لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-02-09, 06:18 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الخامس


رجع زاك غوردانو الى الوراء واضعاً يديه على وركيه,لم يقل شيئاً في البداية, حبست فيليبا انفاسها عندما أومأ برأسهز
قال
(( لا بأس بها ,انها أفضل ما انتجت حتى الآن))ابتسمت فيليبا بفرح وقالت
((هذا الطف كلام سمعته في حياتي))رفع زاك حاجبيه الكثيفين
((لقد تزوجت فقط .......من شهر))
صححت فيليبا
((ستة اسابيع))
وبدا تعبيرها جافاُ
قال زاك بسخرية
((فترة طويلة, لا عجب ان شهر العسل والكلام الجميل قد انتهيا.))
ابتسمت رغماُ عنها
((نعم..........حسناً,هل حقاً تعتقد ان عملي تحسن؟))
توقف زاك وهو يفرك لحيته
((ربما
((تفحصت عيناه الداكنتان وجهها بدقة
((اني أسأل نفسي بإستمرار ......لما تريدين القيام بذلك؟ لا اعتقجد انك بحاجة للرسم,انتِ متزوجة من مليونيير , وليس عندك اي مسؤوليات؟))
نظرت فيليبا الى اللوحة التي على المسند
((هل هذه مشكلة؟))
((لا بد ان هناك سر؟ ماذا علي ان اقول ؟ انتِ كتومة جداً, وهذا سيمنعكِ من الرسم بحرية. مازلتُ في بداية الطريق.والأفضل لكِ ان تتراجعي قبل فوات الآوان ,اذاً أسألكِ ثانيةً ......... لماذا تهتمين؟))
بدت فيليبا منزعجة
((هل انا اضيع وقتي....ام وقتك؟ هل هذا ما تحاول تقوله؟))
((كلا لو فكرت في ذلك ,لكنت صارحتك في اول يوم بالحقيقة))
بقيت فيليبا صامتة للحظة ثم قالت ببطء
((اعتقد ان هناك اسباباً عديدة, اريد ان احقق ذاتي,وان اثبت للآن ان لي حياتي الخاصة,وهذا ليس بالآمر السهل.))
توقفت قليلاً ثم استطردت
((هناك والدي بالطبع , كان يشجعني دائماً على الرسم,عندما أكافح لمتابعة دراستي في الرسم هنا,اشعر وكأنني أساعده على محاربة مرضه في نييورك,ألا يبدو هذا سخيفاً؟))
قال بتهذيب
((ابداً على الاطلاق, ماهي اخبار كيفين؟))
تجهم وجهها
((يتحسن ببطء,انني اتصل بالعيادة يومياً لا يمكنهم التكهن في الوقت الحاضر,بالإتجاه المحتمل الذي سيتخذه هذا المرض,لكن كل شيء يسير على ما يرام من دون اية مضاعفات,ما زلت اعيش في الآمل))
ربت زاك على كتفها
((اتمنى له الشفاء العاجل ,أخبريني دي كورسي ,ما راي كيفين بزوج ابنته؟))
بلعت فيليبا ريقها بصعوبة
(( في الحقيقة, هما لا يعرفان بعضهما البعض جيداً.))
راوغت فيليبا بإجابتها
هز زاك راسه
((ارغب يوماً ما ان اسمع قصة زواجك, وكذلك سيلفا تقول ان في عينيكِ حزناً عميقاً بالنسبة لعروس, مع ان زوجك رجل جذاب جداً,وترغبه النساء كثيراُ, هذا ما تقوله سيلفيا))
هزت فيليبا كتفيها من دون مبالاة
((اعتقد انه يجب على معظم الزيجات ان تمر في فترة تعديل))
((فهل ينطبق عليكِ؟))
((اعتقد ذلك,اخبر سيلفيا بالا تقلق علي))
((سأفعل))
توقف زاك ثانية ً ثم تابع
((بما اننا نتحدث عن زوجتي, لقد وعدتني بأن تحضر لي الليلة حساء السمك,وتقول انه سيكفينا نحن الثلاثة))
هزت فيليبا راسها بأسف
((لا استطيع, علي ان اذهب الى حفلة عشاء اخرى مع انني افضل ان ابقى معكما))
قال زاك
((ربما في وقت اخر, سأراكِ غداً يا عزيزتي))
كانت فيليبا مستغرقة في تفكير عميق وهي تنزل الدرج الذي يفصل المحترف عن الشاطئ ببطء
كانت ترى ان عملها ما زال في طور التجربة,تساءلت اذا كان موقف آلان قد اثر عليها ,فعدم موافقته على قراره بدا واضحا وجازما,مع ذلك ليس بمقدوره ان يتذمر,خصوصا انها تلتزم بالإتفاقية دائما,وهي حاضرة عندما يحتاج اليها,لقد بدأت تتغلب على خجلها,وتأخذ كامل حريتها في الكلام,لقد لعب آلان دوره ايضا ببراعة ........ لا تستطيع ان تنكر ذلك, كان منتبها وحبا كل كلمة وكل حركة عبرتا عن افتخاره بها كزوجة.
اعتادت ان تسمعهم يقولون:فاتنة . فلا احد على حد علمها حاول ان يقارتنها بإمرأة اخرى.وبهذه الطريقة كان لديه على الآقل سببا حتى يرضى عنها.

منتديات ليلاس



عضت على شفتها. لكن هذا لم يكن بالطبع اساس المشكلة.لكان اعتبر زواجاً ناجحاً.لو انه يستمر فقط امام الناس,ولكن الوضع يسؤ عندما يصبحان بمفردهما,لم يتشاجرا او يقوما بأي شيئ من ذلك,اعترفت بحزن.تمنت لو انه حصل بينهما بعض الخلافات,كانت احياناً تجد نفسها تحرض آلان عمداً حتى تحصل منه على ردة فعل,لكن من دون فائدة.
كان دائماً لطيفاً معها , ولم يغير تصرفه المهذب الا في المناسبات النادرة عندما يكونا بمفردهما.
فكرت ان عليها ان تكون شاكرة على التقدير الذي اظهره لها,على الآقل لم تكن هناك محاولات مزعجة لمراودتها! لكن الامتنان لم يكن الإحساس الوحيد الذي شعرت به.كانت تشعر بفراغ وحزن عميقين في كل مرة يتركها,ربما لديه حق شرعي بما يفعل,لكن هذا لا يعني انها مجبرة على ان تحب ذلك,استطاعت ان تقيم لنفسها حاجزاً ساعدها ..................على مقاومة جاذبيته المدمر والذي ما زال يعذبها.لن تتحمل استسلامها له ولو للحظة,عرفت ذلك لإحساسها الدائم بتوق غريب اليه,ولقد كرهت ضعفها تجاهه.
وما هو دور ماري لور سومرفيل في حياته؟ لا تستطيع سوى التكهن بالتأكيد كانت هناك ليالً لم يعد فيها الى الشقة,لم يقدم لها اي عذر , وهي لم تسأله,كان يعلم بالمخاطر الكامنة في علاقة كهذه.
الغي اجتماع المجلس الطارئ,والذي كان سيعقد للنظر في شأن آلان .وأجبر لويس دي كورسي على الإعتراف بفشل حملته الهادفة الى إزاحة آلان من منصبه كرئيس مجلس الشركة بعد ان أصبح رجلاً متزوجاً محترماً. ولكن هذا لا يعني انه توقف عن مراقبته والإنتظار حتى يرتكب غلطة او هفوة ,سيكون إستئناف علاقته مهما كانت سرية, بالبارونة الجميلة العذر الملائم الذي يبحث عنه عمه,فكرت فيليبا وهي تعض على شفتها................حسناً , هذا الجانب من حياة آلان لا دخل لها فيه,اليس كذلك؟
السخرية في ذلك الآمر,هو الحسد العلني,الذي لمسته من معظم النساء,لقد تصورن انها تعيش حياة مترفة سعيدة,لو أنهن عرفن الحقيقة! فكرت وهي تتنهد بضعف.
بدأ الشارع مكتظ بالناس على غير عادته,نظرت حولها ولفت نظرها شابان نحيلان شعرهما اشعث ويرتديان ثياباً رثة,رفعها واحد منهما الى الرصيف, بينما حاول الثاني خطف حقيبتها.
صرخت فيليبا وهي تتشبث بالرباط,وتسمع في مكان ما قربها صوت رجل آخر,أرخت فجأة قبضتها عن الحقيبة ورأت اللصين يختفيان في الشارع الثاني.
ساعدها الرجل بلطف على الوقوف , وجمع أغراضها المبعثرة على الرصيف . وسألها
((هل انتِ بخير, يا آنسة؟))
((نعم ,شكرا.))
كانت ركبتا بنطالها الجينز ممزقتين, والدم يتدفق منهما,ستصبحان كدمتين غداً فكرت وهي تسند نفسها على الحائط وتحاول ان تستعيد أنفاسها وتلقي نظرة أولى على منقذها.
شاب جذاب شعره اسود,بدا قلقا على الرغم من ابتسامته وهو يناولها الحقيبة,تابع الشاب
((لكنها كانت صدمة لكِ ,هناك مقهى في آخر الشارع , ما رأيك في تناول فنجان قهوة او.............شراب؟))
ارتاحت فيليبا عندما قدم لها ذراعه,لأنها كانت تشعر بآلم في قدمها كلما تحركت,كان المقهى على بعد مئة متر,اجلسها الى اول طاولة ثم استدعى الخادم بنقرة من أصبعه,أحضرت القهوة والشراب بسرعة فائقة.
سألها وهي ترتشف القهوة
((هذا أفضل؟))
ترددت فيليبا
((بكثير اني ممتنة لك يا سيد......؟))
((فابريس دي ثييري في خدمتك يا آنسة))
توردت وجنتاها
((في الواقع سيدة دي كورسي,فيليبا دي كورسي))
بدا مندهشاً, ثم تحول تعبيره الى آسف
((تبدين صغيرة جداً لتكوني إمرأة متزوجة))
((اني ادرس الرسم مع زاك غوردانو, كان الشارع دائماً هادئاً, لم اتصور ابداً...........))
((بالطبع, ربما كانا يراقبانك.......آملين مباغتتك))
قالت بصرامة
((اني اتسأل عن السبب,ليس معي اي شيء له قيمة حقيقية في حقيبتي,اني لا احمل سوى بضعة فرنكات))
قال
((عندما يكون الانسان مفلساً يجد بضعة فرنكات مبلغاً كبيراً.))
تابع
((اخبريني عن رسمك؟))
ازداد تورد وجنتيها
((انه عمل مؤقت , هل انت تهتم بالرسم؟))
قال
((اني اهتم بعدة امور ,لكني اعمل الآن في مجال المحاسبة))
أحنى رأسه الى الآمام
((تبدين حزينة , هل تأذيتِ, ربما اكثر مما قلتِ؟))
هزت فيليبا رأسها
((كلا........حسناً..........لكن.....زوجي لم يوافق على فكرة الرسم والآن بعد الحادثة سيصر على ان استعمل السيارة مع السائق الخاص, وهذا سيحد من حريتي))
((وهل يهمك هذا؟))
((كثيراً))
اجبرت نفسها على إبتسامة ندم
((لقد سرق اللصان اكثر مما لاحظا))
وضعت فنجان القهوة على الطاولة, ثم نظرت الى ساعتها
((يا للهول ! لقد تأخرت في الذهاب الى البيت,يجب ان اجد سيارة اجرة.......))
((لدي سيارة , هل لي ان أوصلك الى مكان ما؟))
ترددت فيليبا
((لا احب ان افرض نفسي .... لقد كنت لطيفاً معي))
قال وهو يشير الى النادل ليحضر الفاتورة
((أي شخص كان فعل ذلك, ما هو عنوانك؟))
رفع حاجبيه بسخرية بعد ان اخبرته
((إذاً انتِ زوجة ذاك الرجل دي كورسي ؟))
أومأت برأسها
((هل هذا يعني انك غيرت رآيك؟))
((لا , ولكن زوجك على حق,من الخطر ان تسيري في شوارع باريس دون حماية,لكنني سأخذكِ الى البيت مباشرة, ربما لن يغضب كثيراً))
قالت فيليبا عندما اقتربت سيارته من المنزل
((علي ان اشكرك ثانيةًلإنقاذي))
((هذا من دواعي سروري))
وأمسك يدها وطبع عليها قبلة, ابتسمت عيناه لها, تابع
((ما زلت اعتقد انك صغيرة على الزواج,الى اللقاء سيدة دي كورسي))
((الى اللقاء سيد دي ثييري.))
شعرت فيليبا بلهاثها وهي تترجل من السيارة ,من الممتع ان يعامل المرء كشخص جذاب,وليس كشخص مفيد فقط,فكرت وهي في المصعد,عندما وصلت الى الباب لاحظت بخوف ان المفاتيح ليست معها,لا بد انها وقعت, ولقد افتقدتها عندما كنت اجمع الأغراض,فكرت وهي تضغط على الجرس الكهربائي.
فتحت السيدة جيسكار لها الباب بتكشيرتها المعتادة
((لقد سأل عنك السيد))
اتسعت عيناها
((ماذا حصل؟ثيابك ممزقة وهناك دم؟))
((حاول احدهم خطف حقيبتي لكن لحسن حظي اوقف عند حده في الوقت المناسب))
حاولت فيليبا ان تغير الموضوع
((انا اسفة اذا كان السيد ينتظر,سأرتب نفسي حالا))
وتوجهت الى الحمام لتأخذ دشا.
كانت قد عادت الى غرفة النوم في ثيابها الحريرية,وأخذت تضع بعض المساحيق على وجهها عندما فتح الباب من دون انذار.
قال بصوت قاس
((لم أستوعب كلام هنرييت , هل تعرضت للسرقة فعلا؟كيف حدث ذلك؟))
تنهدت فيليبا الآن ستبدأ الإتهامات.
((كنت خارجة من محترف زاك, عندما حاول رجلان سرقة حقيبتي,ثم ظهر رجل اخر ساعدني على التخلص منهما,))
اضافت بهدوء
((لم يأخذا شيئا))
رفع آلان حاجبيه
((لا يمكن ان تكون فعلتهما مقصودة,اذا كان حضور شخص واحد ارعبهما, من حسن حظك انه كان هناك))


