كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل السابـــع
.
.
نواف جالس بالصالة ومعه كتاب وفاتح التلفزيون وقدامه عصير وكاسة ، دخل نايف وهو يراقب المنظر ..
قال بعجب : هذي مذاكرة بالله ؟؟؟شتسوي بالظبط ؟ تذاكر ولا تتفرج ؟؟؟
قال بطريقة مسرحية مكتئبة : والله كثر خيري 24 ساعة مكرف في هالكتب من حقي اغير جو شوي!
نايف بعدم اقتناع :ايه ..ايه .. و متى بتخلص اختباراتك ؟
نواف وهو يأشر بأصابعه برقم أربعة : باقي فور دايز !
نايف : آهاااا .. يللا اخلص من هالسنة وشوف لك تخصص ينفعك في حياتك !!
نواف بإحباط : انا بس انجح وبعدين يصير خير!!
نايف : الا فياض ما شفته؟؟ اذا جيت لقيته طالع.. واذا طلعت انا يجي !
نواف بصدق : مدري عنه ..
نايف بضجر : عايش لحاله ولا يدري عن الدنيا ..
نواف بسخرية : وانت مو احسن منه .....!!!
نايف يأشر : عالاقل انا عندي شغلي وانشغل فيه معظم الوقت .. اما هو الله العالم وين يكون .. لا شغلة ولا مشغلة !! شايف نفسه على ايش !! مدري متى بيعقل ..
نواف بحسرة : والله ليتني مكانه .. عندي الفلوس ..و فاضي وما عندي شي .. اسوي اللي ابي من دون شي ولا أحد يغثني ..
نايف بقوة: خلك بدراستك بس ..بعدين لاحق عاللي تبيه ..
نواف : ما يحتاج تذكرني.. وبعدين الاحلام ببلاش والله العظيم ..
نايف اللي ما يحب الاستهبال : المهم لا جا اخوك خله يكلمني ..
نواف بتهكم : شغال عندكم انا كل ما بغيتو اخبار الناس جيتو لي اقعدوا شوي بالبيت عالاقل وانتو تشوفون بعض !!
نايف: لا تسوي لي سالفة .. مثل ما قلت لك بلغني... انا مشغول ماعندي وقت اجلس بالبيت.. !!!!
نواف بملل : اووف ..والله وش هالعيشة بموت من الملل .. متى اخلص ياربيي وافتك !!
نايف بعجب : كلهن اربع ايام .. عز الله ما بنشوفك بالبيت بعدها !!
نواف بسخرية : اصلا ماراح تكونوا بالبيت عشان تشوفوني .. بس والله لافر الدنيا فرّ مع ربعي ..!!
نايف بعصبية : لا والله؟ محسب الدنيا كذا فالتة ؟؟ ممنوع حبيبي تطول برا بعد الساعة 10 .. وبعدين سيارتك هذي مفاتيحها تجلس معي .. ما تاخذها غير بعلمي ..
نواف وبدأ يعصب : لاااه ؟ و مين حاطك وصي علي أستاذ ناايف؟؟ انا حر اسوي اللي ابيه .. مالك شغل فيني .. وبعدين سيارتي هذي جايبها من فلوسي اللي تركها ابوي لي أنااا.. مو من حقك تلمسها !!
نايف بتهديد : والله العظيم يا نواف .. ان كسرت كلامي لاوريييك اللي ماشفته .... ما في شي بيصير غير بعلمي !!
دخل فياض من باب البيت اللي داخل الصالة وقطع النقاش الحاد ،
قال هو يرفع حواجبه : وش فيكم صوتكم عالي ؟
نايف : وانت يالاخ وينك من ايام ؟
فياض ببرود : شفيك؟؟ رووّْق ماشي يستاهل!
نايف : متفيج انت الثاني .. شووف ..انت وما اقدر اقولك شي ..بس اخوك هذا لو يمشي من دربك والله لاكسر راسه ..
نواف : شكلك ناسي اني عمري 20 .. انا مو صغير تتحكم فيني .. وبعدين اعرف مصلحتي زين ما زين .. وحيااتي أنا حر فيها
فيّاض : خلاص نواف نتفاهم بالموضوع بعدين .. خليني مع نايف شوي
نواف طلع من المكان بعصبية حتى نسى ياخذ كتبه ..
