كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل التاسع عشر
ادخلوا الشنط في سيارة الاجرة بعد ما تأكدوا من عنوان السكن اللي المفروض راح يسكنون فيه طوال مدة دراستهم..
جلس نواف بجنب السواق وأيمن صديقه جلس ورا..
أيمن ببهجة وصوت عااالي: ويلكااااااااام لاااااااااندن..
نواف التفت عليه بضحكة شاركه فيها السائق الانجليزي ..
نواف بمزح : الله يستر من هاللهجة ..
أيمن باستغراب : انته ليش كذا جدّي .. والله اللي يشوفك قبل سنة يا نوااف ما يقول انك الحين نفس الشخص اللي ميت عالدراسة ..
نواف بقهر : الناااس تتغير ايمنووووه ..!!
ايمن : حشى مو تغيّر هذا انقلاب .. !! خخخ
نواف : احمد ربك لولا هالانقلاب ما كنت الحين معك ..فلا تقعد تتحرطم عالفاضي ..
ايمن : خلااص ذليتني !!! ..
وكمل فجأة وهو يتذكر شي : تعااااال .. الحين مو لك اخ يدرس بفرنسا ؟؟
نواف : ايه .. سالم اخوي
ايمن : اهااا .. مافكرت تسافر لعنده..وتدرس هناك ؟
نوافبتهكم : هذا إن كان توه يدرس .. المفروض انه مخلص دراسته من اربع او خمسسنين ،، مدري شقاعد يسوي هناك .. الظاهر عجبته فرنسا ..
ايمن :و ما كان يجيكم ؟
نواف : لا ،،الله يهديه ، حتى عرس اخوي فياض ما حضره ..
قاطعهم الساائق وهو يسألهم بالانجليزي: انتو من وين يا شباب ؟
نواف : من السعودية ..
السائق منصدم : اووووه .. وليش جايين هنا ؟
نواف : عشان الدراسة ..
السائق يتلفت باضطراب ..
ايمن بتريقة : شكله خااف منا...وش سامع هذا ؟ يمكن يحسبنا ارهابيين !!
نواف بضحكة : يمكن .. !
والتفت على السائق بعد لحظات بجدية وهو يأكد عليه العنوان ...
.
.
.
.
.
.
.
تقلب بمكانه وكل محاولاته للنوم فشلت ..
امسك بمخدة من جنبه وحاول يسند كتفه عليها ، لكن نومة الارض اصلا كانت غير مناسبة ابداا لجرحه اللي بدأ يألمه أكثر لما حاول ينام ..
اعتدل وجلس بالنهاية وتكى بظهره على الجدار ..
واعترف لنفسه ،،
السبب الرئيسي لعدم قدرته على النوم كان استرجاااعه للحظة الحادثوتكررالمشهد في باله اكثر من مرة ، وكأن في شي معين ينااديه ويبي ينتبه له ..
تذكر لحظة ما شاف الحاوية المعدنية قدااامه ولما تأكد انه لاااااااابد وراح يصدم فيها ..
اول ما جا على باله فذيك اللحظات .. انه ميت لا محاااااااااله ..
ويتذكر زين .. انه ... دعا في ذيك اللحظة.. من كل قلبه ان الله ينجيه ...
وكانت معجزة انه قدر يتحكم بالسيارة .. و ....ينجو !!
يمكن ما هو عارف يفسر شعوره .. بس اللي متأكد منه مئة بالمئة انه خجلان ... ايه خجلان ،،
من ربه اللي اليوم سواا له شي كبير واستجاب لدعوته واستغاثته ،
بالرغم من انه ما يستحق .. ماستحق حتى نظرة منه .. فكيف بعد كل هذا ينجيه ويرحمه ؟؟
حس فجأة انه مراااقب ، وكأنه يستشعر للمرة الاولى مراقبة ربه له .. يبي يتخبااا...!! يهرب من هالمراقبة بأي شكل!!
،لكنه عاارف انه لو راح لوين ماراح .. ربه يشوفه ويقرا خفاياه...
ياااه وش قدر القذارة اللي ربك اطلع عليها فيك ؟
زفر وقام يطلع من الغرفة اللي حاصرته فيها هالافكار ..
يهرب من مواجهته لنفسه .. دوومه عند هالنقطة يخاف ويهتز .. وقف للحظات قبل ما يطلع .. والخواطر تنهاال عليه ..
لو انه ماات .....؟؟
لو ان الله ما نجاه ، وأخذه في ذيك اللحظة ؟؟
وش كان بيصير .... ؟؟؟
رفع راسه لاعلى وهو يشكر الله بصدق انه ما اخذه بهالحادث ...!!
