كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل السابع والعشرين
ما امداها تسكر عينها وتبدأ في رحلة النووم إلا وتسمع جوالها يرن بطريقة مزعجة .. قامت لشنطتها وهي مستغربة .. عايض وكلموه اول ما وصلوا من المطار وطمنه فياض بوصولهم ..
مين بيتصل الحين ويزعجها ؟؟
ابتسمت وهي تطلع الجوال وتشوف اسم خلود .. مااغيرها!!
ردت عليها بترحييب و خلود ما قصرت في الترحيب والاستهباال بس بدون ما تقول لديما عن مكان وجودها .. وديما قالت لها عن سفرها وحكت لها عن بعض الاماكن اللي شافتها ورااحتها ..
بعد دقائق ..
ديما : بس والله اني متشوقة أشووفكم .. ييلا شدوا حيلكم وتعاالوا بسرعة ..
خلود تضحك : ايه ايه بنشد حيلنا ..
وكملت بلؤم :بس انتي ما لاحظتي شي غريب يوم نزلتي من الطيارة ؟؟
ديما ترفع حواجبها : شلوون شي غريب ؟
خلود : يعني الدنيااا كانتمنووورة والجو روووعة والنسيييم يهب عالممديينة من كل الجهااات ؟؟
ديما ترفع حاجب وهي تقول : يالله بدينا في الاستهبااال .. خلود قولي بسرعة وش ورا هالكلام عشان انا ما اعرف لتلميحاتك الغريبة ..!!
خلود بعد ضحكة طويلة : إنا لله .. شلون أفهمك أكثر من كذا .. طيب يا ديوووم ان ما فهمتي والله مارح اقولك ..
ديما وهي تتثااوب : آآه خلود والله فيني النووم .. تعبانة من السفر ..
خلود : طيب .. اكلمك بعدين .. .. يالله تصبحين على خير .. روحي نامي ..
ديما : وانتي من أهل الخير .. مع السلامة ..
سكرت الجوال وحطته بجنبها وشوي .. ولا تتذكر كلماات خلود .. وتفتح عييينها بصدمة حقيقية ..
رفعت الجوال بسرعة واتصلت عليها مرة ثاانية ..
خلود : ههههه ما نمتي ؟
ديما بفرحة : خلووووود انتو هينااااا؟؟!!
خلود : وأخييراً ..ايه والله نحنو هيناا من زمااان ..
ديما : حراام عليك ليه ما قلتي من اول .. من متى وانتوو هنا ..؟؟
خلود قالت لها عن جيتهم .. وديما بالفعل كانت في قمة السعاادة لانها راح تشوفهم ..
كل شي بدأ يحلوّ بحياتها والراحة تحاوطها من كل مكاااان ...
بس راح تستمر هالراحة والسعاادة اللي تحس فيها ...
أو في احتمااال تكون هذي الراحة .....
بمثاابة الهدوء ما قبل العاصفة ؟
.
.
.
.
.
.
.
.
.
على الجهة الأخرى ...
وعلى النقيض من تلك السعاادة ..
صعد الدرج بتخبط وهو يتذكر اللي صار قبل شوي .. والفاجعة اللي نزلت على راااسه وصدمته بعنف ..
اتصل ناايف وبلغه انه رااح يحاول يخلص شغله ويجي
بأسرع ما يمكن ،، وكان هو الثاني متفاجىء من حضور ساالم ومندهش لابعد حد ..
أما عن اللي حصل بعد كذا ....
وآآه مما حصل !!
.
.
زفر وهو يتذكر كلام سالم له ..
السر اللي حمله اياااه ..
الفااجعة اللي عمره ما توقع ينفجع فيها
وفي من ؟
في أحب إخواانه له
سالم .. ما كان أي وااااحد بالنسبة له
كان .. أبوه .. وأخوه .. وصديقه
من صغره وهو في نظره .. القدوة .. والمثل الأعلى
ولو كااان ابتعاده عنه غير من هذي المكانة وزعزع منها كثيييير ..
إلا إن مكانته تظل .. غييير !!
وبدون حااجة للااعتراف بهذا الشيء علناً لنفسه ..
فهو متوغل فيه .. وفي إحساسه .. بالرغم من كل البرود اللي تكاااتل في قلبه !!
.
.
ما قدر يطلع للجناااح ..
محتاج بقووووة يعيد حساباته ..
محتااج يرااجع كل الحساااابااااات بلا استثناء ..
كل شي بعقله تلخبط ..
كل شي !!
توجه لغرفته القديمة .. دخل وسكر الباب ورااه
ورمى بجسمه المثقل على السرير و.....
بكى ..
لاول مرة من ...
مايذكر من متى !!!
بكى بحرقة .. مستسلم لكل ألم يخترق صدره ..
ويذيب كتل الجليد المتجمعة حوله ..
استرجع الحوار اللي دار بينه وبين سالم .. بوجع محرق يكتسحه مع كل جملة ..
.
.
.
.
.
قبل هذاا بنصف ساعة ..
وقبل مغادرة سالم مع زوجته وطفله ..
فياض لاحظ شرود سالم والمرارة اللي يتكلم فيها ..
ومن بعد ما قال نايف انه مارح يجي ..
أصر على سالم يحكي له كل شي ....!!
وبدأ سالم يحكي .. سنين الدرااسة ثم الزوااج ..
ثم سنواات الضياااع اللي عاشها ..
ضياااع في الدين ...و في كل شي يمت للعرف والاخلاق بصلة ..
حتى من بعد زواااجه ..... انجرف اكثر وأكثر ..
لقى نفسه يحكي لفيااض كل شي .. حتى اللي ماكان ناوي يحكيه ..
فياض وهو يسمع سالم يعترف بكل هذا ..
كان يناظره وهو يقوول بداخله بنفس المرارة ..
لو يدري إني كنت مثله وأسوأ .......!!!!
.
.
بعد ما خلص ساالم من سيل اعترافااته .. ناظر بفياض ..
قال : وأخيراً ...رجعت .. رجعت لعقلي .. رجعت لربي يا فيااض .. لكن بعد فوااات الأواان .. صدقني .. ما في أحد في هالعالم ندمااان كثري .. !!
وكمل بانكساار : يمكن تحتقرني الحين ..ويمكن اني طحت من عينك او باطيح اكثر واكثر .. بس الله يشهد اني رجعت .. رجعت ابي اكفر عن كل ذنب سوييته ..
كمّل وهو يراقب سامي الصغير وعيونه مليانة دموع : بس عقاااب ربي .. ما منه مفر .. بيحرمني استمتع بهالنعمة .. وبهالحياة .. مثل أي إنسان طبيعي ..
فياض كان يحس بقلبه يخفق بعنف لكلام اخوه ..
ما قدر يتكلم .. او ينطق بحرف .. وهو يناظر بسالم وكل كله يسمع له ..
أخوه ...نمووذج مكبر منه ..
يحكي عن نفسه .. وكأنه يحكي عن حاله هو ..
باستثنااء النقااط الأخيره .. وش فيك يا سالم .. !!
وشو العقااب اللي حل عليك .. ويمكن يحل علي من بعدك ..!!!
كمّل سالم : أبيك تدفن هاللي بقولك ايااه بصدرك ولا تطلعه لاحد يا فيااض .. انا ... أنا ما عدت قادر اتحمل .. لازم اقول لاحد ..... انخنقت .. !!
فياض بكل اهتماام : مارح أقول لأحد ..
سالم وهو يناظر في اخوه بمرارة : فيني... فيني إيدز يا فياض .. فيني إيدز !!
كمل بسرعة : أماااانة برقبتك .. محد يدري .. اهم شي نوااف وناايف لا يدروون !! انا بختفي من حيااتكم .. بشووفكم لمرة قبل ما اختفي .. وائتمنكم على هالبنت المسكينة وهالطفل .. وبروح .. بنتظر مصيري لحاالي ..
فياض والصدااااع ضرب في راااسه بعنف مدوي ..
عيونه مفتوحة وانظااره مركزة على سالم بكل ما للفجع من معنى ..
ظل جالس بمكاانه بلاا أي حركة ..
سالم اقترب منه وهو يشد على كتفه : فياض ادري انك مصدوم .. بس انا حكيت لك ابي اتسلف منك القوة .. مو
عشان تشيلني هم أكبر .. عالعموم انا بروح الحين واخليك .. وبكرة اشوفك .. مع ناايف .. ان شاء الله ..
