كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
تابع الفصل الرابع والعشرين
بالايام القليلة التالية ، مرت بهدوء وسلام على جميع الاطراف ..
نواف وأيمن كانت أيامهم ماشية تمام ، يتقابلون كثير مع الشباب في المحاضرات او بين المحاضرات وبالكافتيريا ..
نشأت بينهم علاقة ودية قوية ، خلت لغربتهم طعم ثاني ..
ديما وفياض .. مابين نزهاتهم القصيرة ، وحواراتهم الاقصر ..
الا إن الراحة التامة كانت هي الشعور الابرز بينهم ..
ديما تقبلت طيبة فياض ومحاولته لاسعادها عن حب، ببساطة لانها كانت فعلا سعيدة ..
وكل ما توترت او راودتها الافكار كانت تحاول تهرب منها بأي وسيلة ..
أما فياض ، فهو مابين صراعه مع نفسه ومابين أحوال ديما اللي مريحة الجزء الأكبر من تفكيره ..
ثلاثة أيام تقريبا قضاهم في راحة من ناحيتها ، صابر عليها على أمل إن قلبها يتقبله مثل ما عقلها تقبله ..
يدري ويحس بخوفها وتوترها احيان كثيرة ، لكن امله بالله كبير ..
بالله ؟ أيه.. بالله ..عارف ..ومتأكد ..
من غيره بيحقق له اللي يبيه ؟!
وكالعادة عند هذي النقطة ويوقف ..
وينفض كل افكاره ويهرب .. !!
.
.
.
رجعوا الساعة 8 بالليل على الفندق ، الوقت كان بدري
لكن ديما كانت مصدعة ولما سألها عن وجهتهم اقترحت يرجعون للفندق لانها حست بتعب ..
اليوم بالذات ما نامت زين ..
نست تقول اذكار النوم بالامس قبل ما تنام وجاتها كوابيس مزعجة ارقت نومها ، وصحيت من بدري وللحين مواصلة ..
بدلت ولبست قميص قطني خفيف بأكمام ، وجلست على الكنب وهي تمسك راسها ..
مرهقة ومصدعة وفيها نوم ..
فياض وهو طالع من الغرفة : بنزل الريسبشن شوي وطالع ..
رفعت عينها وهزت راسها وهي تقول : طيب
تركها ونزل ، كتفت ذراعينها وهي مكشرة بسبب صداعها ..
التفتت بعد ثواني على شنطته الصغيره وهي تلمح جيبها الخارجي المفتوح ،
وتذكرت لما شافته مصدع من يومين اخذ من المسكن اللي فيها ..
ترددت قبل ما تمد يدها للشنطة .. لازم تستأذنه ،
لكنها رجعت تقول لنفسها .. كلها حبة مسكن مافي داعي ،، اذا جا تقول له ..
مدت يدها واخذت شريط الدوا وسحبت منه حبه ورجعته بمكانه ..
راحت لمكتبة التلفزيون واخذت من فوقها قارورة الماي ، واكلت الحبة ..
دخلت لغرفتها مستغلة انه مو موجود عشان تسبقه وتنام وترتاح..
ما فيها عالانتظار مثل كل يوم تستنا ينام وتنام من بعده ..
اسندحت وهي تتغطا باللحاف وتمسك راسها اللي زاد فيها الصداع ، وناظرت بسقف الغرفة وهي تبدأ بقراية اذكار النوم .. وتلاوة آية الكرسي ..
فجأة داهمها شعور قوي بالغثيان ..
اعتدلت وجلست وهي تحط يدها على فمها ، واليد الثانية على معدتها ..
ولما صار اقوى قامت بسرعة للحمام .. الغريب حاسة بغثيان لكن ما استفرغت ..
رجعت تطلع من الحمام وهي حاسة بدوخة وكأنها تشوف كل شي قدامها في حلم ..
