لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-03-09, 04:04 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

قام والدي بأبحاثه على بعد قليلٍ من هنا , أكثر شمالاً ".
" هل عثرتم على البترول ؟".
شعرت بالغيظة عندما أدركت أنها المرة الأولى التي تدخل فيها الى عالم زوجها ,
هذا العالم الذي كان يبعدها عنه , عندما كانا يعيشان معاً في لندن .
أجابها جايسون :
" نعم , والآن نفتش عن البترول في الجنوب , ونأمل في إيجاد طبقة تكون امتداداً للتي اكتشفها والدي ".
" ألم تعثروا على شئ بعد ؟ ".
" بلى , لكننا ما زلنا في حاجة الى القيام باستكشاف وتحاليل كثيرة .
والدي عمل هنا لعدة سنوات ".
تسائلت ديانا في نفسها ان هناك ولا شك مسألة مهمة ,
لقد اخبرها ان في نيته البقاء هنا في الاكوادور ,
واذا بالطلئرة تنتفض وتدخل في جيوب هوائية .
راح الطفل يبكي والفتاة الصغيرة ترتجف خوفاً ,
أمسكتها ديانا بيدها تشد عليها , فابتسمت الفتاة ,
استدار الطيّار وتفوه ببعض الكلمات الهندية ونظر الى الركاب بعينين مطمئنتين ,
فارتاح هؤلاء الى ما سمعوه .
قال جايسون لديانا :
" قبطان الطائرة اسمه تييد تورنر , وهو في الوقت نفسه طبيب , لا يمكنك انتتصوري مدى اخلاصه وتفانيه تجاه الهنود , لقد انتشر بين القبائل وباء الحصبة الذي أدخله البيض معهم ,
ويقوم تييد وأصدقاؤه بإدخال اللقاحات الى الأدغال ويعالجون السكان بأنفسهم ,
وهذه طريقة جيدة لإقناع الهنود بأن البيض ليسوا كلهم رديئين ".
قالت ديانا وهي تنظر الى الغابة المليئة بالاشجار :
" من هنا يبدو الدخول الى الادغال صعباً ".
" كلا , إنها ليست كذلك , في الماضي كان الناس يتجمعون على
ضفاف النهر قبل ان يجلب الاسبان الامراض معهم .
ان اسلاف هذه الفتاة الجالسة الى جانبكِ عاشوا هنا عدة سنوات , وكانوا يحمون انفسهم ضد الغرباء باستعمالهم الاسهم الصغيرة المسمومة , وبعضهم ما زالوا يستعملونها الى اليوم ,
انهم الهنود الجيفارو , وميزتهم الاساسية هي التوصل الى جعل الرأس البشرية في حجم برتقالة ".
نظرت ديانا الى الفتاة وقالت :
" آه ..لا .. يا الهي !".
قال جايسون و هو يضحك :
"لا تخافي , ان معظم الهنود اليوم يلجأون الى التقاليد نفسها ,
فالرجال مثل تيد جعلوا بعضهم يألفوننا ,
ستهبط الطائرة بعد دقائق قليلة , ونحن وحدنا سنذهب الى بونو مع الباحث الجالس قبالتي ,
وتيد سيوصل العائلة الهندية الى بلدتها مع الادوية .
كان الطفل يشكو من مشاكل في الجهاز الهضمي , فأخذهم تيد الى كيتو ,
واجرى للطفل عملية جراحية , والظاهر ان الجراحة نجحت والولد في صحة جيدة ".
فوجئت ديانا باهتمام جايسون بأهل البلد , لكنها تجنبت إبداء أي ملاحظة حول هذا الموضوع .
حطت الطائرة في مدرج مطار صغير , كان الهواء ساخناً ورطباً , وملابس ديانا تلتصق بجسمها .
فجأة ظهرت في السماء طائرة هليكوبتر تشبه التنين الضخم , شئ غريب في هذا الديكور المتنوع ,
وما ان هبطت الطائرة الى الارض حتى خرج الرجال في بذلات عملهم وتوجهوا نحو المرآب .
صعد الجميع في شاحنة كانت في انتظارهم , فتبعهم جايسون وديانا .
تحركت الشاحنة متوجهة نحو مدينة بونو .
ولدى دخول الشاحنة قلب المدينة , اكتشفت ديانا ان بونو مدينة حقيقية , تشبه المدن الصغيرة , وابنيتها من الطراز الاسباني .
عندما كانت لا تزال في الطائرة كانت تتوقع ان ترى بعض الاكواخ المنثورة هنا وهناك في قلب الادغال .
كانت المنازل قديمة العهد من ايام الاستعمار .
جدرانها مطلية بالكلس الابيض وسقوفها مبنية من حجارة القرميد .
وأعلى بناء في هذه المدينة كنيسة فوقها برجان يطلان على بقية المنازل .
وهنا وهناك بعض ا لبيوت الحديثة العهد المؤلفة من طابق واحد .
قالت ديانا وهي تلتفت نحو جايسون :
" لم اكن اتصور ان بونو مدينة بهذا الاتساع ".
" هذه المدينة تتطور بسرعه بسبب الابحاث التي تجري لاكتشاف البترول ,
كذلك صناعة السكر من القصب السكري .
وعائلة ماريا تمتلك معامل عدة , ويمكنك ان تقراي اسم عائلتها قبل الزواج على عدد لابأس به من المباني , "هنا معامل غييارمو " و كذلك هناك السياح الذين ياتون دائماً .
البعض يقول ان بونو هي مدخل الادغال ".
دخلت الشاحنة ساحة ضيقة حيث تنتصب كنيسة صغيرة وفي الجهة المقابلة بناية من الخشب واجهتها مزينة بكلمات منقوشة بأحرف مصنوعه من النيون " الفندق الكبير " .
امر جايسون سائق الشاحنة بالتوقف امام الفندق .
وعندما دخل جايسون وديانا الى مدخل الفندق , كانت تنظر اليهما امرأة هندية عجوز , على رأسها قبعة عريضة من القش , قربها سلة مليئة بالبرتقال و الليمون الحامض .
راح جايسون يشرح لديانا وهو يتسلق سلماً قديماً من الخشب يصل الى شرفة كبيرة تطل على المدينة :
" في هذا الفندق انزل عادةً , هل انتِ جائعة ؟".
" قليلاً , اني اشعر بالظمأ ".
" سنضع حقيبتكِ في غرفتي , ثم نأخذ طعاماً خفيفاً ويعدها اوصلكِ الى المستشفى ".
كانت صاحبة الفندق امرأة بدينة , استقبلت جايسون بابتسامة عريضة و رحبت بديانا في كلمات لطيفة .
في غرفة جايسون سرير عريض ضخم , وخزانة وطاولة , نوافذ الغرفة تطل على الساحة الصغيرة , وهناك حمام متصل بالغرفة القديمة العهد , لكنها نظيفة , والحمام أيضاً .
دخلت ديانا وغسلت يديها و وجهها بسرعة ثم ارتدت فستاناً من القطن .
نزلا الى غرفة الطعام و راحا يحتسيان عصير البندورة ويأكلان وجبة مؤلفة من الدجاج المطهو مع البصل و البندورة و الفليفلة الخضراء , تقدم مع الأرز .
بعد هذه الوجبة الدسمة , شعرت ديانا بارتياح وفرحت عندما اقترح عليها جايسون الذهاب الى المستشفى مشياً على الأقدام .
" المستشفى ليست بعيدة من هنا , ويمكنكِ ان تعودي الى الفندق من دون صعوبة ,
أما أنا فليس في وسعي أن أبقى معكِ , هناك مشكلة في إحدى الآبار الجديدة و اني مضطر ان اذهب الى هناك في الحال , أي بعد ايصالك الى المستشفى ".
سألته وهي تحاول جاهدة ان تتصرف باسترخاء ومن دون ان تجعله يلاحظ الخوف من ان تجد نفسها متروكة وحيدة في هذا المكان المجهول :
" هل ستعود في المساء ؟".
" لست متأكداً , لا تنتظريني ".
حين خرجا من الفندق بدأ المطر يتساقط , أمسك جايسون بذراع ديانا وأسرعا نحو المستشفى ,
وهو بناء مؤلف من طابقين , وما ان وصلا الى باب المستشفى الزجاجي حتى راح المطر ينهمر بعنف يشبه العاصفة .
لم تر ديانا المطر ينهمربهذه القوة كما تراه الآن . كأنما خيوطاً طويلة رمادية تصل السماء بالأرض ,
وتبدو الأبنية كأنها تقترب من بعضها البعض .
الشارع أصبح مستنقعاً كبيراً من الوحل و الماء .
استقبلت ديانا إمرأة شابة ترتدي بذلة بيضاء و تتكلم اللغة الانجليزية بطلاقة :
" السينيور فارلي سيكون سعيداً لرؤيتكِ , لكنه متعب وما زال تحت تأثير الصدمة , فالضربة التي أصابته في رأسه كانت عنيفة للغاية ".
سألتها ديانا :
" اتعتقدين انه سيتمكن من العودة الى كيتو قريباً ؟".
" لا يمكنني ان اعطيكِ جواباً على سؤالك , عليكِ أن تسألي الدكتور ويلبي الذي سيحضر في الغد .
إن غرفة والدكِ في الطابق الثاني , الغرفة الثالثة يساراً في نهاية الممشى ".
أجابتها ديانا وهي تبتعد :
" شكراً جزيلاً ".
ربت جايسون على كتفها وهمس قائلاً :
" ليس لديّ الوقت لأرافقكِ , علىّ أن أعود الى المطار لأستقل الطائرة المقبلة ".
في هذه اللحظة بالذات لم يكن أمام ديانا سوى رغبة واحدة فقط ....
أن تضع رأسها على صدر زوجها وتحيط خصره بذراعيها ,
رفعت راسها وقالت بتوسل :
" جايسون , لا تذهب , ارجوك ان تبقى معي ".
تردد قليلاً وتقلّصت عضلات وجنتيه , لكنه سرعان ما استرخى و نظر الى الخارج حيث المطر ما يزال ينهمر ,
ثم قال لها في حزم :
" لا أتسطيع ".
" إذن أرجوك أن تعود الليلة ".
" لا يمكنني أن اعدكِ بشئ , هناك احتمال لأن اضطر الى التغيّب أياماً عدة ".
أجابته بلهجة يائسة :
" ربما غادرتُ البلاد قبل ان تعود ؟
قد يشفى أبي بسرعه ونعود الى كيتو , فماذا ستفعل ؟".
استدار عنها وتوجه نحو الباب ,
شعرت ديانا بالذعر لمجرد التفكير بانه يتركها من دون ان تعرف متى سيعود,,,
تماماً كما حدث منذ سنة ,
وأمام الباب توقف جايسون والتفت نحوها وراح يتأملها ,
كأنه يريد ان يرسخها في ذهنه , تشجعت ديانا واقتربت منه ووضعت يدها على ذراعه و همست :
" اتوسل اليك جايسون "
أجابها بمرارة :
" لماذا تتوسلين الىّ ؟
هل تريدي أن أعدكِ بشئ يرضيكِ حى تعاتبين اذا لم أستطع ان ابرّ بوعدي ؟
.. لا .. أبداً ,, هل تفهمينني ؟
اذا لم تكوني هنا عندما أعود الى بونو , سوف أعرف ان كل شئ انتهى بيننا ,
ولن احاول البحث عنكِ , هل انا واضح ؟
سلامي الى كرستوفر ,
وقولي له من جانبي انني اتمنى له الشفاء العاجل ".
خرج جايسون بسرعة , وشاهدته ديانا يبتعد تحت المطر القوي , ثم إختفى ,
صعدت الى الطابق الثاني وتوجهت نحو الممشى الذي يقودها الى غرفة والدها .
كانت غرفة صغيرة ونظيفة , وكان الهواء داخلها منعشاً بسبب المكيّف المعلق في سقفها .
