الفصل الخامس
رجع زاك غوردانو الى الوراء واضعاً يديه على وركيه,لم يقل شيئاً في البداية, حبست فيليبا انفاسها عندما أومأ برأسهز
قال
(( لا بأس بها ,انها أفضل ما انتجت حتى الآن))ابتسمت فيليبا بفرح وقالت
((هذا الطف كلام سمعته في حياتي))رفع زاك حاجبيه الكثيفين
((لقد تزوجت فقط .......من شهر))
صححت فيليبا
((ستة اسابيع))
وبدا تعبيرها جافاُ
قال زاك بسخرية
((فترة طويلة, لا عجب ان شهر العسل والكلام الجميل قد انتهيا.))
ابتسمت رغماُ عنها
((نعم..........حسناً,هل حقاً تعتقد ان عملي تحسن؟))
توقف زاك وهو يفرك لحيته
((ربما
((تفحصت عيناه الداكنتان وجهها بدقة
((اني أسأل نفسي بإستمرار ......لما تريدين القيام بذلك؟ لا اعتقجد انك بحاجة للرسم,انتِ متزوجة من مليونيير , وليس عندك اي مسؤوليات؟))
نظرت فيليبا الى اللوحة التي على المسند
((هل هذه مشكلة؟))
((لا بد ان هناك سر؟ ماذا علي ان اقول ؟ انتِ كتومة جداً, وهذا سيمنعكِ من الرسم بحرية. مازلتُ في بداية الطريق.والأفضل لكِ ان تتراجعي قبل فوات الآوان ,اذاً أسألكِ ثانيةً ......... لماذا تهتمين؟))
بدت فيليبا منزعجة
((هل انا اضيع وقتي....ام وقتك؟ هل هذا ما تحاول تقوله؟))
((كلا لو فكرت في ذلك ,لكنت صارحتك في اول يوم بالحقيقة))
بقيت فيليبا صامتة للحظة ثم قالت ببطء
((اعتقد ان هناك اسباباً عديدة, اريد ان احقق ذاتي,وان اثبت للآن ان لي حياتي الخاصة,وهذا ليس بالآمر السهل.))
توقفت قليلاً ثم استطردت
((هناك والدي بالطبع , كان يشجعني دائماً على الرسم,عندما أكافح لمتابعة دراستي في الرسم هنا,اشعر وكأنني أساعده على محاربة مرضه في نييورك,ألا يبدو هذا سخيفاً؟))
قال بتهذيب
((ابداً على الاطلاق, ماهي اخبار كيفين؟))
تجهم وجهها
((يتحسن ببطء,انني اتصل بالعيادة يومياً لا يمكنهم التكهن في الوقت الحاضر,بالإتجاه المحتمل الذي سيتخذه هذا المرض,لكن كل شيء يسير على ما يرام من دون اية مضاعفات,ما زلت اعيش في الآمل))
ربت زاك على كتفها
((اتمنى له الشفاء العاجل ,أخبريني دي كورسي ,ما راي كيفين بزوج ابنته؟))
بلعت فيليبا ريقها بصعوبة
(( في الحقيقة, هما لا يعرفان بعضهما البعض جيداً.))
راوغت فيليبا بإجابتها
هز زاك راسه
((ارغب يوماً ما ان اسمع قصة زواجك, وكذلك سيلفا تقول ان في عينيكِ حزناً عميقاً بالنسبة لعروس, مع ان زوجك رجل جذاب جداً,وترغبه النساء كثيراُ, هذا ما تقوله سيلفيا))
هزت فيليبا كتفيها من دون مبالاة
((اعتقد انه يجب على معظم الزيجات ان تمر في فترة تعديل))
((فهل ينطبق عليكِ؟))
((اعتقد ذلك,اخبر سيلفيا بالا تقلق علي))
((سأفعل))
توقف زاك ثانية ً ثم تابع
((بما اننا نتحدث عن زوجتي, لقد وعدتني بأن تحضر لي الليلة حساء السمك,وتقول انه سيكفينا نحن الثلاثة))
هزت فيليبا راسها بأسف
((لا استطيع, علي ان اذهب الى حفلة عشاء اخرى مع انني افضل ان ابقى معكما))
قال زاك
((ربما في وقت اخر, سأراكِ غداً يا عزيزتي))
كانت فيليبا مستغرقة في تفكير عميق وهي تنزل الدرج الذي يفصل المحترف عن الشاطئ ببطء
كانت ترى ان عملها ما زال في طور التجربة,تساءلت اذا كان موقف آلان قد اثر عليها ,فعدم موافقته على قراره بدا واضحا وجازما,مع ذلك ليس بمقدوره ان يتذمر,خصوصا انها تلتزم بالإتفاقية دائما,وهي حاضرة عندما يحتاج اليها,لقد بدأت تتغلب على خجلها,وتأخذ كامل حريتها في الكلام,لقد لعب آلان دوره ايضا ببراعة ........ لا تستطيع ان تنكر ذلك, كان منتبها وحبا كل كلمة وكل حركة عبرتا عن افتخاره بها كزوجة.
