الفصل الحاديي عشر والأخير
ساد الظلام كل مكان يحوم حولها ويخنقها, وكان ايضا في داخلها يزيد من آلامها ووحدتها . فقط عناق. انطبعت الكلمتان في ذهنها بأحرف من نار. هكذا اعتبرها آلان, كانت على وشك ان تمنح نفسها له, من دون تحفظ لأول مرة...... وبرغم ذلك , هو مصمم على الرحيل غدا من دون ان ينظر الى الخلف.منتديات ليلاس
كان من غير المجدي ان تذكر نفسها بأنها هي التي ارادت رحيله.... وألحت عليه بذلك ايضا, كانت تنوي بمجيئها الى هنا ان تفصل نفسها عنه نهائيا , وهو مستعد الآن ان يحقق لها هذه الرغبة.))
كان يجب ان يحصل ذلك, قالت لنفسها بحدة مرارا وتكرارا , لا يمكن لزواجهما ان يستمر وبشروطه هو. وهي غير مستعدة لأن تعيش على هامش حياته تنتظر حتى يلاحظ وجودها اذا كان عنده وقت, وعندما ينفصلان لن يكون عندها شيء تؤنب به نفسها او تتذكره بخجل.
لم تجد له اي اثر عندما تجرأت اخيرا ونزلت في الصباح, فكرت للحظة انه ذهب دون ان يودعها, ولكنها بعد ان تفحصت غرفته ووجدت ثيابه عرفت انه ما زال هنا. لا بد انه في مونتاسكو يراقب تصليح سيارته . اخذت قهوتها الى المحترف واستعدت للعمل.
نظرت الى لوحة آلان طويلا, ربما كانت سطحية , ولكنها أفضل ما أنجزته . ربما لآنها تنظر اليها بعيني الحب , فكرت بحزن.
سمعت صوت السيارة بعد ساعة, وثب قلبها من مكانه وبدأت تعدل من إشراقة اللوحة بتركيز عنيف. وأخيرا صعد ووقف امام الباب
قالت بهدوء
((هل أصلحت السيارة؟))
((تقريبا.))
بدلت مكان المسند وقالت
(( اعتقد انك سترحل الآن؟))
قال
((بعد قليل, اعتقدت انك تريدينني لجلسة اخرى .))
هزت فيليبا كتفيها
((لا اريد ان اسبب لك اي ازعاج))
((على الاطلاق))
ومشى الى جانبها ونظر الى القماش
((هل ينقصها الكثير؟))
قالت
(( ليس مع نشاط كهذا. بإستطاعتي ان انهي الباقي من ذاكرتي , اذا اضطررت .))
كم ذلك صحيح!
قال بوجه ساخر
((فهمت , لم أكن عادلا معك, يا زوجتي عندما حاولت منعك من متابعة دراستك. لديك موهبة حقيقية, اتمنى ان تطوريها الى اقصى حد))
كانت إبتسامته ودودة لكن مؤلمة
((هل يمكن لي ان أشتريها؟))
اومأت برأسها
(( لا, هذه لآنني استحق بها لقب رسامة . انا متأكدة انك تفهم.))
قال
(( لا اعتقد ان التفهم كان له دور كبير في علاقتنا. ولكنني اعدك بالمحاولة))
توقف برهة
(( ماذا عن آخر جلسة؟ هل تريدينني ان اخلع قميصي؟))
تنهدت فيليبا. بدا صوته عاليا في هذا المحترف الهادئ
حاولت ان تبتسم
(( انت...... انت لا تعني ذلك بالتأكيد؟))
((ولم لا؟ستكون تجربة جديدة لي..... كما لمعظم الرجال..... عندما أخلع قميصي لإمرأة ليست مهتمة سوى بتركيب الضوء والظلمة والمسطحات والزوايا))
نظر اليها نظرة ساخرة
((أليس كذلك يا حياتي؟))
((حسناً.. أجل. بالتأكيد.......))