وافقت فيليبا بحماس
((نعمبالتأكيد, كان رائعاً حتى ..... انه دعاني لمشاركته القهوة,ثم أوصلني الى البيت.))
وقف آلان بقرب النافذة ثم نظر الى الشارع
((هل تعرفين إسم المنقذ الشجاع؟))
(( بالطبع , فابريس دي ثييري.))
((يجب ان اجده.....كي أقدم له مفاجأة .))
((كما تريد... لكن لا اظن انه يتوقع اي شيئ,كان لطيفاً جداً))
أرتعشت فيليبا وهي تمسك بدلتها المطرزة.لقد نظفت جروحها في الحمام,ولكنها ما زالت تؤلمها,
اقترب منها عابساُ
((هل جرحتِ؟))
((لقد وقعت الآمر ليس خطيراًُ))
((لا اظن ذلك))
أجلسها على حافة السرير ثم جثا امامها ليفحص العلامات التي على ركبتيها.
((صدقني, انها ليست خطيرة.))
((هل استعملتِ المطهر ؟ اليس من الأفضل ان تضعي بعض الضمادات؟))
((انها خدوش بسيطة,ولم تعد تنزف.))ابتعدت عنه قليلاً
((الان ارجوك, اريد ان استعد للسهرة, سنتأخر.))
قال بصوت اجش
((لا داعي للعجلة, ما كان يجب ان يحدث ذلك))
تحركت بقلق, ولكن يديه أوقفتها.
((لا تهربي))
أصبح صوته غاضباً
((هل تجدين لمستي بغيضة فقط, أم انكِ جفلتِ من ذاك الغريب؟))
((الآمر....مختلف......كان.......لطيفاً))
((هل هذا ما كنتِ تريدينه من الرجل ,يا زوجتي البريئة..........فقط....اللطف؟))
انتقلت أصابعه فوق بشرتها,فجعلتها تحترق وتتلون.
وضعت فيليبا يديها حول عنقه بملئ إرادتها , حتى تشعر بقوته تحميها,طوقهما صمت عميق , لم يقطعه الا صوت تنفسهأ.
برغم ان طرق الباب كان سريعاً ورسمياً إلا انه بدا كضربة مطرقةمزقت رقة عالمهما المبهج في لحظة
((سيد آلان ...... سيدتي))
كان صوت السيدة جيسكار
((يقول مارسيل ان السيارة أصبحت جاهزة))
تراجعت فيليبا الى الوراء لتحرر نفسها من ذراعي آلان
((دعني أذهب.....يجب ان........))
((ماذا؟))
حدقت عيناه الخضروان بها
((ما رآيك ان اخبر مارسيل ان يذهب هو والسيارة , ونمضي الليلة هنا؟))
((الجميع يتوقع حضورنا الحفلة))
بدا صوتها مرتعشاً, ثم تابعت بسرعة
((لا يمكنك إهانة الناس ))
وهي تغطي نفسها
((ما زال عمك يبحث عن عذر.........))
((اعتقد ذلك))
تجاوزها آلان بوجه جامد ساخر
((ليس هو فقط من يبحث عن عذر))
وقف امام المزينة ليمسد شعره المبعثر وليرتب ربطة عنقه
((سأنتظرك في غرفة الإستقبال))
أخذت فيليبا ثيابها تتلمس مكان الأزرار بأصابع مرتعشة,وضعت أحمر الشفاه على شفتيها بسرعة ثم تركت شعرها ينسدل حول وجهها المتورد,وقفت للحظة تحدق الى نفسها في المرآة,وهي لا تصدق ما حدث لها,لو لم تطرق السيدة جيسكار على الباب . لكانت ارتكبت غلطة فظيعة,لا يمكن إصلاحها, لقد جعلها آلان تستسلم له بكل سهولة.
ارتعدت وهي تمسك حقيبتها السوداء, عليها ان تكون اكثر حذراً من الآن وصاعداً,قالت لنفسها وهي تتجه الى الصالون
أقيمت الحفلة في بيت كبير خارج باريس,كان المساء دافئاُ وأبواب المدخل مشرعة حتى يتمتع الضيوف الآكبر سناً من آلان بمناظر الحدائق الخلابة.
كانت شاكرة لانها إستطاعت ان تهرب الى الحديقة,وكانت تعي نظرات آلان المثبته عليهاوهما في السيارة , لم يتكلما كثيراً ولقد عرفت ان لقائهما لم ينتهي تماماً , والآن بعد ان خانتها رغباتها .كانت متأكدة بأن آلان لن يكتفي بعد اليوم بسلبيتها المحرجة, والتي طالما أظهرتها بين ذراعيه.
لم تسطع تفسير ضعفها . لابد ان الحادث الذي تعرضت له أضعفت مقاومتها .فكرت بحزن وهي تتكئ على المنور الحجري , وتمسك كوب العصير.
الآن سيبدأ بمطاردتها ........هذا الصياد الذي يعرف أن ضحيته ضعيفة,يأمل بأن يحرز انتصاراً نهائياً وسريعاً.
تجهم وجهها لآنها شعرت انها تبالغ في تصوير الآمور , لكن الا يمكن ان يكون إستسلامها لآلان موتاً بحد ذاته عندما تسمح لنفسها ان تصبح لعبته لساعات عدة.؟
بدا جسدها متقلصاً بوضوح .هذا امر لا تستطيع ان تسمح به...او ان تفكر فيه . لا يمكنها ان تمنح نفسها له .لأنها حالما تفعل سيستملك قلبها.وروحها بيدين قاسيتين جارحتين . والنتيجة ستكون كارثية.
رفعت ذقنها بتحد .لن تكون ضحيته ولا دميته.....
((سيدة دي كورسي لقد بحثت عنكِ في كل مكان))
عرفت فيليبا صوت مضيفتها الناعم,تنهدت حتى تهيئ نفسها لتعارف جديد.
((اسمحي لي ان اقدم اعز اصدقائي ,السيد جيراردي غريسي,لقد اتى مع ابنته التي تقول انها تشرفت بمعرفتك في مناسبة سابقة.))
استدارت فيليبا .ثم ابتسمت لها بتهذيب.لم تلاحظ الرجل الأشيب الذي كان يحنى رأسه ليطبع قبلة على يدها.كانت عيناها مثبتتين على المرأة التي كانت الى جانبه في ثوب ازرق مثير.
قالت ماري لور سومرفيل
((سيدة دي كورسي.))
كانت تبتسم لها بعينيها البنفسجيتين المليئتين بالحقد.
هل تذكرينني جيداً؟))

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 15-02-09, 06:19 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السادس



اطلقت فيليبا لهاثاً صامتاً. وفي الوقت نفسه انسل الكوب من قبضتها,وتحطم على البلاط,وتناثرت محتوياته على تنورتها المطرزة.
صرفخت مضيفتها مستفسرة عما حصل, وتجاهلت إعتذارات فيليبا المضطربة,قائلة انه من الأفضل تنظيف تنورتها قبل ان يلطخها العصير بشكل يتعذر إصلاحه,استدعت مدبرة المنزل وطلبت منها معالجة الوضع.
اخر شيئ تذكرته فيليبا وهي ترافق مدبرة المنزل هو إبتسامة ماري لور الماكرة والمنتصرة,وتعبير آلان المخيف وهي تتجاوزه في المدخل.
استشاطت غضباً من تصرفها وهي تنتظر في رداء قطني ريثما تنتهي مدبرة المنزل من تنظيف تنورتها,لقد تصرفت كالحمقاء,هذا ما سيقوله آلان,كان من المفترض ان تبتسم لها وتتجاهلها كلياً.منتديات ليلاس
في الوقت نفسه , ليس لمضيفيها ,السيد لوغري وزوجته ضلع في ترتيب هذه المواجهة الثانية بين ماري لور وبينها, كانا لطيفين جداً. وهما من أعز أصدقاء والدي آلان,كما انهما زميلان في العمل,ولهما نشطات خيرية عديدة.ربما لم يعرفا بعلاقة آلان وماري لور .بالطبع من حق والد البارونة ان يطلب منها مرافقته الى عشاء رسمي,اذاً كانت زوجته مريضة,كلا,انها فقط احدى الصدف المشؤومة, والآن تصرفها الآحمق,او ردة فعلها المغالية لحضور ماري لور,سيحث الألسن ثانية على الثرثرة,فكرت بيأس.
عادت اليها تنورتها نظيفة تماماً,لكنها رطبة بعض الشيء,استطاعت ان تنضم الى الضيوف في غرفة الطعام,بدأت الاسئلة تنهمر عليها بأهتمام وحماس شديدين.
اخبر آلان الضيوف عن حادث السرقة, التي تعرضت له ذلك اليوم,في وضح النهار.......... يا لها من صدمة, يا لهذا الاجرام! لا عجب انها متوترة الاعصاب, لكن ما الذي جعلها تسير بمفردها في الشارع؟
قالت فيليبا بضعف
((كنت خارجة من محترف الرسم . اني اعمل هناك كل يوم,لم اتوقع ابدأ حدوث شيئ كهذا))
مالت ماري لور برأسها الى الأمام وقالت
((انتِ فنانة؟))
وقد بدا تعبيرها ساخراً.ثم أضافت
((مازلتِ تتابعين؟ألم تملي من ذلك بعد؟))
((ابداً الرسم مهم جداً بالنسبة لي))
هزت ماري لور كتفيها بلا ملالاة وقالت
((هذا يعني ان هناك نقصاً في حياتك وتحاولين تعويضهبالرسم؟))
ثم تابعت بإندهاش
((كيف يمكن ان يحدث ذلك؟ اتمنى ان لا يكون آلان العزيز قد أهمل واجباته كزوج؟))
خيم صمت مفاجئ.اسرعت السيدة لو غري لرأب الصدع الذي احدثته البارونة وراحت تتحدث عن خطط اللجنة المحلية, ومنها الإحتفال بيوم الباستيل, واصبحت الأحاديث عامة مرة ثانية.
استرخت فيليبا على مقعدا وقلبها يخفق بسرعة.كان آلان يجلس في الطرف الآخر من الطاولة,ولم تجروء على النظر اليه,ماذا كانت تحاول البارونة ان تفعل؟ سألت نفسها بإرتباك.كانت تعلق بإستمرار على كل شيئ,وكأنها تحاول ان تجلب المتاعب وتعزز الأقاويل,مع ان من مصلحتها ايضاً ألا يحصل المزيد من الفضائح.اذاً ما الذي يجري؟
اجبرت فيليبا نفسها على تناول الطعام والتحدث بلطف الى بعض الضيوف بشكل طبيعي,تمنت لو ان تعليقات ماري لور تؤخذ كنموزج للمرأة الحقودة. وألا يوليها الضيوف اهتماما كبيراً ,قالت لنفسها من دون اقتناع راسخ.
قدمت القهوة في قاعة الإستقبال وسمعت موسيقى مصاحبة للحوار والاحاديث .تجنبت فيليبا الاختلاط بالمجموعة القائمة الى جوار مكان ماري لور.
قالت لنفسها انني اتصرف بسذاجة , بإجتنابي لها في هذه الطريقة ,انني اضع نفسي في موقف دفاعي, وهذا من مصلحتها. يجب ان ا}كد لها انني غير مكترثة لوجودها وغير منزعجة من حركاتها. المشكلة انني اتذكر دائماً تعليق تلك المرأة :لن تتفوق على ماري لور ,وأصدقائه ايضاً.
بدت امسية طويلة وكانت فيليبا في حالة متوترة, لا تسمح لها بأحاديث الضيوف. بالرغم من انهم لا يمكن ان يكونوا اكثر لطافة . لكن اصروا عليها ان تخبرهم عن حادث السرقة مع انها كانت تفضل ان تنساه تماماً. شعرت فجأة بضيق في صدرها من كثرة الضجيج وبالإختناق من رائحة السجائر الممزوجة برائحة العطور الغالية الثمن التي ملأت الغرفة.
احتاجت لآن تكون بمفردها في الهواء الطلق لعدة دقائق, أغلقت ابواب المدخل خلال العشاء, لكن كان واحداً منها مفتوحاً جزئياً .انسلت فيليبا بسرية وخرجت للظلمة.
وقفت ثابته في مكانها, تأخذ نفسأ عميقاً وتتنشق رائحة الآزهار, لاحظت فجأة انها ليست بمفردها, ورأت حركة في الظلال , ويسمعت تمتمة أصوات خفيضة , عبست قليلاً وهمت بالدخول.
((آلان))
دوى هذا الاسم في أذنيها بطريقة مثيرة؟لا يمكن تجاهلها او نسيانها, استدارت ناحية الصوت وأختلست النظر الى حيث كان هناك عريشة متشابكة مع شجيرات صغيرة, من خلال نور القمر, رآتهما سوياً متلاصقين. كانت ماري لور تضع ذراعيها حول عنق آلان , وهما ملتصقان تماماً.
((آلان حبيبي))
لم ترد ان تسمع .......او ترى المزيد, كانت منذ عدة ساعات في الوضع نفسه , فكرت والآلم يعصر قلبها راحت تتلمس طريق العودة الى القاعة.
ربما لم يكن وجودها صدفة الليلة,ربما خططا لذلك بتلك الطريقة حتى يختطفا بعض اللحظات المحرمة عليهما ايضاً. تصرفا بذكاء, لم تلاحظ خروجهما من الغرفة. او حتى شخص اخر. كانت امسية رائعة وممتعة. وكان الجميع مستغرقين في احاديثهم وسمرهم. وهذا ما اعتمد عليه العاشقان.
في هذا الوقت , وخلافاً للمعتقد السائد , كانت الزوجة اول من يعلم ذلك,ليس صحيحاً بشكل تام, لقد علمت بذلك من قبل.
لهذا تزوج آلان منها. انها غطاء مموه, برؤيتهما معا توضح كل شيء.