نايف جا بيعترض ،،
قال فياض : خله الحين .. بعدين شايف وشلون شاد حيله بدراسته وانت من الحين وتبي تخنقه وتسيطر عليه .. المفروض تشجعه ..
نايف : ايه اشجعه واعطيه الفلوس واللي يبيه عشان يصيع الاخ .. هذا اللي ناقص مو كافي حضرتك ..
فيّاض بصرامة : ناااايف !! لا تتدخل في حياته .. ولا في حياتي ..
نايف :لاه ؟؟... انتوا مو اخواني؟؟ ليه ما اتدخل فيكم ؟؟
فيّاض :خلاص سكر هالموضوع الحين .. واسمعني
نايف باعتراض : بس الـ ..
فياض وهو يتحرك للكنب : اسمعني ...
جلس باسترخاء على اكبر كنبة : أنا خطبت ..
نايف وقف مذهول يطالع في اخوه ..
قال بعد لحظة : هااااااه ؟؟؟؟
فياض بسخرية : سكر فمك .. شفيك؟؟
نايف بعدم تصديق : كذاااب .. فياض شخصياً يخطب ..!!!!! مين هذي سعيدة الحظ ؟؟
فياض : بنت عمك ..
نايف يرفع حواجبه بدهشة وفضول : أي عم ؟؟ وأي بنت ؟؟ ومن وين تعرفهم ؟؟
فياض وهو يأشر على فوق : أخت عايض ..
نايف بتفكير : وليه قررت اخيراً تتزوج يعني ؟؟؟؟؟
فياض ببساطة وهو يمسك ريموت التلفزيون ويفتحه : تغيير ..
نايف قرب من مكان جلوسه وهو يقول : تغيييير !! حبيبي الزواج ما فيه تغيير .. الزواج مسؤولية .. وما هو لعبة تسليك وبتخلص منها ...و لـــ .. ...
قاطعه فياض : يووه نايف بديت بمحاضراتك .. لا تخليني اندم اني علمتك ...!!
نايف بقهر : انت ما تفكر غير بنفسك ..؟؟؟؟ واللي بتظلمها معك بهالمزاج .. ؟؟ قال ايش.. تغيير !!!! .. ثم بكرة تنصدم بالمسؤولية وتظلمها معك ..
فيّاض بابتسامة : انت دايم تفكيرك سلبي .. مين قال اني بسوي كللللللل هذا .. رسمت لي حياتي كلها من الحين .. !!!!
نايف بتصحيح: لااء .. أنا أعطيك مثال على العواقب اللي بتجنيها لو ما فكرت من الحين ......... وبعدين ليه اخترت اخت عايض بالذات .. ؟
فيّاض باختصار : عجبتني .. وبس ..
نايف : ماشاء الله .. شايفها يعني بمكان عشان تعجبك ..
فيّاض يغير الموضوع : ايه .. المهم .. ابيك تشوف مكتبي عندكم في أحد جا بدالي او فاضي ..
نايف بفرحة :لييه ؟ تبي ترجع للشغل ؟؟؟؟؟؟ المكان فاضي من يوم ما تركته ..
فياض بتفكير : ما عندي شي اسويه هالايام .. ما يضر لو رجعت لفترة ..
نايف بتفاؤل : انت بس ارجع وبعدين يصير خير .. والله احسن لك من شغل الاستثمارات هذا اللي يوقف على نص رجل .. عالعموم اذا احتجت شي ... فلوس.. أي مبلغ .. خبرني ..
فياض يرفع حواجبه : ماراح أحتاج .. ليه العب بالفلوس انا ؟؟
نايف : قصدي على الزواج ..
فياض : آهاااا ..
نايف طلع من عنده وهو حاسس بأن أخوه فيه شي غريب .. شي كبيييير متغيّر .. وفجأة ناوي يرجع للشغل ..ويتزوج بعد ...!! هذين القرارين كانوا صدمة بالنسبة له .. على ايش ناوي يا فياااض ؟؟؟؟؟؟ هذا مو انت .. ومو من عاداتك !!!!! الله يستر منك ومن خربطتك هذي .. لا تكون وحدة من مزاجياتك وتجاربك وتخرب الدنيا كلها على راسك !!!!
