الفصل الحادى عشر
رحل جائيل مبكرا فى صباح اليوم التالى بينما انخرطت ساندى فى الإعداد لوليمة الغداء بعد أن حضرت القداس
كانت ليلى أول الحاضرين ، كانت ترتدى طقما من اللون الوردى الفاتح بورود بنفسجية كبرة وقبعة مزينة بريش من اللون البنفسجى الفاتح . ثم استقبلت ساندى بعد ذلك جدتها
وقدمت السيدتين الكبيرتين لبعضهما البعض....منتديات ليلاس
رمقت هيلين كران - التى كانت ترتدى ثوبا من اللون الرمادى القاتم - الريش الذى كانت تضعه ليلى على رأسها بنظرة مشددة
- أنا سعيدة للقائى بأحد أقرباء ساندى ، إننا نعشقها جميعا هنا
- أوه ؟ كنت أجهل أنك تعرفينها منذ زمن طويل
- لقد انتقلت إلى هنا منذ شهر
- لا أتخيل بعدى عن منزلى
- لقد عشت فى منزلى أكثر من خمس وأربعين عاما ، ولكنى كنت أشعر بالوحدة هناك ... هنا توجد نشاطات مختلة ، أشخاص أستطيع التحدث معهم ، عندى موعد للخروج مع مستر بايتون يوم الجمعه القادم
رددت مدام كران ما سمعته باندهاش
- موعد ؟.
- نعم ، سوف ندهب للعب الدومينو مع مدام فنستر وسيد
وإيتلى ، ثم أستطيع بعد ذلك أن أمر على البقال ، على دراجتى البخارية
عقدت مدام كران حاجبيها :
- هل تملكين دراجة بخارية ؟
اضطرت ساندى لتغيير مجرى الحديث لعلمها بالرعب الذى تسببه الدراجات البخارية لجدتها :
- يجب أن يكون جائيل بين لحظة وأخرى
- هل يمتلك دراجة بخارية هو الآخر ؟
- لا يا جدتى
- ساندى ، هناك ذبابة
أسرعت ساندى لتناول المبيد لتقضى على الحشرة
- هناك واحدة أخرى هنا . من أين تأتى يا ترى ؟
- إن الباب خلفى مفتوح . لا أستطيع أن أغلقه .هناك دمية على هيئة باندا محشورة هناك
- ماذا ؟
قالت ليلى وهى تكاد تختنق من الضحك
- إن حفيدة يمتلك خيالا نشطا
ردت مدام كران
- لابد أن هذا راجع للعائلة
- لقد أهدى ساندى فى عيد ميلادها دمية من النسيج على شكل باندا كبير الحجم
- ولكن ماذا ستفعلين به يا عزيزتى ؟
- سأتخلص منه لقد وعدنى جائيل برفعه من هنا وبنقله ..
إلا إذا كنت تودين الاحتفاظ به يا ليلى ؟
- أوه لا
سمعت ساندى صوت سيارة تتوقف ثم لمحت رأسا أسمر من النافذة
- ها هو ذا جائيل
جرت لتفتح له وارتمت بين ذراعيه
- صباح الخير ساندى
تجمد وجهها فجأة وهى ترى أمامها وجها ذا ملامح مألوفة ولكن بقصة شعر غريبة
لم تبد أى مقاومة تحت تأثير الصدمة وتركت نفسها لـ بيتر الذى حضر ليقبلها
قال بيتر بصوت أكثر هدوءا من المعتاد
- صباح الخير يا حبى
حاولت التخلص من قبضته
- ماذا حدث لشعرك؟
- لقد أخبرتنى ذات مرة أنك تحبين شعر جائيل
- هل صبغت شعرك ؟
- نعم ، صبغة دائمة ، ولكنى أستطيع حلقه لو طلبت ذلك
- أوه لا ـ ولكن واضح أن هذا ليس كل ما فى الأمر إنأهدابك
- إنها أهداب مستعرة ،لقد أخبرتنى أن أهدابه الطويلة تجذبك كما أقوم بعمل تمارن صوتية
- ظننت جائيل قد عهد إليك بتولى شؤون المشتل اليوم
- بالضبط . إنى أقوم بجولة لزيارة عملائنا الذين يعانون مشاكل معينة
- إن مشكلتى الوحيدة هى ..
- إنها أشجار الجنكة الوردية اللون
- إنك لم تأت من أجل ذلك
- إنك تبدين جميلة للغاية عندما تثورين
- بيتر لندن ماذا تفعل هنا ؟
- أليس هذا صوت ليلى ؟
- فعلا
- هيا ساندى أحب أن ألقى تحية الصباح على جدتى
رفعت الشابة ذراعيها إلى السماء علامة اعتراض
- ادخل إذن
دخلا حجرة الاستقبال ابتسمت لهما ليلى
- جا .... بيتر ! إن قصتك الجديدة هذه تروق لى . إنها تضفى هالة من الجدية على عكس الرموش الصناعية
هذه مدام كران ، جدة ساندى حفيدى بيتر
حياها بيتر وهو يأخذ مكانه فى الجلسة
- كيف حالك مدام كران هل ستتناولين ثلاثتكن طعام الغداء؟
- نعم ، أحاول إقناع هيلين بأن الحياة جميلة هنا
اقتضب وجه مدام كران كمن ضغط على إصبع قدمه
- لا أستطيع العيش هنا أبدا . لن تكون هناك سوى غرفة واحدة نخصصة لى
- تعالى لتلمسى بنفسك مدى أناقة غرفتى
- أوه يمكن بعد الغداء
- عظيم بيتر هل رأيت والدك هذا الصباح ؟
- نعم ، لقد مررت عليه فى ساعة مبكرة من صباح اليوم . إن جائيل سوف يصطحبه إلى المنزل عند الظهر
- كيف كان حاله ؟
- أفضل - حتى يرى قصتى الجديدة . سيحتاج إلى علاج فترة من الوقت . إن جائيل سوف يتقوم برعاية الشركة
كان يراقب رد فعل ساندى طوال حديثه
ومن ناحيتها كانت تجاهد فى عدم إظهار أى شئ
- سوف أقوم بإعداد المائدة بإذنكم
أخرجت من الثلاجة طبق سلطة مكونا من قطع الدجاج والطماطم
لحق بها بيتر إلى المطبخ
كان واضحا عليها أنه يتفهم شعورها بالاستياء
- هل تحب أن تبقى لتناول الغداء معنا ؟
- كنت أتساءل عما إذا كنت ستدعيننى
- هل رأيت الباندن ؟
- تبا ، ولكن ماذا تفعل هناك ؟