استقبلتها ممرضة تسهر على عناية كريستوفر فارلي وقالت وهي تبتسم :
"هذه ابنتك يا سيد فارلي ".
ثم ابتعدت وقالت قبل ان تخرج من الغرفة :
" ما زال تحت تأثير الصدمة , أرجوكِ أن تبقي معه طويلاً وحاولي ألاّ تدعيه يتكلم كثيراً ".
كان وجه كريستوفر شاحباً وعيناه تعكسان قسوة المحنة التي اصابته .
كانت يده اليسرى مثبتة في الجص ورأسه ملفوفاً بضمادة لإخفاء جرح ما من دون شك ,
حاول الابتسام ومدّ يده نحو ديانا ,
ابتسمت له بدورها برغم الدموع المنهمرة على خديها وقالت له مازجةً :
" تبدو في أحسن حال ".
" كان حظي يفلق الصخر , لقد مات قبطان الطائرة , ولو لم يكن جايسون موجوداص هناك , لكنتُ في عداد الموتى ".
شعرت ديانا وكأن ركبتيها تخوران وقالت :
" آآه .. ماذا فعل لك ؟".
" كان على أرض المطار يراقب عملية الهبوط وما إن تحطمت الطائرة حتى هرع ونجح في إخراجنا من داخلها انا ورجل آخر قبل أن تنفجر الطائرة ".
أغمض كريستوفر عينيه من دون أن يترك يدها , وكانت الدموع تساقط بغزارة على وجه ديانا , وراحت تعض على شفتيها بقوة , فقد عرفت أخيراً لماذا كان جايسون متعباً للغاية في الليلة الفائتة .
وادركت الآن مدى شجاعته وشهامته واندفاعه .
قال لها والدها و هو يراقبها من زاوية عينيه بنظرة ساخرة :
" أظن أنكِ فوجئتِ عند رؤيته ".
" نعم كثيراً ! كنت تعرف أنه موجود في الإكوادور , أليس كذلك ؟".
" نعم , عندما لم تتلقي جواباً على رسالتك , رحت ابحث لمعرفة مكان وجوده ".
" ولماذا لم تقل لي شيئاً بهذا الخصوص ؟".
" لعدة أسباب , أهمها أنني أكره التدخل في شؤون الآخرين .
كنت على علم بالمشاجرة التي حصلت بينكِ و بينه قبل مغادرته البيت ".
" كيف ؟ من أخبرك؟".
" جايسون زارني قبل ان يتوجه الى المطار في اليوم نفسه , كان مضطرباً وأخبرني ما حدث .
ولهذا السبب لم أقل لكِ أين هو .
كنت اعتقد أن عليكِ ان تتعذبي بعض الشئ , وتدفعي ثمن عدم ثقتكِ به .
أتعرفين يا حبيبتي , إني اعتقد انكِ كنتِ على خطأ عندما فضلّتِ تصديق أونيس بدلاً من زوجكِ ".
ليس ذلك فقط , كان هناك سبب آخر ..... قل لي يا ابي , هل كنبت الى جايسون تخبره بوصولنا الى هنا ؟".
" كلا . كنت أفضّل مفاجئته , لكنني لم اكن انتظر منه تلك الصلابة ,
كان علىّ ان استعمل كل ما لديّ من لطفٍ لإقناعه باللحاق بكِ الى كيتو ليطلعكِ على الحادث .
كنت ارى انها فرصة حسنة لكما لتلتقيا من اجل وضع النقاط على الحروف , هل تحدثتما في الموضوع ؟".
اجابته وهي تهز رأسها :
" تقريباً . في كل حال اعرف الآن لماذا لم يردعلى رسالتي .
لكن لا تتصور ابداً انه غيّر رأيه تجاهي , مرّة ثانية ذهب , لا شئ تغير كما في الماضي ,
أنني بالنسبة اليه اقل اهميه من ابحاثه النفطية ".
" هل سيعود ؟".
" نعم , لكنه لم يقل لي متى ".
" واين تسكنين الآن ؟".
" في الفندق الكبير و سط الساحة ".
" انه ليس المكان المناسب لامرأة وحيدة , عليكِ أن تنتبهي جيداً , الرجال الذين يأتون الى المدينة بعد غياب طويل في العمل داخل الادغال , لا يتصرفون دائماً في لباقة ".
لا تخف علىّ , فسأكون حذرة ".
لاحظت ديانا والدها بدأ يتعب , فنهضت وأضافت :
" سأعود غداً لأراك في الصباح حتى أكلّم الطبيب , ربما سمح لك بالعودة الى كيتو ".
تنهد كريستوفر وقال :
"أشك في ذلك . ما زال رأسي يؤلمني وكذلك ضلوعي , ارجوكِ يا ديانا لا ترهقي نفسكِ كثيراً في هذا الحرّ وإلا تعرضتِ للمرض ".
في الخارج كان المطر قد توقف عن الهطول , وسحابة من الذباب تحلّق في جميع الاتجاهات ,
اسرعت ديانا في خطواتها وتنفست بارتياح عندما دخلت الفندق ,
قالت لها صاحبة الفندق عندما راتها تدخل :
" اتريدي ن فنجاناً من الشاي ؟".
" شاي ؟ بكل تأكيد ".!
وبعد دقائق قليلة احضرت ابريقاً من الشاي المغلي الى قاعة الاستقبال و سألت ديانا قائلةً :
" هل سيعود زوجك قريباً ؟".
" ربما بعد بضعة أيّام ".
" انه رجل طيب ولطيف . هل تشتاقين اليه عندما لا يكون في المنزل ؟".
"........... نعم , أشتاق اليه ............"
" ان معظم الرجال الذين يعملون في المؤسسة النفطية غير متزوجين ,
بعضهم كانوا متزوجين لكنهم طلّقوا زوجاتهم , لم اكن اعرف ان السينيور كلارك متزوج .
لكن كان علىّ التكهن بذلك , فقد قال لي يوماً انه ينوي شراء منزلٍ في كيتو ليستقر فيه . ولكي يريد منزلاً فانه حتماً يحتاج الى زوجه , اليس كذلك ؟".
لم تكن ديانا تعرف ما تقوله , فاكتفت بهز راسها موافقة , لكن كلام صاحبة الفندق جعلها مضطربة طيلة السهرة , هكذا إذاً , فقد كان جايسون ينوي شراء منزل , ربما اشتراه , من يدري ؟
وما ان عادت الى غرفتها حتى تمددت على السرير , كانت حرارة الطقس ترهقها , فلم تقو على خلع ثيابها , راحت تصغي الى الضجيج الآتي من الخارج والى انغام عذبة منطلقة من قيثارة يعزف عليها رجل ,
بقيت ديانا ممدة على السرير فترة طويلة والعرق يتصبب منها باستمرار .
آه كم اتمنى لو ان جايسون يعود هذه الليلة .
لو لم يكن مضطراً للذهاب الى الادغال بعد ظهر هذا اليوم ,
لو بقي معها , لكان معها الآن , يحدثها عن مشاريعه , ويتجاذب معها اطراف الحديث ,

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333  
قديم 26-03-09, 04:06 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

ربما كانا توصلا الى تفاهم وعادا الى حبهما من جديد .
لقد اصطحبها والدها الى الاكوادور لترى جايسون من جديد وتتناقش معه في كل ما حدث بينهما ,,
فهل ما تم حى الآن سواء في الفندق او على الطريق للمطار , يوضح الامور ؟؟
على الاقل نجحا في ان يقيما نوعاً من الاتصال .
لقد كانا صديقين وتمكنا من التعبير عمّا يختلج في اعماقهما .
لماذا ,آه لماذا بعثت بتلك الرسالة التافهه ؟
لماذا لم تنتظر منه ان يكتب اليها اولاً , كما كان ينوي قبل ان يقع له ذلك الحادث ؟.
ربما كان كتب اليها في فترة نقاهته ليطلعها على الحادث , فتستقل اول طائرة لتأتي وتلتحق به .
لكن بدل ذلك , تسلم رسالتها وأبت عليه كبريلؤه ان يرد ,
وبدلاً من ان تكون هي زوجته التي تعتني به خلال مرضه , كانت ماريا سواريز وابنة اخيها روزا تقومان بالدور الذي كان عليهما ان تقوم به .
لقد قال لها " كنت مخلصاً على طريقتي الخاصة ".
من الآن وصاعداً بدأت تصدقه , لو قال لها هذا الكلام قبل سنة , لكانت الاشياء مختلفة .
لكن هل كانت مستعدة لان تصدقه في تلك الفترة ؟
هي الآن نادمة لانها سمعت كلام اونيس .
ولكن كيف كان بامكانها ان تتكهن بان صديقتها تغار منها و لذلك كانت تتصرف في حقد .
ولماذا كانت اونيس غيورة ؟ ابسبب بول ؟
لقد قال لها جايسون انه يعرف لماذا تغار اونيس , وليس من المفروض ان تعرف السبب منه ..
ماذا كان يقصد بذلك ؟
لو كان موجوداً معها الآن لكانت طرحت عليه هذا السؤال بالذات .
لكانت سالته أيضاً عن رسالة كارول , ولماذا سافر الى باريس لرؤيتها ؟
انها مستعدة لقبول جوابه , أياً كان , من دون طرح أي سؤال .
لكن جايسون ليس هنا الآن , لقد رحل مرة اخرى , وماذا لو تركت بونو قبل عودته ؟
لقد افهمها بوضوح ان كل شئ سينتهي بينهما , انه لم يعد يريدها ,
لقد اعتاد ان يعيش من دونها , او ربما التقى امراة اخرى ؟
لابد ان ذلك صحيح , لقد تعرّف الى امراة ومن اجلها يحاول شراء منزل في كيتو ,
امراة يتزوجها بعدما يتم الطلاق منها .
اليس هو اول من ذكر كلمة الطلاق ؟
لقد تأكدت الآن بعدما رأت جايسون من جديد ,
وبعدما امضت برفقته بضعة ساعات , انها تحبه حباً كبيراً , وانها ملكه جسداً وروحاً ,
وإذا حدث ما يجعلها عاجزة عن ان تكون زوجته من جديد , فان الحياة لن يعود لها بالنسبة اليها اي معنى .
استيقظت ديانا وهي تشعر بجفاف في حلقها , وبصداع عنيف , نهضت من فراشها ,
واخذت حماماً , ثم ارتدت فستاناً قطنياً وتناولت فطور الصباح بشهية وتوجهت الى المستشفى .
كان الهواء ثقيلاً , لكن الطقس جميل . برك ماء تجمعت من الامطار تعكس السماء الزرقاء ,
وعلى اشرطة الكهرباء والهاتف تحط العصافير الخضراء اللون و تزقزق بفرح .
في المستشفى تعرفت الى الطبيب الذي يهتم بمعالجة والدها . انه شاب اميريكي هادئ .
قال لها:
" لن اسمح له بالذهاب الى كيتو في الوقت الحاضر , فهو في حاجة الى الراحة والهدوء , والسفر سيرهقه كلياً " .
وراح الطبيب يتأملها بنظراته السريعه ثم قال :
" هل وجودك هنا في بونو يشكل اية مشكلة ؟
اذا سارت الامور على ما يرام , فيمكن لوالدك مغادرة البلاد والعودة الى انجلترا خلال اسبوع ".
"اتفقنا يا دكتور , سأبقى هنا ".
" شكراً , هل تريدين ان نلتقي من جديد في اواخر الاسبوع ؟".
" بكل تأكيد "
هذا يسمح لها بالبقاء بعض الوقت , علّ جايسون يعود , يمكنها ان تراه وربما توصلا الى اتفاق .
" أظن انك ملقحة ضد الامراض الاساسية .... الحصبة و الكوليرا و التيفوئيد والتيتانوس و الملاريا ".
" نعم " .
