اصبحت الذكريات الان حية .وكأن عقلها الباطني حافظ عليها خير محافظة , نافضا عنها الغبار وكأنها جاهزة للأستخدام الفوري .
كان والدها فاتنا ضعيف الشخصية تركها في مدرسة داخلية , لانها تذكرة بحادثة تحطم طائرة نجت منها هي وماتت فيها زوجته ..يوم ذاك كانت لورا في الثالثة من عمرها , لكن الذكرى ماتزال واضحة في ذاكرتها , ولايطغى عليها سوى ذكرى الرحلة الطويلة التي قامت بها منذ سنتين .
فهمت الان لماذا فرض عليها سايمون القيام برحلة في الطائرة الصغيرة فوق البحر , وفهمت ايضا انها لت تعرف بعد اليوم الرعب الذي ادى الى فقدانهاا لوعي عندما حطت الطائرة بهما ارضا .
كم كان عمرها ياترى حين تزوج والدها من كرستين ؟ عشر ؟ أو احدى عشر سنة .
كانت كرستين مخلوقة نحيفة بسيطة ليس فيها ألا عينان وعظام لا كنها كانت أما ثانية لطيفة معها , تشتري لها الهدايا في الأعياد .
وكانت جميلة مثيرة أنيقة , لا لأنها ثرية بل لأن لها ذوقا رفيعا وكانت تبدو للورا الصغيرة أميرة من أميرات القصص الخرافية , مرحه , لامعة , أكبر بقليل من الحياة نفسها .
مما لا شك فيه , أن لورا تركت يومها المدرسة الداخلية ...وسارت أمور الحية على مايرام .وكانت كرستين رائعة في تلاعبها بالكلمات ..كانت دائما تدعوها ((أبنتي الجميلة )) وتتسامح معها في المصروف . وتبهرها في كثير من الأحيان ..وكانت لورا تقضي معظم اوقاتها تستكشف لندن ,قانعة بحياتها ..لكن موت والدها اثر نوبة قلبية , ولقائها المفاجئ بسايمون باركلي دمر علاقتها بزوجة أبيها .
بعث كل شيء الى ذاكرتها الان تذكرت سايمون العابث المتكبر , الساخر ذي الجاذبية الشريرة ..فطفرت الدموع من عيني لورا وهي تتذكر لقائها الأول به ..يوم ذالك كانت كرستين بالمستشفى , ولورا وحدها بمنزل العائلة بلندن . حين زاره نظر إليها بتعجب فتضجرت وجنتاها خجلا ..فقال لها سايمون والسحر يقفز منه قفزا :
- يا ألهي ...! ما أروعك وأجملك ! كنت اظنك تلميذة مدرسة خرقاء .
- أنا أمام كرستين خرقاء .
- لا , يا فتاتي ..أخبرني ماذا تصنعين وحدك طوال اليوم ؟
- آووه ... لاشيء .
لم يكن الهدف ان يصيب وترا حساسا فيها , لكن قوله ذكرها أن تعمل .لكن زوجة ابيها هزئت منها وأشارت بسخرية لطيفة الى أنها لا تنفع لشيء .
ولأن لورا مازالت صغيرة وتخشى كرستين , صمتت على مضض , كارهه الإحساس بأنها عديمة النفع , وقال لها سايمون يومها :
- لاشيء ؟ فراشة اجتماعيه فقط ؟
- لست أية فراشة اجتماعية فأنا مميزة
فضحك :
- أذن أقبلي دعوتي على الغداء ..فأنا بحاجة الى من يسليني .
لم تكن دعوة ترضي غرورها , ومع ذالك أطبقت عليها جاذبيته اطباقا ..فاستجابت له متحدية كرستين التي لم توافق على اندفاعها ذاك .
وذالك الغداء كان بداية كل شيء ..
وقعت في حبة رأسا على عقب .. ولم تحاول أخفاء مشاعرها ..كان متحفظا في البداية , إلا أنه تغير فيما بعد ...علمت انه لا يحبها ومع ذالك جعلته يريدها ..
ولأنها كانت بريئة ظنت أن ذالك أشارة لبداية الحب .
كانت طفولية التفكير تظن أن حبها يكفيهما ! حاول أكثر من مرة تحذيرها ولم تصدقه .. فقد ضاعت في غمار حبها الأول . كانت ساذجة فلم تدرك أن مخيلتها جعلته أمير أحلامها ... عندما تذكرت ذالك الآن استطاعت أن ترى كيف حشرته في الزاوية , وأجبرته على الاختيار بين الزواج منها أو ترك المحتوم يحدث ..
حتى في ذالك الوقت كان شريفا قاسيا معها ..لكنها رفضت أن تعترف أن احلامها الوردية مبنية على أوهن الأسس : الرغبة !
