لكنها قررت ان تطلب منه ان يغفر لها الغلطة التي ارتكبتها .
وانا ايضا .لم اعرفك جيدا.. والا لما تصرفت هكذا...
توقفت عن الكلام اذ اغرورقت عيناها بالدموع كل هذه الاشهر الماضية التي افسدتها
اسباب سخيفة من سوء التفاهم والكبرياء العنيد. ثم تابعت وهي تمسح دموعها:
اين كارول الآن ؟
في تكساس, عند اهلها. وحسب رسالتها الاخيرة ,فالطفل بصحة جيدة.
قالت ديانا بتعجب:
الطفل؟
نعم هذه مشكلتها .اعتقد اني الآن قادر على شرح الامر لك.كانت كارول تحب رجلا
فرنسيا. وعندما اخبرته انها حامل .تركها كان متزوجا ولم يقل لها ذلك .
عندما بعثت لي الرسالة كانت في اشد حالات اليأس ,
تريد الأنتحار ,ليس لانها كانت حامل ,انما لان الرجل الذي احبته تخلى عنها .
اغمض جايسون عينيه وراح يمسح عن وجهه العرق المتصبب فلم تقل ديانا شيئا بل كانت
تنتظر ,اذ ادركت انه بات مستعدا لاطلاعها على كل اسراره .
هل تفهمين الآن لماذا لم اكن قادرا على ان اخبرك شيئا.
كانت المسألة مسألة ثقة بيني وبينها .
وجودي معها في باريس خفف من آلامها .وساعدها في ترتيب امورها وعودتها الى
تكساس.رافقتني الى المطار .كانت قد ارتاحت وشكرتني من كل قلبها .اعتقد في تلك
اللحظة بالذات شاهدتنا اونيس معا.
شعرت ديانا بالخجل والندم في آن.فقد اعتقدت ان جايسون ذهب الى باريس لانه على علاقة
عاطفيه مع فتاة تدعى كارول..ولم تكن تعرف ان كارول هذه ابنة خاله .التي كانت في
حالة يأس ساعدها جايسون في التخلص منها .
قالت ديانا وهي مازالت تبكي:
آه لو كنت عرفت الحقيقه قبل الآن..
وراحت تقول في نفسها :لقد ارتكبنا غلطة كبيرة لاننا لم نتبادل الثقة ودمرنا حبنا
هذا الحب الفتي .الطري الذي لم يسنح الوقت ليصبح حبا قويا واكيدا ..
في الخارج هبط الظلام والغرفة مضاءة فقط بالمصباح الكهربائي الصغير الموضوع على
الطاولة قرب السرير كانت ديانا جالسة على حافة السرير لايفصلهما سوى مسافة قصيرة
يكفي ان تمد ديانا يدها لتلمس قدميه وتداعبهما
شعرت بانها ستنجرف وراء احاسيسها ورغبتها فنهضت وتوجهت الى النافذة من جديد في
الخارج الهواء يصعب تنفسه من شدة ثقله والليل الاستوائي كثيف بحيث شعرت ديانا ان
جسمها يكاد ينهار.
قالت ديانا قاطعه حبل الصمت الثقيل:
لابد ان هناك احتفالا او عيدا في مكان ما
انهم عمال التنقيب لقد وجدو ا طبقة نفطية مهمه وهم يحتفلون بهذا الاكتشاف
الاتشعر برغبة في الالتحاق بهم ؟
اجابها بحدة :
لاارى أية مناسبة لاقامة مهرجان
الم تقل ان الابحاث نجحت ؟
من دون شك
فوجئت ديانا من عدم اهتمامه بالموضوع.لقد كانت تتصور ان عمله قبل كل شيء حتى قبل
زوجته
هل هذا يعني ان عملك في الاكوادور يوشك ان ينتهي
لاعرف شيئا
اجوبته المقتضبة بدأت تثير فيها الغضب لكنها تمالكت نفسها عرفت بعد هذه التجربة ان
اغضاب جايسون لايجدي وسألت :
اين قررت ان تكون رحلتك المقبلة؟
ظنت ديانا ان جوابه قد يكشف النقاب عن حقيقة عاطفته تجاه روزا.
الآن وقد عرفت من تكون كارول ,تريد ان تعرف هذه المرأة التي يحاول ان ينساها ,ربما تكون روزا.
اجابها جايسون :
اني انوي البقاء في الاكوادور اني احب البلاد واحب اهلها وكذلك فقد ولدت هنا وتوفي
والدي هنا ايضا.
اشعر بأن جذوري في هذه الارض .
وتذكرت ديانا انها سألت جايسون ما إذا كان ينوي ايجاد عمل مستقر
فاجابها :ليس الان.لست مستعدا لذلك بعد .
