كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الخامس والعشرين
رفع حاجبه بدهشة وهو يقول : مسكن ؟
قالت بارتباك : آسفة ..الشنطة كانت مفتوحة.. اخذت حبة وحدة عشان آآ......
قاطعها بكل ما للصدمة والذهول من معنى : اييييييييييييش ؟!!
ناظرته بارتباك والخوف ألجمها حتى عن التنفس ..قال بعدها وهو يتحرك بعصبية : وشلون تاخذين من دوا مو لك .. ؟؟؟؟؟
ناظرت حولها بتوتر وربكة ..هي أخطأت ..وهو معصب منها .. وهذا الشي حسسها وكأنها طفلة ، خجلة من خطأ ارتبكته بدون قصد ..شعور محرج وكريه ...
حاولت تقول باعتذار :أنا.. آسـ..فة ..
زفر بعدها وسحب نفس عميق ..
رجع يسألها بنبرة عتااب : وش دراك انه الدوا المناسب لك .. شوفي وش صار لك ؟؟؟ليه ما قلتي لي قبل لا تاخذين منه ؟؟؟
شافها نزلت راسها بندم ..
حاول يهدي نفسه ،
سحب نفس أعمق ما ساعده في ازالة المرارة اللي تصاعدت لحلقه
رجع يسألها : كيفك الحين ؟ بإيش تحسين؟؟
رفعت راسها له بتأكيد وهي تقول عشان تطمنه :الحين أحسن ..
التفت بعيد عنها وهو حاس ما عاد فيه يناظرها او يواجه نظراتها والتعب الواضح على وجهها ..
وفي خطوات متخبطة راح للمكيف وخفض من درجة البرودة .. كمحاولة لتفريغ لتوتره ومراعاة لتعبها ...
استرخت ديما بعد ما شافت إنه هدأ و غمضت عينها وهي تحاول انها تركز لأنها حست بثقل يخيم على راسها ..
شافها مغمضة ورجع يقرب شوي و قلقه يتفاقم بشكل فظيع ....
مازال تحت الصدمة وعدم الاستيعااب ...
شعوره القاتل بالذنب حلّ مكانه خوف ورعب من مجرد فكرة معرفة ديما لحقيقة الموضوع...
وهو طبعا كان مستحيل يقدم على خطوة غبية مثل إنه يوديها المستشفى ،
لانه بهالحالة بينفضح عندها قبل أي أحد ثاني ..
و هذا الشي اللي مستحيل يسمح به بعد التطور الملحوظ اللي ماصدق انه وصلوا له ...
مد يده يطفي زر الاضاءة الخفيفة فوق الاسرّة وهو مازال تحت تأثير تدفق الافكاار ..
كيف كان لهالدرجة مهمل للموضوع !! لدرجة انه يخلي الحبوب في متناول يدها وفي مجاال رؤيتها ..؟؟
حاول يتذكر اول مرة اخذ فيها الحبوب... قبل سنة ونص ..
ما يذكر انه تعب بهالشكل ..بالعكس ادت مفعولها الاعتيادي بدون أي تأثير آخر ..
ليش صار كذا معها ..ليش تعبت بهالشكل ؟؟
يمكن! يمكن ربي رحمها وخلصها من أثر المخدر ... أو ..ما يدري ....ما يدري بالظبط وش اللي صار !!!
اقترب من سريره المجاور لسريرها بدون ما يطالع فيها ،
كافي اللي يحس فيه كل ما تذكر بكاءها بسبب التعب وشحوب وجهها ودموعها ،،
يحس بوجع عنييييف يجتاح صدره .. والم يتأصل في نفسه أكثر ..
خلع حذااءه بحدة وتركه بالارض واستلقى بظهره على السرير وهو مازال متحااشي النظر لها ..
ناداها بعد لحظة بهمس : ديما ..؟
ردت عليه بعد ثواني بهدوء : ....نعم ..؟
سألها وهو بنفس وضعيته :...... للحين تعبانة ؟؟
قالت بنفس الهدوء : ...لا .. أحسن الحمد لله ..
ما قدرت تفتح عيونها من الارتباك ..
لكن اهتمامه بها ادخل عليها شعور رقرااق مبهج ما فهمته ..ومن بداية عصبيته لما عرف بأنها ماخذة من دوااه .. !
