كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
تابع/ الفصل الثاني عشر
.
.
.
.
.
.
اول ما دخلت الجناح راحت لغرفتها بدون ما تلتفت لاي شي ثاني ،سكرت الباب و شالت عبايتها وحجابها وحطتهم بجنبها .. مر الوقت بها وهي تحاول تلتهي بأي شي .. مشكلة اذا ما كان في شي يشغل بال الانسان الا افكاااره .. استلمها التفكير الين ما حست انها راح تجن من هالوضع .. فتحت شنطتها اللي رتبتها وبدأت تطلع ملا بسها وتعيد ترتيبهم في نفس الشنطة .. وانتبهت لكيس عريض تحت ملابسها لونه بنفسجي غامق ، ما انتبهت له من قبل .. اصلا هي لما فتحت الشنطة اخذت اول شي قابلها .. ما دققت لأنها عارفة وش حاطة فيها ..
فتحت الكيس بفضول ، وهي متأكدة انها مو هي اللي حطته بالشنطة .. لقت فيه علبتين .. وبطاقة مكتوب عليها :
"الف مبروك حبيبتي ديما ..
..خالتك المحبة منى بالنيابة عن الجميع"
ابتسمت وهي تفتح العلبتين بسرعة ، وتشوف بوحدة منهم سلسال رقيق من الذهب الابيض وبالعلبة الثانية زجاجة عطر فخمة مزخرفة من الخارج بشكل جميل ..
دمعت عينها وهي تتذكر اجتماعهم عندها قبل الزواج .. شعور جميل لما تحس ان حولك اهل .. واسرة محبة .. فاقدة هالشي.. وبقوة ..
استلقت على ظهرها وسحبت قرآنها من الشنطة تقرا فيه الين ما يأذن العشا ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
دخل لغرفته وسحب شريط الحبوب من الخزانة ، متضااايق جدا من نفسه .. يكره كونه مجبر عليها... يكره تعبه بسببها .. ناظر الشريط بملل ، ماباقي فيه غير اربعة ... مضطر يشتري المزيد منها .. اتصل على واحد من اصدقائه وقال له ينتظره عشان يجي ياخذ منه كم شريط .. هالفترة بالذات ، محتاج للمهدئات بشدة ..!!
خرج من البيت بعد ما طل على باب غرفة ديما المغلق .. تمنى يعرف ايش قاعدة تسوي لحالها داخل .. ؟؟؟ في احد يطيق يحبس نفسه هالحبسة ؟ واخرتها ؟؟ هو،، ما كانت عنده اي توقعات لافعالها بعد الزواج .. بس مو معقولة بتجلس على ذا الحال على طول ..؟ كيف تكون ديما عنده وحياته مثل ما هي ؟؟ وهو مثل ما هو ؟؟ لازم في شي يتغير .... شي يختلف .... بس ماينفع وهي كذا .. كل اللي يبيه تكون طبيعية .. يشوفها على طبيعتها... يحس بوجودها بشكل طبيعي !!!!!
كل يوم يندم على تهوره السابق اكثر واكثر ..
يبيها تجلس قدامه ... تكلمه .. بدون اضطرار .. بدون خوف .. بدون نفوور !!
يبيها تكون................. طبيعيــــــــة !!!
كيف ؟ وشلون ؟؟ ما يدري ... واضح انها تكرهه .. وتكره وجوده بالقرب منها !
وهذا اللي يزعجه .. لاقصى حد .. لازم يشوف حل .. لاازم !!
.
.
.
.
.
.
.
سمعت صوت باب يتسكر .. اكيد هذا باب الجناح اللي تسكر لانه مايسكر غرفته .... يعني وأخييييييييييييراً طلع .....!!
