كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الثامن عشر
.
.
(1)
أنا عِشتُ أشعُرُ ..
بالضَّياعْ
وأُحسُّ أنِّي دائمًا
أحتاجُ في هذا الزمانِ لِضمَّةٍ
مِن أيِّ صّدرٍ أو ذِراعْ
وأُحِسُّ أنِّي قد أتيتُ إلى الحياةِ
لِكي أذوقَ مَرارةً مِن غيرِ داعْ
وأُحسُّ أنِّي ضائعٌ حتى النُّخاعْ
وأُحسُّ أنَّ نِهايتي
ليلٌ رَهيبٌ فيهِ يَنطَفئُ الشعاعْ
وأُحِسُّ أنَّ سَفينَتي مَثقوبةٌ
وبأنَّ ريحًا سوفَ تَقتلِعُ الشراعْ
(2)
لا تَنظُري لي حَسرةً
ما عادَ عِندي ما يُقالْ
جُرحي أنا طولَ المُحيطِ وعَرضَهُ
والعُمقُ في بُعدِ المُحالْ
إيَّاكِ أنْ تتخيَّلي ..
رَدْمَ المُحيطِ
بِمِلءِ أعيُنِنِا أسىً
أو مِلءِ كَفَّينا رِمالْ
(3)
مُدِّي يَديكِ بِداخِلي
وتَحسَّسي قلبي
لَعلِّي أطمَئنْ
ليسَ الضَّياعُ حبيبتي
طِفلاً تَشَرَّدَ في طُفولَتِهِ
ولا زَمنًا يَضِنْ
إنَّ الضَّياعَ حبيبَتي
قلبٌ يَذوبُ مِنَ الحنينْ
مِن أجلِ قلبٍ لا يَحِنْ
.
/
.
\
.
/
.
\
انتفض فجأة على نغمة الجوال اللي تردد صداها
بالغرفة الواسعة ، رفع الجوال لأذنه بآلية وعيونه
على ساعته
: نعم ؟
وصله صوت نايف المنزعج : وينك ياخي الساعة صارت ثلااااث !!
قال باستفسار : ايش فيه ؟؟
نايف بهدوء يائس : نسيت موعد طيارة نواف !!!؟؟
رفع حواجبه بدهشة ..وصدمة : الحيــن ؟؟
نايف : مو قلت لك امس ؟
فياض ينفض راسه بضيق : وينكم فيه الحين ؟
نايف : بنطلع عالمطار وانت الحقنا ..
وكمّل بعد لحظة برجاء : هذا أخوك يا فياض .. حتى لو ما كنت مهتم .. اليوم بس اظهر شوية اهتمام لو سمحت !!
فياض بهدوء : مين قال انا مو مهتم ..؟
نايف بتهكم : واضح !
فياض يزفر بضيق : الساعة كم طيارته ؟
نايف : اربعة ونص .. لازم تجي .. !!!
فياض وهو يوقف ويمشي لعند سيارته : خلاص روحوا وانا بلحقكم ..
نايف : ان شاء الله ..
ادخل الجوال بجيبه وبيده الثانية فتح سيارته ..
فجأة تسند على الباب ، داهمته دوخة قوية لأول مرة
مسك راسه يضغط عليها .. صداااع عنيييف اثقل راسه ،
جلس وحط شنطة اللابتوب بالمقعد بجنبه وظل
مركز انظاره عليها يقاوم رغبته المجنونة انه
يفتحها وياخذ منها الحبوب .. حبة وحدة بس ،
وبيرتاااح من كل هذا ... الصداع .. والدوخة ..
وحتى الافكار المتعبة واللي ما نام من امس بسببها !!!
واحتار .. من الدافع القوي والمجهول اللي خلاه
للحين يتجاهل الحبوب .. ويقرر انه يحاول يتركها من هذي اللحظة !!
حاول يركز على الطريق قدامه وهو يرجع يخرج
جواله .. يدور على رقم نواف .. يأكد عليه انه جاي
يعرف انه قصر كثييير بحقه .. وانه نايف معه كل
الحق في عتابه! واقل شي يسوييه انه يودعه يوم سفره ..بصدق..!
وبدلاً من انه يبحث عن رقم نواف .. جلس يدور
بالارقام بدون تركيز .. فجأة وقف عند رقم ديما .. وضغط بدون احساس عليه ..
