بااااك
همست :
- انت تخيفني كانك تكهرني !
- اكرهك ! انا لا اكرهك ! الا تعرفين الفرق بين الكراهية والرغبة ؟
- كلاهما يخيفني .
- لمذا ياترى ؟!
كانت وكأنها ارنب نوّمت تحت أنظار ابن آوى ... وباتت عاجزه يدفعها سحر هذا الرجل الى ظلمة اكثر رعبا من ظلمت الفراغ في دماغها ..بذلت جهدا وارادة قوية ثم راحت تهز رأسها قائله :
- ربما لانني تعرضت لاعتداء ما .
فجـأة ازداد التوتر .
- اهاذا ما تظنين .
في هذه الحظه شعرت بالحاجة الى إنسان ما يدعمها ويواسيها ويهدهدها كطفل بين ذراعي امه .
- لا اعرف ان هذا لم يحدث ....حين بدات افكر في الماضي , قال الاطباء كل ما عرفوه عني ...وكانوا متأكدين من أمر واحد وهو انني ...كنت ..عذارء ..لذا فمن المؤكد انني لم اتعرض لاعتداء .
- وبعد ذالك ؟.
تضجرت بشرتها خجلا :
- لا ! ..انا لست ....انا مازلت ...
ضحك سايمون :
- الكلبتان الحارستان , تحرسانك جيدا ؟
تصلبت ترفع رأسها بغضب :
- لا تهنهما ! كيف تجرؤ ! هيلين وكايت حبيبتان لي .
- انهما حبيبتان حاميتان لك . واذا لم يكن نفوذهما هو ما أبقاك طاهرة حتى الان , فلا بد ان يكون خوفك من الجنس الاخر ..أو قناعتك بأن هذا امر معيب , فدعينا نكتشف السبب أيمكن هذا ؟
يبدو ان له تأثيرا مغناطيسيا عليها ,ينتزع منها الثقة , ثقه لم تعطها لاحد سواه من قبل ...الهدوء الذي فرضه صوته الدافئ عليها اعلمها ان إي ردت فعل منها ستأتي متأخرة .
كان ينظر الى اطراف شعرها على الجانبين :
- انت جميله , وكأنك حورية ثلج ! حورية الخلود .
- الحوريات اناث شرسات من وحي القصص الخرافية !
- اوووه لاكن الحب روضهن .
وابتسم وقال لها :
- امازلت خائفة مني ؟.
الصدق اجبرها على أحناء رأسها :
- انت تعرف الكثير .
- وماذا يعني هذا ؟!
- لست ادري .!
كانت ردت فعلها حاده على سؤاله الفظ , ولاكنها نظرت الى قسمات وجهه التي كانت جلية امامها ... وقد راحت عيناه تبحثان في عمق عينيها , وكأنهما تنتهكان حرمة أسرارها .
ثم تابع يقول بصوت رقيق :
- انت تتفوهين بالألغاز احيانا ...لاكنني سأستمر في منحك الثقة , لذالك دعك من التظاهر بأنني اوشك ان اخنقك ...فحين اقرر قتلك لورا سأتأكد من ان لا يتشوه وجهك الجميل .
- انت تحب ان تلقي الرعب في نفسي .
تمتم حين جذبها الى صدره الدافىء :
- أنتي تتجاوبين بشكل مرضي ...وكأنك خلقتي لي فقط .!
- ايها المتعصب !
لكن لهجتها كانت واهنة ليس فيها إي حيوية .
سألها حين عبست :
- مابك ؟
- لا شيء .
- لكن شيئا ما ازعجك , فما هو .
- التكرار ... أشعر وكأنك قلت لي هذه الكلمات من قبل وكأنني رددت عليك الكلمات نفسها .
فقال بصوت رقيق :
- انها كلمات عاديه ,ربما ليس لديك الخبرة لكن هذه الكلمات والأفعال عاديه جدا وهي تدعى عادة الغزل , ان إي رجل معجب بفتاة يعتقد انها خلقت له فقط . والعديد من الفتيات يرمين كلمة (( متعصب )) في احاديثهن ,
جذبت نفسها من سحر ذراعيه وراحت تحاول شغل نفسها بشيء اخر لاكنه ابتسم :
- اوافقك الرأي لابد ان صديقتك تتجسس علينا ...كما ان الحارسة الاخرى على وشك الوصول ..اليس كذالك ؟
- نعم ..لاكنني لااسمح لك بأطلاق لقب الحارستان عليهما . لقد كانتا في غايت اللطف والطيبة معي .
