كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل السادس عشر
نواف جالس بالصالة وماسك مجلة بيده والتلفزيون مفتوح ،
اول ما شاف اخوه نازل قاام من مكااانه وهو يبتسم ..
قال : توني كنت افكر ادق عليك ..
فياض رفع حواجبه بتساؤل : ليش؟
نواف : ...... أبيك بموضوع !
فياض : أي موضوع ؟
نواف بعد تردد : امم .. ابيك تتوسط لي عند نايف..!
فياض بتهكم : أنــا ؟؟!
نواف برجاء : هو يحترمك ويسمع لكلامك .. لأنك اكبر منه!
فياض بتكشيرة : مافهمت .. !!
نواف : ... أبي اسافر ..
فياض بدهشة : تسافر؟!!
نواف بتوضيح : أكمل دراستي ... براا
قالها وناظر فياض برجاء ..
قال : ابيك تساعدني اقنع نايف .. ادري انه بيرفض .. ومابي اسافر وهو
مب راضي !!
فياض كشر بحيرة وهو يفكّر .. وفي هاللحظة دق جواله
رد عليه : هلاا عايض .. خير ؟؟ آهااا .. مو مشكلة .. خذ راحتك .. خليها
مرة ثانية .. اوكيه .. مع السلامة
سكر منه ورجع يطالع بنواف اللي سأله : كنت طالع لمكان ؟؟
فياض : كنا بنمر على عايض .. لكنه اعتذر مني الحين ..
نواف حس بإحراج ، لانه فهم ان فياض كان بيخرج مع زوجته .. وهو
لاول مرة يكلمه بهذي الاريحية وفوق هذا يطلب منه طلب.. عموما
بالاخير التجربة اسهل بكثير مما كان يتخيل ...!!!
قال : ودي ااجل الموضوع .. بس مافي وقت .. انا ارسلت للجامعة
ببريطانيا واقبلوني .. وباقي احجز وبس !!
فياض قال بعد تفكير : اوكيـه .. بشوف يا نوااف .. لا شفت نايف كلمته
عن الموضوع ..
نواف بابتسااامة بطيئة : متى يعني ؟
فياض بتهكم : هو اخوك ينشاف اصلاً ؟؟
نواف يقترح : ليه ما تتصل عليه ؟؟
فياض ببساطة : انته ليه مستعجل .. بكرة ولا بعده اكلمه..
قال بلهجة مأسااوية : لازم استعجل مارح يمديني عالحجز .. !!!! وانا
اعرفه نايف مارح يرضى غير بعد مده والحاح .. راسه يااابس !!!
ناظر نواف والحيرة تتصاعد بداخله .. بالرغم من انه مو عارف كيف
يتصرف ، إلا انه لأول مرة يحس بحاجة اخوه له .. بالرغم من صغر
الطلب نوعاً ما ، لكن تأثره به كان أعمق من بساطته !!
نواف كان ممتن لاخوه بالرغم من بروده اللي قهره ..
كان بيتكلم لكن قاااطعه صوت نايف اللي دخل من وراهم بهدوء بدون ما
يحسون فيه : ومين قال اني مارح ارضى ؟؟
لفوا عليه بدهشة ، كان لنواف نصيبه الاكبر منها ..
فتح عيونه وهو يقول : ناايف؟؟؟
نايف بعصبية : انته تحسبني يوم ارفض ولا اهاوشك على شي .. يكون
عناداً فيك مثلاً ؟؟؟
نواف ما زال يطالع في اخوه بدهشة ..
كمل نايف بصوت أهداا وبتأنّي: انا ما ابغى غير مصلحتك .. !! ولوانت
فعلا تبي تسافر عشان الدراسة وعشان تبني مستقبلك .. وش المانع ؟؟ ما
أقدر أرفض .. بالعكس اشجعك واشد على يدينك لانك حددت هدفك .. وبالاخير هذا مستقبلك
وانت لك كامل الحرية فيه ..
نواف يحس بحرارة الدمووع في عيونه .. فرحة بكلام اخوه .. واحساسه
بالعتاب المختبىء خلف الكلمات ..
نايف بهدووء : ولهنا انا مهمتي تنتهي .. مارح اتدخل بأي شي تسويه ..
انت رجال وتقدر تكون نفسك وتعتمد عليها وتعرف الصح من الخطأ و....
نواف يقاطعه برجااء : نايف ...!!
التقى بنظرات نايف الحادة وهو يقول بخجل : انا اسف ..