.
.
.
.
.
.
.
.
في غرفتها
شاردة تفكر من بعد ما هدت وارتاحت نسبياً
مو قادرة للحين تصدق انه جا وخطبها ..
مشكلتها انحلت .. وانفتح لها باب كان مغلق من كل النواحي
وما تدري ،، اذا كان بنفس الوقت راح يفتح لها الكثير من المشاكل؟
بس كله يهون .. مقابل ستره عليها !
كل شي بتفكر فيه بعدين .. حياتها ، ومستقبلها !
كل شيء يمكن تأجيله .... كل مشكلة وراح تتصرف فيها بوقتها .. بس لا تفكير في الماضي ولا تفكير في المستقبل الحين راح ينفعها .. خلها تفكر بالواقع الحاضر وبس ،، و كيف راح تقنع عايض بموافقتها ؟؟
عايض شكله مرتاح للفكرة .. ومتقبل لها كخطبة بحد ذاتها .. لكن مو كشخص بعينه !!
واكيد هذا الشخص عنده بلااوي متخبية .. يمكن يسمع عنها من هنا ولا من هنا وساعتها 100% راح يرفضه ..
جا ببالها كلام عايض : ( كلامه أقنعني )
تمنت لو عرفت وش هذا الكلام اللي اقنعه ؟
معقولة اصلا هو يعرف يتكلم مثل الناس .. كلام عقلاني .. عشان يقنع احد بكلامه ؟ ما هي متخيلة هالانسان كيف تركيبته .. كل شي يجي ببالها عنه تتخيله في منتهى السوء والانحطاط .. لكنه اكيد يخفي حقيقته تحت الكثير من الاقنعة ، دام ما في أحد شاف هالحقيقة غيرها للحين ..أوتجرع منها !
و كل هذا ما يهمها الحين ...!
انتظرت ليومين عايض يفاتحها بالموضوع مرة ثانية .. ،،،،،
وفاتحها أخيراً ..
قال وهم جالسين عند التلفزيون مرة : ليه مطنشة موضوع الجامعة ؟؟ مو ازعجتيني زمان ودك تسجلين فيها ؟
ديما اللي صرفت نظر عن الجامعة هالايام .. وهي تعرف ان كل زميلاتها سجلوا وخلصوا
قالت : اذا قررت متى بروح قلت لك !
قال : وموضوع الخطوبة ؟؟؟
اعتدلت بجلستها بارتباك ، ما صدقت فتح الموضوع ..
قالت : ايش فيه؟
قال بصدق : انتي ايش تبيني اسوي فيه ..؟
سكتت شوي .. خايفة تندفع وتقوله شي يشككه ..
سألت بصوت واطـي: أنت ايش رايك فيه ؟
عايض اللي يحسّبها تبي رأيه بفياض قال : الصراحة انا ماعرف عنه الكثير .. ما في مكان أو أحد أسأل عنه عنده غير اخوانه .. بس انا فكرتي عنه لما شفته الصراحة... تعجبني شخصيته القوية .. وهدوءه .. احس انه انسان معتمد على نفسه .... والله اعلم بالباقي ..
ديما بتوتر : كان قصدي ايش رايك بالخطوبة ..
عايض : آمم ..انتي حرة .. تبين تكملين دراستك .. او تعطين نفسك فرصة للتفكير .. هذا راجع لك وما رح اتدخل بهالشي ..!!
ديما بعد لحظات : أنا ... أنا رأيي من رأيك .. اذا كان عجبك فأنا موافقة عليه ...
عايض اعتدل وفتح عيونه ..
قال : ايش تقصدين بأنك موافقة ؟
ديما حست انها تسرعت ..
قالت : يعني موافقة افكر بالموضوع ..
قال بابتسامة : ايييه .. وبعدين لا تنسين .. باقي لك الكثيير ... لسا استخارة .. نظرة ..سؤال ... اشياء كثيرة قبل لا تقررين !
