات لبيع النقانق والسجق والجبنه وبدكاكين البقالة وهي في هذه المحلات مأكولات اوروبية وعربية .
التفتت باميلا الى بول , وفتحت فمها استعدادا للسؤال , لكنه ابتسم وربت يدها بلطف .
- لن ارغيب سوى دقيقة .
وانتزع مفتاح السيارة مبتسما لها ابتسامة ما تزال قادرة على اشعال خفقات قلبها , ثم اختفى في احد المحلات .
فتحت باب السيارة بسرعه ثم هرعت الى الخارج حتى اختفت عن الانظار . عندما وصلت شقتها ودخلت الى غرفة نومها وجدت مذكرة من بيرل ( ذهبت للقيام ببعض التمارين المسرحية سأتعشى مع تالبوت تركت لك طعاما في البراد اراك لاحقا بيرل .)
طعاما في البراد ...! لم ترق لها الفكرة... ربما ستنسى امر العشاء فأول ما يجب ان تفعله هو الاسترخاء في المياه الدافئة علها تترك التوتر يخفف ويتلاشى .
ماكادت تسترخي في المياه الدافئة حتى رن جرس الباب .
اف! لماذا كلما دخلت الحمام رن جرس الباب او جرس الهاتف حسنا .. لن ترد .. وليذهب كائنا من يكون وليعد لاحقا .
لكن الرنين لم يتوقف . بدا لها وكان شخصا ما قرر الاستناد الى الجرس والباقء هكذا حتى يستجاب طلبه .. فأطلقت لعنات غليظة ولفت نفسها بمنشفة كبيرة وذلك دون ان تجفف جسمها , لنها لا تريد فتح الباب ,
وحالما تتخلص من الطارق تعود الى دفء الحوض . صاحت من خلف الباب الموصد :
- من هناك ؟
- هذا انا بول .. اتسمحين ان تفتحي الباب ؟
خفق قلب باميلا بجنون ... لقد لحق بها الى المنزل ولكنها لم تفكر في انها قد تضطر الى مواجهة قودة اندفاع غضبه الكاملة قبل صباح الغد .
عصفت بها اعصابها وهي تفكر في الرد المناسب .
- ماذا تريد ؟
- اريد الدخول ! افتحي الباب !
- لا يمكنك الدخول فأنا اغتسل .
- لا آبه لما تفعلين . فانا احمل كيسا ثقيلا واريد الدخول لأضعه من يدي . والآن هلا توقفت عن التصرف كالطفل المدلل ففتحت الباب ؟
جعلتها تلميحات بول المشيرة الى عدم نضوجها تستعر غضبا فلفت المنشفة جيدا حول قدها الرشيق ثم ابعدت سلسلة الامان وفتحت الباب :
- تفضل تصرف وكأنك في بيتك . انما لا تتوقع مني ان استقبلك !
وقبل ان تنتظر ردة فعله دخلت غرفتها واقفلت الباب .ولكنها تضايقت من سخرية الموقف .. لقد جعلها بول سجينة في دارها , وهي لا تنوي قضاء ما تبقى من الامسية في تأمل السقف لا لسبب الا انه قرر الاستيلاء على شقتها .
رمت المنشفة على السري ثم راحت ترتدي ثيابها فاختارت جينزا قديما وقميصا .. هذا منزلها لذا لن تسمح لا لبول ولا لأي شخص اخر في الدنيا ان يحتجها فيه .
كان بول مشغولا بتفريغ كيس ضخم في خزانة المطبخ فرفع رأسه عندما دخلت ونظر اليها ببرود :
- ارى انك غيرت ملابسك استعدادا لتناول العشاء ... لم تكوني مضطره فالمنشفة كانت راعه عليك .
فأفلت غضبها من عقاله :
- ماذا تفعل هنا ؟
- وماذا ترينني افعل ؟ انا احضر العشاء الذي كنت اتوقع ان تعديه انت لأنك من دعوتني الى منزلك .
نظرت اليه وهي لاتصدق :
- انا دعوتك ؟ هل انت مجنون ؟ انا لم افعل هذا مطلقا !
فتنهد :
- يبدو انك فعليا تفقدين ذاكرتك .. لقد سالتك اين تودين تناول العشاء فأصررت على المجيء الى المنزل كنت سعيدا لصطحابك الى افخم مطعم في لندن , لكنني كما تعلمين احاول دائما ارضاؤك , لذا توقفت لأشتري بعض المأكولات الايطالية اللذيذة . وعندما عدت الى السيارة وجدت غير موجوده , فأفترضت طبعا انك قررت العودة الى المنزل لتحضري مائدة العشاء , تصوري دهشتي عندما وجدت في الحمام كسولة , تتوقعين مني ان اقوم بكل هذا العمل ... في الواقع اؤمن حقا ان الآنسة سامرز العجوز كانت اكثر منك كفاءة ولباقة ايضا.
- كيف تجرؤ على هذا القول ؟ فلم يحدث ان تكاسلت قط فعملي اتمه على افض وجه .
قعد بول على الكرسي قرب طاولة المطبخ واسند ظهره عاقدا ذراعيه حول صدره العريض :
- حسن جدا .. اريني اذن كيف كنت تمثلين دور المضيفة الرشيقة واشرعي في اعداد عشاء لذيذ مما شاتريته . ليس من حسن الضايفة دفع الضيف الى القايام بالواجبات , الا اذا كان لديك ما تقدمينه قبل العشاء ؟ في الواقع تمنيت لو تتركين تلك المنشفة , فما اسهل نزعها !.