.
.
.
.
.
.
.
.
تقلبت هي الثانية على سريرها بمحااولة مستميتة لاستجلاب النوم ..
تسكر عيونها دقائق وترجع تفتحها بملل ..وبلا جدوى!
رن جوالها برقم غريب ... رفعتهوترددت في البداية ترد او لا ...
لكنها بالاخير ردت مع الحاح المتصل ..!!
بحذر : آلو ؟
الصوت باندفاع : هلاااااااااااااااوالله وغلااااا بالعروووس
ديما بعدت التليفون شوي وهي تحاول تستوعب صوت هالمتصلة اللي خرق طبلة اذنها ..
قالت بنفس الحذر : السلام عليكم ..؟
المتصلة بلهجة مرحة : وعليكم السلاااااااام ورحمة الله وبركاته ....كيفك يا قمر والله مشتااقة لك مووووووت ..!!
قالت بحرج : اسفة بس .. مين انتي ؟
المتصلة بصدمة : واااه!!!! نسيتيني يااابنت ؟؟ افااااااا ما هقيتها منك والله .. !!!
وكملت : ما غير العرس مااسح لك ذاكرتك .. !!
ابتسمت ديما ببهجة وهي شاكة بهوية المتصلة ..
ديما : احم .. انتي .....
قاطعتها بصراخ : انا خلودوووه يالخبلة وشلون ما عرفتيني!!!
ديما بفرحة : خلوووووود .. !!؟ والله والله اسفة .. هههههه انا كنت شااكة بس مو متأكدة ..!!
خلود بزعل : لا خلااص ..بعد فوات الفوت ما ينفعك الصوت .. خلاااص زعلت ..انا زعلت !!
ديمابتصديق: آآآسفة والله..حقك علي .. انا مو متعودة اكلم بالجوال ومحد يتصلفيني الا نادرا.. اعذريني عشان كذا ما عرفتك ..اااسفة ..
خلود بضحكة : امزح معك !!!!! ياويلي.... بسرعة تصدقين انتي ...!! فيه احد يزعل منك يا عسل ؟؟
وكمّلت بمزح : هههههههه على طاري التصديييق السريع .. لسا محتفظة بفستانك لي ؟؟
ديما بضحكة : ههههه ايه موجود اطمني ..ليه ؟ لايكون ناوية تعرسين قريب ؟؟
خلود : ان قلتي لي راايك بالزواج بعد التجربة ...قلت لك ..
ديما بمزح : و ايش لك برأيي ؟؟
خلود بخبث : يقولون اسأل مجرب ولا تسأل خبير..
ديما تصرّفها: وليه ...انخطبتي خلود ؟
خلودبأسى مصطنع : لاااء .. تخيلي .. اخر مرة جاني مدرس رياضيات .. وانا من اولما سمعت ان القصة فيها رياضيات على طوووووول اعلنت رفضي ... مادخلنيللادبي غيرها ويبوني ارتبط بواحد يذكرني فيها ليل نهاار .. خخخ .... والمرة اللي قبلها جاني مهندس معماري .. ماقول غير واحسرتاه على حظي النحسوشبابي الضاايع .. شكلي برسى على عاانس !
ديما الي تضحك من قلب : هههههه نسيت اسألك عن حصة ومناير وخالاتي وشلونهم كلهم ؟؟ والله مررة مشتاقة لكم .. احد عندك اسلم عليه ؟
خلود بتحذير :لا.. محد منهم يدري اني قاعدة اكلمك .. لا تفضحيني بعدين ان كلموك .. هاه؟؟
ديما : ليه ؟
خلود : والله اني من يوم ما عرستي وانا وحصة نزن فوق راس مامي تعطينا رقمكلكنها رااافضة .. وبااءت محاولاتنا كلها بالفشل .. الا اليوم سرقت الرقممن جوالها .. خخخ
ديما : ههههه و ليه رافضة ؟؟
خلود وهي تقلد صوت أمها : مااافيه ..عارفتكم مخابيل بتكلموها من اول يوم وتفضحونا عند الرجّال ......
كانت مندمجة مع سوالف خلود وتضحك من قلب ، اليوم بالذات هي مروقة وحااسة براحة عميقة وهدووء كبير في قلبها ..
حست ببهجة كبيرة وهي تكلم خلوود وتستشعر اهتمام اهلها فيها ، ما حست بنفسهالمشاعر المرة اللي فاتت ، يمكن لأنها كانت بقمة التعاسة هذيك الايام...