((فيليبا))
قفزت عندما ظهر ويده تمسك بذراعها. بدا وجهه متجهماً وهو ينظر اليها
((هل كنتِ انتِ......... منذ قليل تقفين على الشرفة؟ ))
بعدما هزت رأسها بصمت,استطرد
((اعتقدت ذلك))
قال بصوت أجش,وهو ينظر حوله
((انا بحاجة الى ان اتحدث اليكِ.سأجد السيدة لاغري وأعلمها بإنرافنا))
حررت نفسها بلطف وبكرامة
((كلا شكراً لا اريد ان اذهب إني........... أستمتع بوقتي))
أضافت بتحد
((لا انوي ان احطم كوباً آخر, او حتى ان اتصرف بحماقة بأي طريقة, ارجوك لا تقلق علي.))
قال بفظاظة
((هل تعتقدين ان هذا يهمني ؟ يجب ان أتحدث اليكِ سراً .... لأفسر.))
((لقد فسرت عندما إلتقينا))
وحدقت في فنجان القهوة كأنه العمل الآروع والأكثر خيالاً في عالم الإنسان, وقالت
((لا امانع, آلان , انك تدفع لي بسخاء حتى اؤمن لك الحماية ولأتغاضى عن ... نزواتك. هذا ما سأفعله دائماً))
وأبتلعت غصة من حنجرتها,
((لكنني لن اسمح لنفسي أن اكون احدى نزواتك بعد اليوم, وسوف ازود في المستقبل باب غرفتي بقفل ومفتاح))
تسرب الصمت الذي خيم بيهما الى عقلها, وأ خذ يطرق في أذنيها.
قال بهدوء ولطف
((حسناً , سأحقق رغبتك))
قالت وهي تتابع النظر الى فنجانها
((هناك شيء اخر . لا اعتقد ان احدهم أفتقدك هنا . لكن ليس من الحكمة ان تستغل مناسبات كهذه, خاصة بعد ان لفتت السيدة سومرفيل الانظار إلينا في السهرة.))
قال بصوت قاس
((انني متن لهذه النصيحة , لكن في هذه الحالة , لن تحتاج انا والسيدة سومرفيل بعد الآن الى رعايتك))
قالت
((فهمت))
وابتعدت. لكن هذا ليس صحيحاً . الملاحظة لم تستوعبها... لم تتقبلها............ ضربتها كصاعقة. جمدتها تماماً مع فنجان القهوة الذي في يدها.
في الحقيقة , ارادت ان تبكي, ان تصرخ, ان تضرب الآرض بقدميها, ان ترمي ما تبقى من فنجانها على قميص آلان النظيف وان تخدش وجهه بأظافرها حتى يسيل منه الدم.
شعرت ان قوة وبشاعة الموقف تكادان تسيطرا عليها كما فعلت تلميحات آلان اللاذعة.
الغيرة. فكرت, هذا ما أشعر به .لكن لا يمكن ذلك. هذا يعني انني اريد آلان لنفسي , ربما انا واقعة في حبه. هذا مستحيل, لا يمكن ان يكون ذلك صحيحاً. لو كان ذلك صحيحأ , ماذا بإستطاعتي ان افعل؟ كيف سأتحمل ذلك؟ رفعت بكتفيها, فكرت بقوة لن اسمح بذلك.
بادرها شخص كان يقف الى جانبها ويرمقها بنظرة مبهمة,
((عفوا سيدتي))
وأعتذرت كأنسان آلي. وسمحت لنفسها بالانضمتم الى احدى المجموعات والإنخراط في الحديث معهم.كانت فيليبا تشعر كل الوقت بوخز في رأسها وكأن بخاراً يتصاعد فيه.
*************
سألها زاك بغضب
((ما بكِ اليوم؟))
وأشار الى لوح الرسم الخاص بها
((كان , من المفترض ان تكون لوحتك أقل تعقيداً . طلبت منكِ ان ترسمي السيدة التي على المنصة........
منذ متى قررتِ ان تتجهي الى التكعيبية؟))
توردت وجنتا فيليبا وأجابت
((ابداً ذلك فقط.....حسناً, لكنني كما تعرف أجد صعوبة في رسم الناس))


((قولي ذلك ثانية !))
حدق زاك في لوحتها ثم تآوه
((وفقاً لهذه تبدو جيني وكأن لديها عشر عاهات اساسية . ربما ستقيم علينا دعوة))
استدار نحو المثال الذي بدت منزعجة, وقال
((انتِ لا تريدين ان تنظري اليها,ستعكر مزاجك))
رمق زاك فيليبا بنظرة تساؤلية
((اذاً ما المشكلة؟ حادث السرقة, يقولون ان البرق لا يصيب المكان نفسه مرتين))
ابتسمت له فيليبا
((اتمنى ذلك, هناك اشياء كثير تشغل بالي.))
((كيفين. بالتأكيد يا عزيزتي , ماذا عساي ان اقول؟ عليك ان تثقي بالاطباء, لن تحسني حالته في نييورك بالقلق عليه في باريس))
((اعرف ذلك, ))
كانت فيليبا تشعر بالذنب لآنها لم تفكر في والدها خلال الاربع وعشرين ساعة.
((اني اسفة يا زاك . لقد ضيعت وقتك, اليس كذلك؟))
اخذ زاك لوح الرسم ثم وضعه في مكان اخر
((اذهبي الى منزلك يا فيليبا وحاولي ان ترتاحي.اقنعي زوجك الوسيم ان يأخذك الى العشاء خارجا.))
نظر اليها بعبث
((لا أتصرف هكذا الا مع المبتدئين))
توردت وجنتاها
((ربما, كان.مشغولا ))
قال متجهما
((اذا قولي له ان يرتا ح ايضا,اريدك هنا غدا جاهزة للقيام بعمل حقيقي))
القول اسهل من الفعل.فكرت فيليبا بحزن وهي تنزل السلالم,لم يحاول آلان التحدث اليها في الليلة السابقة, وهما في طريق العودة الى البيت,تمنى لها ليلة هانئة ثم دخل غرفته , وتركها تردد لنفسها مرارا وتكرارا .ان هذا ما ارادته بالتحديد.
يبقيت تقول ذلك على فترات ليلة طويلة ومملة, وفي وقت ما قبل الفجر استسلمت للهزيمة. نهضت عن السرير وذهبت عارية القدمين الى غرفة آلان . كانت خاوية وغير مستعملة. حدقت فيها لمدة طويلة ثم عادت بصمت الى غرفتها, وبكت.
وصل صانع الأقفال قبل ان تنهي فطورها. بدت مدبرة المنزل جيسكار غاضبة وهي تراقبه يعمل لم تكن فيليبا متأكدة ما اذا كان عليها ان تلومها ام لا.
أخبرتها مدبرة المنزل بهدوء ان مارسيل سيكون جاهزاً خلال لحظات حتى يوصلها الى مكان عملها. هذه أوامر السيد آلان.
خرجت الى الشارع وبحثت عن السيارة, لكنها لم تكن في إنتظارها . يا للعجب. فكرت وهي تنظر الى ساعتها. انها في وقت اقل بساعة من المعتاد.
((سيدة دي كورسي.))
استدارت وجلة في الوقت المناسب ةورآت فابريس دي ثييري يتقدم نحوها, تابع
((اتمنى ان لا تكوني ظننت اني لص آخر.))
وشعرت بدفئ ابتسامته حين اضاف
((اردت ان اراكِ لارجع لكِ هذه.))
ناولها حلقة مفاتيح من جيبه
((لا بد وانني اخذتها خطأ البارحة))
((شكراً لك لم أجرؤ بعد على الاعتراف بفقدانها))
((هل زوجك مخيف الى هذه الدرجة؟.))
بدا صوته مرحاً لكن نظرته كانت جدية.
قالت فيليبا بسرعة
((كلا. على خلاف ذلك تماماً))
((انتِ مبكرة وانا سعيد لاني وجدتك))
تنهدت وقالت
((ليس تماماً. علي ان انتظر السائق في المستقبل.))
((هذا تصرف منطقي))
((نعم لكنني لا اريد ذلك))
نظر الى ساعته
((هل لديك وقت , ربما لتناول فنجان قهوة آخر.؟))
ترددت فيليبا ,هذا التصرف المنطقي سيرفض بلباقة , ولقد عرفت ذلك.
قال فابريس دي ثييري بآسف
((سترفضين, أليس كذلك؟ أنا لا الومك. زوجك رجل مرعب ,لا يتمنى لكِ ان تصادقي رجلاً عادياً مثلي.))
حدقت فيليبا اليه
((هل تعتقد ذلك حقاً؟))
((بالطبع))
وبدا محرجاًً
((بعد ان تركتك , قمت ببعض التحريات, لولا المفاتيح لما فكرت بالإقتراب منكِ))
رفعت فيليبا ذقنها وقالت
((سيد دي ثييري , سأكون مسرورة لأتناول القهوة معك))
عرفت ما يكفي, خلال نصف ساعة, من المعلومات عنه, فاكتشفت ان والديه يعيشان في روبن حيث مقر عمل والده وأنه ابن وحيد, كان يعمل في باريس يتابع تدريبه في المحاسبة مع شركة عالمية, ويمارس في الشتاء لعبة الركبي, وهو يستمتع بالأفلام اليابانية . تدفقت منه هذه المعلومات بشكل عفوي.
من الممتع , لاحظت فيليبا ان تجس المرأة في وضح النهار مع شخص يجدها بوضوح,جذابة , واذا تمتم صوت في داخلها محذراً بأن هذا الوضع محفوف بالمخاطر. ستتجاهله بالتأكيد . واذا عارض آلان رفقتها الجديدة ما النفع عندئذٍ؟ سألت نفسها بتحد . ليس من حقه ان ينتقدها بعد ان رأته على الشرفة الليلة السابقة. كانت بكل بساطة تتناول فنجان قهوة في مقهى على الرصيف, اذا ما الداعي لتذمره؟ لم تكن بصدد المباشرة في علاقة حب.
لم يسكن بريق الاعجاب في عيني فابريس, والطريقة التي كان يميل بها نحوها, حتى كاد ان يلمس يدها.كانت هذه الآمور بلسماً لجروحها النفسية التي سببها آلان, شعرت بالإهانة وهي تتذكر كيف سمحت له بعناقها. .بلمسها ,مع ان قلبه وعقله وروحه كانت ملكاً لإمرأة اخرى.
تنهدت سرا وهي تفكر في ماري لور, نعم, انها جميلة, ويحلم بها اي رجل, لكن فيليبا وجدت نفسها تتمنى لو انه احبها كثيرا. او فكرت بأنها تستحق افتتان آلان بها, هل كان مسلوب العقل لدرجة انه تعافى عن حقدها , او انه لم يعد يهتم ؟ قال فابريس فجأة.
((اشعر وكأنني اكلم نفسي))
((انني آسفة.هذه كانت فظاظة مني))
رشفت باقي قهوتها أضافت
((هناك عدة امور تشغل بالي .))
هز رأسه بشجاعة
((إني أفهم وربما انا اعرف اكثر مما تظنين.))
ضحكت وهي تمسك حقيبتها
((بعد فنجانين من القهوة اشك في ذلك.))
((اعرف على سبيل المثال, انك غير سعيدة, وان زوجك يعيش حياة خاصة به وحده.))
ردت فيليبا
((لست مستعدة لمناقشة زواجي معك, او مع شخص آخر يا سيد.))
((الآن أغضبتك! اني أعتذر , لست بوضع يسمح لي بمحاكمتك, ))
لمست يده أصابعها.
((ارجوكِ قولي انكِ سامحتني, وانكِ ستتناولين القهوة معي مرة ثانية))
عرفت فيليبا ان هذه اللحظة الملائمة للتراجع, للابتسام بتهذيب, وللانسحاب من دون ارتباطات,
إنها إمرأة متزوجة ولا يحق لها ان تتواعد مع شخص آخر, مهما كان اللقاء بريئاً, لو كنت فعلاً زوجة آلان, لما فكرت بذلك ابداً, ولكن بما أن.
((بماذا تفكرين؟في ان زوجك سيغضب لو عرف انك جلست في وضح النهار وتحدثت . وابتسمت قليلاً))
قالت بنفور
((ولماذا سيمانع؟ ان لي حياتي الخاصة ايضاً))
((اذا هل سأراكِ مرة ثانية, ؟ علي ان اسأل , انتِ تفهمين لآن ليس لدي اي شيئ اخر يخصك أستطيع ان استعمله كعذر))
نظرت فيليبا اليه بإندهاش وقالت ببطء
((هل هذا يعني انك تعمدت الإحتفاظ بمفاتيحي؟ هذا عمل طائش يا سيد.))
هز رأسه ثم ابتسم بأسف
((هل تسامحينني؟ اعرف ان ذلك خطأ, لكنني لم أتحمل فكرة عدم رؤيتك ثانية, سنلتقي هنا غداً في الوقت نفسه))
((ربما. .... لا اعرف!))
أطبق يديه على يديها وقال
((سأنتظر حتى تأتي , الى اللقاء يا فيليبا))
((الى اللقاء))
كانت إبتسامتها وهي تسحب يدها من يده خجولة ومترددة.
كان لطيفاً , قالت لنفسها على نحو دفاعي وهي تسير الى محترف زاك حيث كانت تنتظرها السيارة , لقد اعجبت به . من الممتع ان يكون لديها صديق..... شخص يعوض عليها وحدتها.
ربما بمساعدة فابريس , الى جانب دراستها طبعاً لن تتألم كثيراً من زواجها الزائف بعد الآن , ربما ستتعلم في الوقت المناسب ان تتحمل وجود ماري لو ر في حياتها.
تساءلت فجأة اذا كان آلان سيتحمل فابريس , ليس له الحق . بالطبع, اذا اخذ تصرفه بعين الإعتبار. ولكنها تعلم انه قادر على العيش بإزدواجية, لكنني لا احاول ان اقيم علاقة غرامية مع احد.فكرت فيليبا.
لا اريد ان اتورط . لا مع فابريس ولا مع آلان. جف حلقها من كثرة ما آلمتها الفكرة, لا اريد ان اهان ثانية. قالت بصمت. او ان امضي المزيد من الليالي المؤرقة في البكاء. اريد فقط ان اجلس في وضح النهار وأتحدث....... وأبتسم قليلاً . ليس هناك من ضير في ذلك حقاً.؟
تراءى لها فجأة آلان القاسي وعيناه الخضروان تشعان بغضب شرس كما في الليلة السابقة. ارتجفت وهي تتذكر ردة فعله الشرسة عندما استفزته قبلاً. في ليلة زواجهما.



