كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الثاني عشر
.
.
.
فتحت عيونها ببطىء ، وهي تستوعب اشعة الشمس وضوئها القوي .. اعتدلت وهي تتذكر تدريجيا احداث الامس .. وتستوعب المكان اللي هي فيه .. مسكت راسها بإحباط .. قدامها طريق طويل ، رح تعاني فيه .. الين ما الله يفرجها عليها ..
قامت وعدلت الجلسات اللي نامت عليهم ، وجلست عليهم بحيرة .. الحين ايش بتسوي ؟؟ تحتاج الحمام .. تحتاج تتوضأ وتتسبح .. وتشرب مااء .. تخاف تطلع وتلاقيه بوجهها .. وهي مالها نفس تشوف وجهه ،و ودها تتلافى المواجهة بينها وبينه,, بس ما ينفع !
ماينفع تحبس نفسها عن هالاشياء ... ما ينفع تكون ضعيفة ، وبنفس الوقت ما تبيه يحس بخوفها وضعفها .. والا راح تكون فريسة سهلة له .. !!!!
انتبهت لهذه النقطة وهي تحس بطاقة تسري في عروقها ..
قامت ومسكت مقبض الباب .. ولثانية وقفت وبلعت ريقها ، وفتحت الباب وطلعت.. مشت الين غرفته وتجاوزتها وهي تلقي نظرة سريعة عليها .. وحست براحة كبيرة وهي تشوف الغرفة فاضية والسرير خالي .. تقدمت من الغرفة بتردد ، وتشجعت ودخلتها الى الحمام .. سكرت عليها بالقفل مرتين وهي تتنفس براااحة وتبتسم بانتصار .. و تحولت ابتسامتها فجأة لاحباط لما انتبهت انها ما معها ملابس ولا منشفة يعني ما تقدر تتسبح ..!!
طبعا مستحيل تغامر بالخروج الحين بعد ما نجحت بالدخول !!
و بعد ربع ساعة كانت متوضية و مغسلة شعرها فقط ولافة عليه منشفة من اللي كانوا بالحمام ، على الاقل شيء أفضل من لا شيء .. !
فتحت الباب بهدووء وطلت منه عالغرفة .. اللي كانت مازالت فااضية .. طلعت بخطوات سريعة ومشت لعند غرفتها ..
دخلت وسكرت الباب وتساندت عليه برااحة وهي تغلق عيونها بحركتها المعتادة وتحمد ربها في سرها ..
فتحت عيونها وهي تمد يدها للمنشفة على شعرها تبي تفكها .. وشهقت بقوووة من اللي شاافته قدامها ...!!!!!
كان وااقف بوسط الغرفة ويطالعها بنظرة غااامضة .. !
يدها افلتت المنشفة بارتجااف ، وتراجعت لخطوتين ولصقت بالباب اللي دخلت منه ..
تسائلت بقهر .. ليه واقف هنا ؟ على ايش ناوي ؟؟ وليه يطالعها بهذي النظرة ؟؟؟
حاولت تتماسك وهي تتذكر انها لازم توريه انها قوية ..وما تخاف منه .. مع ان شهقتها قبل شوي تثبت العكس ..
قالت بصوت مهزوز : ممكن .......تطلع برا ؟
.
.
.
.
.
.
.
فياض كان طالع من المطبخ ، ورايح لغرفته ..و اول ما دخلها سمع صوت انسكاب المااي بالحمام وشاف بابه مقفل .. وتفاجأ !!
.. ولدهشته ، ابتسامة صغيييرة جدا ظهرت على طرف شفته .. لمح انعكاسها عن بعد في مراية التسريحة .. وحس بفضول يشوف كيف نامت ليلة امس بعد ما تركها واحتل الغرفة لحاله .. توجه لغرفتها ودخلها ببطىء .. ناظر الجلسات المرتبة ، واغراضها البسيطة بركن الحجرة ..وحس بوخز مبااغت يكرهه ، في صدره !