اعتادت ان تسمعهم يقولون:فاتنة . فلا احد على حد علمها حاول ان يقارتنها بإمرأة اخرى.وبهذه الطريقة كان لديه على الآقل سببا حتى يرضى عنها.
منتديات ليلاس
عضت على شفتها. لكن هذا لم يكن بالطبع اساس المشكلة.لكان اعتبر زواجاً ناجحاً.لو انه يستمر فقط امام الناس,ولكن الوضع يسؤ عندما يصبحان بمفردهما,لم يتشاجرا او يقوما بأي شيئ من ذلك,اعترفت بحزن.تمنت لو انه حصل بينهما بعض الخلافات,كانت احياناً تجد نفسها تحرض آلان عمداً حتى تحصل منه على ردة فعل,لكن من دون فائدة.
كان دائماً لطيفاً معها , ولم يغير تصرفه المهذب الا في المناسبات النادرة عندما يكونا بمفردهما.
فكرت ان عليها ان تكون شاكرة على التقدير الذي اظهره لها,على الآقل لم تكن هناك محاولات مزعجة لمراودتها! لكن الامتنان لم يكن الإحساس الوحيد الذي شعرت به.كانت تشعر بفراغ وحزن عميقين في كل مرة يتركها,ربما لديه حق شرعي بما يفعل,لكن هذا لا يعني انها مجبرة على ان تحب ذلك,استطاعت ان تقيم لنفسها حاجزاً ساعدها ..................على مقاومة جاذبيته المدمر والذي ما زال يعذبها.لن تتحمل استسلامها له ولو للحظة,عرفت ذلك لإحساسها الدائم بتوق غريب اليه,ولقد كرهت ضعفها تجاهه.
وما هو دور ماري لور سومرفيل في حياته؟ لا تستطيع سوى التكهن بالتأكيد كانت هناك ليالً لم يعد فيها الى الشقة,لم يقدم لها اي عذر , وهي لم تسأله,كان يعلم بالمخاطر الكامنة في علاقة كهذه.
الغي اجتماع المجلس الطارئ,والذي كان سيعقد للنظر في شأن آلان .وأجبر لويس دي كورسي على الإعتراف بفشل حملته الهادفة الى إزاحة آلان من منصبه كرئيس مجلس الشركة بعد ان أصبح رجلاً متزوجاً محترماً. ولكن هذا لا يعني انه توقف عن مراقبته والإنتظار حتى يرتكب غلطة او هفوة ,سيكون إستئناف علاقته مهما كانت سرية, بالبارونة الجميلة العذر الملائم الذي يبحث عنه عمه,فكرت فيليبا وهي تعض على شفتها................حسناً , هذا الجانب من حياة آلان لا دخل لها فيه,اليس كذلك؟
السخرية في ذلك الآمر,هو الحسد العلني,الذي لمسته من معظم النساء,لقد تصورن انها تعيش حياة مترفة سعيدة,لو أنهن عرفن الحقيقة! فكرت وهي تتنهد بضعف.
بدأ الشارع مكتظ بالناس على غير عادته,نظرت حولها ولفت نظرها شابان نحيلان شعرهما اشعث ويرتديان ثياباً رثة,رفعها واحد منهما الى الرصيف, بينما حاول الثاني خطف حقيبتها.
صرخت فيليبا وهي تتشبث بالرباط,وتسمع في مكان ما قربها صوت رجل آخر,أرخت فجأة قبضتها عن الحقيبة ورأت اللصين يختفيان في الشارع الثاني.
