كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الحادي والعشرون
التفت على أحمد اللي جالس بالمقعد اللي جنبه من جهة الشباك اللي يطل على جناح الطيارة ..
قال بتردد : ما توقعتك بتجي معي .. اقصد في هالوقت.. ما مر كثير من بعد وفاة الوالد الله يرحمه ..
التفت احمد عليه وقال بهدوء : الحياة مارح توقف .. بعدين ما ينفع اخليك لحالك مع كل الشغـــل وانا شريك معك فيه ..
عايض : شدعوة يا احمد .. بس اهلك .. اكيد انهم محتاجينك ..كيف تركتهم وجيت؟
احمد : اهلي مب لحالهم ..و اقاربنا ما يخلونهم ..وحتى زوج اختي عندهم دايما.. واحنا مارح نطول ان شاء الله ..
انتبه عايض على كلمة ...زوج اختي ؟
اللي يعرفه من كلامه البسيط عن اهله ان خواااته مو متزوجات ويدرسوون ..
حس انه لازم يعرف الحين ... اللي يبيها من هي ..ومن اللي يقصدها احمد بكلامه؟
مرت عليهم لحظة صمت ، احتار فيها عايض كيف يفاتحه بالموضوع ..
قال بالاخير بعد ما تأكد بأنه الوقت المناسب : احمد .. بسألك سؤال .. لو تسمح لي ..
احمد بابتسامة : طبعا .. اسأل ..
عايض بتردد : انت قبل قلت لي ان خواتك مب متزوجات ..
احمد : ايه... بس وحدة منهم ملكت .. وتأجل زواجها ..
عايض بعد تفكير : ممم... وأختك المتزوجة .... هي نفسها اللي كانت مسافرة معك اول مرة قابلتك فيها ؟
احمد بدهشة : .........ايه .. ليش ؟؟؟؟
عايض بارتباك : آآآ .. ولاشي ..
احمد يناظره باستغراب : ليش تسألني ؟؟
عايض وهو يلتفت للمضيف اللي جاهم : اوعدك بقولك بعدين ..
احمد شك بسؤال عايض بس تجاهل الموضوع لانه يعرف عايض زين... والاكيد انه بيقول له عاجلا او اجلا عن اللي كان بباله ..
.
.
.
.
.
.
.
.
انسدحت على سجادتها بعد ما سلمت من صلاتها .. وضعية مريحة تألفها وتعودت عليها خصوصا من بعد صلاة الفجر .... غفت شوي وما قامت إلا بعد فترة على صوت جووالها اللي ما رن من زمااان ،شافت الشمس طالعة والغرفة منورة ،، راحت للجوال وهي مازالت تحت تأثير النوم ..
ردت : السلام عليكم ..
قال : وعليكم السلام ..هلا ديما .. كنتي نايمة ؟
تأخرت على ما استوعبت نبرة صوته وردت : لا ..أنا صاحية ..
قال بعد لحظة : الجو حلو اليوم ..قلت اشوف .. اذا ودك تتمشين معي؟
قالت بعدم استيعاب : ايش ؟!
قال بنبرة ضاحكة : متأكدة انك ما كنتي نايمة ؟
قالت بارتباك : غفيت بس... مانمت ..
قال : كنت أقول... اذا ودك تطلعين معي .. بهالجو الحلو ؟؟
قالت : الحين ؟
قال : ايه .. ماني مداوم اليوم ..
قالت باستسلام : طيب
قال : خذي وقتك وانزلي لي إذا جهزتي... انا بالسيارة انتظرك ..
حطت الجوال وهي تقوم للحمام تغسل وجهها عشان تركز .. تحس بارهاق من امس وما فيها حيل للطلعة معه . بس وشلون ترفض وتكسر خاطره بعد كل محاولاته لارضاائها .. ؟؟ كم مرة يكلمها بالموضوع .. ولو صارحت نفسها ..فالحقيقةانها ما شافت منه أي شي يضايقها للحين ..