كيف نامت على هالمراتب الجاامدة ، بدون لحاف ولا غطا ؟ يمكن ما نامت ابد ؟؟ ويمكن ........
التفت بعصبية عشان يطلع ويوقف انجراف افكاره ومشاعره واحساسه بالذنب ..
وتفاجأ بدخلتها السريعة واغلاقها للباب ثم شهقتها وتراجعها بخوف، وصوتها المهزوز وهي تقول :
" ممكن....... تطلع برا ؟"
تقدم لخطوات ناحيتها وهو يتجاهل طلبها :انتي نمتي هنا امس؟
مصدومة ... وظلت ساكتة ماردت ..
قال باستغراب : أسألك !؟
رفعت راسها بتردد : ايه هنا ...... ممكن تطلع ؟؟
قال : وليه ما نمتي بالغرفة ؟
ارتجفت اطرافها وكرهت خوفها وتوترها في هاللحظة ..
قالت وهي تنزل راسها : مستحيل انام هناك ...!
قال باستغراب وكأن الامر عادي : ليه مستحيل ؟
قالت بشك وتوتر : وو... انت ..وين تنام ؟
قال بنفس الاستغراب : وين بنام يعني ؟ بنفس الغرفة !!
رفعت راسها وعيونها مفتوحة على الاخير بصدمة واستنكار وهلع ..
قالت بصوت متقطع : مســ .. مسـتحيـ..ـل !!
قال بلهجة مستهترة : وش فيها .. مو انتي زوجتي ؟؟؟؟
ما قدرت تسمع منه اكثر .. وهي تحس بكلامه جاب لها الغثيان .. لهالدرجة ما هو شايف .. ان وضعهم غير طبيعي بالمرة ؟؟
التفتت ومسكت مقبض الباب تبي تفتحه وتبتعد عنه .. دام ما هو ناوي يخرج ..!!! لكنها صدمت بيده وهي تبعد يدها عن المقبض ..
كمل كلامه ببساطة : وبعدين ..اتوقع اللي صار بيننا مايعطي اي مجال للحيا.. !
اللي صار بيننا ؟؟
بينـــنا ؟؟؟
يتكلم وكأنها اشتركت بنفس الجرم .. !!!
مو قادرة تصدق اذنها.. وما استوعبت ..
الا انها مدت يدها للمقبض باندفاع وهي تقول ببغض وتلعثم : انــت ...انت....
ما منعها هذي المرة .. وهي تمسك مقبض الباب وتفتحه ..وتطلع قبل لا تكمل كلامها .. راحت للصالة ركض وهي ما تشوف قدامها من الكره اللي خلفته كلماته .. كانت تبي تقول له بأعلى صوت .. انت ..........أحقر إنساااان على وجه الارض !!
.. ياربييي ,, وش هالانسان اللي ما عنده ذرة احساس !! .. وهي الغبية اللي تخيلته ندمااان ويبي يصلح غلطته .....
قال تنام بالغرفة قااال !! تعرف مبتغااه .. اكيد ما تزوجها بهالسهولة الا ويبي مقاابل!! ومستحيل تنوله اياه ..! مستحيل !!
كلها فترة وتمر ..و راح تخليه يحررها ويطلقها قبل لا يوصله !!! مهما كانت صعوبة الامر ! راح تبذل قصارى جهدها ّ!!!!!!
سحبت قارورة ماي وشربتها على ثلااث دفعات .. المواجهة والكلمتين اللي نطقتهم نشفوا ريقها .. !! دخل للمطبخ وراها وهي واقفة ومازالت القارورة بيدها .. سكرت عيونها لثانية بضيق .. وبسرها رددت "الله يستر !!..
مد يده من قدامها واخذ قارورة مااي وهو يقول : جهزي نفسك العصر بنطلع نتغدى برا ..
ظلت ساكتة وهي معطيته ظهرها .. الين شرب وطلع برا المطبخ ..
التفتت ببطىء وهي ندمانة انها ما اعترضت على كلامه .. ما تبي تروح معه لاي مكان ..
وبعد التفكير استحسنت الفكرة .. برا وقدام الناس بترتاح من توترها وخوفها .. وبتتخلص من انفراده فيها هنا .. !!
رجعت لغرفتها بخطوات سريعة متغاااضية عن النظر لأي مكان آخر .. سكرت بابها هالمرة بحذر وهي تسمع صوت اذان الظهر ..
فرشت سجادتها بعد ما رددت ورا الاذان .. صلت وقرت اذكار مابعد الصلاة .. وجلست بملل ..وتنهدت وهي تقول : الله يصبرني من الحين للعصر !!
.
.
.
.
.
.
وقف قدام الحوض الواسع ..وغسل وجهه اكثر من مرة وهو يلاحظ السوااد تحت عيونه ويعترف بذهنه انه من فترة ما اهتم بنفسه كثير مثل السابق .. انشغل عقله بأشياء كثييرة مختلفة ..
تذكر دخول ديما للحمام الصباح وفتح الخزانه الصغيرة اللي فوق الحووض بقلق ..
اخذ شريط الحبوب اللي على الرف وطلع من الحمام وخباه بدولابه تحت الملابس .. حتى وان شافتها ماراح تكتشف وش هي .. لكن الحذر واجب ..دام انه مو عايش لوحده الحين !!!
تذكر موقفها الصباح .. وندم على كلاامه .. وش صار له ؟؟ تنام وين ما تنااام اييييش دخله هو ؟؟ هل هو تأنيب الضمير اللي يكرهه .. او هل كان على وشك يتسرع باندفاع غريب يكرهه ايضاااً ؟؟؟
عجز يلاقي جواب لان ببساطة .. كل هذي المشاعر كانت تعتمل في صدره .. وبقوة .. !!!!!!!!
قرر يغديها برا .. تغيير .. وبنفس الوقت يضمن انها راح تاكل ويتخلص من احساسه الكريييه بالذنب !!
.
.
.
.
.
.
ما انتبهت انها غفت الا لما سمعت اذان العصر .. قامت ورقبتها تعورها من النومة المعوجّة .. سمعت صوت صادر من معدتها .. كانت جوعانة .. حييييييل !!!
حطت عبايتها على جنب مع الطرحة والنقاب .. بحيث تكون جاهزة للخروج .. وفرشت سجادتها و.... تذكرت انها غفت .. ولازم تتوضأ ..!!
طلعت من غرفتها وهي مستثقلة فكرة انها تشوفه مرة ثانية ..
ولحسن حظها راحت للمطبخ وتوضت ورجعت لغرفتها بدون ما يحس فيها ..
صلت ومن جوعها قررت تلبس حجابها وتروح للصالة تنتظره هناك .. مو هو قالها تجهز وتنتظره ؟؟
طلع من غرفته وهو لابس ثوب ناصع البياض بدون شماغ او اي شي على راسه ..
سأل بدون معنى وهو يشوفها لابسة وجاهزة : ...جاهزة ؟؟
قالت باختصار : ايه
توجه لباب الجناح وهو يقول : يللا ..
مشت وراه وهي تحس البيت كله غريب عليها ..كأنها لأول مرة تشوفه .. وفي الصالة التحتية لمحت شخص جالس عند الكنب ..
كانت واقفة على مسافة بعيدة من فياض .. وهي تراقب نايف اللي قام وتقدم من فياض وهو يقول : هلااا والله بالمعرس ..
نايف ماكان منتبه لوجودها خلفه ... فتنحنح وقال : مبرووك بنت العم ..
صوتها المحبوووس طلع بصعوبة بعد ما استوعبت : ... الله ..يبارك فيك ..
التفت ورجع لمكان ما كان جالس بعد ما قال : توكلوا على الله .. خذوا راحتكم ..
مشت ورا فياض اللي استغربت ما تكلم مع اخوه ولا كلمة .. كان ودها تعرف نوعية العلاقة بينه وبين بقية البشر .. غير اخوها !!!!
وصلوا للسيارة ، ركب فياض بمقعده ، وهي وقفت لثواني مترددة .. وبعدين فتحت الباب الامامي وجلست .. بتكون مجنونة لو فكرت تجلس ورا .. !!!
لصقت وجهها بشباكها وهي كاااارهة للسيارة الصغيرة .. وتقول بنفسها بسخرية " ما قدروا يقربون هالمقعد اكثر من كذا ؟؟ كان خلوهم مقعد واحد افضل وريحوا انفسهم!!!!"
وطاال الطريق ... ما تدري ليه تحس كل خطوة في وجوده تصير بطييئة والدقاائق تصير ساااعات .. والثواني تمر بثقل !! ان كان هذا نص يوم مر .. فكيف بالباقي ؟؟؟
الصمت وحده هو اللي لازم الطرفين طوول الطريق.. تمنت لو كان في اي صوت يقطع هالهدوء ..
وهذا ما فكر يشغل راديو ، اذاعة .. شريط ؟؟
من زوود الهدوء تحس انفاسها كانت مسموعة بشكل واضح ، مثل ما هي سمعت انفاسه المنتظمة بكل وضوح !!
واخيرا وقفت السيارة عند مطعم .. هادىء وراقي .. ركن السيارة ونزل منها ..و فتحت الباب ونزلت تمشي وراه ..
دخلوا للمطعم وفياض خلا النادل يوديهم لغرفة مغلقة .. اولا لانه يكره الاختلاط بالناس وانه يكون محط انظارهم .. وثانيا لان معه ديما ..
اما ديما بالرغم من انه صعب يجلسون بطاولة مفتوحة ، الا انها غضبت بشدة لما طلب طاولة مغلقة .. يعني وين ما راحوا بيستفرد فيها .. الحيين كيف راح تااكل أو تتنفس حتى ؟؟
دلهم النادل على الغرفة ودخلوا لها .. كانت عبارة عن قطعتين صوفا متقابلتين ، بينهم طاولة زجاجية كبيرة بنفس طول الصوفا .. جلس فياض ببساطة على احداهم.. وديما وقفت بمكانها تقااوم توترها واحراجها وكرهها وكل مشااعرها المتخبطة .. ما تبي تجلس معه وجها لوجه .. ومقابلة له ..
قال وهو يناظرها بهدوء : ليه واقفة .. اجلسي ..
اقتربت من الصوفا وجلست عليها ببطىء وتردد ..
قال باستخفاف : اكشفي وجهك .. ماحد يدخل هنا الا باستئذان !
كان ودها تصرخ فيه " عـــــــارفة !! " ..
اغضبتها لهجة الاستخفاف اللي نطق فيها وتمنت بهاللحظة بالذات تعرف وش فكرته عنها .. يمكن يشوفها طفلة غبية ما تفهم .. سهل يستغلها ويضحك عليها ؟؟ ولعت الفكرة في راااسها ، وامتلأت نفسها بالقهر !!!
خله بس يتجرأ ويقرب منها ويشوف هالطفلة وش بقلبها من كره وحقد عليه !!
مدت يدها تشيل نقابها مع انها كانت خاايفة مشاعرها تظهر على وجهها .. وتبان له ..
شالت نقابها واعادت لف طرحتها بإحكام .. وتحاشت النظر لمكان اخر غير رجولها ..
امسك فياض بالقائمة اللي قدامه .. ومد لها وحدة مثلها ..
قال : خذي القاائمة .. واختاري
مدت يدها وسحبتها منه،،
بغض النظر عن اي شيء ثاني .. هي جوعاانة .. بل مييييتة جووع وتحس بهبوط بدأ يباغتها ودوخة !! وماتبيه يلاحظ ضعفها ..
لذا راح تطلب وتااكل على راحتها .. وخله يولي ولا يفكر مااايفكره عنها ..!
ماراح تخلي العند يسيطر عليها وترفض الاكل.. ثم تندم !!
كانت اغلب الاكلات متضمنة المعكرونة والارز.. شافت الافضل تطلب ساندويشات عشان ما تتورط بالاكل قدامه .. واذا حست بصعوبة موقفها سهل تاخذها معها للبيت !!
جاهم النادل بعد شوي .. فياض وقف لباب الغرفة و شرح له وش يبي .. وبعدين ناظر ديما باستفسار ..
سألها : ايش اخترتي ؟
قالت وهي تمد له القائمة وتأشر على الوجبة : هذا
اخذ القائمة وهو يناظر طلبها باستغراب ..
والتفت على الجرسون وهو يقول : خليهم اثنين باستا واثنين عصير واثنين من الديزيرت ..
رفعت حواجبها بدهشة وهي تسمعه يقول للنادل يجيبلها مثل طلبه هو.. وثواني وتحولت دهشتها لغيظ .. ليه ما جاب لها اللي تبيه ؟ مو هو اللي طلب منها تختار .. سكتت وما تكلمت بالرغم من غيظها وقهرها ..
قال بهدوء وهو يجلس : حلوة الباستا راح تعجبك .. قد جربتها !
"يا سلاام على برووودك ياخي .. ولا كأنك مسوي شي .. ولا كأنك ظلمت واعتديت .. للحين ما سمعت منه كلمة اعتذار .. او اي فعل او قول يدل على ندمه ... او احساسه !! لاااه ويتصرف بكل هدوووء وبرود اعصاب ....ما كل شي يمشي على كيفه هو!!!!!"
فكت طرف طرحتها وهي تحاول تاخذ نفس عميق يخفف من اختنااقها .. رفعت طرف عينها تشوف ايش اللي الاستاذ منشغل فيه بهالوقت الضاايع .. وعيونها تجمدت للحظة وهي تلتقي بعينه .. قاعد يناظرها .. وش يتأمل فيها بالله ؟ نزلت عينها وهي مو قادرة تتحمل الوضع .. لاول مرة تحس بهذا الضغط النفسي الرهيب ..وانها على وشك الانفجاار .. من التوتر والقهر والغضب الجديد عليها ..
ولحسن الحظ جا النادل بوقته ولبست ديما نقابها لما دخل النادل يحط الاكل ويرتبه على الطاولة ،، حط لها صحن المعكرونة الشهي قدامها ..وبجنبه كاسة عصير كبيرة منعشة .. وبعيد عنه شوي صحن فيه قطعة من الكيك المغري .. للحظة حست بجوعها يزييد .. حست بعدها بإحباط ... كل هذا راح تضطر تاكله قدااامه ؟؟؟؟؟
حاولت تقنع نفسها .. يعني هو بيقعد يطالعها طول الوقت ؟؟ ولا راح ياكل .. ؟ حست بغباااء من هالافكار .. وقررت تاكل وتخليه يولّي !!!
راقبها وهي تمسك شوكتها وتبدأ بالاكل ببساطة .. مستغرب من تناقضها .. من الامس لليوم .. مابين الحزن .. والخوف .. والهلع .. والحين .. الهدوء .. والثبات ..
مسك شوكته وبدأ ياكل وعينه عليها .. يحب الاحساس اللي يعتليه لما يتأملها .. واكتشف من الامس لليوم ان قربها احلى .. بغض النظر عن احساسها تجاهه ..
كان ياكل ببطىء ، وبالرغم من جوعها واكلها السريع .. الا انه خلص قبلها .. وبدقة شديدة بدأ يراقب حركاتها .. وفكر ..
لو يستسلم لمشاعره هذي .. لو ينسى كيف هو .. وكيف تعود يكون.. ويبدأ يطاوع افكاره .. ويسلم نفسه لسيلها المنجرف .. ويتعايش مع الاختلاف اللي ينمو بدااخله !!
ديما حست انها اخذت راحتها بزيادة .. اكلت صحنها كامل .. وحست بطنها خلااص ما عاد فيها مكان .. شربت شوي من العصير وماقدرت تكمل .. والكيك ما عادت قادرة تناظره اصلا من كثر ما اكلت وانسدت نفسها .. حست كأنها كانت تاكل فقط عشان تقنع نفسها بافكارها .. لان شهيتها لما بدت تاكل كانت مختفية .. وجوعها فقط هو اللي كان باقي ..
جلست لدقائق بصمت .. ما تبي ترفع عينها وتشوفه .. بعد شوي جاتها فكرة ..
قامت من مكانها وقالت : بروح ..الحمام ..
قال مباشرةً : روحي ..!
طلعت من الغرفة وهي تسحب نفس عميق .. وسألت عن الحمام وراحت له .. غسلت يدينها ببطىء وهي تناظر وجهها بالمراية .. شاحب ومطفي .. امس بالعرس ابهرها شكله .. ابتسمت وهي تتذكر خالاتها وتعليقاتهم .. ياترى الحين رجعوا سافروا ؟ ولا لسا بالبيت مع عايض ..
حنت لاخوها وطلعت جوالها من شنطتها وقررت تتصل عليه .. لما حطت التليفون على اذنها تذكرت انها اول يوم بعد العرس .. عيب تتصل على اخوها وش بيقول عنها ؟؟ المفروض هو اللي يتصل وبعد ايام مو الحين .. لكن فات اوان التراجع ..!!
سمعت صوته يقول بترحيب : هلاااا والله بالعروس ..
قالت بخجل وارتباك : اهلييين عايض ..شلونك ؟
قال : الحمد لله .. انتي شلونك ؟ وشلون فياض؟
تنحنحت وهي تحس بخجل وغباااء وندم من اتصالها ..
قالت : الحمد لله .. بس حبيت .. اني ..مممم.. قصدي ..خالاتي سافروا ؟؟
قال بضحكة : شفيك ؟ ايه سافروا امس بعد العرس على طول ..
قالت : اهااا .. واطمنت عليهم وصلوا؟؟
قال : ايه طبعا .. وصلوا بالسلامة ويسلمون عليك ..
قال بشك لما ظلت ساكتة : يعني اتصلتي تسألين عنهم وبس؟
قالت :لا .. ايه .. اطمن عليك وعليهم ..
قال : اهم شي .. اطمني وانبسطي ولاتشيلين هم او تشغلين بالك بأي شي ثاني..طيب؟
قالت بهمس : ان شااء الله ..
قال بحنان : يللا حبيبتي انتبهي على نفسك ..
قالت : وانت بعد .. مع السلااامة ..
سكرت منها وهي تخبط راسها بخفة .. غبية ليه اتصلت واحرجت نفسي عنده ؟؟ طلعت من الحمام بعد ما عدلت نقابها .. ورجعت للغرفة .. كان فياض واقف ومعه دفتر الفاتورة ..
اول ما شافها قال بحدة : اخيرا .. ؟وين كنتي؟
قالت بهدوء : بالحمام ..
قال :يعني بتكملين اكلك ولا نمشي؟
قالت ببرود : لا ...نمشي
اعطي الدفتر للنادل وطلع برا وهو يأشر لها تمشي معه..
وفي طريق العودة اللي كان هادىء جداً ... ديما كالعادة وجهها مقابل الناافذة .. وفياض حس بصداع رهيب يخترق جمجمته ، ومحتاج يروح للبيت بسرعة وياخذ حبوبه ويريّح ..
.
.
.
يتبع
ان شاء الله يوم السبت
و المعذرة على التأخير
|