ساعدها الرجل بلطف على الوقوف , وجمع أغراضها المبعثرة على الرصيف . وسألها
((هل انتِ بخير, يا آنسة؟))
((نعم ,شكرا.))
كانت ركبتا بنطالها الجينز ممزقتين, والدم يتدفق منهما,ستصبحان كدمتين غداً فكرت وهي تسند نفسها على الحائط وتحاول ان تستعيد أنفاسها وتلقي نظرة أولى على منقذها.
شاب جذاب شعره اسود,بدا قلقا على الرغم من ابتسامته وهو يناولها الحقيبة,تابع الشاب
((لكنها كانت صدمة لكِ ,هناك مقهى في آخر الشارع , ما رأيك في تناول فنجان قهوة او.............شراب؟))
ارتاحت فيليبا عندما قدم لها ذراعه,لأنها كانت تشعر بآلم في قدمها كلما تحركت,كان المقهى على بعد مئة متر,اجلسها الى اول طاولة ثم استدعى الخادم بنقرة من أصبعه,أحضرت القهوة والشراب بسرعة فائقة.
سألها وهي ترتشف القهوة
((هذا أفضل؟))
ترددت فيليبا
((بكثير اني ممتنة لك يا سيد......؟))
((فابريس دي ثييري في خدمتك يا آنسة))
توردت وجنتاها
((في الواقع سيدة دي كورسي,فيليبا دي كورسي))
بدا مندهشاً, ثم تحول تعبيره الى آسف
((تبدين صغيرة جداً لتكوني إمرأة متزوجة))
((اني ادرس الرسم مع زاك غوردانو, كان الشارع دائماً هادئاً, لم اتصور ابداً...........))
((بالطبع, ربما كانا يراقبانك.......آملين مباغتتك))
قالت بصرامة
((اني اتسأل عن السبب,ليس معي اي شيء له قيمة حقيقية في حقيبتي,اني لا احمل سوى بضعة فرنكات))
قال
((عندما يكون الانسان مفلساً يجد بضعة فرنكات مبلغاً كبيراً.))
تابع
((اخبريني عن رسمك؟))
ازداد تورد وجنتيها
((انه عمل مؤقت , هل انت تهتم بالرسم؟))
قال
((اني اهتم بعدة امور ,لكني اعمل الآن في مجال المحاسبة))
أحنى رأسه الى الآمام
((تبدين حزينة , هل تأذيتِ, ربما اكثر مما قلتِ؟))
هزت فيليبا رأسها
((كلا........حسناً..........لكن.....زوجي لم يوافق على فكرة الرسم والآن بعد الحادثة سيصر على ان استعمل السيارة مع السائق الخاص, وهذا سيحد من حريتي))
((وهل يهمك هذا؟))
((كثيراً))
اجبرت نفسها على إبتسامة ندم
((لقد سرق اللصان اكثر مما لاحظا))
وضعت فنجان القهوة على الطاولة, ثم نظرت الى ساعتها
((يا للهول ! لقد تأخرت في الذهاب الى البيت,يجب ان اجد سيارة اجرة.......))
((لدي سيارة , هل لي ان أوصلك الى مكان ما؟))
ترددت فيليبا
((لا احب ان افرض نفسي .... لقد كنت لطيفاً معي))
قال وهو يشير الى النادل ليحضر الفاتورة
((أي شخص كان فعل ذلك, ما هو عنوانك؟))
رفع حاجبيه بسخرية بعد ان اخبرته
((إذاً انتِ زوجة ذاك الرجل دي كورسي ؟))
أومأت برأسها
((هل هذا يعني انك غيرت رآيك؟))
((لا , ولكن زوجك على حق,من الخطر ان تسيري في شوارع باريس دون حماية,لكنني سأخذكِ الى البيت مباشرة, ربما لن يغضب كثيراً))
قالت فيليبا عندما اقتربت سيارته من المنزل
((علي ان اشكرك ثانيةًلإنقاذي))
((هذا من دواعي سروري))
وأمسك يدها وطبع عليها قبلة, ابتسمت عيناه لها, تابع
((ما زلت اعتقد انك صغيرة على الزواج,الى اللقاء سيدة دي كورسي))
((الى اللقاء سيد دي ثييري.))