فجأة وقفت خلود عن الحكي ، وديما استغربت ، لكنها ضحكت فجأة وهي تسمع صوت خالتها عزيزة : انتي يالمرجوجة مين تكلمين بنص الليل ؟؟؟؟؟
خلود تلعثمت : اكلم .. اكلم صديقتي ... !!
عزيزة : جيبي .. جيبي هالتليفون لا بارك الله فيها من صديقة ..
خلود ومالحقت تبعد الجوال عن متناول أمها : يمه ..شبتسوين ؟؟
عزيزة بعصبية وهي تنتزع التليفون من يد بنتها : انا بتصرف معك انتي وياها ..
ديما اللي قاعدة تسمعهم وتضحك ،
قالت لها عزيزة : انتي يابنتي مو عيب عليكم اللي تسوونه .. لا حشيمةللوقت ولا للنياام .. ما يصير يا بنتي ..سكري الحين وكلميها الصباح !
ديما بضحكة : خالتي ... انا ديما ..
عزيزة بصدمة : ديماااا !!!! ......يا بعد كبدي والله .. اهلين يالغالية وش اخبارك ؟
ديما ببهجة : بخير يا خالتي الله يسلمك ..مشتاقة لكم
عزيزة وهي تخز بنتها بنظراتها : استني ديمااا
والتفتعلى خلود وهي تكفخها بالكتاب اللي كان جنبها :سويتيها واخذتي الرقم ؟؟؟ومتصلة بالبنت في نص الليل .. والله هذا اللي كنت خايفة منه وماكنتباعطيك الرقم عشانه ..
خلود تبتسم بخبث وتحدي لامها ..
عزيزة ترجع تكلم ديما : ماعليه يا ديما ، هالبنات اذوني والله بخبالهم .. لو عندهم بس ربع العقل اللي عندك كنت بارضى ..
ديما بخجل : عادي خالتي انا اصلا فاضية وما كنت نايمة ..
عزيزة : حتى ولو وش بيقول عنا زوجك ..
ديما : اصلا هو مب موجود ..
عزيزة : ايه ربي ستر هالمرة .. مرة ثانية لا تردين عليها ان اتصلت ..
خلود باحتجاج : يممممممه .. ما صارت !!
عزيزة : اسكتي انتي ولااا كلمة .. يللا ديما الصباح يصير خير خليهم نكلمك على رااااحتنا ..
ديما : ان شااء الله خالتي..
خلود : لا لا تسكريييين ماماااا......
عزيزة : الله يحفظك يا بنتي مع السلامة ..
سكرت ديما ن خالتها وهي تضحك على خلود ..
يااااااه كيف اليوم غير عن امس .. لو احد قالها بالامس ان حالها اليوم راح يتغير كذا كان مستحيييل تصدقه ..
.
.
.
.
متسندعلى الجدار الملاصق للغرفة وهو يسمع رنين ضحكاتها العذبة .. صحيح لحظااتبسيطة اللي قدر يشوفها فيها على طبيعتها ، لكن كلها تزيده أمل انها بيوممن الايام راح تصير كذامعه .. فمتى ؟؟!!
اقترب من الغرفة وطل بهدوء عليها ..
شافها ماسكة جوالها وهي شاردة وتبتسم واضاءة الاباجورة الصغيرة هي الوحيدة اللي مفتوحة ..
ماانتبهت لدخوله وكانت متمددة على السرير ومستندة على ظهره ، لبسها كالعادةقميص واسع ساتر ،و شعرها مفتوح وملتف حولين وجهها بعشوائية .. انسدحت علىالمخدات وهي تبعد الغطا من عليها .. وانصدمت بفياض اللي واقف يراقبها ..
اعتدلت بسرعة ومسكت اللحاف لاشعوريابتوتر ..
قال بسرعة : ازعجتك ؟
هزت راسها بلا : لا !
سألها بهدوء : أدخل ؟
هزت راسها بلا معنى .. وشافته مازال واقف ينتظر ردها ...
معقولة قاعد يستنا الاذن منها ؟
قالت : ايه !
دخل للغرفة واقترب ببطىء من السرير وهو يقول بتلقائية :ما قدرت انام ... كتفي آلمني من الارض ..
اعتدلت اكثر وتربعت على طرف السرير وهي تشوفه يقترب ويطالعها بحرية ..
ناظرت بمكان الجرحوشافت اثر احمر خفيف مطبوع على التيشيرت الابيض ..
قالت بسرعة : فيه دم ..
رفع كم التيشيرت وتوه ينتبه .. شكله من الضغط عليه تأثر ..