اعطاها الطبيب بعض الادوية الواقيه . ونبهها ألاّ تشرب من ماء الحنفيات , وان تكافح تصبب العرق بالاغتسال مرّاتٍ عدة خلال النهار .
توجهت ديانا الى غرفة والدها و ابلغته ان عليه البقاء اسبوعاً على الأقل في بونو .
" قلت لكِ ذلك . في كل حال انهم يعالجونني ويعتنون بي جيداً ,
ان الشئ الوحيد الذي يقلقني هو انتِ . هل انتِ مرتاحة في هذا الفندق ؟".
" نعم , ان صاحبته انسانة لطيفة وهي تعرف جايسون جيداً ".
" ما هي مشاعرك تجاهه ؟ اما زلتِ تنوين الطلاق ؟".
" كلا , اكتشفت اني ما زلت احبه واني اريد ان ابقى زوجته , لن اتزوج بول .
لكن جايسون يقلقني يا ابي . يبدو شديد التصلب ".
" بصراحة يا ابنتي , انا لا استغرب موقفه .
لقد نبهتك وقلت لكِ ان العيش معه ليس سهلاً .
وبما انكِ لم تثقي به ,فقد لمستِ النقطة الحساسة لديه ,
يعني اني متاكد انه لو تنازلتِ عن كل شئ ولحقتِ به ذلك اليوم , لأخذكِ معه الى هيوستن ,
لكن الامور تغيّرت كلياً , وااتصور ان ذلك مرده الى تلك الرسالة التي بعثتِ بها اليه .
ماذا كتبتِ له بالفعل ؟".
تلعثمت ديانا وهي تقول :
" قلت له فيها انني اسامحه ".
" لقد ارتكبتِ خطأً كبيراً يا حبيبتي ".
" لم اكن اعرف ما اكتب له , لو عرفت فقط اين كان موجوداً لكنتُ أخذتٌ الطائرةولحقتُ به ,
لم اكن في حاجة الى ان اكتب تلك الرسالة التافهه .
على كل حال , انتَ الذي نصحتني بكتابتها ".
تنهد والدها وقال :
" هذا صحيح , لكنني لم اكن اعرف الى اي درجة كنت تستخفين بالوضع الذي منتِ فيه ؟
لو كانت امكِ بيننا , لكانت قدمّت اليكِ هذه النصائح اللازمة ....".
" ارجوك يا ابي , لا تتهمني , انت على حق , لم اكن ناضجة بما فيه الكفاية .
لكن الآن , اعرف ان الزواج ليس فقط ..................".
تلعثمت ديانا وعضّت على شفتيها ثم تابعت تقول :
" اخشى ان اكون قد جئت متأخرة , لديّ احساس بأن جايسون وجد امرأة اخرى , وانه لم يعد يريدني ".
أجابها كريستوفر فارلي و هو يبتسم :
" يمكنكِ ان تعرفي الحقيقة ببساطة ".
سالته ديانا بتعجب:
" كيف ؟!!".
أجابها وفي نظرته لمحة ساخرة :
" ما عليكِ إلا أن تساليه ".
خلال اليومين التاليين و برغم حرارة الطقس الملتهبة التي تسيطر على بونو , أمضت ديانا ساعات رائعة مع والدها ومجموعة الأطباء الشباب والممرضات الذين يعملون في المستشفى و يعتنون بصحة والدها ,
كانوا يعالجون في الوقت نفسه العاملين في المؤسسة النفطية وسكان المدينة .
اقيم مركز دائم للمعالجة المجانية يعمل ليل نهار , مما يتيح للهنود تلقي العلاج اللازم .
في الفندق كان الوقت يمر بهدوء , لقد توطدت العلاقات بين ديانا و جيردا شوارتز , صاحبة الفندق , وهي من أصلٍ الماني .
حذرت هذه الاخيرة ديانا من الرجال الذين يتسكعون في شوارع بونو خلال الليل ,
وفهمت ديانا لماذا اختار لها جايسون هذا الفندق بالذات .
كان يعرف تماماً ان جيردا سوف تحميها من كل الاخطار الممكنة .
وارتاحت لمجرد التفكير بأن زوجها مازال يهتم بمصيرها , مما جعلها تستنتج ان حبه لها لم يزل قائماً .
وفي أحد الأيام , وبينما كانت ديانا تستعد للتوجه الى المستشفى ,
توقفت سيارة كاديلاك سوداء اما الفندق .
قفزت جيردا من مكانها وقالت في تعجب باللغة الألمانية :
" يا الهي .... !! انه لويس غييارمو ! ".
سألتها ديانا :
" من يكون ؟".
" أغنى رجل في البلاد , اتسائل ماذا جاء يفعل هنا ؟".
فتح السائق باب السيارة التي تحلق حولها الصبيان الهنود ونزل منها رجل اسمر ,
شعره الاسود ممشط الى الوراء , يرتدي بذلة رمادية أنيقة , وتقدم نحو الفندق .
وما ان دخله حتى توجه نحو ديانا , ومن دون تردد , انحنى يقبل يدها ,
فوجئت ديانا التي كانت تنظر اليه و على وجهها علامة استفهام ..
" اسمي لويس غييارمو سيدة كلارك , اني شقيق السيدة ماريا سواريز ,
طلبت مني شقيقتي ان ازوركِ , وها أنا هنا ."
كانت ديانا تنظر اليه مفصلاً في هدوء غريب , كانت ابتسامته ساطعه تشبه ابتسامة ماريا ,
لكنها لم تكن دافئة مثلها .
كان يرمقها بنظرة ثاقبة و عيناه الرماديتان تلمعان تحت حاجبيه ,
انه في حوالي الخامسة والاربعين من عمره , جميل المنظر وجذّاب و يبدو واثقاً من نفسه تمام الثقة .
اجابته ديانا بيتحفظ :
" اسعدني التعرف اليك يا سيدي ".
" ووالدكِ , هل تحسنت صحته ؟".
" ان صحته تتحسن يوماً بعد يوم ".
" عظيم , اود ان ازوره , اذا كان ذلك ممكناً ".
" طبعاً , سيكون مسروراً على التعرف اليك , انا ذاهبة الآن الى المستشفى ".
" في هذا الحال , اسمحي لي بمرافقتكِ في سيارتي ".
بعد تردد قصير , صعدت ديانا الى السيارة , كذلك لويس غييارمو .
سالها لويس في سخرية :
" اين هو الآن , هذا الانسان المتغطرس , اعني جايسون ؟".
" لم اكن اعرف انك تعرفه ".
" رايته مرات عديدة في كيتو , عند آل سواريز .
كما جاء الى مزرعتي وامضى فيها عدة ايام , لكني لم اكن اعرف انه متزوج وزوجته بهذا الجمال الفاتن .. اني اتسائل فعلاً لماذا لم يكلمنا عنكِ أبداً ؟".
لم تكن ديانا تعرف ماذا تقول , ففضلت التزام الصمت ,
كيف يمكنها ان تشرح لهذا الرجل الغريب تصرف جايسون الفريد ؟
اكتفت بادارة وجهها والنظر من خلال النافذة بصمت ".
وصلت السيارة اما المستشفى , وتوقفت .
فتح السائق الباب الخلفي , خرج منه لويس اولاً وساعد ديانا على الخروج .
وكما كانت تتوقع فقد فرح والدها بزيارة لويس , ودارت الاحاديث حول حادث الطائرة وحول فترة النقاهة , واذا بلويس سوقل :
" اسمح لي ان اقترح شيئاً ,,
يسعدني ان اصطحب ابنتك الى زرعتي يماً أو يومين , هل تسمح لي بذلك ؟
انه افضل لها من البقاء وحيدة في هذا الفندق , وانا مثلك يا سيدي , رجل ارمل ,
وابنتي روزا تعيش معي , انها اصغر من ديانا بسنواتٍ قليلة ,
لكني اعتقد انها ستكون سعيدة بالتعرف اليها . ".
اجابه كريستوفر فارلي وهو يبتسم :
" اريد ان اؤكد لك اولاً , ان ابنتي ليست في حاجة الى اذنٍ مني , فهي حرة لان تفعل ما تريده "
اجابه لويس غييارمو :
"نعم , فهمت اذن , ما رايكِ يا سيدة كلارك ؟
هل تحبين مرافقتي اليوم فتمضين الليلة في المزرعة ؟
واذا اعجبكِ المكان يمكنكِ البقاء هناك مدة اطول ".
" اشكر لك دعوتك هذه يا سيد غييارمو , لكنني جئت الى بونو لأكون قرب والدي ,
ألا يكفي ان ازوركم اليوم واعود في المساء ؟".
" كما تريدين , لكن مزرعتي على بعد اربعين كيلونتراً من هنا , ومن الافضل لو تبقين الليلة هناك ".
ترددت ديانا , فهي تحب زيارة المزرعة والتعرف الى روزا ,
اخبرتها ماريا عنها اشياء جميلة , لكنها كانت تخاف ان ياتي جايسون في غيابها .
" لا اريدك ان تبقى هنا من اجلي , يا حبيبتي , ان حالتي تحسنت , ولا اعتقد انه سيحدث لي اي شئ في غيابك ".
" لكن , اذا عاد جايسون و لم اكن هنا ؟".
اجابها لويس :
" لماذا لا تتركين له رسالة تخبرينه اين تكونين , واطلبي منه ان يلحق بكِ , فروزا وانا يسرنا ان نراه ".
التفتت ديانا نحو والدها وقالت :
" هل انت متاكد ان كل شئ على ما يرام ؟".
" بالتاكيد يا حبيبتي . استفيدي من هذه الفرصة ........ في كل الاحوال لن تتسنى لكِ الفرصة دائماً لقضاء بعض الوقت في مزرعة حقيقية ".
قالت ديانا ل لويس :
" اتفقنا يا سيدي , سارافقك , علىّ فقط ان اذهب الى الفندق لأجلب معي بعض الاغراض , واترك رسالة لزوجي ".
" طبعاً , أنا تحت تصرفك ".
قال وهو يلتفت الى كريستوفر :
" الى اللقاء يا سيدي العزيز , وآمل ان تاتي لزيارتنا بعدما تغادر المستشفى ".
اجابه كرستوفر :
" آسف , يجب ان اعود الى لندن ".
نهض لويس غييارمو وقال لديانا مبتسماً :
" اذن , هيا بنا , هل تسمحين بان اناديكِ ديانا ؟".
الفص الخامس ...
5 – في المزرعة
الطريق التي تؤدي الى المزرعة تتبع اتجاهاً معاكساً للتيار النهري الذي يجتاز بونو ,
انها طريق واسعة مبنية حديثاً , تتسلق التلال ثم الجبال .
بعد عدة كيلومترات , عبرت السيارة جسراً نحاسياً حديث البناء ايضاً .
وعند هذا الارتفاع اصبح النهر جدولاً .
وفي بعض الأماكن لم يكن سوى سيل ماء سريع , ينبثق منه زبد يبدو وكانه متعلق بالسماء ,
جاعلاً من حوله الصخور والنباتات المزروعة تبدو متألقة بألوان قوس قزح .
وكانت الغابة شديدة الإخضرار والاشجار متشابكة بطريقة معقدة كأنما الدخول اليها مستحيل .
" عندما كنتُ صبياً كانت هذه الطريق درباً ضيقاً , ولم يكن يعبرها سوى الخيول و البغال ,
والجسر لم يكن في الواقع سوى جسر ضيق من جزعي شجرتين وبعض التراب المطروق بينهما ,
لقد كان العبور عملية انتحارية ...."
فجأة انعطفت السيارة الى اليسار وغبرت فوق الجدول من جديد فشاهدت ديانا شلالاً ضخماً مختبئأً وراء المزروعات والاشجار ,
كان يدوي عالياً والزبد يرتفع شيئاً فشيئاً ويتبعثر بين الاغصان .
كانت الطريق تتعرج اكثر فأكثر . تبتعد احيانًا عن النهر لتقترب من جديد حتى بعد مئة متر تقريباً .