 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 15-02-09, 06:21 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السابع


قالت فيليبا
((لا استطيع هذا مستحيل,وأنت تعرف ذلك.))
أخذ فابريس يدها وضغط عليها بشدة
((لماذا ترفضين؟انه مجرد حفل موسيقي, لا اكثر, لقد قلتِ انكِ تستمتعين بموسيقى رافييل ودوبوسي كثيراً. لماذا لا تكوني ضيفتي؟))
تنهدت فيليبا وقالت بلطف
((انا إمرأة متزوجة))
((هل حضورك حقاً سيفسخ عقد زواجك؟ اؤكد لكِ ان زوجك ليس عنده مثل هذه الأفكار.))
تجمدت فيليبا على نحو دفاعي
((إني لا أفهم.))
هز فابريس رأسه وتمتم
((هذا الإخلاص.. لا يستحقه يا فيليبا, يجب ان تعرفي ذلك. الرجل معروف بنزواته التي لا حدود لها. علاقاته صاخبة جداً.))
قالت فيليبا بحدة عندما سرى الآلم في جسدها
((يجب ان لا تتحدث عن آلان بهذه الطريقة \واذا كنت ستتابع. لن اقدر على رؤيتك ثانية.))
أحكم فابريس قبضته على يدها وقال
(( لا تقول ذلك. لقد أصبحت هذه اللحظات القليلة معك ,كل حياتي, لا يمكنك ان تحرميني منها.))
توهج وجه فيليبا , وحررت يدها من قبضته وقالت
((لا يجب ايضاً ان تتفوه بأشياء كهذه . لقد وعدت بأن تكون صديقي يا فابريس.))
قال بحزم
((اذاً دعيني ارافقك الى هذا الحفل كصديق.))
((انت عنيد جداً))
بدأت تجد اهتمامه المتزايد محرجاً, ومع ذلك, اضطرت ان تثق بأن مرافقتها له كانت بمثابة حبل إنقاذ نفسي خلال الاسابيع الفائته, نظراً للصراع المستمر بين آلان وبينها, لقد وضعت القفل الذي اصرت على حصوله في مكانه, لكنه ظهر انه غير ضروري البتة, لم يحاول آلان التقرب منها منذ خلافهما الآخير.
في الواقع كان يتغيب عن باريس كثيراً بحجة العمل, واكانت تمضي معظم الليالي تحدق في الظلام وتتساءل ........
عندما يكون في البيت , كانا يلتقيان على الطعام فقط او عندما تكون هناك مناسبة إجتماعية , يصر على إصطحابها اليها ليلعب هو دور الزوج المحب والمخلص.
من الواضح فكرت بتعاسة , بإمكان المرء ان يخدع بعض الناس معظم الوقت . كانت طريقتها في التجاوب معه مذهلة عززها خجلها الطبيعي كونها فتاة متزوجة حديثة.
في الشقة كان شعور فيليبا بالقلق يتزايد بإستمرار . كان تصرفه معها دائماً لطيفاً. لكن متحفظأ. لم تشعر سوى بالنفور عندما كان يقف في احدى الحفلات الى جانبها, او يلمسها في المناسبات النادرة.
كانت تعرف جيداً انهما بعيدان جداً في الواقع.
مهما بديا متقاربين امام الناس, ولذلك لجأت الى فابريس والى العلاقة البريئة التي عرضها في البداية.
لكنها بالطبع كانت ساذجة, عندما فكرت بأن هذا النوع من العلاقات يمكن ان يستمر بشكل غير محدد, لم يكن فابريس من النوع المرهق فقط بل رجل عادي جذاب , والآن بدئت علاقتهما تقترب من مرحلة لا يمكن التراجع عنها , وهي لم تكن متأكدة بعد من شعورها.
السؤال الذي يجب ان تطرحه على نفسها هو :هل تريد حقاً ان تقيم علاقة مع فابريس أم مع شخص آخر........ مهما كان تصرف آلان حيال الموضوع ؟ الجواب الغريزي الذي فرض نفسه بشكل ثابت كان صوتاً سلبياً , ليس من العدل ان تبقي فابريس على أمل لا سيما انها تعرف جيداً أنها لا تتمادى معه, فلا مستقبل لعلاقتهما, وعليها ان تشرح له ذلك.
مع انها كانت مدركة انانيتها فهي غير مستعدة الان لآن تتخلى عن فابريس . فهو كان يمثل لها العلاقة الإنسانية دات الدفئ في حياتها القاحلة. كان زاك وسيلفيا رائعين معها . لكن رؤيتهما معاً ومراقبة بنية زواجهما القوية ومقارنتها بحياتها الزوجية الخاوية , كانت شيئاً لا يحتمل . كانت تعرف ان عملها أصبح تافهاً وسطحياً. وكان زاك ينتقدها وينبهها دائماً لشدة قلقه عليها.منتديات ليلاس
قال لها مراراً
((انتِ بحاجة الى بعض التركيز , ربما عليكِ ن تبتعدي عن أجواء باريس لبعض الوقت , وتطلقي العنان لفنك, ربما ستجدين ذاتك.))
ابتسمت وقالت ان الفكرة رائعة لكنها مستحيلة الآن . ربما يوماً ما في المستقبل ...... كان تعهدها لآلان دي كوررسي , وليس لرحلة البحث عن الذات التي يمكن ان تنجح او تفشل.
لكنها كانت تعرف شيئاً عن نفسها , وهو اذا عاد الزمن الى الوراء ووجدت نفسها مرة اخرى في مكتبة لاودن ,ستهرب بعيداً عن آلان , ولن تخضع نفسها لزواج زائف.
ان حقيقة عدم كذبه بالنسبة لنمط حياته وموافقتها على كل الترتيبات لم تغيرا من الآمر شيئاً ولم تقدما أي تعزية لها.
كان همها الوحيد في ذلك الوقت كيفين , وحياة الرفاهية التي قدمها آلان . لم تأخذ بعين الإعتبار مشاعرها وأحتياجاتها , خصوصاً انها ستعيش مع شخص جذاب كآلان . كان عليها ان تتفهم مدلولات الوضع وان تراعي قلة خبرتها وضعفها قبل ان توافق على شروطه.
مع ذلك ,كانت يائسة كما قال حينها, لكن لو كان بمقدورها ان تتنباأ بالذي كان ينتظرها لكانت رفضت الصفقة ونصحته بأن يجد شخصا اخر.
لقد فات الآوان الآن . وعزاؤها الوحيد هو معرفتها بتحسن صحة والدها , لقد استطاع الإختصاصيون تحديد الفيروس الذي تمكن منه , ولم تحصل اية مضاعفات , لقد استعاد والدها الحركة في يده وجنبه الآيمن . لقد حاصروا المرض , وهذا الآمر كان كافيا لشعورها بالإمتنان . لم يجعل ذلك من زواجها بآلان عملا صائبا . لكنه ساعدها على تبرير الخطوات المتهورة التي اتخذتها وقالت في سرها , اذا كان كيفين على طريق الشفاء فإن ذلك مبرر كاف لمعاناتها في الوقت الحاضر.
(( انني آسفة كنت افكر في والدي.))
كان وجهه كئيبا
((والدك؟))
لاحظت انها حطمت غروره قليلا , واسرعت لاصلاح الوضع
((سأفكر في دعوتك , اني اعدك))
(( هذا رائع ! سأنتظر قرارك غداً أليس كذلك؟))
أجبرت نفسها على الإبتسام
((لا تستعجلني))
((لن أفعل ذلك ابداً, لا اتحمل رؤيتك حزينة وانتِ تحاولين التظاهر بالنقيض, ألا تستحقين بعض السعادة....... وأن تكوني شخصاً محبوباً وجزءاً مهماً في حياة رجل؟))
ازعجتها العاطفة التي كانت في صوته, لم يتكلم معها بهذه الصراحة من قبل, فكرت, ثم إختلست نظرة الى ساعتها وقالت
((يجب أن اذهب , مارسيل ينتظرني , وإني اجد صعوبة في إيجاد الأعذار لعدم إنتظاري له خارج المحترف.))
((وأنتِ خائفة من أن يخبر زوجك؟))
نهض فابريس عن كرسيه بتحد عندما أرجعت كرسيها الى الوراء وأضاف
((ولماذا يهتم؟فهو لا يلتقي ببارونته الحسناء لمجرد تناول القهوة معها, اني اؤكد لكِ ذلك))
أحنت رأسها و افقته بتكلف.
((اعتقد ذلك, ومع ذلك يجب ان اذهب, الى اللقاء يا فابريس.))
وضعت حقيبتها على كتفها ثم سارت الى المحترف . انذهلت عندما اكتشفت ان هوية صديقة آلان معروفة أيضاً خارج وسطهم الإجتماعي.هذا ما كنا نحاول ان نتجنبه . بماذا يفكر آلان ؟ هل هو مهووس بها لدرجة انه لم يعد يفكر بشكل منطقي؟ هل قرر بأن صديقته تستحق الخسارة المحتملة لشركته؟ بعد ان زود عمه بسلاح ليستعمله ضده. نظرت الى ساعتها ثانية وأبطأت خطواتها. كانت لآول مرة مبكرة على مارسيل . لكن هناك بعض المحلات التجارية التي طالما أرادت رؤيتها. بإستطاعتها ان تضييع بعض الوقت هناك.
كانت تنظر الى القماش الذي أحتل واجة أحدى صالات العرض عندما سمعت صوتاً وراءها
((إذاً هذه انتِ. اعتقدت ذلك.))
استدارت فيليبا لتواجه نظرت سيدوني دي كورسي الباردة. قالت بتهذيب
((مرحباً))
وهي تخفي فزعها.
((لم أكن اعرف انكِ مهتمة بالرسم التجريدي))
قالت سيدوني
((ابداً , لكن هناك محل قريب من هنا اشتري منه عادة ثيابي , هل هذا ما تفعلينه..... تتسوقين؟))
بدا صوتها عبثياً وتساءلت فيليبا إذا كانت رأتها مع فابريس
((كلا كنت في محترف الرسم. انتهت الحصة اليوم باكراً))
قالت سيدوني بسخرية
((اوه , نعم ,دروس في الرسم, اذا كانت تبهجك ما الضير في ذلك؟ انتِ بحاجة الى شيء تعتمدين عليه بعد ان يطلقك آلان.))
احكمت فيليبا أصابعها على حقيبتها, لكنها أبقت ملامحها هادئة وسألت بإستخفاف
((هل ينوي آلان ان يطلقني؟ لم يذكر لي ذلك))
تظاهرت سيدوني بالانزعاج
((ألم تعرفي بعد ان البارون سورفيل اصيب بذبحة قلبية وهو مريض جداً ؟ في الواقع لن يعيش اكثر من اسبوع, ربما أخفى آلان عنكِ هذه الآخبار لأنه اشفق عليك. ليس من الملائم لكِ ان تعيشي معه وانتِ على معرفة بدورك كبديل مؤقت. بالطبع , بعد ان يموت البارون وينتهي دورك سيختلف الوضع . الجميع يسألون كم ستأخذ ماري لور من الوقت وهي تمثل دور الآرملة الحزينة))
ضحكت سيدوني ثم تابعت
((مسكين آلان , لابد انه غاضب ! لقد خاض كل هذه المشقة حتى يتزوجك , وعليه الآن ان يواجه الطلاق . لو انه انتظر بضعة اسابيع اخرى , لكانت ماري لور حرة في أي حال, الكل يجد الوضع ممتعاً انتِ تفهمينني))
جاهدت فيليبا حتى تخفي غثيانها الذي كاد ان يغمرها وقالت
((اني اصدقك تماماً , ستحل مشكلاتهما عندما أصاب انا ايضاً بدذبحة قلبية....... وأختفي من حياتهما.))
ضحكت سيدوني
((لا اعتقد ان آلان وصل الى هذا الحد, انا متأكدة من انكِ ستجدينه كريماً إذا وافقتِ على الطلاق من دون ان تفتعلي أي متاعب))
كان قلب فيليبا يخفق ببطء وبألم بين أضلاعها.
أجبرت نفسها على الإبتسام
((في تلك الحالة , لاداعي لأن أقلق . اتمنى ان يكون تسوقك ناجحاً))
تفحصت فيليبا فستانها الاصفر الباهت . ثم أضافت
((أنصحك بتغيير المحل الذي تختارين منه ثيابك.))
وابتعدت عنها وهي مدركة نظرة سيدوني الحانقة.
توقفت فيليبا في اخر الشارع, ثم أسندت نفسها الى الحائط للحظة, كانت ترتجف وقدماها لا تقويان على حملها , تملكها الغضب واليأس وشعرت انها على وشك ان يغمى عليها




