كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الثاني والعشرين
قامت ديما من نومها قبل الفجر بنص ساعة .. الغت المنبه
لانها راح تنتظر الفجر بنفسها ، وقامت وتوضت وصلت
الوتر وجلست تقرأ وردها وهي تنتظر الأذان .. وزياادة على هدوء
مشاعرها اللي نامت عليه امس .. زادتها تلاوة القرآن هدوء
وطمأنينة اكثر خصوصا في هالوقت المبارك اللي تتنزل فيه
الملائكة من فوق سبع سماوات ..
.
.
.
.
وفي الجهة الثانية ، وخلف الجدار الفاصل . كان صاحي من
بعد ما جافاه النوم من الليل لهذاالوقت ..
شعور غريب ما يعرف له تفسير بدأ يزعجه ويأرق بااله ..
كل شي ماشي تمااام وعلى افضل وجه ..
وش اللي يخنق على انفااسه بهذاالشكل ؟؟
وكل ما فكر بالاسباب ..لقا اكثر من سبب لهالضيق ،،واللي منها حبوب المخدر اللي للحين مو قادر يتركها نهائياًَ ،،
واللي كلها اسباب كانت،، بلاا حلوول في نظره .. او حلولها اللي قدامه تعجيزية .. !!
يدري انه في واحد بس هو اللي ممكن يساعده في اللي هوفيه ..
بس وشلون يلجأ له وهو مازال على هالحال ..
وشلون يطلب منه وهو اصلا مب راضي عنه ولا هو اللي يستحق انه يناظر فيه حتى .. شعوره بالاختنااق زااد ..مع استحقاره لنفسه اكثر .. ..!
قام للشباك وهو يفتحه بقوة ويسمح للهوا البارد
ونسيم الليل يتخلل مجرى تنفسه ...
رفع عينه للسما الصافية والخالية من النجوم ..
متيقن انه يطلع عليه بهاللحظة ..
بس وشلون اذا كان يجهل طريقة الوصول له ..
بقدر ما يعرف انه ضعيف ومحتاج له .. بقدر
ما يحاول يتظاهر بالقوة .. وبقدر ما يبتعد ويتجاهل ...
تراجع لباب الغرفة وهو يقرر اخيرا انه يطلع منها لانه حس
انها امتلأت بالافكار اللي صارت تحاصره من كل جهة ..
.
.
.
كان كل تفكيره انه يروح للحمام ويغرق وجهه بالموية
عشان يفوق ،، لكنه تفاجأ بديما اللي ترتب جلالها بداخل
السجادة وهي تطويها ..
قال بدون تركيز : للحين صااحية ؟؟
التفتت بتفاجؤ وهي تقول بسرعة : لا .. توني صحيت قبل
شوي ..
قال : وش اللي صحاك ؟
قالت : صلاة الفجر !
قال بثقل : آهاا ............ وصليتي ؟
قالت : الحمد لله ..
التفت عشان يطلع من الغرفة لكن فاجئه سؤالها المتردد ..
وزلزله ..
كملت : وانته .. صليت ؟
التفت عليها بسرعة .. ليش لما تتكلم وتسأله .. تسأله
هالسؤال بالذات ..
وليش بالوقت اللي يهرب منه من افكاره .. تجي هي باالذات
وتكلمه في نفس الموضوع اللي مأرقه ..
قال وعيونه على اللحاف اللي ديما قاعدة ترتبه : لا ..
ماصليت ..
التفتت بخيبة امل وقالت : ليه ؟
قال ببرود وهو يتجه للحمام :انا الحين باصلي ..!
شافته يدخل الحمام ويسكر الباب .. ابتسمت بهدوء وخيبة
املها تتبخر ..
طلعت من الغرفة وهي تتسائل عن سبب تقصيره بالصلاة ..
تذكر اخوها عايض لما كان في مثل عمرها ما كان يصلي
وكثير تعذبت امها بسببه .. لكنها تذكر بعد وشلون انقلبت
حاله بعد سنوات وصار يركض للصلاة ركض وصار احرص
منهم على صلاتهم حتى ..!