سكتت وهي تحرك رجولها بتوتر ..
قال : .. انتظري الين ما تشوفينه .. والين ما تفكرين اكثر بمستقبلك ..
قالت : طيب ..
قال : انا اكثر شي يعجبني بالرجال انه يعتمد على نفسه .. هذا تقدرين تثقين فيه طول عمرك .. وهذا اللي يتضح لي من شخصيته كل ما شفته .. بس أهم شي خذي كل وقتك .. ولا تتسرعين ..
ديما كانت تسمع كلامه عن عايض وهي بداخلها تتسائل .. هل اخوها نظرته للناس لهالدرجة مو واضحة ومشوشة؟ ولا فياض هو الاستثناء الوحيد ما بين اولاد عمها والبقية كلهم من اللي يتكلم عنها عايض ؟؟ رجحت الفكرة الثانية .. وشردت بعاالم ثاني من التفكير !!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
في وقت لاحق ...
لبست عبايتها واستعدت للخروج .. كانت بتطلع من الغرفة ، و استوقفتها المراية ،، قربت منها تتأمل ملامحها .. من زماااااان ما طالعت بالمراية ،، يمكن همومها أنستها الاهتمام بنفسها ، وإحباطها أثر عليها .. شافت هالات من السواد تحت عيونها ما كانت لاحظتها من قبل .. عيونها ذبلانة ، وحتى شعرها تحسه تأثر.. صار يطيح بكثرة .. خصلاته بكل مكان تجلس فيه ، وتحس أطارفه تقصرت .. خبت شعرها تحت الطرحة ومسكت نقابها بيدها وطلعت ..
عايض اللي جلس بالصالة ومعه كوب الشاي الحافظ للحرارة ..
قال : يللا جاهزة ؟
قالت : ايه يللا ..
ونزلوا .. وكالعادة ما شافوا أحد بطريقهم للخروج من البيت ..
طلعت مع عايض تشتري لها ملابس كانت محتاجتها ، ومن زمان وهي مأجلة الموضوع ، لفت بالمحلات مع عايض اللي كان باله طويل .. اخذت اشياء بسيطة ، اعطاها عايض بالاخير فلوس وتركها تشتري لحالها عشان ما تنحرج منه ..
عايض : ما تبين شي ثاني
ديما : لا كثر خيرك .. اخذت كل اللي احتاجه
عايض : مو مشتهية شي ؟؟
ديما تلقائياً : لا ..
عايض طنش جوابها وكأنه مستعد له : نفسي آكل بيتزا .. تعالي بناخذ من دومينوز قبل لا نطلع ..لو ما عشيتك الحين مارح تاكلين الليلة ..
ضحكت وهي تمشي ورااه ودخلوا للمطعم ..
جلست تستناه وهو يطلب ... ولاحظت شلة من البنات كانوا جالسين في ركن المطعم ومسويين ازعاج بسوالفهم وضحكهم العالي .. طبيعيا استنكرت عليهم من داخلها .. قلة حيا الصراحة مكان كله رجال ، كان دخلوا لطاولة منعزلة عالاقل !!
فجأة شافت وحدة منهم تطالع بعايض .. وترجع تكلم صديقتها .. وشوي ولا كلهم يطالعون فيه .. ضحكت لا شعوريا عليهم .. لهالدرجة اخوها وسيم يعني ؟ ضحكت على حركاتهم واشاراتهم ، وللحظة ما درت بنفسها .. كيف نست همها كله ؟؟؟
قامت وهي تنفض افكارها .. وراحت لاخوها تبي تستغل الوقت اللي يناظرونه فيه البنات عشان تقهرهم .. مسكت ذراعه وشدته شوي من مكانه اللي ينتظر فيه الطلب ..
قال : هااه ؟ ايش فيه ؟
قالت : ايش اخترت ؟؟
قال : بيتزا خضار مع دجاج .. ليه اجيبلك شي معين ؟؟
قالت بابتسامة وهل تلف عينها شوي عالبنات : ايه جيب لي ايس كريم من اللي عندهم احبه .. صح .. وبطاطا.. ابي بطاطا مقلية ..
قال بابتسامة فرحة بطلبها للأكل : آها .. حاضر .. شي بعد ؟
قالت وهي تبتسم : لا شوكرااا رح انتظرك
رجعت لمكانها وهي تشوف انظار البنات من ورا نقابها تتجه لها بغيظ واستنكار .. مساكين شكلهم انقهروا .. اكيد يحسبوني زوجته ولا خطيبته .. رجع عايض بعد فترة وطلعت معه وهي تحكي له عن البنات اللي ماتوا عليه ..
لاول ليلة .. تشعر براحة .. صحيح مو راحة كليّة .. لكن عالاقل هدا بالها .. وهدا تفكيرها .. وما كان بنفس الحدة اللي ظل عليها طول الايام الماضية .. صحيح قلقها من الجاي كبييير .. لكن أملها بربها كان أكبر .. !!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
مر أسبوعين ...
استقر فيهم عايض بشغله .. وبدأ البحث عن بيت مناسب ..
فياض .. بدأ يشارك نايف في شغله .. وحماس غريب عليه ، يدب في اعمااقه ..
نواف .. خلص اختباراته بنسبة 91 % وما كان مصدق .. ووصل مع نايف لاتفاق سلمي قدر يحافظ فيه على حدود حريته وانفتاحه ..
ديما .. مطنشة الموضوع ظاهرياً .. لكن داخلياً صراعات نفسية متعبة تدور فيها .. تحاول تشغل نفسها كالعادة .. شوي بالمطبخ تحاول تتعلم الطبخ وتسوي شي لعايض .. وشوي تحاول ترسم .. تخيّط .. تحوس بلابتوب عايض ... ملّت من التفكير اللي محاصرها ..
الين ما جا عايض .. وقال لها خبر .... أفرحها .. وصدمها بنفس الوقت ..
" أبيك تجين تشوفين البيت اللي باخذه ان شاء الله .. "
كانت متفاجئة .. ومو عارفة تحدد موقفها .. وراحت معه ..
شافت البيت .. كان كبير لكنه من طابق واحد .. بسيط ومتواضع لكن حلاته في بساطته .. عجبها ذوق أخوها ،، وعجبها البيت من الداخل .. أربع غرف و صالتين وحمامات ومطبخ ... وله حوش وسيع من برا .. واكثر ما عجبها الزرع اللي براا والزهور ..
اعطته رأيها وشجعته ياخذه .. أخيراً بيكون لهم بديل عن بيتهم .. حتى لو ماراح تجلس فيه بالمستقبل .. صعبة ما يكون لك بيت او مكان تنتمي له .. وتنتسب اليه .. ويظل مرجعك لآخر لحظة من عمرك!
بموافقة ديما .. بدأ عايض في اجراءات التمليك واتمام الشراء .. وحدد موعد الاستلام .. وراحة كبييييرة توسع صدره .. تشتته من بعد موت والديه ،، والمسؤولية المتزايدة والضغط كان أحياناً يحس انه مستحيل يتحمل .. ،،لكن مع الكثير من الصبر والمحاولات والاجتهاد .. أخيراً بدأت تنتظم أموره وتترتب وبدأ يستقر في وضعه الجديد بكل راحة ..
رجع يفكر في ديما .. وموضوع الزواج اللي ما كان حاطط بباله أي حسابات له .. وليه لأ ؟؟ ديما ما هي بأختك الصغيرة ذات العشر سنوات .. ديما كبرت وانت مو منتبه .. من وهي صغيرة وانت دايما تشوفها مع امك ..مع ابوك .. مع الشغالة .. ولا عمرك كلفت نفسك بمسؤوليتها او اهتميت فيها كمسؤولة منك !!
الحين حبّه لها زاااد ومجرد كونه هو الوحيد المتبقي لها .. يخليه يصب اهتمامه اكثر عليها ،، ويفضل راحتها على أي شي قبلها ..
صح موضوع الزواج فاجئة بالبداية .. واحتار .. هل لو سلمها لأول من يجيها بيكون فرط فيها ؟؟؟
بس هو ولد عمه .. مو مثل أي أحد .. والقريب أولى من الغريب .. ولد عمه منه وفيه ..! بيكون له الحق عليه أكثر من أي إنسان آخر ..
تعطيها لقريب أفضل ولا تتركها لغريب ما تعرفه ولا تعرف أهله وتفكيره يا عايض ؟؟؟؟؟
السؤال كان يحيره .. فياض لو هو فعلاً مثل ما شافه.. انسان جاد .. معتمد على نفسه .... فهو فرصة ما تتكرر .. !
بالفترة الأخيرة .. اختلط كثير بنايف وفيّاض .. ما كان يشوفهم بكثرة من قبل .. لكنه وأخيراً بدأ يستشف شخصياتهم .. ويتعمق في علاقته معهم ..
ما يبي يستعجل ديما .. خايف ترفض وتضيع من يدها فرصة .. وخايف توافق وهو مازال متردد !!!
تمنى لو تقول له جوابها وتريحه .. بس لازم يقولها أكثر عنه .. يوريها اياه .. يساعدها تكوّن قرارها .. هي مهما كانت عاقلة وتفهم .. مازالت صغيرة ، وموضوع مثل هذا كبير .. مرة كبير عليها ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
انتظاره طال .. يحس بإنه انتظر شهرين مو اسبوعين .. مو هي اللي تبي هالزواج بالاصل .. ليه ما وصلته موافقتها للحين .. ؟
كان متظاهر بالبرود وان الموضوع ما جا على باله .. وكل كلامه مع عايض كان من خلال نايف ..لأنه كعادته قليل الكلام .. كثير التفكييير ..
إلى ما جا عايض وطلب منه طلب مفاااجىء ..
عايض وهو راجع من شغله اللي طول فيه هالمرة للعصر .. اتصل بفياض وهو راجع للبيت ..
فياض : .. أهلاً عايض
و بعد السلام .. قال عايض : ابي منك خدمة ..
فياض بدهشة : خدمة ؟؟
عايض : بطلب منك طلب صغير .. انت عارف ان ديما ما شافتك ولا تعرف عنك شي ..
فياض بعدم استيعاب : ايه ؟؟
عايض : اممم .. انت بالبيت ؟
فياض : ايه انا بالبيت ..
عايض : أجل قابلني تحت وأنا بجيك الحين ..
فياض : طيب بستناك ..
وابتسم عايض وهو يرجع يتصل في ديما ..
و يتمنى ينجح مخططه ..
.
.
.
.
.
.
وقفت بالحمام تغسل وجهها .. كانت نايمة لما عايض اتصل عليها واستعجلها تجهز نفسها.. قال بيوديها يشترون أثاث لصالة البيت الجديد .. ما تدري وش سر استعجاله ، وليه الحين بالذات ؟؟ توه مستلم البيت وتوهم ما بدأوا حتى يفكرون بالنقل !!
لبست حجابها وجلست تستناه .. ما هي الا دقايق وجاها ..
نزلت معه وهي تسأله بدهشة : ليه مستعجل عالبيت ؟ وبعدين مو لازم أجي معك .. ذوقك دايما يعجبني ..
قال بابتسامة : لا ما ينفع .. ما راح اسوي شي بالبيت الا وانتي مختارته معي .. وبعدين أنا عاجبني طقم كنب واخاف أحد يشتريه قبلي .. ابي اخذ رايك فيه ..
قالت باستسلام : طيب .. متى راح ننتقل للــبيت ؟؟
لما خلصت سؤالها .. كانوا وصالين للسيارة ، تحركت باتجاه سيارة عايض .. لكنه استوقفها
قال : ديما .. تعالي .. وين رايحة ؟
ناظرته بدهشة ..
قال بابتسامة : بنركب سيارة ولد عمك ،، سيارتي متعطلة ..
قالت وهي ترجع جنبه : ليه شفيها سيارتك ؟ كيف رجعت من الشغل اجل ؟؟
قال : خلك من سيارتي وتعالي ..
راحوا للسيارة السودا اللي أول ما وقع نظرها عليها
وقلبها يخفق بقووة ........وفهمت!!
هذي سيارة فـ ...
عايض :هذي سيارة فيّاض ..