ناظر فياض نظرة اخيرة قبل لا يشيل سامي من مكان ما جلس وينادي مرته ويطلع برا البيت ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
من بعد ما سكرت من خلود وهي تحس بكل النوم طاار منها .. ناظرت سااعتها مستغربة ..
مر وقت طوييل وهو لسا مارجع ..
جلست بالصالة شوي .. ورجعت للغرفة .. وراحت للمطبخ ورجعت ..
تنهدت .. صارت الساعة وحدة وهي مو قادر تنام ..
وهو مارجع ..!!
سألت نفسها اكثر من مرة ليش قااعدة تستنااه ؟؟
بس طنشت الجوااب ،، وماقدرت تمنع نفسها من القلق المتواااصل..
اتصلت على جوااله وكان يرن بدون جوااب ..
ليش ما يرد عليها ؟!!!؟!
سيارته موجودة.. يعني ما خرج من البيت ..!!
احتاارت اكثر ..
..ثواني و لبست جلالها وهي تطلع من الجناح بعد ما حزمت أمرها ..
نزلت للصالة تحت وشافت جواله مرمي على الكنب .. مسكته وهي تشووف المسد كووول اللي منها بالشاشة..
يعني ما فتحه .. ولا سمعها وهي تتصل اصلاً!!
طلت من شباك الصالة وشافت سيارة فياض موقفة لحالها ..
يعني حتى نايف مو موجود بالبيت ..
تخيلت يكون رااح مع اخوه وخلاها لحالها بالبيت وبهالوقت .. واثارت الفكرة رعبها ..
تركت الجوال مكانه وطلعت لفوق بسرعة وبخوف..
لمحت ضووء بسيط يصدر من غرفة فياض القديمة .. وتجمدت ثواني بمكانها ..
سمّت وهي تقترب .. والافكاار تدور براسها..
يمكن انه فضل النوم بغرفته على نومة الارض المتعبة ..
عالاقل هي نامت بالطيارة ، وفي طريقهم للبيت ..
وهو ماريح ولا لحظة .. الاكيد انه تعبان اكثر منها ..
بس ليش ما طلع الشنط ولا جا يشوفها او يسأل عنها كعادته كل ليلة ..!!؟؟
وقفت قدام باب الغرفة المسكر ..
النور مفتوح ، يمكن صااحي ..
ما عندها الجرأة تفتح الباب ..
ظلت واقفة دقاائق بتردد عند الباب .. وما سمعت أي صوت ..
بدأت الافكاار السلبية تدخل لعقلها ..
يمكن انه مو بالغرفة اصلا .. ولا بالبيت كله .. !!
ومع هالفكرة المرعبة دقت الباب اكثر من مرة..
وما حصلت أي رد ..
مدت يدها لمقبض الباب .. وفتحته بحذر وهي تدعي انه يكون دااخل ..
تقدمت لخطوات وهي تطل على الغرفة بوجل ..
وكم هاائل من الراحة تسرب لقلبها وهي تشوفه راقد على السرير ومغطي عينه بذرااعه ..
تقدمت شوي تبي تتأكد من اللي تشوفه ..
تهيأ لها انه غرقااان في بحر من العرق .. بالرغم من برودة الغرفة ..
ومن مكانها ،،،حست بحرارة جسمه تووصلها ..
وتأكدت انه مريض ..أومحموم .. أوفيه شي غيرطبيعي ..
قطبت حواجبها بحيرة ..
تصحيه ؟ ......لا لا ....ما تقدر ..!!
ظلت واقفة بمكانها والف فكرة تتصارع بداخلها ..
الين ما حست بتحركه البطيء .. وتجمدت بمكانها ..
رفع ذراعه عن عينه وناظرها بعين نصف مغلقة ..
بلعت ريقها وهي تحس بالحرارة تسري فيها هي بعد!!
رفعت عينها له وقالت بتلعثم : انته تعبان ؟!
.
.
بالرغم من الصداااع الفتااااك في راسه ..
والألم المنتشر في جسمه وينهشه بوحشية ..
حاول يقاااوم .. يقاوم انه ينزل للسيارة وياخذ دوواااه ..
كل شي تجمع عليه الليلة ..
الألم ... في قلبه .. والألم في جسمه ..وروحه ..
والنــدم في كيااانه كله ..!!
تهيأ له إنه يشووف خيال ديما قداامه ...
وسمع صوتها اللي يأكد له وجودها .. وهي تسأل ..
و تمنى يجااوبها ..
"أيـــه ....
تعباااااان وتعبااان وتعبــــــــاان ..!!!"
مو قادر يتحرك من مكااانه ،، الالم اشد واقوى من احتمااله .. الادمااان متمكن من كل خلية في جسمه ..
غمض عينه .. اعتصرها وهو يصر على اسنانه ..
قلبها صار يدق وهي تشوفه بذي الحاالة ..
ما يصير تظل واقفة وهو شكله بيموووت من الألم ..
سألته بصوت عالي مرتااع : فياض وش فييك ؟؟!!
مارد عليها وهو يصر على اسنانه اكثر ، وينقلب على جنبه وهو يتمسك في اعمدة السرير بقوة ..
اقتربت اكثر وهي حاسة انها تتألم معه .. احتمالها في هالمواقف ضعييف جداً .. جدًا ..
قالت : أتصل على ناايف ؟؟ بنزل .. بنزل أجيب جوالك من تحت ..
والتفتت عشان تنزل ، لكنها تفااجئت بقبضته تسحبها على وراا بحركة قوية مضطربة أجلستها على السرير ..
قال بصعووبة وهو يترك ذراعها: لااا .. لا تتصلين على احد .. أبداا !!
قالت وهي مشفقة على حااله : بس انت .. لازم تروح للمستشفى ..!!
قال بصوت عاالي : لااااا ديماا .. قلت لااا .. !! تركيني...!!
وكمل وهو يضغط على راسه : روحي نامي .. واتركيني بحالي ... !!
هزت راسها باضطرااب ..
وشلون تتركه كذا ؟؟ مجنووون .. !!
شكله شوي ويغمى عليه من الالم ..
ليش يرفض مساعدتها ؟؟؟
قالت بمحاولة : طيب تبيني أجيب لك شي ؟؟ في دوا معين .. او ...
قاطعها بصرااخ : اتركيني وبس ...!!! اتركيني ..!!!
انتفضت من صوته العاالي وقامت وهي تتراجع لباب الغرفة ..
كشرت وهي تناظره لمرة أخيرة بحزن .. وطلعت برا ..
.
.
وفي غرفتها .. دارت حول نفسها اكثر من مرة .. مو قادرة ..مو قادرة تجلس هنا وهو تحت بذي الحالة .. يمكن يصير له شي .. يمكن يتعب اكثر .. يغمى عليه .. او حتى يمووت من الألم !!
جتها رغبة عاارمة في البكااء .. محتارة وش تسوي .. آلمها طرده لها من الغرفة واستغنااءه عنها .. ولا مرة كان قااسي معها مثل الحين .. استرجعت كل تصرفااته الطيبة معها ، ومعاملته الحنونة طوال الايام اللي فااتت .. وحست بالالم يتفااقم في صدرها اكثر ..
اكيد ما راح يتقبل مساعدتها وهو يشووف جمودها طواال الايام اللي راحت وبرودها .. ليش فجأة بتليين وتسااعده يعني .. ؟؟
"بس أنا مو كذا .. ما كان قصدي .. مو هذااا اللي احس فيه .. !!!!
انا من لي غيره اذا صار له شي ؟؟
ماادري وش فيييني .. قلبي ما يتحمل اشووفه يتألم بذي الطريقة ..!!
احس اني أتألم أكثر عنه .. "
زفرت وهي تتحرك لخاارج الجناح وتنزل باندفااع لغرفته ..
لازم يتقبل مساعدتها .. وإلا بيتعب اكثر ...!!
لازم يقتنع بوجودها الحين مثل ما اقتنعت هي بوجوده في حياتها ...
اقتربت من الباب ودخلت ..وبنظرة تايهة درات بالغرفة .. ما كان موجود فيها ..
كانت راح تطلع ..
لكنها سمعت صووت جااي من الحمام ..
تنهدت وجلست على طرف السرير تنتظر خروجه ..
.
.
.
|