شعرت فيليبا بلهاثها وهي تترجل من السيارة ,من الممتع ان يعامل المرء كشخص جذاب,وليس كشخص مفيد فقط,فكرت وهي في المصعد,عندما وصلت الى الباب لاحظت بخوف ان المفاتيح ليست معها,لا بد انها وقعت, ولقد افتقدتها عندما كنت اجمع الأغراض,فكرت وهي تضغط على الجرس الكهربائي.
فتحت السيدة جيسكار لها الباب بتكشيرتها المعتادة
((لقد سأل عنك السيد))
اتسعت عيناها
((ماذا حصل؟ثيابك ممزقة وهناك دم؟))
((حاول احدهم خطف حقيبتي لكن لحسن حظي اوقف عند حده في الوقت المناسب))
حاولت فيليبا ان تغير الموضوع
((انا اسفة اذا كان السيد ينتظر,سأرتب نفسي حالا))
وتوجهت الى الحمام لتأخذ دشا.
كانت قد عادت الى غرفة النوم في ثيابها الحريرية,وأخذت تضع بعض المساحيق على وجهها عندما فتح الباب من دون انذار.
قال بصوت قاس
((لم أستوعب كلام هنرييت , هل تعرضت للسرقة فعلا؟كيف حدث ذلك؟))
تنهدت فيليبا الآن ستبدأ الإتهامات.
((كنت خارجة من محترف زاك, عندما حاول رجلان سرقة حقيبتي,ثم ظهر رجل اخر ساعدني على التخلص منهما,))
اضافت بهدوء
((لم يأخذا شيئا))
رفع آلان حاجبيه
((لا يمكن ان تكون فعلتهما مقصودة,اذا كان حضور شخص واحد ارعبهما, من حسن حظك انه كان هناك))
وافقت فيليبا بحماس
((نعمبالتأكيد, كان رائعاً حتى ..... انه دعاني لمشاركته القهوة,ثم أوصلني الى البيت.))
وقف آلان بقرب النافذة ثم نظر الى الشارع
((هل تعرفين إسم المنقذ الشجاع؟))
(( بالطبع , فابريس دي ثييري.))
((يجب ان اجده.....كي أقدم له مفاجأة .))
((كما تريد... لكن لا اظن انه يتوقع اي شيئ,كان لطيفاً جداً))
أرتعشت فيليبا وهي تمسك بدلتها المطرزة.لقد نظفت جروحها في الحمام,ولكنها ما زالت تؤلمها,
اقترب منها عابساُ
((هل جرحتِ؟))
((لقد وقعت الآمر ليس خطيراًُ))
((لا اظن ذلك))
أجلسها على حافة السرير ثم جثا امامها ليفحص العلامات التي على ركبتيها.
((صدقني, انها ليست خطيرة.))
((هل استعملتِ المطهر ؟ اليس من الأفضل ان تضعي بعض الضمادات؟))
((انها خدوش بسيطة,ولم تعد تنزف.))ابتعدت عنه قليلاً
((الان ارجوك, اريد ان استعد للسهرة, سنتأخر.))
قال بصوت اجش
((لا داعي للعجلة, ما كان يجب ان يحدث ذلك))
تحركت بقلق, ولكن يديه أوقفتها.
((لا تهربي))
أصبح صوته غاضباً
((هل تجدين لمستي بغيضة فقط, أم انكِ جفلتِ من ذاك الغريب؟))
((الآمر....مختلف......كان.......لطيفاً))
((هل هذا ما كنتِ تريدينه من الرجل ,يا زوجتي البريئة..........فقط....اللطف؟))
انتقلت أصابعه فوق بشرتها,فجعلتها تحترق وتتلون.
وضعت فيليبا يديها حول عنقه بملئ إرادتها , حتى تشعر بقوته تحميها,طوقهما صمت عميق , لم يقطعه الا صوت تنفسهأ.
برغم ان طرق الباب كان سريعاً ورسمياً إلا انه بدا كضربة مطرقةمزقت رقة عالمهما المبهج في لحظة
((سيد آلان ...... سيدتي))
كان صوت السيدة جيسكار
((يقول مارسيل ان السيارة أصبحت جاهزة))
تراجعت فيليبا الى الوراء لتحرر نفسها من ذراعي آلان
((دعني أذهب.....يجب ان........))