هل كانت هذه نية آلان فعلاً؟ هي يريد طردها حتى يتزوج ماري لور؟ هل سيرشيها بالمال؟ ضغطت أظافرها على راحتي يديها بقوة.
لقد بدأ شارد الذهن فعلاً في الفترة الآخيرة , لكن نظراً لوضعهما الحالي لم تجرؤ على ان تسأله عما كان يزعجة. أغمضت عينيها .
يبدو ان الجميع متأكد ان البارون لن بنجُ من ذبحته القلبية. هذا ما أكدته سيدوني . صحيح انه كان اكبر سناً من زوجته, لكن هذا لا يعني انه يستحق الموت.
من المؤلم ان يُقضى على الانسان بهذه السهولة. لكن على الآقل لا يعرف . لم يوقفه احد في الشارع ويخبره انه لم يعد مرغوباً في وجوده. وأن باريس كلها تتسائل عن هوية وريثه.
((سيدتي))
كان مارسيل يتقدم نحوها. والقلق ظاهر عليى وجهه , بدا قلقاً
(( هل انتِ مريضة؟))
لا جدوى من التظاهر بأن كل شيئ على ما يرام. بينما هي تستند الى الحائط, ترتجف كورقة في مهب الريح وبوجه شاحب.
قالت
((شعرت بدوار , هذا كل ما في الآمر.))
ساعدها مارسيل على الدخول الى السيارة وأبقى نظره من خلال المرأة عليها فيما ينطلق بها الى البيت بحذر شديد.
ربما لا يريدني ان اتقيأ على الفرش الفخم. فكرت فيليبا والدموع تنهمر من عينيها.
لا بد انه استعمل هاتف السيارة بينما كانت تصعد الى الشقة لان مدبرة المنزل جيسكار كانت في انتظارها في قلق واضح.
قبل ان تعي ما يحصل وجدت نفسها مستلقية على السرير. وحذاؤها مريميا على الارض, الستائر مسدلة وقطعة قماش معطرة موضوعة على جبينها, والى جانبها قدح يتصاعد منه البخار ينتظرها على الطاولة. لم يكن لديها اية فكرة عما في داخله. لكنها شعرت بالأنتعاش والإسترخاء بعد ان شربته. لم تستطع النوم لآن الآحلام لاحقتها حتى هناك , وجدت نفسها تركض داخل معبد كبير حيث كان يقف آلان , ولاحظت ان يديه ممدودتان ....... لكن ليس لها.
نادته بأسمه , بألم وسمعت إجابته . فتحت عينيها فوجدته منحنياً فوقها.
((ما بكِ؟ لقد أخبرتني جيسكار ان مارسيل وجدك مريضة في الشارع.))
حاولت فيليبا ان تجلس قائلة.
((ليس تماماً. شعرت بدوار للحظة . لا شيء مهم.))
((حقاً؟))
جلس على حافة السرير وهو مقطب الجبين . بقي صامتاً للحظة, ثم قال
(( هل يعقل ان تكوني حاملاً؟))
توردت وجنتاها وقالت بسرعة ((كلا, بالطبع.))
واعتقدت للحظة انه كان مهتما بها . لكن سرعان ما تبدل تعبير وجهه وخاب املها. بالطبع , فكرت والغضب يتملكها من جديد. زوجة حامل, سيكون من الصعب نبذها , واذا كان لا بد من وجود طفل , فهو يريده من المرأة التي يحبها. برغم انها لا تبدو مستعدة لتشويه مظهرها لمدة تسعة اشهر.
((من حسن الحظ ان هذا بعيد الاحتمال))
((كلا))
كان ما يزال متجهما وهو ينظر اليها بفم ساخر
((انت ادرى بذلك بالطبع.))
حدق الى الارض للحظة ثم قال ببطء.
((سأتركك حتى ترتاحي يا زوجتي , لكن علينا ان نتحدث بجدية قريبا, انت وانا))
وثب قلبها من مكانه
((...... ليس من الضروري.....))
قاطعها آلان
((انت على خطأ.))
بدت ابتسامته حزينة ثم تابع
(( اؤكد لك يا حبيبتي ان هذا ضروري جدا))
رفع يدها وقبلها برفق وغادر الغرفة.
بعد ان تركها بمفردها ثانية, لم تستطع فيليبا منع دموعها من السقوط
كانت تعرف بما سيناقشها, وأرادت أن تخبره انها لا تمانع , وانها ستوافق على الطلاق بشرط ان يبقى علاج كيفين مستمرا , فكرت , اريد حريتي وبأسرع وقت.
لكن هذا لا يحتمل. اعترفت بذلك . وهي تحدق في ظلمة المساء, فهي لن تتحمل فكرة هجره لها.وعرفت ذلك في قلبها ,انها لن تكون حرة ابدا.
ايقظتها مدبرة المنزل في الصباح ومعها صينية الفطور.
قالت على نحو مربك,
((هذا لطف منك))
وهي تحاول الجلوس.
((هذا واجبي, سيدتي.))
تفحصتها بدقة وسألتها
((كيف حالك هذا الصباح؟))
((حسنة , لا بد انني أصبت بالصداع))
بدت مدبرة المنزل وكأنها أصيبت بخيبة امل وهي تخرج من الغرفة.
فكرت فيليبا وهي ترتشف عصير الإجاص.يا للهول الجميع يعتقد انني حامل. بخلاف آلان. كانت السيدة جيسكار تتمنى ذلك. ربما هي تخفي هذا الوجه اللطيف من طبيعتها وراء سلبيتها المصطنعة والمدربة عليها جيداً.
عندما امسكت الكعكة المحلاة , لاحظت وجود مغلف وفي داخله ورقة بخط آلان.
لقد وصلت هذا الصباح. اعتقد انها ستفرحك. لن أعود الى البيت إلا في وقت متأخر في المساء. ربما ستكونين جاهزة لمناقشتها معي غداً. كانت موقعة بأحرف إسمه الآولى.
كأنها مذكرة قضائية . فكرت بمرارة . لكنها كانت في الواقع اول اتصال خطي تتسلمه منه وهذا المذكرة بطريقة خاصة.
عندما أخرجت الأوراق المطبوعة من المغلق اكتشفت بإندهاش انها تقرير مفصل عن كيفين من العيادة.
لم تعن لها شيئاً المصطلحات الطبية التي استعملت كثيراً لكن كانت الخلاصة في النهاية اكثر وضوحاً. ومن الممكن فهمها.
مع ان العلاج كان تجريبياً لكنه كان ناجحاً من دون اية مضاعفات , واستبدلت الأدوية بالتمارين الرياضية التي يتجاوب معها تماماً. يقول الطبيب انه ليس من الضروري إبقاؤه لعدة اسابيع اخرى في العيادة, مع ان المريض سيستمر في تلقي العلاج ربما لبقية حياته. ومن الآفضل ان يخضع بعد عودته الى البيت لعلاج طبيعي.
استوعبت هذه الكلمات **عودته الى البيت**. بسيل من الدموع .كيفين بخير. فكرت غير مصدقة, بإمكانه ان يرسم ثانيةً.
وضعت صينية الفطور جانباً ونهضت عن السرير بسرعة البرق.
زاك .فكرت ,سأتصل به حالاً , سيفرح كثيراً. ارتدت رداءها ثم توجهت الى غرفة الاستقبال . كانت جريدة الصباح ملقية الى جانب الهاتف. امسكتها بنفاذ صبر’ وحدقت الى صورة البارون سومرفيل.
عرفت معنى ذلك بسرعة. جلست على احدى الكراسي تقرأ النعي المرفق بترجمة موجزة عن حياة الفقيد , عمله في الحكومة وإنجازاته العسكرية في البلدان التي عمل فيها. وقد ذكروا زوجته ايضاً. وأن لا أولاد له . وصرحوا بأن ممتلكاته وثروته المستقبلية ستؤول الى ابن عم مجهول . وضعت فيليبا الجريدة برفق على الطاولة ثم حملقت في الحائط. هناك أشياء اهم لم تذكر. مثل خطط الآرملة الحزينة للزواج ثانية. هل ذهب آلان الى هناك..... ليكون مع ماري لور؟ولذلك أخبرها انه سيتأخر؟ اذا كان تفكيرها صائباً. فهذا غير لائق ابداً.
ماري لور حرة, وكيفين شفي. فكرت هذا يلغي كل التزامات الطرفين. وهذا ما سيخبرني به غداً. وقفت ببطء , وشعرت فجأة بالبرد يلفحها. وأحكمت حزام ردائها وهي ترتجف. ربما لم تكن مستعدة لآن تقف موقف المتفرج بخنوع. وتنتظره حتى يملي عليها أوارمره الصارمة , وربما لا تريد ان ترى ماري لور وهي تأخذ مكانها وتعرف ان الجميع يتحدث عنها ويشفق عليها.كلا هذاشيء لا يمكن توقعه الآن.
يجب ان تفعل شيئاً , فكرت , وإلا لن استطيع تحمل ذلك, تجولت في قاعة الإستقبال وحدقت الى لوحة والدها المسلطة عليها أشعة الشمس . كانت في كل مرة تدخل فيها الى الغرفة تجد نفسها مشدودة إليها وتبتسم للذكريات التي كانت تثيرها.
سأفتقده. عندما اذهب..... فكرت فيليبا , توقفت لبرهة عن التفكير ثم تنهدت حين حلت الإثارة محل الشعور بالبرد.
كانت بحاجة الى مكان ما تذهب اليه, وقد أخبرها زاك انها بحاجة الى بعض العزلة لترسم.
هذا ما يجب ان تفعله . ستأخذ ما يكفيها من الثياب , وبعض المال الذي خصصه لها آلان لإعالتها , وستذهب الى مونتاسكو . ستستأجر مكان ما...... ربما البيت القديم بالطبع إذا ما زال موجوداً...... وترسم فقط, ربما سينفذ منها المال , وسترى عندئذٍ اذا كان بمقدورها ان تنجح , تماماً كما فعل والدها من قبل . بعد ان يسمح لكيفين بترك العيادة سيكون لها بيت على الآقل يجمعهما معاً , حيث سيون في مقدورهما ان يعملا بحرية والبدء بحياة جديدة.
سنتشارك المحترف , كما خططنا دائماً.
ربما لم يكون كيفين بحاجة ليعرف عن آلان . وهي تفضل ان تبقي هذا الجرح سراً. تمنت , وليس للمرة الآولى , لو كان بإستطاعتها ان تقود سيارة. كان الآمر سيسهل عليها لو انها وضعت حقيبتها وأدوات الرسم في السيارة . بدل ان تحملها طوال رحلة القطار الصعبة والمعقدة.
ستكون راضية اكثر عندما تعرف انها هي التي تخلت عن هذا الزواج . لن تعطيه الفرصة حتى ييطردها بنفسه .لانها هي التي ستتركه اولاً. وسيكون مرتاحاً دون شك, لأنها اخذت الآمور على عاتقها ولن يشعر بأن كبريائه قد جرحت. انني مسرورة . اتمنى ان يضحك الجميع عليه.
ألقت نظرة اخيرة على الصورة , ثم إستدارت بعيداً.
عليها ان ترتدي ملابسها . وأن ترسم بعض الخطط
رفع زاك حاجبيه عندما أخبرتها بقرارها.
((إنها فكرة صائبة يا عزيزتي, ولكنني لست واثقاً من دواعك. الذهاب في رحلة شيء زالهروب شيء آخر.))
هزت فيليبا كتفيها من دون مبالاة وقالت
((ظروف يائسة تتطلب خطوات متهورة . هذه اصبحت حكمتي في الحياة))
رمقها بنظرة شك
((حقاً ؟ ولا تنسي ان رسمك ايضاً ميؤوس منه, وبحاجة الى جهد كبير منك . حاولي ان تجدي المكان المناسب ))
احتضنها بمحبة
((وعودي قوية إلي.))
كان فابريس ينتظرها في المقهى . وقف عندما اقتربت من الطاولة, وبدا وجهه جدياً قال
((فيليبا هل رايتِ جريدة الصباح؟))
((نعم رأيتها))
جلست وأشار الى الخادم ليحضر القهوة.
فابريس , هناك شيء يجب ان اخبرك به. إني راحلة , وقريباً جداً انوي ان استأجر بيتاً وأتفرغ للرسم كلياً))
بدا مصدوماً
((تعنين انكِ..... ستهجرين زوجك؟))
((سأرحل بداعي الرسم فقط. احتاج الى بعض العزلة.))
((لا))
احنى فابريس رأسه نحوها وبدا متوترا
((يجب الا تبقي وحيدة. فأنتِ ما زلت شابة ولا تستحقين ذلك فيليبا, حياتي..... ليس كل الرجال قساة مثل آلان دي كورسي . دعيني ابرهن لكِ عن ذلك , اريد ان اكون الى جانبك.... وأن أحبك))
عضت فيليبا شفتها وهي تخفي خوفها . كان يجب ان تفكر بذلك.
قالت بلطف
((كلا يا فابريس , هذا مستحيل . لست بحاجة الى ........ غرامية))
((ربما .... ليس بعد, ولكن سيحصل ذلك بالتأكيد , وأستطيع ان اكون صبوراً.))
امسك يدها وداعب كفها بإبهامه
((دعيني ارافقك ,فيليبا, سأهتم بكِ واحميكِ . لن أطلب منك شيئاً بالمقابل . ستسير الآمور وفق إرادتك. اعدك. لقد استحق موعد عطلتي وبإستطاعتي ان أخذها في اي وقت . وسأوصلك الى اي مكان عندما ترغبين بذلك. غذاً ان اردتِ))
حدقت فيه . كان العرض مغرياً , مع انه كان حافلاً بالمخاطر. كان فابريس يعرف انه لن يصبر طويلاًً.لأنها ستكون مسألة وقت قبل ان تحثها الوحدة على الإستسلام له. سيكتشف غلطته في وقت قريب.
إذا أرادت فعلاً ان تنتصر على آلان ...... تحطم كبرياؤه..... هل هناك افضل من هذه الطريقة؟ من العدل ان تدعه يظن انها تركته من اجل رجل آخر. قالت ببطء
(( ستمل كثيراً . انا انوي ان ارسم بجدية.))
قال بحماس
((بإمكاني مساعدتك . وبإستطاعتي ان اكون حتى مساعدك, ولم لا؟))
كان بمقدور فيليبا ان تفكر بعدة اسباب , لكنها ابقتها لنفسها . ستكون هناك فوائد كثيرة نتيجة تركها باريس مع فابريس.
اذا استقلت القطار سيقتفي آلان آثرها وهي لا تريد ذلك. تريد فقط ان تختفي من حياته, على الآقل مؤقتاً , وستترك له مذكرة تخبره فيها ان محاميها سيتصل به لمناقشة الطلاق. لا بد اي اتهامات او اي محاولة لإبقائها. حتى تتابع دورها كبديلة لماري لور كي تنتهي هي بدورها من فترة الحداد. لا يستطيع ان يضغط عليها بعد الآن , خلصة بعد ان استعاد كيفين صحته. لكن بإمكانه ان يحاول حتى اقناعها.
لن تستطيع تحمل ذلك. هي بحاجة لأن تبتعد عنه, وفي أقرب وقت. وبإستطاعتها ان تعالج موضوعفابريس, أليس كذلك؟ نظرت اليه وابتسمت قائلة
((غداً , يناسبني تماماً وفي أبكر وقت))


 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 15-02-09, 06:22 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثامن

دأ المطر ينهمر في جنوبي بريغو, فيما هي تراقبه يضرب بعنف على الحاجب الزجاجي , فكرت فيليبا انه يطابق مزاجها تماماً.منتديات ليلاس
إختلست نظرة جانبية الى رفيقها . ولاحظت انفعاله, بالنظر من خلال المرآة الى الخلف بخوف شديد. ربما بدأ يدرك بأن الهروب مع زوجة آلان دي كورسي لم يكن العمل الآكثر صواباً في حياته. فكرت مستاءة , إذا كانت محقة في تفكيرها عندئذٍ لن ينزعج عندما تخبره ان لا مكان له في حياتها ,حاولت جاهدة ان تبرر تموقفها مع فابريس, على اساس انها ستقع يوماً ما , ربما في المستقبل البعيد في حبه. لكنها عرفت ان هذا لن يحصل ابداً, كان قلبها ملك آلان وحده, وسيظل دائماً حتى ولو رفضها.
يا لها من مشكلة! فكرت وهي تراقب المطر بنفور. لكن عليها ان تعترف بنجاح هروبها والذي لم تعترضه اي عقبات. استمدت قوتها من فابريس الذي اتصل بدوره بالسيدة بيتون في مونتاسكو بالنيابة عنها وتأكد من إمكانية إستئجار البيت القديم. بينما كانت هي تشتري ادوات الرسم.تذكرت السيدة بيتون الآنسة روسكو مرحبة. وأخبرته بأن البيت سيكون تحت تصرفها لمدة شهرين على الآقل.
لم يبق لديها سوى توضيب حقيبتها الصغيرة ,بعد ان أطمأنت الى ان ادوات الرسم اصبحت في سيارة فابريس. وضعت فيها بنطالها الجينز وبعض القمصان والكنزات الدافئة وحذائها الرياضي وكل مستحضرات التجميل وتأكدت من عدم لمس جهاز زفافها وكل مجوهراتها التي اهداها اياها آلان معورقة كتب عليها انها هربت مع شخص آخر ........حسناً. برغم انها تكاد تصف نصف الحقيقة , فكرت على نحو دفاعي...... وطلبت منه الا يبحث عنها.
سحبت بعض من المال من حسابها الخاص ايضاً ومبلغاً صغيراً من مصروفها يكفيها لمدة شهرين.
فيما بعد, يجب ان تعتمد على دخلها الخاص, هناك دائماً سياح في جنوبي ــ غربي فرنسا يتمنون الحصول على لوحات تمثل طبيعة هذه المنطقة , قالت لنفسها بتفاؤل:**ستحاول ان تستغل الوضع**.
كان هروبها من الشقة بعد فجر ذلك الصباح بوقت قصير سهلاً. وساعدها في ذلك غياب آلان عن البيت.
وحاولت ان تخفف من آلامها بقولها إن عليها ان تكون شاكرة لآنها عالجت الاقفال وجهاز الإنذار من دون ان تحدث اي صوت وأسرعت الى حيث كان ينتظرها فابريس في السيارة من دون ان يراها احد.
تساءلت ماذا ستكون ردة فعلها, لو حاول فابريس التودد اليها في طريق الرحلة. لكنها لم تكن بحاجة الى ان تقلق . لقد بدا مغلوباً على امره, وشارد الذهن على نحو مفاجئ, وكان من الواضح انه يخشى ان يتبعه احد. أكثر من إهتمامه بلعب دور العاشق. وهي تشعر بالإمتنان لذلك. تمنت لو كان تصرفه اقل توتراً.
قالت بإنزعاج عندما نظر مرة ثانية الى الوراء,
((إهدأ لا احد يلاحقنا. بإعتقادي انه ان ازعج آلان نفسه بملاحقتي فهو سيعتقد انني في طريق العودة الى انكلترا. وسيبحث عني في المرافئ , فقط))
تمتم فابريس
(( لا نستطيع التكهن بما سيفعله.))بدا متجهماً وخائفاً قليلاً, بخلاف شخصيته الساحرة التي عرفتها في باريس . هل سيوقف فابريس دي ثييري سيارته ويعود أدراجه , فكرت بأسف.
ارادت ان تأكل شيئاً , لكنه أصر على متابعة الطريق. ووعدها بأن يشتري بعض الخبز والجبن من احد المتاجر. ويقوما بنزهة في الهواء الطلق. لكنها لا تستطيع ان تتذمر من قيادته. ربما كان يسرع من شدة الخوف. لكنهما اكتسبا بعض الوقت حتى يصلا الى مونتاسكو قبل المساء. لقد وعدتها السيدة بينتون بترك بعض المؤن الغذائية في البيت, واذا استطاع فابريس ان يخفف من توتره ففي إمكانه ان يبرهن لها عن قدرته في الطهي.
كانت معتادة على شمس مونتاسكو الساطعة كما رسمها والدها بالضبط. من الغريب أن تجد شوارعها المألوفة لها. مهجورة تقريباُ تحت السماء الملبدة بالغيوم, والمطر الذي ينهمر بغزارة أكثر من اي وقت مضى.
عبرا الجسر ثم انحرفا على الطريق الضيقة مروراً بمنحدر ثم بمنعطف قادهما الى البيت.
وثب قلب فيليبا من الفرح وهي تميل برأسها الى الامام حتى ترى شكل البيت. انها تشعر وكأنها عائدة الى وطنها.
كان بيتاً بسيطأ وسقفه مزين بالقرميد, وعلى السطح غرفة صغيرة كان كيفين يستعملها كمحترف وستفعل هي الشيء نفسه. عندما أوقف فابريس السيارة أمام الباب قال بتهذيب
((ابقي هنا سأحضر الحقائب.))
شعرت بالذنب وهي تراقبه يجاهد لإحضارها تحت المطر الغزير دفعة واحدة , لكنه عاد ثانية وأحضر مظلة.
ناولها المظلة ثم قال
((استعملي هذه . سوف اوقف السيارة في الكراج))
سمعت صوت محرك السيارة وهي تسرع الى البيت. دفعت الباب بقوة وتوجهت الى غرفة الجلوس مباشرة, كانت الأنوار مضاءة كلها جعلت المكان يبدو أكثر بهجة . اشتمت ايضا رائحة شهية تصدر من المطبخ.
تنهدت فيليبا بإرتياح وهي تنظر حولها وتغلق مظلتها المبللة. لم يتغير اي شيء, فكرت فيليبا وهي تنظر الى الخزانة القديمة بأطباقها الزرقاء والبيضاء والطاولة الكبير التي تتوسط الغرفة والمغطاة بقماش زيتي.
وضعت المظلة في المغسلة ورمت محفظتها الصغيرة على الطاولة ثم صعدت السلالم مع حقيبتها. لم يكن البيت كبيرا . ولكن كانت هناك غرفتان للنوم وحمام صغير.
فتحت باب الغرفة ودخلت . يبدو ان السيدة بيتون رتبت كل شيء حتى السرير الكبير بغطائه المخملي. تفحصته فيليبا بحزن....... كان كبيرا جدا لشخص واحد , واحتل مع طاولة الزينة كل مساحة الغرفة تقريبا.
وضعت حقيبتها في احدى الزوايا . ثم راحت تتفحص باقي الغرف . فتحت باب غرفة النوم الثانية وتوقفت كان السرير خال من فراشه, طلبت من ابريس ان يخبر السيدة بيتون ان تحضر الغرفتين ربما لم تفهم كلامه جيدا بسبب رداءة الاتصال.
على الرغم من تصرفات فابريس الشهمة , ربما هو يحاول ان يجبرها على مواجهة نهائية ويضعها تحت الآمر الواقع حتى تضعف مقاومتها , يجب ان يعيد النظر في ذلك.
كان صوت المطر وهو يتساقط على السطح عاليا وموحشا خطر في بالها. وليس لاول مرة انها تصرفت بطيش عندما اتت الى هذه البقعة المعزولة مع رجل لم تعرفه جيدا . حاجتها البائسة للهرب من باريس لتنقذ كبريائها وذلك بأخذ المبادرة بتركها لآلان قبل ان يطردها من حياته شوشا تفكيرها, اخر شيء تريده في هذا العالم , لاحظت بآسف, هو قضاء ليلة حتى ولو كانت واحدة مع فابريس تحت سقف واحد, كانت شاكرة لمساعدته لها ولكن هذا لن يمنحه الحق في التمادي معها.
تنهدت, عليها ان تحضر له الطعام ثم تطلب منه بصراحة...... ان يجد مكانا اخر في مونتاسكو لينانم فيه. حتى ولو اضطرت لأن تدفع مالها كله . تمنت لو يذهب من دون اي اشكالات لم تعده بشيء , ولكن وجودها معه هنا وضعها في موقف محرج.
سمعت باب الطابق الآرضي يغلق . قررت ان تنزل وتواجهه قبل ان يصعد ويجدها في غرفة النوم.
اخذت نفسا عميقا ونزلت السلالم وهي تفكر بما ستقوله, كان يقف وظهره مواجها لها ينفض الماء عن معطفه والآن بعد ان اصبحت بمفردها معه . بدأ أطول قامة وأعرض بنية...... بالاجمال كان يبدو رائعا في هذا المحيط الضيق والعادي, او هل انها تتوهم فقط؟

58:

((فابريس.....))
عرفت ان صوتها كان ناعما لكنه كان متوترا.
((فابريس, كنت افكر.......))
توقف الكلام في حلقها عندما استدار لمواجهتها . احكمت قبضتها على حافة الدرابزين حتى ابيضت مفاصل يدها عليه , وتلاشى صوت المطر بفعل ضربات نبضها العنيفة وهي تحملق فيه. انها لا تحلم , فكرت , لكنه كان واقفا امامها بلحمه وعظمه. يا للهول...... آلان.
قال بلطف من دون ان يبتسم
((ماذا كنت تفكرين , سيدة؟ اعتقد ان لديك الكثير من الطعام.))
قالت بصوت أجش
((انت! ماذا تفعل هنا؟))
(( من المفترض الا يتواجد الزوج الا مع زوجته )) وضع معطفه على الكرسي ثم تقدم خطوة نحوها.
تراجعت فيليبا
(( لا تقترب مني. اين فابريس؟؟))
حرك آلان كتفيه بلا مبالاة ثم ابتسم بسخرية ثم قال
(( اعتقد انه مازل في المرحلة الآولى من رحلة العودة الى باريس . قد تجدين ذلك مؤسفا . تشعرين بالندم ؟ انا آسف يا زوجتي. سأعمل المستحيل حتى....... اعوض عليك))
بدت هذه الكلمات وكأنها تجمدت بينهما في الهواء. وفجأة بدا الداربزين الخشبي تحت أصابعها الشي الوحيد الثابت في هذه الدوامة.
ارجعت راسها الى الوراء وقالت
((لست بحاجة الى مؤاساة احد, ولا اريد منك شيئا الآن سوى حريتي ومن دون أي عقبات كما تريد. لقد أعدت لي ابي ولن اطلب منك شيئا اخر اقسم لك بذلك. فقط طلاق هادىء.))
قال بلطف
((تجعلين الآمر يبدو سهلا, ربما انا لست مستعدا لأن اتخلى عنك . ربما لا تريدين شيئا مني . لكن انا اريد الكثير.))
بدأ قلبها يخفق بسرعة,
((انت مجنون! ماذا علي ان اقول حتى اقنعك بأن هذه ....... المسرحية قد انتهت ؟ لقد هجرتك ’ىن لأبدأ حياة جديدة . لا اعرف كيف وجدتني......))
(( الأمر كان سهلا . وضعتك انت ومراقبك تحت المراقبة منذ ان تعرضت لحادث السرقة.
ارتفع صوتها
((ماذا فعلت؟ إني لا اصدق.))
((لماذا هل اعتقدت بإنني لن اقوم بأي خطوة لاحمي مصالحي....... وانني سأتخلى عنك بهذه البساطة.؟))
كان صوته ساخرا
((كان كل شيئا مدروسا صدقيني, خصوصا مقابلتي مع حبيبك المفترض البارحة. يجب ألا تثقي بالناس جميعا يا حياتي. شاب مثله يُشترى بسهولة لا يستحقك))
((يُشترى؟ اني لا أفهم.))
قال بطريقة جافة
(( هذا واضح, اتمنى ان لا تكوني قد تعلقت به كثيرا. يا فيليبا . خصوصا ان عمي دفع له حتى يغويك.))
صرخت بصوت أجش
((انت تكذب))
((إذا كنت اكذب فعلا , لماذا لم يبق ويساندك؟ وتطلبين مني ان اخرج من حياتك؟))
بدا آلان متعباً فجأة
((أثار حادث السرقة شكوكي. كل شيء كان مدروسا بدقة بالغة. لذلك قمت ببعض التحريات , واكتشفت ان فابريس كان يعمل عند عمي لويس , وكان يزوره يوميا ربما ليقدم له التقارير عن علاقتكما.))
((هذا غير معقول! لماذا فعل عمك ذلك؟))
((الآمر بالنسبة له معقول جدا. فهو يتمنى ان يتداعى زواجنا ويبدو انه اخبر الجميع ان خيانتي الزوجية ستقودك الى حافة الانهيار. يتكلم عنك بإهتمام وعاطفة...... زوجة ابن اخيه البريئة والمخدوعة يقول بأنك حزينة جدا ..... ولكن لا يلومك احد اذا هربت مني . وبذلك...... يحصل على الفضيحة التي طالما انتظرها ويجد العذر الكافي ليخوله مهاجمتي ثانية ويشوه سمعتي, ويؤكد بعد ذلك لمجلس الشركة انني غير جدير برئاستها , والاشخاص الذين استمعوا اليه في المرة السابقة سيستمعون ثانية . وربما بإنتباه اكثر.))
أخذت فيليبا نفسا عميقا
(( لا يعقل ان يكون هناك شخصا بهذه الحقارة. لن أصدق أي كلمة مما تقول.))
((اعتقدت بأنك ستقولين ذلك, ))
سحب آلان مغلفا من جيب معطفه
((لقد اجبرت صديقك على الاعتراف خطيا. كان صريحا جدا. هل تريدين قرائته؟))
((كلا))
((لا تيأسي يا عزيزتي. يبدو انه استمتع برفقتك كثيرا))
توقف قليلا
((اتمنى الا تكوني سهلت عليه مهمته.))
ابتسم لكن عيناه كانت قاسيتين.
أحنت فيليبا رأسها
((اذا كنت فعلا تراقبني , وقرأت هذه المذكرة فهذا يعني انك تعرف الإجابة مسبقا))
بدا صوته مصمما
((ومع ذلك أحب ان اسمع تأكيدك الشخصب . أخبريني يا زوجتي العزيزة, هل منحته نفسك؟))
قالت على نحو حاسم
((كلا))
قال بصوت ساخر
((اذا كانت هذه ستكون اول مرة لكما. يا صغيرتي المسكينة , هل افسدت عليك مشاريعك؟في هذه الحالة , أقل ما يمكن عمله بعد ان حرمتك من حبيبك. هو ان اجد لكِ بديلاً))
أصبح صوتها جافاً
((ماذا تعني؟))
((أعني بأن زواجنا لم ينتهي. بخلاف ذلك . انه على وشك ان يبدأ.))
تفحص آلان الغرفة وأضاف
(( ربما هذا ليس المكان المناسب لقضاء شهر العسل لكنه سينفع.))
صرخت فيليبا بغضب
((شهر العسل؟))
ووقفت بسرعة
((أي لعبة تلعبها معي الآن يا آلان))
((ليس هناك اي لعبة. انتِ زوجتي, ولن يمتلكك احد غيري . لقد حان الوقت لاوضح لكِ ذلك))
قالت بصوت عال
((ولقد حان الوقت لآوضح لك شيئاِ ايضاِ. جئت الى هنا لآبدأ حياة جديدة خاصة بي..... لأرسم.... لأجد بيتاً لوالدي يأويه , بهعد ان يعود من الولايات المتحدة . ليس لك مكاناً هنا))
((ومع ذلك كان يوجد مكان لفابريس دي ثييري))
نظرت اليه
((ليس بالطريقة التي تفكر بها, من انت حتى تحاكمني على تصرفاتي بعد ان......))
توقفت وأخذت نفساً عميقاًً
((كنت بحاجة الى من يقلني الى هنا, فابريس كان ...... سيهتم بشؤون البيت فقط ويكون مساعدي, هذا كل ما في الآمر))
((آه , كلا. يا جميلتي , لست بهذه السذاجة, ولا انا ايضاً))
قالت له بتحد
((فكر كما تريد.))
وهي تعيد الى ذهنها ذكريات هواجسها. تابعت
((لا تحكم علي بمقاييسك المنحطة, لا اريد حبيباً ,جئت للعمل فقط, ولأبدأ حياتي من جديد))
قال بصوت هادئ
((وماذا عن حياتنا؟))
((ليست لدينا اية حياة.))
عضت على شفتها وتابعت
((انا لست بزوجتك. لم اكن كذلك ابداً , الأفضل ان نفترق,عندئذٍ يمكنك ان تتزوج ....... من صديقتك.))
قال آلان ببطء
((شكراً لانكِ سمحتي لي بذلك....... لكن هل انتِ متأكدة بأنها تريد الزواج مني؟ فهي آلان أرملة ثرية جداً))
نظرت فيليبا الى الارض وهي تتذكر لور بين ذراعي آلان. قالت بصوت خفيض
((هذا شئنك الخاص.))
((هذا صحيح. لكن ما زال هناك بعض الآمور المتعلقة, والتي تحتاج لمناقشة, يا زوجتي..))
((اعتقدت انك ستكون مسرورا .... وممتنا بعد ان اخرج من حياتك. السعادة امامك الآن....... ولن يمنعك احد من التمتع بها. ولن يتجرأعمك على افتعال فضيحة ثانية بعد ان تتزوج البارونة.))
رفع حاجبيه وقال
((يبدو انك خططت لكل شيء .))
((كان لدي متسع من الوقت لآفكر بالموضوع..... واتخذ القرار المناسب.))
نظر آلان حوله
((هذا هو؟))
رفعت ذقنها
((اعتقد ذلك. لا اعتقد ان المكان يليق بك. لكنك جئت الى هنا بملئ ارادتك.))
((لا احتاج الى من يذكرني بذلك, هل لي ان اذكرك بشروط اتفاقنا ؟))
لفت فيليبا ذراعيها حول جسدها على نحو دفاعي وقالت
((لن أعود الى باريس وأنتظرك حتى تطلقني, لا داعي لبقائنا معاً بعد الآن. لقد تحسنت صحة كيفين. وسأظل دائما ممتنة لك, وانا اسفة اذا كنت تشعر بأنني لم أستحق مالك, بصراحة. لن اتحمل اكثر))
قال
((لم أفكر بقيمة الأشياء))
ثم تابع ببطء
((هل تناسيتي رغبتي في الحصول على وريث؟أوضحت لكِ ذلك عندما طلبت منكِ الزواج))
وجدت صعوبة في التنفس , وهي تحدق فيه غير مصدقة
((كلا, لم أنسى , لكن الوضع يختلف في هذه الظروف لا يمكن ان تتوقع مني.......))
((لماذا؟))
كان صوته ناعما وعيناه باردتان, حاولت ان تضحك
((لأن هناك حياة ثانية تنتظرك. بإمكانك ان تكون عائلة عندما تتزوج.))
((ربما لدى العروس المفترضة أفكار أخرى, تمنى زوجها السابق الحصول على وريث, لكنه مات دون أولاد في النهاية))
إذا لم يكن مسلوب العقل , فكرت فيليبا بحزن. كان يعرف حقيقة ماري لور , ومع ذلك ارادها له. طردت الفكرة من رأسها.
((عليك مناقشة ذلك معها ,هذا لا يخصني بشيء))
((بل يخصك بالتأكيد, يا عزيزتي. أسند آلان مرفقه على طاولة المطبخ وابتسم وتابع
((تتكلمين عن طلاقنا وزواجي مرة ثانية بثقة تامة, انتِ مخطئة, انا مقتنع بما عندي. ولا اريد ان اغير حياتي. هل فكرتِ بذلك؟))
((لا يمكن ان يكون ذلك صحيحاً. لا احد يستطيع , الا تريد ان تكون سعيداً...... بزواج حقيقي من المرأة التي تحبها))
وافق قائلاً
((بالطبع, لكن اذا كان الآمر مستحيلاً , لن أكون اول رجل يرضى بالبديل.))
رمقته فيليبا بنظرة إحتقار. وقالت
((ربما لا اريد ان اكون الزوجة الخنوعة والتي يتوجب عليها ان تتغاضى عن نزوات زوجها . هل فكرت بذلك؟))
تمتم آلان
((خنوعة ؟ كلمة لا تلائمك ابداُ, يا حبيبتي))
قالت
((انا مسرورة لأنك فهمتني. ولن أسمح لنفسي بأن أستعمل كآلة إنجاب الأطفال))
ضحك بصوت مرتفع , قال
((تتصورين الآمر كأنه عمل آلي!))
((كم مرة يجب ان أقول لك ذلك؟ لقد هجرتك. يا آلان . لم يكن يتعين علي ان أوافق على الزواج منذ البداية, لقد كانت غلطة فظيعة.))
اومأ برأسه موافقاً
((نعم لكنها كانت غلطة ويجب ان نستمر في تحملها لفترة.))
توقف برهة ثم قال
(( على الآقل حتى احصل على طفل))
تملكها الغضب عندما فكرت ملياً في طليه . لو كانت الظروف مختلفة لأعتبرت الآمر رائعاً. وفي منتهى السعادة. لكن في الحقيقة هو لا يحبها..... وهي مجرد إمرأة ملائمة لأن تكون اماً لولده وهذا هو العذاب بحد ذاته.
نظرت اليه وهزت كتفيها
((لقد خططت لمستقبلي جيداً, ولن يغير كلامك قراري يا آلان , لقد انتهى كل شيء.))
((تتكلمين بثقة تامة, ومع ذلك لأول مرة منذ زواجنا الغريب نحن بمفردنا تماماً, عندما تمر الآيام.......... والليالي..... ألا تعتقدين ان بإستطاعتي ان اقنعك بأن تكوني لطيفة اكثر معي؟))
((متى كان الجو لطيفاً بيننا؟))
احست بمرارة صوتها.
((نادراً ,هذا صحيح, ولكن لن تسير الآمور دائماً هكذا . يمكننا ..... المحاولة من جديد.))
بدا صوته حزيناً .....ومتواضعاً تقريباً. وحبست فيلي. أرادت في هذه اللحظة أن تعبر المسافة التي تفصلهما, وتلقي بنفسها بين ذراعيه, سيكون الآمر سهلاً لكن مهلكاً. عندما أحست بضعفها حاولت ان تعاود هجومها.
((ماذا عن السيدة سومرفيل؟ هل طلبت منها الإذن لهذه المصالحة المؤثرة؟))
((هي تعيش في عزلة.))
((آه اني اتفهم .))
وقفت فيليبا. انتهت لحظة ضعفها وحزنها وأصبحت متوترة ثانية.
((كم انا غبية! لا يمكنك رؤيتها وهي في فترة حداد .لذلك فكرت بأن تسلي نفسك معي قليلاً. يا لها من قصة ! لا تكون الزوجة عادة مدركة هذه الآمور))
تقدم آلان خطوة نحوها.
((كيف تجرؤين ؟ إسمعيني جيداً ايتها الغبية الصغيرة......))
((لقد سمعت ما فيه الكفاية, اريدك ان تذهب يا آلان. اذهب..... الآن . ألم تفهم بعد؟))
((انتش لم تفهمي. تباً فيليبا لقد اتيت كي أراكِ........ وأتحدث اليكِ.....))
((لقد ضيعت وقتك ))
تقدم خطوة اخرى نحوها. وتراجعت هي بدورها على السلالم ويداها ممدودتان إلى الأمام وكأنها تدفعه بعيداً
((كلا!))
بدا صوتها هستيرياً
((لا تلمسني..... لا تقترب مني......))
همس
((يا للهول. انت خائفة مني. هل تجدينني فعلا مرعبا؟))
ارتجفت
((اذهب .......ارجوك))
قال بهدوء
((حسنا اذا كانت هذه رغبتك))
اخذ معطفه ثم وضعه على كتفه , ولم تفارق عينيه عينيها, ثم سار بإتجاه الباب.
عندما وصل الى المدخل إستدار . كان يبتسم ولكن بدا وجهه متجهما كالشتاء . قال
(( الأمر مضحك.من بين كل النساء زوجتي هي الوحيدة التي لا استطيع الحصول عليها. الى اللقاء يا جميلتي, اتمنى لك التوفيق.))
راقبت فيليبا الباب وهو يغلق وراءه . عندما اصبحت بمفردها ,نزلت السلالم تتلمس طريقها كالعمياء.
لقد ذهب آلان . لقد كانت قوية ..... وجريئة معه لدرجة انها استطاعت ان تبعده عنها . الآن كل ما عليها ان تواجهه الوحدة, نتيجة جرأتها .... في كل يوم تبقى من حياتها