فجأة هبط الليل , وفي دقائق قليلة , غمر الظلام الغابة كلها , فاضطر السائق الى ان يشعل مصابيح السيارة , الضوء الوحيد في هذا الليل الطويل
قلات ديانا بتعجب :
" ما سبق لي ان شاهدت هبوط الليل بهذه السرعة !!".
" اظن ان الادغال تؤثر فيكِ كثيراً ".
تذكرت ان جايسون قال لها الملاحظة نفسها , دخلت السيارة قرية صغيرة .
" غداً عندما تستيقظين ترين الجبال , ان مزرعتي كبيرة ومنزلي مبني في طرف السهل ,
ومنزل اخي انطونيو يقع على الطرف الآخر ,
نزرع قصب السكر والكاكاو و البن , ولدينا ايضاً غابة موز واسعة ,
كما ازرع الدراق والحامض فقط للهواية ,
وهكذا تشكل الحقول مجموعة من الألوان الغريبة في المنطقة ".
وفي العتمة اشعل لويس سيجاراً , اجتاحت رائحته جو السيارة .
قال لويس فجأة :
" منذ متى انت وجايسون متزوجان ؟".
فوجئت ديانا بهذا التبدل في لهجة لويس و ترددت قبل ان تجيب :
" منذ اكثر من سنتين ".
" لكن , مضى على وجود جايسون هنا اكثر من عام , واني اعجب لانكما افترقتما وانتما ما تزالان حديثي العهد في الزواج .
عادة المتزوجون الشباب يفضلون البقاء معاً في السنوات الأولى من زواجهم ,
هل كان صعباً عليكِ مرافقته الى الكوادور ؟".
فضلّت ديانا السكوت على الكذب , وبقيت صامتة وهي جالسة في العتمة قرب هذا الرجل الجذاب .
راحت تقول لنفسها ان عليها ان تكون حذرة كي لا تسقط امام سحره .

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333  
قديم 26-03-09, 04:08 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

راحت تنظر من النافذة ولاحظت ان السيارة تركت الطريق العام وهي تسلك طريقا خاصه .
ومن بعيد شاهدت نوراً يلمع , تسائلت : لابد ان هذا النور ينبعث من داخل المنزل .
همس لويس قائلاً :
"لم تردي على سؤالي , واعتقد اني اعرف السبب ".
فجأة شعرت ديانا بيد لويس تلمس يدها .
ارادت ان تسحبها , لكنه تمسك بها وراح يشد عليها و يقول :
" انتِ بردانة ايتها الفتاة الصغيرة .
هل لانكِ لم تعرفي الحب منذ سنة تقريباً ؟
حرام ان تلقى امراة جميلة مثلك كل هذا الاهمال ,
لكن قولي لي , ما دور جايسون في كل هذا ؟
لابد وان ما يسري في عروق هذا الرجل المتغطرس هو الماء و ليس الدم ".
سحبت ديانا يدها وشعرت بالندم لانها قبلت دعوة شقيق ماريا ,
فهي لم تشك لحظة واحدة ان لويس غييارمو دعاها الى مزرعته لمغازلتها .
" ان يدي باردة لان سيارتك مكيفة بالهواء البارد , كان عليّ ان احضر معي كنزة ,
اما بالنسبة الى السؤال الذي طرحته علىّ حول علاقتي مع جايسون ,
عليك ان تعرف اولاً ان حياتنا لا تعنيك ,
وكي لا تحاول ان تسئ الظن بنواياي , اقول لك اننا نشكل زوجين عصريين ,
أعمل انا ايضاً في لندن , اقوم بمهنة احبها ,
وعندما ذهب جايسون الى الاكوادور , لم اكن اريد ان اتخلى عن مهنتي وهو وافق على ذلك ..
كما وافقت انا على تنقلاته العديدة ".
دخلت السيارة احدى الساحات وتوقفت .
راحت ديانا تتأمل أشجار النخيل العالية تتمايل مع هبات النسيم .
قال لويس :
" عظيم , انتِ امراة حازمة وانا احب ذلك فيكِ , وآمل ان تاتي الفرصة لاتمكن من مقارنة نفسي بكِ ".
خرجا من السيارة ودخلا المنزل حيث كانت امرأة في انتظارهما .
قال لويس :
"يا عزيزتي ديانا , أعرفكِ بالسيدة ماتريلو , انها تدير المنزل ,
ستأخذكِ الى غرفتكِ . واقترح عليكِ ان تستعدي وتوافيني الى قاعة ا لاستقبال بعد قليل ".
كان أثاث غرفة ديانا بسيطاً, ووكانت النافذة تطل على شرفة كبيرة .... اما غرفة الحمام فكانت صغيرة الحجم , لكنها مجهزة بجميع وسائل الراحة العصرية .
غسلت ديانا وجهها و بدلت ملابسها ,
ارتدت ثوباً طويلاً من ا لقطن البني اللون وفوقه كنزة صفراء .
كانت قلقة بعض الشئ لوجودها مع لويس غيارمو ,
هبطت السلم وتوجهت نحو غرفة الاسقبال .
كانت القاعة كبيرة وجدرانها مغطاة بالخيزران الاخضر الفاتح .
نهض لويس عندما دخلت ديانا الغرفة وسألها :
" ماذا تحبين ان تشربي ؟".
اخترات ديانا عصير الفاكهة الذي قدمه اليها في كأس من الكريستال الفاخر مع بعض قطع الثلج .
سالها لويس عندما رآها تتأمل احدى اللوحات :
" هل تهتمين بالفنون ؟".
" نعم . اني احب الرسم جداً , درست في معهد الفنون الجميلة في لندن .
ان هذه اللوحة رائعة جدا . من هو الرسّام ؟".
" انا ".
ابتسم لويس وهو يرى نظرة الارتياب في عيني ديانا واضاف :
" صحيح . انا من رسم هذه اللوحة , هناك شئ مشترك يجمعنا يا عزيزتي .
لقد درستُ الرسم عندما كنتُ شاباً في الولايات المتحدة الاميريكية وفي اسبانيا وهنا .
انني قبل كل شئ فنان ,
اما الزراعة فتأتي في المرتبة الثانية .
لكنني لستُ نادماً على زراعة الارض . فقد اصبحتُ بسببها غنياً .
وها أنذا , اقوم بأسفارٍ عديدة وارسم حين ارغب وعلى طريقتي الخاصة .
عندما اموت , اريد ان يتذكرني الناس اني كنت فنانً وليس مزارعاً غنياً
هذه اللوحة التي تحبينها رسمتها عندما كنت اعيش في كيتو , العاصمة ".
عادت تحدق في اللوحة , ولاحظت ان الالوان الغالبة هي الاحمر و الاسود فقالت :
" في هذا الرسم عنف شديد ".
" هذا صحيح . ان تاريخ بلادنا و شعبنا مصنوع من العنف , لقد تعذبنا خلال عصور عديدة وما زلنا نقاسي العذاب ,
شهدت بلادنا الاعصار , الثورات البركانية , الهزات الارضية و الحروب والثورات ,
ولا تنسي ان الهنود الاينكاس غزونا , وكذلك الاسبان ".
" الهنود الاينكاس ؟؟ كنتُ اعتقد ان لا وجود لهم سوى في البيرو !".
" بالفعل لقد استقروا في البيرو واصبحت مدينة كورنكو عاصمتهم ,
لكن فيما بعد انتقلوا صوب الشمال وتغلبوا على شعب كيتو , لكنهم يحبون السلام ,
ويعيشون من الزراعة .
وقد تمركزوا على هذه الاراضي منذ آلاف السنين ,
في كل حال الهنود الاينكاس بالنسبة الينا كما كان الرومان بالنسبة الى اوروبا .
احتلوا البلاد وسيطروا على السكان وقدموا اليهم حضارتهم .
وادت سياستهم هذه الى سيطرة السلام في الاراضي المحتلة مع المحافظة على رفع مستوى الحياة عند المهزومين ".
دخلت إمرأة شابة قاعة الإستقبال . راح لويس يحدثها باللغة الاسبانية في صوتٍ حادٍ وباختصار ,
فتقدمت من المقعد حيث كانا يجلسان ..
شعرها اسود قاتم مرفوع بكعكة في مؤخرة رأسها ,
عيناها غامقتان وفمها الناعم يؤكد انها ابنة لويس .
كانت ترتدي تنورة طويلة كحلية اللون وقميصاً بيضاء وشترة مطرزة بالذهب .
قال لويس بالانجليزية :
" روزا , اقدم لكِ ديانا , انها لا تتكلم الاسبانية , وهذه فرصة لك لتتمرني على لغتكِ الانجليزية "
ابتسامة سريعة لمعت في عينيها , ما لبثت ان خبت حين قالت بلغة انجليزية متكلفة :
" مساء الخير ديانا . اني سعيدة بالتعرف اليكِ ".
اجابتها ديانا وهي تصافحها :
" وانا كذلك , يسرني التعرف إليكِ . اخبرتني ماريا اشياء كثيرة عنكِ " .
تناولوا العشاء في غرفة الطعام وراء طاولة مستديرة عليها شرشف ابيض مع تخريم ناعم .
والاواني الفضية كانت رائعة وهي تعود الى القرن الثامن عشر .
كان يقدم الطعام و الشراب شاب يرتدي سترة بيضاء .
وكانت وجبة العشاء مؤلفة من القريدس المنقوع بعصير الحامض كمقبلات ..
اما الوجبة الرئيسية فكانت مؤلفة من شرائح اللحم المطبوخة مع البطاطا و الجبنة .
والتحلية كانت من فاكهة الادغال الشيريمويا , وهي كناية عن فاكهة قشرتها خضراء وداخلها ابيض وطعمها يذكر بطعم الفراولة والاناناس والدراق , كلها معاً .
كان الحديث يدور حول الفن والرسم بشكل خاص . نادراً ما كانت روزا تتدخل في الحديث ,
ومرّاتٍ عديدة خلال العشاء كانت ديانا تنظر في اتجاهها ,
وكل مرة كانت تراها تحدق فيها باستمرار ,
شعرت ديانا ببعض الانزعاج امام صمت الفتاة ,
ربما لانها لا تتكلم الانجليزية بطلاقة وتشعر بصعوبة التعبير عما تريد قوله .
لكن ديانا لاحظت ان والدها لويس لا يبذل اي جهد ليجعل ابنته تشترك في الحديث ,
لو كان والدها كريستوفر لتصرف تصرفاً مغايراً ,
وادركت ديانا ان روزا ضحية كبرياء لويس .. كم هو مختلفٌ تماماً عن شقيقته ماريا , تلك المراة الكريمة الدافئة و المضيافة .
وشيئاً فشيئاً قررت ديانا الحذر من هذا الانسان الفظ .
حاولت ديانا ايجاد موضوع لتتحدث مع روزا . فقالت لها اخيراً :
" لقد اتيحت لي فرصة قضاء بعض الوفت مع عمتكِ ماريا وابنها رامون , قالت لي ماريا انكِ كنتِ تسكنين معهما عندما كان زوجي يقضي فترة النقاهه في منزلها ".
" كيف ؟".
قالتها باللغة الاسبانية . ثم اصفر وجهها والقت بنظرة يأس الى والدها , كانها تسأله ان يشرح لها ,
لكن لويس بقي جامداً من دون ان يتكلم ,,,
وراحت روزا تشبك يديها ببعضهما في توترٍ بالغ وقالت بعد جهدٍ كبير :
" اني لا افهم , من هو زوجك ؟".
وفوجئت ديانا بدورها , وابتسم لويس بسخرية وقال :
" نسيت ان الفظ اسم عائلتك عندما عرفتكِ على روزا ".
التفت صوب ابنته وكلمها في لغة اسبانية سريعة , ولم تسمع ديانا الا انه لفظ كلمتين ,,
ديانا و جايسون ..