نايف بجدية : انت ما سويت شي غلط عشان تعتذر !!
نواف بشبه ابتسامة : اسف لاني اسأت الظن فيك .. وشكرا على موافقتك
..
لحظة ورد له نايف بابتسامة قصيرة وبدأ يسأله عن الترتيباات حقت
السفر وايش اللي خطط له .. وايش راح يدرس ... باهتمام حاول انه ما
يكون مسيطر .... !!
.
.
.
.
.
.
كان واقف يراقبهم من قرب وهم تقريبا ما كانوا منتبهين لنظراته اللي
تختلف عن مجرد المراقبة العادية ..
كأنه اول مرة يناظرهم بتمعن .. كأنه للمرة الاولى يكتشف وجود اخوانه
حوالينه بهذا القرب .. يمكن قبل هذي اللحظة ماكانوا يعنون له أي شي
اكثر من اسماااء ارتبطت باشخاص تعود يشوفهم ويلتقيهم بنفس البيت ..
لكن الحين .. يتسااائل بعجب ..
انا جيت قبلهم ، وكانوا دايما حوااالي .. كيف ولا مرة فكرت فيهم بهذا
الشكل ؟؟
التفت للدرج بهدوء وصعد وهو ينفض افكااره ويرجع بها لديما ..
الحين ما بنروح لاخوها ..!!! اكيد راح تكتئب لو قلت لها من بعد ذيك
البهجة اللي ظهرت عليها لما عرفت انّهم رايحين لبيتها ...
دخل للصالة وشافها جالسة على الكنب بعبايتها...
وطرحتها ونقابها على حجرها ..
قال بهدوء : .. يللا ؟؟
.
.
.
.
.
لمجرد معرفتها انها بعد دقائق راح تكون في بيتها ، قريبة من اخوها .. ساورها شعور خالص
بالبهجة والاطمئنان ..
تسللت بأنظارها خلسة للشخص الجالس بجانبها ويده مطوقة المقود
الصلب بقوة .. وملامحه الجامدة المتصلبة على نفس وضعها !! مستحيـل
تحاول تخمّن في أي منحنى تتجه أفكاره ؟؟
رجعت تلف على قدام وتناظر الطريق المظلم الطوييل .. ما تدري هو
طويل فعلاً ولاّ من لهفتها طااال ؟؟
الصمت الرهيب اللي سكن السيارة بهذي اللحظة خلاها تسمع صوت
انفاسها بكل وضوح ،، سحبت نفس عميق وزفرته بهدوء ..
حست بأنظاره تتجه لها وتتركز عليها .. صدت ناحية الشباك بارتباك
ويدها مرخيّة في حضنها ، متجاهلة ان كان يناظرها أو لا !!
وتفاجأت لما لمحت من الشباك سوااد مااي البحر من بعيد .. كانوا ماشيين
بمحاذاة الشاطىء ، اللي ارهبها منظره في هالظلاام الداكن وادخل على
قلبها مزيج طفيف من الكآبة والتوتر ..
حاولت من دون جدوى تسترجع طريق بيتهم .. ما تذكر انه فيه بحر .. !!
ولا تذكر أي طريق مشابه لهالطريق مروا عليه من قبل ؟؟!!
لفت على فياض بحيرة وترقّب ..وتمنت لو تقدر تسأله وتتأكد من وجهتهم
؟؟
وللحظة خاطبت نفسها !! ليه ما اسأله ؟؟ مافيها شي .. سؤال
بسيط........ ماراح يصير شي !!
قالت اخيرا : هذا طريق بيتنا ؟؟
فياض ابتسم بدون ما يلتفت
قال بغموض : لا !
من شوي وهو حاسس فيها تتلفت وتتحرك .. واخيرا تكلمت ..!!
يبيها من نفسها تتكلم .. وتسأل ..! عشان كذا كان ساكت من البداية ..و
قرر يختصر بقدر الامكان ردوده ..
قالت بتأكيد : هذا مب طريق بيتناا !
فياض ببساطة: أدري!
قالت بعد تردد : اتصل عل عايض اسأله؟!
فياض : لا .. ليش نزعجه ؟؟
قالت بتوتر: كذا بنضيّع !!
فياض : مو مشكلة ..
سكتت بقهر وما حبت تكثر كلام معه .. اكيد هو عارف ايش قاعد يسوي ..
