كاتب الموضوع :
golya
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
الفصل الثالث :
3- امرأة خلقت له ..
عندما خرجت من المحل بعد ظهر ذالك اليوم ,توقعت ان تجد سيارته منتظره وقد وجدت صعوبة في منع نفسها من الالتفات يمنة ويسرى في الشارع ... ولانها تعرف ان هو شاهدها سيلحق بها فقد نظرت أمامها وتابعت المسير .
جعلها الإحساس المؤلم بخيبة الأمل تحس بالإذلال , فهذا يعني ان جاذبيته التي أوصلتها لحد الجنون أقوى مما تصورت , وهو يعلم انها حاضره منتظره لا يلزمها الا القليل من الاقتراب حتى تقع في الهاوية .
حين وصلت الى المنزل كان رأسها يضج بالألم فاضطرت الى تناول دواء ضد الألم ,قبل ان تندس في الفراش .
عند استيقاظها كان الظلام دامسا في الخارج والريح تعصف باعثة في النفوس الأكتئاب . تناهى الى مسامعها في الوقت نفسه أصوات الموسيقى , وصوتي هيلين وكايت , اكتشفت لورا انها جائعه فلفت مبذلا قطنيا فوق غلالة نومها , وخرجت الى غرفة الجلوس , لكنها توقفت عند الباب مصعوقة حين رأت سايمون وكاد يغمى عليها ,
نظرت اليها هيلين بمرح وقالت وهي تطفئ الراديو :
- آه ....لقد استيقظت أذن ............ أتودين تناول الطعام الآن ؟
احست لورا بالرعب من نظرة عينية السوادوين الساخرتين .
قالت ببرود :
- لا ...سأذهب لأرتدي ثيابي .
فرد ببرود مضاعف :
- لا ترتديها من اجلي ...فأنت تبدين هكذا طفلة ساحره .
فابتسمت هيلين :
- لورا خجولة محتشمة , ونحن نعتقد انه لم يكن لديها أخوه أو أخوات .
لاكن لورا سارعت الى غرفة النوم ثانيه وارتدت سروالا وقميصا بغير عناية , وسرها ان يكون اول قميص تناولته من الخزانة اسود اللون , فهذا اللون يتعارض تماما مع شعرها الفضي وبشرتها البيضاء ويزدهما جمالا ..
حين عادت ,كان يتحدث الى هيلين التي بدت منبهرة به.فأدركت ان القليلات يستطعن مقاومة جاذبيته متى اختار أن يستخدمها .
قالت لها هيلين :
- يجب ان تأكلي شيئا لورا سأخفق لك بيضتين واقليهما.ما رأيك ؟
ابتسمت لورا فشغفها بهذا الطبق اصبح نكتة :
- سأفعل هذا بنفسي .
- لا اجلسي مع ضيفنا لتسليه .دوري هذا الأسبوع في الطبخ....سايمون أتود بعض القهوة ؟
- عظيم .
ونظر الى لورا وهي تمر أمامه مشيرا اليها ان تجلس بجانبه في الأريكة .
- كنت اعرف شخصا يحب البيض المخفوق .
- الكثير يحبونه مخفوقا .
- صحيح ....هل اثير فيك القلق ؟
نظرت اليه بدهشة ثم اشاحت بوجهها عنه وقالت بوقاحه :
- أل فمجيئك جريء ..وأنا لا أحب هذا .
- لمنك تمتعت بصحبتي ليلة امس !
- لانني كنت مجنونه ..يبدو بأن علي الاعتذار منك فأنا اريد العودة الى غرفتي .
تحدتها عيناه الخضراوان وقال مبتسما :
- حين اكون مستعدا أسمح لك بذالك ,فقولي ارجوك .
- سايمون ......
- قولي أرجوك !
حين أخذها بين ذراعيه حل مكان الغضب خوف سلب منها ارادتها ,فصمتت فترة وعيناها تتوسلان ان يخفف من قسوته معها لكنها لم تجد جوبا , وكانت تعلم ان ما وراء هذا القناع القاسي فكرا يحللها , وعلمت كذالك وكأنه يصيح بأعلى صوته , انه يتمتع بإحساسها بقوته ,وربما هذا ماجذب مثيلات فرانسيس إليه .
تمكنت بطريقه ما ان تقفز واقفة بعيدا عن ذراعية ,وابتعدت عنه بقدر ما أوتيت من قوه ,
وحين عادت هيلين تحمل صينية الطعام وضعتها على الطاولة وقالت آمره :
- كليها كلها آنت تبدين ضعيفة !
فابتسمت لورا وقالت مازحه :
- انت ام مثاليه .
- انا بشوق عارم الى ذالك اليوم .
فسألها سايمون متعجبا :
- الست امرأة عامله ؟.