لكن في يوم
يوم من الايام. ربما ,, لكن ليس هنا , ليس في انكلترا
والآن.يبدو انه مستعدا لذلك لقد قرر البقاء هنا في هذا البلد الغريب .هل من اجل شخص
معين .هل لإنه يحب روزا؟
واضاف جايسون :
سأبقى في المؤسسة ذاتها
سألته ديانا:
أهذا هوالسبب الذي جعلك تفكر في شراء بيت في كيوتو؟
من قال لك ذلك؟ ألايمكن للإنسان في هذا البلد ان يحتفظ بشيء له
جيراد.صاحبة الفندق اخبرتني بذلك .وهي تعتقد انه لهذا السبب بالذت جئت الى هنا
اجابها بضحكة وقحة :
صحيح كنت افكر في شراء منزل لكن ذلك كان منذ مدة طويلة .
كنت افكر في مشاريع وهمية ! كنت احلم أن يكون لي منزل استقر فيه مع اولادي .
ومن كنت تريد اما لأولادك .روزا غييارمو؟
انتفض جايسون في غضب وامسك ذراعها وبسرعه وضعت ذراعها الاخرى فوق عينيها تفاديا
لأية صفعة
كلا ...كلا..لاتخافي .انا لااضرب النساء حتى لو كنت تستحقين ذلك .اذن لم يتغير شيء السنة الماضية كانت كارول في باريس وهذه السنه روزا في الاكوادور .
الفارق الوحيد هو انك لست بحاجه لاونيس لتلقنك دور المرأة الغيورة
كانت عيناه الزرقاوان تطلقان بريقا غريبا .ووجهه اصفر كالرخام وبدت قطرات العرق
تتصبب على جبينه .
تلعثمت ديانا وهي تقول :
جايسون ..انا اسفة..انا..ما..كان يجب ان اقول ماقلته
ولكنك قلته..الآن اعرف كيف تنظرين الي انت بالذات ولا احد سواك
لا, ,,,
لا,ليس انا.انها روزا .لقد امضت النهار كله وهي تخبرني عنك .
قالت لي انه جعلتك انسانا سعيدا.
وكانت تعزف لك على القيثارة وتأخذك في نزهات على ظهر الحمار.اني..اني
اكرهها ولهذا السبب لم ابقى في المزرعة .
قطب جبينه وعض على شفتيه وعرفت ديانا انها لمست الحقيقة.
وفجأة سألها جايسون ,في نبرة شبه هادئة:
ماذا قالت ايضا؟
طلبت منك ان تتزوجها ولم تكن تعرف انك رجل متزوج .فلم تخرها بذلك ولم تخبر احدابذلك
وان لاافهم لماذا؟
انتظرت من جايسون تفسيرا على ذلك لكنه اكتفى بهز كتفيه فتابعت تقول:
عندما عرفت من انا تصورت اني جئت الى الاكوادور لاطلب منك الطلاق
اذن .كوني صادقة مرة واحدة الم تفكري في الطلاق ؟
اعترفت ديانا نادمة :
بلى والمسئول عن ذلك شخص اخر
اونيس؟
نعم .وبول.
ضحك جايسون وقال آه ,آه,لااستغرب
لماذا,لماذا تقول هذا؟,ماذا تعرف ما لااعرفه؟
استدار ونظر اليها وجها لوجه.كان يبدو كانه ينظر الى فتاة صغيرة تحتاج بعض النصائح
مثل إبنه خاله كارول .
عندما استنجدت به ليساعدها .وشعرت ديانا فجأة بانه لم يكن
يتوجه الى زوجته بالحديث بل الى شقيقته الصغيرة اجاب قائلا:
اني اعرف اشياء كثيرة عنها .انت تعرفين اني اعرفها قبل ان التقي بك.اونيس وانا
خرجنا معا ,مرتين او ثلاث مرات وحضرنا بعض الحفلات الموسيقية .لكنها لم تكن تناسبني
وعرفت ديانا لماذا كانت اونيس تغار منها.اونيس تحب جايسون ! ولهذا هي حاقدة لأن
جايسون تزوج ديانا..
"اما بول. فكان يفضل ان يتزوج ابنه مديرة.يعني انت
وهكذايؤمن مستقبله بمؤسسة متينه
.اي إنسان اخر كان قادرا على إدراك الأمر إلا انت ايتها الفتاة المسكينة البريئة" .
