(( أحلى باك مع العذر والسموحه لاني طولت ))
6- أنت لي .
كان حظ فرانسيس طيبا ,لأن الطقس يوم مولدها كان رائعا للاحتفال . وكان قد مر أسبوع من الأيام المشمسة الرائعة التي تحدث عنها المزارعون بتفاؤل حذر , ذاكرين أن هذه السنة هي أحدى السنوات التي تجعل من سنوات القحط والرياح وأمراض المزروعات قيد النسيان . لأن فيها هطل ما يكفي من مطر لإبقاء المطر العشب أخضر .
وراقب مزارعو الخضروات بفخر نمو الطماطم , والذرة , والفلفل , الأخضر ... كما راقبوا الأشجار المثمرة من الخوخ والدراق والتفاح المتدلية منها كعناقيد العنب التي انعقدت بدورها .,
وصل سايمون ليرافقها إلى منزل شقيقته , وكالعادة كان السحر بعينه .. حين انطلقت بهم السيارة رمقها قائلا :
- هل أغضبتك ؟.
- لا ... أبدا .
- إذن استرخي ... روزماري في شوق إلى أن تراك والى أن تقيمي عندها .
- وماذا عن دان ؟.
ضحك :
- دان يريد أن تحصل روزماري على ما تشاء , لذالك ترينه في شوق إلى رؤيتك أيضا .
ملأت ضحكته السيارة .. وسرعان ما وجدت نفسها تضحك معه .
- هذا أفضل . ظننتك ستبقين عابسة ..تذكري ...أنت لي ..
- أنا رفيقتك .
- نعم إذا كان هذا يجعلك سعيدة .
ثم أضاف :
- أنت ذكية لورا .
نظر إليها نظره طويلة , ثم قال لها بطريقة غريبة :
- أتمنى ..أحيانا ..أتمنى لو تعاد الحياة .
- ستكون عندها رؤية رائعة .
- انا متأكد من ان هذا حدث من قبل . قرأت كتابا عن رجل أعيد الى الحياة كي يحيا حياته من جديد , بعد ان قرر الا يفعل إي عمل ندم عليه في حياته السابقة ...لكنه وجد انه مضطر , حسب المواقف , الى القيام بالأخطاء نفسها .
ارتجفت لورا :
- اكره التفكير في أن هذا ممكن .
- أظن ان هذا صحيح ..ما الإرادة الحرة إلا وهم .. أنت مثلا , لا تريدين أنت تكوني الآن معي .. ومع ذالك جئت لأنني أقنعتك مستخدما أساليب ليست قويمة , ولأن هناك بعض الروابط التي لا يمكنك تحرير نفسك منها ..
- وماذا عنك ؟ ماذا تفضل أن تفعل الآن ؟
- يافتاتي العزيزة .. أيجب أن تسألين ؟ أفضل أن أكون معك في مكان يبعد مئة ميل عن أقرب كائن حي , حيث أبقى فيه عدة أشهر في عزلة تامة .......
واستمر يتكلم, لكن لورا صمت أذنيها عن سماع كلماته , بوضع يديها على أذنيها إلى أن شاهدته يضحك , قائلا بصوت مرتفع :
- خجلت ! إذا أردت ادخار الخجل فلا تسألي أسئلة مثيرة !.
مالت لورا إلى الأمام لتدير الراديو وهي تفكر أن عليها يوما ما أن تضبط لسانها .!
حين وصلا وجدت لورا أن لامجال لحديث آخر بينهما ذلك أن لورا تعرفت إلى مارلين وأخيها , الذي هو أكثر هدوء وتحفظا , والذي له نظرة أبيه المباشرة الواضحة .
لم يكن دان هناك لكنه جاء وقت الغداء الذي تناولوه على باحة مرصوفة بالحصى حول بركة السباحة ... روزماري كانت طيبة كعادتها و سايمون كان مسترخيا أكثر من أي مرة شاهدته لورا فيها , فما كان منها إلا أن استرخت أيضا , وحين أزف أوان العشاء كانت في شوق للذهاب إلى الحفلة .
عندما نظرت إلى صورتها بالمرآة , برقت عيناها , لأنها بدت متألقة , غامضة , شاحبة اللون كأحجار العقد المتدلي فوق جيدها الجميل ...أما اللمسة الوحيدة من الماكياج فكانت على شفتيها المكتنزتين .
عندما شاهدها سايمون , بدا أن جمالها حرك أعماقه . وقال لها لتسمعه وحدها :
- أهلا بك ..سيدتي الجميلة .!
- وهل أنا جميلة حقا ؟.
ابتسم وقد استعاد سيادته على نفسه ... وانطلق معها في سيارته , ثم تبعتهما أخته وزوجها في سيارتهما , لم يكن منزل آل باركر يبعد ألا بعضة أميال , لكن لورا أحست ان قلقها السابق قد عاد , بل ازداد بسبب هواجسها التي لم تتركها يوما .
كانت الأمسية لطيفة , باردة , صافية , جعلت من الرقص متعة ,لكن رغم البرودة كان في الجو بعض الدفء الذي سمح بالخروج خارج المنزل , وكان كل شيء يتوالف ليؤلف أمسية رائعة , وكانت لورا تعلم أنها تبدو فائقة الجمال , بحيث ستكون الليلة مثار حسد كل امرأة متزوجة أو غير متزوجة .
قالت فجأة :
- سايمون ..
- ما بك ؟.
- لا أريد الذهاب الى حفلة .
فقطب :
- لقد بحثنا هذا الموضوع من قبل , ليس أمامك إلا الذهاب ؟
عضت على شفتها وقالت ببرود :
- لا أريد .
- انه خيارك الوحيد .
- أنت متوحش !. أحيانا أظنك تكرهني .
- أنا لا أكرهك .. بل احتقر نفسي بسبب حاجتي إليك , ولذا أرفضك لكنني لا أكرهك ... لو لا حقتني لا ختلف الأمر لكنك لم تحاولي .
- طبعا لم أحاول ... ولماذا تحدث الأمور هكذا ؟.
- من يعلم ..الحب شعور أسر مجنون , والطريقة الوحيدة لتحطيم أغلاله هو الاستسلام له ...لكنك لن تستسلمي .
- أفضل الموت .!
- أهذا هو ردت فعلك لدى مواجهتك حقائق الحياة ؟ أم انك بالفعل تشعرين بأن هذا قد يوميتك ؟.
- قلت لك من قبل انه قد يميتني .
- مع ذالك فستنقادين اليه , ولا يهمني أذا كنت تكرهنني . فأنا أريدك ... أتفهمين ؟.
راح يتخبط شيء في داخلها ..موجة ساخنة , تبعث على الوهن , اندفعت في شرايينها من جرَاء كلماته التي بعثت فيها رؤى غريبة فأطبقت يديها لتضغط أظافرها على راحتيها , لعل الألم يعيد إليها تعقلها .. قالت بصوت ثابت جاف :
- أنا واثقة بأن الحب رائع .. لكن نتائجه هي ما تقلقني .
قال سايمون ببرود عندما دخلا الى فناء مرصوف :
- سنتابع هذا الحديث فيما بعد .
- لماذا لا تتركني وشأني ؟.
- لأنك كالوباء .. يجب ان تفتكي بجسدي كله قبل ان اشف منك ! وأنت الآن لست سوى حمى تسري في دمي .
أوقف السيارة , والتفت إليها مضيفا :
- ولسوف أساعدتك حتى نعبر مراحل المرض كلها وصولا إلى فترة النقاهة والصحة الكاملة .. بغض النظر عن مخاوفك ورؤاك .
ردت عليه متحدية :
- شكرا لإنذاري ... سأتأكد من إن أكون وحدي معك بعد الآن . http://www.liilas.com/vb3
- أنت جميلة ... تذكريني بهليين الطروادية ..
- أنت شاعر الليلة ... ! أولا تقول لي سيدتي الجميلة والآن تشبهني بهيلين الطروادية .
- لكن الوصف لامرأة واحدة ...
بدت فرانسيس رائعة في ثوب حريري أخضر , أظهر تقاسيم جسدها وأضاف إلى جمالها جمالا القرط الزمردي الذي اشترته من المحل الذي تعمل فيه لورا .. استقبلت لورا بترحاب مفرط بدا من زيفه واضحا . لكنها وجدت في الحفلة صدى مألوف ,. وكأنها شاركت في العديد منها سابقا .. وهذا أمر غريب .. لأن الفتيات في الثامنة عشر من عمرهن , لا تكون لهن حياة اجتماعية ناشطة .
قد يشمخ بعض الاثرياء برؤوسهم حين يرون كاتبا روائيا . لكن نظره واحده الى سايمون من قبل المدعوين جعلت من يشمخ منهم يدرك انه مخطئ .. اذ سرعان ما اكتسب سايمون احترام الجميع , وبينما وجده الرجال مثيرا للاهتمام وجدته النسوة فاتنا بسحره الأسمر ,.
واستجاب لهن بالطبع دون أن يترك شكا في من هي رفيقته .. راح جزء بدائي من لورا يتمتع بتصرفاته المتملكة نحوها .. لكن الجزء الأخر بدا متوترا .
حين دعاها شاب لرقص شاب كان ينظر اليها منذ وقت بإعجاب كادت ان تقبل لولا ذراع سايمون التي حالت دون ذالك قائلا : لا.... اما عيناه فكانتا تقولان دون حرج : هذه لي , وان كنت تعرف صالح نفسك ابتعد عنها ....وهذا مافعله الشاب الذي احمر خجلا , وانسحب مسرعا , مما دل على مدى تأثير نظرة سايمون الغاضبة فيه . ولم يلبث ان قادها نحو الحلبة قائلا :
- هل غضبت ؟.
- قليلا .. أكان يجب ان تكون قاسيا ؟.
- أجل ... فقد كان يتعدى على أملاك الآخرين وهو يعلم هذا .
- أوليس لإرادتي وزن عندك ؟.
- أكنت تريدين مراقصته ؟
- اوه .. أوف لك أيها الوغد المتعجرف !.
- صه ... قد يسمعك أحد ...
أحست بالخوف فجأة , فلما رفعت بصرها اليه قال :
- ماذا ما الأمر ؟.
نظرت حولها وكأنها خائفة من شيء سيظهر لها :
- لست أدري .... سايمون أود العودة إلى المنزل ..
- لا .
حين حاولت الاحتجاج قادها إلى الشرفة مديرا ظهره إلى الأضواء ليخفيها عن النظرات الفضولية , قالت متوسلة له وهي بين ذراعيه الحاميتين :
- اوووه ... سايمون ...
- اجتاحتها موجة من الغثيان , كما ملك عليها لبها إحساس بالعذاب جعل أنفاسها تضيق بها , فقال لها آمرا بصوت هادئ عميق :
- استرخي .. ولا تحاولي أن تتذكري شيئا حبيبتي ..دعي هذا الشعور يمر .. وستعود الذاكرة متى حان أوانها ..
ارتجفت لورا وبرقت عيناها بلون قاتم ..
مرت موجة الغثيان ببطء , وتركتها واهنة ضعيفة . ترنحت متنهدة ... فأمسك بيدها لحظات حتى توقف جسدها عن الارتجاف وحين عاد اللون إلى وجهها الشاحب , قال لها هامسا :
- أتسائل ما اذا كانوا سيجدون الأمر غريبا فيما لو طلبت لك الشاي الساخن ..لكن سأخاطر , فقد يعتقدون أن هذا سببه جنون العبقرية .
فابتسمت له وهو يجلسها على مقعد قريب ..وبقيت تثبت نظرها عليه مادام هو على مرمى البصر .. وبعد أن غاب عن ناظريها , نقلت نظراتها دونما اكتراث الى ما حولها , تحس بالانكماش وتتساءل لمذا تأثرت هكذا بتوبيخ سايمون ؟؟ لها !!
ترى اذا عرفت السبب هل تعود اليها ذاكرتها ؟!
نظرت الى فرانسيس بعض لحظات دون أن تدرك من هي .. ومرت بعض لحظات أخرى حتى ادركت انها تتقدم نحوها لا كنها كانت تحس بأنأانهأنها مخدرة , فتمنت أن يصل سايمون وينقذها , ألا ان شعورها بأنها معتمدة عليه كليا زادها سقما .
تناهى اليها صوت فرانسيس المرح الزائف :
- أتشعرين بالحرارة ؟
- قليلا ..
جلست فرانسيس قربها وهي تلمس أقراطها :
- ظننتك تعودت على صيف الجنوب ... أتعلمين أن سايمون متزوج ؟
سمعت مثل هذا القول من كايت قبل الآن , لا كنها لم تصدقها ففرانسيس تعيد الأسطوانة ذاتها لذالك لن تصدقها ..
ردت بصوت مهذب جعل الفتاة التي تكبرها سنا تنتفض :
- لا ..
- حسنا انه متزوج من امرأة شهيرة في لندن ... ولم أعتقد انه سيخبرك.. ماأن عرفت ...
وكأنها تلمح لها بأنها ما أن عرفت الأمر حتى تخلت عنه !
إنها كاذبة . لأنها مازالت منجذبة إليه بعنف فلو أشار إليها بأصبعه لرمت بنفسها عليه متزوجا كان أو غير متزوج ..
مع إنها لا تصدق أن لديه زوجة ....
- ومن أخبرك ؟
- اوووه الأمر معروف في الوسط الروائي والمسرحي , عمتي صديقة إحدى الممثلات التي تعرفه جيدا وهي من أخبرتها ... آسفة إذا صدمك الأمر ... لكنني أحسست أن من واجبي أن أخبرك قبل أن تتورطي ..
تقدم سايمون في هذه اللحظات حاملا فنجان الشاي , فراقبته لورا وقلبها ينتفض حتى أصبح كرة قاسية في صدرها . حين أقترب رفعت صوتها قائلة :
- أهلا سايمون ... لقد أخبرتني فرانسيس لتوها أمرا مذهلا عنك !.
سمعت لورا تحشرج أنفاس الفتاة الأخرى التي استدارة بعنف نحوه وعلى وجهها أثار العذاب , وهي تهذي بكلام غير مفهوم :
- اوووه ....ساي ... أنا ....
ناول سايمون الفنجان إلى لورا قائلا بهدوء :
- حقاً ؟.... هيًا أشربي هذا لورا .ثم نقل نظراته القاتمة نحو فرانسيس وسألها بصوت خشن سمرها :
- كنت تروين القصص عني ؟.
أحست لورا بالخوف والخجل من نفسها فرانسيس كانت تريد إيلامها , لكنها تصرفت بأسوأ منها ... أنه صراع قطط ... حول الذكر !.
قالت لورا محاولة استعادة المبادرة :
- أنس المسألة سايمون .
لكنه تجاهلها وسأل بصوت منخفض :
- فرانسيس ... كان الشر كله متمثلا في هذه الكلمة .. لذا لم تدهش حين شاهدت فرانسيس ترتجف , تحرك فمها بضع لحظات , لكن بصمت , ونظرت إليه متحدية ثم تلاشى التحدي منهما , وارتسم فيها تعبير ذليل جعل الغثيان يعاود لورا بقوة .
- قلت ...لها .. أنك متزوج .. أنا آسفة سايمون لم أشأ .. لقد أردت ...
صمتت ثم همست :
- آسفة ...
وارتدت على عقبيها كالمجنونة تولي هاربة من الشرفة إلى المنزل .
وضعت لورا بحذر الفنجان من يدها على طاولة صغيرة ...ثم ترنحت حتى كادت تقع , فالتقطتها يدان قويتان منعتاها من الوصول إلى الأرض , ثم حملها وكان قلبه يخفق بغير انتظام . http://www.liilas.com/vb3
سوري سوري سوري على التأخير معاكم حق لو تزعلون بس النت فاصل عندي من فترة وأنا عندي امتحانات كل الأسبوعين إلي راحت والأسبوع الجاي ,,
والفصل الجاي كله أحداث وأطول فصل با الرواية إن شاء الله انزله بالأجازة يعني بعد أسبوع وكم يووووم وياريت تتقبلون أسفي عن جد ظروفي مو قاعدة تسمح والفصل الجاي مره طويل ,,
بآي حبايبي ,,