بس ليش يلعب باعصابها ؟؟
فجأة دار بالسيارة ودخل لمنطقة الشااطىء .. ديما شهقت وتسااائلت
بصدمة ، وش بيسوي هالمجنون ؟؟؟؟؟؟
مشى داخل الرمل تقريبا لخمسة امتار .. ووقف ..
نزل من السيارة وراح لجهة باب ديما وفتح لها ..
قال : اطلعي ..
قالت بخوف وصدمة : ما أبي .. !!
قال بابتسامة : وصلنا .. يللا اطلعي !!
قالت باصرار : مااا أبي والله ..!!
قال بدهشة : ايش فيك ؟ خاايفة ؟
قالت بارتباك : ايه ..
سأل بحذر : مني ؟؟
قالت بتلعثم : لـ .. لا
قال: اجل ؟؟.... من ايش ؟
قالت بتوتر : ظلااام ! ليه جينا هنا ؟؟
ضحك وهو يقول : والظلام يخوف ؟؟
سكتت وزاد ارتباكها وهي تشوف ابتسامته تتحول لضحكة
"ما عنده احساس يضحك على خووفها ؟؟؟؟؟"
اما هو فكان مندهش بقدر دهشتها ..!! ومبتهج لدرجة اطلاقه لضحكة ما
طلعت منه من زماااااان... بغض النظر عن قصرها !
في الظاهر كان يضحك على خوفها .. لكن بداخله كان سببها الاول راحة
ملأت قلبه لاكتشافه انه مب سبب خوفها مثل كل مرة !!
مسك يدها بجدية وسحبها وهو يقول : تعالي !!
قامت بعد ما حست بغبااائها ..وهي خايفة من الظلام مثل الصغار ..!!
مازال ماسك يدينها اللي حاولت تسحبها ..
مشى لحد ماقرب من الموية ، ووقفت ديما رافضة انها تتحرك اكثر ..
التفت عليها : تقدرين تشيلين عباتك .. محد يجي هنا ..
ما تحركت و سحبت يدها من يده وهي تقول بقهر: ليه مارحنا لعايض
؟!!!!!
قال : في واحد من ربعه متوفي ابوه وراح يعزيه ..
قالت : كان رحنا البيت .. في اشياء ابي اخذها من هناك ..!!
قال ببساطة : نروح بعدين بأي وقت .. مو مشكلة ..
رفعت عبايتها باستسلام وقربت من المااي وهي واقفة بعيد عن فياض ..
بدأت تحس بهدوء المكاان .. شكله ناوي يطول هنا ..!!
فصخت نعالها واقتربت اكثر تبي تحط رجلها بالماي وهي متحاشية
وصول الماي لقدمها المجروحة ...
وقفت حركتها وهي تسمع سؤاله : تحبين البحر ؟
قالت بتردد : أيـه ..
كملت : لكنه.. بعيد مررة ..!!
ابتسم لمجاراتها لحواره : هذي ميزته !!
سكتت وهي تحس بالاحراج يلفها ودخلت قدمها بالمااي وهي تصدر
صوت بسيط يطغى على ارتباكها ..
لثواني ما تدري وشلون سرحت بخيالها وبتفكيرها ..
لما تفكر بالموضوع بشكل اوسع ، تعجز عن استيعاب فكرة انها واااقفة
الآن مع قاااتلها لحالهم في مكان انسب ما يكون لزوجين متحاابين ..
والمصيبة انها مستسلمة تماما لكل شي يقوله او يسويه .. لاااااه ،
وشكلها بدأت تاخذ وتعطي معه !!!!!
حست بصوته يخترقها وعظامها كلها ترتجف منه : ديماا ..
يمكن تفكيرها وشرودها هو اللي خلاها تفزع بهذا الشكل .. وتمنت انه
ماشافها .. اكيد تعقد من جبنها.. ومو نااقصته يسوي لها سالفة من جديد
على هالخوف !!
قالت بهدوء: نعم ؟
قال : تبين نروح ؟ برّد الجو ..
قالت وهي تستشعر لوهلة ملامسة الماء البارد واصطدامه بقدمها : طيب
..!
راقبها وهي رافعة عبايتها الى ما تحت الركبة بشوي .. وقدمها اليسار
تحت الموية .. لهجتها المستسلمة ، وهدوئها وهيئتها في هذي اللحظة ،
اججت في عقله امنية وحدة بس .. امنية وحدة انه يسحبها ويضمها.. ولو
لثوااني معدودة ..!
ما استغرق كثير في حلمه ..و صد بوجهه وهو يسحب نفس عميق ..