تنهد ورفع عن جبينه خصلة شعرة المتمردة واضاف:
الهذا السبب جئت؟
اما زال بول يريد ان يتزوجك ؟
وانت, هل ستتزوجين منه عندما تتخلصين مني؟
قالت ديانا بعنف:
قلت لك اني لم اكن على علم بوجودك هنا في الأكوادور
"لكن كريستوفر كان يعرف جيدا انني موجود هنا .الم تخبريه بمشاكلنا "
"اسمعني ياجايسون ,اقترح والدي ان امضي عطلتي برفقته .هل تحاول التخلص مني حتى
تتزوج من روزا ؟هي المرأة التي تحاول ان تنساها؟هل من اجلها فكرت بشراء منزل ؟"
حول جايسون نظرة عنها واتجه نحو الباب .ثم توقف وسألها :
إذا قلت لك نعم ,هذا مااريده .ماذا تفعلين ؟
وبدورها حولت نظرها عنه حتى لا يرى الحزن العميق في عينيها.
هاهي اللحظة التي كانت خائفة منها .حان الوقت لتتخذ اصعب قرار في حياتها .
كانت يداها ترتجفان وقلبها يخفقة بسرعه.
ثم راحت تنظر الى السماء المكثفة بالغيوم
سألها جايسون في صوت خفيف:
هل تحتاجين إلى كل هذا الوقت لتردي على سؤالي؟
"اني ..اني.. اوافق على الطلاق .حتى تتمكن من الزواج منها."
عم صمت متوتر والسماء تبرق والرعد يدوي
سألها جايسون:
"هكذا من دون تردد؟"
"نعم"
فقال بصوت حاد:
"انت حقا إنسانة شهمة وكريمة"
استدارت لتواجهه وجها لوجه .كان قريبا منها حتى كانت قادرة على ان تستنشق رائحة عرق
جسمه وتنفسه .
فلم يكن لديها سوى رغبة واحدة ،ان ترتمي بين ذراعيه وتضمه اليها بشدة
.لكنها تراجعت خطوة الى الوراء .
اكمل جايسون كلامه :
"مادمت سخية الليلة يمكنك ان تفعلي شيئا من اجلي "
"نعم .ماذا؟"
رجعت الى الوراء خطوة ثانية وهو يقترب منها من جديد فقالت بعصبية :
"والدي قال لي ان علينا ان نتناقش معا.وحسب رأيه انها الطريقة الوحيدة من اجل تسوية
الامور"
"والدك رجل عاقل. وانا سعيد لانه قرر ان يصطحبك معه ,لكن الكلام ليس وحدة وسيلة
التعبير "
وراح جايسون يداعب ذقنها بلطف .ثم امتدت اصابعه نحو عنقها .فشعرت ديانا بقشعريرة
تجتاز جسمها كله .احنت راسها وهمست :
"ماذا تريدني ان افعل؟"
"ماكنا نفعله عندما كنا معا .شيء انتظره منك. مادمت زوجك "
وبضغط خفيف على يدها جعلها تقترب منه لكنها وضعت يدها على صدره لتبعده عنها .
من المستحيل ان تجعله يلمسها ,بعدما طرحا موضوع الطلاق
وهمست بتصميم وعزم :
"لا,لا ,ياجايسون"
"لم لا؟مازلنا متزوجين .وما نفعله ليس ضد القانون ,انما العكس في كل حال نحن الآن
في بونو والليل عاصف..."
لا, لن تدعه ينام بقربها مادام لا يحبها .لم يفكر في شيء اخر منذ عرفته
والليله بعدما عاد من الادغال يبحث عن شيء يلهو به وهاهي زوجته بقربه .في متناول يده.
قالت ديانا وهي تتخبط لتتخلص منه :
"لا"
لكنه ظل يشدها بين ذراعيه وحاول ان يعانقها لكنه ظلت تحاول التخلص منه .
"لا ارجوك .دعني هناك اشياء كثيرة يجب ان توضحها قبل ..آه يا جايسون ألا تفهم؟ اني
لا اقدر !لااقدر !"
اجابها بسخرية :
"صحيح ,في هذه الحالة يجب ان افكر في وسيلة لاقنعك بذلك.اليس كذلك؟
"اذا.اذا لجأت الى القوة فلن اسامحك ابدا "
وراح جايسون يهمس في اذنيها :
لكن يجب ان تعرفي .بعد كل ماحصل,لاأبالي اذاسامحتني او لم تسامحيني"
قررت ديانا الإستسلام له في البداية لتجد مناسبة للإفلات منه .ظلت تضربه على كتفيه
وتدير وجهها عن وجهه لكن دون جدوى .
ولم يسمعا صوت المطر الذي كان يقصف سقف الشرفة .كانا منجرفين في سيل حبهما ,
حتى انهما نسيا مايجري في العالم الخارجي .