 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 15-02-09, 06:23 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل التاسع


كانت ما تزال جالسة تحدق في الفراغ , عندما فتح الباب بعنف بعد عدة دقائق ودخل آلان بوجه متوعد.
قفزت من مكانها مصدومة فسقط الكرسي الى الوراء محدثاً ضجيجاً.
واجهها بشراسة عبر الطاولة التي تفصلهما وعيناه تقدحان شرراً ويداه مرفوعتان لإسكاتها عندما حاولت ان تتكلم.
((نعم لقد عدت. لكن ليس بملئ ارادتي إني اؤكد لك ذلك .إذا ارجوكِ ان تعفيني من اتهاتمك التي كنت على وشك ان تنطقيها بلسانك اللاذع))
ارتجف صوتها
((انك مخطئ لا تستطيع ان تلومني لأني فوجئت . اعتقدت انك في طريقك الى باريس))
((كنت انوي ذلك. لكن يبدو ان حبيبك لديه افكار اخرى......))
توقف
((إطارات السيارة كلها مشقوقة , لن اذهب الى اي مكان الليلة.))
عذت فيليبا شفتها
((هل فعل فابريس ذلك؟ لكن لماذا؟))
هز كتفيه على نحو مقتضب وأجاب
((الحقد اعتقد, أراد ان ينتقم لآنني اكتشفت حقيقته......... وأفسدت عليه لعبته معك.))
ابتسم لها بنفور وتابع
((ربما أخطأت في الحكم عليه يا زوجتي, ربما لم تكن المسألة مادية فقط, ربما أرادك لنفسه؟))
((اتمنى الا تتوفع مني ان أشعر بالإطراء . اني آسفة بالنسبة للسيارة, لكن هذه ليست نهاية العالم. هناك مرآب في مونتاسكو ستجد عندهم ما يكفي من الإطارات اني متأكدة))
قال
((غداً.))
هز رأسه بسخرية وهو يرى نظرة الرعب في عينيها
((لا أنوي ان أمشي كل الطريق تحت المطر كي أصل الى مكان المرآب الذي من دون شك قد أقفل الآن ))
((ربما لا......))
قال
((لست مستعداً لآبرهن لكِ على ذلك, بطريقة او بأخرى . ثم أضاف بلطف
((اأني على وشك ان أكون ضيفك الليلة.......))
حركت يديها بشكل ملتوي
((هذا مستحيل! بإمكانك ان تمضي الليلة في السيارةأو ...... هناك فندق صغير في آخر البلدة......))
قال آلان بعبث
((اتمنى ان تذدهر أعماله , لن أكون احد زبائنه. ولن أعرض نفسي للمرض في السيارة, انتِ لستِ مضيافة يا عزيزتي.))
توردت وجنتاها
((لا تتوقع ذلك مني. ابداً.))
((انا ايضاً .))
ثم تابع ساخراً
((هل تتوقعين مني ان افرض نفسي على فتاة كانت منذ نصف ساعة ترتعد مني . لقد اكتفيت من ذلك في ليلة زواجنا, اذا كنتِ تتذكرين.))
توقف بتعمد وحرك حاجبيه بسخرية عندما ارتعدت
((ارجوكِ توقفي عن النظر إلي وكأنك فأرة وأنا هر جائع دعينا نحاول ان نتصرف كأشخاص متمدنين على الآقل لما تبقى من هذه الليلة.))
قالت فيليبا ونظرة التمرد في صوتها
((ربما انت الذي شق إطارات السيارة))
تنهد
((ربما!, أيتها المرأة السليطة اللسان الصغيرة, على كل حال, لم أفعل أي شيء من ذلك.))
سار نحو الطاولة ثم سحب الكرسي الذي على الآرض . قال
((ارجوكِ اهدئي قليلاً.))
اشار الى الفرن
((هل ستتناولين ذلك الطعام ام ستدعينه يحترق؟))
هزت فيليبا كتفيها معلنة إستسلامها
((أعتقد اننا سنتناول العشاء))
((لقد تناولنا الطعام عدة مرات من قبل . لن يكون الآمر مؤلماً لهذه الدرجة))
ثم تابع بشكل فظ
((ان هنرييت لن تكون معنا حتى تخدمنا.))
قالت
((كلا.))
كانت تتذكر ما قاله لها في أول يوم من زواجهما عندما كانا معاً وبمفردهما . وأرعبتها هذه الصورة. يعتقد انني خائفة منه , لكنه مخطئ . إني خائفة من نفسي .....خائفة من أخون مشاعري . لأنه إذا عرف سأصبح تحت رحمته الى الآبد ولن اقدر على تحمل ذلك. ان اكون الزوجة اللطيفة , التي يدعي زوجها عندما يتغيب عن البيت , انه في المكتب يعمل حتى ساعة متأخرة . أفضل ان اعيش بعيداً عنه ولا اتحمل تلك الأكذوبة.
رتبت الطاولة ووضعت بعض السكاكين والملاعق , قطع آلان الفطيرة التي أعدتها مدبرة المنزل السيدة بيتون ثم فتح زجاجة العصير