تدخل جائيل فى الحديث وهو يدخل
- إنها محشورة ، ولكن ماذا تفعل أنت هنا ؟ وماذا حدث لشعرك ؟
- لقد أخبرتنى أنك تستهويها بسبب شعرك الداكن المقصوص
احمر وجه ساندى من الخجل
قال جائيل :
- إنها بالتأكيد مزحة
- فقمت بصبغ شعرى
- ولكن هناك شئ آخر مختلف
- هلباستطاعتكما متابعة هذا الحوار فى وقت آخر ؟
أجاب جائيل وهو لا يزال يبحث عن شئ آخر
- نعم نعم ولكن هل هذا هو كل شئ ؟ إن أهدابك
- لقد حدثتنى عن إعجابها بأهدابك
- حقا ؟ هل قالت ذلك فعلا ؟
كانت ساندى تقلب السلطة بعصبية
- فقمت بتركيب أهداب صناعية كى أبدو قريب الشبه بك
- يا لها من طرقة لإضاعة الوقت ؟إن ذلك لن يفيد فى شئ ساندى تخصنى
- إن هذا ليس أكيدا
اضطربت أنفاس ساندى وهى تأمل فى رد سريع من جانب جائيل ولكن لسوء حظها علا صوت ليلى مناديا
- بيتر
- انا قادم يا ليلى دقيقة واحدة
- بيتر ، أعتقد أنى عهدت إليك بعمل مهم
- لقد حضرت لمعاينة أشجار عميلتنا . سوف يتولى تشاد العناية بالمشاتل حتى عودتى
- إنها المرة الأولى التى أعطيك ثقتى بها . والآن يا اخى الصغير
تعال وساعدنى سنقوم بإخراج هذا الدب من هنا ثم نضعه فى سيارة الشحن
- ألا تعجبك هديتى ؟
- اين هو هذا الانسان الذى يستطيع أن يعجب بمثل هذا الوحش ؟
- لقد أهديت كيم دمية مثل هذه فى أحد الأيام . وقد كادت تطير
من الفرح
- لقد كان عمرها آنذاك ستة عشر عاما . هيا ، تعال وساعدنى
- إنى مدعو على الغداء
- حاول أن تضبط نفسك قليلا لو أردت الاحتفاظ بوظيفتك .
نجحا فى إخراج الدب . وانتهز جائيل الفرصة لإلقاء بيتر خارجا معه
- هيا إلى العمل أيها الكسل
- كانت ليلى تطلبنى
- سأخبرهم أنك اضطررت للتغيب
أغلق الباب بسرعة وذهب ليلحق ساندى
- انتهت المهمة لا دببة لا بيتر .لم يتبق سوى جعل المسنين العجوزين
تذهبان فى جولة
- جائيل سوف نتناول طعام الغذاء ..هل ستبقى ؟
- بالتأكيد أنا فى أجازة اليوم . من الغد سيبدأ العناء
- هل سيكون الأمر بهذه الصعوبة
قال وهو يقترب من ساندى :
- أفضل عدم التفكير بالأمرالآن : إذن انت تهيمين بأهدابى الطويلة وشعرى الداكن
- أود لو لويت عنق بيتر
- لماذا لم تخبرينى بذلك من قبل
- لكى أشبع غرورك أكثر؟
- سنتحدث فى ذلك الليلة . ونحن على انفراد
فقط قبلة واحدة وأساعدك فى نقل الأطباق إلى المائدة
- واحدة فقط ؟
- فقط
طوقته بذراعيها كمن تريد الاحتفاظ به إلى الأبد
قالت ليلى مقاطعة وهى تلتفت للعودة إلى الصالون
- أوه آسفة
كان صوتها عاليا بدرجة جعلت ساندى تسمعها تقول
ابتعدت ساندى ببطء وهى تقول :
- سوف تصاب جدتى بنوبة قلبية لسماعهابذلك
- أليس عندها علم بحدوث مثل تلك الأمور
- لا ولكنها تفضل ألا تضطر لأن تسمع بأن حفيدتها تنشغل بتلك
الأمورفى المطبخ . هذا ليس لائقا
قال وهو يحاول أن يعانقها من جديد
- ولا هذا أيضا .أليس كذلك ؟
- جائيل أرجوك ، يجب أن اجهز المائدة
بعد الغداء ذهب الجميع لتفقد مسكن ليلى ثم قام جائيل
وساندى بتوصيل مدام كران إلى منزلها
على طريق العودة وبينما كانا يسيران بجانب بحيرة جرين هيل
عرض جائيل :
- أمتلك قاربا شراعيا رابضا هنا . هل تستهويك الفكرة ؟
- نعم .. ولكن ماذا ستفعل بشأن ملابسنا ؟
- سنتصرف
أمضيا فترة بعد الظهر على شاطئ البحيرة
رفع جائيل طرفى سرواله وخلع قميصه وحذائه
أيقنت ساندى وهى تراه على هذه الدرجة من الاسترخاء ، مدى ضغط العمل وضغط والده عليه فى الأيام الأخيرة
تأملا مغيب الشمس ثم ذهبا بعد ذلك لتناولا العشاء فى مطعم
صغير على طرف البحيرة
عند وصولهما إلى بيت ساندى جذبها جائيل نحوه
- كم كان يوما جميلا
- كان ذلك مفيدا لك . إنك بحاجة للاستجمام من وقت لآخر
تسائلت ساندى عن مدى تطابق المثل القائل " هذا الشبل من ذاك الأسد " على جائيل
هل اعتاد اعطاء الأولوية لحياته العملية على حساب حياته العاطفية ؟
- لقد انتظرت طوال فترة بعد الظهر والمساء . لى الحق فى قبلة
- ماذا تفعل ؟
- أحاول زيادة إعجابك بأهدابى الطويلة
- يزداد إعجابى بها عندما لا أكون مضطرة لذلك
قاطعهما رنين جرس الهاتف . ما إن رفعت ساندى السماعة حتى سمعت جدتها تنتحب على الطرف الآخر
- ساندى احاول الاتصال بك منذ ساعات
هل باستطاعتك الحضور ؟ لقد حدث شئ فظيع
- جدتى ماذا لى الأمر ؟
- لقد سقطت على الدرج
-هل أطلب سيارة إسعاف ؟
- لا لا أريد الذهاب إلى المستشفى . أستطيع أن أمشى ولكن ساقى تؤلمنى جدا
- سوف أحضر لأصحبك . توجد ممرضة بكازاجراند
- ولكن الوقت متأخر جدا
- إنها مستعدة للخدمة طول الليل . لا تقلقى . سأصل حالا
أغقلت الخط
- سأصحبك إلى هناك
- لست مضطرا لذلك يا جائيل . أمامك يوم صعب بانتظارك
غدا