أخبرته أخيرا في ليلة من الليالي عن مدى مشاعرها نحوه فضحك !
قال لها يومها بخشونة :
لا... لا ... أيتها المجنونة الصغيرة , لن أورط نفسي معك فهذا هو الحد الذي لن أسمح لنفسي بتجاوزه .
كان يريد إيلامها وقد آلمها فعلا . كلماته القاسية لذعتها كألسنة السوط .فصفعته صفعه فيها كل ألم و عذاب مشاعرها . ثم راحت تراقب بشرته وهي تصطبغ باللون الأحمر وقالت بغيض :
- اذهب إلى الجحيم !
- إنها في طريقي ! ستقودين يوما مسكينا ما إلى ما هو أسوء من الجحيم
لك أخلاق قطة آتية من الشوارع وجمالها . الست مهتمة بما قد يحدث لك .
- لكنني أريدك , أرجوك سايمون ...... أنا أحبك جدا ..
فضحك وقال لها بقسوة :
- أنت لا تحبينني ولا كنك ترغبين في وهناك فرق بين الأمرين
- بل أحبك .. ألا تسمع خفقات قلبي الذي خفق لك فقط !
- الآن قد تكون خفقاته لي , وفي الأسبوع المقبل قد تصبح لشخص أخر . لورا ..أنت فتاة رائعة الجمال , لكن إذا استمريتي على هذا المنوال ستصبحين متحجرة الفؤاد مثل كرستين .
- لكنك أنت البادئ .
هز رأسه :
- أجل .. حبيبتي , أنا البادئ , لكنني صدقاَ ندمت , أردت معرفة المدى الذي قد تصلين اليه .
تغلب الألم حين ذالك على مشاعرها جميعها فقالت :
- أعتقد أنني صدمتك .
مع ذالك حين تحرك ليذهب أخذت تبكي وتتنحب . فقال متنهدا :
- يا عزيزتي أنا ضد الدموع . أنت حلوة جدا وأعتقد إنني لو لم أكن أعاني من بقايا ضمير , لقبلت عرضك الكريم , حتى أمل منك فأتركك وأعود أدراجي . إلا إن اهتمامي بك يجعلني أرتد عنك منذ الآن .
وراح يشرح لها ..
- كرستين ستبذل جهدها كي تزوجك , وقد تقدر على تزويجك اذا وضعت ثقلها قليلا ..
- لا أريد الزواج......... أريدك أنت سايمون .
- لكنني لا أريدك ..... أوه ..حسناً , أنا أريدك .. لكنني لا أريد تحطيمك , فأنا غني عن هذا النوع من الدعاية , ولن أقبل أن يشاع عني أنني أغويت قاصرا .
\وعادت الدموع تترقرق في عينيها .
- لورا أشكرك لأنك أحببتني لا كن الأمر لن ينجح بيننا .
جلست غاضبة وقالت :
- كرستين تقيم حفلة في المنزل الذي سأذهب إليه .. حسناً سأتعرف إلى شاب وسترى ما أفعل .
فضحك :
- كلمات شجاعة , لكن أخلاقك لن تسمح لك بهذا .
- لماذا لا ترافقني لترى بأم عينك ؟
لم يصدقها . لا كنه رافقها إلى المنزل حيث استقبلته كرستين بالترحاب ...ما أن وطئت قدمها في المنزل حتى تجاهلته تماما مع أن ذالك مزق قلبها .
كان الرجل الذي اختارته ,ممثلا وسيما واقعا تحت رهبة الثراء والثقافة الواسعة في أوساط كرستين , وقد سهل عليها ذالك الإيقاع به , حتى اذا ما اقترحت عليه الذهاب الى فوق كي تريه بعض اللوحات حتى وافق بشوق .
عرضت عليه اللوحات , ولكنها كانت منزعجة من لوجودها وحدها معه وكم أحست بالراحة عندما سمعت أصواتا عدة من بينها صوت سايمون , مما دعا الممثل الشاب للتظاهر بالتفرج على أللواحات التي كانت تقول له إن والدها جمعها .
حين نزل الجميع تأخرت مع الممثل قليلا لأنها أرادت أن يعتقد سايمون أنهما يتمتعان بحديث حميم ..لكن قرارها لم يلبث أن اندثر إذ وجدت نفسها لن تستطيع الاستمرار في الإدعاء .. فما كان منها إلا أن تسللت إلى غرفتها بعد دقائق قليلة ..
معليش هل اليومين جاي فايروس على البيت وطحت بالسرير عوما رح ينزل باقي البارت اليوم لانو الفصول الباقيه مررره طويله عن فصلين وربي .