واكفهر وجه روزا ...
القى لويس بجملة قصيرة وملّحة الى ابنته في لهجةٍ قاسية ,
مما جعلها على وشك البكاء , وفجأة , بلا تحذير , التقطت طوب العصير وقذفته في وجه والدها ,
فابتعد لويس بسرعة , ووقعت الكأس على السجادة من دون ان تصيبه ,
انما لطخته بعض النقط المتساقطة منها ,,
ومن دون قلق , امسك بمحرمة بيضاء وخاطب روزا بلهجة حاجة , فانفجرت بالبكاء ,
ووقفت فجأة وخرجت بسرعة فائقة ..
قال لويس و كأن شيئاً لم يحصل :
" ارجوكِ ان تعذري روزا على تصرفها هذا ,فهي شديدة التوتر في هذه الايام
. اني اقترح ان نعود الى غرفة الاستقبال ونتناول القهوة , ساريكِ بعض اللوحات التي حدثتكِ عنها .
حسب رأيي تظهر هذه اللوحات بدقة العنف و الوحشية الراكدة وراء الحياة الهادئة ظاهرياً في الاكوادور ".
وبرغم ما حدث كان لويس يبدو محافظاً على برودة اعصابه ,
لكن ديانا بدت قلقة , اذ عليها ان تمضي بقية السهرة وحدها برفقته ,
إلاّ انها دخلت غرفة الاستقبال متظاهرة بالهدوء .
كانت السيدة مارتريلو في انتظارهما . وراحت تعاتبه باللغة الاسبانية , وكان لويس يصغي اليها بهدوء ,
ثم راح يتكلم بدوره بلهجة قاسية جعلت ديانا تنحاز للخادمة ,
لكن سرعان ما غيّرت رأيها لان في اللحظة التالية التفتت السيدة مارتريلو نحوها و القت اليها نظرة قاسية ووجهت اليها كلمات كأنها شتائم ثم استدارت واختفت وهي تصفق الباب ورائها .
قال لويس :
" اني اسف جداً لتصرف الخادمة . ان السيدة مارتريلو تهتم بروزا منذ وفاة والدتها ,
اي منذ كانت روزا فتاة صغيرة .
لقد ربتها كأنها ابنتها , وهي تقف الى جانبها اذا هاجمها احد ".
وسألت ديانا بتعجب :
" لكنني لا ارى لماذا اعتبرتني اهاجمها , لم اكن اتحدث الا عن جايسون !؟".
ابتسم لويس واشار الى الصينية الموضوعة على الطاولة بقربها :
" ارجوكِ ان تقدمي القهوة اولاً , ثم اشرح لكِ لماذا أثار اسم زوجكِ البلبلة في قلب ابنتي الى هذه الدرجة ".
تناولت ديانا غلاية القهوة الفضية و قدمت القهوة في فناجين صغيرة من الكريستال .
واقترب لويس منها وجلس قربها على المقعد الواسع ,,
فتمنت ديانا لو انها انتبهت للامر و جلست في مقعد منفرد .
" هل يزعجكِ اذا دخنتُ سيجاراً ؟
الآن هو افضل اوقات السهرة . قهوة لذيذة الطعم وسيجار ذو رائحة عطرة ,
وامراة شابة جذابة ورائعة مثلكِ .
هل سبق وسمعتِ احداً يقول لكِ انكِ امرة جميلة يا ديانا ؟
انك تتمتعين بجمال باردتتميز به النساء الانجليزيات ".
انحنت ديانا الى الامام , وتناولت فنجان القهوة عن الطاولة المنخفضة وانتهزت هذه الفرصة للابتعاد عنه بعض الشئ , ثم اجابت تقول :
"والآن , ارجو ان تشرح لي لماذا شعرت روزا بالاضطراب حيال سماعها كلمة جايسون ".
"آه .. نعم . بالطبع .. كانت في حالة توتر غريب , اليس كذلك ؟
من زمان وانا احاول ان اعرف حقيقة حاسيسها , وتصرفها الليلة افادني أكثر مما كنت اتصور .
انها واقعة في غرام جايسون , لكنها لم تكن على علمٍ انه متزوج .
انه موقف حرج بالنسبة اليها . اليس كذلك ؟".
روزا مغرمة بجايسون !!!!!!
شعرت ديانا باضطراب لما يمكن ان ينتج عن ذلك .
كانت على حق عندما تصورت ان جايسون لابد وان تعرف الى امرأة أخرى ؟
انه وقع هو ايضاً في غرامها ؟
لكن , هل هو فعلاً مغرم بها ؟
وراحت يد ديانا ترتجف وهي تضع فنجان القهوة على الطاولة بقربها .
لكنها تمكنت من الاحتفاظ بالهدوء وقالت :
"لابد وانك تمزح !!".
" أبداً , سأشرح لكِ , منذ سنتين وانا اتوقع من روزا ان تتزوج صديق طفولتها ارتورو غوميز ,
انه زواج يوافقني تماماً , كما يوافق أهل ارتورو , لانه سيؤدي الى اتحاد عائلتين غنيتين ,,
وحالياً يدرس ارتورو في الولايات المتحدة الاميريكية , لكنه سيعود قريباً
ونحن نرغب ان يتم هذا الزواج خلال شهر ,,
اردتُ مناقشة الوضع مع روزا , لكنها قالت لي بصراحة انها ترفض الزواج من ارتورو لانها تحب رجلاً آخر ".
عاد يحتسي قهوته وعلى شفتيه ابتسامة حزينة , ثم تابع يقول :
"سألتها مرّاتٍ عديدة , من يكون ذلك الرجل الذي تحبه , لكنني لم اتوصل الى معرفة هويته .
كان عندي بعض الشكوك , لكنني لم اكن املك اية ادلة تؤكد شكوكي ........ إلاّ اليوم ..
أي منذ ان التقيت بكِ ..........."
" اذن طلبت مني المجئ الى هنا عمداً لكي ............"
توقفت ديانا عن الكلام , غير قادرة على اكمال جملتها .
فأسرع لويس يقول وفي عينيه نظرة استهزاء :
" لاعرف الحقيقة بوجودك ؟ .. طبعاً ...
ونفذت خطتي بحذافيرها . والآن اني متأكد تماماً ان الرجل الذي تحبه هو جايسون بالذات ,
وانتِ يا ديانا , الم تشكي بشئ؟؟
الم يخبركِ جايسون بذلك ؟".
" كلا .. كل ما اعرفه ان روزا كانت تسكن عند ماريا سواريز خلال فترة النقاهة التي قضاها جايسون في منزلها ".
" نعم , وهناك بدأت القصة , وللأسف كنت في هذه الفترة مسافراً .
ومن السهل التكهن بما حصل , كان جايسون في نظر روزا البطل الذي خاطر بحياتها لينقذ رجلاً آخر كما انه اصيب بجروح بالغة من جراء مخاطرته هذه ,
وكانت حاضرة هناك ليل نهار لتنقذه بدورها .
هل يمكنكِ ان تتصوري وضعاً أكثر عاطفيةً من هذا ؟
وزيادة على ذلك , ان جايسون يختلف اختلافاً تماماً عن الرجال الذين تعرفت اليهم من قبل ,
انه قوي ورصين ومتحفظ ,
كان بالنسبة اليها عملاقاً اشقر , قوي البنية و جميل الوجه .
في اي حال , هكذا كانت تراه ,
انها ما زالت في التاسعة عشرة من عمرها , وانتِ لا تكبرينها كثيرً .
ويمكنكِ ان تتصوري ما يمكن ان يكون قد حصل بينهما .
ربما كنتِ تشعرين في الماضي امام جايسون بالاحاسيس نفسها ,
وربما أحببتِ جايسون بالطريقة نفسها ".
" اني مازلت احبه بالطريقة نفسها ".
هكذا حدّثت ديانا نفسها من دون ان تجرؤ على البوح بذلك .
وتابع يقول :
"لابد من الاعتراف بأني شعرت بخيبة امل عندما اخبرتني ماريا ان جايسون رجل متزوج .
ولا افهم لماذا لم يخبر الجميع بذلك من قبل ..
عندما تعرفت اليه في كيتو دعوته لقضاء بضعة ايام هنا في المزرعة ,
وقبِل دعوتي , لكنه لم يتمكن من البقاء مدة اطول بسبب كثرة اعماله في الك الفترة بالذات ,,
وبعد رحيله لاحظتُ ان روزا كانت حزينة , وحالمة ومنعزلة ,
وهنا بدأت الشكوك تراودني ".
وضع لويس فنجانه على الطاولة والتفت نحو ديانا الجالسة في قربه وقال
" والآن بعدما اخبرتكِ لماذا كانت روزا مضطربة خلال العشاء , ماذا تنوين ان تفعلي ؟".
" ماذا افعل ؟ ماذا تريدني ان افعل ؟".

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333  
قديم 26-03-09, 04:10 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

" ربما تريدين الطلاق ؟
وفي هذه الحال سيكون جايسون انساناً حراً ليتزوج من جديد , مما يسعد ذلك روزا ".
" لكن ليست في نيتي الطلاق . ما الذي يجعلك تفكر في ذلك ؟".
" قالت لي شقيقتي ماريا انكِ لم تري جايسون منذ اكثر من سنة .
وبرغم ما قلتِ لي في السيارة , انكما زوجان عصريان , لاحظت انه منذ وصولكِ الى الاكوادور لم تتوصلا بعد الى الاتفاق ,
وإلا لما ترككِ وحدكِ منذ وصولكِ الى بونو , ولَمَا كنتِ تبدين حزينة هكذا
تشبهين امرأة محرومة من الحب منذ زمنٍ بعيد ".
كان قد اقترب منها تماماً , وشعرت ديانا بيده تداعب كتفيها .
ارتجفت ثم سيطرت على شعورها وتناولت حقيبة يدها ونهضت واقفة وراحت تتثائب وتقول بصوها الناعم :
" آسفة لاني ساخيب آمالك يا سيدي ..
لكن ما تقوله الآن لا يعكس سوى رأيكَ الخاص ,
لاتنسى انكَ من جيل آخر , فكيف تريد ان تفهم زواجاً كزواجنا ؟
والآن , اذا سمحت لي ساذهب الى النوم . انني شديدة التعب ,
ولا شك ان السبب هو تبدل المناخ .
وآمل ان تكون روزا في حالة افضل غداً ..
تصبح على خير يا سيدي ".
وغادرت ديانا الغرفة قبل ان يتسنى له الوقت للوقوف لمرافقتها .
كانت متأكدة انه يود ان يبقيها معه .
صعدت السلم بخطوات كبيرة ودخلت غرفتها و اغلقت الباب وراءها واسندت جسمها الى الباب وهي تلهث ,,
بحثت عن القفل , لكن لم يكن هناك مفتاح ,
وتسائلت بعصبية , ماذا يمكنها ان تضع على الباب لتسنده به ...
لم تشك لحظة واحدة ان لويس غييارمو يمكن ان يدخل الى غرفتها من دون طرق الباب والحصول على اذن بالدخول , اذا كان هذا ما يريد .
شاهدت صندوقاً صغيراً مخصصاً لوضع الثياب القذرة المعدة للغسيل .
فالصقته بالباب , لم يكن ثقيلاً لكنه يصمد قليلاً مما يجعلها حاضرة لاي حركة مفاجئة .
جلست على حافة السرير تحاول ان تهدئ من توترها .
ليس في وسعها وهي في هذه الحال ان تخلد الى النوم ,
راحت تصغي السمع منتظرة في اي لحظة سماع اصوات خطوات تقترب .
بقيت على هذه الحال فترة طويلة , وراحت تتسائل ,, كيف تستطيع الهرب من المزرعة والعودة الى كيتو غداً .
وحوالي منتصف الليل ارهقها التعب والتوتر , فقررت ان تنام .