للحين مو فاهم شعووره .. غير عن الميل .. غير عن أي شي حسه من
قبل .. ليه ديما بالذات .. من بين كل اللي عرفهن ؟؟ لييييه ؟؟؟
تفاجأ بالسؤال الاخير يرجع يستقر بعقله .. اخر مرة سأل نفسه هالسؤال
كان قبل اشهر .. من اكثر الاسئلة اللي حيرته وما لقى لها جواب لحد
الآآآن ..!!!
دقائق ورجعوا للسيارة .. وانطوى يوم اخر... هادىء .. مليء بالمشااعر
المضطربة .. والاحاسيس الغامضة .. !!
.
.
.
.
.
"البقــاء لله .. الله يرحمه ويغفر له .."
" احسن الله عزاءكم وعظم اجركم ورزقكم الصبر والسلوان"
" الله يرحمه ويغفر له ويغمد روحه الجنة .."
" الله يثبته عند السؤال ويغفر له ..."
.
.
عبارات ترددت بالقرب منه ، ما مضى وقت طويل من اخر مرة سمعها
فيها .. كل عباارة ترجـّّع له الذكرى الاليمة .. !
اتجهت انظاره لأحمد اللي وقف يسلم على النااس اللي كانوا بمجلسه ,,
يعزّون من بعد الدفن و الصلاة على الميت ..
كان واضح على وجهه مقدار الحزن العمييييق جداً وتأثره الباااالغ ..
خصوصا انه كثير ما حكا له عن مدى تعلقه بأبوه ..
اقترب منه وحط يده على كتفه وهو يقول : احمد ..!
التفت احمد لعاايض بعيون دامعة ..
قال عايض بتأثر : ابوك محتاج لدعاائك .. واهلك محتاجين لصبرك ..
هز راسه وقال : مشكور يا عايض تعبتك معي ..
عايض : لا تقول هالكلاام .. انت في منزلة اخوي واكثر .. الله يرحم الوالد
ويغفر له .. ويجمعكم به في الجنة ..
ابتعد عايض شوي عشان يترك لاحمد المجال يرد على تليفونه ..
شاف الفزع على وجهه فجأة وهو يقول : ايييش؟ طيب .. لبسوهاا
عبايتها بسرعة .. انا جااي
سكر جواله وهو يلتفت للرجال بالمجلس بتوتر وهلع ..
عايض يقرب منه بسرعة وهو يسأله : خير ان شاء الله .. صاير شي ؟؟
قال بتشتت والدموع بعيونه : اختي .. اختي طايحة عليهم .. ولازم نوديها
المستشفى ..بس ماا اقدر اخلي النااس واروح ..
عايض يقول بحزم : اهلك محتاجين لك الحين.. روح لهم وانا بحل محلك
هنا .. !!
احمد حس انه عايض هدية جاته من ربي تصبيراً له ..
قال بامتنان : معروفك هذا مارح انسااه طول عمري يا عايض ... الله
يجزيك كل خير ..
عايض يأكد عليه ويستعجله : روح لاهلك .. وان شاء الله اختك ما فيها
الا الخير .. ولا تنسى تطمني !!
.
.
.
.
خرج من المجلس ودخل للبيت ، شاف امه بصالة البيت واخواته بجنبها
وعلى الكنبة متمددة اخته فاقدة وعيها ..
الكل ما فارقت الدموع وجيههم ، بالذات امه اللي حطت كفها على جبهة
بنتها وهي تدعي ربي يسترها معها ..
احمد قال وهو يتحرك بسرعة وبخوف ناحية امه : ايش صاار لهديل يمه
؟؟
قالت : ما ادري .. وديها المستشفى ...عن افقدها .. وديها ..
نادى خواته المذهولين بعجل: مريم .. هالة .. ساعدووني !!
رفع هديل من ظهرها واسندها بمساعدة البنات ، ووصلوها للسيارة ..
.
.
في المسشفى .. الممرضات نزلوا هديل من السيارة ،
وشخصوا الحالة بإنها مجرد فقد للوعي بسبب الصدمة القوية ..
اول ما تطمن على اخته ، اتصل بأمه وخواته طمنهم .. ورجع يتصل على
عايض يطمنه ويشكره ..
جاته الممرضة بعد دقائق تقول له انهم نجحوا في ايقاظ المريضة ..
واكدوا عليه انها بخير ، وتحتاج فقط مراعاة لحالتها النفسية ..