سألها : ليه ما نمتي للحين ؟
قالت بعد تردد : ماجاني نوم ..
قال وهو يوقف عند السرير : أجلس؟
ارتبكت واتجهت انظارها لبعيد ..
ايش فيه قاعد يستأذن بكل خطوة ..؟؟
جلس وهو يراقب صمتها .. وتوترها ..
قال : حتى انا ما جاني نوم ..
رجعت تطالع فيه وهو معطيها ظهره وجالس على طرف السرير .. حست برغبة انهاتقوم وتترك له الغرفة ولو لهذي الليلة عشان جرحه .. لكنها طبعا تفتقدالجرأة !!
قال بهدوء : تدرين ...؟ اليوم كنت راح اموت !
ارتجفت ..! تكره طااري الموت والحوادث ..
من يوم وفاة امها وابوها وهي متعقدة من ذكرهم ...
ويمكن هذا كان سبب رئيسي لخوفها لما سمعت انه صار معه حادث ..
سألها وهو يلف على جنب ويناظرها : خفتي يوم سمعتي عن الحادث ..؟؟
سؤاله توافق كثير مع افكارها ، وخرج جوابها بصدق : ايه ..
: ليه خفتي..و كنتي تبكين... ؟
تفاجأت .. ما تدظري كيف عرف انها صااحت ..
قالت : لا.. بس تذكرت .. حادث ا...
ما كملت ،
كانت مروقة قبل شوي وما في شي معكر مزاجها ،
عارفة انها لو تكلمت راح ترجع لها حالة الاكتئاب المستعصية مرة ثانية ..
قال بشك : تذكرتي حادث امك وابوك ؟
تنهدت وقالت: أيــه
كمل التفافته وهو يقول : تقدرين .. تحكين لي عنهم .. ؟؟
رفعت راسه والتقت عيونها بنظراته الهادئة ..
اشاحت بوجهها بألم .. ماتدري ليش جاي يكلمها بهالوقت ؟... والله كانت مبسوطة !!!
قال وهو خايف يضغط عليها : لو ما تبين .. عادي !
قالت بحيرة : ايش اقول ؟
قال بابتسامة: أي شي !
استجمعت شجاعتها .. وهي تحاول تتخيله شخص ثاني .. عشان تعرف تتكلم ..
قالت :هم ... كانوا .. يحبوني ...
سكتت باحراج .. وهي تحس انه كلامها غبي .. اكيد يحبونها ما قالت شي جديد .. ؟؟؟
لاحظ ارتباكها ، وانتظرها تتكلم
قالت تصحح : اقصد .. يعني .. كانوا طيبين ..
تكى عل السرير وهو يراقبها بتأمل .. أي كلام تقوله حلو ..ويعجبه حتى لو ماركز فيه ..
زفرت بضيق من لخبطتها ، وغمضت لثواني وهي تتخيله مو موجود ..حاولت تسترجع وجه امها وابوها بتركيز ، وبان الحزن على ملامحها ..
قالت بالنهاية وهي عاجزة تقول شي ثاني : الله يرحمهم !
دقيقةوتبدد حزنها .. وحست بالسكون العجيب اللي يلفهم ، التفتت وشافته يطالعهابنظرة تأمل .. قامت بتوتر من على السرير وهي تقول : بروح ..انام بالغرفةالثانية
استوقفها بحيرة : ليه ؟؟ انا اللي بنام هناك ..
قالت بتردد : عشان .. الجرح ..؟
قام من مكانه واقترب من الباب من مكان وقوفها
وامسك معصمها برفق : .. لاتروحين مكان ..
كانت بتبعد يده لكن التفافها حول يدها بلطف منعها ..
قالت وضميرها يأنبها : عادي !!
قال وهو يمسح على ظهر كفها بسرعة : لا مو عادي ..! يللا تصبحين على خير ..
خرج وترك لها الغرفة .. حست فجأة بانقباض غريب ...
رجعت للسرير وتحسست المكان اللي كان جالس فيه ..وهي تسأل نفسها بحيرة.. ليه بدت تعتاد على وجوده وتألفه ؟
هي بصرااحة ملت من حياتها والوحدة اللي عايشتها .. انسان يعاملها بطيبة وبلطف وواعدها ومعتذر لها .. ليش تكرهه وتبعد عنه ؟؟
وهو مو أي انسان ..
هو زوجها .. وبكل معنى الكلمة ...
.
.
.
.
.
.
عارفة قصير وما فيه احداث تقريبا
لكن له تكملة بإذن الله بالاضافة للفصل العشريــن
أشوفكم على خير
ومازالت لي عودة للرد على ردودكم
|