لكنها شعرت بانه من الصعب ان تنام بسهولة ,, وراحت تتسائل ,,
ما هي في الحقيقة مشاعر جايسون تجاه روزا ؟
هل صحيح انه وقع في غرام تلك الفتاة التي اهتمت به خلال فترة الاستجمام في منزل ماريا ؟
هذا ممكن . ذلك ان روزا تشبهها كثيراً , انها يتيمة الام مثلها , وسبق ان قرأت ديانا مقالاً يقول ان الرجل يقع دائماً في غرام النساء اللواتي من النوع نفسه .
يجب ان تعود الى بونو في اسرع ما يمكن , يجب ان تكون هناك عندما يعود جايسون من الادغال .
وهكذا يمكنها ان تطلب منه ان يختار بينها و بين روزا , ولاشك انها الطريقة الوحيدة لوضع المور في نصابها .
وبعد سلسلة من التساؤلات والكوابيس , خلدت الى نوم عميق ..
وااذا بها تسمع في نومها طرقاتٍ على الباب وصوتا يناديها ,,
انتفضت ونظرت الى الباب .
" سيدتي , سيدتي , ماذا يجري ؟ ان بابكِ لا ينفتح !!".
وتعرفت ديانا الى صوت روزا . فقفزت خارج السرير وراحت تفتح الباب
فدخلت روزا ترتدي بنطلوناً من الجينز الضيّق وقميصاً من القطن الأبيض وتحمل صينية في يدها .
" صباح الخير يا سيدتي , اني اجلب لكِ فطور الصباح ".
كانت تبتسم بفتور و تقول كما لو ان احداً يلقنها ما يجب ان تقول :
" اني آسفة لتصرفي الوقح ليلة امس , هل تسامحينني ؟".
" طبعاً اسامحكِ , شكراً لكِ لانكِ احضرتِ الفطور , فهذا لطف منكِ ,
لقد نمتُ طويلاً ولابد انني تاخرت . كم الساعة الآن ؟".
" العاشرة والنصف , كان جايسون ينام في هذه الغرفة عندما كان يسكن عندنا ,
وكنت اجلب له الترويقة حتى السرير احياناً "
حاولت ديانا الاّ تفكر بمشهد جايسون في الصباح عندما ينهض من النوم , بشعره المشعث و عينيه الناعستين وصدره العاري و عضلاته الظاهرة .
قالت ديانا دون اضطراب :
"وانا ايضاً احضر له فطور الصباح الى السرير احيانا ".
لو كان جايسون معها الان ,,بقربها في السرير , لما تصرفت روزا بهذه الوقاحة !!
" لقد اعتقدت انكِ عشيقة والدي الجديدة , عندما شاهدتكِ تصلين معه ,
هل انتِ حقاً عشيقته الجديدة ؟".
" كلا . ابداً . لماذا ؟ هل يصطحب عشيقاته معه الى البيت ؟".
" نعم دائماً . منذ وفاة والدتي وربما قبل ذلك ايضاً ,, هو هكذا ..
لقد طلب مني ان اعتذر منكِ لانه غير قادر على ان يقضي النهار معكِ , فهو مضطر الى الذهاب الى بونو لقضاء بعض الاعمال ..
اتحبين رؤية المنزل والمزرعة ؟
يمكننا التنزه على ظهر الحمار ".
" عظيـــــــــــــــــــــــم !!".
" حسناً سأهتم بالأمر , يجب ان نذهب قبل الظهر , فبعد ذلك يصبح الحرّشديداً وغير محتمل ".
ثم اضافت بغتةً :
" كيف تجدين حديثي باللغة الإنجليزية ؟".
" جيـــــــــــداً جـــــــــداً ".
" لقد علمني جايسون الانجليزية , سأكون بانتظاركِ بعد قليل ............"
ابتسمت روزا ثم خرجت من الغرفة وبقيت ديانا تحدّق بالباب المقفل . لاتريد إلا امراً واحداً ,, ان تمسك بشئ وتحطمه ..
لكنها تمالكت اعصابها واحتست جرعة من القهوة الساخنة وهي تقول ان روزا تتمتع بقدرة هائلة لتجعلها في غيرةٍ كبيرة .
كان يكفي ان تنطق بهذه الكلمات ................"
وفهمت ديانا في هذه اللحظة بالذات كم كانت سريعة العطب لكل ما يتعلق بجايسون بسبب كلمات اونيس ورسالة إمرأة مجهولة تدعى كارول ,,
وكلمات روزا الجارحة جعلتها انسانة غيورة وتعيسة ..
وفهمت ايضاً ان هذا هو الثمن الذي سوف تدفعه لانها تزوجت من رجل جذاب ..
لكن اذا كانت ترغب في المحافظة على زواجها واذا ارادت ان تمضي بقية حياتها معه فان عليها ان تتعلم ان تضط نفسها اكثر .
وانتهت بسرعة من تناول الفطور . ثم اخذت حماماً سريعاً وارتدت ثيابها ونزلت الى ساحة البيت للانضمام الى روزا التي كانت في انتظارها والشاب الذي قدم لها العشاء البارحة . ساعدهما على امتطاء حمارين صغيرين , ثم انطلقا .
لاحظت ديانا ان روزا فتاة رائعة . ترتدي قبعه من القش على راسها لحمايتها من الشمس اللاهبة .
شعرها طويل مجدل حتى خصرها .
كان الحو متقلباً ينذر بهبوب عااصفة .
لكن النزهة على ظهر الحمار كانت رائعة وكان الحيوان يعرف الطريق جيداً ,
لذا فكان من غير الضروري محاولة توجيهه .
وصلتا امام اشجار الليمون والبرتقال الحمض . وكانت الثمار تشكل بقعاً ذات الوان فاقعه على الاوراق الخضراء ..
ثم دخلتا الى قلب الادغال .
من قريب كانت المزروعات تبدو اكثر جمالا مما هي عليه من بعيد , وكانت ديانا تتعرف الى بعض النباتات , لكن كانت تجهل معظمها .
وكانت جذوع الشجر مغطاة بالنباتات المتسلقة والحشائش والعرائش .
همست ديانا قائلة :
" آمل الا نضيع الطريق "
اجابتها روزا :
" لا تخافي احمل بوصلة تقينا خطر الضياع . حتى الهنود انفسهم يمكنهم ان يضلوا الطريق احياناً . هل كل شئ على ما يرام ؟".
هزت ديانا راسها بالايجاب , فلن تقول لروزا انها تشعر بالحر يلهب عظامها وانها تتصبب عرقاً وانها تكاد تختنق من شدة العطش ,
كيف يمكن للباحثين عن البترول ان يعملوا في مثل هذه الظروف ؟
وكيف يمكن لجايسون ان يتحمل هذا الحر الشديد ؟
فليس من المستغرب انه يشعر بحاجة الى المجئ الى كيتو من وقت الى آخر للراحة والاستجمام .
وصلتا اخيراً الى مكان في الغابة حيث تجمعت بعض المنازل المبنية من خشب ذات سقوف مصنوعة من اوراق الاشجار , وتوقفتا امام احد المنازل , وقامت روزا بوضع قدميها على الارض وقلدتها ديانا بذلك .
اقترحت روزا على ديانا قائلة :
" اتريدين رؤية منزل تابع لأحد الهنود الجيفارو . وهكذا يمكنكِ ان تخبري اصدقاءك بما رأيتِ عندما تعودين الى انجلترا ؟".
وافقت ديانا وهي تلاحظ تلميحات روزا الماكرة .
في الداخل كان المنزل في منتهى النظافة , وربة المنزل امراة ذات جمال مدهش ,
ملامحها تحمل علامات نبل وتدل على انتمائها الى قبيلة اصيلة , لا خليط قبائل اخرى فيها .
وقد دعتهما ليريا طفلها النائم في مهد عصري , على غير ما كان يتوقع , ولاحظت ديانا وجود اشياء حديثة داخل المنزل , من بينها الأدوات المطبخية والطناجر النحاسية الجديدة . كما عرض عليهما صبيّ سلاح "الانبوبة " وراحت روزا تشرح لديانا كيفية استعماله .
" نغمس الرأس في السم الذي يصنعه الهنود بأنفسهم , وعندما يصيب السهم الحيوان , يحاول هذا الاخير ان يتخلص من السهم الذي ينكسر حده ويموت الحيوان على الفور . انه اختراع عجيب . اليس كذلك ؟".
بعد زيارة قصيرة للمنزل الهندي , عادتا الى التنزه في الغابة ومرة اخرى رشقتها روزا بمكر بملاحظة اخرى :
" جايسون , وانا , غالباً ما كنا نقوم بنزهات على ظهر الحمار , كانت قدما جايسون تلامسان الارض من شدة طولهما , وكنا نضحك من ذلك كثيراً ".
أخذت ديانا تشد على اسنانها مصممة على ألا تدع روزا تزعجها بهذه الملاحظات القاسية , وشعرت بأن روزا تراقبها وتتجسس عليها . ولذلك كانت مضطرة ألاّ تبدر منها أية اشارة ضعف امامها .
وفجأة قالت روزا :
" لم يقل لي جايسون انه متزوج . اخبرتني عمتي انه انسان تعيس جداً لان احدهم اساء اليه .
واعتقد ان الشخص الذي اساء اليه هو انتِ ..
انا اعزف على القيثارة .. وكنت اعزف له مراراً , فهو يحب الموسيقى , وهذا من النادر رؤيته عند من يتمتع برجولة بارزة مثله . وهو كان يعلمني اللغة الانجليزية ".
توقفت لحظة عن الكلام , ثم تابعت :
" وعندما سكن في المزرعة هنا , كنا نقوم سوية بنزهات طويلة . وكنا نمضي فترات مرحة واعتقد انه وجد السعادة برفقتي , قلت له اني احبه واريده ان يكون زوجاً لي ".
سألت ديانا و قد تشنجت يدها على اللجام :
" وماذا اجابكِ " ؟.
" لا شئ ... رحل , والآن وقد تعرفت عليكِ , فهمت السبب , لم يكن في وسعه ان يتزوجني ما دام متزوجاً منكِ .
هل جئتِ الى الاكوادور لتتفاوضي معه على الطلاق ؟".
" كلا ! ".
" لماذا اذن ؟".
أجابتها ديانا بصوتٍ ثابت :
" من اجل ان اراه و اكون معه ".
" اني لا افهم , واذا كنتِ تريدين ان تكوني مع جايسون ,
لماذا جئتِ اذن الى هنا مع والدي ؟".
" لانه دعاني لازور المزرعة واتعرف اليكِ ".
وفجأة لمحت ديانا شكلاً أخضر بين الاوراق يتحرك بسرعة و يقترب منها و وعرفت ديانا انها حيّة .
عصافير الببغاء تطايرت بسرعه , وراحت السعادين والقرود تطلق اصواتاً ثاقبة ,
ثم عاد الصمت واختفت الحية .
بدأت ديانا تتضايق من رفقة روزا , لكنها سرعان ما شعرت بالارتياح عندما لاحظت انها وصلت الى طرف الادغال , وانفتح امامها حقل من قصب السكر تحت شمس لاهبة ومن بعيد , كان المنزل يلمع تحت اضواء مترجرجة , مثل السراب .
سالتها روزا :
" هل صدّقتِ والدي "؟.
" طبعاً , ولماذ لا اصدقة ؟ في كل حال , لقد دعاني لزيارة المزرعة امام والدي , وراى والدي انها فكرة جيدة ان ازور المزرعة واتعرف الى فتاة في مثل عمري "
وراحت روزا تقهقه وتظهر اسنانها البيضاء المغروزة جيداً في فكيها .
" تمامًا ما يميز والدي انه رجل ذكي وخبيث , لكن اذا كنتِ تعتقدين ان ذلك هو السبب الوحيد الذي من اجله دعاكِ الى هنا تكونين حمقاء اكثر ما اتصور .