- انها ملاحظه يقولها طفل ..علا كل هما يعاملانك كطفلة لهما اليس كذالك ؟
فردت بغضب عاصف :
- على الاقل يهتمان بي من صميم قلبيهما .
- وانا لا اهتم بك ؟
أحنت رأسها حائرة , فضحك بكسل ومرح :
- فهمت ... لكن يجب أن تنضيجي لتفهمي الحياة عاجلا ام آجلا لورا ... لمذا لا يكون عاجلا ؟
- تقصد انك تريدني ان انضج حتى اسمح لك بالتقرب مني ؟
تمتم بصوت متكاسل بعث الالم فيها :
- لورا .. لو أردت التغرير بك لما اخترت مكانا عاما ... كنت فقد اقوم بتجربة .
- تج...تجربة ؟..!
- بالضبط عزيزتي وسأخبرك بالنتيجة . ربما لم تتزوجي قط لكنك تفهمين ماهية العلاقة بين الزوج والزوجة فتحت هذا القناع الجاف , سيدة حساسة عاطفية , صدقي قولي هذا قبل ان تجدي نفسك يوما في موقف لن تستطيعي السيطرة عليه , وانا اكيد من انني لست مضطرا لقول لك ما قد يلي ذالك !
بقيت صامتة لحظات ..ركزت عينيها على يديها المتشابكتان في حضنها , ثم راحت تسترخي ببطء و ترخي معها قبضتيها , مصغية الى عويل الريح في الخارج وكانه عويل روح مهجورة , اما السماء فتلبدت فيها عاصفة ربيعيه اتيه من الشمال تعطي عادة امطارا تروي التربة المشبعة بمياه المطر المحلي الحال من ملوحة البحر .
قالت له بصوت اجش قاس :
- وكيف تعرف ذالك ؟
- وهل غضبت ؟
- لا ... لاكنني ارى انك قادر على معرفة هذا . قال لي الاطباء ان الرجل لا يعرف ابدا ما اذا كان للفتاة تجربة ام لا , فكيف لك ان تعرف ؟http://www.liilas.com/vb3
- هذا حديث محرض ومثير أواثقة بأنك تريدين متابعته ؟
- انت بداته ... ولا اصدق انك تعرف ... اعتقد ان الوهم وحده يجعلك تدعي المعرفة .
ارادت ان تسخر منه , لجرح كبريائه , لذالك احست بالاحباط حين ضحك وقال مؤكدا :
- لمذا لا تجربين مخالبك على شخص اخر لورا ؟ فرأيك بي لا يقلقني . اترغبين في تجربة الطيران معي في نهاية الاسبوع ؟
اربكها تغيير الموضوع , فأدارت وجهها تحدق اليه :
- انا .....طيران ؟
- اجل طيران فوق المنطقة ... لن يتمكن دان أو روزماري من مرافقتي , وانا اريد معي شخصا يدلني على ابرز معالم المنطقة .
- وماذا عن فرانسيس باركر .
- وماذا عنها .؟!
- تعرف المنطقة خيرا مني .. ام لعلها لم تتمكن من مرافقتك مره اخرى كما حدث عندما لم تستطع الذهاب برفقتك الى منزل شقيقتك ؟
فابتسم ساخرا :
- اهذا ما قالته لك ؟
- اجل ...
- حسنا .... ماردك الان ؟
- انا ... اجل سأرافقك .
- وهل طرت من قبل ؟
- اعتقد انني وصل الى هامبشاير جوا , فأنا لست من هذه المنطقة . لما السؤال ؟
- لأن الامر مختلف في طائرة صغيره ..
وجدت نفسها غبية لانها قبلت العرض , الا انها قالت :
- أحب ان اشاهد الجنوب جوا .