لبست بلوزة بني طويلة ومريحة و بنطلون ابيض .. لبست عبايتها وسحبت شنطتها وجوالها ونزلت ..
.
.
جلس ينتظرها وهو مبتهج من تأقلمها على الوضع .. شي وحيد يتمناه بهاللحظة ..لو انه يدخل لعقلها ويشوف وش تفكر فيه ؟ يبي يعرف كيف نظرتها له بالظبط..وهل فيه أي تطورات؟
مجرد مرور هالفكرة بباله تزعجه بشكل متعب !! لانه متأكد انها عالاقل ثمانين بالمية تكرهه .. وتتمنى ابتعادها عنه .. لكن هذا اللي مستحيل يصير او يسمح به ..و لو بيضطر يصبر سنين الين ما تتقبله .. ما عنده مانع !!
التفت لما شافها تتقدم من السيارة ، فضا الكرسي جنبه من اغراضه ونقلها للمقعد ورا ..
ما عنده أي فكرة وين بيروح ..؟
بس اهم شي انها جاات ..
.
.
.
وما راحوا لمكاان .. ظل ماشي بالسيارة اللي فتح نوافذها ،
شوي يحااذي الكورنيش وشوي يبتعد عنه ..!
ديما كانت مستغربة وساكتة .. منتظرة تعرف نتيجة هالطلعة ..
قطع الصمت اخيراً وهو يسألها : ما أفطرتي ..؟
قالت : لا !
وقف بعدها عند أحد المخابز وجاب منه معجنات ..
حرك السيارة ووقف بالاخير عند احد الاطراف التابعة للكورنيش ..
حطت الكيس اللي اعطاها اياه قدامها ، وظلت تناظر البحر من شباكها ، ملهية نفسها بالجو النقي وهدوء المكان ..
التفت فياض على لوحة اعلانات كبيرة في جانب الشارع .. فيها تصميم لصور من عدة اماكن مختلفة من اشهر البلدان .. كانت تقريبا اعلان عن شركة طيران .. ،،
ومسك اخيرا طرف محادثة يبدأها معها ..
سألها :ما قد سافرتي لمكان ؟
التفتت وهي تتذكر .. قالت: إلاّ ..
قال وهو يرجع يناظر باللوحة : وين رحتي؟
سؤاله كان مفتوح ويحتاج لاكثر من اجابة .. لكن اللي ريحها انه ما كان يناظرها كالعادة ..
قالت : ممم ..المغرب .. وماليزيا ..ولبنان ..
قال: آهاا مع اهلك ؟
قالت : مع عايض وامي وابوي ..
سكت وهو يعيد التفكير بالفكرة اللي طرت بباله فجأة ..
قال بعد فترة : ديمااا ..
اعتدلت وهي تناظره باستفسار..
ناظرها بجدية وقال : وش رايك نسافر ؟؟؟
فتحت عينها وهي تكرر بدهشة : نـ ..ـسافر ؟!!!
.
.
.
قال بتوضيح : .. البيت صار ممل .. ويمكن لو سافرنا وغيرنا جو .. نقدر نحسن من وضعنا اكثر .. وش رايك !
قالت بتخوّف : لا .. ما ابي اسافر .. !
قال يبي يقنعها والفكرة تعلق براسه اكثر: ديما انتي مو شايفة كيف وضعنا ؟؟ الايام بطيئة ومملة .. كأنها شريط وينعاد.. وانا مب عارف وش ممكن اسوي عشان اريحك .. خليني أحاول بأي طريقة ..!
ما عرفت ايش تقول، لكن اثرت فيها نبرة الرجاء الصادقة بكلامه ..
قالت وهي تنزل عينها بارتباك : مو لاني خايفة ، بس .. ما تعودت اطلع برا السعودية ..
أي حجة واهية قدرت تلاقيها يمكن انها تريحه ..
قال وهو يرجع راسه على ورا : بالاخير انا ما ابي غير راحتك ..هي فكرة وجاتني .. اذا ما تبين مو مشكلة ..