كان قلبها يخفق بجنون
((إذاً لماذا لا تطلبين مني ذلك؟))
توقف لبرهة
(( او انكِ لا تجدينني ممتعاً بشكل كاف؟ ربما تشعرين انكِ تعرفيننني جيداً؟))
يا للهول, فكرت بطريقة هستيرية , لم تعرفه ابداً ليس بتلك الطريقة . استطاعت ان تطلق ضحكة
(( انك......... تفاجئني)) اضافت بضعف
((لكن اذا كان عرضك جدياً يا آلان علي ان اقوم ببعض الرسومات التمهيدية لك, إنني بحاجة الى التمرين))
((يبدو اننا نفاجئ بعضنا البعض طوال الوقت.))
نظر حوله
((اعتقد انكِ تفضلين ان نبدل المكان ؟))
ابعد الطاولة قليلاً ثم رتبا منصة بديلة عن العلب وبعض الستائر الذهبية اكتشفتها فيليبا في حقيبتها في اليوم السابق, أمضت بعض الوقت وهي تثني القماش المطرز حتى تجعله مناسباً وهي تشعر كأنها في عالم من الآوهام . فكرت من غير المعقول ان افعل ذلك او ان اسمح به. لآنني لا استطيع ان اكون موضوعية وان اعتبر ذلك تمريناً مفيداً.
استدارت بعيداً واخذت لوح الرسم بيدين مرتعشتين , لم يسبق لها ان رآت آلان بوضع كهذا, ليست تماماً كانت محرجة جداً وغاضبة في اول لقاء لهما , ومنذ ذلك الحين ستكون هذه لحظة صدق بالنسبة لها. ادركت ان هذه اللحظة قد حانت عندما قال
((انني جاهزة)))
استدارت ببطء لتواجهه ,كان رائعاً .لا يمكن ان تصفه بكلمة اخرى, يداه على وركيه , ورأسه مرتد قليلاً إلى الوراء . تحمل تفحصها المدهش والمفرط.
((هل ستبدأين برسمي يا جميلتي ام تضعيني في ذاكرتك؟))
بدأت بوجه متورد
((آه , اجلس من فضلك..... بشكل جانبي.أخفض كتفك , لا , كثير))
((الأفضل لو ترشيديني بنفسك))
ترددت لحظة ثم اقتربت منه , تضع يدها على كتفيه الدافئتين وتبدل جلسته بشكل ملائم تستمتع بنعومة بشرته وقوة عضلات ظهره وذراعه.
قالت
((اخبرني هذه المرة عندما تشعر بالتعب او...... بالبرد))
قال على نحو مقتضب
((او حتى الدفئ . هل تعرفين شيئاً يا عزيزتي ؟ اعتقد ان هذه هي اول مرة تلمسينني بها بملء ارادتك.))
سحبت فيليبا يديها بسرعة. قالت
((تذكر وضعك, ارجوك))
ثم عادت الى لوح الرسم .كانت بدايتها سيئة وراحت تطرح ورقة وراء ورقة.
سأل آلان اخيرا
((هل من خطب؟ تبدين منزعجة , ربما من الآفضل ان ارتدي ثيابي , واجد لكِ إناء زهور))
عضت على شفتها
(( كلا شكراً. ربما كان وضعك خاطئاً؟))
جلس آلان وهو يهز كتفيه
((يمكن معالجة ذلك بسهولة))
اسند رأسه على مرفقة وثنى قدماً واحدة, هل هذا افضل؟))
اقرت مكرهة
((نعم))
بدا مسترخيا تماما, وكأنه كان يمارس العرض طوال حياته.
اتمنى لو اكون بهذه الجراءة . حاولت ان تتظاهر بعدم الإكتراث وهي تتفحصة وتلاحظ خطوط جسده المتناسقة في الوقت نفسه, لاحظت ان هناك شيئا مميزا بوضعه......شيئاً توقعياً وجارحاً . كان هذا بادياً في إبتسامته, وعينيه كانت مثيرة...... وغامضة, لم ترتبك ولم تتلاعب بالخطوط . هذه المرة كانت يداها وعيناها تعملان بتناسق تام , عليها ان تنجح , فكرت بحماس. لا يمكنها ان تخسر, ليس الآن.