مشت شوي وهي تفتح عيونها وتسكرها بمحاولة انها تفوق .. ما تدري وش صار بها ..
حاولت توصل للجدار وتتسند عليه ، وحست انه بعيييد عنها ..
واول ما وصلت له استندت عليه وهي تجلس تدريجيا على الارض من أثر الدوخة ..
تمتمت وهي تمسك راسها : ياربي .. بسم الله .. وش فيني .. يا الله ..!!
.
.
.
.
.
دخل فياض وسكر الباب وراه ووقف لحظة يستوعب اللي يشوفه ..وجلوس ديما على الارض ..
اقترب من مكان جلوسها وهو يقول : ديما .. وش فيك ليه جالسة هنا ؟
قالت بألم وباختصار : أنا تعبــانـــة ..
تحرك بسرعة وخوف لعندها ..
قال وهو ينحني ويجلس في مستواها ويشيل يدها من على راسها ووجهها : ايش صار ؟؟ بايش تحسين ؟
قالت وعيونها تغرق دموع : آآه .. تعبانة .. ما أدري .. ما أدري .. ناظرها بتركيز وصدمه شكل وجهها الشاحب ودموعها .. الامر مو بسيط .. فيها شي مو طبيعي .. مو هيّن
قال بخوف وهو يمسح على شعرها كذا مرة : دايخة .. بإيش تحسين ؟
هزت راسها بإيه وضمت كتوفها بيدها ..
قال وهو يحيط كتوفها بيده ويقومها : قومي ارتاحي على السرير ..
داهمها شعور الغثيان مرة ثانية وحاولت تبعد عنه وتتحرك باتجاه الحمام وهي تقول : ابي .. الحمام ...
وفهم من حركة يدها على فمها انها راح تتقيأ .. مشى بسرعة وفتح لها باب الحمام .. وناظرها بقلق رهيب وهي تجلس على ركبها وتستفرغ في مقعد الحمام ..
اقترب منها بحيرة وخوف وانقباض كبير في قلبه ، ومسك كتفها وهو يقول : معلييش يا ديما ...يمكن ترتاحين اذا استفرغتي .. ..
مسحت دموعها وهي تتسند على طرف البانيو وتقوم ..
وحست بالحرج الشديد منه لما بدأت تعي وجوده .. حاولت تتحرك لبرا الحمام لكنه ساعدها تتساند على كتفه وامسكها بيده وقال : لا تتحركين!! ..ما يصير و انتي دايخة ..
قالت بتعب وحيرة : ما أدري وش فيني .. ما أدري !!
قال : تعالي ارتاحي على سريرك والحين اسألهم عن مستشفى قريبة ..
قالت وهي تترك يده وتتسرخي على سريرها : ما في داعي .. الحين برتاح ..
قال وهو يجلس على السرير الثاني ويقرب منها : من ايش تعبتي ؟ ومن متى تحسين بهالتعب ؟؟
قالت وهي تغمض عينها يمكن الدوخة اللي ملاحقتها حتى وهي راقدة تروح : ما أدري .. قبل شوي .. قبل ما تطلع انت...
قال بقلق : انتي أكلتي أي شي غير اللي اكلناه اليوم بالمطعم حق الصباح ومطعم الغدا .؟؟
هزت راسها بنفي وهي تأكد عليه : لا ..
قال بحيرة :طيب .. انتي قد تعبتي كذا من قبل ..؟؟
قالت : لا .. صداع خفيف من الارهاق بس ..
وقالت وهي تتذكر شي : آآه قبل ما تروح .. كنت حاسة بصداع خفيف بس.. وخذت مسكن من اللي عندك ..
رفع حاجبه بدهشة وهو يقول : مسكن ؟
قالت بارتباك : آسفة ..الشنطة كانت مفتوحة.. اخذت حبة وحدة عشان آآ......
قاطعها بكل ما للصدمة والذهول من معنى : اييييييييييييش ؟!!
.
.
.
|