فابتسم , ووقف ثم تناول سترته عن كرسي وأرتداها :
- تصبحين على خير لورا .
- تصبح على خير سايمون .... قد سيارتك بحذر ...ستمطر السماء في أية لحظه .
هز رأسه ثم استدار مبتعدا . حين وصلت كايت في بعد كانت لورا محتبية على المقعد تصغي الى الموسيقى فسألتها دون ان تتغير تقاسم وجهها :
- هل امطرت السماء ؟
- قد تمطر في أية لحظة . هل انتي بخير ؟ تبدين متعبه .
- انه صداع سببه صحبة سايمون باركلي القابضة لنفس .فلسبب ما يظن ان من واجبه تشجيعي على استعادة ذاكرتي , وان افضل طريقه لذالك دفعي للغضب .
قطبت كايت وهي تنظر اليها بقلق :
- لقد فشل كل ما فعلناه ...ربما يكون على حق ! , وما تأثيره عليك لورا ؟ وكأنه لا يعجبك ولا كن لا يمكن إلا أن تشجيعه .
- أتظنين حقا أنني قادرة على التأثير فيه ؟
- بطريقة ما اجل ... انتي فتاة جميلة ... وهو بكل تأكيد يعي هذا , مع انني لا أنكر انه يصعب التأثير في رجل كهذا ...الديك فكرة عن سبب اهتمامه ؟
- لا اظنه مهتما بل يتملكه الفضول , ربما يعجبه لعب دور المنقذ .
- وربما يجد صعوبة في رفض إي تحدي
- وهل اشك لانا ذالك التحدي ؟
- اوووه ..بالطبع , أنتي باردة مكتفية بنفسك ..يجد بعض الرجال هذا تحديا .
اجتاحت رجفة أوصال لورا :
- يريدني ان اقوم برحله جوية معه فوق الميناء والجبل .
- وهل ستذهبين ؟
تنهدت :
- اجل .
- هل انت واثقة بأنك تعرفين ما أنت مقدمة عليه ؟
- لا .. بل انا في الواقع لست معجبة به .
- ستؤلمين نفسك ! مذا عن فرانسيس باركر ؟
- ماذا عنها ؟!
- حسنا يبدو انها ستطالب بحقها فيه .
فضحكت لورا :
- ما من احد يستطيع المطالبة بأي حق فيه , وهو لا يطيق أي مطالبة ... انه واثق من نفسه , وقد تكون فرانسيس حبيبته , لكن اذا حاولت أبراز غيرتها عليه سيدير لها ظهره وعلى وجهه ابتسامة .
ارتجفت لورا واشتبكت يداها معا بقوة ..فسألتها كايت :
- وكيف تعرفين هذا كله عنه ؟ لورا كيف تعرفين هل قابلته من قبل .... أتعرفينه ؟ لورا ....... هل تذكرت شيئا .
جعلها ضغط رهيب عند مؤخرة عينيها تتألم . توقعت هطول دموعها لا كنها لم تسقط وردت في خشونة :
- لا انا لا أعرفه لم أشهاده من قبل ... قال إنني لا أعرفه .
- أذن لمذا القلق ؟.
- لست قلقة ... لا بد انني كنت اعرف شخصا مثله . لا أعتقد انه يكذب اذ ليس لديه ما يدفعه للكذب .
- لا .. بل قد يكذب اذا وجده ضروريا .
- وكيف تتأكدين من انه قد يكذب ؟
- ياعزيزتي , قليلة هي الاشياء التي لا يمكنه فعلها , وهذا يشمل الجريمة كذالك . هو يسيطر عل عنفه وقساوته بقوة , لكنها موجودان . وهذا جزء من سر جاذبيته التي شدت فرانسيس اليه ولذالك اظن ان من الأجدى ان لك ان البقاء بعيدة عنه .
- حسنا ... سأقوم بهذه الرحلة ثم اوضح له أنني لا أود رؤيته ثانية .
- قومي بها يا لورا . وذا كان من النوع الذي تعتقدينه , فسيدير لك ظهره وعلى وجهه ابتسامة .http://www.liilas.com/vb3
نهاية الفصل 3 .
**************************