تتمة الفصل :
الثالث والعشرين
حط اكواب القهوة الورقية على الطاولة وهو يجلس بجوار ايمن ويفتح ملفه الضخم ويبدأ في مراجعة بعض الاوراق وهو يشرب قهوته ..
.
.
ككل يوم يجون بدري لكافتيريا الجامعة ويجلسون على طاولة يذاكرون او يسولفون الين ما تبدأ محاضراتهم ..
مر الوقت بهم كالعادة الين ما جذب انتباه ايمن نفس الشاب اللي تعرض له من قبل وهو وااقف يشتري من البائع البعيد عنهم ..
همس لنواف وهو يأشر عليه : نواف .. شوف هناك ..!
نواف يلتفت ويدقق نظره في الشاب ويقول لايمن : هو نفسه .. !!
ويكمل بحيرة :تدري ... للحين الموضوع مو راضي يروح عن بالي .. بودي اتواجه معه بس خوفي من المشاكل اللي احنا موقدها ..
ايمن بتأييد : خلهم يولّون .. وخلنا بحالنا احسن ..
في هالاثناء اقترب الشاب منهم ، ماكان يناظرهم لكنه بالصدفة وقف قريب منهم بجوار شاب ثاني يسلم عليه .. واصواتهم كانت عالية بعض الشيئ ..
.
.
وفجأة .. التفتوا نواف وايمن على بعض بذهول .. وعيونهم شوي وتطلع من مكانها ... والاثنين قالوا بنفس الوقت : مستحيــل !!!!
.
.
.
.
.
.
طول الليل، اللي ما بقى منه غير ساعتين وينتهي ، ما جاه النوم بالرغم من الارهاق اللي حاس به.
شعور ثقييل هبط على صدره وسبب له ما يشبه الاختنااق ..
صحيح اعتاد على هذا الشعور لكن في اوقات غير ..مختلفة... .. غير هذي الاوقات اللي بأعجوبة ، كل شي مااشي فيها تمااام ..
اللحاف والمخدة اللي بالصالة مثل ما هم ،، ما حركهم من مكانهم..
فترة طويلة قضاها مابين تفكير وتسااااؤل وصراع مع نفسه مثل كل ليلة ..
دخل الحبوب بالشنطة وهو يتسااائل بمرارة .. متى يستغني عنها ...متى ؟؟ متى يرتاح من همها ...؟ ليه مو قادر يتخلص منها..
كلها كم ساعة ألـم .... بيتحملها ثم يطيييب .. !!!
بس مو وقته !!
زفر بقوة ووقف رايح لغرفة النوم .. دخل بهدوء وشافها مستغرقة بالنوم واللحاف مغطيها لاطراف وجهها ... التفت على الشباك الطويل الغاارق بالظلام .. وراح لعنده وهو يزيح جزء بسيط من الستارة ويراقب من وراها السيارات والناس اللي مازالوا صاحيين حتى هالوقت لكن بدأت اعدادهم تقل ..
ظل وااقف لفترة طويلة بدون ما يلتفت او يبعد انظاره عن الشارع .. وبدون ما يشعر بالوقت ، بدأ يستوعب ان السماا بدت تنور والصبح بدا يطلع ...
واستمر يراقب توزع اشعة الشمس في السما لفترة ، التفت بعدها على صوت خفيف من وراه .. وحس كأنه كاان في عالم ثاني وطلع منه فجأة بلا مقدماات ..
شاف ديما تعتدل وتجلس ....مازالت مغمضة عيونها ، وشكلها مو حاسة بوجوده ..
استند بظهره على الجدار المجاور للشباك وهو يراقبها بشبه ابتسامة ..
اعتدلت واقفة وهي تعطيه ظهرها و تزيح شعرها من على وجهها وترجعه على ورا وتعدل بيجامتها الواسعة وتلتفت عشان تخرج من الغرفة للحمـ..اا... !!
فتحت عيونها اللي كانت شبه مغقلة على وسعها ..مصدوومة من صحيانه ووقوفه في مكانه بهالوقت ونظراته المنصبة عليها...
قال وهو يترك ابتسامته تتوسع و تظهر بشكل كامل: صباح الخير..
ما تتذكر وش يردون على هالعبارة .. بس اللي قالته بهالوقت : آآ ..بروح الحمام..
وطلعت من الغرفة بخطوات سريعة ..
وتابعها بعينه الين ما طلعت
.
.
.
تحرك من مكاانه واقترب من سريرها اللي كانت نايمة عليه .. امسك الشي الصغيرالاسود اللي طاح منها على السرير، واكتشف انها ربطة شعر عادية ..
كان بيلتفت لكن جذبه الدفىء اللي يشع من السرير ..
تحسسه شوي قبل ما ينسدح عليه ويحنى راسه على المخدة ، ويغطي نفسه باللحاف ويسترخي ..
ما يدري ليه في هاللحظة بس... حس بكل مفصل في جسمه يآلمه واستشعر مدى الارهااق الحقيقي اللي يحسه ،
تنهد والتفت على جنبه وهو يحاول يتمسك ببقايا رائحة العطر الخفيفة العاالقة بالسرير ..
.
.
.
طلعت من الحمام وهي تجفف وجهها بالمنشفة ..
ماشبعت نوم
لكن صعب ترجع تنام الحين..
راح تحاول تقااوم النعاس ، ..يمكن فياض صاحي بدري عشان بيطلعون أو في باله مخطط معين...
ماشافته بالصالة .. وضااقت ملامحها وهي ترجع للغرفة ببطىء وتحاول تتذكر وين حطت ربطة شعرها اللي ضايقها تبعثره ..
دخلت و.....ناظرت السرير برثاااء لما شافته ناايم مكانها ..
ياربيييه شكله مو بس ناايم ..
الا مستغرق بسااابع نومة ..!!
راحت للصالة وهي تتسائل اذا كان نام اصلا من امس .. شكله كان تعبان لما شافته قبل شوي ..
وما تدري هو فعلا كان تعبان... اولأنها كانت للتو صااحية فتهيأ لها ..
صحت توقعاتها تقريبا بالنسبة لعدم نومه لما شافت اللحاف والمخدة بمكانهم ..
وتأكدت أكثر لما راحت للكنب وحاولت ترقد عليه و ما تحملته ..كان عبارة عن ..قماش على خشب تقريبا ..
قالت بنفسها
"ما ينلام اذا ما نام من امس ... ! "
.
.
وبلحظة انبها ضميرها.. بشدة!
ظلت صاحية لفترة وعيونها تتسكر لحالها ..
انتفضت بالاخير من وضعيتها الخاطئة وقامت وهي حاسة بنعااس وارهاق ..
زفرت بيأس وهي تمشي على اطراف اصابعها وبيدها حملت اللحاف والمخدة وراحت فيهم للسرير الفاضي بالغرفة ..
وارتبكت ...
حطت اللحاف والمخدة من يدها على السرير .. والتفتت وراها ببطىء تناظر فياض اللي مستلقي على ظهره واللحاف واصل لنصفه تقريبا ، ويتنفس بعمق دليل على استغراقه بالنوم ..
رجعت تلتفت على السرير وهي تغمض عيونها تحاول تستمد الشجااعة انها تسوي اللي فبالها .. وتحاول تقنع نفسها ..
"هي محتاجة تنام وترتاح لانهم اكيد بيطلعون اليوم بالقاهرة يتمشوون .. ولازم تكون مصحصحة ..
وبعدين ... ما يصير هالنظااام .. الى متى ناوية تعذبه؟ مرة نام بالارض ومرة عالخشب .. اخرتها الرجاال ما نام بالمرة بالامس .. وهي السبب !!!! "
جلست على السرير وتدريجيا انسدحت وتغطت باللحاف وهي تلتفت على الجهة الثانية وتغمض عيونها اكثر ..يمكن تتحاشى التفكير في ردة فعله اذا قام وشافها هنا ..
.
.
.
.
اتصل على فياض وهو يقوم من على مكتبه ويحاول يفرد ظهره اللي آلمه من جلسة المكتب المملة لساعات ..
يفكر في حال ديما .. يفتقدها كثير .. وما يدري ليه يحس بقلق عليها من وقت لآآخر .. يمكن عشان ما تعود تكون بعيدة عنه ، في بلد ثانية ..
رد عليه فياض بعد مدة : آلــو ..
عايض بترحيب : السلااام عليكم .. اهلاااا فياض ..
قال بصوت هادي : وعليكم السلام .. مرحباا عايض .. كيف الحال؟
عايض : تمام الحمد لله .. انتو اخباركم ؟ توني واصل الصباح من الهند .. وقلت خلني اكلمكم ..
فياض : آهااا .. احنا بخير ..وصلنا امس في الليل ..
عايض :ان شاء الله تنبسطون وترجعون بالسلامة... وشلون ديما ؟ وكيف مصر عندكم ؟
فياض : تماااام ..وديما بخير ..
عايض : خليني اسلم عليهاا عالسريع ..
فياض وهو يناظر بديما المستغرقة بالنوم :...هي نآآيمة الحين ..
عايض : آهااا .. خلاص مرة ثانية اكلمكم ان شاء الله ... حبيت اطمن عليكم ..
