كاتبه الفصل ( عذوووووووووب )
3- ماذا افعل ؟
وصلت باميلا باكرا الى المكتب في اليوم التالي وبما ان البريد لم يكن قد وصل بعد لم تجد ما تفعله الا الجلوس ضجرة تنتظر رنين الهاتف اخرجت كتابها وبدأت تقرأ درسها التالي .
منتديات ليلاس
كانت غارقة في محاولة فهم مادة تقنية عويصة عندما انفتح باب المكتب الخارجي فرفعت نظرها متوقعه رؤية تود او السيدة تاونسند ولكن صوت بول العميق حياها :
- صباح الخير آنسة سامرز .. انت مبكرة في الحضور اليس كذلك ؟
- احب الحضور باكرا بأنه يمهلني الوقت لأنظم عملي . اظنك بكرت انت ايضا اليوم فقد قالت السيده تاوتسند انك لا تصل عادة قبل العاشرة الا ربع .
- هذا صحيح لكن عندما قبلت بك موظفة عندي اذا كنت تذكرين ذكرت ان عملنا لا وقت محدد له واننا نعمل حسبما تقتضي الحاجه . لماذا تقرنين هذا الكتاب التحليلي ؟ انه تقني عويص اتفهمين ما تقرأينه ؟
- ليس كل ما اقرأه افهمه , اجد بعضه عويصا عندما اقرأه للمرة الاولى ولكنني اتلقى دروسا في هذا الموضوع وسأفهمه اكثر بعد ان يشرح لنا الاستاذ في الصف .
رفع بول رأسه وضاقت عيناه :
- انها معلومات دقيقة اليس كذلك ؟ منذ متى تتلقين دروسا وماهي نواياك المهنية ؟
فكرت باميلا مليا قبل ان ترد .. هذه هي فرصتها لتبوح له بما تطمح اليه من المضمار المالي .وان اختارت كلماتها بدقه نجعله يدرك انها تريد من الحاية اكثر من وظيفة سكرتيرة لذا لن تضيع هذه الفرصة الثمينه لتعلن نواياها :
- بدأت الدروس منذ قدمت لندن أي منذ سنتين اود في النهاية العمل في التخطيط والتحليل المالي . وكلي امل ان انتقل من وظيفة السكرتارية بعد انهاء الدروس .
- عظيم انسه سامرز ازداد تأثرا بمواهبك كلما تعرفت اليك اسمعي يا آنسة لقد درست التحليل السكرتاري على يد مؤلف هذا الكتاب عندما كنت في جامعة اوكسفورد ادرس ادارة الاعمال وسأكون سعيدا بشرح ما استعصى عليك فهمه .
توجه الى مكتبه ثم التفت اليها مبتسما :
- يجب ان اقول انني غير سعيده بفكرة خسارة سكرتيرة كفوءة فقد امضيت وقتا طويلا حتى وجدتك ربما نستطيع ترقيتك الى مساعده شخصية لي لنبقي على قدراتك معنا , يجب ان نجلس معا لتباحث الموضوع يوما ما على اية حال اليوم يوم عمل شاق فأسعار الفضة تتقلب في بورصة نيويورك ولدي عدة زبائن قد يهتمون بالشراء اذا انخفض السعر . اتصلي بوكيلنا في نيويورك لأتباحث معه الموقف .
اتمت باميلا الاتصال الدولي وما كادت تعيد السماعه مكانها حتى عاد الهاتف الى الرنين . اجابت فاذا بها تتعرف الى صوت بيرل :
- بام , هل وجدت فرصة مناسبة للتحدث الى نالبوت ادجلي ؟
- بيرل أأنت مجنونه ؟ الساعه لا تتجاوز الـ8,30 واشك في انه قد خرج من سريره بعد... ثم ان اشراك الزبائن في امور شخصية امر ممنوع .