اكتفت بالصمت مع انها كانت تتمنى تطمنه اكثر بالرغم من الثقل اللي تحس فيه للحين براسها ..
التفت على جنبه الايسر وصارت في مرمى نظره .. كانت مغمضة عيونها وجفونها تهتز برعشة خفيفة..
ظل يناظرها لفترة .. وما قدر يستمر على هدوءه وافكاره المؤنبة اللي تنهش في قلبه وعقله بقسوة ..
اعتدل وجلس وهو يناديها للمرة الثانية بلهجة منكسرة : ديما ..؟
ما ردت عليه ..
انتبه لحركة جفونها اللي سكنت .. وراقب ملامحها الثابتة بهدوووء بدون ما يؤثر الشحوب على نعومتها ..
شكلها نااامت ...يا الله !
اقترب وجثا على ركبتيه على الارض بجنب سريرها واحاسيسه تحتد اكثر ..
خوف .. تخبط .. حزن ..مرارة .. نـــــــــدم ..همس بصوت خاافت : أنــا آســف ..
تحولت ملامحه بأسى وهو يكرر جملته : آسف ديما .. آآسف ..
كررها وهو يحس لحظة بعد لحظة بمدى حاجته للاعتذار منها ..
"مب كاافي اللي صار لها من تحت رااسي ..
وش بااقي ما صار ؟!!
وشلون باعوضها عن كل هذا.. !!!"
دفن راسه في ملاية السرير في المساحة الفاضية بجنبها وهو يزفر اكثر من مرة بيأس..
ما انتبه لعيونها المفتوحة واللي ظلت تراقبه بنظرات مليئة بالحزن والحيرة.. ..
بسبب الثقل اللي براسها ما كانت متأكدة بالاول ان كان يناديها او ان كان يتهيأ لها ..
لكنها بعد فترة حست بحركته واقترابه من سريرها.. ومع سماعها لتأسفه ونبرته المليئة بالاسى فتحت عيونها وحست بقلبها بيطلع من مكاانه وهي تشوف حركته المؤثرة..
آآلمها كثير اللي تشوفه ،،، يمكن لانها نست كل شي يتعلق بذكرياتها السيئة عنه بهالفترة ..
ويمكن لانها قربت منه اكثر وتعرفت على شخص اخر عكس الصورة اللي كانت داائما حافرتها ببالها عشان تظل مقتنعة بها..
ويمكن لانها سامحته من قلبها .. وهو بعده ما استوعب هذا الشي...والندم مازال معذبه ..!!
ولوهلة.. حست انها قااسية ... ضميرها أنبها...
عاتبت نفسها ..!!
ليش للحين محسستيه انك مو راضية .. بعد كل اللي قاعد يسويه ؟؟
وش لازم تسوي ..؟؟ ما تدري ..ما تدري ..
قطع افكارها حركته و رجعت تغمض عيونها بسرعة .. ما تبي تواجهه الحين بهالمشاعر المضطربة .. وما تبي تحسسه انها شاافته .. !
كان مازال بنفس المكان، مستند بركبتيه على الارض وراسه مستكينة على مساحة السرير الداافي جنبها ..
وبدون ما يرفع راسه او يفتح عيونه اللي مغمضهم ..حرك يده ببطىء يدورعلى كفها ، يبي يتمسك فيه ، يمكن يحس ببعض الراحة أويشعل بعض الامل من جديد بقلبه ..
شافت حركته وابعدت يدها بسرعة.. لكنها اصطدمت بيده ... !
فتح عينه بسرعة ورفع راسه لها .. تفاجأ لوهلة بعيونها المفتوحة .. وشافها تناظره بنظرات غريبة اول مرة تناظره فيها ...
نصف دقيقة صامتة مرت.. ديما كانت مصدومة من اللي شافته وطالت نظرتها تبي تتأكد ..كانت شاكة انها لمحت ما يشبه الدموع تترقرق في عينه .. الشي اللي حز في قلبها بعمق وكان مثل دعوة مفتوحة للبكاء .. دمعت عينها هي الثانية .. واشاحت بوجهها عشان ما يلاحظها وحاولت انها تعدل جلستها النصف مستلقية ..
ما تحرك من مكانه ، كان قريب منها مرة وهو يحاول يتمالك نفسه ويقول بتبرير لموقفه : أنا ... كنت ابي اتطمن عليك ... انتي ما كنتي نايمة؟
قالت بهدوء : أنا بخير ..
قال وهو يتراجع و يوصل لسريره ويجلس عليه : اجل انا صحيتك ...؟
قالت بارتباك : لا ..
قال وهو يتنهد بعمق : ارجعي نامي واذا حسيتي بشي او بغيتي شي صحيني بدون تردد ..
قالت بخفوت : ا ن شاء الله ..
قال وهو يعطيها ظهره وينام بدون غطا : تصبحين على خير
قالت وهي تقلده وتلف للجهة الثانية بصوت غير مسموع : وانت من اهل الخير ........
.
.
.
.
.
.
.
خرج نواف من مبنى الجامعة رايح باتجاه السكن بعد ما أنهى محاضراته بدري لليوم .. والتقى بوليد في طريق خروجه ..
نواف : خلصت بدري وقلت أروح أذاكر اختبار بكرة واستفيد من وقت الصباح ..
وليد : طيب عطيني دقيقة من وقتك وتعال معي بعطيك كتبك اللي استلفتهم مني امس ..
نواف : لا لا خلهم وياك مالحقت تقراهم ..
وليد : انا كنت ابي منهم اشياء معينة ولقيت اللي ابيه .. انت اللي راح تحتاجهم ..
نواف : اوكيـه .. وينهم فيه ؟
وليد وهو يمشي مع نواف لعند سيارته : هذي سيارتي ..
نواف : آهااا ..
وليد لف على جهة باب السائق المحاذية للشارع قال وهو يفتح السيارة : يووه تصدق شكلي نسيت انزلهم من غرفتي للسيارة ..
نواف بابتساامة : خلاص مو مشكلة ما احتاجهم قريب ..
وليد بإصرار : لا لازم أعطيك اياهم .. وش رايك نروح نفطر قريب من بيتي في مطعم حلو وبالمرة اعطيك اياهم ..
نواف : قلت لك مو مشكلة والله....خلهم عندك ..مابي اعطلك .. وبعدين بااخذهم ..
وليد وهو يركب : لا خلاص ...انا مصرّ ..اركب يالله ..كان للتو بيسكر الباب ، لكنه رجع يفتحه و يطلع بسرعة وشكله نسى شي ،، وبدون ما ينتبه للسيارة اللي مرت من جنبه بسرعة ،
مالحق يتراااجع والسيارة تصدم بقوة بجسمه ..
نواف طلع بسرعة وبخوف وراح لجهة وليد اللي ترنح ارتد لورا وطاح من قوة الصدمة ..
سائق السيارة وقف السيارة وهو يصارخ عليهم لأن الخطأ كان من وليد اللي ما التفت للشارع قبل ما يفتح الباب ويطلع ..
وليد جالس بالارض وماسك ذراعه ورجله مرتخية وباين عليه مقدار الالم الحااد اللي يحس فيه ..
نواف كان يسأله اذا كان بخير وهومو ساامع شي من الالم..
كل اللي قاله : نـ..ـوا..ف .. اتصل... بالاسعاف ..!!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
صبت من دلة القهوة في الكوب اللي بيدها ،
وناولته أبوها اللي جالس على مقعد السائق جنبها : تفضل يبا ..
اخذه منها وهو مركز على الطريق قدامه : زاد فضلك يبا .. وش فيهم خواتك ساكتات ..؟؟
التفتت على خواتها اللي جالسين ورا وقالت بضحكة : ما ينفع تطل ورا يبا ..ثانية وحدة بس ؟؟؟هالمنظر ما يتفوت ..!!
التفت ورا وهو يضحك : انا حسيت انهم نايمين .. والا مستحيل يسكتون بهالسهولة
كانت حصة مستندة براسها على كتف مناير ومناير راسها مستند على الشباك ، وشكلهم مثل البزارين ..
خلود قالت لابوها بترجّي : يبه ليه ما تبوني اكلم ديما واقولها انا جايين .. لانها اكيد تحسبني جاية بعد 3 اسابيع .. وما تدري انا جايين بدري عن الموعد ..
ابوها قال بجدية : خلوود اهجدي شوي .. ما نبي نزعج الناس ..والبنت توها متزوجة مالحقت الا وانتو طاابين عليها .... وبعدين انا اول ايام لي مارح اكون فاضي لكم ولا لمقابلة احد .. اخلص شغلي بالاول وبعدين بلغيهم بوجودنا واذا حبيتوا باوديكم وين ما تبون ..
خلود بامتعاض : ان شاء الله يبا .. تبي تاكل شي ؟؟
وقاطعهم صوت حصة من ورا بتعب : يبا كم باقي ونوصل .. ؟
.
.
.
.
.
.
.
.
.
صحت من النوم وقامت وهي تلتفتت حولها ،
شافت فياض نايم واشعة الشمس داخلة الغرفة من الستاير المفتوحة بطريقة مزعجة .. راحت للستارة وقفلتها وهي حاسة بنشاط ،،
رجعت لسريرها ورتبته وانتبهت للجزمة اللي طايحة بطريقة عشوائية بجنب سرير فياض ،
رفعتها وودتها لعند باب الجناح بجنب جزمتها .. اختارت فستان بيتي خفيف يوصل تحت الركبة بكثير ،، اخذته من شنطتها وراحت للحمام ..
استرجعت كل ش صار بالامس ، وابتسمت ...
عدت على خير .. الحمد لله !!
ناظرت وجهها بالمراية ، ورفعت يدها لعينها تفركها من العمص من اثر البكااء ..
وجهها بااهت..! تمنت للحظة .. ليتها تعودت عالمكيااجات والتجميل ..
تذكر بنات خالتها وحتى زميلاتها وكل اللي تعرفهم تقريبا ما يستغنون عنه
بس هي ما تعودت ..
رجعت تطالع بوجهها وهي تعترف .. اصلا حتى لو متعودة مستحيل تحط منه عند فياض ..
تسبحت بسرعة وبدلت وحطت الفوطة على اكتافها وطلعت ..
تمشت على اطراف اصابعها للغرفة وشافته نايم بمكانه ، ارتاحت ورجعت للصالة وهي حااسة بالجوع ..
وش هذا الفندق اللي ما عندهم اكل ؟؟
سمعت صوت رنين جوال فياض اللي قدامها على الطاولة ..
وفكرت تلغي الاتصال عشان ما يصحيه صوت الجوال ..
مسكته لكنها تراجعت بآخر لحظة عن الغاء الاتصال وهي تلمح اسم عايض ..
رفعته بسرعة وردت ..
ديما : سلاااااام عليكم ..
عايض بفرحة وشوق : وعليكم السلاااااااام ......هلاا والله بديوومتي هلاا هلاا
ديما بخجل من ترحيبه الغير معتاد : اهليين عايض كيفك ايش اخبارك ؟؟
عايض : الحمد لله انتي شلونك اشتقت لك ...
ديما : حتى انا اشتقت لك احس مو شايفتك من سنة..
عايض : هههههه وكيف رحلتكم ؟؟ان شاء الله مبسوطة ؟؟
ديما انتبهت واخفضت صوتها خافت يكون عالي : الحمد لله مرتاحة ..بس متى رجعت من الهند .. ؟؟
عايض :.. ما قالك فيااض ؟؟ من زمااان رجعت.... ليش تهمسين ؟
ديما :... لحظة عايض، انا ما قلت لك انه بعد اسبوعين جايين بنات خالتي عزيزة مع ابوهم ..
عايض : ان شاء الله خير والبيت مفتوح لهم بأي وقت ..
ديما : لا.. خالتي مو جاية واصلا ابوهم بيحجز لهم بفندق .. و احنا بنرجع قريب ان شاء الله ..أظني بعد كم يوم ..
حست بحركة وراها والتفتت وماسمعت رد عايض عليها وهي تشوف فياض يتقدم منها وهو يأشر لها يبي يكلم عايض ..
قالت بسرعة : عايض.. فياض معك ..
وناولته التليفون وهي تقوم وتدخل للغرفة ... فياض ناظرها مستغرب من استعجالها وانقلابها المفاجىء وهروبها السريع ، جلس وهو يقول : اهلا عايض ..
قال له انهم بيرجعون بعد يومين عشان شغله ، وخصوصا انه مازال في البداية فيه ..
أما عايض أول ما خلص مكالمته مع فياض وديما ،
استقبل مباشرةً اتصال من خالته عزيزة ..
.
.
.
.
.
استرجع بسرعة دخوله للصالة واستمااعه لاخر جزء من كلامها ..واخذه منها التليفون ،،
ما يذكر ان فيه شي حصل ..
ما سوا شي يخوفها او يزعجها ...
تنهد .. خايف من أي شي ممكن يرجعها مثل أول ..
ما حب يرجع للغرفة يشوف وش فيها ،
راح للحمام وسكر الباب وراه..
طلعت لما سمعت تسكيرة باب الحمام ، وراحت لمراية معلقة عند لمدخل وطالعت بوجهها .. اكيد صحته من النوم بصوتها العالي ،، احرااج .. ماسكة جواله وتتكلم على راحتها ..
ليش تحس بحرارة بوجهها ..
محرجة منه ....
بس .. عايض هو اللي اتصل ....
يعني ..عـــــادي ..
انتفضت وباب الحمام ينفتح قدامها .. دارت بسرعة للجهة الثانية وما قدرت تبتعد ..
ناظرها وهي واقفة ومعطيته ظهرها ، ووده يسألها ..وش صار ياااديما ؟؟!!
قال من مكانه : صباح الخير
التفتت نصف التفاتة وهي تعيد العبارة : صباح الخير
ما توقعها بترد عليه ، ابتسم بحب وقال : كيفك اليوم ؟
قالت وهي تتحرك مبتعدة : الحمد لله
مشى وراها بمسافة: مو حاسة بتعب من امس ؟
قالت وهي تجلس بتوتر : لا أبداً ..
جلس على الكنب مقابلها : يعني نطلع اليوم ..؟
هزت راسها بموافقة : ان شاء الله ..
قال وهو يناظر ساعته : لو تبين تشترين شي او هدايا لاحد ؟؟ ما باقي لنا غير يومين ..قدامك اليوم وبكرة ...
تذكرت خلود والبنات .. وعجبتها فكرة الهدايا ..
قالت : ايه لو نروح محلات احسن ..
قال : طيب يالله البسي وخلنا ننزل الحين نفطر ونروح ..ماورانا شي ..
قامت عشان تلبس وقبل ما تروح تجيب لبسها التفتت وقالت بحرج : قبل شوي .. اه .. عايض هو اللي اتصل .. ورديت عشان ما اصحيك ..
التفت لها ،و ما فهم عليها : طيب ..
قالت : اسفة لاني رديت على جوالك ..
قال وهو مستغرب من تأسفها : وايش فيها اذا رديتي على جوالي ؟ ماا فيها شي واذا تبين تستخدمينه بأي وقت استخدميه ومولازم تقولين لي او تتأسفين ..
قالت بخجل وهي تتناول عبايتها : شكراً ..
معقولة عشان كذا تصرفت بغرابة ..
التفت على شنطته بقهر ..
ليش تعتذر .. المفروض هالانسانة ما تعتذر له نهائيا .. !!
هو الوحيد اللي المفروض يعتذر ليل نهااااار
وللأبد ..!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
نواف وقف جنب وليد بحيرة وهو مو عارف ايش اللي صار له ..
كل اللي يعرفه انه يتألم ورجله وذراعه مو قادر يحركهم ،،،
حاول يتصل على ايمن لكنه ما رد عليه ،، واتصل على واحد من الشباب اللي قال انه جاي حالاً ..
نزل في مستوى وليد اللي جلس بدون حراك على الارض ، ومو قادر يتكلم ..
نواف : الحين جايين الاسعاف ..وان شاء الله ما فيك الا العافية
وليد نادى نواف بألم : نــ ـواااف ..
نواف قرب منه أكثر : نعم وليد انا جنبك ..
وليد وهو يمسك بيده السليمة معصم نواف ويتشبث فيه : خذ جوااالي .. لازم احد .. لازم اجيب... سلمى من الجامعة...ما في احد يجيبها غيري ..
نواف اخذ جوال وليد وهو مستغرب ..
مين سلمى ؟؟
يذكر إن وليد قايل بأن له أقارب عايشين معه في لندن .. اكيد وحدة منهم ...
قال لوليد وهو يسمع صوت الاسعاف يقترب : ولا يهمك... اهم شي انت الحين .. هاذي الاسعاف وصلوا .. تحمّل شوي ..
اقتربوا الممرضين بعد ما وقفت السيارة قريب منهم .. وفورا عرفوا بأن رجله وذراعه فيهم كسور .. وقرروا ينقلونه معهم للمستشفى ، نواف كان بيركب معهم بس شاف بآخر لحظة ماجد يتقدم منهم وقال له هو اللي يروح مع وليد ويطمنهم عليه ..
التفت على سيارة وليد وسكرها واخذ المفتاح معه وفتح جوال وليد يدور على رقم وحدة اسمها سلمى ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
مر اليوم بطوله عليهم في التمشية بين محلات واسواق القاهرة ، في منطقة تجارية معروفة ،،
ديما ما هي من النوع اللي يحب تشتري فوق حاجتها عشان كذا كان صعب عليها تلاقي اشياء مناسبة كهدايا ..
وبعد ما حبت تطيل وقوفها في مكان وتختار خوفاً من إنها تزعج فياض ،
بالرغم من إنها عارفة انه مارح يمانع أبداً لكن ماتبي تعرض نفسها لأي احراج معه ..
في النهاية اللي خرجوا به من السوق كان كيس صغير في يد ديما فيه بعض الاكسسوارات اللي اعجبتها واخذتهم بعد صرااع كبير مع نفسها .. اما فياض فكان ماشي يراقب الاسواق والمحلات بدون أي رغبة في الشراء ،
كل اللي كان هاامه انه ديما تستمتع بهاللحظات قبل ما يرجعون لكتمة البيت مرة ثانية ..
وصلوا للفندق واول ما دخلوا راحت ديما وحطت الاغراض بشنطتها ورتبتهم فيها
في الوقت اللي بدل فيه فياض وراح للصالة يفتح شنطته استعدادا لترتيب الجوازات وتجهيز اغراضه للعودة بعد بكرة ..
هتف فجأة بهمس : كيف نسييت !!
فتح الشنطة وهو يتذكر شي مهم كان ناسيه ..
.
.
.
طلعت من الحمام بعد ما بدلت وهي تدعي مثل كل يوم انه يكون نام عشان تعرف تنام هي بعد ،،
كانت حاسة بارهاق من المشي واللف طول اليوم بالسوق ..
كان يستناها واول ما شافها طلعت ناداها : ديما... تعالي شوي ..
اقتربت من مكان جلوسه بهدوء ..
التفت على العلبة اللي معه متحااشي النظر لها ..
قال لها وهو يوسع لها مكان جنبه : اجلسي بعطيك شي ..
جلست على طرف الكنب وبينهم مسافة كبيرة
قرب شوي وناولها العلبة اللي معه ،،
اخذتها باطراف اصابعها لكنها تفاجأت بثقلها وطاحت منها على الارض ،
انحنت بحرج تجيبها وهو يراقبها ،
شعرها نزل على وجهها المحمرّ وهي تنزل وتجيب العلبة .. حركت شعرها لورا وهي تمسكها بإحكام ..
أخذها منها وهو يبتسم : بفتحها لك ..
تركتها وشبكت كفوفها مع بعض بتوتر ..
ناولها العلبة الكحلية بعد ما فتحها ،
وتفاجأت باللي شافته..
كانت بداخلها ساعة مذهلة ، الماسية الشكل .. عينها كانت على الساعة بخجل
وعينه كانت على وجهها ..
قال بصوت هادي : وش رايك فيها ؟
قالت بصوت مختفي :..... حلوة
قال : اخذتها من الطيارة .. جربيها ..
تناولت العلبة من يده واخرجت الساعة وحاولت تفتحها ما عرفت ،
رفعت عينها له مستغربة انه ما اخذها منها يساعدها ويفتحها .. شافته يناظرها بطريقة غريبة خلت قلبها يخفق بعنف ..
ناولته الساعة وهي تقول بتلعثم : ما . ماعرفت وشلون تنــ..ـفتح ..
اخذها منها بحركة بطيئة وفتحها لها ..
رجعت تاخذها ولبستها ، ونفس الشي ما عرفت تسكرها لان طريقه قفلها كانت غريبة وجديدة عن اللي تعرفه..
نزلت راسها متفشلة بقوة ومحرجة ..
ثانيتين وحست بيده تمسك معصمها وترفعه ،
ظلت منزلة راسها الين ما سكرها لها ..
قالت بصوت مبحوح : شكراً ..
تفاجأت به يقوم من مكانه وهو يقول : باروح انام ..
رفعت راسها له ،متفاجأة من قيامه بهذي السرعة
وتفاجأت به يقرب منها .. وينحني على راسها ومالحقت تنزل راسها ،
باس جبينها وهو يقول : حلوة الساعة عليك .. تصبحين على خير ..
انقطعت انفاسها وماعرفت ترد عليه ..
التفتت تناظر الساعة اللي بيدها بشرود
ولا شعوريا ادمعت عيونها ..
.
.
.
استلقى على سريره وهو يغطي عيونه بذراعه ..
افضل شي سواه انه انسحب من مكان تواجدها ..
حاول يلتهي عن التفكير المزعج اللي اعتاده كل ليلة بشي ثاني .. شي مثل .. فرحتها بالساعة ..
ابتسم وهو فرحان ان خطوته بشرائها كانت سديدة ونفعته كثير ..
كانت داخلة للغرفة بخطوة قررت تقوم فيها وتعاند نفسها .. شافته يبتسم وهو مغطي عيونه ،
تراجعت لورا وخرجت من الغرفة من بعد ماكانت ناوية تدخل وتنام في مكانها حتى لو كان صاحي ..
ما تدري ليه خانتها شجاعتها لما شافته..
حاولت تلتهي بأي شي حتى يمر الوقت وتدخل تنام ..
.
.
.
.
.
.
مافي غير رقم واحد مسجل باسم سلمى ..
شي لا يدعوو للشك .. اتصل فوراً وانتظر الرد وهو عارف تلقاائيا اللي راح يسويه ..
راح يحل محل وليد ويحاول يوصل المدعوّة سلمى لبيتها ، بعد ما يبلغها بان وليد ما قدر يجيها ..
سمع رد من الطرف الثاني : هاااي وليد .. ؟؟
قال بحرج : مرحبا أختي ،، آآ ..
قاطعته بتساؤل : مين معي ؟؟
قال : أنا نواف ..صديق وليد ..
قالت : ووليد وينه ؟
حس بالكلام يتبخر فجأة امام صوتها
ومن جهة حس بتأنيب الضمير
رجع يقول : وليد بالمستشفى ما يقدر يجيبك من الجامعة وأنا راح أجيك اليوم بداله ..
سلمى بشهقة : ليش وش فيه وليد ؟؟
نواف بارتباك : وليد .. سوآآ حادث ..
ما سمع رد من الطرف الثاني .. وتداارك خطأه الفادح ..
قال بسرعة : حادث بسيط .. هو بخير ..الوو ؟ اختي ؟؟ سلمى ؟؟
ما في رد .. !!
سكر الجوال وخط المسافة اللي بين الشارع وبين مبنى الجامعة بسرعة وهو محتار ..وش صار للبنت .. وشلون يوصل لها الحين ؟؟؟؟؟
.
.
دق جوال وليد ورفعه نواف بسرعة وببهجة وهو يشوف اسم سلمى على الشاشة ..الحمد لله ما صار لها شي !!
قال : هلا اختي ..
فاجئه صوت ذكوري يتكلم بالانجليزية : لو سمحت انت قريب الانسة ؟
نواف بتوتر : ماذا حدث ؟!
المتحدث : اغمى على الانسة نرجو منك ان تأتي للعيادة فورا ..
اغلق نواف التليفون وهو متوجه لمكان العيادة بعجل وخوف وتوتر ..
لام نفسه بشدة
وش اللي سويييته يا نوااف .. ؟؟
لو صار لها شي فكله من تحت راسك !!
لكن قلقه ما منع سؤال خاطف يطرا على باله
"من يكون وليد بالنسبة لها عشان تتأثر بهذا الشكل .. ؟؟"
.
.
.
.
.
نهاية الفصل الخامس والعشرون
|