لامت نفسها شوي على سؤالها وفضولها .. كان ودها من
فترة تعرف اكثر عن علاقته بالصلاة بالذات .. واستغلت
فرصة مناسبة الموقف للكلام .. لكن جوابه المريح كان
يستاهل محاولتها ..
.
.
.
.
واقف بنفس مكانه من بعد ما طلعت ، ومشى بهدوء للحمام
.. قرر انه يصلي .. ركعتين ما بتضره .. لانه قال لديما انه
بيصلي .. ولانه .. لانه عارف ان هذا اللي لازم يسويه بس
كل ماااله يأجل .. وقف عند الحوض وهو يكتشف بعد دقيقة
انه حتى خطوات الوضوء ملخبط فيها وناسي ترتيبها ..
ضرب بقبضته الحوض بعصبية وطلع من الحمام باتجاه
الدولاب ،، فتحه وطلع منه شريط الحبوب وقبض عليه
بأقوى ما عنده ..
اتجه للسرير وجلس على طرفه وهو يدفن راسه بين يديه ..
يناظر الحبوب شوي .. وشوي يبعد انظاره عنها بألم ..
.
.
.
صبت الماي المغلي على الشاي في كوبين ، واخذتهم على
صينية صغيرة ورجعت للغرفة .. ترددت في الدخول لما
شافته جالس على طرف السرير ومعطيها ظهره ، وحاطط
راسه بين يديه بألم ..
فجأة التفت عليها بحركة عنيفة وعيونه كان باين عليها
الاحمرار .. انصدمت من شكله لدرجة انها همست : ايش .. فيه ؟؟؟
ماسمعها ...ورجع يلف لوضعيته الاولى ..
حطت الصينية من يدها على الكومدينه البعيدة منه ..
وماعرفت ايش تسوي .. وقفت بمكانها بحيرة
شافته قابض على شريط ادوية بيده .. خمنت انه مسكن ..
وخمنت انه مصدع .. وتذكرت انها شافته اكثر من مرة
بنفس هذي الحالة ..
قالت : تبي موية ؟؟
ناظرها بتشويش وقال بثقل : موية ؟؟ ايه .....ايه ابي موية ..
راحت تجيب الماي وهي تتمنى لو سألته ايش فيه ؟؟ وش
سبب هالآلام المتكررة ؟؟
رجعت بالماي بعد ثواني .. وناولته اياها .. تركته ياخذ
المسكن واخذت كوب الشاي وطلعت برا الغرفة عشان ياخذ
راحته فيها ..
.
.
.
.
.
راقبها الين ما خرجت من الغرفة .. وتنهد بتعب وهو يتخيل
لو ديما عرفت بمصاايبه هذي .. مو بس راح تكرهه زيادة ..
الا راااح يخسرها .. وللأبد !!!
رمى الشريط من يده بقوة وهو يوعد نفسه انها اخر مرة ..
اخر مرة يخضع لها فيها ..
.
.
لكنه رجع يلتقط الشريط بضعف ، لانه عارف انه لو ما اخذه
معه في السفر .. احتمال كبير تخرب السفرة كلها عليهم !!!!
وهذا اخر شي يبيه يصير !!!!
.
.
.
.
.
.
بفندق من الدرجة الخامسة بمدينة مومباي بالهند .. مستلقي
بعد يوم حاافل وهو يفكر في اخر يوم من هذي السفر ،
بالفوائد اللي استفادها منها .. اولاً .. اكتشف مكان جميل
كانت دائما فكرته عنه سطحية .. الا وهو.. الهند المليئة
بالكثير من الجماال الطبيعي النادر .. واللي استمتع باغلب
المناظر اللي شافها فيها ..
وثانيا .. احمد صديقه بدأ يطلع من حالة الحزن اللي لازمته
ويرجع لطبيعته ..
وثالثا . انه عرف ان الانسانة اللي كان يفكر فيها طول
هالوقت ماهي بنصيبه .. والام ان هالشي ما اثناه عن عزمه
، بالعكس اعطاه امل بأن ربه راح يعوضه بأفضل منها ..