((هل يمكنني ان اخذ قسطأ من الراحة؟))
افترض موافقتها . جلس آلان وامسك رداءه . وضعت فيليبا ريشتها وأحست بتشنج عضلات كتفها وعنقها.
((هل تسمحين لي برؤيتها؟))
وقف آلان الى جانبها وقال بصوت أجش
((عندما تنتهي.))
وضع يديه على كتفيها وبدت لمسته لاذعة,وحافلة بذكريات الليلة السابقة, فكرت بتململ.
((حان وقت إستراحتك ايضاً.))
داعبت اصابعه كتفيها
((جسمك بحاجة الى الإسترخاء ))
بدأ بتدليك عضلات عنقها وكتفيها بلطف اولاً ثم بقوة؟ حاولت ان تنسحب
((انني بخير حقاً))
قال
((كفي عن ذلك دعيني اقوم بذلك.))
استسلمت لخدماته بتنهيدة عميقة . كانت لمسته سحرية, حميمة,وموضوعية بطريقة غريبة.لكن كانت حركاته العنيفة تزيد من التشنج والتوتر في كل مكان من جسمها. كيف بإستطاعتها ذلك, وها هي تتجاوب وتنتعش مرة ثانية تحت لمسته , شعرت بأصابعه تنزلق ببطء على كتفيها.
((كلا))
حاولت ان تبعد يديه.
قال
((اهدئي . ثقي بي))
تراقصت شرارة صغيرة وراء اجفانها المطبقة.
ثقي بي , هذا ما قاله , ولكن الخيانة كانت مرة ثانية تصدر من ذاتها . من الحاجة اليه.
فجأة انتهى كل شيء, توقفت يداه الدافئتين عن وخزها وتحرك بنشاط. امسك بلوح رسمها والقلم وناولهما لها
((هل نتابع؟))
حدقت فيليبا باللوحة حتى اصبحت الخطوط تتراقص امامها. كانت ترتجف لدرجة انها لم تستطع ان تمسك بالقلم , وكان فمها جافاً. كانت تلتهب وكأنها مصابة بحمى. توسع التوق الذي في داخلها الى آلم وحنين, لا يمكن إنكارهما بعد الآن .
اوقعت لوح الرسم على الأرض ووقفت, اقتربت منه , لم يتكلم آلان او يتحرك , لكنها سمعت صوت انفاسه وهو يراقبها . جثت على ركبتيها الى جانبه .
((آلان؟))كانت ترتجف
((إني أتوسل اليك))
((هل أجعلك تتوسلين الي؟))
لقد اجابت آلان على سؤاله بإستسلام تام. حملها عن الآرض وأجلسها على المنضدة .بدت عيناه واسعتين وغير واضحتين وهي تنظر اليه. كانت حواسها تضعف, وتغرق في بهجة منموجة ودافئة حملتها الى ارض الأحلام.
كانت راضيه من النتيجة ومن نفسها, لقد استسلمت له اخيراً. لكن احست بالسعادة لأول مرة. فتحت فيليبا جفنيها ووجدت نفسها مستلقية على منضدة ذهبية ,شعرت للحظة كأنها فاقدة الحس. وأنها كانت نائمة تحلم, عندما اصطدمت بالواقع ورأت حقيقة عالمها الذهبي بدأت تتذكر......
كانت شمس فترة ما بعد الظهر تتدفق من خلال نوافذ المحترف تنير كل زاوية وكل شق بضوء دافئ
كانت فيليبا ممددة على الأرض. جلست ببطء ودفعت شعرها بعيداُ عن عينيها تستوعب , تستكشف ما حولها . بدا إحساسها بالكسل يتلاشى, تساءلت اين آلان؟ ارادته بقربها عندما تسيتيقظ ارادت ذراعيه حولها. ربما اتعبته, فكرت وهي تشعر بالذنب والإبتهاج . لاتتعرف كم من الوقت مر, لم تتصور ابداً حتى في اسواء احلامها ان بإمكانها ان تصل الى هذا العمق. لا بد ان آلان قد ذهب ليجد مكاناً اكثر راحة لينام.