كان بيضغط زر الغاء الاتصال بسرعة يتدارك خطأه .. لكن .. ما قدر ..
وكأنه لو ألغاه بيلغي ديما من حياته ..
واستشعر صعوبة كلامها امس ... مستحيييل ينفذ اللي قاله .. مستحيل يستغني عنها ..
وشلون عرض عليها هالعرض الغبي ... ؟؟
رفع الجوال بسرعة لأذنه ،،ولآخر رنة ماردت ..
.. ترك الجوال من يده وهو يرجع يناظر الطريق قدامه ،لكن اللي شافه قدامه ..
خلاه يشهق فجأة بصووت عالي وهو يلف المقود بكل ما اوتي من قووة !!
.
.
.
.
.
.
ارتجفت يدها وهي ماسكة الجوال ،
وعيونها متعلقة بالرقم اللي على شاشته .. ليه داق عليها ؟
انتظرت لدقائق بدون احساس يمكن يرجع يتصل
.. لكن الدقائق مرت وما دق ..
سحبت نفس عميق وتركت الجوال من يدها ..
وش لازم تسوي ؟ تتصل عليه مثلاً ؟؟
يمكن يبيها هي اللي ترجع تتصل ؟ او يمكن ..... زفرت وهي تلف وتطلع من الغرفة وكأنها بتغييرها لمكانها راح تغير افكارها ..
ليه حاسة بقلبها ينغزها من امس .. المفروض ترتاح .. ويرتاح قلبها .. اخيراً بتفتك منه ..
اخيراً لقت فرصة ترجع فيها لحياتها الطبيعية ..
اخيرا لاح لها أمل !!!
ليه الضيقة اجل ؟؟
يمكن عشان بتصير مطلقة ...وهي بمثل هذا العمر ؟
يمكن عشان راح ترجع تثقل على اخوها ؟؟ اسباب كلها كانت غير منطقية وما تدخل عقلها ..
لكن ان ما كانت هي السبب .. فليش الضيق اللي تحس به ؟؟
ولا شعوريا ً .. كانت واقفة من جديد داخل الغرفة وقدام الجوال ..
ما انتبهت في وسط صراعها انها رجعت لنفس المكان اللي كانت فيه قبل دقائق ..
رفعت الجوال بحيره ..اتصلت وحطت الجوال على اذنها وهي شبه سامعة للرنين السريع اللي تناغم مع توترها ..
طوّل كثييير ، وما رد .. كانت على وشك تقفل وتتراجع ،
لكن بآخر لحظة ، سمعت صوت من الطرف الثاني ..
: آلووو .. من معي ؟؟
صوت خشن مهتز ، غير عن صوته اللي تعرفه ..
قالت بسرعة بارتباك : أنا ... ا..كنت ..
قاطعها الصوت : اختي أنا مو صاحب التليفون .. أنا بس رديت عشان ابلغكم ان صاحبه مسوي حادث .. على طريق الـ ....
قشعريرة باردة سرت على طول ظهرها ..
حادث .. ؟؟ حاااادث ؟؟؟
فتحت عيونها بصدمة .. وما سمعت باقي الكلام ..
الصوت : آلوو .. أختي .. أختي ... لحظة ..لازم تعرفين ان صاحب السيـ ...
حطت الجوال من يدها ببطىء بدون حتى ما
تسكرالمكالمة .. وقفت لثواني تحت وقع الصدمة تستجمع شتاات انفاسها ..
والتفتت ناحية التليفون فجأة وهي تنتبه للغباء اللي هي فيه .. دقت على اخوها بسرعة ..
عايض بعد فترة : آلووو .. اهلييين ديوووم..
ديما بخوف : عايض .. فيــ .. فياض مسوي حادث !
عايض بصدمة : ايش ؟؟ !
قالت بتوتر : ما ادري .. ما ادري .. توني دقيت
عليه وفي واحد غريب رد علي وقال لي ..
عايض بقلق : طيب .. انتي اهدي وانا بشوف وبطمنك .. خلك جنب التليفون !
هزت راسها تلقائيا وهي تقول : حاضر
سكرت وحطت الجوال من يدها.. ما تدري ليه فجأة استرجعت كل كلمة قالها امس ..