وبعد هدوء العاصفة .شعرت ديانا بجوع يمزق معدتها فسألها جايسون :
"اني اسمع ضجة غريبة"
"انها معدتي .اني جائعة فلم اتناول الغداء "
"لماذا؟"
كانت ديانا تنظر اليه بعينين مليئتين بالنعاس ,كانت جلدته السمراء تلمع تحت ضوء
القنديل ,وجسمه كان يشبه جسم رجل رياضي .
وراحت ديانا تخبره عن هروبها من المزرعة.وكان هو يداعب ذراعها وفي الوقت نفسه يصغي
الى ماكانت تقوله .وبعد ان انهت قصتها قهقه جايسون وقال :
"لابد ان لويس غييارمو فقد عقله !انه يبحث عنك في كل مكان .من دون ادنى شك."
"ربما يجب ان نتصل به هاتفيا ونخبره اني هنا بالفندق واني على مايرام
اجابها جايسون وهو يتجه نحو الباب :
"كلا, دعيه يقلق .ماحدث يجب ان يكون درسا له"
سألته ديانا خائفة :
"الى اين انت ذاهب؟"
ضحك بسخرية:
سأجلب لك شيئا تأكلينه ,لإسكات معدتك .وانا ايضا جائع.لا تخافي .
اني عائد.
فلم ينته الليل بعد........."
7- الوجه الآخر لسيد المزرعة
اطلقت ديانا زفرة واستيقظت من دون أن تفتح عينيها مدت قدميها وشعرت بالصفاء والاسترخاء والسعادة 00 حاولت إطالة هذا الإحساس وابتسمت لنفسها عندما تذكرت سبب هذه السعادة 0
مدت يدها في اتجاه جايسون وهي مازالت مغمضة العينين 0 لكنه لم يكن قربها 0 وللحال فتحت عينيها وانتصبت واقفة 0 لقد رحل0
أصيبت بصدمة وهبطت من سريرها وراحت تفتش عن أغراض جايسون - لا شيء0 كلها اختفت 0 إذا فقد غادرها بصورة نهائية 0 وراحت تبحث في كل أنحاء الغرفة علها تجد رسالة منه لكن عبثا0 اطلقت زفرة مرة وراحت تجر قدميها حتى وصلت إلى السرير وسقطت فيه وتقوقعت تحت الدثار0
وكما قال جايسون مساء أمس لا شيء تغير كما في الماضي علاقتهما تتجدد بليله واحدة أو أكثر, ثم يليها الأختفاء المفاجئ0 ويتم كل شيء قانونيا, فهناك عقد زواج طبقا للأصول 0 وهذا يعني إن ما حلمت به بأنهما توصلا أخيرا إلى الاقتناع بضرورة إقامة زواج حقيقي, لن يتحقق0
إن رحيل جايسون المفاجئ دمر كل امنياتها وأحلامها 0 لو كان يحبها فعلا لطلب منها أن ترافقه لماذا لم يقل لها أنه مضطر إلى الذهاب غدا صباحا؟ أو على الأقل لماذا لم يترك لها رسالة يشرح فيها إين سيكون؟
لقد رحل0 وليس في ذهنها أي فكرة عن إمكان العثور عليه أو متى سيعود0 وهل هو عائد؟
إنها تحبه0 وهي متأكده أنها لن تحب رجلا غيره حتى لو تخلى عنها0
ولذلك تشعر الآن بالغيرة تنهشها0 لم تعد تغار من كارول 0 بعد أن عرفت من تكون بل هي تود أنت تتعرف إليها وعلي ولدها0
تتمنى أن يكون لها ولد من جايسون0 !
تذكر ت ديانا فجأة ردت فعل جايسون عندما لفظت اسم روزا 0 غضب 00لماذا غضب؟ هل لأنه يحب هذه الفتاة صغيرة ؟
لم تعرف حتى الآن ما إذا كان جايسون يريد الطلاق منها ليتزوج روزا 0
هذا هو جايسون0 إنسان حر0 يتحكم بنفسه تتعذر السيطرة عليه وهي تحبه هكذا لو كان إنسانا مختلفا لما احبته تخاف أن تخسره إلى الأبد0
أحست ديانا بالجوع فنهضت من سريرها وأرتدت الفستان الذي أرتدته أمس بعدما غسلته 0 إنه فستان الوحيد الذي تملكه هنا في بونو 0 فكل ما تبقى موجود في المزرعة وفي منزل ماريا في كيتو 0
وتذكرت ديانا لويس غييارمو لا شك إنه حانق خائف معا 0 كان يجب على جايسون أن يعلمه بأمر عودتها 0 لماذا رفض لابد إنه لا يحب لويس بسبب غامض 0
نزلت ديانا الطابق الأرضي والتقت وجها لوجه صاحبة الفندق0 فوجئت جيردا عندما رأتها وقالت :
- يا إلهي 0أنت هنا؟