كان لوح الرسم مرمياُ على الأرض, التقطته فيليبا ونظرت اليه مبتسمة ؟ لن انهي هذا فكرت, سوف احفظه في مكان ما حتى يذكرني دائماً بهذا اليوم, بداية حياتي الباقية, مع آلان . حملت اللوح بين يديها , ونظرت نظرة اخيرة الى المحترف قبل ان تذهب الى الطابق الارضي.
توقعت ان تجده في الغرفة, ورائحة قهوته منتشرة في كل مكان , لكن الغرفة كانت فارغة لم يكن هناك اي صوت في البيت , في الواقع لا اثر لأية حياة .اذا لا بد ان آلان نائم.
وضعت فيليبا لوح الرسم على الآرض وصعدت ثانية .دفعت باب غرفة آلان ووقفت للحظة تحاول ان تستوعب ما رأته. كانت الغرفة مهجورة فارغة, والسرير مرتبا . امسكت مقبض الباب بطريقة المت اصابعها من كثرة الشد.
سمعت صوتها يرتجف ويقول
(( لا......ارجوك....لا))
لكن لا جدوى من الانكار. لقد ذهب آلان من دون اي شك....... كما وعدها ان يفعل, كل ما حدث بينهما , كل هذه البهجة المخفية والمربكة لم تؤثر على قراره.
نزلت السلالم وفتحت الباب بعنف, لم تجد اي اثر لسيارته , احست فجأة بدوار وهي تجثو في المدخل. بدا دفئ الشمس على وجهها . وكأنه يسخر منها الآن. ارادت ان تبكي , لكن لم تسعفها الدموع, كيف بإمكانه ان يرحب من دون ان يكلمها , حتى كلمة نعم, لقد اتفقا على الإنفصال , لكن كان ذلك من الماضي. ألم يلاحظ كم تغيرت؟ وكيف تشعر الآن؟
الحقيقة المرفوضة واجهتها ......لقد لاحظ بالتأكيد , لكنه لم يبال ... ربما هو معتاد على هذا النوع من التجاوب مع نسائه . الحب بالنسبة اليه شيء فارغ . كما أفهمها مرارا ,لقد امتلكها ,هذا كل ما في الآمر.
لقد استمتع ايضا بأنتصاره , فكرت بحزن , استمتع بإنهيارها ودمر كل مقاومتها,أحب ان اربح أخبرها بذلك ليلة البارحة , وقفت ومشت الى الطاولة ,هذا ما رأته في لوحتها لكنها لم تلاحظ من كثرة ارتباكها.لقد تلاعب بها بشكل مثير للشفقة ! امسكت اللوحة ومزقتها حتى دمرتها نهائياً ثم جمعت أجزاءها ووضعتها في الفرن وراحت تراقب والنار تلتهمها. كانت تحترق هي ايضاّ..... بتذلل وندم , ألم تنل ما يكفي من التحذيرات؟
عليها ان ترحل هي ايضاّ. لا يمكنها ان تبقى هنا في هذا البيت والذكريات تطوقها في كل مكان , عليها ان تجد بيتاً في مكان اخر. وتنظم حياتها من جديد قبل ان يعود كيفين. ستحزم حقائبها وتعد الى مونتاسكو وتركب اي قطار الى اي مكان.
عليها ان ترتب المحترف اولا ,فكرت , لا يمكنها ان تأخذ معها كل معداتها . ستبقي البعض منها هنا, حتماً سترجع يوما ما لإحضارها . اقتضى الآمر منها بعض الوقت حتى نقلت أغراض الرسم من المحترف الى الطابق الأرضي .كان المسند ثقيلاً ووجدت صعوبة في حمله,لكنها كانت مسرورة لأنه جعلها تركز على عملها وتنسى آلان قليلاً.
