كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الأول
شبكة ليلاس الثقافية
بين الفراق وبين الشفاء من ألمه/ آآآهة
،،،، لا .. بل آهات طويلة ....عاشتها ديما في جو من الوحدة والانطوائية ، لأنها ببساطة كانت البنت الوحيدة بأسرتها النووية اللي للتو فقدت شخصين من أفرادها .. .. ومو أي شخصين !!
هم كانوا كل شي بحياتها .. والهوا اللي تتنفسه .. قبها انكسر بعد فراقهم .. واليتم لفها بسوار من الحزن العمييق ..
شهر من الحزن والبؤس والآلام اللا متناهية والآهات المتواصلة قضتهم مع أخيها الاكبر عايض
كان الاخير مشغول بهمين .. بهم ّ فراق عزوته امه وابوه .. وهمّ الحمل اللي طاح على راسه ،، شركة ،، والكثير من الديون .. وديما .. !!
ثلاث مسؤوليات يحسها منعته عن تحقيق حلمه اللي كان ناوي يحققه .. ، الزواج .. لكنه اضطر يزوي احلامه بجانب الى ما يتيسر طريقه وتستقر اموره وامور اخته ..
ديما .. 17 سنة من الحب والحنان المتبادل مع امها العطاء وابوها الخير كله
عايض .. 30 سنة تقريبا .. من الكد والاجتهاد بعد الدراسة في تحقيق حلم ابويه
ديما بنت ما نقول عنها فاتنة .. بس جذابة .. خصوصاً مع بشرتها البيضاء الصافية وعيونها الرمادية .. كانت جدتها روسية وهي ماخذة عنها جمالها ..
( انا عادة اكون غير متحيزة لجمال البطلات لكن ايش اسوي لو فعلا كانت جميلة ؟؟ولو كان جمالها رح يسير القصة؟)
عايض .. شاب عصبي اذا تراكمت عليه المسؤوليات .. لكنه يبقى مسالم
وفي ليلة جمعت الاخوين اللي ما جفت دموعهم على فراق الام والاب .. كانت ديما بوجهها الشاحب وملامحها الناعمة المظللة بالسواد ، تجلس مع عايض على المجلس الارضي ..
عايض باهتمام : في موضوع مهم ابي اكلمك فيه ..
رفعت راسها بعد ما كانت شاردة بذهنها لبعيد ، وقالت : موضوع ؟
قال بابتسامة ،او شبح ابتسامة : ديما تعرفين ابوي الله يرحمه كان مقترض من البنك كثير ولازم نرجع هالقرض الحين بوفاته ,, الشركة هي مصدر رزقنا مقدر اسوي فيها شي وهي لسا ما طلعت للنور توه كان فاتحها.. وانا فكرت بحل ثاني ..
رفعت حواجبها بضيق .. قالت : يعني احنا الحين بمشكلة ؟
قال : لا ، في مهلة قدامنا نرجع فيها القرض وانا فكرت بانسب طريقة ارجعه فيها ،،
الفلوس الموجودة بالبنك من دخل الشركة أو من فلوس ابوي ما تكفي وحتى اذا كفت ما اقدر ارجع منها القرض ..و الحل اللي فكرت فيه ، إني ابيع البيت
!!
..
شهقت ديما :البيييييييت ؟؟ كيف تبي تبيع البيت !!! واحنا وين نروح ونخلي بيت امي وابوي
عايض يهديها : ديما اصبري واسمعيني .. البيت كبير علينا واجد ، وانا وانت ما نحتاج كل هالمساحة ،و اذا بعناه بنخلص من القرض من غير ما نضر بشركة ابوي اللي هي كانت كل حلمه في حياته ..
ديما بألم : ما في حل ثاني ؟.. عايض نفارق هالبيت مستحيل ما اقدر اتخيل انه ما يكون بيتنا ..
دموعها نزلت بحرقة وهي تكمل : هنا غرفة امي وابوي وهنا ذكرياتي معهم .. حرام ليش تبي تبيعه . هنا تربينا وعشنا كل حياتنا .. ياربي ارحمني وش قاعد يصير
عايض بضيق : ديما هذا قضاء ربي وحكمه وانتي دومك تعرفين هالشي .. اقل ما يمكن نتنازل عنه هو البيت وتنتهي كل المشاكل .. وانتي لازم تمشين بحياتك والسنة الجاية تدخلين الجامعة والتخصص اللي تبينه وتجتهدين وتنسين .. خلص ماتوا ما بترجعينهم بصياحك ولا بشيلك الهم
غطت وجهها بكفوفها وهي تكتم صياحها ،، عايض ما درى وش يسوي غير انه قرب منها يضمها شوي يمكن تهدا ..
