كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الثالث /1
مر يومين بسلام ... وعايض منشغل باجتماعاته ، الا انه ما نسى ديما من اتصالاته وحس انه بدا يهدا شوي واقنع نفسه بأنه ماله داعي لكل هذا الخوف .. صحيح ما خبر عيال عمه بسفره بس بنفس الوقت حس انه افضل يروح بصمت ويرجع بصمت .. اصرت عليه الشركة يطول كم يوم عشان يعرفونه اكثر على نظام الشغل وهو كان فعلا بحاجة انه يعرف اشياء كثيرة ما كان يعرفها .. صعبة يتحول من موظف عادي لمشرف على كل شيء يجري تحت يدينه ..!! لكنه رفض بشدة أي زيادة في مدة سفره ..
اما ديما ، ،، حرارتها ارتفعت بزيادة وازعجت الشغالة معها كل شوي طالبة عصير ليمون وسوائل لعل وعسى تساعد في هالحمى ..
.
.
لابسة فستان نص كم من القطن الابيض الطويل ، و منسدحة على الكنب و تحاول تكلم وحدة من صديقاتها اللي درسوا معها ثالث ثانوي تسألهم عن الجامعة وعن التسجيل وتتفق معهن على موعد يتقابلن فيه بالجامعة ..
نست نفسها واهملتها و ما كلت شي من الصبح. .دام ما في احد يجيب لها الاكل وهي اساسا مالها نفس من المرض ، فما تذكره الا لو ماتت من الجوع وقتها تقوم وتاكل لها لقمة عالسريع .. ما كان على بالها انه هالشي بيؤثر على توازنها لهذي الدرجة .. شالت التليفون بشاحنه وهي تقوم تبي تروح غرفتها عشان تعطي صديقاتها معلومات من دفاترها .. وبمجرد ما قامت حست بهبوط شديد ودوخة لفت راااسها و...... ما درت بنفسها الا وهي طايحة ومطيحة الطاولة الجزاز معها !!
.
.
.
.
هو كان توه راجع للبيت .. لا شغلة ولا مشغلة غير الشلة والبيت .. ضيق يخنقه باستحكام ، وحتى لو يعرف علته ويعرف دواها مستحيل يطرقه .. لانه يؤمن بأنه انولد عشان يكون على مثل ما هو عليه الحين ...!
توه بيصعد الدرج ... سمع صوت دويّ عنييف من الطابق الاعلى ،، شي بداخله اجبره على الالتفات والتحرك ،الصوت قوي وخطير !! وهاجس ثاني خاطبه (يصير اللي يصير ما لي دخل !) لكنه ولدهشته تحرك للدور الاعلى بسرعة وفتح الباب اللي كان مقفل بدون استئذان ..
نادي بصوت عالي وهو يدق الباب : عايض ؟؟؟؟؟؟
سمع صوت تأوهات ضعيفة .. وحس بقلبه يهتز مع كل آهة ،، يمكن تكون البنت لحالها ؟؟
قال بعد تردد : ديما ؟؟وين عايض ؟؟؟؟ افتحي !!
في الجهة الثانية ديما كانت طايحة بالارض مو قادرة تقوم مسكرة عيونها بقوة .. تحس انها لو قامت بترجع تطيح من الدوخة اللي لفتها ، كان جزاز الطاولة مكسور ومتناثر بالارض لقطع صغيرة وكبيرة ، خافت تتحرك أي حركة وتطيح عليه .. ومع الصوت اللي جاها من برا ما درت وش تسوي .. ؟؟ ترد ولا لا؟؟ دارت بعينها تدور جوالها لا شعوريا تبي تكلم عايض ملجأها الوحيد .. بس حرام تشغله وتقلقه وتخرب عليه تركيزه بشغله .. واصلا الجوال مو جنبها .. مافيه غير التليفون وما فيه ارقام !!!!!
بالاخير قررت ترد على اللي واقف براا ويصير اللي يصير ..
كان صوته مستمر وهو ينادي بضيق : وش صار وش ذا الصوت ؟؟؟؟؟؟؟
قالت بصوت واطي متألم : مو قادرة افتح...
سأل بنرفزة : نعم ؟؟؟؟؟؟
عادت بضعف: مو قادرة اقوم .. القزاز بيجرحني ..
ارتفعت حواجبه .. جزاز ؟؟؟؟؟؟ حاول يضغط على الباب عشان ينفتح .. ونزل يجيب مفاتيح البيت بعد ما قال : اصبري الين ما اجيب المفاتيح ..