تركت أقمستها غير المستعملة. وضعت لوحة الرسم والطاولة في احدى الزوايا وغطتها بشرشف سميك,
كانت على وشك ان تصعد الى غرفتها وتوضب ثيابها عندما سمعت صوت سيارة. توقفت وهي تحملق في الباب المفتوح. سيارة آلان , فكرت وعضلات حلقها تتقلص على نحو مؤلم, لا يمكن ذلك , لا بد انها تهذي ,لقد ذهب آلان ولن يرجع.
راقبته مذهولة وهو يترجل من السيارة يعبر ساحة البيت الى الباب , لم تعرف سبب رجوعه ,, ولم ترد ان تعرف . لن تستطيع مواجهته ..... لا تستطيع ان ترى علامة الإنتصار في عينيهو او الشفقة. حاولت ان تغلق الباب ولكن آلان سبقها ودفع بكتفه بعنف, سألها
((هل انت مجنونة؟))
وهي تتراجع عنه بعيدا, نظر حوله ورفع حاجبيه
((لماذا كل أغراضك هنا؟))
((لأنني راحلة. وسأرسل عنواني الى محاميك بعد ان أستقر.))
ردد ورأها ببطء
((محاميك.بعد ان.......تبا عما تتحدثين؟))
رفعت ذقنها
((الطلاق.ألم نتفق على ذلك؟ لا داعي لقول المزيد. لما عدت؟))
بقي صامتا للحظة .بدا وجهه شاحبا ثم ابتسم.قال
((حسنا ,كما تريدين يا سيدة . لن أضيف شيئا. اعتقدت بأن علينا ان نودع بعضنا البعض, لكنني لن أؤخرك كثيرا.))
تجاوزته فيليبا . وصعدت السلالم الى غرفتها. فتحت الباب ووقفت . كانت الفوضى تعم الغرفة. وكأن لصا قد دخل الغرفة. ثم ووبطء ادركت سبب هذه الفوضى.
صدمت لآن ما رأته كان ملابس آلان. جالت بنظرها على قمصانه وكنزاته وحقيبته الجلدية وكل أغراضه المبعثرة على السرير.
سمعت خطواته , واستدارت ببطء. كان وجهه خاليا من اي تعبير , قال بإتزان
((إني آسف , لقد تصرفت بوقاحة, ربما من الأفضل ان احزم أغراضي اولا.))
كان يهم بالمرور أمامها, فأمسكت فيليبا بذراعه. سألت بصوت أجش
((لماذا وضعت أغراضك في غرفتي؟))
((هل انت بحاجة الى هذا السؤال حقا؟))
ثم أضاف بصوت قاس
((لانني فكرت...... وتمنيت ان أنام هنا اخيرا,))
ضحك
((كم كنت غبيا! ألم تعن لك شيئا هذه الآمور التي تشاركناها منذ ساعة او ساعتين؟))
ابعد يها عن كتفه
((((لا تلمسيني.))
((آلان ,لا , أصغ الي))
امسكت قميصه
((لقد اعتقدت انك رحلت وانك هجرتني الى الآبد . قلت انك ستفعل ذلك بعد ان تنتهي من تصليح السيارة, لم أرك عندما استيقظت ولم أبحث هنا, لم أعتقد...........))
أخذت نفسا عميقا
((كنت تعيسة جدا .أردت الموت . ولهذا كنت راحلة لاأنني لا أتحمل ان ابقى هنا بمفردي))
بدا آلان غير مصدق, لكنه لم يبعدها.
((اتركك؟ هل حقا تعتقدين ذلك؟ ))
هز رأسه
(( لا يا حبيبتي, لم أنو ذلك ابدا على الرغم مما قلته , حتى من تدخل السيد ثييري , كنت سأجد عذرا ما لآبقى وأحقق ما جئت من أجله.))
همست
((ما هو؟))
ابتسم
((انت يا زوجتي الصغيرة, جسدك,قلبك وعقلك العنيد .))