قالت تبي تتراجع عن رفضها : ...أبي بس ..
قال : انتي ليش خايفة من الفكرة ؟
قالت : مو خايفة ..
قال : يعني ما تبين ؟
قالت : لا .. مم عادي ...
ما تدري وشلون وافقت .. بس ..الفكرة مو سيئة ..
واذا هو مل من البيت ومن وضعه .. فهي وضعها اصعب منه بكثييير .. وتحتاج فعلا تغير جو ..دام هنا او هناك راح تكون معه بكل الاحوال !!
ويمكن ..؟؟ يمكن بالفعل تكون هذي الوسيلة اللي تحسّن من وضعهم وتقربها من فياض اكثر .. يمكن هذي الخطوة اللي راح تمحي كل شي قبلها .. وتنقلهم نقلة كبيرة لحياة افضل .. ؟؟
انتبهت على افكارها اللي طارت لبعيد .. ورجعت تناظر فيه وهو ساكت .. كان يناظر قدامه بشرود بدون ما يعلق على جوابها الاخير ..
التفت عليها وقال يبي يتأكد : من جد تبين ؟
رفعت راسها وقالت : ايه .. !
ابتسم وقال بعد دقيقة : أممم .. وش رايك بإيطاليا . .أو روما ..
وكمل : أو تايلند ..يمدحونها ..
قالت بصوت خافت : ما أعرفهم ..
قال بدهشة : شلون ما تعرفينهم ؟
قالت بتصحيح : اعرفهم بس ما قد ..آآ .. يعني ما اعرف عنهم شي ..
قال : كلها اماكن حلوة ..
ورجع يسألها :وانتي .. في مكان معين ببالك ؟
.. يتكلم وكأن العالم دولة صغيرة بيمشيها فيها .. الموضوع مب بهالبساطة ..
فكرت انها تجاوب بـ لا .. بس تذكرت بلد كانت داايما تتمنى تروحها ..
سألها لما شاف ترددها : وش اللي ببالك ؟
قالت بعد تردد : مصر ..
قال بدهشة : مصر ؟!! ...حلو !
ورجع يسألها : يعني تبين تروحين لها ؟
قالت بلخبطة : لا ..
قال بدهشة : وشلون لا ؟
سكتت باحراج .. ما تقدر تقول جملة كاااملة وهي تكلمه ..
قال بضحكة : ترا ما فهمت ..
قالت بدون فهم : ايش؟
قال : يعني ..وش قصة مصر الحين ؟ تحبينها أو لا ؟؟
.
,
.
.
.
رن جوالها وهي داخلة للجناح من بعد ما رجعها فياض وراح لمشاويره ، ردت بسرعة وبابتسامة وااسعة وهي تشوف رقم خلود ..
قالت : السلام عليكم ..
: وعليكم السلاام ورحمة الله .. يامرحبااااا عروستنا شخبااارك ؟؟
ديما بضحكة وهي تدخل للغرفة وتحط عبايتها وشنطتها :اهليين والله ... انا الحمد لله تمام .. انتي كييفك ؟؟؟
خلود : الحمد لله .. بشري عنك .. كيف احوالك .. كيف حياتك ؟؟
ديما : والله بخير.. وشلون خالتي عزيزة ؟؟ وخالتي منى ؟ وحصة ومناير ؟؟ والبقية؟
خلود : والله كلهم بخير ويسلمون عليك .. ديما اسمعيني .. انا متصلة اقولك مفااجئة حلوة .. بس اول باطلب منك طلب ..
ديما : اطلبي اللي تبين .. بس وشو المفاجئة ؟
خلود بلؤم : اول اطلب طلبي وتوعديني تنفذينه .. بعدين اقولك المفاجئة ..
ديما : ههههه هذا بهذا يعني ..! يللا اطلبي .. بس ياويلك ان كانت المفااجئة سخيفة !!
خلود بابتسامة ماكرة : ههههه ابشري المفااجئة حلوة مثلي .. واضمن لك انها راح تعجبك الا بتطيرك من الفرحة ..