حاولت تقوم من مكانها وهي تحس بانها تورطت .. ياربي وش بسوي الحين اذا فتح الباب مو قادرة تقوم فيها دووخة قوية ولو تحركت ممكن ترجع تطيح والجزاز شكله يخوف .. مسكت راسها بألم تحاول تمنع دموعها ،، ما توقعت يصير مثل هالموقف بغياب اخوها ..تحاملت على نفسها وقامت .. واول ما قامت ، رجعت لها دوخة اعنف من قبل وهالمرة طاحت فاقدة الوعي على القزاز اللي بالارض !!
.
.
.
جاب المفاتيح الاحتياطية اللي كانت بالستوور ( المخزن) حق البيت ، وطلع بسرعة وهو يحس انه في شي جاايد حصل .. يمكن لاول مرة من وقت طويل يحس بشعور الخوف على احد غير نفسه ،، طلع للجناح بسرعة وهو ينفض عنه افكاره ،، وجلس يجرب مفتاح مفتاح الين ما فتح الباب أخيراً !!!!!
دخل باستعجال وصدمه المنظر ..كان الجزاز واصل لباب الجناح و الطاولة كان رفها العلوي كله مكسور .. شكلها كانت كلها جزاز عشان كذا القطع مرة كثيرة وبأحجام مختلفة ..
لكن اللي لفت انتباهه ما كان الجزاز بس .. كانت ديما اللي طايحة بإرهاق ووجهها لونه مخطوف .. ركز أنظاره عليها ونسى كل شي ثاني حوله .. لحظات مرت وهو يتأملها .. موقف غريب ومكان غريب وابدا ما يناسب هذي الوقفة ..لاول مرة يندهش من نفسه ويستنكر عليها بقوة .. ولاول مرة يطاوع احساسه بهذا الشكل .. في العادة هو يمشيه .. ليه مصر ان هالبنت فيها شي غريب غير غيـــر غـــيـــــــر !!!
معقولة فقدت وعيها .. ليه ؟؟ شحوب وجهها ما اخفى عنه اشراقته ونعومته .. ملامحها مثل طفلة ما كملت 10 سنوات ،، صحيح هو ما شاف اطفال من قبل في الواقع، بس اللي يعرفه انه ماشاف حريم لهم هالوجه وهالملامح !
مشى لين عندها بسرعة واحتار كيف يبعدها عن القزاز اللي تحتها .. كيف يعرف انها مو مجروحة ..؟؟ وبدون اطالة تفكير مد يد تحت رقبتها ويد تحت ركبتها وشالها بخفة ،، مجرد ما شالها حس بشي لزج على يده وبصعوبة لمح الدم عليها ،، في هاللحظة حس بحركتها على صدره .. قالت بدون ما تفتح عيونها : عايض؟؟ كيف رجعت بسرعة من السفر ؟؟ لا تخاف انا .... تعب بسيط و ...
كانت تهذي وهي تكلم اخوها .. شوي وبدأ كلامها يقل وبدأت تفتح عيونها .. فجأة شافت عيون ما تعرفها .. عيون فيها لمعة غريبة .. وحست بقبضتين قويتين على جسمها .. انتفضت بقووة وحاولت تعتدل وتسحب نفسها من يده .. هو تفاجىء وخاف يتركها تطيح على بقايا الجزاز وفستانها الخفيف ماكانت راح يحميها .. حاول يقاوم اندفاعها وفجأة وهو يتراجع كان بيتعثر لورا .. لولا انه تشبث فيها بآخر لحظة .. وطاحت ديما ، لكن لحسن الحظ ، على السجادة البعيدة عن القزاز ، لكنها ما انتبهت للجسم اللي اختل توازنه وطاح فوقها ..
.
.
.
.
انفاسه المتسارعة تضرب وجهها .. كانت مسكرة عيونها بقوة وباين عليها الهلع والخوف والصدمة والرعب والذهول .. وهو عيونه كانت مفتوحة عالآخر وهو على نفس وضعه ما تعدل .. يطالعها من هذا القرب الفظيع ويحاول يفهم احساسه بالظبط .. يقاومه !!! .. مايدري وش هذي المشاعر اللي دبت في اعماقه هالاحاسيس الخطيرة .. والمسيطرة .. حاول يذكر نفسه بالموقف اللي هم فيه ... او عالاقل بهوية هذي البنت ... بالمكان اللي هو فيه .......... وبلا أي فايدة،، عجز يتذكر ويقاوم .. غير حقيقة وحدة ... انه يبيـــها ....بشدة ..
وبس !!!!!
.
.
.
.
.
.
.
يتبع
|