جلست وهي مازالت تحت تأثير الصدمة ..
كان يعتذر منها بإلحاح .. وبندم وااضح .. يمكن ..يمكن كان حاس بيصير به شي ؟؟؟
وهي ما ريحته ، بالعكس اشترطت وصعبت الامور عليه !! يعني لو ماات الحين ....... مااااات ؟؟
.. بالرغم من كل شي ما تتمنى موته .. لاااا .. يارب ما يموت !!!!
حست بشي دافي على خدها ، تحسست دموعها بسرعة وكأنها للتو تكتشف انها تبكي .. ما تدري هو خوف ولا صدمة ولا انفعال تابع للأمس ..
شعورها الوحيد بهاللحظة كان الندم .. ليه ما سامحته بسهولة وريحته؟؟
ما تعودت تصير قاسية مهما كان ...و مو هذا طبعها؟؟
تنهدت وهي تردد بسرها ... قدر الله و ما شاء فعل .. ان شاء الله ما بيموت ..ان شاء الله!!
غرقت بأفكارها وما تحركت من مكانها الا لما سمعت صوت قريب فجأة ،
استغرقها دقيقة كاملة حتى تستوعب انه صادر من داخل الجناح ..
قامت بخطوات مذعورة ،، وطلعت للصالة بتردد وهي تخمن ...............
شهقت بصدمة وهي تشوفه واقف قدامها ..
كلمة واحدة ترددت داخلها بدهشة ..
كيــــــــــــــــــــف ؟؟!!!
.. رفعت عيونها له بعدم تصديق ...
كيف مستوي معه حااادث ..وهو هنا ؟؟؟؟
واقف قدامها بشحمه ولحمه !!
.
.
.
.
.
سكر باب الجناح ودخل ،
رمى شنطته على الكنب ووقف يراقب ديما اللي اقتحمت الصالة بخطوات سريعة ..
لحظات صامتة مرت وهي تناظر فيه بنفس الصدمة ..
استغرب من وقوفها بهالشكل ..
قال وهو يرمي نفسه على الكنب بتعب :..كيفك ؟
تقدمت لخطوات بتردد وهي تحاول تستجمع قواها وتنطق ..
ومع اقترابها قدر يلمح دموعها ، اوووف ما هو ناقص زيادة ..
هو لحاله تعبان ومخه متخربط ، وقلبه ملياان أسى !
قالت وهي تأشر على كتفه : .... دم ؟؟
ناظر بكتفه وهو للتو يستشعر الالم اللي انتشر على طوله ،
وكأنه كان حاس فيه بس مو عارف وين مكانه ؟
قال : آه .. هذا من الـ ...
قاطعته بدون ما تنتبه : انته سويت حادث ؟؟
زم شفايفه بضيق وهو يقول : كيف عرفتي ؟
قالت بتوتر : اتصلت ،، على جوالك ...
التفت بصدمة على شنطته ، ودخل يده بجيبه يدور الجوال..
قال بخيبة امل : اوووه وينه !!
قالت وهي تشوفه يدوّره : في واحد رد علي ..
وقال لي انك مسوي حادث !!!
ارخى جسمه على الكنب ويده مازال قابضها على كتفه بقوة ..
كانت واضحة عليه معالم الارهاق والتعب .. وشكله وكأنه خارج من معركة دامية خصوصا مع الجرح اللي لطخ ثوبه ..
وقفت محتارة ،، وعلى وجهها واضح التأثر ... صحيح كانت صدمة لها انها تشوفه راجع بهالوقت!!
وتسائلت للمرة الالف ،، كيف صار الحادث ؟؟ وشلون نجا منه ؟؟ وكيف وصل بهالسرعة للبيت ؟؟ وليه راجع الحين ؟؟؟
ظلت بمكانها وكلها حيرة ، ناظرت كتفه اللي غرقان دم ..
مو كأنه المفروض تسوي شي بهالخصوص او تساعده؟؟
بس ما تقدر .. وشلون بيفسرها ؟؟؟
لامت نفسها بشدة .. الرجال قاعد ينزف وانتي ماهامك الا نفسك ..
وبسرعة مر على ذهنها يوم ما انجرحت وكيف عالج جرحها بكل مهارة و....طيبة !