ديما وهي تجلس على حافة السرير :واثقة يعني .. طيب قولي طلبك ؟
خلود ببطىء وتردد متصنع: احم .. شوفي .. قصدي اسمعي .. اذا شكيتي .. مجرد شك انك .. هممم .. وشلون ا قولها ؟؟ يعني .. اذا حسيتي او دريتي من الحين.. لا لا .. لو حتى خلال ثلاث سنين جاايين .. لو عرفتي انك بيوم .. ان ..
ديما بضحكة : خلود والله هبلتي فيني .. قولي جملة وحدة مفيدة لو سمحتي ..
خلود : يعني باختصار ، من الحين اقولك اذا حملتي انا اول من يعلم .. اوكيه ؟؟ اوعديني !!
خلود بعد دقيقة كاااملة من الضحك : ديما وين اختفيتي .. ؟؟ ترا ما امزح .. من جد اتكلم .. توعديني الحين ولا مارح اقولك المفاجئة .. وياويللك ان درا احد قبلي .. حتى زوجك .. فهمتي ؟؟ .........ديما وين رحتي ؟؟ يوووه لا تقولين تستحين !!!!
ديما بصوت خافت : احم .. انا معك ..
خلود : بسم الله وش صار بك .. ؟
ديما بقهر : ولا شي ..
خلود : اجل يللا اوعديني ؟؟
ديما تغيظها : تراني هونت مابي اعرف المفاجئة ..!
خلود بصدمة : متأكدة ما تبين تعرفينها ؟؟؟
ديما : ايه ما أبي ..
خلود : ما يصير .. لازم تعرفينها .. يللا ديما .. كل هاا عشان الطلب السخيف هذا .... قبل لا تقولين لاي احد ارسلي مسج وقولي انا حامل ترا مرة سهلة ..
ديما بجدية : خلووووود !
خلود : هههههه استناك .. يللا اوعديني
ديما بقهر مو طبيعي تحاول تتماسك : طيب .. اوعدك ..خلاص!!
خلود : اهاا واذا ما اوفيتي بوعدك وش بيكون عقابك ؟
ديما : بعدين فكري بالعقاب الحين قولي المفاجئة اللي عندك !!
خلود : اوكي يا حلوة اتفقنا .. المفاجئة هي ..اممم احزري ..؟
ديما بعصبية : خلوود وبعدييين ؟؟
خلود : ههههه خلااص خلااص .. يممه اول مرة اشوفك معصبة ... المفاجئة هي ..انه بعد ثلاث اسابيع تقريبا ، احتماال كبير تشوفينا عندك ..
ديما بدهشة : وشلون يعني ؟؟
خلود : يعني .. بنزورك ان شاء الله .. ابوي هالمرة بيجيبنا عشان في عنده كم شغلة بيسويها .. ووافق لنا نجي ويااه بالمرة نشوفك ، ونتمشى بالمنطقة ..
ديما : منجد ؟؟؟؟؟ فرحتيني والله ... طيب وين بتجلسون ؟؟
خلود : .. بيحجز لنا ابوي بفندق.. ويمكن امي ما تجي .. ما ادري .. للحين ما قررنا ..بس انا قلت الحق عليك قبل لا تحسين بأي شي كذا ولا كذا وتقولين لاحد قبلي .. فعجلت بالمفاجئة ..
ديما بضحكة :والله انك عجييبة .. وتسألين ليه ما تزوجتي للحين ؟؟ .....الا صحيح ... ما في احد تقدم لك من هنا ولا هناك .؟؟
خلود بحسرة : لا .. يا اختي مدري وش صاربالدنيا .. ما عاد فيها رجال ..
ديما : انتي وش مستعجلة عليه ابي اعرف .. والله العظيم اني مستغربة منك .. الله يعين اللي بياخذك ..