- سأصحبك لماذا نضيع الوقت فى النقاش ؟
- ألم يخبرك أحد من قبل أنك مستبد ؟
- بلى أحيانا ولكن الاستبداد يتوافق جيدا مع أهدابى الطويلة
يبدو أنك لن تتوقف عن تذكيرى بذلك أبدا
- أعتقد ذلك . ماذا حدث لجديتك ؟
- لقد سقطت على السلم
- أعتقد أن الأمر ليس بالخطورة التى صورتها لك بما أنها استطاعت الوصول إلى التليفون
بعد ساعة كانوا جميعا عند هيتى الممرضة
تنهدت ساندى بارتياح عند علمها أن الاصابة لم تكن خطيرة وان
كل ما فى الأمر كدمات بسيطة
- جدتى ما زال عندنا حجرة إضافية . لماذا لا تبيتين الليلة هنا ؟
هكذا لو احتجت شيئا أكون بجوارك
- ولكنى لم أحضر أشيائى معى
ردت هيتى :
- أستطيع أن أوفر لك قميص نوم
- أنا متعبة جدا . أعتقد أنى سأوافق
تبادلت ساندى نظرة سريعة مع جائيل الذى كان يقف على بعد
بضعة أمتار مستندا إلى الحائط ويداه فى جيبيه
- سوف أمر عليك باكرا فى الصباح يا جدتى
وقبلتها
- أشكرك سيد لندن لاصطحابك لى إلى هنا
- أنا فى خدمتك أتمنى لك أن تشفى سريعا
رافق جائيل ساندى من جديد إلى الباب
- خلال بضعة أيام لن نستطيع أن نتقابل أبدا
- أتدرى أنه كان عليك أن تعود لبيتك قبل ساعات
فلم يتبق لك سوى أربع ساعات من النوم
- بل ثلاث يجب أن أمرعلى المشتل لترتيب الأمور قبل أن أذهب إلى
مكتب والدى
تأملا شخصيهما لحظة دون كلمة
شعرت ساندى فجأة بأن تلك النظرات تعنى الوداع
ثم ... ارتمى كل منهما بين ذراعى الآخر
تشبثت به ساندى بقلب يملؤه الحب
-كم أتمنى ألا تدخلى الان ساندى أنا ...
انتظرت باقى كلماته بقلب مضطرب
- ليلة سعيدة ساندى
استدار واتجه مسرعا نحو سيارته
لوحت له بيدها من اعماق قلبها متمنية لقاءه
فى صباح اليوم التالى اتجهت إلى العيادة لتجد جدتهاجالسة
على سريرها تتجاذب أطراف الحديث مع ليلى ومدام فنستر
- كيف حالك ؟
- أشعر بإعياء شديد . لا أقوى على النهوض
قالت ليلى
- إننا نحاول إقناعها بأن تأتى للإقامة هنا . لقد قبلت لتوها
البقاء هنا لبضع ليال
قالت ساندى بنبرة متفائلة
- حقا ؟تعلمين يا جدتى عندنا غرفة خالية
- لقد وعدتها بإعطائها دروسا فى قيادة الدراجة البخارية
ردت مدام كران
- ليلى يصعب على تخيلك فوق واحدة من تلك الدراجات
جلست ساندى على طرف السرير للاشتراك لحظة فى الحديث مع
هؤلاء السيدات ثم رجتهن أن يسمحن لها بالانصراف
كان يجب أن تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية للقيام بتمارينها
الصباحية
قالت ليلى
سأرافقك
بالخارج وقفت ساندى لتأمل أشجار الجنكة لحظة
- إنك ترعين جديى بإخلاص يا ليلى
أتمنى من كل قلبى أن تنتقل إلى هنا
- وهو كل ما ستفعله ، لقد راق لها الطعام . وقد أمضت ليلة طيبة ما
إن تتعرف على بعض النزلاء . لن تكون فى رأسها سوى فكرة واحدة
وهى الإقامة هنا
بالمناسبة لو رأيت جائيل أخبريه بأنى سوف أحتاجه لنقل
بعض الأثاث
- أخشى أنه لن يكون باستطاعتى رؤيته هذه الايام
- هناك مشاكل ؟
- لقد عاد إلى شركة والده . وهو على موعد اليوم مع شخص يدهى
برينر لإبرام عقد ضخم وسوف يكون مشغولا جدا
ولكن ذلك سيكون بضعة أيام فقط
- من المفروض أن يتولى المحاسبة على الأقل شهرن قادميين
- هناك جينى
تذكرت ساندى منظر جينى وهى ترتمى باكية بين ذراعى أخيها
لقد تجاهل جاك لندن كل مقدرة لها على القيادة
شعرت فجأة بأنها مراقبة رأت رجلا يقترب منها
كانت بشرته ملوحة من أثر الشمس . شعره الأشقر الطويل بعض الشئ يهتز عند كل حركة
كان مظهره غير المتكلف - سورال جينز باهت اللون وقميص قطنى
- يعطى الانطباع أنه فى أجازة
- شيب ماذا تفعل هنا؟
يصعب الاتصال بك فى بيتك فى الأيام الأخيرة
- شيب أقدم لك مدام لندن شيب فرانكلين
- ساندى . هل أستطيع التحدث إليك على انفراد ؟دقيقة ؟
- بالتأكيد . بإذنك ليلى
- تفضلا أرجوكما . يجب أن أعثر على باتو أين أنت يا صغيرى ؟
ابتعدت السيدة العجوز بالفعل . ولكن بضع خطوات فقط
مما دفع ساندى للتساؤل إذا لم تكن تتعمد الانصات إلى الحديث
- لقد افتقدتك ساندى
- كنت مشغولة
أمسك بمعصمها وأشار إلى السوار الذهبى
- كنت بصدد التفكير بإهدائك خاتما
- ثم ماذا حدث؟
- ما رأيك بالذهاب إلى صالة البولينج مساء السبت
حدثت حركة بالشجيرات بالقرب منهما . لمحت ساندى رأس ليلى
التى اختفت وراء زهور الليك
- شكرا . ولكن أمامى ليلة مشحونة هنا
- ساندى . أزاحت ليلى بعض الفروع لتطل برأسها
- فلتخرجى مع صديقك أيا كانت واجباتك هنا فأنا أستطيع القيام بها عنك
- شكرا يا ليلى ولكنى لا أستطيع
- أوه كفى هراء فلتذهبى للاستمتاع بوقتك
همس شيب بحيث لا يستطيع شخص أن يسمعه سوى ساندى
- هل ستتولى تلك الوسيطة تدبير ..