- حسنا .. لكن ان استطعت اكن لك شاكرة .. الامر مهم جدا بالنسبة لي .. سأخرج من المنزل الآن اريد الوصول باكرا حتى تتاح لي فرصة تقويم منافستي .
- حظا سعيدا بيرل .. ان استطعت فعل شيء اقم به .
ورن الهاتف الداخلي فور اقفالها الخط كذلك فردت على بول .
- ارجو ان تدخلي الى مكتبي لدي ما يتطلب اهتمامك العاجل .
كان على مكتبه اكوام من الاوراق المبعثرة وكان يتحدث هاتفيا فأشار بالجلوس ثم غطى السماعه بيده ليعطيها ورقة :
- اتصلي بالاشخاص المدونه اسماؤهم هنا اعطيهم سعر الفضة الحالي واسأليهم ان كانوا يريدون شراء كمية ما لهم , ثم راجعيني حالما يوافق احدهم .
واشار اليها بالخروج ثم تابع حديثه الهاتفي .
امضاي النهار بطوله وكل منهما وراء مكتبه وقد بقيت باميلا مشغولة تنفذ المهام التي يطلبها منها بول الذي كان مشغولا دائما على الهاتف يراجع الاسعار ويبت في المشتريات والمبيعات
وعند الـ12 ظهرا اتصلت باميلا لإحضار السندويشات فتناول كل منهما طعامه على مكتبه وتابعا العمل بكد حتى الـ 8 مساء حيث ادركت انها فوتت على نفسها الصف الليلي ولكنها تجاهلت الامر
لأنها وجدت نفسها ستتعلم من عملها الحالي اكثر مما ستتلقاه في العهد .
اطلقت تنهيده ثقيلة وهي تكدس رزمة الاوراق فوق مكتبها .وابتسمت لنفسها مفكرة كم كان هذا الصابح مخادعا بهدوئه .. ثم وقفت تقرع باب بول بخفه .
كان يسند رأسه الى ظهر مقعده ويداه معقودتان بارتياح خلف رأسه وابتسامة رضى ترتسم على شفتيه مما جعل مظهره يختلف تماما عن تلك الآلة الديناميكية غير السالبه التي كانت تعمل معها طوال النهار .
استوى في جلسته ووضع يديه على الطاولة :
- حسنا انسة سامرز . لقد كان يومنا من انجح الايام .. مؤسسة غراينجر جلبت ثروة لبعض زبائنها ولهذا بالطبع يشفعون لنا انا مقدر لك المساعده التي قدمتها .. لقد عملت حتى وقت الغداء وهاهي الساعة الآن الـ8 ولم تتناولي العشاء بعد . هل لديك مواعيد هذه الامسية ؟
أبتسمت باميلا :
- حسنا ... كان لدي دروس في الـ6,30 ولكنني تعلمت هنا عن الصفقات المالية في يوم واحد اكثر مما سأتعلمه في المعهد في شهر واحد .
- اتقصدين انك مازلت تجهلين امورا كثيرة؟ لقد توليت أمركل شيء اليوم بمنتهى الدقة حتى اصبحت أؤمن ان ما من شيء لا تصل اليه قدراتك وبما انك لم تتغدي ولم تتعشي وبما انك خسرت دروسك بسببي اراني مجبرا على ان اعوض عليك لذا, ادعوك للعشاء , واثناء العشاء سأشرح لك تعقدات الميزانية العامه لئلا يفوتك شيء من الدروس .
تورد وجه باميلا ولكنها تتوق للعودة الى المنزل لتنظف وجهها من الماكياج الذي اخذ يؤلم بشرتها .
- لا حاجة الى دعوتي سيد غراينجر, كنت اقوم بواجبي فقط , سبق ان قلت لقد تعلمت اليوم اكثر مما تعلمته في المدرسة .
فأبتسم لها :
- لكني مصر على اصطحابي للعشاء ,كي أريد معلوماتك في حقل الاقتصاد , والآن اذهبي ورتبي نفسك بينما اقوم بحجز الطاولة . لااريد احتجاجا آخر مفهوم ؟ عندما تمضين معي في العمل فترة اطول ستعرفين انني اصر دائما على ما اريد .