بالامس بلغه فياض بموضوع سفره هو وديما ..وما قدر
يمنع نفسه يقلق في البداية .. لكنه ارتاح للموضوع لما فكر
فيه واقنع نفسه ان الاهم هو راحة ديما وسعادتها مع فياض
.. بأي الوسائل .. خصوصا في بداية حياتهم ..
.
.
.
.
.
.
مايذكر كم مرة لف الشقة في هالنص الساعة اللي غابها
نواف ، والتفت عليه بقلق لما شافه يدخل للمكان وعلى
وجهه حيرة واضحة ..
ايمن بعتااب قوي : وش صار ؟؟ ووين رحت ؟؟ اقلقتني
ياشيييخ !!
نواف يرفع راسه لايمن ويسأله بجدية : انت متأكد ان اللي
شفته هو نفسه من اللي أذووك ؟؟
ايمن وهو يتأفف : ايه يا نوااف متأكد حتى ما شفته وهو
يطالع فيني ؟ يعني شكله عارف اني انا نفسه اللي تعرض
لي مع اصحابه .. بعدين ليش تسأل .. انته وش سويت ؟؟
نواف بنفس الحيرة : انا مشيت وراه .. هو ماشافني معك
فعشان كذا ما انتبه علي .. بس الغريب انه رجع للمكتبة
وجلس يذاكر فيها الين ما ماليت وانا اتظاهر بالقراءة
وانتظره .. سألت عاملة المكتبة عنه واستغربت اني ما
اعرفه .. قالت لي انه من اكثر طلاب الجامعة تفوق وحاصل
على اوسمة تميز وشهادات .. وانه اغلب الوقت بالمكتبة
يقرأ أو يذاكر ..
ايمن بدهشة : غرييب .. !!
نواف : خلاص يا ايمن .. انا بنسى الموضوع الحين عندنا
اشياء اهم نسويها لا تنسى انه فاتنا كثير ولازم نشد حيلنا بهالفترة.. واذا عرفنا شي ثاني عنهم بلغنا اوكيــه ؟؟
ايمن : وقتها يصير خير ان شاء الله ..
نواف :ان شاء الله ....قم نتعشى قم .. والله اني جعت ..
.
.
.
.
.
.
رجعت للغرفة بهدوء .. مر الوقت وهي مو حاسة بنفسها ..
غفت على الكنب الين ما صارت الساعة 12 .. وقامت
عشان تتوضا لان الظهر باقي عليه دقائق .. دخلت وخافت
تفتح الحمام تسوي ازعاج لفياض اللي غرق في نوم عمييق على سريرها .. او سريره السابق ..
تقدمت بشويش من الكرسي القريب من السرير وسحبت
الجلال من عليه ، وهر تراقب ملامحه الثابتة .. وما تدري
كيف طولت بمكانها تناظر في ملامحه اللي كانت مسببة لها
رعب كبير من مدة قصيرة .. انتفضت لما حرك حواجبه
بانزعاج .. وتراجعت بسرعة لبرا الغرفة وهي خايفة لا يكون صحي على حركتها ..
طلت من بعيد على الغرفة وزفرت لما لقته نايم مثل ما كان قبل شوي ..
راحت للمطبخ وهي تحاول بأي شكل من الاشكال انها تتوضا منه ..
.
.
.
.
.
.
في المسا كان لاازم ترتب اغراضها استعدادا للسفر اللي للحين مو مستوعبة فكرته ..
لاول مرة من مدة طويلة راح تطلع برا السعودية ولحالها ..
وبدون ما يكون معها احد من اهلها ..
دخلت الغرفة مستغلة غيااب فياض عنها ورتبت اغراضها
البسيطة في الشنطة وتراجعت لبرا لما دخل فياض يرتب
اغراضه هو بعد ..
ما نامت الا متأخر .. وهي تعيد وتزيد في التفكير حول السفر .. وحول مشاعرها المقلبة يوم عن يوم ...!
.
.
.
قصير ... لكن له تكملة بإذن الله
اشوفكم على خير
|