قالت الفتاة وهى تنفجر ضاحكة
- محتمل
- هل تواعدين أحدهم هذه الأيام ؟
ودت لو أجابت بأنها تهيم حبا برجل لا تستطيع الخروج معه - بعد الآن
ردت بهدوء
- شئ من هذا القبيل
- أنا وأنت لم نكن دائما سوى أصدقاء
هل نستطيع الخروج معا يوم السبت تحت هذا المسمى ؟
- أشكرك يا شب أرجو أن تعذرنى لكن
- ولكن لا . أهو بسبب ذلك السناتور ؟
أومأت برأسها بالرفض . فأطلق شيب زفرة ارتياح
- بصفتى صديقك أستطيع أن أقول إنى سعيد لسماع ذلك ولكنى طالما تمنيت ان تصبح
علاقتنا أكثر صدقا فى يوم من الأيام .
- إنك لطيف .
- أود لو أمثل شيئا أكثر من لطيف بالنسبة لك .
إذن إلى لقاء فى أحد الأيام . احترسي من العجوز إنها دسيسة .
سامعة صوت فرقعة محرك , ثم مرت ليلى أمامها وهى تقود دراجتها
البخارية . تحيهما بيدها .
- وتقود دراجة بخارية أيضا لماذا بحق السماء تسعى إلى أن تخرجى معى ؟
- ليس لدى أدنى علم .
- اتصلى بى لو تغيرت الأحوال .
- اتفقنا يا شيب
رأته يبتعد وهى تحسس لا إراديا السوار المهدى إليها من جائيل .
بمرور الأيام تيقنت أن جائيل قد نسيها .
كان يتصل بها فى أوقات غير مناسبة , أحيانا فى ساعة متأخرة ليلا ليخبرها انه مشغول للغاية , بأنه يشعر بالأسف لعدم استطاعته رؤيتها ولكن مكالمته أصبحت سريعة وأقل انتظاما شيئا فشيئا .
فى الأسبوع التالى وبينما كانت تقوم بتصفيف شعرها فى غرفتها سمعت صوت سيارة تقترب .
من النافذة لمحت بيتر وهو يوقف سيارته أمام مسكن ليلى .
كان قد مر أسبوع دون أن يضايقها .
ما إن رفعت عينها إلى النافذة حتى رجعت خطوة إلى الوراء , عن اقتناع منها بأن الستائر البيضاء كانت كافية لحجبها عن النظر .
شعرت ساندى بالقلق لحظة من أن يكون بيتر قد أتى لزيارتها , ولكنه دار حول السيارة ليفتح الباب لشخص كان يجلس بجواره .
ذهلت ساندى لرؤيتها فتاة تخرج من السيارة .
جرت هى وبيتر حتى وصل إلى باب ليلى .
ضغط بيتر على جرس الباب وهو يلقى بنظرات عابرة قلقة على شباك ساندى , وما إن فتح الباب حتى اندفع الاثنان إلى داخل شقة ليلى .
كانت ساندى مذهولة . تنهدت بارتياح .
لقد أصبح لبيتر صديقة ! وهو يحاول إخفاء الأمر عنها خوفا من أن يجرح مشاعرها ! فكرت فى الإسراع بالاتصال بجائيل ولكن تطرق إلى ذهنها سؤال أوقفها مكانها ..
لماذا لم يخبرها جائيل بشئ عن هذا الأمر ؟
لقد تبادل الحديث لحظة بالأمس ولكنه لم يذكر حتى إسم بيتر .
كان صوت العقل يدفعها إلى الاقتناع بأن جائيل مشغول بدرجة تمنعه من الاهتمام بأخر تطورات حياة أخيه العاطفية ولكن فكرة أخرى غمرتها كالموجة الباردة :
ليس هناك الأن أى مبرر يجعل جائيل يواعدها .
لا يوجد أى سبب لذلك , إلا إذا كان يهتم بحبها له .
لقد انتهى كل شئ . رنين الهاتف جعلها تقفز من مكانها رفعت السماعة , وقلبها يخفق بسرعة .
- ساندى أنا شيب
قالت بصوت منخفض من أثر الاحباط :
صباح الخير
- أوه , أوه هل اتصلت فى وقت غير مناسب ؟
- لا ليس إلى هذه الدرجة
- أرد أن اجرب حظى مرة اخرى , لنذهب إلى المسرح .. مساء السبت . هناك عرض كوميدى . ألا تريدين الضحك قليلا ؟
- أشكرك , ولكن ..
- هل أنتى مشغولة فى تلك الليلة ؟
- هناك أمسية راقصة بكازاجراند .
- إن نزلاءك ليسوا فى حاجة لمرافق
قالت متنهدة :
- حسنا شيب
- سوف أمر عليك فى السابعة
- اتفقنا إلى اللقاء يوم السبت
وضعت السماعة وحاولت حبس الدموع التى أغرورقت بها عيناها , لقد كانت غبية لأنها اعتقدت أن جائيل يبادلها نفس شعورها .
أنتفضت لسماعها رنين الهاتف من جديد
- ساندى ؟
- ديريك ؟ هل أنت بالمدينة مع والدك ؟
- لا أنا أتحدث إليك من دالاس . لقد تحدثت كلير مع جدتك . لقد قمت بعمل معجزات : لقد قبلت الإقامة بكازاجراند .