فأبتسمت بايلا وخرجت الى مكتبها ان الترتيب الوحيد الذي ارغب فيه الآن هو ازالة هذا الماكياج عن وجهها وخلع هذه الملابس الثقيلة الوطأة على نفسها .
لم يكن لديها رغبة في ان يراها احد علنا في هذا الزي المخيف لكن ما من طريقة للتخلص منها ما دامت برفقة بول . لقد علقت تماما في فخ نصبته لنفسها واملها الوحيد ان ينهي بول العشاء بسرعه .
فهي واثقة من رغبته في الابتعاد عنها بأسرع وقت ممكن وهو ما دعاها الى العشاء .
عندما عادت الى مكتبها من الحمام كان بول يجلس على حافة مكتبها منتظرا :
- كل شيء على ما يرام حجزت طاولة في مطعم فرنسي يطل على المسرح المكشوف في اريجنت بارك !وهو ملتقى مشاهير الممثلين فيه سنتمكن من العشاء براحة وهدوء .
قاد السيارة ببطء في شارع البورصة الهجور في مثل هذه الساعه :
غريب كيف يموت هذا المكان كل مساء يكسب الناس المال هنا ولكنهم يصرفونه في اماكن اخرى بعد الظلام .
عندما اقتربا من منطقة المسارح رات انوارها تضيء عتمة المساء وكأنها شمس اصطناعية .
أوقف بول السيارة امام واجهة مطعم فاخر تضيئه انوار زرقاء , وسارع حارس الباب لفتح باب بميلا فأعطاه بول مفاتيح السيارة ليبعدها عن المدخل .
حيا الحارس والسائق الرديف بول بأسمه فتبين لباميلا انه زبون دائم .
نظر رئيس الخدم الى باميلا بفضول ثم حيا بول بأبتسامة حارة :
- تسرني رؤيتكسيد غراينجر.. طاولتك جاهزة .
- شكرا لك . همفري أقدم لك الآنسة سامرز سكرتيرتي .
ابتسمت باميلا لهمفري فلاحظت وميض التفهم على وجهه .. فقد اقتنع انها ليست سوى موظفة وقال له :
- دهشت لأنني لم اشاهدك مع الآنسة هاليداي . ولكنني فهمت الآن .
- لقد سافرت الآنسة هاليدي الى فرنسا لذلك ستراني وحديا بضعة اسابيع . اتصورني مضطر الى الاعتياد على حياة الوحده والعزوبية . انت تعلم كم اكره الاكل وحدي لذا انا شار للآنسة سامرز قبولها دعوتي الليلة.
رفض بول لائحة الطعام قائلا :
- قدم لنا كأسين من العصير , وان كانت الآنسة سامرز تثق بحكمي أطلب العشاء بنفسي .
هزت باميلا رأسها شاكرة يجب عليها الا تقوم بأي مجهود فبشرة وجهها تؤلمها بشكل فضيع والنظارة تزداد ثقلا , راحت تدعو ربها حتى تنتهي هذه الامسية بسرعة .
فجأة سمعت صوتا مألوفا لديها :
- بول غراينجر.. تصور ان نلتقي هنا , ومع السكرتيرة المفضلة عندي سمعت انني كسبت ثروة هائلة في سوق الفضة اليوم ألهذا تحتفلان؟
- ابدا تالبوت ... فقد عملت والآنسة طوال اليوم بكد حتى نسينا ان نأكل, اضف الى هذا ان الآنسة لم تستطع للسبب نفسه الذهاب الى المعهد فكان ان قررت اننا نستحق عشاء مريحا, فاصطحبتها الى هذا المكان . والآن توجه الى طاولتك لننهي العصير ونطلب العشاء .
- ابدا لن اسمح بهذا ! بما انكما تعبتما من اجل ان تزيدا كمية الذهب في حسابي فأقل ما يمكن فعله هو تقديم العشاء لكما , ذهبت رفيقتي الجميلة لتصلح زينتها وستعود قريبا وعندا نتمتع جميعا بعشاء لذيذ.
اشار الى همفري ليضيف مقعدين أخرين الى الطاولة جلس الى جانب باميلا وعندئذ علمت يقينا ان لا شيء قد يزيدها انزعاجا اكثر من جلوسه قربها .
وقف بول وتالبوت ليحييا رفيقة الممثل فشهقت باميلا عندما قام تالوت بتقديم الفتاة :
- بول , اود ان اعرفك الى بيرل دورمن اخر اكتشافاتي .
وابتسم في وجه باميلا المذهولة :
- اعتقد انك تعرفين الآنسة دورمن.
نظرت باميلا الى بيرل التي بدت مصعوقة مثلها ولكن تدريبها المهني في حفل التمثيل اعاد الى وجهها صفاءه بسرعه فهزت رأسها لباميلا مشيرة الى سيطرتها على الموقف .
جلست بيرل على كرسيها تبتسم برقة للرجلين ثم قالت بصوتها الرخيم :
- تصوري دهشتي هذا الصباح عندما وصلت باكرا الى المسرح فوجدت وانا احدث تالبوت حديثا عابرا انه يعرف شريكتي في السكن .
- فدهش بول :
- انت والآنسة سامرز تتشاطران منزلا واحدا ؟
ارتد تالبوت في كرسية ضاحكا :
- اجل .. تصور كم دهشت عندما قالت بيرل ان لنا صديقا مشتركا .. مع انني يجب ان اعترف انني لم ادهش نصف دهشتك الآن . ماذا دهاك بول ؟ الا توافق الوقائع مع الارقام ؟
بدا الانزعاج على وجه بول بسبب هذه الفاجأة :
- من الطبيعي ان ادهش عندما اجد ان صديقة احد زبائني هي زميلة سكرتيرتي في السكن . يجب ان تعترف ان الصدفة مدهشة .
فأبتسم تالبوت لبول وهو ينظر اليه نظرة الرجل الذي يعرف سرا لن يشاطره اياه :
- لا ادري لماذا يدهشك الأمر . ليس في مشاطرة فتاتين جميلتين شقة واحده ماهو غير عادي .
استرد بول رباطة جأشه من الصدمة الاولى وقرر الا يستسلم :
- انا مدرك تماما مدى سحر ضيفتي فقد امضيت الساعات الـ12 برفقتها . وها انا الآن ارى ان الآنسة دورمن ساحرة ايضا لذا يسرني ان اعلم انهما زميلتان والآن ان كنت لا تمانع اريد ان اطلب العشاء لقد وعدت الآنسة سامرز بعشاء هادئ ولكنها لم تحصل عليه بعد . سأطلب العشاء لي وللآنسة فهل تود ان اطلبه لكما ؟
نظر تالبوت الى بيرل التي ابتسمت موافقه وقالت:
- ان هذا دون ريب سيكون رائعا سيد غراينجر . ارجوك نادني بيرل .
كان بول يحدق في وجه باميلا عندما كانت تنهي تناول الحلوى المشبعة بالشوكولا مع فنجان القهوة المرة :
- آنسة سامرز ... لقد جعلتني اح ان مالي لم يذهب سدى .. فلا استطيع ان اصف لك كم اكره ان ادفع ثمن طعام ثم يعود الى المطبخ كما هو .
رفع تالبوت حاجبيه :
- اوافقك الرأي بول , باميلا جوهرة بين النساء ... ستكون غبيا ان تركتها تفلت من يدك العشاء على حسابي لذا يجب ان تعتبر ان مالي لم يذهب هدرا .
- شكرا لك تالبوت , لقد كنت مضيفا كريما وبما انه لدينا غدا عمل شاق فيستحسن ان نترككما فأنتم الممثلون تنامون حتى الظهر اما البورصة فتفتح في العاشرة ويجب ان نستيقظ ابكر من هذا الوقت بكثير .
امسك بكرسي باميلا وهي تقف ثم ابتسم لبيرل قائلا :
- يسرني التعرف اليك بيرل وانا واثق اننا سنتقابل فيما بعد .
وضع يده على خصر باميلا التي كانت تلقي بدورها التحيه واقتادها بحزم نحو الباب ومنه الى السيارة التي سارع حارس الباب بأحضارها لهما .
استدار اليها وهو خلف المقود متسائلا :
- اتشعرين برغبة في نزهة للأسترخاء , ام تودين العودة الى المنزل ؟
عضت باميلا على شفتها بتوتر فإن لم تغمر جسدها بماء ساخن حالا ستنهار تماما . وعندها لن يلزم بول غراينجر سوى تشجيع بسيط لتعترف له بكل تنكرها البغيض .
رامية نفسها تحت رحمته .. لا تشك ابدا في ردة فعل رجل المال الجبار عندما يجد نفسه ضحية لخداعها ... لدذا اخفضت رأسها وقالت :
- انا متعبة حقا . كان اليوم كله تجربة مرهقة لي , واعتقد انني لا استطيع الانتظار حتى اعود الى المنزل لأسترخي في مغطس ماء حار .
- رغباتك اوامر , فلا تعتذري على كل ادين لك بدرس عن الميزانية ولكننا سنؤجله حتى تكوني انشط ذهنا . اعطيني التعليمات لتحملك مركبتي السحرية الى منزلك في لمح البصر .
اعطته العنوان وما هي الا فترة قصيرة حتى كان يوقف السيارة امام المبنى . فشكرته للعشاء وتهيأت للترجل من السيارة لكنه اشار اليها بالبقاء , واستدار ليفتح لها الباب ثم لحق بها الى المبني :
- ارجوك لا تزعج نفسك ,, ساكون بخير فانا معتاده على العوده وحدي من المعهد ليلا . سترتكب مخالفة ان اوقفت السيارة في هذا المكان المحظر .
- هراء! لن ارتكك تدخلين منزلك وحدك . ساوصلك حتى الباب اما أمر المخالفة فسأهتم بها .
لم تعرف كيف تجيبه اذ سرعان ما امسك يدها واخذ يمرر اصابعه على خطوط راحتها بخفة . انطلقت ارتعاشات رقيقة تتسابق في جسد باميلا وتدفع قلبها الى الخفقان بجنون فسحبت يدها بسرعه .
- تأخري ان شئت في القدوم الى المكتب غدا . فقد كان يوما متعبا وتستحقين بضع ساعات ليوم اضافية في الغد .
لوح لها مودعا واسرع يهبط الدرج .
اقفلت باميلا باب الشقه واسرعت الى غرفة النوم ترمي النظارة وتنوع ملابسها وتسرع الى الحمام لتفتح الماء على الحوض , ثم وقفت امام المرآة تزيل الكريم التنكري عن وجهها . حدقت الى بشرتها الملطفة بقلق فقد رات بشرتها الناعمة الرقيقة تتأثر بشكل قوي
ثم اقفلت الماء عن الحوض ووضعت املاحا معطرة ثم غمرت نفسها في اعماقه الحارة .
- خرجت من الحوض عندنا برد ماؤه فراحت تجفف جسدها بمنشفة سميكة , ثم ارتدت روبا قصيرا وخرجت الى غرفة الجلوس حيث جلست غير قادرة على الدرس
فالتعب قد اخذ منها مأخذه وهي الى ذلك متأثرة بأحداث اليوم لن تستطيع النوم فورا . لذا قررت ان تستلقي على الاريكة لتشاهد فيلما يعرض على التلفزيون .
كادت تغفو على الاريكة عندما احست ببيرل تضع المفتاح في قفل الباب ولكنها كانت متعبة نعسى , فبقيت على حالها تنتظر دخول بيرل .
دخلت بيرل الى غرفة الجلوس ولكنها لم تكن وحدها .. بل معها تالبوت الذي تسمر في مكانه ينظر الى باميلا ممدده على الاريكة قبل ان يطلق صفيرا منخفضا :
- انت حقا سندريلا !
جلست باميلا بسرعه واضعه مناقبها تحتها لتخفيها ولكن تالبوت غرق في مقعد ذي ذراعين ممددا قدميه امامه وكان الحرج الذي استولى عليها لم يترك فيه اثرا .
جلست بيرل على ذراع مقعده فلف ذراعه حول خصرها . قالت بيرل لباميلا بقلق :
- ارجوك لا تغضبي مني بام . اخبرت تالبوت كل يء عن تنكرك . كان يشك في امرك وانا اوضحت له الموقف فقط ارجوك بام .. لا تظهري هذه التعاسة لقد وعدني تالبوت بكتم السر فلا تقلقي , ما كنت لأخبره لولا ثقتي به تعرفين ان صداقتك عندي أثمن من كل شيء.
اصبحت تعابير تالبوت جاده :
- ما تقوله صحيح باميلا ..فلا يضلنك ما سمعته عني او ما رأيته مني من تصرفات امام بول . فما انا الا فتى ريفي صغير حصل على فرصته في عالم السينما . لكنني لم انس قط اصلي وايامي السعيدة التي قضيتها في موطني الذي اتوق للعودة اليه لأسكن في كوخي القديم المؤلف من غرف 3 ولأصطاد السمك والطيور .. لست معقدا كما يبدو لك لكنني ممثل بارع , احب ان امثل على بول انه الطف الناس الذين اعرفهم ولكنه مسقيم استقامه اكاد اجن منه . ولهذا كنت مسرورا لسماع خبر خداعك له .. ربما سيلين قليلا عندما يكتشف كم كان مخدوعا .
فشهقت باميلا :
- لا ! يجب ان لا يعرف فلن يسامحني على خداعي وفي الواقع اشعر بحزن فظيع بسبب ما فعلت .. عدني الا تخبره شيئا .
كان صوتها يتقلب بين الغضب والرغبة في البكاء .. فرق لها وجه تالبوت :
- هوني عليك باميلا . لن افعل ما يكدرك ابدا .
ثم رفع عينيه فاستقرتا على وجه بيرل التي كان يشد خصرها :
- وانا بكل تأكيد لن افعل ما يجعل بيرل تغضب مني . لن اقول شيئا لبول اذا لم ترغبي . لكنك لن تتمكني من تحمل هذا الماكياج طويلا ... انظري الى بشرتك التي بدأت تنهار .
كانت باميلا على وشك البكاء وهي تقول :
- لا ادري ماذا افعل فأنا احب عملي حقا فالعمل مع بول رائع . انه يعاملني كشخص له عقل يفكر لا كقطعة لحم فارغة الدماغ لكنني اعرف انني لن اتمكن من الاستمرار بوضع هذا الماكياج ولا ادري ماذا سيحدث عندما يعرف الحقيقة.
فتنهدت بيرل :
- اظنك تضخمين الامر . تالبوت موقن من تمسك بول بك . لذا لا تخشي شيئا فلن يصرفك من العمل عندما يعرف خاصة وان ما فعلته سببا وجيها , فلم يكن قصدك من هذا التنكر المزاح , وعليه انا متأكده من ان بول سيتفهم عذرك .
هزت باميلا رأسها بتعاسة :
- لا اظن هذا انه يضع الصدق في المرتبه الاولى . ولا اظنه سيتفهم خدعتي ابدا مهما كانت اسبابي وجيهة آه لا اعرف ماذا افعل .
- حسنا .. ثمة شيء واحد اكيد وهو انك لن تستطيعي المواظبة على وضع هذا الماكياج.. فقد ساءت حال بشرتك ولا احسبك تحتاجين الى المزيد من الماكياج لتزداد حالها سوءا ضعي فقط بعض المساحيق فوق الانتفاق الاصطناعي على انفك ودعي سائر وجهك دون اقل مسحوق فالنظارة والبشرة المبقعة تكفي لإظهار قباحتك .
هب تالبوت عن مقعده وضغط على كتفي بيرل :
- بيرل على حق باميلا .. ان اسوأ ما قد يحصل هو ان تفقدي وظيفتك . وان حدث ذلك استخدم معارفي لأجد لك وظيفة اخرى .. ساترككما الآن . اراك وقت الغداء غدا يا بيرل .
وصلت باميلا في الـ8 من صباح اليوم التالي فباشرت بترتيب الاوراق المبعثرة من جراء عمل الامس . ارادت ان يكون كل شيء في مكانه عندما يصل ليستطيع البدء بالعمل فورا .
كانت تفرق الطلبات حينما دخلت السيدة تاوتستد الى المكتب .
اعطت السيدة لباميلا بعض الاوراق لتعمل عليها ثم ارتدت على عقبيها ولكنها ترددت وكانها غير واثقة مما ستقوله :
- لا اعتقد ان الامر من شاني آنسة سامرز ولكنني لاحظت انك لا تضعين الماكياج الثقيل اليوم .
توقف قلب باميلا عن الخفقان وهي ترى يوم الحساب ينفتح امامها .. ولكن السيد اوتنسد اكملت بصوت متعاطف غير عادي :
- استطيع ان افهم لماذا تغطين بشرتك بغطاء كثيف من الماكياج , ولكنني آمل ان تدركي ان هذا غير ضروري في مركزك الحالي فالسيد غراينجر لم يستخدمك لمظهرك الجميل ,
فكما سبق ان قلت لك انه لا يؤمن بمزج العمل بالمتعه ولا تؤثر فيه جاذبية موظفاته لذا لا حاجه الى اخفاء بشرتك المسكينه تحت طبقة من الماكياج.
ارجو الا اكون قد اغضبتك او اهنتك فأنا اكره التباحث في الامور الشخصية في المكتب لكنني اريد منك ان تعرفي اننا مسرورون من عملك حتى باتت حقيقة مظهرك لا تهمنا .
وغادرت المكتب قبل ان تستعيد باميلا رشدها .
كان فم باميلا مفتوحا وعيناها متسعتان دهشة عندما انفتح فجأة الباب الذي ولج منه بول غراينجر حليق الذقن , تتصاعد منه رائحة كولونيا عطره .
- صباح الخير آنسة سامرز .
ونظر الى وجهها فعلمت انه لاحظ الفرق في مظهرها ولكنه كان اكثر تأدبا من ان يذكره دون ان يضيف كلمة واحده استدار بهدوء ليختفي في مكتبه .
مر اليوم بسرعه بحيث لم تع باميلا مرور الوقت عندما دخل بول مكتبها :
- انها الساعه الـ5 آنسة سامرز . ألأيس لديك دروس الليلة؟
- لا .... استطيع التاخر ان احتجتني .
- ليس ضروريا يبدو ان امامنا وقتا طويلا للراحه , وكنت افكر في ان أفي بوعدي لمساعدتك في دراستك وان اصطحبك الى العشاء سأكون سعيدا ان شرفتني الليلة.
فكرت باميلا في ان الوقت مناسب فسوزي كما قال في باريس , وهو يكره تناول العشاء وحيدا , لذا يرغب في ابفائها حقها من التكريم قبل عودة سوزي هزت رأسها موافقه .
فأبتسم بول بسعادة :
- جيد سأجري الترتيبات اللازمة للعشاء , سنخرج بعد قليل .
وعاد الى مكتبه .
نهايه الفصل الثالث اتمنى اشوف ردود اكتر