راحت للغرفة وطلعت من اغراضها منشفة بيضا صغيرة ،
وراحت تاخذ صحن عميق من المطبخ وحطت بداخله المنشفة وهي تصب من فوقها الماي ..
ترددت كثير قبل ما تخرج عنده..
لكن بالاخير اقنعت نفسها بأنه هذا اللي لازم تسويه..وهذا واجبها كإنسانة اولا واخيرا!
.
.
.
.
.
.
غمض عيونه بتعب منعه حتى من انه يقوم ويهتم بجرحه ..
سمع صوت خفيف من جنبه ، فتح عيونه وناظر الصينية اللي حطتها ديما قدامه ..
رفع راسه بدهشة يناظر ديما اللي وقفت بارتباك...
سألها بلا معنى : ايش هذا ؟؟
توترت ، ولفت لجهة المطبخ وهي تقول : هذا .. هذا عشان الجرح ..!
لفت نص التفاتة تشوف انفعالاته تجاه اللي سوته ، وشافته يبتسم ..
ابتسامة قطعها تألمه الواضح .. توترت اكثر ووقفت بمكانها تطالع بملامحه المتألمة وهي حاسة انها هي المصابة مو هو ..
شوفة الدم والجروح دايما توجعها من وهي صغيرة ..
قال وهو يراقب توترها : ليش واقفة ؟
قالت تتهرب : بجيب .. بجيب اكل ...
قال بابتسامة واسعة : لا تجيبين شي ، تعالي ساعديني ..
رجعت بخطوات بطيئة وهي تسمعه يقول بهدوء: في مطهر بالدولاب ، ثاني رف على اليمين .. هاتيه لو سمحتي ..
راحت للغرفة بسرعة وجابت المطهر ،
اول ما دخلت الصالة وقفت شوي مصدومة وهي تشوفه ينزع قميصه المتلطخ بالدم ويرميه بعيد .. بلعت ريقها بتوتر وتقدمت وهي متحاشية تناظر أي شي ثاني غير الارض ..
حطت المطهر قدامه وتراجعت ..
سمعته يزفر وهو يقول : ألاقي عندك بندول ؟
قالت : ما عندي !
كمل تنظيف الجرح ..و ظلت منزلة راسها
ما تدري ايش ممكن تسوي له بعد ؟؟
تمنت بلحظة يقول لها تفاصيل كل اللي صار معه
.. لكنها عارفة ان هالشي مستحيييل !!!!!
تذكرت فجأة عايض اخوها .. اكيد توهق والحين يدور فياض ويحاول يتصل فيه ...
قامت بسرعة للغرفة تجيب جوالها عشان تطمن اخوها ،،
وفياض يراقبها براحة وبهجة ما اكتملت بسبب الألم ..!
.
.
.
.
.
.
مغمض عيونه بقهر ماله حدود ..
قاطع افكاره صوت شخص تكلم بالانجليزية .. وصله من فووقه بالظبط ..
فتح عيونه ببطىء وهو يناظر المضيف اللي يبتسم برسمية وهو يسأله إن كان يبي أي خدمة ...
شكره بودّ ورجع يناظر بالشباك اللي بجنبه ،
يتأمل معالم وطنه الحبيييب وهي كلمالها تصغر اكثر واكثر والطيارة ترتفع لاعلى !!
مقهووور من فياض ..
كان منتظر حضوره طوال الساعة ونص اللي سبقت موعد الطيارة،
على امل كبيير انه يجي ويودعه ويوصيه مثل نايف ...
لكنه خيب أمله بجدااارة !!!!
فجأة ، حس إنه وحيد .. أو اكتشف هذا الشيء !! ...
معقولة ما في بهالدنيا انسان يهتم فيه غير ناييف.. نايف وبس ؟؟
وفياض ما هو اخوووه ؟؟
..ابدا ما راح يتغير !!!
.
,
التفت على صديقه أيمن اللي راح يشاركه نفس الحلم ونفس الطموح ..
عالاقل في احد معه من نفس وطنه ..
يعني بالاخير مارح يكون وحيد بالمعنى الكامل للوحدة ...
تنهد.....وبمحاولة ،، قدر يسترجع همته وعزيمته اللي ضعفت من تجاهل أخوه له ... !
.
.
.
.
.