اخر شخص كان يتوقعه ينهار هي هديل !! اعتاد دايما يشوفها الاعقل
والاقوى ايماناً .. صحيح هي اكثر وحدة فيهم تعلقا ً بأبوها ، لكن ما توقع
توصل لدرجة الانهيار!
.
.
دخل عندها بالغرفة وهو يشوفها جالسة على السرير وبيدها موصل
محلول الجلوكوز ..
قال بحنان : كيفك الحين ؟؟
قالت بلهجة هادية مبحوحة : مو بخير ..
قال بحزن: وانا اللي كنت ناوي اجيك تصبريني !
سكتت ودموعها على خدها ..
قال : هديل .. وين ايماانك ؟؟ وين رضااك بالقدر ؟؟
قالت بانفعال : انا ما اعترضت على قدر ربي.. حاشا لله ... بس هذا ابوي
يا احمد .. ابوي وانته ادرى .. !!
احمد وهو يقرب منها ويشد على يدها: ادري .. ادري يا هديل .. لكن
تدرين ؟؟ انتي اكثر وحدة ابوي محتاج لها الحين ... لقوتها ولايمانها
ولدعاها.. !!
هزت راسها بتأثر وسكتت شوي ..
قالت بعد لحظات : فين عبايتي ؟ ابي اطلع من هنا ..
التفت وجاب عبايتها من على الكرسي وهو يقول : متأكدة تبين تطلعين
الحين ؟؟ مو تعبانة ؟؟
قالت وهي تقوم : بروح لامي اكيد محتاجتني الحين ..
قال بهدوء : هذي هديل اللي اعرفها ..
نادى الممرضة تشيل لها المحلول ،، دقاائق وطلعت معه من المستشفى
،،، ونزلت عند البيت بمساعدة من احمد ، وبعد ما ادخلها وتطمنت امه
عليها ،
رجع لعاايض اللي وقف معه اليوم وقفة مارح ينساها له طول العمر ..
.
.
.
.
احمد وعايض بعد ما خلاا المجلس من المعزّين ..
عايض : الحمد لله تطمنت على اهلك ؟؟
احمد ببطىء : ايه ،، فقدت وعيها من الصدمة .. والحمد لله عدت على
خير ..
عايض : الحمد لله
قال بشرود : تصدق .. اخر وحدة توقعتها تنهار من الخبر كانت هي .. مع
انها كانت كانت الاقوى فينا بإيمانها وصبرها .. يمكن لانها كانت الاقرب
من ابوي ...
عايض حاسس انه عارف البنت اللي يتكلم عنها احمد ..
قال بعد لحظة : انا .. بستأذن منك الحين .. اكيد تبي تجلس مع اهلك .. الله
يعينك ، ويصبرهم ..مالهم سند من الحين بعد الله غيرك ..
احمد : اعذرني يا عايض عطلتك معي اليوم .. بس من غيرك مدري وش
كانت حالتي ..ّ!
عايض باستنكار : لا تقول هالكلاام ... مصابك من مصاابي يا احمد والله
..... يالله استودعك الرحمن
احمد وهو يودعه ويوصله لعند السيارة : جزااك الله خير
.
.
.
.
.
.
.
.
.
شالت الغطا من على طبختها ، وذاقتها وهي تبتسم .. وأخيرااا ظبطت
معها !!
ذاقتها مرة ثانية وهي تتذكر موقفها الصباح مع فياض ..
.
.
.
اول ما قامت من النوم على رنين الرسالة المزعج من جوالها ، سحبت
اللحاف من عليها ، وسمعت صوت خفيف من داخل الحمام ..
احتارت تقوم وتطلع من الغرفة وتتركها له أو ترجع تمثل النوم ..
مالحقت تقرر وهي تسمع صوت باب الحمام ينفتح .. نامت بسرعة وغطت
نفسها باللحاف وهي تراقبه من تحته بعيون نصف مفتوحة..
شافته يفتح دولابه ويطلع ثوبه ،، اغلقت عيونها بإحراج لما جا يبدّل .. والتفتت على الجهة الثانية ..
كان منتبه لحركتها ، وتقلبها ..
سألها وهو شبه متأكد : صاحية ؟؟؟
سكتت للحظة لما حست انها انكشفت ..
وقالت باستسلام : أيـه ..
قال بقلق من صوتها المكتوم تحت اللحاف : فيك شي ؟
بلعت ريقها وهي تشوفه يقرب منها ، وما تكلمت ..
مد يده وسحب اللحاف من على راسها وهو يقول : شفيك ؟
اعتدلت بسرعة وجلست وهي تشوفه واقف فوقها : ولاشي!
ناظرها بهدوء وهو يقول : انا رايح للدوام ..
وناظر جوالها اللي على الكومدينة : اذا احتجتي شي كلميني..
هزت راسها بنعم وأنظارها تتجه بعيد عنه ..
توقعته بيلف ويخرج من الغرفة ، لكن ريقها نشف وهو يقرب راسه منها
.. وبخفة ..باس راسها ، والتفت وطلع من الغرفة ..
.
.
.
تحسست راسها لاشعورياً وهي ترتجف ..
ايش صار فيني ؟؟ وانا ليش لهالدرجة مستسلمة له ؟؟
هو بالنهااية .. زوجي .. زوجي ...
كررت الكلمة بعقلها تحاول تقتنع بهالحقيقة .. واغلقت عينها بقوة من كل
الحيرة والاضطراب اللي توقد مشاعرها ..
.
.
.
.
استذكرت الموقف وكأنها عاشته مرة ثانية .. بيدها الملعقة الخشبية اللي
ذاقت بها الاكل .. لعقتها بطرف لسانها وهي تبتسم .. وناظرت ساعتها
وبراسها سؤال واحد فقط ..
" متى الناس يرجعون من دواماتهم؟؟؟؟ "
.
.
.
.
.
.
في الجهة الثانية .. عايض وصل متاخر لشغله .. دخل لمكتبه وشاف
مساعده ينتظره بتوتر ..
سأله : معليش يا محمد تأخرت عليك .. ايش صاير ؟؟
بدأ يشرح له بعض المشاكل اللي واجهتهم ، ويعرض عليه بعض
المشاريع اللي تحتاج لموافقته والمستندات اللي تحتاج لتوقيعه ...
بعد ما انتهى من مشاغله ، اتجه للكنب اللي بمكتبه ومدد جسمه عليه ،،
وهو يسترجع السبب في تأخيره اليوم ، بالامس ما قدر ينام من التفكير
المتواصل اللي اسهره ..
اليوم بالظبط يكمل 30 سنة من عمره .. وحان الوقت لتحقيق حلمه ..
لمتى ناوي يتأخر .. ما عادت له حجة .. يبي يستقر بشكل كامل .. ويكون
له اسرة .. واطفاال .. حتى شركة ابوه .. مين لها بعده ؟ غير اولاد يحملون اسمه ؟؟
اول ما خطر على باله .. يكلم عمااته يخطبون له .. لكنه رجع يتذكر
شخصية استقرت في عقله من فترة طويلة .. تذكرها بالامس في عزا
أبوها .. ليه بيروح لبعيد وهو قدامه انساانة متدينة صار له و تأكد من
تدينها بنفسه ..
لازم ينتظر مرور فترة مناسبة من بعد وفاة ابوها حتى يكلم احمد
بالموضوع ..
وبهالفترة يستعد هو بعد نفسياً ...!
.
.
.
.
.
.
سكر شنطة سفره المتوسطة الحجم بحماس وهو يحطها على ارضية
الغرفة .. وفتح ملف كبير كان على مكتبه ، وبدأ يراجع اورااقه ..
البارحة راح وحجز فورا بعد موافقة نايف وفياض على سفره .. تذكر اخر
كلمة قالها له ناايف وحزت في خاطره ..
" مو تنسى بلادك ودينك مثل اخوك اللي ما عاد يعرفنا له اهل !! "
كم تمنى يثبت لنايف قبل لا يسافر انه مو مثل ما هو يعتقد ..
دائما يشوفه بنظرة سلبية ونوعاً ما تشاؤمية ..
لكن اول الغيث قطرة ..سماحه له بالسفر ، هي البداية عشان يثبت جدارته
للجميع .. واولهم نفسه ..
سكر الملف بعد ما تأكد من جميع الاوراق .. باقي ثلاثة ايام على سفره ..
نايف بيساعده في ترتيبات الاقامة هناك والسكن له ولاصدقائه ، بحكم
سفره اكثر من مرة لبريطانيا ومعرفته بها ...
وبيشتري في هالايام ملابس شتوية استعدادا لجو بريطانيا المثلج غالبا ..
تمنى من اعماااقه من الله يوفقه .. وما نسى يستخيره قبل أي خطوة
ثانية ..!
|