امسك يديها ولاحظ أنهما يرتجفان , وتابع
((فيليبا لا تتظاهري بعد اليوم, انت تعرفين انني احبك. هل تبقين هنا معي ونمضي شهر عسل من جديد؟ونبدأ زواجنا على اساسا الحب والصدق؟))
((الأن انت الذي يتظاهر انت الذي لا يريدني. بل تريد البارونة . انا لا استطيع التحمل مهما كنت احبك. هذا كثير علي.))
قال بلطف,
((لم اكن ابدا مهتما بماري لور, عندما التقيتها اول مرة وجدتها مغرية.كانت تجربة مثيرة, هذا كل ما في الآمر.))
همست
((كيف يمكنك ان تقول ذلك؟ لقد رأيتكما معا في الحفلة,على الشرفة, انت تعلم ذلك. كنت تعانقها......))
((كلا))
عانقها وداعب شعرها .
((لقد انتهى كل شيء بيننا منذ زمن طويل, هي التي لحقت بي ورمت بنفسها علي . وفي تلك اللحظة عرفت......))
قالت بصوت ينم عن تهديد
((عرفت ماذا؟))
قال عابسا
((أنها استؤجرت مثل صديقك فابريس من قبل عمي.))
نظر الى عينيها وهز رأسه
((انت تجدين الآمر صعب التصديق.وأنا كذلك........ في البداية, التقيت بتلك الملاأة مصادفة. أوضحت لي انها تريدني . وأنا صدقت كل ما تريدني هي ان أصدقه))
ابتسم بسخرية
((أصابتني الصدمة عندما انتشرت الفضيحة, لم أكن الرجل الأول في حياتها, كان كل شيء مرتباً بطريقة ما. قمت ببعض التحريات واكتشفت انها كانت غارقة في الديون, كان البارون رجلاً غنياً. لكنه لم يكن رجلاً كريماً, وكانت هي تحب المغامرة . كانت السلاح المثالي لعمي. ولذلك انهيت علاقتي بها.....))
توقف قليلاً ثم استطرد
(( كان لدي بالطبع العذر المثالي , كنت عازماً على الزواج.))
((فهمت
((كلا , لم تفهمي! ابداً يا زوجتي, ))
داعب وجهها بيده.
((أوقفت كل علاقاتي منذ تلك الليلة في لاودن حيث رأيتك لأول مرة. ألم تعرفي ذلك؟))
((وكيف لي ان اعرف؟ لم أكن جميلة , ولم أكن انتمي لعالمك.....))
سألها بنعومة
((لستِ جميلة؟ انتِ لا ترين جيداً بالنسبة لفنانة ,وما يعرف العالم الذي أنتمي اليه عن إخلاصك وحيبك؟ وجدت نفسي أفكر الليلة انك لا تهتمين سوى بوالدك او انكِ ستفكرين يوماً ما بي, لم أكن أصدق ما يحدث لي. عندما كنت بالفندق, كنت حائراً اسأل نفسي , ماذا علي ان أفعل إذا لم تأتي إلي, مع انني كنت اعرف انني سألاحقك اينما ذهبتِ))
نظرت الى عينيه , رأت ألمهما وترددها منعكسين فيهما
(( آلان.....))
عندما رفع رأسه التمعت عيناه
(( قولي بأنك تحبينني. قولي ذلك حتى تصبحي زوجتي بصدق هذه المرة. قولي بأنك لن تتركيني ابدا مرة ثانية.))
احتجت
((انت الذي كنت دائما ترحل. كنت دائما بمفردي في باريس . وتلك الليالي التي كنت تغيب فيها عن الشقة.....))
((هل اعتقدت انني كنت سأتحمل البقاء معك, أراقب كرهك لي ونفورك مني كلما حاولت التقرب منك؟ لم ارد لومك على ذلك. كنت انوي ان انتظر وأصبر. لكنني تصرفت كالوحش.))
تأوه وأضاف
((لم أتجرأ على لمسك في لندن حتى لا أخيفك, ولكنني نسيت كل شيء في ليلة زواجنا بعد ان أصبحت ملكي. كنت أريدك بجنون , وكنت متأكد من انني سأستطيع ان اجعلك تريدنني. بعد ذلك , كرهت نفسي , لم أنم طوال تلك الليلة. لم تفارق عيناك المجروحتين خيالي ولم أفكر سوى انني حطمت كل شيء بيننا الى الأبد. كنت انام في الشركة. كان علي ان أبقى بعيدا لانني لا اثق بنفسي . لكن كانت هناك أوقات احتجت فيها للمزيد وكنت خائفا من ان اصدمك او اشعرك بالإشمئزاز أو ازيد الحواجز التي بيننا ))
((اعتقدت انك مع ماري لور, انت أوحيت لي بذلك.))
(( حسنا , تساءلت اذا كان موقفي سيشعرك بالغيرة, وخاصة بعد ان لمست بعض الإهتمام , كان املي الوحيد, قلت لنفسي .إذا كنت فعلا لا تبالين كما أوضحت, عندئذٍ فلن تؤثر علاقتي عليكِ. قررت ان أضللك قليلاً , طبعا بمساعدة ماري لور, أعني بمحاولاتها لإسترجاعي .))
احنى رأسه وقبلها بلطف
((هل بإمكانك ان تسامحيني؟ لقد نلت عقابي إذا كنت قد جرحتك عندما فكرت بأنك واقعة في حب فابريس . عرفت معنى الغيرة الحقيقية ولاحظت ان استعمالي لماري لور كطعم أوقعني في فخ.أصررت على التحرر مني حتى أتزوجها . وعندما حاولت ان أفسر لكِ وأخبرك بالحقيقة رفضت سماعي.))
((اعتقدت ان هذه رغبتك , الزواج من المرأة التي تحبها.))
((كنت أقصدك . أردت ان يكون زواجنا صادقاً وأن نمضي بقية حياتنا معاً على امل ان تقعي في حبي يوما ما .))
تنهد
((اعتقدت اننا لو انجبنا اولاداً واهتتمت بهم كنتِ ستحبين في اخر الآمر والدهم كنت يائساً جداً))
اعترفت بصوت خفيض
((انا كنت يائسة ايضا ولذلك هربت, عندما فكرت اليوم بأنك هجرتني , أردت الموت.))
قال
(( كنت غارقة في النوم ولم اشأ إزعاجك , فكرت في إنهاء مهمتي قبل ان تلاحظي غيابي))
تابع على نحو مقتضب
(( اتصلت بباريس وأعلمت زملائي بأنني سأذهب في رحلة شهر عسل جديدة, ولا اريد ان يزعجني احد. احضرت بعض الطعام ايضا . علي ان احافظ على قوتي انت تفهمين.))
نظرت اليه بعبث
((حقا.))
((سيكون عملي كعارض صعبا للغاية, خصوصا اذا كنت مجبرا على إقامة علاقة مع فنانة.))
((آه))
وضعت يدها على فمها
((لقد تذكرت...... لقد مزقتها...... صورتك الجديدة))
((سأتيح لك فرصا اخرى , اذا شئت ))
طبع قبلة على انفها
(( لا أنوي الإبتعاد عنك هذا الاسبوع))
((فقط؟))
((لا , سنسافر الى الولايات المتحدة لإحضار والدك وسيبقى معنا في فونتانبلو.))
((اتمنى ان لا يصدمه خبر زواجي))
بدت قلقة
((سيسامحنا عندما يرى سعادتنا))
((هل سنكون سعيدين؟))
((كثيرا.))
وعانقها.
((ليس علينا سوى ان نأكل ونشرب, ونستمتع بأشعة الشمس وببعضنا البعض.))
ذكرته بإبتسامة
((علي ان ارسم ايضا. سوف أنقل أغراضي الى المحترف مجددا.))
((لاحقا))
امسك يدها وتابع
((بعد ليلة زواجنا))
قالت
((لكنها انتهت منذ عصور))
((خلاف ذلك, ستبدأ الأن, وستستمر الى الآبد, هل انت موافقة؟))
((نعم يا حبيبي))
نظرت فيليبا الى عيني زوجها بمحبة وثقة.
تـــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــــــــــت