الايام .. تمر سريعاً ، تخالف رغبة الانسان بعند ..
عندما تنتظر حدثا سعيداً .. فإنه يأتي ببطىء ..وعلى مهل ..
وعندما تنتظر كارثة ، حتمية ..لابد واقعة على رأسك .. فإنها تأتي مسرعةً لتتلقفك وسط ذهولك .. وقبل أن تدرك نفسك وتستعد،
تكون قد أطاحت بك ، ولفت قيودها حولك بإحكام !
كلما مر يوم .. كان قلقها يزيد .. وخوفها يكبر .. ونفسها تنسد اكثر واكثر .. ما تتخيل..... بعد ايام .. راح تجتمع مع انسان .. كان السبب في القضاء عليها .. في تحطيمها ..في تمزيق روحها ... وانتشال كرامتها .. وعفتها .. وطهرها .. بكل قسوة .. وانعدامٍ للضمير !
قدرتها على الاحتمال كانت كبيرة .. وواسعة المدى ..و تسائلت قريباً جداً ... وبعد كم يوم .. ولما يحين وقت الزواج ... هل راح يظل احتمالها كما هو ..هل راح تظل صامدة ؟؟
وبقي سؤالها معلق ..على امل تكون الاجابة مثل ما هي عليه.... بنعم !
كانت جالسة بالصالة لما شافت عايض جاي لعندها ومعه البوم كبير ، ناولها اياه ،
قال بابتسامة : شوفي هالالبوم واختاري اللي يعجبك ..
قبل لا تسأله وش هذا ؟ فتحت الالبوم وهي تتفاجأ بصور كوشاات كثيرة ،، البوم ضخم يحتوي على ديكورات متعددة لكوشات أفراح فخمة ..وراقية ..
قال : واحد من معارفي دلني على مكتب لتصميم ديكورات لصالات الافراح .. شغلهم راقي وحلو .. ابيك تختارين اللي يعجبك ..
بلعت ريقها بصعوبة وتصفحت الالبوم ببطىء ..
قالت : بس ..شكلها مكلفة مرة ..و أي شي بسيط بيطلع حلو ..
قال بابتسامة : لا .... وظيفتك تختارين وبس .. والباقي لا تشغلين بالك فيه ..
ردت له الابتسامة باضطراب وقالت : طيب ..خليه معي شوي الين ما اتأمل فيه واختار
تركها وقام وهو يقول : انا بقوم اريح .. وعلى بالليل عطيني اياه وشوفي متى تبين تطلعين للسوق .. لازم نستعجل ديما من الحين .. ما شريتي فستانك ..
تحاشت النظر في عيونه عشان ما تفضح نفسها : باقي وقت طويل .. لما تفضى ان شاء الله ..
عايض رجع لخطوات عندها وفتح عيونه بدهشة : وين الوقت الطويل هذا .. باقي اقل من اسبوعين .. ؟!
ماكانت محتاجة احد يذكرها .. حست بقهر ..
سكرت الالبوم وقالت : خلاص وقت ما فضيت وديتني ..
قال : طيب ..لأن هالمؤسسات بعد تاخذ وقتها في الشغل .. نبي كل شي يكون جاهز قبل الوقت ..
هزت راسها بموافقة .. واستسلام ..
قامت وهي ماسكة الالبوم وكأنها ماسكة حمل ثقيل ..
راحت لغرفتها وهي شايلة هم التجهيز والاستعداد ....
وتسترجع ذكرى لحلم قديم ...فاجئتها ذكراه ..
حلم بعرس .. وفستان .. وكوشة .. !!
كأنها تخيلت نفسها بنفس هالوضع ؟؟ الحين؟؟؟؟ كأنه ؟؟
ويا للفرق الشاااااااسع بين حلمها .. وبين هذا اللي تعيش فيه !
وآهٍ من ذويّ الأحلام .. وحين توأد الاحلام ..
حين تدفن و تحصد الاحلام ..
حين تنهار قطرات من حلم على صفحات الماء .. ثم تتوسع .. وتتوسع و تختفي !
حين تبقى أمنياتك في طي الكتمان لأزمان .. وأزمااان ...تخبئها وتحفظها لوقت ما ......... ثم تتفاجأ بها تذوب وتختفي !
دعني وحلمي فقد خابت أمانينا
هل من أمانٍِ يعيد النبض يحييــني؟
كم من زمان كئيب الوجه بعثرني!
واليوم عدت ونفس الجرح يدميـني
حصد السعادة والاحلام تجفــــاني
نهر من الحزن يجري في شراييني
جرحي العميق ولا شيءٌ يداويه
لا الجرح يَشْفــَى ولا الشكوى تعزيني
إني أموت بيومي ألف مراااتٍ
لم يبق شيء سوى صمتي يواسيـني!
كان الدواء سموما في ضمائرنــا
فكيف جئتُ بداء كي يداوينــــي؟؟؟
كان الحنين إلى الماضي يؤرقنــي
واليوم ابكي على الماضي ويبكيـني
من يرجع العمر منكم من يبادلنـي؟
يوما بعمري لأحيي طيف ماضيـنا؟؟
عمري شموع على درب المنى احترقت
والعمر ذاب وصار الحلم سكينـا
العمر في الحلم أودعناه من زمن
والحلم ضاع ولا شيء يعزينــا
(*أبيات عشقتها .. لفاروق جويدة .. نقلتها بتصرّف)
رجعت تستغفر ربها .. فهي مقتنعة بأن لكل ظالم نهاية .. ولكل ظلم عاقبة .. والله يمهل ولا يهمل .. وإن شاء الله بياخذ لها حقها وبيعوضها ...... بيعوضها....!!!
مسحت قطرات الندى من على وجهها وهي تسحب نفس عميق وترجع تفتح الالبوم .. وتبتسم لذكرى فرحة عايض وهمته العالية بالاستعدادات ..
في هذه الفترة .. كان شغل عايض الشاغل في عرس اخته وكيف يطلعه بأفضل صورة .. سأل عن افخم التجهيزات وأجّر مؤسسة يقومون على الحفل من بدايته لنهايته ، من خدمات وغيره .. هي ليلة وحدة وفرحة عمر أخته .. غير انها اخر ليالي ولايته عليها .. إن ماكان هذا أنسب وقت يحاول تعويضها فيه .. فمتى ؟؟؟؟
وفي الايام القليلة الماضية .. كانت تتهرب منه.. فتركها على راحتها لفترة طويلة وهو ينتظرها .. لكن الحين والعد التنازلي السريع بدأ .. استعجلها .. وعلى إنها عروس طبيعية ..المفروض في أشياء كثيرة لااازم تسويها ..متى بتلحق؟!
وأخيراً راحت معه للسوق حتى ياخذون فكرة عن الفساتين .. تدري ان الفساتين فيها تفصيل وفيها جاهز .. وتدري ان اخوها ما يعرف عن هالاشياء ولا يفقه فيها شي ! ..... فما قالت له .. قررت بتاخذ جاهز وتريح عمرها ... ما تبي اصلا تثقل عليه بفرحة زائفة .. وبعدين هي أصلاً ما تحب ماركات ولا اشياء فخمة مرررة ..ولا تشجعها ... اهم شي فيه .. يكون بسيط وأنيق.... وساتر .. مناسب وبس!
كانت معها الخدامة اللي اصبحت كمسااعدة لديما .وتعلقت فيها وبشخصيتها ... بدأت تتفرج على الفساتين وعايض يراقبهم من بعيد شوي وشوي ينتظرهم بجانب وهو يتكلم بالجوال .. أو ينشغل بشيء آخر ...
كل تفكيرها كان في الناس اللي بيحضرون عرسها والمفروض انها تكون بأبهى صورة امامهم ..لعل و عسى مظهرها يساعدها في اخفااء ارتال الحزن اللي راح تحاول تخفيها ليلة العرس !!
ولقت مبتغاها أخيراً .. و بعد بحث قصير ..
فستان طويل ملحق به ذيل دائري قصير ، ينزل من منطقة الخصر على واسع ، لكنه ضيق من عند الخصر والصدر ، وفتحة عنقه ضيقة بها زخارف ناعمة ذهبية ، أكمامه قصيرة .. عليها نفس الزخارف.. وقماشه خليط بين البيج والابيض ..
عايض اشتراه بدون تردد بعد ما شافه ..و ناسبت قياساته ديما .. وتم استلامه في الحال ..
بعد ما خرجوا من المحل .. سألها ان كانت تبي تشتري شي ثاني .. وفكرت .. أكيد متوقع انها راح تتسوق لعرسها .. هي ما كانت ناوية .. ولا تبي اصلا تجيب أي شي خاااص بالزواج .. عايض لما شاف ترددها تركها مع الشغالة وقال لها ترجع للسيارة لحالها اذا خلصت .. وترك معها فلوس ..
ما رفضت .. لكنها وقفت بتردد .. تطالع في المحلات ..
ايش تشتري وليه ؟؟ وعشان ايش؟ وكيف ؟؟
الفستان .. ولزوم الوااجهة اللي بيشوفونها الناس ..
غير كذا ... مستحيل تفكر تجيب أي شي له علاقة بهالزواج ولو كانت مجرد عبايات سودا جديدة ..!
هذا فقط .. تصحيح خطأ ... و المفروض هذا الشيء يكون مفهوم للطرف الثاني ..وعلى العموم عاجلاً أو آآآآجلاً راح يفهم .. !!
أو .. ممم جاها خاطر مخيف .... معقولة ..هو يفكر انه بيتزوجها زواج عادي .. طبيعي .. مثل كل الناس ؟؟ لا لا.. اكيد لا .. ..
وانفتح باب من التفكير بعقلها ما قدرت تسكره ..
مهما حاولت تتجنب التفكير فيه ، ترجع له..
وتدافعت الاسئلة في عقلها .. وتزاحمت ..
هو .......ايش يسوي الحين ؟؟ وكيف شايف زواجهم وكيف منتظره ؟؟ و كيف تفكيره.. ؟؟ يبي يصحح غلطته فعلاًً ؟؟ ولا بنيته شي ثاني.. ؟؟
ودها تعرف .. قبل لا ينفرد فيها وتتواجه معه .. تبي تاخذ ولو فكرة عن غرضه من تلبيته لطلبها.... هذي النقطة مخوفتها بشكل كبييير .... !!
بس مهما كان .. مستحيل تغفر له اللي هو سواه ... وإن اعتذر..وإن صار ما صار .. وإن تزوجها ورضي يصحح غلطته .....
ففعلته .....لا تغتفر .. لا تغتفر ........ !!!
مستحيل تنسى ... ! ومستحيل تمسح احتقارها له .. ولو طال الزمن ... ومهما جلبت هي الاعذار !! هو نزل نفسه لتحت .. بل للاعماااق.. في عينها ..! ومستحيل يقدر يعلي من صورته .. ولو مهما صار ومهما سوااا ... !!
نادت سيتي اللي وقفت عند المحلات تتفرج عليها من برا
قالت : سيتي .... يللا بابا عايض ينتظرنا برااا ..
جات الخدامة وهي مستغربة ديما ما شرت شي لزواجها ومادخلت ولا محل
عايض بنفس الوقت جاه اتصال من شخص .. كان ناسيه تماما مع مشاغله بالعمل وبزواج ديما ..
كان أحمد ... اللي من بعد ما أخذ رقمه ما جا على باله يتصل عليه ولا مرة .. كلمه ..و سأله عن أحواله ... وعايض استغل فرصة اتصال هذا الشخص الرائع ودعااه مع أهله للعرس ، وأصرّ عليه .. ووعده أحمد بتلبية الدعوة .. بعد ما بارك له بزواج ديما ..
لما خلص كانت ديما بالسيارة من وقت قصير وسيتي جالسة ورا....
سألها وابتسامته متسعة : هااه ما شريتي شي ؟
قالت : لا .. ما اتذكر ايش احتاج بالظبط ..
قال بشك : آها .. طيب شوفي اليوم يا ديما لا تأجلين .. بكرة ولا بعده اوديك أي مكان ثاني ..
قالت تصرف الموضوع : ان شاء الله ....ممم اللي كان يكلمك الحين ... أحد أنا أعرفه؟؟
قال وهو يحرك السيارة : لا ما تعرفينه .. ليه ؟
قالت : لا.. بس .. سمعتك تعزمه وتعزم اهله .. حسبت اني اعرفهم ..
قال وهو يحرك السيارة : هذا واحد تعرفت عليه لما سافرت .. ووعدته اتواصل معه وانشغلت ونسيت .. بس ناااس محترمين ، ياليت تصير فرصة تتعرفين عليهم ..
قالت بفهم : آهااا .......... طيب و ...اممم انت عزمت ناس كثيرين ؟؟
قال : انتي بس اعزمي من تبين .. ولا تشيلين هم الناس ..
كل شي سار بسرعة .. فجأة رجع لنفسه..كأنه كان نايم وصحى .. ما يدري هو كيف بدأ الموضوع ، ؟؟ وكيف مشى فيه بكل هذي السهولة وهذا الانقياد !؟
هو عطى كلمه .. وما يقدر يفرط فيها أمام الكل .. مع انه مو ناوي ومازالت الفكرة عاجبته ...... ومازالت لهفته متواجدة .. لكن التناقض المزعج بداخله يشتته ........ يحس نفسه مستسلم مرة ..بشكل يضاايقه !!!
... مع انه هو يرسم خطواته ، لكنه ينصدم في كل خطوة ، ويتسائل الف مرة ..كيف خطاها؟؟
ما صار يطلع لاجتماعات اصحابه ... ولا عشان يشوف لولوة مثل العادة ويقابلها .. ومن مكالمتها الاخيرة ، انقطع الاتصال بينهم ..
و حتى عزوز...... صار يمشي عنده عالسريع وبسرية تامة ياخذ الاغراض اللي تهمه ويمشي ..
مشكلته رجع للحبوب مثل أول .. لكن بس تهدا افكاره شوي ويشوف ايش بيسوي مع ..ديما ،، راح يرجع يفكر كيف يتخلص منها من جديد .. لانها تربطه ... وتقيده .. وهو مازال في البداية .. يعني تركها مو بالصعوبة البالغة !
دوامه ماشي بهدوء .. وبرتاابة .. حس بأنه شغل جزء كبير من وقته كان فاضي وكان محتاج يشغله بشيء على الاقل يعود عليه بالنفع ..وبنفس الوقت مرتاح له !
وبتحديد موعد الزواج .. بدأت أفكاره ترسى أكثر ........
ما عمره تخيل انه يوقف بعرس على انه هو المعرس ..!!!
فكرة غريبة عليه وما استوعبها للآن !!
فكر بديما .. وما قدر يحجبها عن خلايا عقله وتفكيره ..
ايش تسوي بهالايام ؟؟ فرحانة ؟ زعلانة ؟ تستعد ؟؟ كيف بتقابله ؟ كيف بتتصرف معه لما ينفرد فيها ؟؟؟؟؟؟
مستعجل يبي لحظة اللقاء تجي .. ،،
عشان يكتشف هالاشياء كلها بنفسه .. ويشوف وش الحل مع مشاعره ولهفته هذي !!!
ومازالت الايام تمر ببطىء شديــد ،، نواف مع بعض من اصدقائه طلعت في بالهم فكرة السفر للخارج والدراسة وبدأو يبحثون فيها .. وهو بدأ يفكر كيف يفاتح نايف بهالموضوع ..
أما فياض فقام بتجهيز الجناح اللي فوق بمساعدة اخوانه ، له ولديما .. ولو مبدئياً بترتيب الاساسيات فيه ..
اما الايام المتبقية القليلة .. فكانت فيها مفاجأة مذهلة لديما ،، وهي قدوم خالتيها أو بالاصح خالات أمها مع بناتهم .. كانت فرحانة بشكل لا يصدق .. وعايض كان اسعد منها لأنه اخيراً لقى أحد يوقف مع اخته ..
كانت بادرة طيبة منهم انهم يجون قبل العرس بأيام ، لأنهم عارفين انها وحيدة وما معها أحد .. وهي في مثل عمرها هذا ،، تحتاج بشدة لأحد يوقف معاها ، وخصوصا بعد فقد أمها ..
ديما مع إنها ما تعرفهم كثيير ، من سنة لسنوات ما تشوفهم غير مرة .. لكنها كانت متأثرة كثير بقدومهم .. خصوصا الخالة الصغرى منهم (منى – 31سنة) كانت تشبه أمها بشكل كبيير ، في كلامها وحركاتها وعنايتها .. وبنفس الوقت اللي حست فيه بمدى افتقادها لوالدتها .. حست بنفسها تقوى أكثر ..خالاتها وبناتهم اشعروها بأنها مو وحيدة .. وإن لها أهل يحبونها ، يقيمون وجودها .. ولو كانت محبتهم لها من محبة والدتها .. على الاقل .. ريّحها إنه في أحد بجنبها .. يشغلها عن تفكيرها .. ويخفف من الحمل عن عايض اللي كان مشغول بها لدرجة الحيرة والهمّ .. والشيء المريح اكثر .. وقفتها معهم في يومها الصعب .. اللي ما تدري وش بتكون حالتها فيه !
اقامت (منى) معها بغرفتها ، والخالة الكبرى (عزيزة – 50سنة) مع البنات في غرفة اضافية .. عايض صار يطلع اغلب الوقت برا البيت .. مطمن ان ديما مو لحالها ، وعشان بنات خالاته ياخذون راحتهم في البيت ..
جلست ديما مع البنات .. خلود ...و حصة .. ومناير ... بنات خالتها عزيزة .... كانوا في غرفتها يفرجونها فساتينهم اللي جابوها يحضرون فيها عرسها .. ويتفرجون على فستانها الابيض بإعجااب .. وكل منهم تحلم بيومها وتقول ببالها "ياحظك بتعرسين ..متى يجينا النصيب ؟؟ " ..
قالت خلود (24 سنة ) : ماشاء الله يهبل الفستااان .. تكفين اذا عرستي عطيني اياه .. باخذه لعرسي ..
حصة (22 سنة) : وااي عليك خلود يا قليلةالأدب .. وشو اللي عطيني اياه؟ البنت ما بعد عرست وانتي ناوية على فستانها من الحين ..
مناير (17 سنة ) : ديما انصحك تقرين على فستانك .. ولا مارح تعرسين فيه .. وكله من عيون خلود ..
ديما تضحك عليهم ، قالت لخلود: هههههههه والله ليه ما أعطيك اياه... اذا تم العرس على خير وش راح اسوي فيه بعدها ؟ هي ليلة وحدة وبعدين مارح احتاجه ..؟
خلود بدهشة : واااه انهبلتي؟؟ امزح معك .. احد يتنازل عن فستان عرسه .. احتفظي فيه للذكرى ..
ديما بصدق وهي متناسية تماما القادم الكئيب ، ومتفاعلة مع البنات : أي ذكرى بعد ؟ فستان بالسعر الفلاني ليه يجلس بالخزانة لسنين انفع غيري فيه احسن ..وانتي شكلك مقاسك صغنون اكيد بيجي عليك !
خلود تأشر للبنات بمزح : شسوي الحين البنت صدقت ..ومقتنعة بعد !! ديما والله امزح معك .. هههههه ياماما عليك بالعافية .. انا عرسي بخترع له موديل جديد مو مكرر .. !!
حصة : هذا اذا عرستي يا حبي وما تميتي عانس ... خلينا الحين منك ... ديما نبي نتفرج .. وش جهزتي بعد لعرسك ؟؟
ديما : عايض حجز القاعة والكوشة بيجهزونها قبل العرس بيوم ..
حصة بلؤم :لأه لأه مش ده .. يللا يا واد يا قمييل ... ورينا الحاقات التانية .. شو اشتريتي ياقمر ؟؟
ديما بصدق : والله ماشريت شي ..
خلود تفتح عيونها : وبعدين حصووه اهجدي يا ماما ..عيب .. عيييييييب هالكلام .. وهالتلميحات .. اوووص
حصة باستهبال : شو اللي عيب ..هاه؟؟ ديما انتي ملاحظة انك اصغر مني بس انا اللي نصيبي متأخر حبتين ..؟؟
خلود : وانا وين رميتيني ورا ظهرك ..ديما ماعليك منها الخبلة ..ويااك تورينها شي ..
ديما وتوها تستوعب : ما عندي شي اوريها اياه اصلا ..
مناير تقاطعهم : ديما صحيح انتي ما تدرسين جامعة ؟؟!
ديما : لا هالسنة ما دخلت .. والله اعلم اذا بكمل بعدين ولا لأ ..
خلود : الا وين ماما ؟؟ تعالوا نشوف وين راحت هي وخالتي مختفين من الصباح ..
ديما : اكيد تعبانين من السفر امس.. اتركيهم على راحتهم ..
خلود وهي تجلس على طرف السرير : بس والله انه اكتشاف رهيب يا ديما انا شفناك .. الحمد لله انا جينا .. اخر مرة شفتك فيها كنتي توك بزر .. انا ما كنت اكبر منك كثير بس كنتي صغنونة لسا ..
ديما بخجل : كان عمري 13 سنة .. مو صغيرة مرة ..
دخلت منى فجأة .. وهي تبتسم ،،
منى من أول ما جوا وشافت ديما لامت نفسها كثير انهم تاركينها من زمان ولا جوا شافوها ، ولا واسوها ..
حبت ديما كثير ... شافت فيها أمها - واختها المتوفاة
، بعقلها وهدوئها وجمالها ورقتها ..وشافت فيها تحملها وصبرها وقوتها ... مزيج من الصفات الرائعة اللي ميزتها واضفت عليها هالة من السحر ..
منى تمازحهم : ليش الصوت العالي والضحك هذا .. اكيد خلود مخبلة فيكن يا ديما...
خلود رافعة يدها وتشهق : لا والله يا خالتي .. هذي حصووه ام الخبال كله .. قليلة ادب ..
منى :خلكن من هالخبال شوي ، صح ديما اصغر منكن لكن ماشاء الله شوفوا السنع والادب ..
خلود : لااه لااه .. من لقى اصحابه نسى احبابه شوف عااد كيف ؟
منى تكمل المزح : عشان كذا للحين الخطاطيب هاجين من بيتكم .. لما وحدة منكن تعقل كذا بيجيها النصيب وهو مغمض .. خذوا ديما قدوة لكم ..
ديما اللي تضحك على حركات البنات المأساوية ..و حصة اللي تمثل كأن قلبها وقف من الصدمة .. وخلود اللي تستهبل على خالتها .. يااه .. ما تخيلتهم بهذا الشكل .. وخفة الدم هذي ..
كانوا مسوين لها جو .. تمنت لو يكون وضعها مختلف شوي .. كان طااارت من الفرحة اكثر بكثييير من الحين .. كانت اكتملت بهجتها بجد ..
مر عليها وقت طويل كانت فيه وحيدة .ّ!.. اما الحين ..
آآه ..ما اجمل شعورك والحب والاهتمام يغلفك ممن حولك .. فقط .. ان تجد من تبادله الحديث والآراء .. وان تجد من هو من نفس جنسك .. إن كان قريب من عمرك .. أو كان أكبر منك خبرةً وحنكة ...
اشياء كثيرة افتقدتها جداً ..ولقتها فيهم ..
كانت كافية لتشعرها وعلى الاقل .. بالراحة..حتى و ان لم تكن السعادة .!
منى :.. ديما حبيبتي تعالي علميني أماكن الاغراض بالمطبخ .. اكيد من زمان ما كلتي اكل بيتي عدل .. بطبخ لكن اليوم انا ..
ديما ببهجة : ايه والله ما عرف شي توني قبل فترة كنت احاول اتعلم .. والخدامة اخرها تصلح الرز ..
منااير برجااء : خالتي سويلنا برياني .. احبببه البرياني حقك !
جات ام البنات عزيزة تشوف وش هالاجتماع ، ودخلت سلمت على ديما وحبت خدها وهي تقول : شلونك فديتك ؟؟؟
ديما بخجل من هالحب اللي يغمرها : الحمد لله يا خالتي عساك مرتاحة .. ؟؟
عزيزة بمحبة : الحمد لله مرتاحة بشوفتك ..
ولمحت الفستان من وراهم وراحت تشوفه مع منى ويعلقون عليه بفرحة ..
في المسا .. دخلت منى لغرفة ديما بعد ما سحبتها للداخل معها .. وجات عزيزة وانضمت لهن وسكرت الباب ،، ديما حست ان خالاتها ناويين يقولون لها شي مهم .. وما يبون البنات يسمعونها ...
عزيزة : ديما يا حبيبتي .. اول شي .. انا ادري انا كلنا مقصرين معك .. بس والله انك اقرب لي من بناتي هذيل اللي جالسين برا .. انتي بنت الغالية .. الله يرحمها .. ابيك تصارحيني .. تقولين لي أي شي .. أي شي مقلقك أو محيرك .. اعتبريني مكانها ولو اني عارفة اني ما راح اسد مكانها ..
ديما اللي تأثرت بالكلام .. وهي ما توقعت في شي ممكن ينبش احزانها اللي دفنتها بالغصب ،بهذا الشكل .. بدت دموعها تهددها .. وهي تحاول تتماسك .. ومنى تمسح على شعرها ..
عزيزة : صارحيني يا بنتي .. تراني ماشفت عريّسك للحين بس مجهزة له كلام كثير بقوله اياه واوصيه به عليك .. في شي تبين تقولينه .. أي شي ..فكري وقوليلي؟؟
رفعت راسها لخالتها وهي تتخيلها تكلم ذاك الكريــه وتوصيه عليها ....
قالت بابتسامة اخفت دموعها : لا تشيلين هم يا خالتي .. انا بخير وكل شي تمام الحمد لله .. ولو في شي ما بخبيه عنكم ..
عزيزة : الحمد لله .. مابيك تحسين انك لوحدك ابد .. حنا معاك يا حبيبتي .. وحتى لما نرجع راح نبقى على اتصال ..
منى اللي حست بتأثر ديما ، همست لاختها :.. خلاص عزيزة لا تضغطين عليها ..
ومسحت على راس ديما وهي تجلس بجنبها على السرير : الا ديما انتي جهزتي اغراضك كلها خلاص ؟؟
ديما وتناظرهم بمحبة : ايه الحمد لله ..
منى بدهشة : وين شنطتك اجل ؟؟
ديما بارتباك :آه .. ما .. امم .. باقي الشنطة ما رتبتها ..
منى بابتسامة : عزيزة وين الشنطة اللي قلت لك خليها معك ؟؟
عزيزة تتذكر : ايه .. الشنطة معااي خليني اروح اجيبها لديما ..
ديما اللي كانت مستغربة .. أي شنطة ؟
جات عزيزة بعد شوي ومعها شنطة ملابس سودا مقلمة بالرمادي ،، شكلها فخم وعملي .. متوسطة الحجم .. ناولتها ديما ..
قالت : هذي الشنطة كانت من ضمن هدايا امك لمنى يوم عرست ... وما استخدمتها للحين جديدة بورقتها .. حطي فيها اغراضك ..
مسكتها ديما بمحبة وقالت : طيب ..
منى راحت لدولاب ديما : وين اغراضك قوليلي وانا بساعدك .. ؟؟
ديما : عادي يا خالتي لا تتعبين نفسك انا برتبهم ..
منى بمزح : اووص تراني محترفة .. بعدين انتي تحتاجين احد عنده خبرة .. لا يكون تستحين من خالتك ؟؟
عزيزة : يا قليبي لا تستحين خلينا نساعدك ..
ديما بخجل : تسلمون يا خالتي والله ما قصرتوا ..
منى : يوووه يا ديما .. نسينا شي مهم مرة .. ؟
عزيزة : ايش هو .. ؟
منى : ما حجزنا لك بصالون .. تعرفين صالونات هنا بمنطقتكم ؟ ولا يحتاج لنا نسأل ؟؟
ديما : ما أعرف.. ممم في صالون اذكر رحت له مع أمي يوم حفلة تخرج الثانوي .. قريب مننا ..
منى قاطعتها : مرررررة حلو .. عطيني اسمه او طلعيلي رقمه عشان اتصل عليهم واشوف كيف نظامهم .. ونحجز لك ..
عزيزة : الله يفتح عليك يا منى .. انتي اهل الخبرة ..
ديما قامت تجيب الجوال باستسلام وهي تتذكر اسم المشغل ..
رجعت وشافت منى تفتش بدولابها .. وعزيزة جالسة على السرير تريح ظهرها ..
منى : غريبة ..
ديما تبتسم بتوتر : ايش؟
منى : ديما هذي ملابسك كلها ؟؟
ديما : ايه ..
منى : وين ملابسك الجديدة ؟؟ مافي اطقم جديدة .. ولا قمصان نوم ..
ديما تبلع ريقها : ما احتاج يا خالتي ..
منى بعتااب : الله يهديك .. شو اللي ما تحتاجين .. الوحدة تستنا زواجها عشان تجيب السوق كله عندها .. باقي كم يوم يا ديما وماشريتي شي .. الله يهديييك وش بنسوي الحين .. اول ما يجي عايض اكلمه ..
ديما حست بضيقة من الوضع .. الحين خالتها بتجلس وراها على كل صغيرة ، وتدقق في كل شي .. وهي مو متحملة ،، كفاية اللي تحملته .. ماتقدر تتحمل أي ضغوطات ثانية ...... لكن رضخت للأمر الواقع ..ظلت خالتها عزيزة بالبيت وطلعها عايض مع منى والبنات ، .. وهذا الشي اللي سببلها ضيقة اكثر .. يعني بتكون في موقف لا تحسد عليه قدام البنات واللي شمت من الحين ريحة حركاتهم واحراجاتهم اللي ماهي متحملتها ..
تركهم عايض بالسوق وراح لمشاويره على اساس يتصلون فيه لما يخلصون ..
وبدأت رحلة البحث ،، تفاعلت ديما شوي بالبداية واخذت من الاطقم الوانا وأشكالاً .. واكتفت بصعوبة مع زن البنات على راسها الا انها اقنعتهم اخيراً إنها ماتحب تكثر ملابس كثير ..
وراحوا لقسم القمصان .. وتركوها براحتها في هالقسم وجلسوا يترقبون اختياراتها .. الا انها اختارت كلها اشياء طويلة ساترة ما ارضت فضولهم ولقافتهم .. وخالتها ناهرتهم بشدة يعلقون عليها من قبل ..
واخراً انتهت من احد المهمات الصعبة المفاجئة .. ورجعوا للبيت بعد ما أرضت خالتها .. وارضت الاعين المتسائلة واشغلتها عنها .. وفي داخلها جرت انهاار محرقة من الحسرة ..
.
.
.
.
.
.
يتبع