طلعت برا الغرفة وطلت على غرفته ، ومنها للصالة وللمطبخ ومالقته .. ابتسمت ابتساامة ارتيااااااح وراحت على طول لغرفتها جهزت ملابسها وراحت للحمام .. أخذت شاور على السريع وطلعت بحذر وفوطتها على راسها ، وطلت من الباب تتأكد انه لسا ما رجع .. راحت للمطبخ واخذت لها من الثلاجة عصير وصبت منه بكاسة واخذتها معها وهي تمشي في الجناح براحة وبخطوات واسعة .. دخلت لغرفته مرة ثانية بتردد ..ريحة الغرفة عطر مختلط بكآآبة .. !! لفت انظارها بالغرفة .. دايماً اغرااضه قليلة وغاامضة مثله .. التسريحة ماعليها غير كم زجاجة عطر واشياء بسيطة مثل فرشاة ، وكريم وغيره ... اقتربت من السرير الواسع وجلست على طرفه وبيدها العصير .... تأملت الغرفة ..ثواني و قامت للخزانه وفتحتها ....، ملابسه قليلة واغراضه محدودة ، وثلاث ارباع الخزانة فاضية .. رجعت سكرتها وهي تتسائل عن اللي هي قاعدة تسويه .. انتبهت لفوطتها اللي كانت على السرير مكان ما كانت جالسة ، قربت وسحبتها بخفة ، ثقل الفوطة المبلولة صدم بالكاس الخفيف اللي شايلته وطاح بالارض وانكسر وانكب العصير !!
شهقت ديما وحذفت الفوطة بعيد عنها وهي تشوف بقعة العصير والزجاج المكسور اللي بالارض .. مدت يدها لعلبة المناديل ومسحت العصيرمن على الارضية وحمدت ربها انه ما طاح على السرير ولا السجادة ولا كانت الحين متورطة !!
حاولت تلملم الزجاج اللي طايح على الارض وما تبقي له اثر .. سمعت صوت المفتاح يدور بباب الجناح وقامت بسرعة وهي تلقي نظرة اخيرة على الارض بعد ما اختفى اي اثر للعصير ..
رجعت لغرفتها بسرعة وسكرت الباب وهي تزفر بارتياح !!
.
.
.
.
.
.
.
دخل لغرفته بتعب بعد ما انهى مشواره .. والقى بجسده على السرير .. دقائق و رجع تفكيره لديما .. وشلون بتنام ؟ عالاقل لازم يكون عندها غطا .. يـكـره يكــره يكررره قلقه عليها !!!!!!!!!
زفر و اعتدل وهو يفكر .. لازم يحل هالمشكلة قبل لا ينام .. فتح الخزانة يدور اي غطا زايد عنده ..لكنه مالقى .. نزل من الجناح لغرفته القديمة ، واخذ اللحاف وطلع لعند غرفة ديما .. كان بيدخل لولا انه ولسبب ما يعرفه ويقهره ،، دق الباب أول ..
ديما اللي كانت تصلي العشاا قلبها ارتجف وحاولت تركز بصلاتها وتتجاهل دقه على الباب .. ثواني وسمعت الباب ينفتح وصوته يقطع تركيزها ..
" ديمااا ؟"
شافها تصلي .. ثواني وقف فيها تحت سيطرة مشاعره ،، هز راسه ورمى الغطا على جنب .. وجا بيطلع .. لكن... في شي جذبه للخلف بقوة... تراجع عن الخروج ، ووقف يراقبها ..
ديما حاولت تطول بصلاتها قد ما تقدر .. .مراقبته لها افقدتها تركيزها بالصلاة .. سلمت و انهت صلاتها وهي تستغفر...رفعت راسها تشوف وش يبي .. ولمحت اللحاف المرمي على الجلساات ..
فتحت عيونها بخوف ودهشة لما شافته يجلس قريب منها .. ابتعدت شوي لورا .. وفياض ناظرها بتركيز ،
قال ببطىء : وبعدين ؟؟؟
قالت بصوت خافت متوتر : نــعم ؟؟؟؟؟
قال باستفسار : مطولة على هالحال ؟
قالت وقلقها يتصااعد : ا..ايــش ؟؟
قال : بتجلسين هنا طول الوقت .. ؟؟
قالت بضيق : ايش تبي مني ؟؟
قال : انتي ايش تبين ؟؟؟؟ مو انتي صاحبة فكرة الزواج ؟؟
فتحت فمها بصدمة ..