توجهت باميلا الى المطبخ كالمجنونه وهناك راحت تضع الاطباق والمناديل على الطاولة . ثم راحت تفك الاكياس التي اشتراها قائلة بحنق :
- انت ضيف غير مدعو .
- هذه نقطة قابلة للنقاش .. فانا واثق انك دعوتني للعشاء في منزلك ... حتى ولو كنت مخطئا في تقديري فالمضيفة الرشيقة الكريمة تفعل ما بوسعها ليشعر الضيف بانه في منزله , مدعوا كان ام لا ؟
فكرت في نفسها : حسنا سيد بول هذه لعبة يستطيع ان يلعبها شخصين . وانا لست غبية كما تظنني .. قد لا اكون مثلك شهيرة في عالم البورصة لكنني قادرة تماما على تلقينك ما يتعبك .
- انت على حق سيد غراينجر ..انا مقصرة في واجباتي كمضيفة . لا اعرف ماذا دهاني . والآن اجلس وسأقوم بما وسعني .
ولكن سخريتها ضاعت معه فقد استرخى في مقعده
- هكذا افضل .. اعطيني مفتاح العلب لأفتح هذه الزجاجه .
فأبتسمت باميلا واعطته ما طلب ثم وضعت امامه كوبين فوقف ليتقدم الى الناحية الاخرى من الطاولة وامسك الكرسي ليقدمه لها , فجلست تنظر الى ما حضرته من طعام امامها .
- يبدو انك اشتريت كل مافي المخزن . ما كل هذا ؟
- انها الاطعمة الفرنسية والايطالية المفضلة لدي . احب هذا النوع من الاطعمه ... هذا باذنجان متبل على الطريقة التركية , وهذا فطر مخلل وتلك قرون فليلة حمرا ... جربيها ثم سأشرح لك ماهي .
جربت باميلا قليلا من كل شي وتمتعت بها كل التمتع , ما ان انتهى الطعام حتى كانت قد نسيت غضبها فقد ارتفعت معنوياتها .
واستطاعت تبادل الحديث مع بول بيسر وود . بعدما نظفت باميلا الطاولة اعدت القهوة كما يحبها .. ثم حملت الحلوى والقهوة الى غرفة الجلوس , وهي تشعر بالراحه فقد كان بول دمثا بطريقة ساحرة اثناء العشاء .
خلعت حذائها ورفعت قدميها التين اسرعت تضعها تحتها قبل ان تجلس على المقعد الوثير متناسية عدائتها وغضبها سألها فجأة :
- لماذا لا تطلقين شعرك .. هذا الرباط السخيف يفسد صورتك الجميلة .
فتمطت بكسل :
- انا متعبة جدا الآن .. كما انه لا يضايقني .
هب من مقعده :
- حسنا ولكنه يزعجني لذا ساحل عقدته .
عندما اقترب منها انتفضت باميلا ولكنه مد يده الى شعرها وراح ينزع الدبابيس ثم يحل العقده وبعد ذلك راح يمرر اصابعه في كثافته الحريرية ولم يلبث ان رفع رأسها حتى التقت عيناها عينيه اللتين ما ان قرات ما فيهما من معاني , حتى استوت في جلستها توشك ان تعترض .....
فجأة سمعا صوت المفتاح في قفل الباب ثم ماهي الا لحظة حتى دخلت بيرل الغرفة يتبعها تالبوت .
نظرت بيرل الى بول وهو منحن فوق باميلا ثم رفعت حاجبها بأناقه وقالت بصوتها العذب الصافي :
- آسفة على مقاطعتكما .. لكنني ماكنت اعلم ان بصحبتك احد .
ارجع بول ظهره مستقيما وسحب يده عن عنق باميلا :
- تاخرنا في انهاء العمل في المكتب فاقترحت ان نتمتع ببعض الطعام في المنزل . لقد احتسينا القهوة منذ برهة وها انا اوشك على المغادرة .
جلس تالبوت في كرسي هزاز :
- لا ترحل بسببنا بول . كنت سازورك غدا .. ربما توفر علي العناء .
- ما من فائدة في هذا تالبوت , امامنا غدا يوم شاق لذا يجب ان اذهب .. اتصل بي لنحدد موعدا للغداء فيما بعد .
لوح بيده لباميلا وخرج . فقالت بيرل :
- حسنا ...ماكان كل هذا ؟
- كما سمعت . تاخرنا في العمل وقررنا تناول عشاء سريع في المنزل . الآن سأذهب لأنام .
تمنت ليلة سعيده ودخلت غرفتها ثم اخذت تتجول فيها محتارة ما سترتديه غدا صباحا , وعندما انهت اختيارها راحت تعلق الثياب بعناية على باب خزانتها ...
ولكنها انثاء ذلك لم تستطع الا ان تفكر واحمرار الاثارة يحرق وجهها , في مكا كان سيحدث لولا وصول بيرل وتالبوت في تلك اللحظة .
انسلت بين اغطية الفراش ترفعها فوقها .. لكن ما من شيء قد يمنع افكارها من العودة الى بول , والى تصرفاته الطيبه الرقيقة وما من شيء ايضا قد يحول دون ان تتمنى لو لم يقاطعها احد .
نهايه الفصل الخامس بأنتظار ردودكم ما تزعلونى وردوا برأيكم