بعد ما قالت له ديما ان فياض رجع وانه بخير .. هدى باله اخيرا ، وطلب منها يكلمه عشان يفهم منه السالفة كلها .. واللي فهمه ان الحادث اللي صار ماكان بسيط .. الظاهر انه دعم بحاوية او شي صلب ..ما يعرف وش هو بالظبط.. لكنه نجا منه والحمد لله ...
رجع يطالع بالجهاز اللي قدامه ويكمل شغله بعد ما اطمن تماما على فياض وعلى اخته ..
.
.
.
.
.
رجعت بخطوات مترددة للصالة ،
رفعت حواجبها بحيرة وهي تشوفه يمسك راسه ويتألم بقوة ..
تسااائلت .. يمكن الحادث اثر براسه ؟؟
يمكن فيه شي قوي صابه؟؟
تقدمت شوي وهي تحاول تقوى نفسها ..
يمكن يحتاج شي ثاني منها .. او يمكن تقدر تساعده ..
...!!
.
.
.. طالع بديما اللي اقتربت بعيونه المحمرة بشكل مخيف ووجهه الشااحب المصفرّ ..
وما قدر يتحمل .. !!!الالم فظيع .. وصل لدرجة لا تحتمل !!
مد يده للشنطة بجنبه
وقال لديما عشان يصرفها : ممكن تجيبين لي ماي ؟
راحت للمطبخ بسرعة وبدون تردد ، صبت الماي وجابته له ..
بلع الحبة وهو يغمض عيونه يبي يستشعر مفعولها بأسرع وقت !
اما ديما ظلت واقفة مكانها تناظره بتأثر وماهي عارفة ايش ممكن تسوي ..
يمكن لازم يروح المستشفى ..
خرجت افكارها على شكل اقتراح متردد : ليــش .. ما تروح للمستشفى ؟
رفع راسه وكأنه ما توقع سؤالها : أيـش ؟
التفتت يمين ويسار بارتباك.. لازم تجاوبه؟؟!
قالت : يمكن .. يمكن تأثرت من الحادث !
ابتسم برغم آلامه ..اعجبه هذا الاهتمام منها .. حتى لو كانت شفقة .. أو اهتمام عفوي ..
قال : لا ما يحتاج مستشفى ..
السبب الرئيسي لرجوعه بهذي السرعة هو هروبه من التحقيق .. والمستشفى ..
هناك كان ممكن بكل سهولة يكتشفون موضوع الحبوب ..
لاحق على السيارة بعدين ....اكيد الشرطة مارح يتركونه
راح يوصلون له بس اهم شي لما يجون يكون رجع لحالته الطبيعية !!!
ناظر بديما اللي جلست على طرف المقعد البعيد ولاحظ هزة رجلها المتوترة ..
ولدهشته .. كان ناسي كل شي صار بالامس .. رجع فجأة يتذكر كل شي ...
ناظرها بضيق وهو يقول : انتي ...مازلتي عند كلامك ؟
رفعت راسها بدهشة ، ما توقعت انه يقصد كلام امس وهو بحالته هذي ..اصلا هي الثانية نست وما جا على بالها ..
قالت باستفسار : أي كلام ؟
قال بهدوء : شرطك اللي اشترطتيه !!
سكتت ونزلت عيونها ..
قام من مكانه بهدوء بعد ما هدأ الألم شوي ..وجلس على المقعد القريب منها ..
حست به وهو يتحرك بس في شعور منعها انها ترفع عيونها من مكانها وتشوف وين راح ..
كانت راح تسكت بدون ما تجاوبه .. لكن .. لحظة ..
هذي فرصتها تعوض عن خطأها اللي اعترفت به لنفسها من ساعة......
سحبت نفس عميق وكأنها تستجلب القوة تتكلم ..
قالت : أنا .....
سكتت شوي تفكر بأفضل صياغة لكلامها ..
سألها بهدوء : انتي ايش ؟
ارتبكت لما حست بصوته قريب منها ..
قالت : أنا... مسامحتك ..
قال بتهكم : ايه .. اذا طلقتك .. صح ؟
قالت بارتباك :.. ما كان .. ما كان قصدي كذا...
سألها بوضوح : ايش كان قصدك يا ديما ...؟
وكمّل برجاء :ممكن تريحيني !!!
حركت عيونها باضطراب وهي متوهقة .. لازم تشرح له ؟!!
تأثرت وهو يقول .. ريحيني ....
هو اصلا حالته حاالة وشكله ميت تعب ..
قالت بصوت خاافت: ما كان قصدي ....اشترط عليك ..يعني ..امم
قال يحثها : ايش كان قصدك؟
قالت بعد صرااع مع نفسها : سامحتك وخلاص ... وبس ..
ابتسم برااحة .. حس باللي تبي تقوله ..
يعني تنازلت عن شرطها ..؟!!!
قال بعد فترة من الصمت : شكراً .... فعلاً ريحتيني..
وكمل بصدق وبنبرة عالية : لأني مو ناوي اطلقك !
تلعثمت وهي ترفع عيونها بتوتر
وسكتت لما اصطدمت عينها بعينه .. ابعدت انظارها بسرعة ، وجات بتقوم ..
قاطعها : لا تهربي !!
قالت بسرعة : ما أهرب ...
قال بابتسامة: أجل ؟؟
سكتت وهي واقفة بمكانها ..
تأملها لحظات .. وهو متأكد انها متوترة من قمة راسها لاطراف رجولها ، واضح من حركتها المضطربة..
قال : اجلسي ..
سحبت نفس عميق .. وهي تجلس بنفس مكانها اللي كانت جالسة فيه ..
قال بعد لحظة بصدق : انا جوعان ..
قالت بتردد : ا..اجيب لك أكل ؟
ابتسم .. بالرغم من كرهها له .. الا انها تبي تساعده بأي طريقة ..
طيبة .. حنوونة ..وآسـرة.. متى بيشوف هذا كله وهي على طبيعتها .... ؟؟
وهي ماخذة راحتها ومتقبلته ؟؟
تمنى ترفع عيونها ولا عاد تنزلها..
ما ترفعها الا لثواني معدودة وترجع تنزلها او تشتت انظارها حواليها.. !!
قاطعهم صوت دقات على باب الجناح ..
قام يفتح الباب ، وديما دخلت للمطبخ بسرعة عشان ما تبان للطارق..
فتح فياض الباب وتفاجأ بنايف اللي اول ما شافه
قال بكل ما للعصبية من معنى : فيااض بتجلطني والله !!!!! الحمد لله اني لقيتك ...
فياض وهو يسحب اخوه لناحية الدرج بعد ما سكر باب الجناح ..
قال : .. والله ما قدرت اجي المطار !!!
نايف وهو ينتبه على فياض اللي كان واقف بدون قميص او بلوزة .. وانتبه للجرح اللي بكتفه...
قال : ليه ما اتصلت علي لما صار معك الحادث ؟؟
فياض تفاجأ ..اخوه درى عن الحادث ، وهو اللي ظن انه بيعاتبه عشان نواف ..
قال : جوالي بالسيارة ..نسيته
نايف : اتصلوا علي المرور .. لازم تروح لهم وتكتب تقرير عن الحادث
وتستلم سيارتك اللي حاجزينها.. نفسي افهم
كيف تركت سيارتك و الدنيا مقلوبة وجيت هنا ...!!!
فياض : .. المهم انا الحين بمشكلة يعني ؟؟
نايف : لا لا .. ماظن دام ما في اضراربالحاددث..
يمكن يطلبون غرامة .. ما ادري بس اكيد ناويين يلعوزونك بالاسئلة !!
فياض بضيق: اووف ماني برايق لهم ..
وكمل باهتمام : ونواف ؟
نايف : سافر ..!! كان منقهر لانك ما جيت .. وطبعا مايدري عن الحادث ..
فياض عقد حواجبه بضيق ..
نايف : كيف صار الحادث ؟ لهالدرجة كنت مستعجل توصل المطار ؟
فياض : الوقت كان ضيق!
نايف : عالعموم حصل خير ..لازم تعقم الجرح عن يتلوث .. ما تبي تروح المستشفى ؟
فياض : لا ما هو بعميق .. ما يستاهل
نايف : غريب .. وش اللي جرحك ؟
فياض بعدم اهتمام : علبة كانت بالسيارة اطرافها
حادة ..مع قوة ضغطي عليها جرحتني ..
نايف بتأثر:يالله .. الحمد لله جات سليمة .. الحمد لله على سلامتك
التفت فياض راجع للجناح وهو يردد : الحمد لله ...!
نايف ناداه : ما بتروح للمرور الحين.. وترجّع سيارتك ؟
قال : رجااءً نايف اتصل فيهم وقول لهم تعباااان ومايقدر يجيكم الحين ..
اخاف لو كلمتهم بنفسي ..يمسكوني بالاسئلة !
نايف وهو يلف وينزل من الدرج : ان شاء الله الحين اتصل عليهم .. المهم لو تبي سيارتي خذها .. وبعدين باروح معك للمرور ، يمكن تحتاج واسطات ولا مساعدة ...
فياض ابتسم : اكيد بروح معك !
نايف : يللا ارتاح وانتبه على جرحك ..
وكمّل قبل ما يختفي : ولا تنسى تسلم على بنت عمي !
.
.
.
.
.
.
.
رتبت الصحون الفاضية على الصينية ، وفتحت الغطا من على الاكل اللي بالفرن ، تذكر كيف كانت متحمسة بالامس انه يذوق اكلها .. وطبعا نهاية اليوم المأساوية ما سمحت لاي مجال انها تعزم عليه .. حطته بالثلاجة مثل ماهو ..وهذي هي الحين قاعدة تصخنه على الناار .. لانها فعلا ميتة جوع .. وفياض بعد !!
حست بدخوله للمطبخ من وراها .. ما التفتت وعبثت بالصحون اللي قدامها وهي تغير ترتيبهم ..
قال : لو سيارتي هنا كان طلعنا اتغدينا ..
قالت وهي تلتفتت نصف التفاتة : عادي ..فيه أكل ..
قال بفضول: ايش سويتي ؟
قالت : رز بالخضاروالدجاج ..وشوربة
قال بدهشة : واااو .. يعني طباخة محترفة!
لفت وهي تحس بوجهها سخّن ، وقالت : لا .. مو كذا ..
قال وهو يشم ريحة الاكل : الحين من جد اقدر اقول اني جيعان !!
كشفت الغطا من على الرز وحاولت تقلبه من دون
ما تطيح منها الملعقة من التوتر ..
مد يده واخذ منها الملعقة وهو يقول : خليني اساعدك..
راقبته وهو يقلب الرز ..كان لبس تي شيرت ابيض .. وجرحه مو باين ..
راحت للجهة الثانية وطفت النار وكشفت عن الشوربة ..
قربت الصحون عشان تحط فيها الاكل.. تحت مرااقبة فياض ..
.
.
واقف يتأمل تحركاتها بعد ما ترك الملعقة من يده ..
الحين هو متأكد من مشاعره وحبه العمييييق لديما ..
مرتاح انه مستقر على تفسير لهذا الهووس ..
ليت اليوم اللي بتسامحه فيه فعليا وتنسى يكون قريب .. يالييت ..!!
.
.
.
حطت الاكل لشخص واحد في الصينية الواسعة وغطت باقي الاكل ..
رفعت الصينية وناولته اياها ..
سألها بدهشة وهو يحملها منها : حطي لك ؟؟
قالت : انا شبعانة !
هز راسه باعتراض : لا ..لازم تاكلين .. !!
قالت : ما أبي ..
قال وهو يحط الصينية من يده على الرخام : ما راح اكل لحالي !
قالها بمحاولة معها .. لأنه طول عمره ياكل لحاله !
عادت بنفس النبرة : مب جيعانة ..
فتح الدواليب وطلع كم صحن منهم وحطهم قدامها وهو يقول : راح تاكلين ... ولا كيف ناوية تثبتين لي انك مسامحتني ..!!
سكتت وهي تشوفه يحط الصحون قدامها ..
مدت يدها بعد تردد وحطت لها ..
ما قدرت تعاند قدام اصراره .. ولانها ما اكلت شي من امس تقريبا ..
لكنها اكتفت بكميات قليلة لانها سبق وجربت صعوبة الاكل قدامه !!
.
.
.
.
يتبع
الفصل التاسع عشر
" يمكن بالليل او بكرة بإذن الله
لانه محتاج تعديل وان شاء الله ما راح يطول "
انتظروني
وآآسفة من جديد على تأخيري
اتمنى اكون عند حسن ظنكم
في حفظ الله
|