كمل بسخرية لما شاف صدمتها : ولا ّ ؟؟؟؟؟
قالت بقهر : يعني .. انت تزوجتني عشان انا قلت لك ..؟
قال يتدارك كلامها : طبعا لأ ..انا بكيفي تزوجتك ..وبكيفي مشيت الموضوع .. كان بإمكاني اكنسل كل شي لو بغيت !!
قالت فجأة بألم وانفعال : كذااااب !!!
رفع حواجبه من الصدمة .. وللحظة عم الصمت ..
قطعه بقوة وهو يكرر : كذااب ؟؟؟؟
قلبها يخفق بعنف ،من شكله وهو معصب ..اخطأت لما انفعلت.. أخطأت !!!!!
فياض انقهر وهو يسمع كلمتها ..اول مرة احد يقول له كذااب !!
وبنفس الوقت انقهر من خوفها ..
قالت بتلعثم : قصدي ... مستحيل كنت تخليني بعد ما .... يعني انا .بنت عمك و..انته .....
قاطعها وهو يقوم ويعتدل : ويعني.. عشان هذا الشي السخيف اللي انتهى بتظلين حابسة نفسك بهالشكل ؟؟؟؟؟
" الشي السخيف اللي انتهى ؟؟؟!!!! "
كررت بصدمة : شي سخيف انتهى ؟؟؟؟؟؟؟
قال : ايه .. انتهى ؟؟ فات ومااات .. ليه معلقة عليه ..!؟ الحين وضعنا اختلف.. حياتك الجديدة الحين.. ليه ما تعيشينها وتنسين اللي قبلها؟؟
قالت بانفعال مستنكر : حياة جديدة مع من ؟؟ انته دمرت حيااااتي !!!!!
وكملت لما شافته ساكت يسمعها: اصلا انت ..انت آخر شخص كان ممكن ارتبط فيه.... انته..حتى منت بحاسس باللي سويته فيني .. حرااام عليك انت ما تخاف من ربك ؟ ضميرك ميت ؟؟
دموعها سالت وهي تطلع اللي بقلبها اخيراً بكل حرقة وألــم ..
كملت بتقطع : حتى .. وانا بنت عمك .. وببيتك .. و.. انا كنت مريضة و .. ما خفت ربك .. وتعديت .. آ .. و ...
قال بانزعاج : ديمــــا ..!!!!!!
صرخت فيه :و المصيبة..،، المصيبة للحين...للحين مو حاسس بغلطتك .. ولا .. ولا كأنك سويت شي .....
تراجعت بخوف وهو يتقدم منها بغضب .. حست انها زودتها بالكلام .. واغضبته ..
مسك ذراعها بقوة وقال : يكفي ... !! لا تصارخين !!!
كمل وهو يهزها بقوة :اسمعي زين .. اللي صار هذا بالمااضي وماني مستعد اشغل بالي او افكر بشي صار وانتهى وماعادت له قيمة الحين..
وترك ذراعها وهو يتراجع ويقول بلهجة أهدى : والحين عندك خيارين .. اما تصيرين طبيعية وتعطين نفسك فرصة تتقبلين هالوضع.. أو أتصرف معك تصرف ثاني !!
راقبته برعب وهو يتحرك في مكانه .. ويدها على ذراعها اللي آلمها من مسكته ..
كمل بتساؤل :قرري الحين ايش تبين ؟؟ راح تعطين نفسك فرصة .. او أ....
قاطعته برجااء : اتركني بحالي ....لو سمحت .. !!!
تجاهلها وقال بلهجة آآمرة : اختااري !!!!!!
غمضت عيونها بقهــر ..
قالت : ايش اختار ؟؟ انا ما ابي منك شي ..غير انك تروح وتخليني بحالي !!
قال بتهديد متجاهل كلامها :قرري الحين.. منتظر جواابك !!
قالت بصوت مخنوق : تبيني اعطي.... اعطي نفسي فرصة لإيش ؟؟؟؟؟؟؟؟
قال بجدية : فرصة نعيش مثل الخلق !!
بنفسها "قول قصدك فرصة توصل فيها لمبتغاك !!"