التفتت لأخوها بقوة ..!!!! كأنه يقرأ أفكارها .. كأنه يكمل لها اللي ما كانت قادرة تكمله حتى بتفكيرها .. هو يحسب إني كذا بستانس عشان بشوف الخاطب المجهوول .. وما يدري إن شكله محفوور بالاسود في قلبي .. !!!
سكتت ومشت وراه ..
فتح لها الباب الخلفي ودخلت بهدوء .. وبداخلها شعلة تحرق نفسها .. فياض كان جالس بمقعد السائق ، وهي جالسة ورا مقعد أخوها .. السيارة ريحتها مو غريبة .. نفس ريحة الغرفة ..
منعت نفسها تطالع باتجاهه .. لحظات تلتقط انفاسها .. وتستجمع قوتها .. وتقاوم ضربات قلبها واضطرابها ..
هو الظالم .. هو المعتدي .. هي لازم تكون ثابتة .. هي صاحبة الحق هنا .. !!!!!!!!!
رفعت راسها تطالع فيه .. مو هذا اللي يبيه عايض ؟؟ هي عارفة انها لو طالعته ما راح يزيدها الا احتقاراً له في نفسها .. بس ما أتيحت لها الفرصة من قبل إنها تشوفه ، على إنه راح يكون واقع وشريك لها في مستقبلها القريب .. مثل ما هي تحس .. وتتوقع !!
كان في حديث يدور بينه وبين عايض .. ما سمعت منه ولا حرف .. ولا كلمة .. كانت عينها على ظهره المتصلب وذراعه الممتدة حول المقود .. حركاته متأنية .. بطيئة .. وواثقة .. وتقهر !
.. حتى كلامه .. هادي ومنظم .. فهمت الحين ليه عايض ماخذ عنه هالفكرة .. فهمت ليه يقول ما قاله !!!
لكن هي وحدها تحس بمدى الظلام اللي هو فيه .. والله يعينها .. هي وحدها من بيتجرع المرّ منه سواء تزوجها أو لا !!!!
وصلوا لأحد المحلات .. رغم إن الموضوع كان مكشوف لدى الثلاثة .. إلا إن عايض ما يحب يضحك على إخته .. هو للحين ما يدري هي مكتشفة الموضوع والحركة اللي سواها أولا .. ما يعرف هي ببرائتها ما فهمت .. ولا بعقلها وذكائها فهمت .. ؟ أكيد فهمت!
كان قايل لفياض على خطته ،، وفياض رحب فيها .. هي فرصة يستشعر وجودها ،، وفرصة يتقدم خطوة بالموضوع ..!!
نزل من السيارة وهو يدعي ربه يكون في شي حلو بمحل الاثاث اللي بيدخلونه .. فتح لديما بابها ،، ونزلت بتوتر ..
مشى جنب فياض وديما كانت وراهم على بعد خطوات .. دخلوا المحل اللي كان فاضي بهالوقت .. كان كبير وفخم ، من محلات الاثاث المعروفة .. ووقفت تتفرج على الاثاث وتركتهم يكملون ..
عيونها كانت عالاثاث وعقلها كان بعيييد عن المكان بكبره ..
لحظات وجا عايض يناديها ..
عايض لما دخل قال لفياض يساعده ويقترح عليه ، لأن المحل طلع فعلا حلو ولحسن الحظ !!
ترك ديما تتفرج وهو بنيته يعطيها فرصة تفكر وتراقبهم على راحتها
.. فياض لدهشته تفاعل مع عايض واقترح عليه ياخذ واحد من الاطقم الموجودة .. عايض عجبه الطقم وراح ينادي ديما ..
جات معه وعيونها بالارض .. رفعتها شوي تطالع بالطقم وهي ناوية مهما كان شكله بتقوله يجنن وحلو ومناسب .. !!
قالت بصوت باليااالله طلع : والله حلو .. عجبني ..
قال : يعني اتوكل على الله .. ؟؟
قالت : ايه ...
راح ينادي البائع ، وهي التفت تبي تلحقه ..ما تبي يكون الثاني اقرب لها من اخوها ..
كان واقف يراقب خطواتها المترددة ورا اخوها .. وحاسس بتوترها ،، حتى صوتها ما طلع وهي تتكلم .. يبي يسمعها مرة وهي تتكلم ، يشوف وجهها مرة ثانية .. يتأمل في ملامحها لمرة بهدوء وبدون ما يكون بموقف يضطره أو يقطع عليه .... يبي يوسع من صورتها في باله .. هو على وشك يوصل لها .. بس محتاج يرتب افكاره !!!
تم حجز الطقم .. ودفع مبلغ مقدم ،، كان سعره مرتفع لكن أهم شي انه عجبه وعجب ديما و كان حجمه مناسب لحجم الصالة ..
رجعوا للبيت في طريق صاامت إلا من كلمات بسيطة وتعليقات على محلات قابلتهم ومن هذا القبيل ..
شكر عايض فياض على وقته .. وطلب منه يعطيه المزيد من الوقت للرد .. وهو يتسائل لو فيّاض راح يقدّر رفض ديما.. إن رفضت ؟؟!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ديما دخلت لغرفتها تبدل وهي تحس انها كانت مخنوقة وتنفست...
و بنفس الوقت حست ان الموضوع في تقدم .. وإن موقف اليوم بيسهل عليها تقديم موافقتها لعايض بالقريب..
طلعت بعد ما بدلت ولبست بيجاما طويلة .. لقت عايض بالمطبخ .. دخلت لعنده وهي تبتسم ..
قالت : ايش تسوي ؟؟
قال : قاعد اخترع طبخة ..
وكمل بشك : تغديتي لما قلت لك اني بتأخر صح ؟
قالت بخجل منه : لا.. ممم والله كان فيني نوم ..
قال بعتاب : مو قلت لك تغدي انا ماراح اتغدى معك اليوم ؟
قالت : الشغالة كانت بتطلع لي غدا بس انا قلت لها بعدين ..
قال : حرام عليك شوي وبتصيرين هيكل عظمي ..
قالت بابتسامة : عادي... تدري انا تجيني اوقات واصير فيها أكولة درجة أولى ..
قال بضحكة : هههههه وينها هاللحظات ما تجي وانا موجود؟
قالت : اصلا شوف الثلاجة مين يخلص الاكل اللي فيها غيري .. وانت دايما تاكل بالشغل ..
قال : يللا اخر مرة .... عقابك بتاكلين من اللي بسويه الحين ..
قالت وهي تشوف الثوم اللي قاعد يقطعه وهو يتكلم : أيش هذا؟ بتجرب فيني ؟؟؟؟
قال :ايه لا تعترضين .. ساعديني .. طلعي لي خضار من الثلاجة ..
راحت للثلاجة وفتحتها وهي تسأله ايش تطلع له ..
قطع الخضار وحطه بمقلاة على النار مع زبدة ،، ووقف يستناه ينضج ..
ناظرها بتركيز وهو يسألها بجدية : الحين قوليلي .. شفتي فيّاض ؟
حركت عيونها عنه وقالت : ايه ..
قال : أنا تعمدت ابيك تشوفينه .. عشان تفكرين بشكل أوضح.. وتعطيني قرارك .. ديما اجازة الصيف ما بقى منها غير القليل .. وأبيك تفكرين زين وش راح تسوين .. استخيري واعطيني جوابك اللي انتي مرتاحة له ..
مسكت الملعقة الخشب اللي تركها بالخضار وقلبته بهدوء ..
كمّل : ترا هو ولد عمك وبيقدر قرارك مهما كان .. فلا تنحرجين ..
سكت لحظة وتنهد وهو يقول : بصراحة أنا محتار ..
رفعت عيونها له وشافت فيها الهمّ والحيرة ..
قالت تطمنه وهي حاسة بأنها حيرته وأتعبته معها بسكوتها : لا تشيل هم .. اطمن ما راح اخذ قراري الا وأنا متأكدة منه ..
باس جبينها بخفة وهو ياخذ الملعقة الخشب من يدها ..
قال بمزح : روحي بعيد .. طبختي لا تحطين يدك فيها ..
ضحكت وهي تحس براحة .. عايض سهل عليها كثييير .. وباقي بس تستخير وتعطيه جوابها اللي جاهز من زماااااااااااااااااااااان !!
.
.
.
.
|