شعرت بالتوتر من هذه الآلفة البسيطة . وجدت نفسها تفكر, لو...... وطردت هذه الفكره من رأسها قبل ان تترسخ في ذهنها . هذا ما كانت تخاف منه , الآلفة الصادقة في تحضير الطعاممعا. هذا هو معنى الزواج الحقيقي .هذا هو الخطر بحد ذاته, أكلت فيليبا جيدا على الرغم من الصراع النفسي في داخلها. لم يحاول آلان ان يجرها الى الحديث, وكانت شاكرة لذلك, انهيا الوجبة بالجبنة والفواكهة وبما تبقى من الخبز.
((قهوة؟))
دفع آلان كرسيه الى الوراء .و أمسك بالإبريق.
لم تستطع فيليبا ان تخفي دهشتها
((هل تجيد تحضير القهوة؟))
قال بحدة
((بالطبع, وستندهشين أكثر يا زوجتي لو عرفت بأنني أجيد الطهي. عندما كنت صغيرا كنت أذهب في رحلات صيد مع والدي . مان يؤمن بالإكتفاء الذاتي.))
((وهل كانت والدتكما ترافقكما؟))
ضحك وقال
((كلا. كانت مهتمة بالرسم والآلوان المائية , كانت مجرد تمضية وقت بالنسبة لها, أشك في أن عملها كان فيه سحرا أكثر من الموهبة, لكن والدي كان يجده رائعا لقد علق كل أعمالها في بيتنا في فونتابلو.))
كادت ان تقول:**اتمنى ان لآراها, يوما ما**, لكنها توقفت في الوقت المناسب, تساءلت عن شكل هذا البيت وبيوت آلان الآخرى ايضا. لم يقترح عليها قط زيارة احدها. وهذا يؤكد عدم أهميتها في حياته.
((هل عاش أهلك في فونتابلو؟))
اومأ برأسه ايجابا
((طوال حياتهما معا , لقد كان بمثابة بيت العائلة .))
كان في صوته حنين كأنه يسترجع ذكريات الماضي الجميلة.
خفق قلبها .قالت
((يبدو انهما كانا سعيدين معا.))
((نعم , اعتقد ذلك, على الرغم من كل شيء))
لاحظ نظرتها المتسائلة وهز كتفيه مستطردا
((كان زواجهما مدبرا ايضا , واجها الكثير من المتاعب في بداية زواجهما.))
اضاف بسخرية
((لكن من ليس عنده متاعب؟))
قالت
((نعم))
ثم دفعت كرسيها الى الوراء
(( لا اعتقد انني سأشرب القهوة , سأصاب بالآرق اذا فعلت ويجب ان ابدأ العمل باكرا غدا.))
قال آلان برقة
((لكنك نسيت شيئا آخر , عليك ان ترشديني الى المكان الذي سوف انام فيه))
عضت على شفتها
((آوه, نعم. هناك غرفة واحدة فقط مجهزة, تجلب السيدة بيتون كل الشراشف من المزرعة و......))
ابتسم آلان
((غرفة واحدة, مسكين فابريس ! اني افهم سبب خيبته ورغبته في الإنتقام مني.))
قالت فيليبا بإختصار
((لقد ارتكب غلطة فادحة, وانت كذلك. لم يكن في نيتي ابدا ان اتركه ينام في غرفتي))
قال بصوت قاس
(( اعتقد انه كان عليك في هذه البقعة النائية يا عزيزتي ان تكوني اكثر حكمة وتفهمي نواياه.ألم يخطر في بالك انه من المحتمل ان تجدي نفسك في وضع لن تقدري على معالجته؟))
توردت وجنتاها ودافعت
((لكنني أوضحت له الآمر جيدا....))
ثم تابعت بضعف
((كان يبدو دائما ..... محترما))
((هذا المأجور الذي شق إطار سيارتي))
لاحظت إبتسامة غاضبة
((كان سيقضي عليك قبل ان تفتحي عينيك . أيتها الغبية الصغيرة))
رفعت ذقنها وقالت
((كنت يائسة, وعندما ايأس أتصرف دائما بغباء..... كما يجب ان تعرف ذلك ))
((وزواجنا مثال على ذلك.))
فاجأتها المرارة في صوته
((الأفضل ان ترشديني الى الغرفة يا سيدة. لدي دثار سميك في سيارتي سأستعمله لهذه الليلة فقط.))
هزت رأسها بصمت, ثم قادته الى الطابق العلوي, كان باب غرفتها مفتوحا, واستطاع آلان ان يرى السرير العريض والنظيف , لكنه لم يعلق.
وجدت نفسها تتساءل فجأة وبجنون كيف ستتصرف لو ان آلان أخذها بين ذراعيه , ودفعها بقوة الى الغرفة والى السرير الناعم.......
فتح باب الغرفة الصغيرة ثم قالت وهي تلهث
((ستنام هنا , والحمام في آخر الممر اتمنى ان تجدها مريحة.))
((هذا صعب جدا , عمت مساء يا فيليبا.))
ردت له تحية المساء , ثم اسرعت الى غرفتها . فكرت في ان تقفل الباب بالمفتاح , لكنه صدئ, وهي لا تريد على كل حال ان تبالغ في تصرفها. سمعت خطواته خطواته على السلالم , وهو يعود بعد فترة قصيرة , ربما مع دثاره.
بعدما خيم الهدوء , نزعت ثيابها بسرعة, استحمت ثم استلقت تحت غطاء السرير المخملي.
لكن النوم جفاها. فكرت وهي تحدق في الظلمة, لم تستطع النوم , ولن يكون الامر سهلا اذا كانت ستستمر وتتظاهر بعدم الاهتمام..... وأن زواجهما كان غلطة هي مستعدة لإصلاحها. ومع ذلك يجب ان تتقبل الوضع . لأن اخر شيء تريده هو ان تمنح نفسها له وتدع آلان يعرف انها تحبه. طلاق هادئ, فكرت , هذا ما تحتاجه جرح يمكن ان يلتئم ..... في اخر الآمر.
كانت الشمس تشع من خلال الستائر عندما فتحت عينيها في الصباح التالي. نظرت الى ساعتها ثم نهضت مسرعة. كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة, ارتدت ثيابها بسرعة وسارت نحو السلم وأختلست نظرة الى غرفة آلان . لم يكن له آثر. ربما رحل, فكرت وهي تترنح في مشيتها.
كانت الغرف في الطابق الآرضي فارغة ايضا لكنها اشتمت رائحة القهوة وشاهدت طبقا وصحنا في المغسلة. من الآرجح انه تناول فطوره.
كانت تعد لنفسها بعض القهوة ,عندما سمعت صوت محرك السيارة. نظرت من خلال النافذة التي فوق المغسلة. فرأت شاحنة كبيرة تجر سيارة آلان وراءها.
منتديات ليلاس




ظهر آلان بعد لحظة قليلة , وهو يمشي ببطء ورأسه منحني.
أسرعت لمواجهته عندما دخل من الباب
((ماذا حدث؟ لماذا اخذوا سيارتك؟ ألم تجد عندهم الإطارات المناسبة؟))
قال
((هذه ليست المشكلة. لقد عبث صديقك فابريس بالمحرك ايضا . يعتقدون انه بحاجة الى قطعة غيار جديدة. وسيتطلب ذلك بعض الوقت . ربما يوم او يومين.))
((كلا))
ضربت كفيها على اللوح الخشبي وهي تشعر بالإحباط, ثم تابعت
((هذا لا يمكن ان يحصل ابدا.))
قال بحدة
((اني اؤكد لك انه حصل, لست الوحيدة المنزعجة من ذلك,صدقيني))
((لكنك لست بحاجة الى الإنتظار حتى تصلح سيارتك, بإمكانك ان تستأجر سيارة.....))
قال على نحو مقتضب
((أفضل ان ابقى هنا حتى اراقب عملهم.))
((لكنك وعدتني بأن تذهب, لا يمكنك ان تبقى هنا.))
لاحظت الذعر الذي بدا في صوتها, وحاولت ان تضحك
((أعني انا بحاجة للبقاء بمفردي ,أخبرتك بذلك.))
قال ووجه خالياً من اي تعبير
((رغم ذلك , الوحدة التامة لم تكن جزءا من خطتك الأساسية . هل اعتقدت انك كنت ستقدرين على طرد فابريس دي ثييري بهذه السهولة؟))
اعترفت بائسة
((ربما لا, لكنه كان سيفيدني .))
رمقها بنظرة ساخرة وتوردت وجنتاها من الغضب .
((كلا, ليس بتلك الطريقة .كان سيصبح عارضاً))
كان صوته قوياً.
((رائع , هذه القصة تتحسن أكثر وأكثر.))
((هذه ليست قصة. انا بحاجة إلى ان اعمل لوحة طبيعية .هذه أوامر زاك. لذلك أحتاج الى عارض. والذي سأضطر الآن الى ان اجلب واحدة بالأجرة.))
وجهت اليه نظره محرقة.
((العرض ليس بشيء فاسق بالنسبة للرسام.))
((اتسائل اذا كان دي ثييري سيأخذها من هذا المنطلق.))
ثم أردف بنفور
((ربما كان سيوافق معي على ان الفتاة هي متعة لكل الحواس وليس فقط العين.))
ردت بحدة.
((انا متأكدة من ان هذه وجهة نظرك. لكن تأكد انه ما كان سيجد فتيات للعرض هنا . وعلى كل حال انت لست فناناً.))
ضحك
((اني اوافق مع ابي على ان فناناً واحداً في العائلة يكفي.سأذهب الى المزرعة لأبحث عن سرير مناسب . لا انوي ان اقضي ليلة اخرى على سجادة السيارة))
راقبته فيليبا وهو يعبر الساحة الى البوابة الخارجية وهي تسكب لنفسها بعض القهوة.تنهدت.
سألت نفسها بتوتر لماذا لم يقبل موقفها وبقي في باريس .حيث مكانه المناسب؟ لماذا لحق بها الى هنا. يعذبها . يلهيها..... ويهينها بكلامه يؤكد لها استرارية اتفاقهما؟ كل يوم يفرض عليها ان تبقى معه تحت سقف واحد, كان بمثابة جرح جديد.





يبدو ان العمل هو الامر الوحيد الذي سيريح أعصابها المتوترة.
عندما انتهت من تناول فطورها صعدت الى الطابق العلوي. هذا البيت إستأجره الفنانون بإنتظام من قبل. وقد إستعملوه بمثابة محترف ,ولذلك كانت الغرفة الكبيرة فارغة تماماً.
تجولت فيليبا في المكان حتى وجدت طاولة صغيرة ,وضعت عليها قماشاً اصفر قبل ان تصنع أدوات رسمها .أحضرت من المطبخ أبريقاً وبعض الأقداح وزجاجة شراب وسلة مليئة بالفاكهة. تطلب منها بعض الوقت حتى استطاعت ان تضع كل هذه الأشياء في اماكنها الملائمة.
كانت تتفحص نتيجة عملها عن بعد , عندما صعد آلان السلالم الخشبية.
قال بعبث
((لم توافق السيدة بينتون على إستضافتي عندها.اندهشت عندما سمعت ان هناك اكثر من سرير واحد سيستعمل, انها انسانة رومانطقية. مع انها اصرت على مناداتي بالسيد دي ثييري.....))
توردت وجنتاها.
((نعم.....حسناً. لقد اتصل بها فابريس وأعتقد انها تفكر.......))
ان ما تفكر فيه واضح جداً, لقد طلب منها ان تحضر غرفة واحدة.))
ازداد توتر خديها . قالت على نحو حاسم
((لم أفعل ذلك. لكن لحسن الحظ لم يعد مهماً.))
حولت نظرها ثانية الى الطاولة بتعمد ثم هزت رأسها.
((هناك شيء ناقص!))
وقف آلان الى جانبها. قال بعد لحظة
(( لماذا لا تستعملين الزجاجة كشمعدان؟))
قالت
((اجل انت على حق.))
وهي تشعر بالإنزعاج لأنه استطاع ان يلاحظ ذلك بوضوح.مع انها تفحصته جيداً. لم تكن تركز فكرت,
((يجب ان يكون هناك بعض الشمع في المطبخ.))
نزلت السلالم وهي مدركة انه يتبعها, عبرت الباب المزدوج الى الجزء الرئيسي من البيت وجدت هناك حزمة على طاولة المطبخ.
اقترب آلان منها ,وقال
((لو كنت في مكان فابريس لما قبلت بغير هذا الأرنب لعشاء الليلة.))
حاولت فيليبا ان تتكلم بهدوء, وهي تأخذ بعض الشموع من درج الخزانة.
((ليس لدي أي فكرة عما سأفعله بأرنب!))
قال لها
((لكن انا لدي . هل تفضيلينه مع حساء البصل والعشب ام مع الخردل فقط؟))
قالت بضعف
((مع البصل والعشب اعتقد.))
قال بنشاط
((حسناً , سأناديك عندما انتهي من إعداده.))
((لا تزعج نفسك......))
قاطعها
((هذا من دواعي سروري يا حياتي .))
كانت في إبتسامته مسحة من السخرية .
((تعويض بسيط ربما لأنني جعلتك تعانين من حضوري المزعج.))
تباً لو انه يعرف..............قالت بضعف
((شكراً لك.))
وأسرعت الى المحترف
تدربت كثيراً على موضوعها . حاولت ان تركز , وعندما جاءت فترة ما بعد الظهر لم تكن راضيه ابداً عم عملها.بدا رسمها متكلفاً....... وعشوائياً, فكرت بتململ .لكنها بدأت العمل على الآقل.
كانت تنبعث من المطبخ رائحة طعام شهية . فركت انفها بإعجاب وهي تتوجه إلى هناك.
كان آلان جالساُ الى الطاولة يُقطع الجزرالى شرائح. نظر اليها متسائلاً
((هل انتهيتِ لهذا اليوم؟))
((اعتقد ذلك.))
جلست في مواجهته وراقبته.
((هل كنت تحضر الطعام طيلة فترة ما بعد الظهر؟))
((على الإطلاق.تجولت في القرية قليلاً ثم تكلمت مع بعض سكان المنطقة))
حملقت فيليبا فيه
((ألم تشعر بالملل؟ أعني انها مختلفة عن نمط حياتك. لا بد وأنك تشعر وكأنك منعزل على عالمك...... وعن كل شيء((
((انتِ لا تعتقدين ان بإستطاعتي الإستخاء؟))
قالت ببطء
((ليس تماماً, لكنك تبدو دائماً مليئاً بالقوة والنشاط, اعتقدت انك هنا ستجد الحياة هنا..... مخيبة.))
بدا مندهشاً
((اذا كنت اشعر بالخيبة تأكدي ان لا علاقة لذلك بالمكان ,صدقيني.))
لاحظت فيليبا بغيظ ان ليس لديها الكثير لتقوله .كان الأرنب شهياً. خفيفاً وله نكهة خاصة مميزة مرفقا ببطاطس صغيرة ةجزر مغمس بالزبدة.
((ما رأيك ببعض الجبنة ؟))
راقبها آلان وهي تلتهم الحساء مع قطعة خبز.
هزت رأسها وقالت
((لا استطيع , انت طاه ماهر حقاً))
ترددت ثم أضافت
((انت إنسان مدهش احياناً ,يا آلان ))
((هل تعتقدين ذلك. يا حياتي؟))
كان صوته جافاً
((لقد اعتقدت ان بإمكانك ان تتنبأي بكل تصرفاتي))
عضت فيليبا على شفتها
((كلا,لم اتوقع ابداً انك ستتبعني الى هنا.))
سألها
((هل إعتقدت انني سأتخلى عنكِ بهذه البساطة لنوايا السيد دي ثييريالمشكوك فيها؟))
ثم أضاف
((كلا يا فيليبا لقد أخبرتك. إذا كنتِ تتذكرين ,بأن علينا ان نتحدث بجدية انتِ وانا.))
شدت على أسنانها
((نعم من الأفضل مناقشة الموضوع من خلال المحامين))
خيم صمت ثم أضاف
((بالطبع .........إذا كان هذا ما تفضلين.))
((اعتقد ذلك, علينا ان نكون واقعيين على كل حال.....))
((نعم))
نهض عن كرسيه ثم بدأ بتنظيف الطاولة . وقفت فيليبا وقالت
((دعني أقوم بذلك. ليس من العدل ان تقوم بكل شيء))
((انتِ من أنصار العدالة. اليس كذلك يا زوجتي؟ انتِ تلتزمين بالقانون على نحو صارم في كل الظروف لا تفسحين المجال لأي مفاوضات.))
كان وجهه متجهماً عندما نظر اليها.
قالت وهي تتلعثم في كلامها
((اني لا أفهم كلامك....))
هز آلان كتفيه
((لا يهم))
توقف برهة
((سأذهب الى نادي القرية لبعض الوقت , إذا كنتِ لا تحتاجين الى مساعدتي, سترتاحين من رفقتي لساعة او ساعتين.))
((شكراً لك , اعتقد انه ليس لديك ادنى فكرة متى ستصبح سيارتك جاهزة؟))
تصلب وجهه وأجاب
((ليس بعد. ربما ستأخذ بعض الوقت))
قالت بصوت جامد ويداها مثبتتان على جانبيها
((اتمنى ان يسرعوا ........ ان ينتهوا من تصليحها.))
أرجع رأسه الى الوراء, ونظر اليها
((انا ايضاً , يا سيدتي, ربما بعدها نستطيع ان نعيش بسلام.))
جرحها صوته القاسي .
كانت على وشك ان تنطق بإسمه لكنه أغلق الباب وراءه بعنف وذهب.



 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا اثق بك, desperate measures, دار النحاس, خطوات متهورة, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, سارة كريفن, sara craven, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t105150.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 24-10-14 01:27 AM
Untitled document This thread Refback 09-04-10 01:18 AM


الساعة الآن 09:51 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية