كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الثالث والعشرين
فك حزام المقعد العريض بعد ما أقلعت الطائرة واستقرت بالجو ..
والتفت على ديما اللي جلست من جهة الشباك تناظر بمعاالم المملكة اللي قاعدة تصغر أكثر وأكثر مع ارتفاع الطائرة ..
ولاحظ انها قاعدة تفرك يدها ببعض تبي تدفيها لا شعوريا ..
اقترب منها ومد يده لفتحة التبريد من فوق مقعدها وغير اتجاههاا .. انتبهت على اللي سواه ورجعت تناظر بالشباك وبداخلها تقول..شكراً ....!
حاول إنه ما يقاطع صمتها ، واخذ المجلات اللي كانت قدامه وبدأ يتصفحها ..
ولفتت انتباهه صفحة المبيعات اللي بالطائرة ..
لف بعد ثواني يناظر معصم ديما اللي طوقته الساعة الفضية الصغيرة اللي اهداها اياها عايض ..
وابتسم وهو يرجع يناظر بالمجلة ..
.
.
مر الوقت.. وبدأ وقت المغرب يدخل ، وأظلمت السما من برا ..
خففوا الاضاءة بالطيارة وصار الجو فعلا يساعد على النوم ..
التفت على ديما اللي مالت واستندت على الشباك وغفت .. وحاول بحركة خفيفة يرفع غطاها اللي مضايقها ..
ظل يراقب ملامحها المستكينة لفترة كان شبه مسكر عيونه فيها .. الين ما انتبه على صوت المضيفين اللي بدأوا يوزعون الاكل على الركاب ..
التفت على ديما وناداها بنبرة خفيفة : ديماا .. ديماا ..؟
فتحت عيونها بعد لحظات ببطىء واعتدلت وهي تناظر بفياض باستفسار ..
قال وهو يأشر على المضيفين : اظن الاكل جا ..
والتفت يسألها بتردد :اسف اني صحيتك.... تعبانة ؟
قالت وهي تنزل غطاها : لا مو تعبانة ..
قال وهو يمد لها كتيب الوجبات عشان تختار منها : خذي ..
.
.
.
مرت الساعات الثلاث بهدوء .. حتى أعلن كابتن الطيارة عن وصولهم ..
وفي المطار كانت بقية الاجراءات بسيطة ، لكن اتأخروا بسبب الزحاام الشديد ..
وكأن الناس ما حلا لهم السفر الا هالفترة ولمصر بالذاات ..
أما ديما كانت ،مازالت مو مستوعبة انها انتقلت في هالثلاث ساعات من السعودية لمصر ،
وابتسمت لما تذكرت الشي اللي قالته لنفسها من ايام .. وتأكدت منه الحين ..
" مع هذا الانساان ..
مستحيل يمر يومين على بعض من دون ما يصير شي جديد ومفاجىء ..
سواء كان حلو او مر "
.
.
التفت عليها يتأكد انها جنبه لان الزحام كان زايد عند منطقة استلام الحقائب ..
شاف شنطهم اخيرا من بعيد ومد يده لديما ،و امسك بيدها عشان ما يقلق ويلتفت كل شوي ..
واتجه ناحية الشنط وانزلها ..حاولت تاخذ شنطتها منه لكنه طنشها وهو يشيلها..
.
ظل ماسك يدها الين ما طلعوا برا المطار ، مكان ما وقفت سيارات الاجرة في صف طويل ..
وتقدم منهم بسرعة رجال باين عليه انه بالخمسينات ..
قال بلهجة عملية : عايز تاكس يافندم ؟
فياض بتردد : ايه ..وينه ؟
قال الرجال بابتسامة : هناك يا بشمهندس ..
واشر على سيارة اجرة قريبة ..
أعطاه فياض الشنط وهو يتقدم من السيارة مع ديما ..
حط السائق الشنط بالسيارة وركبوا وراه بعد ما قال له على اسم الفندق اللي اختاره بتوصية من نايف ..
.
.
.
وطبعا بما أن هذي القاهرة ..فأكيد الزحاام الشديد هو أكثر شي يميزها ..
اضطروا للوقوف في اشارات كثيرة بسبب هالازدحام ..
فياض كان بداخله معصب من الزحمة .. اما ديما فاستمتعت كثير بتأمل الشوارع والمحلات ..
في شي غريب بمصر جذبها ما تدري ايش هو ..؟؟
شي يبعثها على الهدوء والراحة ويدعم شعورها بالاستقرار ..
.
.
نزلوا بعد ما دفع الاجرة للسائق.. واستقبلهم على الباب واحد من موظفي الفندق بحمالة للحقائب ..
ترك له الشنط ودخلوا لباحة الفندق الفخمة وديما مازالت مقيدة بقبضة فياض ..
توجه معها للاستقبال وعرضت عليه الموظفة الاجنحة والغرف الفاضية ..
التفت على ديما وهو يكلم الموظفة : باخذ الجناح اللي بغرفتين ..
ابتسمت الموظفة وهي تسجل بعض المعلومات عندها وتعطيه مفاتيح الجناح ..
سبقهم الموظف بالحقائب واتجهوا للمصعد الزجاجي اللي توقف بهم عند الطابق الخامس ...
تقدم فياض من باب الجناح المنشود وفتحه ودخل من بعد ما دخل الموظف الشنط وتركها فيه ..
المكان كان راقي جدا في تصميمه وديكوراته وفخامته .. لدرجة انك ممكن توقف لوقت طويل تتأمل فيه ...
ودخل فياض يستكشفه ، بالغرفة الاولى سريرين متجاورين.. وملحقاتهم من تسريحات وكمودينات وخزانة وغيره ..
وبالغرفة الثانية .. فتحها .. لكنه التفت على ديما اللي كانت واقفة بالردهة بصدمة ..
استغربت من نظرته ..
قال بعصبية : من الحين بدينا بالنصب ..!!
وراح لباب الجناح وهو يقول : بروح اشوف وش قصتهم ذولي ..
طلع من الجناح والتفتت على المكان اللي كان واقف فيه بسرعة تبي تعرف وش اللي ازعجه ..
واكتشفت انها حمام كبير مو غرفة.. هزت راسها باستيعاب .. وفتحت الغرفة الثانية تشوفها ..
اذهلها الفندق ... يمكن لان صورة مصر كانت في ذهنها شي.. واللي تشوفه الحين شي ثاني ..
الغريب انها ما تخيلت فيها اماكن بهذي الفخامة .. مع انها تدري ان فيها كثير ..بس الاعلام يعطي صورة طاغية احيانا..
سكرت الغرفة وجلست بالردهة على الكنب تستنى فياض .. اللي دخل بعد دقائق وهو مكشر ..
قال بحيرة وهو يجلس مقابلها : الغرف الفاضية كلها فردية ..
قالت بتردد وبدهشة ما قدرت تخفيها : ....هذي الغرفة .. وش فيها ؟؟
قال وهو مو مستوعب انها ما انتبهت للحين : هذي غرفة وحدة يا ديما ..
قالت بحرج : آآ ..عارفة ..
قال وهو يقوم من مكانه ويتجه للحمام : الحين خلينا نروح نتعشى وبعدين نشوف وش الحل ..
هزت راسها بموافقة ..
وقامت تعدل حجابها قدام مراية المدخل ، وهي تفكر كم ساعة مرت من بعد ما أكلت ..
لانها ما ودها تكسر بخاطره وتقول انها مو جيعانة .. !
.
.
.
ولحسن الحظ ما ابتعدوا كثير عن المنطقة لان بجنب الفندق كان فيه مطاعم كثيرة ..
لكن نظامها كان مختلف ، وما قدرت تاخذ راحتها بالاكل بسبب الناس اللي كانوا حولهم من كل صووب ..
واللي ازعجها اكثر الانظار اللي كانت موجهة عليهم هم بالذات كسيّاح..
وارجعت السبب لحجابها الاسود الشامل وملابس فياض ، الثوب والغترة واللي كانوا اكبر دليل على انهم مو من اهل مصر ..
رجعوا للجناح واانتبهت وهم جايين على الساعة الكبيرة في ردهة الفندق واللي كانت على الساعة ثنتين ..
الوقت كان صدمة لها لان مافي أي شي يدل عليه ..
المحلات كلها مفتوحة و الناس كلها صاحية وبالعكس يمكن الازدحام الحين صار اكثر مما كان عليه قبل ..
دخلت معه للجناح وهي ترجع بتفكيرها لموضوع الغرفة الوحدة ..
شافت فياض يرفع شنطته على الكنب ويفتحها ويدوّر فيها .. وياخذ ملابسه ويدخل للحمام ..
اخذت شنطتها وطلعت لها بيجامة موف واسعة قطنية وحطتها بأعلى الشنطة وهي تجلس على الكنب تنتظر اللي راح يوصل له الموضوع ..
بعد ما خرج فياض شافته يدخل للغرفة ،
تجاهلت الموضوع مؤقتا و اخذت ملابسها ودخلت للحمام ..
تغسلت على السريع بدون ما تبلل شعرها وبدلت.. وطلعت وهي تتمنى انه يكون حل الاشكاال ..
وفعلا اعصابها ارتاحت وهي تشوفه مستلقي على الكنب اللي بالصالة ومعه لحاف ومخدة شكله ماخذهم من الغرفة ..
التفت على مكان وقوفها وهو يناظر شكلها بالبيجاما .. اول مرة تغير القمصان الواسعة اللي اعتاد يشوفها فيها ..
وقال بعد لحظة : خذي راحتك بالغرفة ..انا بنام هنا ..
التفتت على الغرفة وهي تحس برغمة عارمة انها تشكره ...
.
.
حطت راسها على المخدة وهي تتثاوب ...
وناامت وهي تحسب عدد الايام اللي مرت عليها للحين بهدوء وسلاام .. مع فياض ..
.
.
.
|