قالت : يعني ايش المفروض اسوي ؟؟
قال :عالاقل انسي اللي صار وخلك طبيعية........!!
قالت بيأس : ما اقدر .. !!!
قال بلهجة تهديد : يعني خلاص؟ ما تبين الفرصة ؟؟
قالت بتوتر : لا ... بحاول ..
قال بلهجة غامضة : حاولي مثل ما تبين .. !!
لمحت شبه ابتسامة على وجهه .. نزلت راسها بحيرة وتوتر.. ولما رفعتها كان طلع من الغرفة ..
قامت بسرعة للباب تتأكد انه طلع نهاائياً .. سكرت الباب ورجعت تجلس وهي تمسك راسها وتحاول تركز .. تنهدت وهي تسترجع الكلام اللي دار بينهم ...... اي فرصة واي خرابيط ذي اللي يتكلم عنها..؟؟؟ مافهمت هو يهددها او..ايش يبي بالظبط ؟؟ ...فكرت ... يمكن يحاول يضحك عليها بكلمتين .. ويستغلها .. بس هو لو يبي منها شي فعلا ماراح يستخدم هالاسلوب .. اذا كان اخذه منها بالغصب من قبل .. فايش راح يمنعه الحين وهي عنده ؟؟
ليه هو بهذا الغموووض ؟؟ ياربي !!!
بس ما عليه .. بتجاريه بكلامه عشان تأمن شرّه .. وبتشوف ايش راح يصيير ..
بس والله لو حاول يأذيها لاتقلب كل شي فوق رااسه!!!!
.
.
.
.
.
.
.
طلع من عندها وهو عارف انه راح يندم على كلاامه ..،، على انخرااطه ورااء مشاعره .. ،، وعلى تفكيره الجديد ....!!
ابتسامته مازالت عالقة على شفتيه من بعد صراااعه العنيف مع مشااعره قبل شوي ..
اللي اعجبه انه طلعها من سكوتها اللي جننه !
واللي ضايقه الاسلوب اللي استخدمه معها .. مازالت نافرة وخاايفة منه ...!!
اخذ منها كلاام كثير .. صحيح اغلبه اوجعه بشكل كرييه ... لكن اهم شي .. فيه نقطة بداية تحددت وانرسمت.. ومنها راح تبدأ اشياء وتتغير اشياء كثيرة !!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
عايض بالشركة ، في دوامه المعتاد ... كان ينتظر أحمد صديقه ، اللي قرر انه يشاركه في أحد المشاريع المربحة .. وطبعا عايض كان موافق بشدة ، وين بيلقى أفضل من أحمد أخلاقاً وإخلاصاً ؟
عايض من بعد ما ديما تزوجت .. ومن اول ليلة .. حس بالفرق الوااضح .. لاول مرة يتملكه شعور الوحدة من وفاة والديه .. ان تماسك كان يتماسك عشان ديما ..وان احس بفقدانهم كانت ديما موجودة ويلهيه الاهتمام بها عن شعوره .. اما الحين ، فالوحدة اللي يشعر بها قاااتلة تلفه وتخنقه بقسوة .. يعيش لوحده .. يأكل لوحده .. ينام ببيت خالي إلا منه !!
قبل وفاة ابويه .. كان حلمه انه يكون انسان ناجح في شغله ، يكوّن نفسه ، ويكوّن اسرة .. ظل مشتت لشهور من بعد وفاة والديه .. لكن الحين وبفضل الله ، الله عوضه كثير وحقق حلمه الاول وصار مسؤوول عن شركة والده بأكملها .. والحين ..وده يحقق حلمه الثااني واللي لطالما رافقه .. لكن صوت من دااااااخل اعماقه يدعوه للتمهل والصبر ..الزواج ماهي بخطوة سهلة .. الزواج مسؤولية كبيرة .. لازم يكون مستعد لتحملها على اكمل وجه !!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
يتبع
اممم يوم الأربعاء إن أحيانا رب العالمين
والمعذرة مجدداً .. فعلا وقتي ضيق
دعواتكم لي بالتيسيير
|