حس انه قسى عليها لانه طول الايام اللي فاتت منشغل عنها والمفروض يكون جالس معها اغلب الوقت لانه يعرف انها مرة حساسة وان ماله غيرها ..
قال وهي تبكي على صدره : خلاص يا بعد عمري خلااص لا تقطعين قلبي انا معك وما رح اتركك أبد .اعرف انه صعب .. بس هذا اللي صار وهذا قدرهم .. معليش
قالت : لو ماكانوا طلعوا بذيك الطلعة وماخذوا السيارة الخربانة ما كان صار اللي صار .. ماكان استوى الحادث وكانوا الحين هنا بالبيت
عايض : انتبهي لا تقولين كذا .. لاتعترضين على قضاء ربك.. الحمد لله على كل حال ..يللا قومي غسلي وجهك والبسي عباتك بطلعك نشم هوا شوي
قالت وهي ترفع راسها: مابي .. روح لحالك
قال : انا ما كنت بطلع عشاني .. عشانك انتي
قالت : انا بروح اغرفتي .. اذا ..
ورجعت تصيح ..
كملت بعتب: اذا حددت موعد تبيع البيت فيه خبرني عشان الم اغراضي
دارت تبي ترجع وهو حس بألم .. لفت عليه كأنها نست شي : ما قلت وين بنروح؟؟ وين بنعيش ؟؟
قال :لا تهتمين الحين ..
قالت ودموعها مازالت منهمرة : أبي اعرف .. وين بنعيش ؟
قال : تذكرين بيت عمي ابو طلال .. الجناح اللي فوق حق سالم بناخذه عندهم على اساس ان ابوي له حصة بهالبيت من زمان عندهم ..
ديما صدمها الموقف .. كانت تعرف اولاد عمها طلال معروفين بسمعتهم الشينة ..
راعيين بنات ووصاخة وقلة ادب .. يعني صايعيين بمعنى الكلمة ، وما خفي كان أعظم
بعد ما عمها مات وهم كل واحد عايش على هواه ..اما سالم كان مسافر برا يدرس وعايش هناك من زمان ..
..
قالت بصدمة : عايض تبي توديني هناك عند اولاد عمي ابو طلال ..؟؟
قال عايض : ما عليك منهم .. احنا بنكون فوق بالجناح.. فيه ثلاث غرف ومطبخ وحمام ما تحتاجين اصلا تطلعين منه .. وفيه خدامة وسواق ..
قالت : لا الله يخليك انا اصلا اخاف لما اسمع صوتهم.. وانت بتوديني بيتهم . .
قال عايض : لا اله الا الله .. ديما ما قلت بننقل الحين .. من الحين لذاك الوقت نشوف ونرتب امورنا ..
وحتى لو نقلنا وما ارتحتي بننقل من عندهم لمكان ثاني ولا يهمك
وقفت وهي مو مقتنعة وحاسة ان افكارها مو مرتبة بالمرة ..
رجعت لغرفتها وهي مب مركزة كالعادة .. رمت نفسها على سريرها وكملت نوبة صياحها
بعد دقايق هدت ، وقامت تتسبح علها تفوق شوي ،،
طلعت من غرفتها بعد ما بدلت ولبست قميص خفيف يشعرها بالحرية والخفة عله يأثر على مشاعرها .. وراحت لغرفة ابوها وامها .. من اول ما ماتوا ما دخلتها .. كانت تبي تختبر نفسها ، تتمالك اعصابها وما تبكي .. تحاول تكون قوية وتدخل الغرفة .. قررت تجمع اشياء من الغرفة وتختفظ فيهم في حال نقلوا من هنا ، خلها تكون مستعدة من الحين
دخلت بشويش ، وتفاجأت بالصوت اللي طلع من الغرفة ، حست برجفة قوية تسري بعروقها
ترددت تدخل او تطلع .. الموقف كان مخيف وشكت في نفسها يمكن تتخيل او تتوهم ..