انه يريدك ان تكوني عشيقته الجديدة , لاني لاحظت كيف كان ينظر اليكِ مساء البارحة , عندما كان يحدثكِ عن الرسم ..........."
اجابتها ديانا في حدة :
" اذن , احب ان أُعلِمكِ انه ليس في نيتي ان اكون عشيقته , فهو في سن والدي ".
" هذا لا يهمه ابداً ".
" نعم , لكن لكن ذلك لا يهمني انا .
أووف ... انا سعيدة جدا اننا ابتعدنا عن الادغال . كنا كاننا في حمام بخار ".
" نعم الطقس حار جدا اليوم , وينبئ بعاصفة في نهاية النهار .. لماذا تغيرين الحديث .. اني لا افهم لماذا جئتِ الى هنا بينما تزعمين انكِ تريدين البقاء قرب جايسون ؟".
اجابتها ديانا بصوتٍ متوتر :
" جايسون يعمل حالياً في اماكن حديثة حيث يتم التنقيب عن النفط ولا يمكنني مرافقته الى حيث يعمل , ليس لاننا متزوجين يعني ان علينا ان نكون معاً طيلة الوقت . ومن جهة ثانية هذا لا يعني ايضاً اننا لا نريد ان نكون معاً ".
ثم عادت روزا لتقول وهي تهز كتفيها :
" لكن انا لا ا فهم لو انني وجايسون متزوجان لحاولت الاّ نفترق ابداً ......"
اجابت ديانا بلهجة حادة :
" هذا يعني انكِ لا تعرفين جايسون جيداً , يمكنكِ ان تحاولي لكن ذلك لن يغير شيئاً ..
لا احد يحبره ان يكون في اي مكان اذا لم يكن يرغب في ذلك ".
القت روزا بنظرة قاسية وحرّكت حمارها وكأنها تريد ان تسد الطريق على ديانا , قالت بلهجة انتصار :
" تقولين اني لا اعرف جايسون معرفة كافية ؟
في كل حال ان ما اعرفه هو انه سيكرهكِ عندما يعرف انكِ زرتِ المزرعة , فهو يعرف جيداً صيت والدي وسيعتقد بأنكِ أصبحتِ عشيقة لويس غييارمو .
وسيطلب منكِ الطلاق فوراً ".
أجابتها ديانا في ضجر :
" توقفي عن هذا التصرف الصبياني , لقد تعرفت الى والدكِ فقط منذ البارحة ولم امضِ هنا سوى ليلةٍ واحدة ..........."
" وستمضين غيرها من الليالي , قال لي ابي انكِ ستبقين هنا هذه الليلة ايضاً , وربما ليالي اخرى ".
" كلا ساعود الى بونو في اسرع ما يمكن ".
وسالتها روزا في لهجة ساخرة :
"وكيف ستعودين الى بونو ؟".
" سيارة والدكِ ستوصلني كما جاءت بي الى هنا ".
شعرت ديانا فجاة بحكاك في خصرها , وتذكر نصائح الطبيب :
ربما يكون ذلك مقدمة لارتفاع حرارتها , عليها ان تاخذ حماماً في الحال لئلا تصاب باي مرض خلال اقامتها في المزرعة .
وقالت روزا وهي ترسم ابتسامة شريرة :
" لا تغادري المزرعة الا اذا امر والدي بذلك ".
" ماذا تعنين بهذا ؟".
" لن تعودي الى بونو اذا لم يأمر والدي السائق جوزيه كي يوصلكِ .
وأعرف انه لن يقوم بذلك اليوم لانه قبل ذهابه هذا الصباح قال لي انكِ باقية معنا اليوم ايضاً .
وقال لجوزيه ألاّ يصطحبكِ الى بونو ,
واعتقد انه من الصعب عليكِ العودة على ظهر الحمار يا سيدتي ".
وضحكت روزا بسخرية واستدارت مع حمارها و ابتعدت .
عندما وصلت ديانا الى ساحة المنزل , كانت مرهقة جدا يتصبب العرق منها بغزارة
نزلت عن الحمار و رات سيارة الكاديلاك تدخل الساحة ,
انزلت السيدة ماتريلو بعض الاغراض بمساعدة جوزيه الذي قادها الى بونو .
دخلت ديانا تواً الى غرفة الحمام بعد ان ملأت المغطس بالماء الفاتر , فاغتسلت و جففت جسمها بعناية .
هل تكون سجينة في المزرعة ؟
ان مجرد التفكير في الامر جعلها ترتجف كأن موجة باردة اجتاحتها برغم الحر الشديد .
هي حقاً سجينة اذا صح كلام روزا ان لويس غييارمو منع السائق من ايصالها الى بونو .
لكن , عليها ان تعود الى بونو بأي ثمن وفي اسرع ما يمكن ,
حتى تكون هناك عندما يعود جايسون لتراه من جديد و تتكلم معه كيلا ينفذ تهديده .
لقد كانت عيناها متسمرتين في سقف الغرفة و هي تتساءل عن الطريقة التي تعود بها الى بونو ,
غير استخدام الحمار !!!

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333  
قديم 26-03-09, 04:13 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الفصل السادس
الهروب والعاصفة ....
وفجأة وجدت الحل خطرت لها فكرة جهنمية ايقظتها من غفلتها وانتصبت وقلبها يخفق بشدة
هل هذا معقول هل تجرؤ على تنفيذ هذا المخطط
طبعا انه الحل الوحيد واذا فشلت خطتها تكون قد نجحت في جعل سكان المزرعة يعرفون الى
أي درجة تصر على العودة الى بوتو
انها غير مستعدة لتحمل فكرة ان تكون سجينة ولهذا السبب وضعت خطة لهربها نزلت من
سريرها وخلعت مئزرها وارتدت فستان من القطن
ثم مشطت شعرها ووضعت بعض المساحيق على وجهها وضعت ملابسها واغراضها في حقيبتها ثم
وضعت الحقيبة في الخزانة ربما لن ترى ملابسها مرة اخرى شعرت بلحظة ندم امام فكرة
ضياع ملابسها لكنها ادركت ان لويس غييارمو ليس لصا ولن يعاقبها لانها غادرت المنزل
سرا
حملت حقيبتها وفتحت الباب وخرجت الى الممشى ولم تلتقي احدا وهي تتوجه نحو السلم
عندما وصلت الى السلم توقفت والقت نظرة خاطفة على المدخل كان خاليا المنزل يسوده
السكون كان الوقت ليلا
وتساءلت ديانا ما إذا كان الجميع يأخذون قسطا من الراحة في
وقت القيلولة نزلت السلم وتوجهت بهدوء نحو صالة الإستقبال اذا فاجأها احدهم فيمكنها
ان تقول انها كانت تتامل لوحات السيد لويس غييارمو
وكما توقعت كانت سيارة الكاديلاك لاتزال في الساحة
وجلست في الكرسي ونظرت الى ساعتها سيصل جوزيه بعد دقائق وسيتوجه الى بوتو لإصطحاب
لويس الى المزرعة
نهضت ديانا ووصلت الى الباب وفتحته لااحد في الساحة لكن الخطر الوحيد هو ان تراها
روزا او السيدة ماتريللو من احدى النوافذ واسفاه لكن هذا لا يمنعها من القيام بهذة
المحاولة
واجتازت الساحة على رؤؤس اصابعها كان الجو رطبا وخانقا انه الهدوء الذي يسبق
العاصفة وصلت امام السيارة ووضعت يدها على مسكة الباب وفتحته من دون ضجه ودخلت في
المقعد الخلفي واغلقت الباب بهدوء ثم استعادت تنفسها وحاولت تنظيم دقات قلبها ثم
تمددت في ارض السيارة تقوقعت على نفسها وانتظرت
فجأة سمعت اصوات خطوات وكلام باللأسبانية ثم انفتح الباب من جهة السائق وجلس جوزية
امام مقود السيارة فسمعت ديانا صرير الكرسي ثم انغلق الباب وسمعت اصوات المفاتيح
اقلعت السيارة وصوت المحرك يدوي بقوة
سارت السيارة على الرمال ثم على الحصى ودخلت الطريق المؤدية الى الشارع الرئيسية
حاولت ديانا جاهدة التنفس من دون احداث أي ضجة نجحت خطتها وهي الان في طريقها الى
بونو
وبحذر واحتياط حاولت اتخاذ جلسة مريحة لكنها ظلت تشعر برجيج العجلات واهتزاز
السيارة
ومرت السيارة فوق ثقب في الطريق واضطرت ديانا لإن تعض على شفتيها كيلا تصرخ
وماإن وصلت السيارة الطريق الرئيسي حتى اسرعت وبالتالي خفت عدة الإرتجاجات وتمكنت
ديانا من الجلوس بطريقة مريحة بعض الشئ وكانت تعرف ان الطريق سيستغرق اجتيازة نصف
ساعة تقريبا
وكي تتحاشى الإصابة بتشنج توصلت الى ارخاء قدميها بعض الشئ حتى الان كل
شئ يجري حسب لخطة المرسومة
لكن بعدما تصل الى بوتو ماذاستفعل ادركت انها لم تفكر في ذلك من قبل
فلم يكن لديهاسوى فكرة ثابتة
وهي مغادرة المزرعة هل بإمكانها ان تغادر السيارة من دون ان ينتبه سائقها
انها تشك في ذلك لكن ماذا لو سمعها هل سيؤدي الى نسف خطتها ومتى خرجت من
السيارة كيف ستجد طريقها الى الفندق ؟؟
لم تكن بونو مدينة كبيرة يمكنها ان تسال احد المارة فيدلها على الطريق
وحتى لو حاول لويس غيييارمو اللحاق بها فلن يستطيع خطفها امام الناس ,,
هل هي متاكدة من ان ذلك لن يحدث على كل حال الاكوادور مثل معظم المدن الامريكية
اللاتينية بلد غريب ويعتبر الحوادث الغير مألوفة كأنها حوادث عادية فإذا اقتربت
منها سيارة تمر في الشارع وقفز منها رجل واقتادها الى داخلها فالجميع ينظر الى ماحدث
كأنه شئ عادي وتافه
وقررت في النهاية الاتترك لمخيلتها العنان كل شئ يأتي في وقته ويمكنها ان تنتظر
المشاكل حتى تقع وتحاول حلها
انعطفت لسيارة في كوع حاد وادركت دياتا ان السيارة اجتازت جسرا ولن يبقى امامها سوى
جسرين لتقترب من بونو شعرت بقشعريرة برد ذلك ان مكيف الهواء يعمل بإستمرار داخل
السيارة الفخمة
ماذاستكون ردة فعل جايسون عندما تطلعه ديانا على مغامرتها الصغيرة هذة هل سيضحك ؟
هل سيكون في بونو لتخبره قصتها هذه؟
آآآآآآآآآآه انها تأمل ذلك من كل قلبها
اراحت راسها على ركبتيها وراحت تحلم بأن تراه لدى وصولها الفندق
اذاكان هناك فلا بد انه قرأ رسالتها وسيفاجأ بعودتها بسرعة
هل سيكون سعيدا برؤيتها ,, هل يكون مستعدا للتنازل عن عنفوانه ويأخذها بين ذراعيه ويعانقها
هل سيكون مستعدا ليحبها من جديد بقدر ماهي تحبه ؟
آآه.انها تأمل ذلك من كل قلبها .
قطعت السيارة الجسر الاخير واتجهت نحو الطريق المنحدرة التي تصل بها الى بونو كانت
الكيلو مترات الباقية كأنها اطول من الدهر ....
اخيرا وصلت السيارة الى المدينة ومن مخبأها كانت ديانا تراقب سقو ف المنازل,,,
دخلت السيارة عبر الطريق الضيقة واخيرا توقفت عرفت ديانا ان السيارة وصلت امام
معمل لويس غييارمو
راح السائق يصفر لحنا لم يتوقف عن ترديده لحظة طول الطريق وقد حفظت ديانا اللحن وهي
متأكدة انها لن تنساه ابدا انتظرت لتعرف ماذا ستفعل وبعد دقائق بدت طويلة فتح
جوزيه الباب وخرج ثم اقفله وراءه وابتعد عن السيارة
رفعت ديانا رأسها قليلا ونظرت الى الخارج ورأت رجالا يخرجون من المعمل وشيئا فشيئا
تمكنت من النهوض من مخبأها وشعرت بألم حاد في قدميها فتحت الباب بسرعة من دون ان
تلتفت الى الوراء لترى ما إذا كان جوزييه شاهدها ,,,
خرجت واقفلت الباب وراءها واختلطت بالعمال والمارة
وبسرعه وصلت الى الطريق العام وعرفت انها ليست في حاجه لان تسأل احد كي يدلها الى
الطريق للوصول الى الفندق كانت فرحه جدا لنجاح خطتها وراحت تسرع الخطى غير مصدقة
انها ستصل الى الفندق ....
الغيوم الرمادية تتكدس في السماء والمدينة تغرق في العتمة والعاصفة تقترب
وفي سوق الخضار نفدت بضائع الباعة الهنود بسرعة سيارت الجيب التابعة للشركة النفطية
تتوقف امام الحانة ورجال ببذلات العمل ينزلون منها ويتدافعون داخل المقهى
عندما رأت ديانا الكنيسة القديمة عرفت انها بالقرب جدا من الفندق راحت تحث خطاها
ووصلت امام الساحة وصعدت السلالم القديمة التي تؤدي بها الى مدخل الفندق وكان على
شرفة الفندق عدد كبير من الرجال الجالسين امام طاولاتهم يحتسون الشراب المنعش في هذا
الطقس الحار احدهم تحرش بديانا واخذ يناديها بالإسبانيه وراح الجميع يقهقهون بصوت
بأعلى صوت
كانت الغرفة مظلمة عندما دخلتها ديانا اشعلت النور وشعرت لتوها ان قواها تكاد تخور
بعد هذا التوتر الذي رافقها طوال رحلة الهروب كانت ثيابها تلتصق بجسدها بسبب العرق
الذي تصبب منها وكان شعرها مبللا.
احتست كأسا من المياه المعدنيه ولاحظت في تلك
اللحظة ان الرسالة التي تركتها لجايسون اختفت
نظرت حولها وشاهدت ثياب رجل معلقة في الغرقة
لقد عاد جايسون
راح قلبها ينبض بقوة وخلعت ملابسها في محاولة لتهدئة اعصابها من شدة فرحها.بالنسبة
للحاضر فهي لاتنتظر أي تصرف حسن إذ ان المشاكل بينهما لاتزال عالقة
راحت تفتش في خزانتها عن فستان ترتديه وإذ بها تكتشف انه لم يكن لديها شئ ترتديه.كل
ملابسها بقيت في المزرعة .ولم تجد شيئا تلبسه سوى ثوب السباحة الذي وجدته في احد
الجوارير انه اللباس المناسب في الجو الحار
انفتح الباب وظهر جايسون على عتبته يرتدي قميصا ابيض وبنطلون قصيرا .
كان يحمل في يده زجاجة ماء وكأسا وابريقا مليئا بعصير الفاكهة.
اقفل الباب بضربه من قدمه ونظر اليها وقال بإستغراب :
اهلا.ماهذه المفاجأة.مالذي جعلك تعودين بسرعة؟
وضع الكأس على الطاولة وسكب فيها بعض العصير؛ثم سأل بلا مبالاة :
أتريدين؟
ماذا تشرب؟
بعض العصير المثلج
نعم اريد
قال وهو يتمدد على السرير:
ماعليكي إلا ان تسكبي لنفسك كأسا
اخذت ديانا كأسا وهي تنظر اليه من زاوية عينيها كانت كتفاة تلمعان تحت ضوء القنديل
على الطاولة قرب السرير وكان العرق يتصبب على جبينه
شعرت ديانا ان وجودها قريبة منه يحرضها.فابتعدت عنه بعض الشيء.ووقفت امام النافذة
كانت تشعر كلما اقتربت منه بجاذبية قوية من تأثير سحره الغريب
وهي لاتريد ان تجد نفسها في موقف ضعف عليها ان تسيطر على نفسها.
قاطع جايسون حبل افكارها وقال وهو يتثاءب :
لم تجيبي على سؤالي لماذاعدت من المزرعة؟
لأراك
أتريدين ان اصدقك ؟
هذه هي الحقيقة
اجابها بإستخفاف:
هل انت متأكدة من ذلك؟
لم تعرف ماتقول نظرت اليه وحها لوجه.مماجعله يقول:
اعتقد جيدا اننا نعرف هذه التمثيلية,لكن في المرة الماضية كنت انت التي لم تصدقني عندما كنت اقول الحقيقة.
والآن جاء دوري .
ماهو موقفك حيال إنسان يرفض ان يثق بك؟
خيل الليها انها تعيش كابوسا.تقدمت منه وسألت بخجل:
هل قرأت الرسالة التي تركتها لك هنا قبل ذهابي؟
اجاب ببرود:
نعم قرأتها. وفهمت انك ذهبت تمضين بضعة ايام مع لويس غييارمو .
لكني ارى الآن انك لم تصبري على إنتظار عودتي
لكني قلت لك إني سأعود.كما اخبرتك انه يدعوك للحاق بنا ,,
نظر اليها بارتياب وسكب كأسا من دون ان يرد.
آآه ياجايسون، لا اظنك تعتقد بأني...أني ذهبت معه لإنه يعجبني...هو وانا... آآآه لا!
يالافكارك الشريرة
عادت الى النافذه كانت الحشرات تتطاير في كل الإتجاهات وتحاول الدخول الى الغرفة
برغم شريط يمنعها من الدخول
عادت ديانا تقول بهدوء:
انت تعرف ان لويس لم يعني شيئا بالنسبة إلي فلم اتعرف اليه سوى البارحة
كل مأعرف انه يحب النساء ويغريهن برغم سنه كما اعرف انه يختار عشيقاته من النساء
الشابات والمتزوجات .
يتجنب اتهامه بإغراء الفتيات الشابات على ماعتقد
إذن .عليك ان تعرف لم يجذبني ولالحظة. وليس بنيتي ان اكون عشيقته.ولا عشيقة أي
انسان اخر انا لااحبه واليوم هربت من مزرعته حتى لاامضي ليله اخرى معه تحت سقف منزل
واحد.وعدت كي اراك ارجوك ان تصدق ماقول.
اجابها جايسون بنبرة ساخرة :
وماذا بعد؟
وشعرت ديانا انها واحدة من الحشرات التي تحوم حول السياج قرب النافذة فهي غير قادرة
على عبور الحاجز
نظرت نحو الساحة وكانت الكنيسة مضاءة بالشموع وكان المنظر مؤثرا للغاية ,,,
فسألتة ديانا:
امازلت لاتصدقني ؟
لماذا يجب ان اصدقك ؟انت قادرة على الكذب مثل أي امرأة اخرى تنطقين بالكلمات بسهوله.
ووراء الكلمات الكبيرة فراغ كبير
مثلا غالبا ماقلت: احبك ياجايسون
. وعندما وجدت نفسك امام امتحان حقيقي كنت غير قادرة على مجابهة الوضع انك لم تحبيني ,,,
لم تحبي سوى فكرة ان تكوني زوجتي ,,
كنت فخورة بزوجك امام صديقاتك
توقف عن الكلام وكأنه شعر بالإشمئزاز وشعرت ديانا بالمرارة المتصاعدة من كلماته
اشعل جايسون سيجارة فبادرته ديانا:
لم تكن تدخن....
لم اكن ادخن عندما نكون معا ...
وانت استنتجت اني لا ادخن ابدا ..انت مخطئة في ذلك
وفي امور اخرى عديدة .اه, انت تعتقدين اني ادخن لانفس عن همومي,
او لانسى شيئا ما.
في كل حال انت لست مخطئة تماما .
اني فعلا احاول ان انسى امرا ما منذ بضعة شهور لكني لاادخن لهذا السبب .
ماذا تحاول ان تنسى ؟
امرأة كنت اعرفها
سالته ديانا من دون ان تجرؤ على النظر اليه:
وتدعى كارول؟
كارول ؟من هي؟
كانت مفاجأته صادقة .فاستعادت ديانا قليلا من الامل واضافت وهي تلهو بخاتمها :
انها المرأة التي قابلتها في باريس .لقد كتبت اليك وطلبت منك الحضور
سادت فترة من الصمت .ثم قال جايسون بهدوء :
كيف عرفت بذلك؟ لم اخبرك عنها .
عرفت ديانا ان ساعة الحقيقة دقت .في هذه الليلة ستتوضح الامور بينهما .وربماتمكنا
من التوصل الى قرار يتعلق بمستقبلهما ..
في اليوم الذي سافرت فيه الى هيوستن سقطت رسالة من جيب قميصك و..
قال جايسون بهدوء :
وقرأتها؟
نعم
بقي جايسون صامتا بعض الوقت ثم قال في حدة جعلتها ترتجف :
لماذا لم تخبريني بذلك قبل رحيلي؟
لان.............
..لاني اعتقدت انك ستغضب وتتهمني بالتجسس عليك..آه ,ياجايسون ,اتوسل اليك .اني
اسفة لانني قرأت محتويات الرسالة..
لكن يكفي ما قاسيت من عذاب .ارجوك لاتدعني اسقط في العذاب من جديد ,,,
وضع جايسون رأسه بين يديه:
يا الهي عندما افكر في الوقت الذي هدرناه....
توقف واخذ نفسا عميقا ونظر الى عينيها واضاف قائلا:
إذن هذا هو السبب الذي جعلك لا تصدقيني
هزت رأسها ايجابا كانت عاجزة عن الكلام وهو ينظر اليها كانه يرغب ان يصفعها
وجعلتني اعتقد ان السبب عائد لما قالته لك اونيس لانك تثقين بها اكثر من ثقتك بي
وانت ايضا لم تكن تثق بي
من قال لك ذلك؟ غير صحيح
انت..قلت ان زواجا كزواجنا يجب ان يستند على الثقة المتبادلة.لكن لو كنت تثق بي
فعلا لكنت اخبرتني من تكون كارول؟ ولماذا ذهبت اليها في باريس؟
تنهد جايسون بعمق وقال بصوت واضح :
حسنا ...لنبدأ من جديد
حسنا
وعرفت ديانا انها امام الفرصة المنتظرة وقالت :
ايمكنك ان تقول لي من هي.... كارول؟
ابنه خالي .هي من تكساس ,انها اصغر بنات خالي بيل ,عندما كنت اعيش معه كنا دائما
معا وكارول بالنسبه الي بمثابة اختي الصغيرة .
تنهد جايسون بعمق قبل ان يتابع:
انها تدرس في جامعة السوربون في باريس لنيل شهادة الدكتوراة في اللغات.ولهذا هي
تسكن العاصمة الفرنسية تريدين ان تعرفي لماذا ذهبت اليها؟
همست ديانا بخجل وعدم ارتياح:
اذا اردت ذلك فلا مانع ..
كانت تمر بوضع حساس.حدث لها شيء ولم تكن تريد ان يعرف احد .طلبت مني ان ازورها
.لانها كانت تعتبرني الانسان الوحيد الذي يمكنها ان تثق فيه.ومااستطعت ان اخذلها
وارفض طلبها .وكنت آمل ان تكوني متفهمة .
تردد قليلا ثم اضاف في صوت خفيض:
لم اكن اعرفك جيدا
ماذا يعني ذلك ؟ هل يعتذر منها لانه لم يثق بها تماما ليخبرها عن كارول؟
او حتى لو كان يعرفها جيدا لما وثق بها كما يجب ؟لم تفهم ديانا جيدا ماذا يقصد.

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
-فلورا, تقولي
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:01 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية