الفصل الثالث
فيليبا ترتجف بإنفعال ,وبإحساس آخر أقل تحديداً,عندما أغلقت باب الغرفة ورآها اذا رن الهاتف ثانيةً ستنفجر بالبكاء قبل ان ترد عليه, قالت لنفسها,التغاضي عن مغامرات آلان العاطفية,كما اتفق شيئ خاص وتلفي الرسائل منهن شيء اخر.منتديات ليلاس
تجمدت في مكانها للحظة,لتأخذ نفساً عميقاً حتى تستعيد توازنها,لا بد أن السيدة جيسكار أفرغت لها حقيبتها,لاحظت ذلك وهي تجول بنظرها في الغرفة,كانت أدوات زينتها بإنتظارها,وأحد ثياب نومها الذي أصرت مونيكا على شرائه,ملقى على شكل مروحة فوق السرير.
نظرت اليه فيليبا بنفور.لقد كلفت ثياب النوم أكثر مما اعتادت لدفع ثمن ثياب كاملة في كلية الفنون,فكرت بتوتر, يا له من تبذير للمال على رداء لن يراه احد غيرها! لم تجد فيليبا السرير مريحاً ,نظرت الى غطاء السرير الحرير الآخضر المزين بكشاكش عريضة وتساءلت اذا كانت ستتمكن يوماً من ان تنام براحة وسط هذا الترف. هزت رأسها بشدة وهي تعترف لنفسها بأنها ضيقة التفكير,ربما سيريحها حمام دافئ قليلاً.
دهشت فيليبا لفخامة غرفة الحمام ,شعرت بتوترها يزول تدريجياً,عندما غاصت في المياه.
جففت جسمها بمنشفة الحمام الكبيرة الناعمة ,ثم عطرت نفسها بمستحضر كان موضوعاً فوق المغسلة,قبل ان ترتدي ثوب نومها.نظرت الى نفسها في احدى المرايا الطويلة ثم عبست,ثبتت رباط قميصها الستان المشقوق من الطرفين.بدت كطفلة تلعب دور إمرأة بشعرها المتدلي كمياه المطر حتى كتفيها.
ابعدت شعرها البني الناعم عن وجهها ثم مشت الى غرفة النوم ,أطلقت صرخة عندما وجدت نفسها وجهاً لوجه امام آلان. بدا مصدوماً مثلها,لاحظت ذلك وجهها يضطرم. كان ما يزال في بذلته السوداء الرسمية التي تزوج فيها,ولكن من دون السترة وربطة العنق الحريرية.
قالت بصوت اجش ومحرج
((ماذا تفعل هنا؟ ماذا تريد؟ الوقت متأخر جداً))
قال ببطء
((أحضرت بعض العصير لنشربه لآجل مستقبل سعيد,لا اعتقد ان هذا ضروري. لكنه تقليدي.............بالنسبة لليلة زفاف))
((ولكنها ليست......ليس تماماً.......... أعني بأننا لسنا..............))
وتوقفت لأنها احست بالتهاب وجنتها
((انت تعرف ماذا اعني!))
سكب آلان العصير في كوبين ثم ناولها واحداً قائلاً
((لست متأكداً من ذلك))
أخذت الكوب وأمسكته بإرتباك ذكرته بصوت مرتجف
((قلت انك...........ستنتظر.بأنك ستمنحنى بعض الوقت حتى...........أعود نفسي))
أخذ رشفة من كوبه وهو يراقبها بتأمل وقال
((الى متى يا عروستي الكسولة؟هذه السنة؟ السنة القادمة,يوماً ما ,او ابداً,ربما؟))
((سأفي بوعدي...... عندما يصبح الآمر ضرورياً, لكن ليس بعد))
((وإذا خبرتك بأن الآمر ضروري الآن.............الليلة؟))
((لن أصدقك))
وتراجعت خطوة الى الوراء وهي ما زالت تحمل الكوب
((أرجوك توقف عن هذا الكلام وأتركني في أمان كما وعدت))
توقفت لتستجمع شجاعتها
((الى جانب ذلك,هناك شخص آخر يتوقع حضورك))
رفع حاجباه السوداوين
((ما معنى ذلك؟))
رفعت ذقنها بتحد وقالت
((أكون شاكرة لك لو طلبت من صديقتك ان لا تتصل بك الى هنا مرة ثانية,ربما من الآفضل ان تحذرها بأنك الان متزوج ,اسمياً على الآقل,بإمكانها ان تتصل بك في المكتب,انا متأكدة بأن سكرتيرتك معتادة على هذا النوع من المكالمات))
خيم صمت طويل منذراً بسوء, عندما تكلم كان صوته بارداً
((كيف تجرؤين على التكلم معي بهذه الطريقة؟))
قالت متحدية
((وكيف تتوقع مني ان اتصرف مع نسائك؟))
ولكنها شعرت بالخوف فجأة ,وتمنت لو انها لم تستعجل ذكر ذلك,لكنها لا تستطيع ان تتراجع عن كلامها الآن
((من الواضح انها تنتظرك,لذلك لن اضيع المزيد من وقتك))
قال بتوتر شديد
((عندما اريد ان اعرف رأيكِ بحياتي الخاصة سأطلب ذلك بنفسي يا زوجتي ,على كل حال لا اريد ان أمضي هذه الليلة في اي مكان آخر سوى هنا))
خيم صمت آخر عميق,آخذت نفساً عميقاً .
((عندما تقول هنا,اتمنى انك لا تعني...............))
ابتسم إبتسامة قاسية ومختصرة
((أعني تماماً كما تفكرين يا جميلتي))
((لا.........آه لا))
تراجعت خطوة ثانية بعداً عنه
((لقد وعدتني..................وعدتني))
((إسمعيني جيداً,لقد أخبرت عمي هذا الصباح بزواجنا.عندما نجح في التغلب على كدره.أصر على أن نتناول العشاء معه غداً مساء........حتى يتعرف وعائلته اليكِ,لم أستطع الرفض يا فيليبا))
رمقته بنظرة توسل
((لكنه لا يستطيع ذلك!..........يجب ان تتجنب هذه الدعوة لست مستعدة لمواجهة احد بعد.))
تشدق آلان في الكلام
((هذا ما احاول قوله.انهم يتوقعون عمي وزوجته وإبنة عمي سيدوني أن يتعرفوا على زوجتي الحبيبة,ليس الى زوجة مذعورة ,علينا ان نقدم لهم زواجاً طبيعياً هل بدأتِ تدركين الضرورة))
قالت بصوت أجش
((كلا, لا أستطيع مقابلتهم بعد,عليك ان تفكر بعذر ما))
وضع آلان كوبه على الطاولة,تفحصت عيناه الخضروان وجهها وقال
((علي أن أجد طريقة لإقناعك))
قالت
((أخرج من غرفتي))
ضعف صوتها
((لا تقترب مني............وإلا ملئت البيت صراخاً))
رفع حاجبية بسخرية
((حقاً! ومن سيسمعك........او يهتم بك؟ لقد دُرب آل جيسكار جيداً على عدم التدخل))
((أيها الوغد))
((لن تنفعكِ هذه الأسماء في شيء لدينا صفقة,انا وانتِ,ولقد أُنجزت بسخاء من جهتي على الآقل, وسأستمر في ذلك ما دمت أتلقى سخاءً ...........مماثلا منكِيا عزيزتي))
آشار اليها
((تعالي الي ))
((لقد وعدتني.....وكذبت علي))
كان الخوف يسيطر عليها,وأحست به يطبق على حلقها
((لا تستطيع أن تفعل ذلك! إنك حتى لا تريدني....))
قال آلان بلطف
((وما أدراكِ بالرغبة يا صغيرتي البريئة؟))
((أرعف انني لا اريدك))
تجمد كلامها في الهواء,رمقها بنظرة طويلة,لاحظ آلان الإضطراب البادي في عينيها,قال بتهذيب ساخر
((هل أجعلك تتوسلين حتى تكوني ملكي؟))
صرخت فيليبا كحيوان مطارد,ورمت العصير على وجهه ,تجمد في مكانه للحظة ثم أمسك بقميصه ليزيل العصير عن وجهه وصدره وعيناه لم تفارق عيناها.
((عليكِ أن تظهري إحتراماًللسائل الذي بين يديكِ , وإحتراماً اكبر لي يا جميلتي مع انني سأضطر الى تلقينك درساً))
وقع الكوب من يدها المرتجفة وتدحرج على السجادة وهو يقترب منها,حين عانقها سابقاً كان ناعماً معها ,لم تستعد ابداً........لهجوم كهذا .حاولت ان تبعد رأسها لتتخلص من ضغطه الخانق,لكنه لم يسمح لها بذلك.لا جدوى من محاربته ,كان خبيراً ومصمماً على نحو خطر.
إستطاعت ان تعي من خلال لحظات قليلة انه يبرهن بإلحاح مخيف وبسرعة على معنى الرغبة,وما تتطلبه منها قبل ان تنتهي هذه الليلة ,لقد كذب عليها وخالف وعده,ولن تسامحه على ذلك,إذا ارادها عليه ان يتملكها بالقوة ,قالت لنفسها بشجاعة,لآنها لن تستلم له مهما كلفها ذلك,
سألها
((مما انتِ خائفة؟))
((لست خائفة..........اني مشمئزة,اعتقدت بأنني أستطيع أن أثق بك,لقد كذبت علي))
ضحك بنعومة
((يا صغيرتي,لم لا تتوقفي قليلاً عن محاربتي بعقلك العنيد, وتتمالكي نفسك؟من يدري؟ربما ستتفاجئين))
قالت بغضب
((إنني أًُهنت وخُدعت بقسوة))
قال بصوت بارد
((تعتبرين وجودي معك إهانة؟ اقدم لكِ آسفي الشديد يا سيدة.لكن هذا لن يغير شيئاً,سأعلمك الليلة معنى ان تكوني إمرأة))
اضاف بطريقة جافة
((ستجدين الآمر سهلاً اذا عدلتِ عن كرهي))
قالت بحدة
((لن أسامحك ابداّ))
تلألأت أسنانه وهو يبتسم
((كما تريدين))
وعانقها
فكرت فيليبا لن اتحمل أتحمل ذلك,قالت
((افعل ما تشاء بي ثم أتركني بسلام))
بدا صوته دافئاً
((في الآحلام يا حبيبتي,ألا يمكن ان نقوم بتسوية؟))
وكأنه يحاول تلطيف الجو
وجدت فيليبا نفسها ترتعد فجأة ,وترغب في التجاوب معه بالطريقة التي يريدها,رفعت رموشها قليلاً,ونظرت الى وجهه لترى فرحة الإنتصار في عينيه الخضراويين,عندما لاحظ صراعها الداخلي,كان تعبير رجل,معتاد على إمتلاك النساء,هذا المغرور لا يريد ان يفشل مع عروس صفقته,استطاعت ان تحرر يدها منه ثم صفعته بقوة على وجهه وبدأت تحاربه بشدة,وهي تعارك للتحرر منه ويداها تضربانه وأظافرها تشد على كتفيه وصدره.
قال بصوت غاضب
((فيليبا تباً لا! ليس هكذا ,توقفي كفي عن ذلك))
قالت بصوت منخفض
((أكرهك,وسأكرهك دائماَ))
((وسأساعدك على ذلك))
أغمضت عينيها بشدة لتمنع سقوط دموعها,حاولت ان تتذكر أي شيئ تعلمته في المدرسة,او حصل معها في البيت حتى يبعدها عن التفكير بآلان وبقوته,أخيراً بعد ان تأكدته بأنه نائم بدأت تنسحب ببطء.
أ
((عليكِ أن تظهري إحتراماًللسائل الذي بين يديكِ , وإحتراماً اكبر لي يا جميلتي مع انني سأضطر الى تلقينك درساً))
وقع الكوب من يدها المرتجفة وتدحرج على السجادة وهو يقترب منها,حين عانقها سابقاً كان ناعماً معها ,لم تستعد ابداً........لهجوم كهذا .حاولت ان تبعد رأسها لتتخلص من ضغطه الخانق,لكنه لم يسمح لها بذلك.لا جدوى من محاربته ,كان خبيراً ومصمماً على نحو خطر.
إستطاعت ان تعي من خلال لحظات قليلة انه يبرهن بإلحاح مخيف وبسرعة على معنى الرغبة,وما تتطلبه منها قبل ان تنتهي هذه الليلة ,لقد كذب عليها وخالف وعده,ولن تسامحه على ذلك,إذا ارادها عليه ان يتملكها بالقوة ,قالت لنفسها بشجاعة,لآنها لن تستلم له مهما كلفها ذلك,
سألها
((مما انتِ خائفة؟))
((لست خائفة..........اني مشمئزة,اعتقدت بأنني أستطيع أن أثق بك,لقد كذبت علي))
ضحك بنعومة
((يا صغيرتي,لم لا تتوقفي قليلاً عن محاربتي بعقلك العنيد, وتتمالكي نفسك؟من يدري؟ربما ستتفاجئين))
قالت بغضب
((إنني أًُهنت وخُدعت بقسوة))
قال بصوت بارد
((تعتبرين وجودي معك إهانة؟ اقدم لكِ آسفي الشديد يا سيدة.لكن هذا لن يغير شيئاً,سأعلمك الليلة معنى ان تكوني إمرأة))
اضاف بطريقة جافة
((ستجدين الآمر سهلاً اذا عدلتِ عن كرهي))
قالت بحدة
((لن أسامحك ابداّ))
تلألأت أسنانه وهو يبتسم
((كما تريدين))
وعانقها
فكرت فيليبا لن اتحمل أتحمل ذلك,قالت
((افعل ما تشاء بي ثم أتركني بسلام))
بدا صوته دافئاً
((في الآحلام يا حبيبتي,ألا يمكن ان نقوم بتسوية؟))
وكأنه يحاول تلطيف الجو
وجدت فيليبا نفسها ترتعد فجأة ,وترغب في التجاوب معه بالطريقة التي يريدها,رفعت رموشها قليلاً,ونظرت الى وجهه لترى فرحة الإنتصار في عينيه الخضراويين,عندما لاحظ صراعها الداخلي,كان تعبير رجل,معتاد على إمتلاك النساء,هذا المغرور لا يريد ان يفشل مع عروس صفقته,استطاعت ان تحرر يدها منه ثم صفعته بقوة على وجهه وبدأت تحاربه بشدة,وهي تعارك للتحرر منه ويداها تضربانه وأظافرها تشد على كتفيه وصدره.
قال بصوت غاضب
((فيليبا تباً لا! ليس هكذا ,توقفي كفي عن ذلك))
قالت بصوت منخفض
((أكرهك,وسأكرهك دائماَ))
((وسأساعدك على ذلك))
أغمضت عينيها بشدة لتمنع سقوط دموعها,حاولت ان تتذكر أي شيئ تعلمته في المدرسة,او حصل معها في البيت حتى يبعدها عن التفكير بآلان وبقوته,أخيراً بعد ان تأكدته بأنه نائم بدأت تنسحب ببطء.
أ
بسرعة أمسك آلان بذراعها
((ماذا تفعلين؟))
((اريد ان اذهب الى الحمام))
((ربما لا اريدك يا عروستي الجلوة ان تتركيني بهذه السرعة ,قد أريدك بعد لحظات قليلة))
حدقت في وجهه الداكن وعيناها تتسعان من هول المفاجأة
ضحك بقوة ثم قال
((ربما ,لن اريدك ثانية))
أحست بنظرات آلان تلاحقها,وهي تتجه الى الحمام,كانت خائفة من ان يحاول الإقتراب منها مرة ثانية,لحسن حظها كان الباب يثبت بالرتاج.
أحكمت إغلاقه غير أبة إن كان سمعه ام لا,نزعت ثوبها ثم رمته على الآرض بغضب ,ثم أدارت مقبض صبورة الماء,لفت نفسها بمنشفة وهي تحدق في المرآة,بدت كهرة خائفة بشعرها المبلل والملتصق برآسها,وبعينين كبيرتان تبرزان وجهها الشاحب,رفعت طرف المنشفة لتنشف الماء عن وجهها وعنقها ,وهي تراقب نفسها بحذر,وكأنها خائفة من انها قد تنهار اذا شدت بقوة.لقد سمعت ,ربما قرأت في مكان ما أن معرفة المأة تبرز من عينيها,لكنها لم ترى سوى الإضطراب والآلم.
لن يحصل هذا مرة ثانية ,فكرت وهي ترفع ذقنها متحدية,من الآن وصاعداً لن تسمح لآحد بجرحها او إهانتها ,لقد أصبحت الآن زوجة لآلان دي كورسي,من دون إرادتها بكل ما هذه الكلمة من معنى,الآن أسوأ ما قد يحدث لها,ولا تعلم ما الذي سيحصل معها في المستقبل ..........لن يقول احد بعد اليوم بانها ليست سيدة.
مضى وقت طويل قبل ان تجبر فسها على العودة الى غرفة النوم ,ولكن عندما فعلت كان آلان خرج منها.
دست نفسها تحت الملاءة حتى عنقها,اطفأت النور,ثم لفت نفسها بوضع دفاعي وذراعها تطوقان جسدها,زاد الآلم في داخلها لكن ماذا عليها ان تتوقعغير ذلك؟..كل السحر.........والأعتبارات التي أظهرها آلان لم تكن سوى مظهر كذاب,لست وحشاً هذا ما قاله لها في لاودن,لكنه كذل,وهو اسوأ من ذلك.......حيواناً
قال صوت في داخلها:وأنت ِ ماذا عنكِ؟لقد رميتِ الشراب على وجهه,ضربته,وحاولت خدشه بأظافرك,هل من المفروض أن تتسائلي عن تصرفه الوحشي؟ انتِ ايضاً كنتِ غاضبة,ليس منه بل من نفسك,لأنك كنتِ تتمتعين بما كان يفعله بكِ.....انتِ التي رغبتِ فيه,لكن كبريائك منعك من ذلك,حاربته بدل ذلك ,وخسرتِ.
تحركت فيليبا بتململ في السرير ورأسها يتقلب على الوسادة,حاولت ان تمنع نفسها من التفكير في آلان .......لكنها لم تقدر.
كلا لم يكن الوضع كذلك ,كان حقيراً,لقد أجبرني,إني أكرهه,بتأوه انقلبت على معدتها,لتدفن وجهها في الوسادة,صرخت بصمت:تباً عليه.
مرت ساعات قبل ان تغرق في نوم عميق,عندما إستيقظت كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة صباحاً.
فتح باب غرفتها وهي تحاول الجلوس ,و كما كان مفترضاً ظهرت السيدة جيسكار بصينية الفطور,
قالت فيليبا بالفرنسية((شكراً))وهي تشد على الغطاء عليها
((وأسفة إذا سببت لكِ اي إزعاج))
رمقتها مديرة المنزل بنظرة ذهول وقالت
((انا في خدمتكِ سيدتي))
توجهت مدبرة المنزل نحوخزانة الثياب وإختارت رداء ثم أحضرته اليها بوجه خال من اي تعبير,وقالت
((ترك السيد كي كورسي البيت منذ بضع ساعات ,سيدتي,وقد طلب مني ان اخبرك انه سيتناول الغداء معك))
شكرتها فيليبا مرة ثانية بهدوء,والدم يتدفق الى وجهها وهي تراقبها تخرج من الغرفة.
ان تصرف هذه المرأة يشير الا انها معتادة تقديم الفطور لفتيات آلان دي كورسي الجميلات ,وحقيقة انه متزوج بشكل رسمي لم يغير شيئاً.
شربت فيليبا عصير الدراقن,ثم تذوقت شراب الشوكولا الساخن,وفطيرة كانت مغلفة بمحرمة من دون اي شهية.
خلال ساعات الإستيقاظ وبعد تفكير طويل.تأكدت من انها أوقعت نفسها في فخ, وعليها ان تتحمل وحدها مسؤولية ذلك,مهما يكن زواجها مشؤوماً, فهي لا تستطيع التراجع الآن مع ان كل عصب فيها يحثها على ذلك,لكن المال سيتوقف عن كيفن, أفهمها آلان ذلكبوضوح الليلة السابقة,اذا عليها ان تتخطى الأيام............وتتحمل الليالي بطريقة ما.
استحمت بسرعة,ثم ارتدت تنورة خمرية اللون وقميصاً ملائماً,كانت ما تزال شاحبة اللون ,وتحيط عينيها دوائر سوداء,لكنها لم تحاول إخفائها بأدوات الزينة, بدت كأي فتاة بعد ليلة زفافها................ما عدا ان معظم العرائس متألقات.
كان صباحاً طويلاً.اكتشفت فيليبا ان الوقت يمر بسرعة في محيطها الجديد,ولا يحتاج الى تدخل منها,كانت متأكدة من ان مدبرة المنزل جيسكار سترفض اية مساعدة ستقدمها لها.
تجولت في الشقة بقلق وتوتر,على الرغم من المناظر الخلابة المطلة على باريسمن خلال النوافذ والتي لم تلاحظها ليلة البارحة,وجدتها عادية جداً ,وتساءلت اذا كانت ستشعر يوماً بالراحة هنا.
لكنها لن تمضي بقية حياتها وهي تحدق الى هذه المناظر,يجب ان تشغل نفسها بطريقة ما حتى لا تفكر بآلان.
عندما اقترب موعد الغداء,ازداد توترها,جعلها صوته في الرواق تخطو بسرعة الى احد مقاعد غرفة الصالون.اثنت ركبتيها على المقعد,تظاهرت بقراءة مجلة وهي تأمل ان تبدو هادئة ومسترخية.
سمعت خطواته تقترب منها.وثبتت نظرها على الصورة الموضوعة في حضنها حتى شعرت بانها تتراقص أمامها بجنون.
((صباح الخير))
اضطرت لان تنظر اليه عندما حطم آلان الصمت,وبادلته التحيةوانزعجت عندما وجدت نفسها تتلعثم.
((كيف كان صباحك؟))
وجلس بقربها على الأريكة المخملية.
((جيد.....وانت؟))
وتساءلت بشكل هستيري,هل هكذا ستكون اللعبة ,ثرثرة لا قيمة لها.؟
((مشغول))
ثم قال بعد دقائق
((هل احضر لكِ شيئاً؟))
((عصير الإجاص .......اذا أمكن؟))
قال بتهذيب
((ستجدين كل ما تطلبينه))
جلست فيليبا وهي تحكم قبضتها على الكوب الذي احضره لها.سكب لنفسه كوباً من العصير قبل ان يستعيد مكانه قربها وبحذر.
قال بعد صمت طويل
((بالنسبة لليلة البارحة...............))
((الأفضل ان نتجنب الموضوع))
((اعتقد هذا ضرورياً))
كان اعتراضه لطيفاً لكنه عنيد.
((تصرفي كان وقحاً , لا استطيع سوى ان اقدم اسفي الشديد))
ذان تعبير وجهه بارداً كصوته,لاحظت ان هناك علامة على خده نتيجة غرز احدى اظافرها, عندما اختلست النظر اليه.
((حقاً ,لا يهم ,انا زوجتك,وكان علي ان اتوقع.......شيئاًمن هذا القبيل.))
اخذت نفساً عميقاً
((قلت انك تريد وريثاً , حسناً, ربما حصل ,وستتمكن عندئذ من تركي وحيدة في المستقبل))
قال آلان بإقتضاب
((اشك يا زوجتي , في ان تسير الآمور بشكل مريح, على كل حال,لنأمل ان تكوني على حق))
وارتشف بقية كوبه,ثم جلس للحظة يحدق في كوبه الفارغ.
كان وجهه خاليا من اي تعبير,لكن فيليبا لاحظت فجأة وبخوف غضبا في عينيه يفوق كل ما ما خبرته البارحة.حنقا يكاد يكون ملموسا,كان يخالجها شعور غريب,كأن قطعة الكريستال التي في يده ستتحطم في اية لحظة على الموقد,وتنثر شظاياها البراقة في كل انحاء الغرفة.
أصدرت صوتا خفيفا,ثم رفعت يدها عفويا لتمسك ذراعه,فرمقها بنظرة,وشعرت بالتوتر يخمد بينهماتماما وبسرعة, كأن سلكا كهربائيا قد فصل,وضع آلان كوبه على المنضدة ,ثم وقف,ابتسم لها دون ان ينظر اليهاقال
((اني اشعر بالجوع,هل نذهب لتناول الطعام الآن؟))
اومأت برأسها من دون الكلام.تركا الغرفة وعبرا الرواق الى غرفة الطعام,في الوقت الذي احضرت فيه مدبرة المنزل جيسكار الحساء.
أكملت الوجبة بصمت تام, وراقبت آلان خفية عبر الزهور المنعكسة خلال بريق الطاولة المصقولة,لقد إكتشقفت ليلة البارحة كم يمكنه ان يكون قاسيا,وعلى حساب كرامتها,لقد عرفت الآن ان طبعه حادايضا,تساءلت عما ستكشف عنه الاسابيع والأشهر او حتى ..................السنوات القادمة.قال
(( لم تأكلي شيئا, ألم يعجبك الطعام؟))
((آه , كلا انه رائع,اني متعبة فقط....))
توقفت فجأة وهي تشعر بتورد خديها.وتتوقع ردا ساخرا منه , قال
((خذي قسطا من الراحة بعد الظهر,عليك ان تبدي متألقة في السهرة,تذكري هذا))
حافظت على ثبات صوتها
((من الصعب ان انسى في هذه الظروف))
((هذا صحيح لسؤ الحظ ليلة البارحة لم تكن رائعة........... لكلينا))
كانت إبتسامته باردة
((سأحاول التصرف بلباقة اكثر لاحقا,لا عليك ان تخافي وجودي عندما نعود,أعدك بأن اتركك في سلام))
ردت بشيئ من التردد
((شكرا))
((ليس عليك إنتظاري ,إذا انهيت طعامك لم لا تاخذي قيلولة؟))
دفعت بكرسيها للوراء الى الوراء وهي تتمتم شيئا لا علاقة له بحديثهما.
أغلقت باب غرفتها وأسندت نفسها إليه وهي تحملق في السرير ,إتها في امان الليلة,لكن هذه ضمانه مؤقته عاجلا ام اجلا سيفتح باب الغرفة وسيتوقع منها استسلاما تاما له وستسمح لنفسها بأن تستغل,لأنها أُشتريت ودُفع ثمنها,وهو يريد مقابل ماله.
أغرورقت الدموع في في عينيها ,وشعرت بتقلص في حلقها,قالت بصوت عال للفراغ الذي يسود الغرفة
((لا آعتقد انني أستطيع تحمل ذلك))