لكن لما خطت خطوتين لقدام شافت جسم متكور على السرير .. سمت بسم الله وقالت بهمس : معقولة ؟؟؟؟؟
.
.
.
.
.
.
سمت بسم الله وقالت بهمس : معقولة ؟؟؟؟؟
عايــــــــــــض ؟؟
ليه جالس هنا ؟؟ ليه يبكي
مو كان يصبرها قبل شوي ؟؟
وقفت بشوييش تراقبه وتسمع كلامه ..
عايض بصياح : يارب ارحمهم برحمتك يارب .. غدمهم برحمتك .. يارب ادخلهم الجنة يارب اجمعنا بهم في
الآخرة .. يارب اعني على حملي .. اللهم اعني على حملي ..
ما تعرف كيف حست بهاللحظة .. حست بالذنب لأنها حملت عليه حزنها وهمها ..
هو مثلها واكثر ..يحتاج من يوقف معه ويسانده وهذا اللي المفروض يكون دورها هي بعد
كم كانت انانية وما انتبهت لحزنه ومسؤوليته وجاية تعترض على كلامه..ماشافت غير نفسها وبس ..
راحت لعنده وحوطت كتوفه بذراعيها وهي تقول بصوت حنون : عايض اسفة والله اني اسفة .. كنت انانية وما انتبهت لمشاعرك ولمسؤوليتك انا غبية وانانية
حط كفه على يدها اللي على كتفه ، والكف الثاني مسح فيه دموعه
قال بابتسامة : ما كنت ابيك تشوفين دموعي ... انا كنت ادعي لهم بالرحمة ..
قالت : اسفة
قال : يللا روحي البسي وخلنا نطلع
قالت برضى : طيب .. بلبس عبايتي واجي
طلعت من عنده وهي حاسة انها افضل بكثيير .. وحست انه مادام عايض معها فهي بتتحمل وتصبر وتصبره معها
.. شعور عجيب بالامان والراحة اجتاحها وصرفت نظر عن فكرة اخذ الذكريات من غرفة ابوها وامها .. ليه تبي ترافق حزنها معها على طول؟؟
.
.
بعد أيام ، في بيت ابو عايض الله يرحمه
كان عايض واقف ومعه قلم وورقة ويمشي بالبيت يشوف الاشياء اللي بيحطها للبيع والاشياء اللي بينقلونها .. غرفته وغرفة ديما مثل ما هم بينقلونهم للجناح اللي ببيت عمهم .. والغرفة الثالثة بالجناح بيكون فيها مجلس صغير وبينقلون فيه بعض الاشياء الثانية ..
ديما كانت تلحقه كل شوي وتقول له يمسح شي أو يضيف شي .. ونفسيتهم الاثنين كانت افضل من قبل ومعنوياتهم مو مثل الاول ..
وجااااااااء موعد النقل ،، حاولت ديما بقدر الامكان تمنع دموعها من النزول وهي تنزل من غرفتها للدور الاول وتشوف البيت وهو بدأ يفضى .. كانت لابسة نقابها وعبايتها ووقفت تراقب العمال شوي .. حست إنهم ينقلون كل ذكرى حلوة لسلة المهملات .. دارت وسكرت عيونها دقيقة بألم ولحقت عايض للسيارة ..
.
.
في نهاية اليوم ، كان النقل خلص ، تغدت هي وعايض برا البيت على السريع ، وتوجهوا لبيت عمهم ، في الطريق ، ديما كان ودها تصرخ بالم بس تحملت وتصابرت .. عشان ما ترجع لنفس الدوامة ، وعشان عايض اللي اكيد هو بعد شايل هم كبير ومخبيه بقلبه كالعادة ..
قال عايض : ديما بأكد عليك .. في بيت عمي مالك شغل بأي شي خارج نطاق الجناح يروحون يجون يطلعون ينزلون ، ما تطلعين ابد من جناحك .. كأننا عايشين بشقة منفصلة وباقي البيت جزء من الشارع .. وعندك المفتاح تسكرين وتفتحين لي ولو تبين ركبت جرس بعد
قالت ديما بقلق : طيب ..
قال : ما أدري عنهم احنا ما اختلطنا معهم واجد وماني عارف اخلاقهم زين .. انتي تعرفين كيف سمعتهم اولاد عمك ، اخاف عليك منهم .. وبعدين انا اذا ما عجبنا الوضع مارح يستمر .. وباقي 3 اشهر على الجامعة ، وقتها بتهون ان شاء الله وبيهون كل شي
وافقته ديما ، ووصلوا للبيت .. ماكانت فيه اي اضاءات ظاهرة من البيت ، ظلام دامس مالي المكان خصوصا والبيت منعزل شوي لبعيد عن البيوت الثانية .. كان عبارة عن فيلا من دورين شكلها فخم من برا ولونها بيج مع ذهبي للشبابيك والابواب .. نزلت ديما مع اخوها وهي حاسة بالغربة من الحين .. ماكان فيه احد بالبيت ،غير الخدامة اللي فتحت
لهم الباب ..طلع عايض للجناح مع ديما ودخلوا ،، كان مثل الشقة واسع وديكوره مرة حلو وأنيق .. شافت الاثاث نفسه اللي كان ببيتهم منقول هنا ..اشر لها عايض على غرفتها : هذي غرفتك ..
دخلت لغرفتها وهي تسمع عايض يقول لها : خلك هنا بجيب الشنط ..
كانت الغرفة الاوسع بالجناح هي غرفتها ، السرير على جنب وفوقه شباك بستاير لونها ابيض خفيفة والكومودينه من جنبه والسجادة الزهرية الغامقة مفروشة بالارض ولحسن الحظ كانت الجدران فيها خطوط زهرية خلت غرفتها كلها متناسقة .. وهي اصلا اغراضها كلها لازم تدخل فيها الزهري لونها المفضل ،، فتحت الدواليب اللي كانت فاضية وقررت اول ما يجيب عايض الشنط رح تبدأ ترتبهم بالدواليب .. لفت للحمام ودخلت .. كان بسيط من الداخل وصغير لكنه منسق وكل المفارش فيه لونها زهري وحتى السجادات الصغيرة حقت الحمام لونها متناسق .. لدرجة حست انها بفيلم لباربي ولا اخواتها ..
لفت بالجناح وراحت للمطبخ اللي كان صغير ومرتب .. وطلت على الغرفة الثالثة اللي كانت حوسة وفيها اغراض كثيرة بجانب المجلس اللي نقلوه ومكتب عايض وصناديق الكتب والمكتبة الصغيرة والتلفزيون ..طلعت منها وراحت غرفة عايض اللي عرفت انه عطاها هي الافضلية بأوسع غرفة وآثر نفسه عليها ، كانت مرتبة مثل غرفة بفندق ، مثل ما كانت دايما بلونها الازرق القاتم مع البيج والابيض.. طلعت وشافت عايض جاب الشنط اخذت شنطتها ودتها لغرفتها واخذت شنطة عايض وسألته ترتب له اغراضه او لا لكنه قال بيرتبها هو عشان يعرف اماكن الاشياء .. ورجعت لغرفتها وبدأت تطلع ملابسها ..
.
.
.
.
.
اليوم الثاني صحت ديما من النوم ، حست بضوء بسيط يوصلها ويزعجها .. قامت فجأة وهي تستوعب انها مو ببيتها اللي نامت فيه طوال 17 سنة الماضية .. حاولت تلهي نفسها عن التفكير !، شافت الستاير البيضا الشفافة وقالت بفهم : وانا اقول ايش اللي مو متناسق مع الغرفة
قررت تغير الستاير بستاير غامقة تحجب الضوء وفكرت تجيبها زهرية عشان تتناسب مع بقية الغرفة .. طلعت برا الجناح و ترددت تدخل لعايض ولا لأ .. ودخلت بالاخير ومالقته ، رجعت لغرفتها و تحسرت لو ان عندها جوال كان عرفت تتصل عليه ووصلها التفكير غصبن عنها لامها وابوها اللي ما كانوا مقتنعين بأنه يكون معها جوال غير جوال احتياطي فقط مو خاص فيها
قررت تكلم عايض عنه ..الحين تحتاج الجوال وهي كبيرة مهي بصغيرة .. شافت المطبخ فاضي وماكانت جوعانة .. بعدها جلست محتارة مافي شي تشغل نفسها فيه .. راحت بالاخير للغرفة الثالثة الحوسة وقعدت ترتب فيها
.
.
.
عايض لما صحى من النوم الساعة 7 راح لغرفة ديما واطمن انها نايمة ،، نزل للدور الاول يشوف وينهم اولاد عمه ..يعرف انهم ما يجلسون كثير بالبيت وهذا يريحه .. سمع صوت بالمطبخ وراح له ، لقى نواف ولد عمه الصغير جالس يفطر
نواف 19 سنة ، ما خلص مدرسة لانه رسب سنتين بثالث ثانوي ..
دخل عايض وقال : اهلا نواف كيفك ؟؟
لف نواف لما شاف عايض وقال بفرح : يا هلا والله وانا اقول البيت منور.. متى جيت ؟
جلس عايض مقابله وهو يبتسم : امس في الليل ..الا وين كنتوا البيت كان فاضي
قال بمرح : لا انا كنت بغرفتي ادرس عندي اختبار اليوم
قال عايض: ماشاء الله الله يوفقك هالسنة كافي اعادة
قال : ايه والله تعبت من هالثالث اللي لصق فيني ..ههههههه
عايض : الا وين اخوانك ؟؟
نواف : مدري عنهم.. تعود ما تسأل عليهم هذيل ما يرجعون الا نادرا للبيت .. مو كأنه بيت كأنه محطة بنزين يجون يمولون ويطلعون ..هههههه
عايض كان مصدع ويبتسم بوجه نواف اللي كان رااايق عشان يجامله ..
قال نواف كأنه تذكر شي : الاصحيح وينها اختك ما نزلت تفطر ؟؟
عايض بحدة : ايش؟؟
قال نواف ببراءة : للحين نايمة ما عندها مدرسة؟؟ ..ولا تتدلع
عايض حس وده يكفخه .. اش له دخل بديما ..لا ويبيها تنزل تفطر بعد !!
عايض ارتفع ضغطه: نواااااف .. ؟
نواف بضحكة : شكلك مزاجك متعكر ..ما عرفت انك عصبي .. المهم لو تبيني اوصلها لمدرستها بطريقي انا بروح بسيارتي وباقي وقت على الاختبار ..
عايض مسكه من بلوزته وصارخ عليه : هيييه لا تخليني اعصب عليك من الصباح .. لو سمحت اختي ما تطريها ابد فاهم ولا لك دخل فيها ؟؟
نواف حس ان الموضوع جدي واستغرب من عصبيته .. قال :اشفيك معصب ..اتركني ..كل قصدي اني اقولك البنية تلاقيها معنوياتها متحطمة من مات عمي الله يرحمه .. خلها تختلط بالناس وتعيش حياتها .. خليني اوصلها امررها بالبقالة تشتري اللي تبيه !
عايض حس ان نواف استخف .. قال : البقالة ؟
نواف ما يدري يبتسم ولا بيعصب عايض اكثر ، قاام يبي يطلع : عادي مو لازم خلاص تنازلت عن عرضي.. انا بروح عشان الحق اراجع قبل الامتحان ..
عايض حس ان فيه شي غلط بالموضوع..ووقف نواف اللي كان بيروح : اصبر .. انت عارف كم عمرها ديما ؟
نواف رفع حواجبه : ديما .. والله من زمان عنها .. اكيد الحين بخامس ولا سادس .. ماذكر من اخر مرة شفناكم فيها ؟؟
عايض ابتسم براحة وهو يقول : الله يقطع ابليسك .. انت تعيد السنة بدراستك وتحسب العالم تنتظرك ..ديما اصغر منك بثلاث سنين يا فالح
نواف بصدمة وعد استيعاب : احللللللف ؟؟
حس باحراج لما تذكر بكلامه اللي قاله قبل شوي وعصبية عايض قال بسرعة : يوووه والله ما دريت .. اسسف ..ههههههههههههههه
عايض قال : الله يهديك منت بصاحي .. روح يالله لاختبارك الله معك..
عايض حس براحة مع نواف ما حسها مع اخوانه الباقين .. هو عارف انه تحت السواهي دواهي بس عالاقل انه مو قليل ادب .. شكله طيب وخفيف دم .. او .. الله يستر !!!
بالرغم من شعوره بالذنب انه يجيب اخته لمكان مايناسبها ومافيه حريم .. بس كان هذا حل مؤقت ، الى ما يسدد القرض ويعيد حساب الموازين والحسابات من الميراث والشركة وغيره ..
فتح الثلاجة اخذ خبز و سوا فطور على السريع وشاله معه فوق ،، فتح الجناح وابتسم يوم شافها جالسة بالصالة وصاحية .. حط الصينية عندها وهي ابتسمت وقالت : صباح الخير
قال : صباح النور .. زين انك قايمة عشان تفطرين مو حلو البيض وهو بارد
قالت بمزح : انت مسوي الفطور ؟؟؟ ههههه يا سلااام اول مرة تسويها !!
قال : ههههه واخر مرة .. بروح اليوم السوبرماركت واعبي هالمطبخ .. الا ما شفتي الثلاجة تشتغل ولا لأ ؟؟
قالت : ايه اتوقع يبي لها توصيل اسلاكها مفصولة ..
قال : لو تبين بعد الدوام تجين نجيب اغراض للمطبخ ما ابيك تنزلين ابد للمطبخ اللي تحت ..
قالت : طيب مو مشكلة ..
اكل لقمتين عالسريع وراح عشان دوامه .. أما ديما فتنهدت بملل .. تكره الفراغ اللي يتحكم بأفكارها ويجيب لها النكد .. راحت للتلفزيون وفتحته ، دارت بالقنوات ومالقت شي يثير اهتمامها بالاخير نامت على الكنب وهي بنفس وضعها ،،، ولما قامت كان الظهر مأذن .. تمنت لو الجامعة يبدأ دوامها بسرعة وتنشغل فيها ..
.
.
.
من جهة ثانية ،،و قبل هاليوم بليلة .. وقف سيارته فجأة وهو حاس بصداع رهيب .. مسك راسه بيد وباليد الثانية فتح درج السيارة يدور على اقراص ،، حاس بالدرج وبالاخير لعن وسب بصوت عالي يوم مالقاها .. حرك السيارة بعصبية لاقرب بقالة شافها بوجهه ، نزل وخذ له علبة بنادول وقارورة موية .. فرغ نص العلبة في يده وبلعها كلها كأنه ياكل وجبة مو دوا .. غمض عيونه شوي ورجع راسه لورى .. .. دقايق ورجع يسوق سيارته لطريق البيت .. وقف السيارة ونزل وعلى ملامحه كل ما للارهاق من معنى .. طلع بدون تركيز لغرفته وسكر الباب بقوة ورمى نفسه على فراشه بتعب ... وما حس بنفسه إلا ثاني يوم ..
قام وهو ماسك راسه .. شاف ساعته لقاها 4 العصر ..
قال بدهشة : اوووووف كل هذا نمته .؟؟؟
بعد ما غسل وجهه حس بالجوع يقرصه وآلام ثانية بمعدته ، خلته يطلع من الغرفة ويتجه للمطبخ ،، قبل لا ينزل حس بحركة صادرة من فوقه ،، استغرب ووقف بخطواته على الدرج .. معقولة أخوه سالم رجع ؟ وكيف بيعرف اذا كان ما رجع للبيت من ايام .. بس مو معقولة سالم يرجع الحين بعد ما ترك البيت بشكل شبه نهائي !! كانت اسهل وسيلة انه يطلع ويشوف بنفسه .. طلع بخطوات سريعة ، بدون ما يصدر صوت لانه كان حافي وبثوب البيت البسيط .. شاف ظل يتحرك من فتحة الباب تحت ، وتحرك بسرعة يفتح الجناح ... و ...
.
.
.
.
قاعدة بالصالة ، خلصت صلاتها وقامت وهي تشيل جلال الصلاة ، فجأة انتفضت وهي تلتفت ناحية باب الجناح اللي ينفتح ،، وراحت للباب بسرعة لانها تذكرت انها قفلته بعد ما راح عايض ...
قالت : مين ؟؟؟ ..........عايض ؟
ما سمعت رد من الجهة الثانية .. فتحت الباب بهدوء فتحة صغيرة وطلت بزاوية ما تبين وهي تقول : أفتح ؟
طاحت لورا فجأة وهي مو مستوعبة اندفاع الباب وظهور جسم طويل من وراه ،، حاولت تتعدل بوقفتها واسرعت لجلالها اللي على الكنب اخذته وحطته عليها .. ما لفت لورا تشوف هل دخل ذاك الشخص او لا .. هي شافته واقف بالباب بعد ما فتحه بذيك الطريقة العنيفة .. رجعت للباب وهي تشوف الجسم اللي كان موجود قبل شوي اختفى .. حست انها ما استوعبت .. وخوف مو طبيعي ملى قلبها ...مين هذا اللي حاول يدخل الجناح ؟؟ معقولة مو عارفين اننا هنا ؟؟ يمكن هذا اخوهم ورجع ؟؟ يمكن كان متعمد ؟؟هو شافني ولا ايش صار ؟؟ ياربي انا الغلطانة اني فتحت .. كله من غبائي لو انه عايض كان عرفت بأي حال من الاحوال راح يتكلم ؟؟ اهم شي الحين .. لو درى عايض وش بيسوي ؟؟؟؟؟؟؟ اووه من اول يوم وصار لي هالموقف وانا لازمة مكاني وماتحركت .. كيف اذا بعدين ؟؟؟؟
.
.
.
(مين؟ )
صدمه الصوت الناعم اللي وصله من الغرفة .. معقولة يكون سالم وهذي زوجته ؟
لا سالم ما تزوج للحين ولا راح يتزوج لانه اصلا عايش بالغرب ،، طيب مين هذي ؟؟ ما انتبه الا على صوتها وهي تسأل (أفتح؟) ، عجبته الفكرة .. ما يدري ليش .. بس في هالوقت بالذات كان باله رايق .. ومن زمان ما اختلط بأنثى بأي موقف كان .. حس بالفضول يعرف مين هذي اللي داخلة بيتهم بكل جرأة .. بالرغم من خوفه انه يكون وراها أحد .. لكنه تجاهله لانها هي بإرادتها راح تفتح الباب ..
اول ما فتحت ، كانت المساحة ضيقة مب شايف شي .. ما يدري وش خلاه يفتحه فجأة ، كان قصده يوسع الفتحة شوي .. لكن مب لهادرجة .. البنت اللي واقفة ورا الباب طارت والباب انفتح بسرعة .. وقف شوي مصدوم بشكلها وهي تتعثر بخطواتها وتحركها السريع ناحية الجلال ، وابتعد .. ما يدري ليه ؟؟ مو من عادته يبتعد ويتغافل عن بنت جميلة قدامه .. لكنه برر في نفسه خوفه من ان فيه احد وراها ومعنى انها نادت عايض .. يعني اكيد تستنى هالشخص .. بس هو مين ؟؟ زوجها ؟؟؟؟ او ..........
عايض ؟؟؟
عايــــَ ض؟؟
فتح عيونه بصدمة وهو نازل للمطبخ .. كيف نسى ؟؟ هذا عايض ولد عمه .. اكيد ما في احد بيجي بيتهم غيره .. تذكر كلامه معه بالعزا .. وكيف انها كانت احدى المرات النادرة اللي شافها فيه .. وبقدر فضوله ، بقدر ما كان محبط انه مالقى احد من اخوانه يسأله .. ما كان يدري عن اخوانه .. كل واحد بعالم لحاله .. !
بس البنت دخلت مزاجه .. ما يدري يمكن عشانه رايق الحين فدخلت مزاجه بسهولة .. أو انها فعلا دخلت مزاجه ؟؟؟؟؟ المهم يعرف هي مين قبل يتحرك .. ابتسم بإحباط وهو يتخيلها زوجة عايض !!!!!!
.
.
.
الساعة صارت 7 المغرب وعايض ما رجع .. كانت في قمة التوتر .. من الموقف اللي صار معها وخوفها ان عايض يسمع فيه .. ومن تأخر عايض اللي ما عرفت وش تسوي فيه .. كيف يروح ويتركها بدون تليفون ؟؟ كانت مثل القطة المحبوسة ومو قادرة تسوي شي .. حتى أكل ما فيه ،، من وقت الفطور وما كلت شي .. مستحيل عايض يتركها كذا إلا لو فيه شي .. صلت المغرب ودعت ربها انه يكون بخير ..
.
.
.
يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة ضجة الصمت ; 25-01-09 الساعة 02:44 AM
|