- أنا سعيدة لسماع ذلك , ولكنى لم أفعل شيئا
إن الناس هنا هم الذين رحبوا بها جدا , لقد أصبح لها صداقات .
- إن كلير تكاد تطير من الفرح . عندى عرض لأقدمه لك .
- ما هو ؟
- لقد عثرت على موقع نموذجى بمدينة كانساس لفتح مركز جديد للمسنين , ويجب ان أذهب للوصول إلى رأى نهائي فى هذا الامر . هل تقبلين المجئ إلى دالاس لإدارة المركز ؟ كان رد فعلها الأول هو الرفض القاطع . لم تكن ترغب فى مغادرة أوكلاهوما ....منتديات ليلاس
- لى أصدقاء هنا . ثم هناك جدتى
- اعلم , ولكنك تستطعين إيجاد أصدقاء أينما ذهبت وسأمنحك مرتبا أعلى وسأدفع تكاليف انتقالك
- هذا لطف منك يا ديريك , ولكن ..
- اسمعى يا ساندى الموضوع يتخلص فى أننى حاولت أن أجد شخصا أستطيع أن أوليه ثقتى ولكنى لم أعثر إلا على سيدة ترغب فى العمل بأوكلاهوما
لو قبلتى الحضور إلى دالاس , تستطيع هى أن تأخذ مكانك بكازاجراند . سوف تحصلين على زيادة ثلاثمائة دولار .
- ثلاثمائة ؟
- إلا جانب سيارة . وإلا جانب مصاريف الانتقال , فإنى فى حاجة إلى شخص فى إخلاصك .
- يجب ان أفكر بالأمر .
- أهناك رجل فى حياتك ؟
- ليس بالظبط
إذن ليس هناك ما يمنعك
- سأفكر بالأمر
- شكرا . سأوصلك بوالدتك
تجاذبت السيدتان أطراف الحديث نصف ساعة قبل أن يغلقا الخط هذه المرة , لم تحاول ساندى أن تحبس دموعها .
مع حلول يوم الخميس كانت ساندى قد قررت نهائيا الذهاب إلى دالاس . هكذا قد يسهل
عليها أن تنسى جائيل بحيث لن تكون مضطرة للمرور أمام مشاتل لندن أكثر من مرة يوميا
عندما دق جرس الهاتف يوم الخميس الرابع من يوليو ( تموز ) يوم استقلال أمريكا . ظنت ساندى أن جدتها هى التى على الخط لأنها هى التى تتصل بها بصفة منتظمة
- ساندى ؟
بعث صوت جائيل الخفيض الرعشة فى جسد ساندى
- صباح الخير
- إنه يوم جميل فعلا
- نعم الأمر
كانت على وشك إخباره أنها تستعد للذهاب إلى دالاس .
ولكنها لم تكن لتحتمل فكرة فراقهما .
لم تكن قد أخبرت أحدا بالأمر بعد , ولكنها كانت قد اتخذت قرارها بأنها سترحل .
- تبدين حزينة , بالمناسبة اتعلمين .. ؟
- لا
- هيه ماذا هناك ؟
- لا شئ , لا شئ , سأرحل إلى دالاس قريبا
صاح جائيل
- ماذا ؟
- إن ديريك يعرض على زيادة فى الأجر وسيارة لو قبلت أن أدير مركز المسنين فى دالاس .
لماذا أخبرته بذلك ؟ إن هذا لن يؤدى إلى تعقيد االامور . قال بصوت مضطرب :
- لقد قمت بإعطاء نفسى أجازة مساء السبت .
كنت أود اصطحابك إلى المطعم
أغمضت عينيها لحظة , فكرت فيها أن تلغى موعدها مع شيب , ولكن لماذا تطيل عذابها بيدها ؟
- أنا مرتبطة فى تلك الليلة
- ماذا ؟
- أنا مرتبطة .
- وماذا عن مساء غد ؟
- لا
- إذن كما تشائين . اسمعى عندى موعد خلال عشرين دقيقة من الآن .. إن المشاتل لا تعطل اليوم أنا مشغول للغاية طوال فترة ما بعد الظهر , ولكن أود رؤيتك الليلة هل تستطعين المرور على فى نهاية اليوم ؟
- أسفة , لقد وعد ليلى وجدتى واثنين من النزلاء الاخرين بأن اصطبحهم إلى دار الاوبرا لحضور افتتاح الموسم الموسيقى .
- وماذا عنا يا ساندى ؟
- ماذا عنا ؟ إن مهمتك قد انتهت : أعتقد أن بيتر بصدد مشروع جديد
- مهمتى ؟ إنك تتصورين ..
سمعت أصواتا خلف جائيل الذى أبعد السماعة ليتحدث مع شخص أخر ..
- يجب ان أذهب الان . هل ستكونين فى منزلك بعد ظهر اليوم ؟
- لا سنقوم برحلة بالاتوبيس .
- ياله من نشاط جارف ! هل لى من دقيقة من وقتك ؟
يمكننا أن نتناول طعام العشاء معا مساء غد
- ألا يوجد أمل بالنسبة لليلى .
- لا , لقد تم حجز الأماكن ولا أستطيع أن اخيب ظن النزلاء
- حسنا إلى الغد إذن
- إلى اللقاء جائيل
كان على موعد مساء الجمعة , كان قلبها مفعم بالسعادة
ولكن عقلها كان يلح عليها أن تتروى
لقد أخرت مواجهة ألام الفراق لوقت أخر .
أما فى هذه اللحظة فلم تكن تفكر إلا فى لقاءهما القادم .
أخذت حماما وارتدت تنورة بسرعة لأن موعد نزهة الرابع من يوليو ( تموز ) كان قد اقترب .
بينما كانت تقوم بتجفيف شعرها , لمحت عبر النافذة , سيارة الشحن التابعة لشركة مشاتل لندن , هبت واقفة وهى تامل أن يكون القادم هو جائيل .
الفصــــل الثآني عشر
نزل من الشاحنة رجل لم تكن قد رأته من قبل ودار حول السيارة واخرج إناءين ضخمين من الزهور .
صاحت ساندى :
أوه لا
لقد انخدعت لم يكن لبيتر صديقة .
فى أثناء اقتراب الرجل من الاريكة , سمعت طرقات على الباب الخلفى .
جرت ساندى لتفتح .
كانت تلك ليلى ويصاحبها قطها باتو الذى يبدو أنه لا يفارقها .
كانت ترتدى سروال جينز وقميص أخضر اللون وتضع فى شعرها منديلا مطبوع عليه أشكال مختلفة من الورود
- صباح الخير ساندى , لقد قلت فى نفسى أنه ربما ذهبنا معا إلى مركز الهوايات .
ردت ساندى بينما كانت جرس باب المدخل يدق :
- أدخلى .
مازالت تاتينى الورود ألا تريدين بعضا منها ؟
- لا شكرا , عندى كل ما أحتاجه من المشاتل .
- أنا أيضا , من سوء حظى .
فتحت الباب لتجد نفسها أمام رجل أحمر الشعر :
- أنسة سميث ؟
- إنها أنا فعلا .
- هذه لك . أين تحبين أن أضعه ؟
- من مشاتل لندن , أنا لا أرغب فيها
لقد أمرت أن أسلمها يدا بيد
أوه , إنها ثقيلة و ..
- أسفة , ضعها على السلم .
بينما كان ينحنى ببطء لمحت فى كل إناء ظرفا .
- سأذهب لإحضار الباقى .
- الباقى ! اوه , لا , لن تعيد ذلك ...
قالت ليلى منتشية :
- إن هذه الورود لرائعة . هل أستطيع أن أخذ واحدة منها لأضعها فى شعرى ؟
- تفضلى , تستطعين وضعها جميعا فى شعرك إذا كان هذا يسعدك . إن حفيدك يريد أن يقتلنى .
أنظرى ها هو ذا العامل عائد ومعه اثنان من النباتات العملاقة .
تناولت ساندى واحدة من البطاقات وقرأت : ارتعشت يديها فجأة :
" مع خالص حبى .
همست فى خاطرها وعيناها مثبتتان على تلك الكلمات :
- جائيل
- هل هناك ما يسوء ساندى ؟
ظلت الفتاة سارحة بضع ثوان قبل أن تدرك أن ليلى قد طرحت عليها سؤالا .
قال العامل :
- أين سأضعها ؟
قالت وهى تتنهد
- ضعها أينما شئت
- حسنا . يبقى اثنان وينتهى الأمر .
رددت ساندى بصوت ضعيف :
- اثنان أخران ..
- ساندى أواثقة أنت بأن كل شئ يسير على مايرام ؟
إنك شاحبة للغاية , لقد اعتقدت أن بيتر قد وجه اهتمامه فى اتجاه أخر . قد وعدنى بألا أذكر شيئا أمامك ..
- إنها ليست من بيتر .
- يا إلهى ! هل هناك شخص أخر يبعث لك بالنباتات الخضراء ؟
من هذا ؟
- جائيل
صاحت العجوز بشئ من الرضى :
- هكذا إذن
يجب عليكى أن تقومى بتدبير مكان للنباتات القادمة , إن درجات السلم لن تكفى .
- أدخل , ضعها هنا أمام المدفأة .. عظيم .
- هل تتفضلين بالتوقيع هنا من فضلك ؟
وضعت ساندى حروفها الأولى على الإيصا ل .
ثم راحت تنزع برفق البطاقات المدون عليها :
إلاساندى مع خالص حبى
جائيل
- سألحق بك ليلى هناك مكالمة يجب أن أجريها .
قالت ليلى بإبتسامة عريضة :
- إلا اللقاء
اتصلت ساندى بالمشاتل . ولكن جائيل كان خارجها تركت ساندى رسالة . ثم اتصلت بزوج والدتها لتخبره بعدم استطاعتها قبول عرضه .
بوجه مشرق وبخطى سريعة أسرعت إلى مركز الهوايات عند عودتها , وجدت أمام المدخل , صندوقين حملتهما إلى الداخل , فوجدت بداخل صندوق منهما دمية من النسيج على هيئة دب : كانت هناك بطاقة مثبتة فى عنقها كتب عليها :
جائيل أحبك
- إذن لماذا لم تقول لى ذلك ؟
بداخل الصندوق الثانى الذى كان يبدو مغلقا بإحكام . وجدت تمثالا مصغرا لشجرة جنكة مصنوعة من الكريستال وبطاقة مكتوب عليها :
إلى سيدة الجنكة
قامت بمحاولة أخيرة للوصول إلى جائيل ولكن دون جدوى .
ارتدت ثوبا أزرق اللون بدون أكمام وحذاء أبيض لتذهب إلى الأوبرا .
طوال الأمسية , وبينما كانت تجلس فى مقصورتها تستمتع إلى الألحان الشهيرة بصحبة بعض نزلاء كازاجراند , لم يكن فى فكرها سوى جائيل , لم تكن تفكر إلافيه وفى عينيه الزرقاوين العميقتين .
فى طريق العودة , توقفت السيدات لتناول الأيس كريم .
كان الليل قد انتصف عندما كانت ساندى تقوم بتوصيل كل واحدة إلى شقتها الخاصة .
أوقفت سيارتها . صعدت السلم وعبرت الشرفة .
توقفت فجأة عند رؤيتها لرجل يستلقى على مقعدها الطويل وضعت يديها على فمها لتحبس صيحة فرح .
كانت تعلم من هذا بقلب مختلق أقتربت على اطراف أصابعها .
- جائيل .
كان يرتدى سروالا أزرق وقميصا أبيض بياقة متوحة تأملته كما تتأمل لهب مدفأة فى ليلة شتاء ، يبعث فيها الدفء ويسعد القلب .
ولم تكن ترغب فى إيقاظه على الفور ، لكن كل ما كانت تريده هو أن
تستشعر لذة وجوده .
ركعت ساندى ووضعت خدها على يد جائيل قال وهو يحاول أن يفيق :
- صباح الخير ، أيتها الجميلة المجهولة
- هل طال انتظارك ؟
- طال دهرا
- اقصد منذ متى وأنت جالس هنا ؟
- ست وثلاثون ساعة
- هذه كذبة ولا شك ، لقد خرجت من هنا فى السابعة
- حسنا ، لنقل منذ ساعتين
- شكرا على هداياك
- لقد علمت أنك كنت تريدين ردها
- أعتقدت أنها مرسلة من بيتر
- هأنذا أؤكد بنفسى ساندى أنى أحبك
- لقد اعتقدت انك لن تقولها أبدا
أخذها بين ذراعيه وحاول أن يجذبها نحوه فوق المقعد الطويل
- جائيل ، قد يرانا أحد .
- إذن هيا لنشرب شيئا
- أليس الوقت متأخرا قليلا ؟
- لقد أخذت قسطا من النوم
نهض وأخذ يدها ، كيف يمكنها أن ترفض ؟
فى السيارة جلست بجواره ، دون ان تنطق بكلمة .فى انتظار أن يتكلم . عندما أوقف المحرك لاحظت انهما امام منزله
- كنت أعتقد اننا سنذهب لنشرب شيئا
- هذا ما سنفعله عندى
بالداخل لم يضئ سوى مصباح واحد غير مباشر
- هنا . لن يستطيع أحد أن يرانا ، همس فى أذنها :
والآن أنسة سميث ، سوف أثبت لك إلى أى مدى أحبك
- أوه جائيل لماذا لم تخبرنى بحقيقة مشاعرك قبل الان؟
- وهل كان يساورك شك ؟
- لقد كان ما بيننا مجرد اتفاق .. لقد تطوعت للخروج معى مدة أربعة أسابيع
- بالنسبة لإنسانة ذكية مثلك هذا الكلام يوضح أنك أحيانا تكونين محدودة الأفق
- وكيف كان لى أن أعرف ؟ إن كل ما كنت تفعله لم يكن سوى الواجب
- لا تقولى كلاما فارغا
- معظم الناس عندما يكونون عاشقين يعلنون حبهم
- وهل أخبرتنى أنت بشعورك ؟
- لم أكن أريد أن أخبرك بحبى قبل أن أتاكد من حبك لى
- إن بيتر وجينى يشبهان أمى فى هذه النقطة ... إحساسهما مرهف للغاية
- عندما يقعان فى الحب . ترينهما يصرخان بأعلى صوتهما معلنين عنه ، يبكيان يظهران كل مشاعرهما على الملأ
أما أنا فأشبه أبى فكل شئ أكتمه داخلى
بصراحة كنت أعتقد أن حبى واضح لك وضوح الشمس ولكن لو كنت ترغبين
فى فيضانات من الدمى والنباتات الخضراء وعلب الشوكولاته
- أوه لا أرجوك كل ما أتمناه أن تخبرنى من وقت إلى أخر أنك تحبنى ، حسنا أنا أحبك يا ساندى سميث أحبك أحبك
- هذا يكفينى ، الرسالة وصلت
- إنك لم ترى شيئا بعد . أريدك أن تبقى معى للأبد
ابتسمت ساندى باستسلام
- لن تفقدنى أبدا انا لك منذ الليلة الأولى
عندما استيقظت ساندى حاولت النهوض ولكن ذراعه المطبقة عليها منعتها
- لا تذهبى
- ليس عندى أية رغبة فى ذلك
- هل تستطعين ان تناولينى سروالى ؟
- هل ستنهض الآن ؟
همس :
- لا
دس يده فى جيبه وأخرج علبة صغيرة : إنها لك .
اعتدلت فى جلستها وهى تلقى بخصلات شعرها إلى الوراء
كانت العلبة الصغيرة تحوى خاتما محلى بأحجار الزمرد
- هل تقبلين الزواج بى ؟
ارتمت فوق عنقه كادت أن تخنقه
- هيه ! إنك تبكين
- من السعادة
- متى إنتهيت من بكائك؟ هل تتفضلين بإعطائى ردا ؟
- أريد أن أصبح زوجيك
وضع الخاتم فى إصبعها
- إذا لم تكونى تحبين الزمرد ، نستطيع وضع حجر الماس مكانه
- أنا أعشقه
- أنه بلون عينيك
- وبلون أشجار الجنكة
- والآن أمامنا بضع مشاكل صغيرة يجب الوصول إلى حل لها
أولا ألغى موعد مساء السبت
- لقد حدث ذلك بالفعل يا سيدى
- حقا ؟ لماذا قبلت الخروج مع شخص آخر بينما أنت تعلمين ...
- لم أكن أعلم يا جائيل ! إنك لم تخبرنى بشئ
- لن يحدث ذلك مجددا
ثانيا لا ينبغى أن تذهبى إلى دالاس . لقد صدمت عند سماعى ذلك ، أتعلمين ؟
- لقد تمت تسوية هذا الأمر أيضا . سأبقى ولكن عليك أن تنام فأمامك يوم طويل صباح غد .
انفجر ضاحكا مما أثار سخط ساندى
- إن تلك أكثر ضحكة وحشية ومثيرة للأعصاب سمعتها فى حياتى
- إن الضحكة لم تكن مثيرة للأعصاب لهذه الدرجة
- تلك كانت كذلك
بدأ الجر فى البزوغ
- يجب أن أعود يا جائيل
- لماذا ؟
- لأسباب كثيرة أولها أنه يجب أن تذهب لعملك
- خطأ عندى يوم راحة . إن تشاد سوف يتولى شؤون المشاتل ، سأخصص اليوم لسيدة الجانكة
- ومن سيتولى إدارة لندن وهولمز
- جينى
- هل عهدت لـ جينى بزمام الأمور ؟
- وما الغريب فى ذلك ؟
- لقد دهشت فقط لقد كان لها مظهر ...
- حساس للغاية ، يختلف عن مظهر أخيها الأكبر؟
هى وبيتر عاطفيان جدا ولكن ذا لا يعنى أنها ليست ذكية أو ليست ذات مقدرة عالية ، للحق هى تحسن التصرف أحيانا أكثر من أبى لو يقبل فقط إعطاءها الفرصة ... فكرت أن أقوم أنا بإعطائها إياها
- إن هذا لرائع . بالنسبة لها ولوالدك ولك ... وبالنسبة لى ستتاح لى الفرصة لكى أراك كثيرا
- أكثر مما تتصورين يا حلوتى متى سنتزوج ؟
- يجب الانتظار ريثما يعود والداك من الخارج
- سيعودان فى الأول من سبتمبر ( أيلول )
- سنتزوج عندما يتحول لون أوراق أشجار الجنكة من الأخضر إلى الذهبى وفى الخريف نستطيع أن ننظم حفل استقبال فى الهواء الطلق
- هل تعلمين كم سيطول انتظارنا ؟ حتى شهر أكتوبر ( تشرين الأول ) أو على الأقل إلى منتصف شهر سبتمبر ( أيلول ) لن أستطيع أن أصبر حتى ذلك الحين
- لننتظر عودة والديك حتى ذلك التاريخ . ستكون مشغولا للغاية ولن تترك جينى وتسافر إلى شهر العسل
- من الممكن أن يكون العمل أفضل شئ بالنسبة لها
- ولكنك وعدت والداك بأن تدير الشركة
- بصفتى المدير قررت أن أستخدم صلاحياتى ولن يتصل والدى قبل أن يصل إلى نيويورك
سترين وستقوم جينى بعملها على أكمل وجه
- إنك أخ ممتاز
- وبسيط للغاية
إننى رجل ممتاز ....
- سندعو جدتك ، ليلى وبيتر ونتزوج
إن ضغط العمل يقل فى المشاتل كل يوم عن الآخر
إن الموسم على وشك نهايته ، سوف أبدأ فى تسليم تشاد زمام الأمور بالتدريج
بعد كل ما رويته لوالدك عن عدم مقدرتك إهمال المشاتل ... لقد تغير كل هذا الآن . لم تعد المشاتل تأتى فى المرتبة الأولى من اهتماماتى
هذا التصريح جعل عينى ساندى تغرقان فى الدموع
عاد جائيل يكرر طلبه
- والان إذن متى سيكون هذا الزواج ؟
فكرت لحظة فى والديها وجدتها وفى دار المسنين
- إن ديريك قد عثر على شخص يستطيع إدارة كازاجراند
سوف أصبح بلا عمل ، أتعلم ذلك
- هل يحزنك إضطرارم للتخلى عن عملك ؟
- من أجلك أفعل أى شئ
- ولكنى أريدك أن تكونى فى غاية السعادة ، لقد أحببت هذا العمل بشدة ، أكره أن أحرمك من سعادتك
- سأعثر على شئ آخر
- تستطعين مساعدتى فى المشاتل ، أم إنك تفضلين متابعة دروس التمريض ؟
- ليست عندى الإمكانات المادية لذلك
- يجب أن أعاقبك على هذه الكلمات
إنه ليسعدنى أن أقوم بدفع تكاليف دراستك
- جائيل إن هذا سيكون شيئا رائعا
ولكننا سنفكر فى ذلك فى وقت لاحق ، لا أريدك أن تأخذى قرارات متسرعة ، هذه الدراسات تتطلب كثيرا من الوقت والمال
- ولكنها تستحق
داعبت ساندى لحظة شعر جائيل الداكن
- يجب أن أعود الآن
- متى سيتم الزواج ؟ غدا ؟
- رباه لا لقد علمت لتوى بحبك لى وتريدنى أن أتزوجك فى نفس اللحظة
- بالضبط
- أنا ما زلت لا أعرك جيدا ، هل تريد أن ننجب أطفالا ؟
أجاب بوقار
- نعم
- اتفقنا
- ساندى هناك سر عائلى يجب أن تكونى على علم به
- أى سر يا جائيل
- لقد أصبح لبيتر صديقة جديدة
صاحت وهى تضربه بيدها
- لقد أخفتنى
- توقفى توقى أيتها النمرة
- هل كنت تبحث وراءه ؟
- إنك أنت التى تبحثين عنى الان
همست
- جائيل يجب أن أنهض
- حقا ؟
لم يأخذ وقتا طويلا حتى أقنعها بأن تنتظر فترة أخرى
الخــــــــــــــــــــــــــآآتمـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــة
كان جائيل منهمكا فى وزن حقائب الحبوب عندما اعلنت رائحة
عطر الجاردينيا عن وجود ساندى
- لقد حانت ساعة غلق الأبواب
- نعم
ألقى نظرة خاطفة إلى ساعة يده
- آسف . لقد أغلقنا عند الساعة السادسة ثم نسيت الوقت وأنا أقوم بتخزين هذه الحقائب
- لا داعى للاعتذار . لقد كنت مشغولة للغاية انا أيضا
إنها أول مرة تأتى إلى هنا منذ شهر
- تعلم جيدا أن دراساتى تأخذ الكثير من وقتى
دار حول الطاولة وهو يتساءل إذا كان سيمل يوما . تأمل ساندى
لقد مر على زواجهما الآن سنة وشهر . ولكن فى كل مرة يراها فيها
كان يشعر بنبضاته تتسارع وبرغبة فى البقاء إلى جانبها أكثر وأكثر
- تعالى لترى ، عندى شئ أريدك أن تشاهديه
أخذها من يدها وتوجها إلى داخل المبنى
عبرا المبنى حتى وصلا إلى مكان الآشجار
- انظرى إلى هذه الجنكة
- غن لونها قد تحول إلى الذهبى تماما ! كم تبدو رائعة
- جميلة للغاية ... فى الغد ستكون واحدة منها مزروعة فى حديقتنا
- أوه جائيل هذا رائع . أود لو استطعنا المرور على منزلنا المستقبلى قبل الذهاب إلى بيتك
- بكل سرور
أخذ ينزع برفق البنسة التى كانت فى شعرها
- ماذا تفعل ؟
- أحب أن أرى شعرك منسدلا على كتفيك
- تستطيع الانتظار حتى نعود إلى البيت
- الفتاة ذات الشعر الذهبى تحت الشجرة ذات الأوراق الذهبية
اقتربت منه مبتسمة
- عندى خبر عظيم . قريبا سنصبح ثلاثة
- ثلاثة ؟ هل أنت متأكدة ؟
- لا ... ولكن عندى موعد مع دكتور باتس الأسبوع القادم
- ولكنك ستضطرين لترك دراستك فترة ..
- فترة طويلة . إذا أردت القول ، لا يهم جائيل أنا سعيدة للغاية
أمسك بخصرها ورفعها إلى أعلى
- هيه ! اتركنى
ضمها إليه بقلب ملئ بالحب
- يا ساندى الغالية يا سيدة الجنكة أحبك
طوقت عنق جائيل بأصابعها وراحا فى قبلة طويلة . وقعت بعض
الأوراق الذهبية التى تشبه المروحة بجانبها كما لو كانت ترسم دائرة
سحرية حولهما