خلود :تراني امزح .. اووه نسيت مشكلة التصديق اللي عندك انتي .. بس والله طفشت من هالحياة ابي تغييير .. مليييت
وكملت بمزح : وبعدييين لو انتبهتي تراني قربت اوصل لسن العنوسة .. هههه تصدقين ماما تقول لي اللي بياخذك هذا اكيد امه دااعية عليه ..
ديما بضحكة : ايه معها حق .. خلود اسمعي الجوال يبي يشحن وشكله بيقفل الحين ..
خلود : يووه على حظي يعني ؟؟ طيب .. يللا حبيبتي ... و السموحة منك عارفة ازعجتك واحرجتك بس ما اقدر اخليك بحالك وانتي متزوجة قبلي .. وطبعا قلت انسب وقت الصباح ، اكيد الناس اللي عندك بشغلهم ..
ديما بضحكة : الله يعطيك العافية على اتصالك .. وسلمي على الجميع .. مع السلامة
سكرت منها واستلقت على السرير وهي تبتسم .. كل يوم تزيد تعلق فيهم اكثر .. تحس بمعرفتهم ردت جزء كبير من رووحها ...
اختفت ابتسامتها وهي تتذكر مزاح خلود اللي كان ثقيل عليها هالمرة .. انقلبت على جنبها الايمن وهي تتسائل ان كان ممكن يتحقق كلامها ولو حتى بعد فترة طوييلة .. حست بقشعريرة باردة تسري بجسمها ونزلت عليها كآآبة غريبة .. مستحيل اصلا مستحييل .. وشلون انقلب تفكيرها بيومين بهذي الطريقة ما تدري.. وشلون نست بهذي السهولة كل اللي مرت فيه قبل زواجها .. تنهدت وهي تحس بحزن عميق .. لكنه غريب .. حزن غير اللي تعودت عليه .. كأنه بعيييييد عنها لكن .. مازالت تحس فيه .. مب فاهمة نفسها ..
كل ما فكرت هالتفكير حست انها تكره فيااض كره مو طبيعي ...... كره متأصل في نفسها .. !!
لكن اذا جا وشافته وسمعت كلامه ما تدري ليه تبدأ تليين من داخلها .. تشوف فيه عكس الانسان اللي تكرهه وتشمئز منه .. تشوف فيه زوج طيب ويبي راحتها بكل موقف .. تشوف فيه انسان متعذب لانها نافرة منه وبعيدة عنه ..لدرجة انها تنسى كل شي ..
هي مو متعودة تعذب احد معها او تقسو عليه.. ولا عمرها قصدت هالشي او تعمدته .. بس هو مو أي أحد .. !!
للحين ما تعرف سبب تمسكه بها .. بس كل اللي تعرفه انها بالفترة الاخيرة بدت تتعود على وجوده .. وبدت صورة ثااانية تنطبع مكان صورته الاولى بعقلها .. ولو ظلت اوضاعهم بهذا الشكل فأكيد انها بتليين وهي تعرف نفسها ..
تساائلت كثير .. وش فيها لو لااانت وتقبلته ؟؟ لازم ترضى بقدرها .. و ربي خلقنا مفطورين على النسيان ...لازما ما تذكر نفسها كل شوي بالماضي لانها في كل مرة راح ترجع تكرهه وتنفر منه ..!
لكنها بنفس الوقت خااايفة كثيير من عواقب هالتأقلم ، وهالتغيير في مشااعرها ..
تقلبت على الجهة الثانية ، وبدت تغفو وهي مازالت غارقة بتفكيرها ..
.
.
.
.
.
.
.
طالعين من الجاامعة باتجاه السكن ، بعد يوم طويل من الدراسة والتنقل ما بين المحاضرات المتنوعة، تحمله ايمن بصعوبة مع اصاباته اللي ما التأمت ..
كانوا على وشك الوصول للسكن القريب من الجامعة ،
قبل ما يلتفت ايمن بسرعة على نواف وهو يناديه بهمس حذر : نوااااااف !!
نواف وهو يتوقف عن المشي : نعم ؟
ايمن وهو يأشر على مكان قريب : شوف هاللي واقف هنااك ..
نواف وهو يلتفت : أي واحد ؟
ايمن بنبرة خوف : اللي لابس تي شيرت اخضر ..
نواف بتساؤل : وش فيه ؟؟
ايمن بشك : هذا .. هذا واحد من اللي تهجموا علي اول امس ..
نواف يلتفت على ايمن بقوة : ايش ؟؟ انت قلت ما تذكر اشكالهم ..يمكن انك ملخبط ..
ايمن : لااا .. اكيد هو ..الحين تذكرت شكله لما شفته ..
نواف : اذا مثل ما تقول .. لازم نبلغ عنه ..
ايمن : لا لا .. ما نبي نطيح بمشاكل اكبر ..
نواف : أي مشاكل يا ابن الحلال .. بنبلغ عنهم خل ياخذون جزااهم ما شفت كيف حالتك يوم جييت ..
ايمن : نواف لا تخليني اندم اني قلت لك ..
نواف : انت من جدك ما تبي تبلغ عنه ؟؟
ايمن :وش بنقول للشرطة يعني .. وبعدين هو ما كان لحاله ، ...
نواف بانفعال : احنا نسوي اللي علينا وهم راح يتصرفون .. وماظن العلامات اللي بجسمك تعطي أي مجال للشك .. !!
ايمن : نواف ما في داعي لذا كله ... ما نبي عداوات من البداية ..
نواف يهز راسه بعدم اقتناع : والله ما ادري وشلوون تفكر ..
والتفت على ايمن اللي تجمد في مكانه ..
قال بدهشة : أيش فيك ؟
ايمن : قاعد يطالعني ..
نواف التفت على مكان اللي كان واقف ، وشافه يبتعد عن المكان ..
قال لايمن اللي واقف بعيد عنه : انتظر هنا ..
ايمن وهو يشوف نواف يبتعد عنه : وين رايح ؟؟؟
نواف : اسبقني عالشقة ..
ايمن : ايش راح تسوي ؟؟؟؟؟؟نواااااف !!
التفت حوله بحيرة مو عارف وش يسوي .. كان واضح انه نواف راح باتجاه ما اختفى ذاك الشخص ..
ردد في نفسه " الله يستر ..........!! "
رجع للشقة وهو ينتظر رجعة نواف بقلق ..
.
.
.
.
.
في الليل ، تفاجئت بفياض يقول لها انه جدد لها جواز سفرها .. وبعدين تذكرت ان جواز سفرها كان معه من بداية زواجهم ...
ما توقعت انه بيطبق الفكرة بهذي السرعة .. شكله تحمس لها كثير .. حتى انه كلم يسأل عن الحجوزات قدامها ..
جلست على الكنب تراقبه وهو يتحرك بالصالة وينتظر اجابة الموظفة عليه .. وتذكرت فجأة مكالمة خلود .. قالت بعد 3 اسابيع رح يجون ..يعني لو سافرت مارح تقدر تشوفهم ..
قالت وهي تقترب منه عشان يلاحظها : لحظة ..
التفت عليها بتساؤل ..
قالت : بعد ثلاث اسابيع بيجون اهلي يزوروني ..
كان بيرد عليها لكن صوت الموظفة وصله بنفس اللحظة .. التفت وهو يسمع جوابها عن الرحلات المتوفرة .. وحجز على طيارة مسائية بعد يومين ..
ديما وقفت بقهر وهي تسمعه يحجز..والتفتت تبي تطلع من الصالة .. لكنها رجعت لمكانها لما استوقفها ..
قال :ديما مو مشكلة يمدينا نسافر ونرجع قبل ثلاث اسابيع ..
قالت : واذا تاخرنا ؟
قال بابتسامة : تطمني اصلاا ما اقدر اغيب اكثر من اسبوعين عن الشغل ..
قالت : طيب ..مارح تقول لعايض ؟
قال : اكيد بقوله .. واكيد مارح يمانع ..
وسألها بسرعة : مين اللي بيجي ؟
قالت : بنات خالتي ..
قال بفهم : آهااا ..
رجعت تقول بتوضيح : هم .. بيمرون علينا بس ..
قال بعد لحظة : مريت الصباح الدوام واخذت اجازة .. سمعتيني يوم حجزت على بعد بكرة ..؟؟
قالت : ايه ..
قال بتوضيح : على رحلة القاهرة ..
هزت راسها بفهم ..
اقترب من مكان وقوفها : يعني ما عندك مانع ؟
قالت بارتباك وهي ترفع عينها : لا ..
نزلت راسها لما التقت بنظرته الغريبة ..
قال بهدوء : شكراً ..
رجعت ترفع عينها مستغربة ..
قال بعد وهو يتجاوز مكان وقوفها : يللا تصبحين على خير ..
التفتت وشافته يروح لغرفته .. وكملت طريقها للمطبخ وهي تناظر ساعتها ..و استغربت اكثر لما شافت الوقت بدري ..
.
.
.
.
قبل ما يستغرق بالنوم رن جواله ، فكر يطنش لكنه رفعه اخيرا بكسل وهو يرد على نايف ..
قال : هلاا
نايف : اهلا فياض ..انت بالبيت ؟
قال : ايه ..
نايف : طيب مشغول ..؟
قال : ... كنت نايم ..
نايف بحرج : ازعجتك ؟!
قال : لا ... وش فيه ؟
نايف : لو ما عندك شي انا تحت .. ابيك شوي ..
قال بعد لحظة : جايك الحين ..
قام وطلع برا الغرفة ، سمع صوت حركة ديما بالمطبخ .. لكنه لف عنه ونزل لاخوه يشوف ايش يبي منه..
.
.
.
نايف بدهشة : بتسافر على وين ؟
فياض وهو يرجع بظهره على الكنب باسترخاء : مصر ..
نايف : هو الصراحة ...انا اول مرة اشوف معاريس باديين حياتهم في البيت .. هالشي كان مقلقني بالبداية .. بس اشوا انك فكرت في التغيير ولو متاخر ..
فياض :ايه .. تغيير جو ..
نايف : واناالمسكين بظل بالبيت لحالي .. شكلي بسافر انا بعد ..
فياض وهو يناظر نايف بتردد : انته ليه ما تتزوج ؟
نايف برعب : وش ابي بالزواااج .. عافانا الله ..
فياض بدهشة : ليش يعني ؟
نايف بمزح : ياخي احد يروح للهم برجوله ؟
وكمّل:.. لاحقين عالزوااج بعدين.. شوف عايض ماشاء الله عليه توه الحين بادي يفكر بالزواج و بعد ما دخل بالثلاثين .. هذا هو اللي المفروض اسويه انا بعد .. مو مستعد اضيع شبابي من الحين...
ابتسم بسخرية من كلام ناايف وقال : أي شباب !؟
نايف بتصنع : والله ياخوفي يأثر عليك كلامي ..شووف .. انته خلك برا الداائرة .. استثنااء يعني ..
فياض بعد فترة : كلمت نوااف مرة ثانية ؟
نايف : ايه اليوم العصر ..وهو بخير ويسلم عليك
فياض : آهااا ..
نايف فجأة : صحيح .. ذكرني اكتب لك ورقة بالاماكن اللي اعرفها بالقاهرة .. في اماكن لاازم تروحها دامك بتكون هناك ..
فياض اعجبته الفكرة : ايه ابييها ....لا تنسى تكتبها ..!
نايف : ان شاء الله اعطيك اياها قبل السفر ..
فياض وهو يقوم : يللا تصبح على خير ..
نايف : وانت من اهل الخير ..
.
.
.
.
نهاية الفصل الحادي والعشرين
موعدنا بكرة بإذن الواحد الاحد
التعديل الأخير تم بواسطة العامريه ; 01-05-09 الساعة 10:41 PM
سبب آخر: تنسيق النص
|