- بلى , وأحب مهنة التمريض جدا لاكنني سأتمتع بحياتي اكثر بكوني زوجه وأم ..وبما أن خطيبي طبيب فلن تكون حياتي سهلة ..
- لاكن مابها من مكافئات تجعلها ذات قيمة .
- طبعا , ما كنت لأتزوجه لولا اني أحبه !http://www.liilas.com/vb3
- وماذا عنك لورا ..هل ستربطين حياتك بحياة شخص آخر ؟
ردت ببرود :
- كل ما أريده أن أكون نفسي .
قال بنعومة :
- امر طبيعي ..لاماض لك يعذبك , ولا ذكريات تبقيك صاحية الليل كله , اعرف اشخاصا يتخلون عن ثرواتهم من اجل تذكر لحظة من ذكرياتهم التي افقدتهم اياها الذاكرة . اما انتي فلا يبدو انك حزينة أو آسفة على شيء !
- لا اريد الا ان تدعوني وشأني !
- كي تتابعي الغوص في الإشفاق على نفسك !.
نظرت اليه منتفضه , ثم ابتسمت بقلق :
- انت .. انت قاسي القلب ومتعجرف .
فضحك ولاكنه لم يترك الموضوع :
- ترى لمذا تعتبر المرأة ذكر الحقيقة اهانه لها . اعترفي لورا انت تتمتعين بأن تكوني من غير ماض ..فهذا يضفي عليكي جوا من الغموض الآسر .
تصلبت هيلين بشكل ظاهر , حتى كادت تحملق فيه غاضبة :
- لمذا تقول لها هذا بحق الله ! الشرطة فشلت فما لذي يجعلك تظن ان لورا افضل منها ؟
رفع حاجبيه بريبة :
- اشك بأن تكون الشرطة قد قامت بجهد .. ولمذا يفعلون ؟ حالما تأكدوا من براءتها من إي جرم عالمي اقفلوا الملف ونسوا الامر , معتقدين انها ستستعيد ذاكرتها قريبا .
قالت لورا غاضبة :
- لاتتكلم عني وكأني غير موجودة ...اسمع سايمون باركلي انا لم اعتد الاشفاق على الذات.. كنت سعيده تماما بحياتي حتى ظهرت انت وبدأت تعكرها .
- ان رفضك كشف ماضيك يثبت وجهة نظري .
فصاحت به ساخرة :
- الن تكره تطفلي على مشاعرك الداخلية ؟ لا تقل لي ان حياتك كتاب مفتوح .!
فابتسم ساخرا :
- هذا صحيح .. لكنني على الأقل اذكر الماضي .
قفزت واقفة بغضب شرس :
- اووه ! الويل لك ! لا أريد ا نراك ثانية .
واتجهت نحو الباب لكنه سبقها اليه يمنعها من الخروج ..منعه اياها من الخروج حرك في اعماقها شيء ما , فوقف مطائطة االرأس تتنفس بصعوبة ,ونظراته تنصب عليها بقسوة , ثم رفعت رأسها اليه فرأته يحدق الى هيلين وقد بدت تعابير وجهه مهددة , لذا لم تندسهش لورا حين قالت الفتاة بكراهية واضحة للموقف :
- سأترككما .. ناديني اذا احتجت الي لورا !
لم يتحرك احد منهما حتى تركت هيلين الغرفة ثم قال لها :
- ما الذي حدث لأخلاقك الطيبة ؟ أنت اعقل من ان تجعلي من نفسك فرجة ؟
- اعرف هيلين اكثر مما اعرفك .
- لا ........ لاكنني مصمم على ان اعرف ماذا وراء هذا الوجه الجميل , حتى وان اضطررت الى أن أؤلمك .
- وأتصور انك ستتمتع بهذا .
المرارة في صوتها دفعته الى رفع حاجبيه دهشة لاكن رده كان باردا :
- ليس بالضرورة , لا اضن ان إيلامك سيمنعني .لاكن اذا كان الألم ضروريا فليكن أذن .
- لأنني فضولي .
- ألتشبع فضولك تريد العبث بدماغي ؟!!!!
- مامن احد قد يعبث بجزء من حياتك اذا لم تسمحي له بذالك ,كل مااستطيع القيام به هو حثك على الخروج من هذه لقوقعه الامنه التي تختبئين خلفها ...ومن يعلم قد يعجبك ماستجدينه في العالم الجديد الحقيقي .
ارتعشت لورا فرفع رأسها اليه ...حدقا لحظات طويله الى بعضهما بعضا , ثم اخذها بين ذراعيه فاشتعلت النيران في انحاء جسدها ووهنت عزيمتها ومقاومتها http://www.liilas.com/vb3
BRB
|