((ماذا؟))
حدقت عيناه الخضروان بها
((ما رآيك ان اخبر مارسيل ان يذهب هو والسيارة , ونمضي الليلة هنا؟))
((الجميع يتوقع حضورنا الحفلة))
بدا صوتها مرتعشاً, ثم تابعت بسرعة
((لا يمكنك إهانة الناس ))
وهي تغطي نفسها
((ما زال عمك يبحث عن عذر.........))
((اعتقد ذلك))
تجاوزها آلان بوجه جامد ساخر
((ليس هو فقط من يبحث عن عذر))
وقف امام المزينة ليمسد شعره المبعثر وليرتب ربطة عنقه
((سأنتظرك في غرفة الإستقبال))
أخذت فيليبا ثيابها تتلمس مكان الأزرار بأصابع مرتعشة,وضعت أحمر الشفاه على شفتيها بسرعة ثم تركت شعرها ينسدل حول وجهها المتورد,وقفت للحظة تحدق الى نفسها في المرآة,وهي لا تصدق ما حدث لها,لو لم تطرق السيدة جيسكار على الباب . لكانت ارتكبت غلطة فظيعة,لا يمكن إصلاحها, لقد جعلها آلان تستسلم له بكل سهولة.
ارتعدت وهي تمسك حقيبتها السوداء, عليها ان تكون اكثر حذراً من الآن وصاعداً,قالت لنفسها وهي تتجه الى الصالون
أقيمت الحفلة في بيت كبير خارج باريس,كان المساء دافئاُ وأبواب المدخل مشرعة حتى يتمتع الضيوف الآكبر سناً من آلان بمناظر الحدائق الخلابة.
كانت شاكرة لانها إستطاعت ان تهرب الى الحديقة,وكانت تعي نظرات آلان المثبته عليهاوهما في السيارة , لم يتكلما كثيراً ولقد عرفت ان لقائهما لم ينتهي تماماً , والآن بعد ان خانتها رغباتها .كانت متأكدة بأن آلان لن يكتفي بعد اليوم بسلبيتها المحرجة, والتي طالما أظهرتها بين ذراعيه.
لم تسطع تفسير ضعفها . لابد ان الحادث الذي تعرضت له أضعفت مقاومتها .فكرت بحزن وهي تتكئ على المنور الحجري , وتمسك كوب العصير.
الآن سيبدأ بمطاردتها ........هذا الصياد الذي يعرف أن ضحيته ضعيفة,يأمل بأن يحرز انتصاراً نهائياً وسريعاً.
تجهم وجهها لآنها شعرت انها تبالغ في تصوير الآمور , لكن الا يمكن ان يكون إستسلامها لآلان موتاً بحد ذاته عندما تسمح لنفسها ان تصبح لعبته لساعات عدة.؟
بدا جسدها متقلصاً بوضوح .هذا امر لا تستطيع ان تسمح به...او ان تفكر فيه . لا يمكنها ان تمنح نفسها له .لأنها حالما تفعل سيستملك قلبها.وروحها بيدين قاسيتين جارحتين . والنتيجة ستكون كارثية.
رفعت ذقنها بتحد .لن تكون ضحيته ولا دميته.....
((سيدة دي كورسي لقد بحثت عنكِ في كل مكان))
عرفت فيليبا صوت مضيفتها الناعم,تنهدت حتى تهيئ نفسها لتعارف جديد.
((اسمحي لي ان اقدم اعز اصدقائي ,السيد جيراردي غريسي,لقد اتى مع ابنته التي تقول انها تشرفت بمعرفتك في مناسبة سابقة.))
استدارت فيليبا .ثم ابتسمت لها بتهذيب.لم تلاحظ الرجل الأشيب الذي كان يحنى رأسه ليطبع قبلة على يدها.كانت عيناها مثبتتين على المرأة التي كانت الى جانبه في ثوب ازرق مثير.
قالت ماري لور سومرفيل
((سيدة دي كورسي.))
كانت تبتسم لها بعينيها البنفسجيتين المليئتين بالحقد.
هل تذكرينني جيداً؟))