فياض : مشكور ما قصرت ..
عايض : يالله اشوفكم على خير
فياض : مع السلامة ..
نزل جواله ، واسدل الستاير على الشباك اللي كان واقف عنده .. واقترب من مكان نومها وهو يحاول يسترجع كيف نام مكانها ..
مو متخيل كيف اقدمت على هالخطوة اللي ماكانت على باله .. شي يعصب تصديقه .. ديما نايمة معه تحت سقف واحد .. !!
تطور ملحوظ .. ومبهج ..!
اول ما قام من النوم استغرقه اكثر من ربع ساعة وهو يناظر كل تفصيل من تفاصيلها بعدم استيعاب ..
حس برااحة عظيمة تملا صدره ..
اقترب منها وهو يرفع اللحاف اللي انحسر عليها ويلحفها فيه ببطىء ..
رفع يدها اللي مالت خارج السرير وحطها جنبها .. وتردد قبل ما ينحني ويطبع عليها قبلة سطحية خفيفة ..
رجع يطالع بملامح وجهها المسترخية وحس بأنفاسه تتقطع .. رجع له نفس شعوره اول مرة شافها فيها .. زفر بخفة و غمض عينه وهو يترك يدها ..
هااانت .. !!
ديما بادية تتغير .. وااضح ..و ما بقى له الا القليل .. !!
مايدري هو يقنع نفسه ولا هو فعلا مقتنع باللي يقوله ..
قام وخرج من الغرفة للحمام عشان يغتسل يمكن يفوق من الحالة اللي دخل فيها ..
لازم يفكر وين راح يروحون وكيف راح يرتب مخططهم في الايام اللي بيقضونها هنا ..
.
.
.
.
.
.
نواف وايمن بوقت واحد : مستحيــل !!!
ايمن بذهول : سمعت اللي سمعته ؟
نواف بصدمة : عرب !!
ايمن بنفس الصدمة : وشلون........؟!!!!
نواف والغضب بدأ يتسلل له : اخرتها يطلعون عرب ...؟!!ّ!!
ماكان من عادته يعصب بسرعة على أي شي .. لكن في حالة اذا عصب .. فصعب جداً تردعه عن غضبه ..
قام من مكانه بحدة وراح للشاب اللي واقف يضحك مع صديقه ووقف مباشرة قدامه ..
الشاب توتر وهو يشوف فجأة عيون حادة قوية غااضبة تواجهه .. والتفت على صديقه بدهشة وكأنه يسأله ايش قاعد يصير ومين هذا؟!
نواف بحدة : انت عربي ؟!
الشاب بهدوء : ايه .. من الأخ ؟
نواف يبتسم بسخرية : انا صديق أيمن ..!...... تعرف أيمن ؟
الشاب بعجب : لا والله ما أعرف ايمن عشان اعرفك ..
نواف بحدة وهو يأشر على طاولتهم : هذاك أيمن .. عرفته الحين .. هاااه ؟
الشاب وصديقه يلتفتون على ايمن اللي ناظرهم بتوتر وهو جالس بمكانه ..
رجع الشاب يلتفت على نواف وهو يقول : لو سمحت انت وش تبي ؟
نواف بعصبية : لا تسوي لي فيها بريء وما تعرف شي ..الحين تبرر لي اللي سويتووه بصديقي ولاّ مارح يفرق بيننا الا الشرطة ..
الشاب وهو يحاول يستوعب : يا أخوي ما ينفع هالاسلوب .. لو سمحت فهمني انت وش تبي بعدين سو للي تبيه ..
نواف بلهجة ملل : مصرّ يعني تنكر .. بعد الضرب اللي ضربتوه .. والسوااة اللي ما يسويها عدو بعدوه .. !!!!؟ وبالاخير انصدم انكم عرب .... !! تنكر !!؟
الشاب وهو يشهق فجأة ويلتفت على صاحبه اللي بان على ملامحه الدهشة هو الثاني ..
قال الشاب بتردد وهوي ناظر ايمن : هذا اللي ....!!!
صديقه بصدمة : إيه هووو نفسه ...
نواف وموفاهم شي ومنتظر منهم يتكلمون ..
يرفع الشاب جواله ويتكلم فيه بسرعة ويسكره .. ويلتفت على نواف : اوكيه .. خلينا نروح لعند صديقك ونتفاهم ..
نواف وهو يكتف ذراعه :اوكيه .. خلني اشوف وش عندكم ..
وراحوا لايمن اللي توتر اكثر واكثر من اقترابهم ..
.
.
.
.
يتبع الفصل الرابع والعشرين بعد قليل